Untitled 1
 
  تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 362 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 460 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 600 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 809 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 698 )           »          قمصان نوم تركي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 606 )           »          فستان مناسبات (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 624 )           »          جلابيات مغربية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 640 )           »          ايشارب حرير (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 558 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 971 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الأدبية > منتدى الشعر الشعبي والنبطي ( شعراء الشبكة )
 

منتدى الشعر الشعبي والنبطي ( شعراء الشبكة ) قصائد نبطية شعراء قبيلة سبيع الغلباء و الخليج ، دواوين شعرية بالشعر الفصيح و العامي بأجمل الكلمات وأجزل الأبيات


صفحه للتعريف بالشعر والشعراء ارجو الأضافه

قصائد نبطية شعراء قبيلة سبيع الغلباء و الخليج ، دواوين شعرية بالشعر الفصيح و العامي بأجمل الكلمات وأجزل الأبيات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
الذئب الأسود
عضو هـام
رقم العضوية : 19415
تاريخ التسجيل : 18 - 01 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : الأن جده والأساس رنيه
عدد المشاركات : 489 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : الذئب الأسود is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
صفحه للتعريف بالشعر والشعراء ارجو الأضافه

كُتب : [ 13 - 05 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سنحاول فى هذه الصفحه ان شالله ان نقوم بالتعريف بالشعراء من خلال التحدث عن سيرتهم الذاتيه واعمالهم لانه من الملاحظ اننا لانعرف الكتير عن من اثروا المكتبه الشعريه باعمالهم وابداعاتهم ولن تكون الصفحه مخصوصه لنوع معين من الشعراء بل لجميع اقسام الشعر واتمنى ان اوفق واتمنى من الجميع التفاعل واثراء الصفحه بما يعرفونه عن الشعراء سواء كانوا معاصرين او قدامى


1- ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات،في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب)
بدأ يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، كانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية،الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد.
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فكان يبدأالجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
ثم صدر قرار نفيهما معاً ، وترافقا إلى لندن
ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن

ومن دواوينه ديوان لافتات

ومن قصائده فلسطين لن تموت

ويحدث فى بلادى
ودمعه على جثمان الحريه

وبين يدى القدس

والسفينه


2- الشاعر الاسلامى محمد اقبال

* ولد الدكتور محمد إقبال سنة 1876م في الهند من أسرة براهمية الأصل اعتنقت الإسلام منذ ثلاثة قرون، درس الفلسفة في كلية لاهور وكان نابغاً في دراسته، وقال الشعر في سن مبكرة، وكان ينطق بالحكمة الإسلامية.



أرشد براهمة الهنود ليرفعوا
الإسلام فوق هياكل الأوثان
ان كان لي نغم الهنود ولحنهم
لكن هذا الصوت من عدنان


في سنة 1905م سافر إلى جامعة كيمبردج في بريطانيا، ثم إلى ميونيخ في ألمانيا ونال درجة الدكتوراه في الفلسفة، وقد استغل زمن اقامته في أوروبا فصار داعية إسلامية، مظهراً مزايا الإسلام, وألقى العديد من المحاضرات في انجلترا عن الإسلام وعظمته، وكتب قصائد اسلامية رائعة.



قد كان هذا الكون قبل وجودنا
روضاً وأزهاراً بغير شميم
لما أطل محمداً زكت الربى
وأخضر في البستان كل هشيم
هل أعلن التوحيد داع قبلنا
وهدى الشعوب إليك والأنظار


وقد سأل إقبال عن سر بلاغته في كشف أسرار الدين بأساليب لم يصل إليها أهل الفقه والتوحيد فقال: يرجع الفضل لأبي، فقد اعتاد أن يسألني كل صباح حين يراني منكباً أقرأ القرآن، ماذا تصنع؟ فأجيبه: أقرأ القرآن، وظل على ذلك ثلاث سنين يسأل نفس السؤال وأجيب نفس الجواب حتى كان يوماً فقلت له: ولكن لماذا تسألني عن شيء أنت أعلم بجوابه؟ فقال: إنما أردت أن أقول لك اقرأ القرآن وتعمق به واستغرق في معانيه وليست قراءة معتادة فقط، ومنذ ذلك اليوم بدأت أتفهم القرآن وأُقبل على معانيه.
وكان اقبال ينشد الشعر بالفارسية والأوردية في المحافل الدولية والأدبية والدينية،وأشعاره تحاول ايقاظ الشعور في قلوب المسلمين في كل مكان.



رحماك رب هل بغير جباهنا
عرف السجود ببيتك المعمور
كانت شفاف قلوبنا لك مصحفاً
يحوي جلال كتابك المسطور


وقد وافته المنية وهو ينظم كتابه أرمضان حجاز وقد طُبع بعد وفاته وقبل أن يودع الدنيا بعشر دقائق قال بيتين من الشعر:



نفحات مضين لي هل تعود
ونسيم من الحجاز سعيد
اذنت عيشتي بوشك الرحيل
هل لعلم الأسرار قلب جديد


وكان يتمنى ان تترجم اشعاره إلى اللغة العربية حتى يفهم العالم الإسلامي أسرار قلبه كما يقول، لقد عاش اقبال حياته باحثاً في أصول الدين متفهماً فلسفة الإسلام، ينظم أفكاره أشعاراً يدرسها لطلبة الكليات والمدارس الذين تعلقوا به كثيراً.



إذا الايمان ضاع فلا أمان
ولا ديناً لمن لم يحيي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء له قرينا


ومع ما كان عليه اقبال من استمساك باهداب الفضيلة واتباع لمبادئ الدين فلم يخل تاريخه من حساد تقولوا عليه للتقليل من شأن موهبته وابداعه، وكانت العقارب من بني جنسه تدب له لعرقلة خطواته، وكان اقبال يصف الإسلام بأنه دين السماحة وأنه اي الإسلام وضع النواميس والحدود, وتناول اقبال أحوال العالم كله وضمنها آراءه حول القوة,, هل هي قوة الفرد، أو الجماعة، أو قوة الأخلاق، وكان هدفه تهذيب الإنسانية بالكشف عن أسرار الإسلام، ومجد المسلمين الأولين، محاولاً أن يثير في أبناء الجيل قوة وحماساً ليتوجهوا إلى شرف الدنيا والآخرة وقال في هذا المعنى:



مجدك في حمى الإسلام باق
بقاء الشمس والسبع الشداد
ضياؤك مشرق في كل أرض
لأنك غير محدود المكان


وكان اقبال دائماً يوضح المفاضلة بين دين الإسلام وما عليه الاقوام الآخرون وقد سأله زملاؤه في جامعة كيمبردج في بريطانيا,, لماذا يُبعث الأنبياء ومؤسسو الأديان في آسيا دون أوروبا؟ فأجاب: لأن العالم مقسم بين الله والشيطان، ولما كانت آسيا من نصيب الله، كانت أوروبا من نصيب الشيطان ، فقالوا: قد عرفنا رسل الله فأين هم رسل الشيطان؟ فأجاب من فوره: انهم اليهود زعماء المكر والخداع , وكان اليهود وقتها مسيطرين على الاقتصاد الأوروبي تماماً.
وقد ذهب اقبال لزيارة إيطاليا وقابل الزعيم موسوليني في روما فقال له الدوتشي: انني أعجبت بما وصل إليَّ من أشعارك, فتحدث معه محمد اقبال عن الإسلام والمسلمين وعن انتشار الإسلام في الكثير من الدول الأوروبية، وعلل ذلك بفضل القبائل العربية التي كانت ما تزال تحتفظ ببداوتها القوية وفطرتها السليمة، كان اقبال متأثراً ومتصلاً بروح الإسلام مما أكسبه بصيرة نافذة ويؤكد بان الاسلام حقيقة عالمية يحتوي على مثل عليا واهداف عملية وأنظمة سياسية وأن هناك الكثير من الممالك والدول مدينة لقيامها للاسلام الذي دعاها إلى الاخاء الديني والترابط الاجتماعي والعدالة، وهي ليست مجرد نصح وترغيب بل هي خطط وقواعد تكفلت برعايتها التشريعات الحكيمة من نصوص الدين الحنيف,وان الاسلام يقرر ان الانسان وحدة كاملة دون فصل بين المادة والروح.
وكان اقبال يقول رحمه الله: ان المسلم لا وطن له، ولا مكان ولن يفنى مسلم بفناء الأزمنة والأوطان، لقد تعرضت الأوطان الإسلامية لهجمات وحشية من التتار والبلقان وغيرهم، وكان ذلك امتحان لذاتية المسلم، وبقى المسلم والمسلمون في كل بقاع الأرض خالدين ومنتشرين أبداً بقدرة الله سبحانه.


3- احمد فواد نجم الملقب بالشاعر البندقيه ولكن لايمكن عن الحديث عنه منفردا دون التحدث عن مطربه الشيخ امام عيسى وهما يعتبرا ظاهره شديده الخصوصيه


لم يكن أحمد فؤاد نجم سوى شاعر صعلوك و خريج سجون ...

و لم يكن الشيخ أمام سوى ملحن لمطربات و راقصات الدرجة الثالثة ..

ألا أنهما شكلا سويا أكبر و أشهر ظاهرة للاغنية السياسية على مستوى الوطن العربي !!!


و لم يكن يوم لقاءهما في ذلك البيت القديم بحارة " حوش قدم " سوى بداية لتلك الظاهرة الموسيقية التي أثارت أهتمام المثقفين كثيرا و أزعجت السلطات طويلا ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
ـ


نشأ أحمد فؤاد نجم في أحدى ملاجئ الايتام بمدينة الزقازيق ..و زامل فيه المطرب " عبد الحليم حافظ " ...و قضى في الملجأ أكثر من عشر سنوات ...خرج منه ليعمل في عدة وظائف .." كلاف " للبهائم ..ترزي في أحد معسكرات الأنجليز ( و قد ساعد الفدائيين في عملياتهم ضد الأنجليز في منطقة القناة ) ..ثم أستقر به الحال عاملا بأحد ورش النقل الميكانيكية .

ألا أنه لم يستمر طويلا حيث أشترك مع أحد السعاة في أرتكاب جريمة أختلاس و تزوير و أكتشف أمرهما و حكم على نجم بالحبس ثلاث سنوات .

و في عامه الأخير في السجن و لد الشاعر أحمد فؤاد نجم و بدأ في تأليف أولى قصائده و شارك في ندوات السجن التي كان يحضرها المسجونين و كبار الضباط ...و صدر ديوانه الأول " صور من الحياة و السجن " و هو يقضي أخر أيام فترة عقوبته في السجن و كتبت مقدمة الديوان الكاتبة الكبيرة " سهير القلماوي " ..

و قد ساعده كثيرا في السجن على أصدار الديوان اللواء / أبراهيم عزت و الرائد / سمير قلادة غطاس ...

و قد ذكر نجم هذا الرائد في قصيدة " صباح الخير عالورد اللي فتح في جناين مصر " ...: و بلغ يا سمير غطاس يا ضيف المعتقل سنوي ....بصوتك ده أللي كله نحاس صباح الخير على الثانوي " ....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ

أما الشيخ أمام فهو أزهري الدراسة ...تعلم الموسيقى و العود على يد الملحن الكبير الشيخ درويش الحريري ...و عمل في بطانة منشد ديني معروف و كان هذا المنشد يؤخذ الحان الشيخ أمام و ينسبها لنفسه مقابل مبلغ زهيد ...و قد رفضت الأذاعة أعتماد الشيخ أمام كملحن بها .

ألتقى نجم و أمام و تعارفا عن طريق صديق مشترك و في شقة الفنان التشكيلي الشعبي محمد علي في حارة حوش قدم ...و تمخض هذا التعارف عن أكثر من 200 أغنية و العديد من الحفلات في جامعات مصر و الهيئات النقابية و المراكز الثقافية ...

و كانت تلك الشقة الحقيرة في حارة حوش قدم الى مكان تجمع المثقفين في البلد الذين يأتوا يوميا للأستمتاع بأغاني أمام ونجم...و معهم جاءت أجهزة التسجيل لكي تسجل هذا النوع الجديد من الاغاني و كانت هذه الاغاني قادرة على رصد جميع السلبيات في المجتمع و قادرة على التهكم و بسخرية مريرة من جميع الشخصيلت في مصر و حتى و لو كان عبد الناصر نفسه !!

و بعد أن أبدع الثنائي نجم / أمام العديد من الاغنيات مثل : حلاويلا - شعبان البقال - عالمحطة - شيلني و أشيلك ...حدث ما يشبه القطيعة بين أمام و نجم بسبب بعض الوشايات من جانب أصدقاء الشيخ أمام الذين كانوا يروا في ألتصاقه و أرتباطه بنجم عقبة أمام شهرته و ذيوعه...و لكن بعد عدة أشهر عادت المياة الى مجاريها و عاد فريق العمل الصغير هذا ليواصل أبداعاته ..


ثم وقعت الواقعة ...و حدثت هزيمة يونيو - التي يطلقون عليها على سبيل الدلع " نكسة " - فغنى الشيخ أمام من كلمات نجم ..الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا و بقرة حاحا و عبدالودود ....و كانت أغنية " عبد الودود " هي صرخة الامل التي انبعثت من الشعب المصري لتدل على أن هذه الشعب حي و أنه في طريقه لتحرير أرضه من العدو الصهيوني الخبيث ....

و في أعقاب هزيمة يونيو ..أزدادت شهرة نجم و أمام و عرفا طريقهما الى صفحات الجرايد بل و وصلت شهرتهما الى الدول العربية ....

فقالوا عنهما في تونس و المغرب ..أهما الشجب التحتي للنظام الحاكم


و قالوا عنهما في سوريا و لبنان ..أنهما صوت نقمة الجماهير .

و قالوا عنهما في العراق ..أنهما زمجرة الغضب الأتي .

أما في مصر فقالوا عنهما ...أنهما الرد الشعبي على الهزيمة العسكرية و أنهما يمثلان أرهاصة مرحلة جديدة و مخاضها .


حاولت الدولة أحتواء هذه الظاهرة ...ففي أحد جلسات مجلس الأمن القومي قال أحدهم أنها " صرخة جوع يمكن أن نقتلها بالتخمة " ...و بالفعل بدأت الأذاعة و التلفزيون في فتح أبوابهما لنجم و أمام و بدأت أغانيهما الهادئة نسبيا تذاع على الجماهير ألا أن ذلك لم يغير من الامر شئ حيث ظلا على حالهما ...يهاجمان ممن يستحق الهجوم و يسخران ممن يستحق السخرية ...و ظل الشباب يستمعون أليهما و يعجبون بهما ...
و في فترة السبعينات أنضمت أليهم الفنانة ذات الصوت القوي عزة بلبع و التي تزوجها نجم بعد ذلك ...

و خلال فترة حكم الرئيس السادات قضى هذا الثلاثي خاصة نجم و أمام قضيا الكثير من الوقت في السجون و المعتقلات ...فكان الوقت الذي يقضيانه خارج الوقت يستغلانه في عمل أغنية جديدة تقودهما الى المعتقل مرة أخرى !!!

و في هذه الفترة أبدع نجم و أمام العديد من الأغاني مثل : صباح الخير ...( التي كتبها نجم تمجيدا في الشباب الذين قاموا بالثورة الطلابية المجيدة و التي أطلق عليها السادات أنتفاضة حرامية ) ..و رائعة نجيب سرور : البحر بيضحك ليه و الممنوعات و جيفارا مات و الله حي و أدي مصر و كلمتين لمصر و فلسطينية و في ذكرى الميلاد العشرين و أنا رحت القلعة ...و غيرها و غيرها من الأغنيات التي لا يتسع المجال لذكرها الآن ..


و رغم تغير الانظمة السياسية و رغم وفاة الشيخ أمام عيسى في مطلع التسعينات من القرن الماضي لازالت الدولة بكل مؤسساتها الثقافية تعادي ظاهرة نجم/ أمام ...و لا تعطي هذه الظاهرة التكريم و التقدير التي تستحقه ...

و رغم ذلك لازالت أغنية امام ونجم تجد كل التشجيع من الجمهور عندما تغنى في أي مناسبة من المناسبات خاصة من الشباب ..

و لا أنسى منذ عام تقريبا عندما غنى المطرب و الملحن الشربيني أحمد أغنية " عبد الودود " في مهرجان القلعة بنفس لحن الشيخ امام وسط تفاعل غير عادي من جمهور القلعة الذي لم يترك شربيني ينزل من على المسرح ألا بعد أن أعاد لهم الأغنية ...

نفس هذا الوصف يتكرر دائما مع المطرب السكندري خالد شمس عندما يغني في حفلاته أغنية " بقرة حاحا " ...

الشيخ أمام و احمد فؤاد نجم ظاهرة فنية أثبتت أن الأغنية السياسية لا تقتصر على المثقفين فقط و لكنها تمتد الى البسطاء الذين يشعرون أن هذه الأغنية تعبر عنهم و عن مشاكلهم و عن الآمهم وعن طموحاتهم....


4- أمير الشعراء أحمد شوقي ولد فى القاهرة عام 1868 م فى أسرة موسرة متصلة بقصر الخديوي

أخذته جدته لأمه من المهد ، وكفلته لوالديه

حين بلغ الرابعة من عمره ، أدخل كتاب الشيخ صالح – بحى السيدة زينب – ثم مدرسة المبتديان الابتدائية ، فالمدرسة التجهيزية ( الثانوية ) حيث حصل على المجانية كمكافأة على تفوقه

حين أتم دراسته الثانوية دخل مدرسة الحقوق ، وبعد أن درس بها عامين حصل بعدها على الشهادة النهائية فى الترجمة

ما أن نال شوقي شهادته حتى عينه الخديوي فى خاصته ، ثم أوفده بعد عام لدراسة الحقوق فى فرنسا ، حيث أقام فيها ثلاثة أعوام ، حصل بعدها على الشهادة النهائية فى 18 يوليه 1893 م
أمره الخديوي أن يبقى فى باريس ستة أشهر أخرى للإطلاع على ثقافتها وفنونها



عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة 1894 م فضمه توفيق إلى حاشيته
سافر إلى جنيف ممثلاً لمصر فى مؤتمر المستشرقين

لما مات توفيق وولى عباس ، كان شوقي شاعره المقرب وأنيس مجلسه ورفيق رحلاته
أصدر الجزء الأول من الشوقيات – الذي يحمل تاريخ سنة 1898 م – وتاريخ صدوره الحقيقي سنة1890 م
نفاه الإنجليز إلى الأندلس سنة 1914 م بعد أن اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى ، وفرض الإنجليز حمايتهم على مصر
1920 م



عاد من المنفى فى أوائل سنة 1920 م
بويع أميراً للشعراء سنة 1927 م
أنتج فى أخريات سنوات حياته مسرحياته وأهمها : مصرع كليوباترا ، ومجنون ليلى ، قمبيز ، وعلى بك الكبير
توفى شوقي فى 14 أكتوبر 1932 م مخلفاً للأمة العربية تراثاً شعرياً خالداً

نوادر احمد شوقي



حدث عندما كان شوقي منفيا فى أسبانيا أن استقل الأوتوبيس هو وابنه حسين ، فصعد رجل عملاق بادي الترف والثراء ، يعلق سلسلة ذهبية بصدره ، وفى فمه سيجار ضخم ، ثم ما لبث أن استسلم للنوم فى ركن من السيارة ، وراح يغط فى غطيطا مزعجا ، وصعد نشال شاب وسيم ، وهم أن يخطف السلسلة الذهبية ، ولكنه أدرك أن شوقي يراه ، أشار النشال إليه إشارة برأسه مؤداها : هل أخذها ؟. أجابه شوقي برأسه أيضا: خذها ، فنشلها الشاب ونزل



ولم يكد الشاب يترك السيارة حتى التفت الابن إلى والده شوقي وقال: هل يصح أن تترك النشال يأخذ سلسلة الرجل وهو نائم ؟أجاب شوقي: شئ عجيب يا بنى ! لو كنت مقسما للحظوظ فلمن كنت تعطى السلسلة الذهبية ؟ كنت تعطيها عملاقا دميما أم شابا جميلا؟ فقال الابن : كنت سأعطيها للشاب الجميل أجاب شوقي ببساطة : ها هو أخذها

خواطر لشوقي


وبعض هذه الخواطر قد نبع من القلب وهو عند استجمام عفوه ، وطلع فى الذهن وهو عند تمام صحوه وصفوه . وغيره – ولعله الأكثر – قد قيل والاكدرا سارية ، والأقدار بالمكاره جارية ، والدار نائية .وحكومة السيف عابثة عاتبة . فأنا استقبل القارئ فى السقطات ، و استوهبه التجاوز عن الفرطات شوقي – أسواق الذهب



من بغى بسلاح الحق ، بغى عليه بسلاح الباطل .
إذا بالغ الناس ، استعاروا للهر شوارب النمر .
هلكت أمة تحيا بفرد ، وتموت بفرد .
فى الغمر تستوي الأعماق .
ربما تقتضيك الشجاعة أن
" الهم غير وجهك ما ابتغيت ، وسوى النفع لخلقك ما نويت ، وعليك رجائي ألقيت ، واليك بذلي وضعفى انتهيت


5- الشاعر عمر الفرا واليكم تقديم له:-
عمر الفرا: شاعر شعبي سوري. ولدسنه 1949م, في تدمر ودرس فيها وفي

حمص. بدأ كتابة الشعر الشعبي منذ عمر الثالثة عشرة. عمل بالتدريس في حمص

لمدة 17 عاماً ثم تفرغ للأعمال الأدبية. معظم قصائده بالعامية البدوية. أشهر

قصائده "قصة حمدة" التي تتحدث عن معاناة فتاة بدوية أرادت عائلتها

إجبارها على الزواج من ابن عمها., وعرف عن الفرا نظمه للقصائد التي تمس

القضايا الاجتماعية، وتحكي قصصا ذات أهداف وأبعاد تثقيفية.

وروجت قصائده عبر شرائط "الكاسيت" لقدرته الأدائية المحببة، ذات اللهجة البدوية الخاصة.

ومن دوواينه:
"قصة حمدة"،" حديث الهيل"، "الأرض إلنا"، "كل ليلة"، وأصدر

ديوان : "الغريب"، باللغة الفصيحة.

وهذه قصيدة (حمده) المشهورة جداً
ما أريدك …
ما أريدك حتى لو
تذبحني بيدك
ما أريدك
إِبن عمي … ومثل اخويَ
ودم وريدي
من وريدك
أما خطبه
لا يا عيني
لاني نعجه
تشتريها
ولاني عبده
من عبيدك
ما أريدك
هذي القصه
قصة حمده
حمده الرمش اللي
يتحدّا
الرمش اللياخذ قلب الناس
الرمش اللي
ما عمرو ودّا
* * *
حمده كانت
أجمل ورده
بوجه الريح .. وصمدت مده
حمده كانت
نقطه بمصحف
تحدت كل سيوف الرده
اليوم الأول
تحدت حمده
اليوم الثاني
صرخت حمده
اليوم الثالث
نزلت دمعه
اليوم الرابع .. يوم الجمعه
دخلت أمها غرفة حمده
انشدهت
رجفت
عيون تجذّب
قلب يلجلج
خافت … شافت
جسم مثلج
شَعر تناثر
فوكَ مخده
صاحت …
جاوب مِرْوَد كحله
ماتت حمده .. ماتت حمده
* * *
ثوب المخمل ..
مراية حمده
المشط … البكله
كلهم صاحو …
والصوت الرايح
ما ودّا
تبكي كل رمال الصحرا
وتبكي كل بنيه حرّه
حتى طير الورور
ناح
وفوكَ ترابك
مرّغ خده
تغطّي حمده
برد الصيف
المثل السيف
يمّرض عينك
خايف إنها تمرض عينك
تعطّي حمده
تهنّي حمده …
هالأرض اللي
تحت اجرينا
أكرم مِ للي .. فوكَ بمده
تهنّي حمده
* * *
حلفت أمي …
وكل نسوان الحاره
شهدن
إنهن شافن
بليلة جمعه
فوكَ القبر الضامم حمده
حلفن إنهن شافن
شمعه
الشمعه شمعة نور
وعليَّت
عليَت. عليَت .. فوكَ .. لفوكَ
لفوكَ اللي
ما تعرف حده
وحلفن إنهن سمعن حمده
من جوّات القبر تصيح
تصيح وتنده
ما أريدك


6- غادة السمان ولدت غادة السمان في دمشق عام 1942. تلقت علومها في مدرسة البعثة العلمانية الفرنسية، وفي التجهيز الرسمية بدمشق.
تخرجت من جامعة دمشق تحمل شهادة الليسانس في اللغة الإنكليزية.
نالت شهادة الماجستير في الأدب الإنكليزي من الجامعة الأميركية في بيروت، عام 1968.
تزوجت د. بشير الداعوق صاحب دار الطليعة للنشر، أسست داراً خاصة لنشر مؤلفاتها.
لها العديد من الكتب في شتى أنواع الكتابة الأدبية والإبداعية.
في حقل الرواية أصدرت على التوالي:
- بيروت 75، عام 1975.
- كوابيس بيروت، 1979.
- ليلة المليار، 1986.
- الرواية المستحيلة، فسيفساء دمشقية، 1997.
وفي حقل القصة القصيرة أصدرت على التوالي المجموعات التالية:
- عيناك قدري 1962.
- لا بحر في بيروت 1963.
- ليل الغرباء، 1966.
- حب، 1973.
- غربة تحت الصفر، 1987.
- الأعماق المحتلة، 1987.
- أشهد عكس الريح، 1988.
- القمر المربح، 1994.
أما مقالاتها الأدبية الإبداعية ونصوصها الشعرية فقد نشرتها في 16 كتاباً من بينها:
"أعلنت عليك الحب" و "الجسد حقيبة سفر"، و "الرغيف ينبض كالقلب" و "كتابات غير ملتزمة" و "الحب من الوريد إلى الوريد" و "القبيلة تستجوب القتيلة" و "أشهد عكس الريح".
وقد حظيت غادة السمان باهتمام نقدي واسع تمثل بصدور سبعة كتب عن أدبها، عدا آلاف المقالات والدراسات، ومن بين أصحاب هذه الكتب: غالي شكري وحنان عواد وشاكر النابلسي وعبد اللطيف الأرناؤوط.
ولها عدا ذلك كتاب مترجم بعنوان "الشعوب والبلدان."
==============
نموذج من ابداعاتها
((اميرة في قصرك الثلجي ))
-------------------------

أين أنت أيها الاحمق الغالي
ضيعتني لأنك أردت امتلاكي
* * *
ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً
وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...
* * *
أين أنت
ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ،
واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري
* * *
ذات يوم ،
جعلتك عطائي المقطر الحميم ...
كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ،
دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة ..
* * *
ذات يوم ،
كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً
كلوحة من الضوء الحي ...
يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ،
دونما مناقصات رسمية ،
أو مزادات علنية ،
وخارج الإطارات كلها ...


7- شاعرنا هو كتير عزه

كثير عزة
هو كثير بن عبد الرحمن الخزاعى شاعر حجازى من شعراء العصر الاموى و يكنى كثير عزة نسبة الى محبوبته عزة التى قال فيها اكثر اشعاره، و عزة هذه هى بنت خميل بن حفص و كنيتها ام عمرو وكان يطلق ايضا الحاجبية نسبة الى جدها الاعلى .

ويقول رواة الشعر العربى القديم ان كثير عزة هو احد عشاق العرب البارزين و هو شاعر اهل الحجاز و يقال انه اشعر اهل الاسلام.

ويقدمون له صوره وصفيه طريفة فهو قصير شديد القصر ثم يضيفون انه كثير الاعتذاز بنفسه كثير العجب و الزهو و الخيلاء حتى ان الناس كانوا يجيئونه من الوراء فياخذون رداءه فلا يلتفت من الكبر و يمضى فى قميص...وانه كان يؤمن بالرجعة و التناسخ.

وكان خلفاء بنى امية(وفى مقدمتهم عبد الملك بن مروان) شديدى الاعجاب بشعره خاصه مدائحه.
يروون انه
قال يوما لعبد الملك:كيف ترى شعره يا امير المؤمنين؟
قال:اراه يسبق السحر و يغلب الشعر
وقال له عبد الملك يوما:من اشعر الناس يا ابا صخر؟
قال كثير:من يروى امير المؤمنين شعره.
فقال عبد الملك:انك لمنهم...

ويتفنن الرواة فى صياغة اخبارة و قصصه مع محبوبته عزة و كيف بدا عشقه لها فيقولون انه مر ذات يوم بنسوة من بنى حمزة و معه قطيع اغنام فارسلن اليه عزة و هى بعد صغيرة.

فقالت له : تقول النسوة بعنا كبشا من هذه ااغنم و انسئنا بثمنه الى ان ترجع فاعطاها كثير كبشا،فلما رجع جاءته امرأة منهن بدراهمه فقال لهاواين الصبية التى اخذت منى الكبش؟فقالت: وما تصنع بها ؟هذه دراهمك، فقال :لا اخذ دراهمى الا ممن دفعت الى و انصرف ينشد

قضى كل ذى دين فوفى غريمه و عزة ممطول معنى غريمها

فقلن:ابيت الا عزة! و ابرزنها له و هى كارهة .ثم انها احبته بعد ذلك اشد من حبه لها.

و يحلو للقدماء ايضا ان يقارنوا بينه و بين جميل بثينة .فيقولون ان كثيرا يقول و لم يكن عاشقا اما جميل فكان صادق الصبابة و العشق وان جميلا كان يصدق فى حبه اما كثير فيكذب فى حبه.

ثم يضيفون ان عددا النساء اللواتى شيعنه عند موته اكثر من عدد الرجال وكن يبكينه ويذكرون عزة فى ندبهم و كانت وفاته فى خلافة يزيد بن عبد الملك سنة خمس و مائة من الهجرة


8- الشاعر أبو القاسم الشابي مولدة ونشأته

ولد أبو القاسم الشابي في يوم الاربعاء في الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ الموافق للرابع والعشرين من شباط عام 1909م وذلك في بلدة توزر في تونس.

أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1296هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.

ويبدو أن الشيخ محمد الشابي قد تزوج أثر عودته من مصر ثم رزق ابنه البكر أبا القاسم الشابي ، قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بالآفاق ، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا في سليانه ثم في قفصه في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ 1924م ثم انه نقل الى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان الى صفر من سنة 1348هـ –اوآخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة الى توزر ، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلا بعد رجوعه الى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.

كان الشيخ محمد الشابي رجلا صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعرروف أن للشابي اخوان هما محمد الأمين وعبدالحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه ابوه وهو في الحادسة عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الاجنبية وقد اصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 الى عام 1958م.

وعرف عن الأمين أنه كا مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفا في هذا عن اخيه ابي القاسم الشابي. والأخ الآخر عبدالحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عنه حياته.





البداية الديوان طلب قصيدة مراسلة الموقع

خلق شخصية الشابي العجيبة اربعة عوامل واضحة المعالم في حياته وفي أحواله النفسية ثم في اتجاهه الفكري وفي شعره:

1- مرضه ، وعن مرضه نشأ تشاؤمه وسويداؤه وشدة انفعاله حيناً بعد حين.

2- حالته المادية ، وعنها نشأ ضغط أعباء الحياة وتكاليفها عليه فحرمته كثيراً من الحرية التي كان يجب أن يتمتع بها.

3- مطالعاته ، وهي التي طبعت نفسه وشعره بعناصر من الخيال والانفلات والنقمة ثم أدخلت على شعره شيئاً من الجدة والطرافة.

4- حال بلده تونس ، في البؤس الاجتماعي والتخلف الثقافي والضعف السياسي ، مما خلقه الاستعمار الفرنسي.

ولقد أضيفت هذه العوامل إلى عبقرية أصيلة وشاعرية فياضة فإذا نحن أمام شخصية فذة ولكنها هائمة مضطربة ، عاجزة ولكنها متمردة طموحه.

كان أبو القاسم الشابي ضعيف البنية نحيف الجسم مديد القامة ، ثم زاده المرض في إبان النمو الطبيعي نحولاً وضعفاً. وكذلك كان ذكياً حاد الذهن سريع الانفعال. وكان فوق ذلك رضي الخلق بشوشاً قانعاً بما وصل اليه من عرض الحياة الدنيا. متواضعاً خجولاً كثير التسامح في معاملة أصدقائه وخصومه ، رقيق الطبع لطيف المعشر خافت الصوت عند التحدث ، قليل التكلف في حياته الخاصه وحياته العامه. وقد كانت تعلو وجهه دائماً مسحه من الكآبة والوجوم ، برغم المرح الذي كان يحاول اصطناعه في جميع الأحوال والأحيان. ذكر الخليوي انه زار الشابي مرة برفقة مصطفى خريف فلقيا منه ملاطفه وإيناساً برغم انه كان في ذلك الحين يصارع الموت ويغالب
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحه إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحة بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الاطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على اية حال من عواقب الاجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.

يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يآتمر الشابي من نصحية الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الاضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال.يقول باحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ".

وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصه الحكيم الماطري قلنا ان الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي ان دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحه إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاظطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه ( حامة توزر ) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة والمطالعه. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلى أريانا وكان ذلك في إيلول واريانا ضاحية تقع على نحو خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء. ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.

ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر اكتوبر قبل وفاتة بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن ابا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.

توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من اكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ.

نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعه في السادس عشر من جماد الثانيه عام 1365هـ

ومن اشهر قصايده

اراده الحياه

انا ابكيك للحب

صلوات فى هيكل الحب
الساحره

اعتراف


9- شاعرنا هو ادونيس تلك الطفولة البعيدة ولدتُ في سنة 1930. في قرية فقيرة وبسيطة اسمها قصابين، في منطقة اللاذقية، قرب مدينة جبلة. قرية تذكّر ببدايات الخليقة: أكواخ من الحجر والطين سميناها بيوتا. وسط يتمازج فيه الشجر والبشر، وليس جسد الانسان الا الشكل الآخر لجسد الطبيعة. كان طين بيتنا يتشقق موسميا، وكنّا، في كل موسم، نكسوه بطين جديد، لكي يقدر ان يصمد في وجه المطر والريح والزمن. السقف: قضبان خشبية تُغطَّى بنبات شوكيّ، يُغطَّى
أدونيس في مكتبه بباريس

بالتراب، ومن ثم يُكسى بالطين لكي لا يخترقه المطر. مع هذا كثيرا ما كان المطر يتسلل عبر شقوقٍ غير منظورة، ويسقط نقطة نقطة فوق رؤوسنا جميعا- أبي وأمي واخوتي- وفي جميع أنحاء البيت، فيما نجلس للراحة او للطعام أو فيما ننام.

مرحلة "الكتّاب"

هكذا نشأت كأنني شجرة أونبتة. ولم يكن البيت الا حاجزا واهياً بيني وبين عشب الطبيعة حين تعصف او تمطر، أو رضاها حين تهدأ وتصحو. كان بيتا ضيقا. لذلك أقام أبي سريراً من خشب واسعاً ننام فيه جميعا، على أعمدة عالية من الخشب. كان هذا السّريرُ بيتا صغيرا داخل البيت، ودون أن يأخذ من مساحته شيئا- اذ كنا نستخدم المساحة تحت السرير لأغراض كثيرة. وفي الشتاء البارد كانت تنام تحته بقرتنا الوحيدة الطيبة، وصديقها ثورنا الوحيد الذي كان هو أيضا طيباً. كنت اذهب كل يوم حافي القدمين الى معلم القرية- الشيخ، أي ما يُسمى "الكتّاب"، لأتعلم القراءة والكتابة. كان يجلسني قربه، ويضع في قدمي الرأس المقوّس لعكازه، كأنشوطةٍ تمسك بي، وتحول دون ان أغافله وأهرب الى التسكّع في الحقول، كما كنت أفعل، حينما تسنح لي الفرصة.

حتى الثانية عشرة من عمري، لم أعرف مدرسة بالمعنى المتعارف عليه. فلم يكن في منطقتنا مدارس حكومية. وكانت أقرب مدرسة الى قريتنا تبعد مسافة طويلة لا يقدر طفل في سنّي أن يجتازها مرتين، يوميا. وحتى هذه السن، لم أشاهد سيّارة، ولم أعرف الراديو، ولا الكهرباء. وطبعا، لم أعرف المدينة.



. بعد أن أنهيت تعلم الكتابة والقراءة عند شيخ قريتنا في "الكُتّاب"، قرر أبي أن يرسلني الى تلك المدرسة البعيدة. واطمأنّ، رغم قلق أمي، الى ان تلميذا آخر يكبرني سنّاً سيذهب معي.

كان هذا التلميذ ابناً لمختار القرية، يوسف الكعدي، وكان اسمه عباس. وفي أحد أيام الشتاء، عدنا من المدرسة الى قريتنا، تحت مطر هائل لم ينقطع، طول الطريق. وصلنا مع غروب الشمس الى النهر الذي يفصل بين قريتنا والقرية التي توجد فيها المدرسة، واسمه نهر الشدة، وكان كمثل البحر، يهدر طائفاً.

غرقت دفاترنا وكتبنا... ونجونا من الموت

- عباس، لا. لا تنزل. النهر عميق. سيغمرنا بالماء. سنغرق. الأفضل ان ننتظر. ربما توقف المطر، وخفّ الفيضان.

- لا يزال هناك ضوء. اذا حلّ الليل، لا يعود بامكاننا العبور. وربما ازداد الفيضان. انه يجيء من مطر الجبال، لا من هذا المطر الذي ينهمر علينا. نعبر الآن، أو نعود الى المدرسة.

كان الوقت غروباً تكاد كثافة الغيوم ان تساويه بالليل. وكنّا عائدين، عباس وأنا، من أقرب مدرسة الينا في قرية يفصلها عن قريتنا هذا النهر، نهر الشَّدّة أو الشِّدّة- لا أعرف. لم أكن رأيت من قبل مطرا في ذلك اليوم. لم أكن رأيت النهر في مثل فيضانه هذا. وكان عباس الذي يكبرني ببضع سنوات يريد، كما خُيّل اليّ، ان يثبت شجاعته- لا أمامي، بل أمام قريتنا والقرى التي تجاورها. لم يصغ اليّ. أخذ يُنازع تموّج النهر، يقدم رجلاً، ويؤخر الثانية- كأنه يفحص اندفاع المياه وقرار النهر. وبدا المطر غزيرا ملحّاً ينهمر من غيوم تكاد أن تلامس أكتافنا- في صخبٍ هائلٍ من الرّعد.
لن نغرق. هات يدك. امسكْ بي جيدا. لا تخف. لم يكن لي خيار. أخذت يده، ولم أكد أمسك بها، وأضع قدمي في النهر حتى رجّني الماء. وأخذ يغمرني، حتى صدري، حتى كتفي، حتى عنقي. أسلمت نفسي للنهر، ولِيَدي عباس.
- قليلاً، ونصل الى الضفة الثانية.
قليلاً. لكن الفيضان يعلو. والمطر يشتد.
لم أصدق اننا وصلنا الى الضفة الثانية. وحين تجاوزنا الخطر، ووضعنا أقدامنا فعلاً في الجهة الأخرى من النهر. فوجئت بعباس يصمت، ويمتلئ وجههُ بملامح غريبة لا تعرف أهي خوف أم فرح أم مزيج منهما معاً. كأنه أدرك لتوه ان عبورنا النهر كان نوعاً من جنون الطفولة البريء. كأنه أدركَ أننا نجونا من الموتِ بقدرةٍ ليست فينا. كأنه تدارك تهوّرهُ: كيف لم يَحسب أي حساب للنتيجة الأخرى التي كانت ممكنة جدا، عنيتُ الغرقَ والموت نجونا.
وغَرِقَتْ كتبنا ودفاترنا. وكان وصولنا الى القرية عيداً.


هذا النهر الذي كادَ أن يأخذني معه الى سرير النوم الأبدي، هو نفسه الذي كان يأخذ أيام طفولتي بين أحضانه- غُدراناً، ومغاورَ، صخوراً وأعشاباً، أشجاراً ونباتات.


كل حبة نهدٌ صغير

كانت الألوان على ضفافه تتنوع وتتدرج، وكنت أمنحها عينيّ كأنني أمنحها للحلم. كنت أشعر أن وجودي بينها ليس إلا صورةً- مزيجاً منها جميعاً. كانت طفولتي تنسّماً لمجرى النهر، لضفافه، ولما حولها، ولما تحتضنه. كان طيفٌ يمسك بيدي، ويجري معي- نجلسُ تارة على صخرة، ونخوض تارة في مائه المحمولِ على بساطٍ من الحصى والرمل. وكنّا نتمرأى في غدرانه، وننظر بشغفٍ الى أسماكها الصغيرة، ونمدّ أيدينا نحوها، اليها- ونَحسب أننا نحوّل الماءَ نفسه الى طَسْت كبير تلعبُ فيه مع أيدينا.

في أيامنا، وليس عهدها بعيدا، كان الفلاحون في القرى يُحسنون الاصغاء الى كلام الطبيعة. كانت شجرة الزيتون من بين كلماتها الأكثر قرباً الى الطّبْع والى القلب، والأكثر ألفة. تمد حروفها كمثل الغُصون بين يَدي التراب أقواساً خضراء حانية. يتداخل رأسها وعنقها وصدرها في نسيج واحد: كأنها غيمةٌ بقدمين موغلتين في أعماقِ التراب. لا تحب الوحدة- تؤثر أن تندرجَ في جملةٍ، وأن تكون في جمع. وتزهو بقدر ما يكثر حولها الأصدقاء.
وهي نفسها تحيا في معجم الطبيعة بلا عنايةٍ، تقريباً. منذُ أن تُمسك جذورها بصدر أمها الأرض، تتولى هي رعاية نفسها وتربيتها. تكتفي بقليل من الضوء الذي تمنحه الشمس، وقليل من الماء الذي يجود به الغيم.


بيت بلا مطبخ

وتعرف كيف تدافع عن نفسها، ضد العواصف خصوصاً: تَصنع من غصونها شِباكاً لصيد الرياح. فيها، يجد الفلاح ما يشبه حياته، معنى ورمزاً. وكثيراً ما يفيء اليها، في لحظات التعب، ويتكئ عليها، متمتماً في ذات نفسه: بالزيتونِ، أقسمَ الخالِق. وتظل أبداً في ردائها الأخضر. صيفاً شتاء، ربيعاً خريفاً. لا تشحبُ لا يتغير لونُها. لا يسقط ورقُها. وفي موسم عطائها، تتدلى ثمارها في عناقيد- خضراء، سوداء. كلّ حبّةٍ نهدٌ صغير. غابةٌ من النهود. أنوثة كونية.
لم يكن عندنا، في البيت الذي شهد ولادتي، مطبخ كما هي العادة في البيوت، اليوم. كان المطبخ في الهواء الطلق. أمام البيت. قرب العتبة. كانت القِدْرُ كمثل قربانٍ يُرفع الى الأفق.
هذا في الفصول أو الأيام التي لا تعرف المطر والبرد. أما في الأيام الأخرى، شتاء، فكانت المدفئة داخل البيت تتحول هي نفسها الى مطبخ. نتجمع حول المدفئة. نمدّ أرجلنا في اتجاه دِفْئِها. نُصغي الى نشيد الحَطب يتصاعد في لهبٍ أحمر. ننظرُ بشغفٍ الى القِدْر فوقه، تلبس السواد وتخبئ طعام يومنا في حناياها.
- "انهضْ. يكفيك نوماً. طلعت الشمس"، انه صوت أبي. يهزّني من كتفيّ، رافعاً عني اللحاف. كأنه يقول لي: لا يكفي أن تقرأ الكلمات، أو أن تحفظها، وترددها. ينبغي أيضاً أن تحولها الى غيوم تمطر فوق الحقول.
وفي كل صباحٍ، عندما كانت أمي تهيّء لي زوّادة المدرسة، وتكرر، فيما تقبلني، العبارة-اللازمة: "در بالك على حالك"، كنت أشعر، وأنا في طريقي الى المدرسة "الكتّاب"، أنها ترافقني. أنها، أحيانا، تجلس الى جانبي. أنها كانت تمدّ يديها لتلمس الفضاءَ فوقي- أهو نديٌّ، أم يابس أهو مائلٌ الى الصحو، أم الى التغيّم الى الدّفء والاعتدال، أم الى البرودة


- ولعلها كانت تُضيف الى ثيابي ثوباً آخر منسوجاً من خيوط صلواتها.


لا تزال راسخة في ذاكرتي صورٌ من أشياء طفولتي في القرية. أذكر منها السرير الخشبي الهزاز الذي كان بمثابة رَحَمٍ ثانية. تمثالٌ للنوم واللعب في آن. ينام فيه الطفل لاعباً، ويلعب فيما ينام. سلّةٌ مستطيلة، بمقبض طويل، يُوضع فيها الطفل كمثل ثمرة. رمزٌ، ماديٌّ هذه المرة، للحياةِ والولادة. وهكذا حوّله القرويون الى لغزٍ يتبارون في حَلّه: "شيء، لا شيء. له قدمانِ، ويمشي" ذلك هو السرير الخشبي الهزاز.
وكان يمشي على بساطٍ صوفي أبيض، غالباً أو تخالطه أحيانا خطوطٌ حمراء أو سوداء، كأنها صورٌ عن خطوط اليد التي نَسجته. وكان البساط يغارُ من السجادة التي لم تكن تفرش إلا للضيوف. كان الضيوف جزءاً من العائلة- الجزء الذي يخترق رتابةَ العادة. لهذا، كان يُستقبل بما يخترق أيضاً هذه الرتابة. كان يدخل الى البيت كأنه ضوءٌ من مكانٍ آخر. يُنوّر البيت، ويضفي على حضور العائلة ألَقَ السرور والغبطة. وحين يكون الضيف صديقاً للعائلة، تشعر كأن بيتها تحوّل الى حديقةٍ من النّور.
أذكر أيضاً حقل تَبْغٍ أمام بيتنا. وحقول قَمح، قريبة اليه. وحسَن الليمون.
منذ طفولتي، تمرّست بالعمل- فلاحةً وزراعةً، وحصاداً. مرة، أخذ المنجل اصبعي، ولا يزال أثر ذلك الجرح واضحاً حتى اليوم. وكنت أسابق البارعين في شَتْلِ التبغ. كان الشّاتولُ كمثل قلمٍ في يديّ، والحقل كمثل صفحةٍ بيضاء. وكانت شَتلات التبغ بمثابة الكلمات.


يا لتلك السّطور، تلألأ حميمةً في كتاب العُمر. وقد عرفتُ كيف أخطّها بِفضْل التتلمذ على حسن الليمون الذي كان يعمل مع أبي في الفلاحة والزراعة والحصاد.


حسن الليمون، ألمحه الآن يتكئ على المحراث أكثر انحناءً منه. ظهرهُ كمثل القوس، وعيناهُ أكثر نفاذاً من السّهام. كان صديقاً، بين أقرب الأصدقاء، الى المطر والغيم، الحَقل والشجر. الى البقرة والماعز، الثور والجَدْي. وما تبقى، في ذلك الفلك الحيواني الوديع، الصّامت.
كان يعمل، ويأخذ بدلاً عن عمله، قمحاً أو زيتوناً، أو نتاجاً آخر. لم تكن لأبي القدرة لكي يعطيه مالاً نَقداً. وهو نفسه كان راضياً بما يأخذه، وسعيداً. لم يكن مجرد عاملٍ يساعد أبي. كان قبل ذلك صديقاً مُحبّاً. وكان أبي يعامله كأنه عضوٌ في العائلة.
أذكر أيضاً عين قصّابين وكانت قريبةً الى حقل التبغ أمام بيتنا. من مائها، كنّا نسقي مشاتل التبغ، وشتلاته عندما كنّا نُسْلِمها لأحضان الحقل.
عينٌ- تمثالُ ضوءٍ وعتمة، طالعٌ من أحشاء الأرض. أحاطها أهل قصابين بصَخْر، وبنوا فوقها قُبّة من الحجر، تظللها كطفلةٍ تُغطّى، وقايةً من الريح والغبار.
عينٌ ترى الينا، فيما نشرب دمعها. أهي التي كانت ترانا، حقاً، أم الجنّيات الساكنةُ فيها- تختبئ نهاراً، وتظهرُ ليلاً
عينٌ تنبجسُ منها أيامنا وتسيل كأنها الماء.
أذكر كذلك التنّور. يمكن أن أنسى أشياء كثيرة في القرية، إلا التنور. ألأنني لا أقدر أن أنسى النّار، أو أنسى الخبز الذي كان يخرجُ منه، وتسبقه الينا رائحته الذكية كأنها آتية لِتوّها من السماء




*- هذي بعض من القاب الشعراء

الشنفري:
عمرو بن مالك الأذدي ، من قحطان

تأبط شراً :
ثابت بن جابر بن سفيان أبو زهير الفهمي ، من مضر

السمؤال :
السمؤال بن غيض بن عادياء الأذدي من سكان خببير

المتلمس :
جرير بن عبد العزى ، او عبد المسيح ، من بني ضبيعه ، من ربيعة

الأفوه الأودي :
صلاءه بن عمرو بن مالك ، ابو ربيعة من بني أود ، من مذجح

النابغة الذبياني :
زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري ، أبو امامه

الأعشى :
ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي

الخنساء :
تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد من بني سليم من مضر

الحطيئة :
جرول بن اوس بن مالك العبسي النابغة الجعدي العامري أبو ليلى

مجنون ليلى :
قيس بن الملوح بن مزاحم العامري من نجد

الأخطل :
غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو ، ابو مالك ، من بني تغلب .

الراعي النمري :
عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل

ذي الرمة :
غيلان بن نهيس بن مسعود العدوي من مضر

ابن ميادة :
الرماح بن ابرد بن ثويان الذبيان الغطافني المري ، وميادة هي أمه أشتهر بها

الفرذدق :
همام بن غالب بن صعصعة التميمي ولقب بالفرذدق لجهامة وجهه وغلظته .

صريع الغواني :
مسلم بن الوليد الأنصاري .

أبو العتاهية :
إسماعيل بن القاسم بن سويد العين الغزي أبو اسحاق .

ديك الجن :
عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام من بني حبيب ابو محمد الكلبي

المتنبي :
احمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي أبو الطيب ولقب بذالك اللقب لأدعائه النبوه وهو شاعر العربية بلا منازع

ابن زيدون :
احمد بن عبد الله بن احمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي .


منقول




الذئب الأسود من قبيلة الملوح

يانعم يالأجناب مافيكم ردا ******* لكن ربعي في القبايل كايدين
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب الحديثي 27 صفحه منه الراعي الكتب والوثائق والمخطوطات 5 16 - 04 - 2009 13:42
صفحه من الذكـــريات !!!!!!!!!!!!! مسعود الحويزي منتدى الشعر الشعبي والنبطي ( شعراء الشبكة ) 10 03 - 09 - 2007 22:58
أرامكو السعودية تطلق اليوم حملتها الإعلامية للتعريف بالبنزين الجديد ماضي المديري منتدى الأخبار 0 01 - 10 - 2006 13:51
مساجله المحترفين بالشعر ابو حمد السبيعي منتدى الشعر الشعبي والنبطي ( شعراء الشبكة ) 0 01 - 03 - 2006 01:44
موقع قمة للتعريف بأعداء الأمة الحقيقين راعي الهلالية المنتدى الإسلامي 8 01 - 03 - 2004 00:03


الساعة الآن 17:20.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها