- "الاقتصادية" من الرياض - 23/06/1429هـ
تمكنت اختصاصية علاج طبيعي سعودية من فتح آفاق جديدة نحو تحسين المشي لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي التصلبي في الأطراف السفلى باستخدام التنبيه الكهربائي العضلي العصبي، من خلال بحثها الذي أشادت به مجلة علمية أمريكية محكّمة تعرف باسم "التأهيل العصبي" ونشرته في مجال العلاج الطبيعي و التأهيل، حيث اعتبرت هذا البحث إنجازا طبيا في مجال العلاج الطبيعي.
وقالت وفاء محمد العيد الخطراوي اختصاصية علاج طبيعي عضو الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي أن استخدام التنبيه الكهربائي العضلي العصبي في برامج مختلفة لتأهيل الأطفال المصابين بالشلل الدماغي يعد وسيلة معروفة في مجال التأهيل، لكن الجديد الذي أتى به البحث يكمن أولاً في فكرته التي تتبنى اختيار العضلة المباعدة للوركين و تنبيهها في أثناء المشي وفق معايير معينة بحيث ينتج عن هذا التنبيه المستمر انقباضة عضلية دنيا تؤدي بدورها إلى تقليل التشنج العصبي لدى العضلة الوركية الضامة وكذلك تقوية العضلة المباعدة، وبالتالي تحرير حركة الورك و الحوض، و توفير قدر أفضل من التناسق العضلي العصبي للأطراف السفلى و الحصول على ثبات أفضل أثناء المشي. وأكد أولياء أمور الأطفال المشاركين في عينة الدراسة ملاحظتهم تحسن المشي وتقليص مرات السقوط لدى أبنائهم في الفترة التي تم فيها تطبيق إجراءات البحث ببرامجه المختلفة.
وأوضحت الباحثة الخطراوي، المبتعثة من وزارة الصحة لإكمال درجة الدكتوراة في تخصص العلاج الطبيعي في كلية كينجز في لندن في المملكة المتحدة، أن " قوة البحث التطبيقية تعود إلى استخدام التقنية الحديثة والدقيقة لإثبات ورصد التغير في ديناميكية المشي لدى الأطفال المشاركين في عينة الدراسة، حيث تم تطبيق إجراءات البحث في معمل مشي متكامل".
وذكرت أن الدراسة هدفت إلى البحث في تأثير البرنامج القصير و الطويل نسبياً لاستخدام التنبيه العضلي العصبي الكهربائي للعضلة المباعدة للورك على الجانبين، من حيث معايير المسافة والزمن والتحليل الحركي الزاوي للأطراف السفلية خلال المشي للأطفال المصابين بالشلل الدماغي التصلبي (الأطراف السفلى).
وأشارت الباحثة الخطراوي إلى أنه شارك في هذه الدراسة 51 طفلاً تم توزيعهم في مجموعات: المجموعة الأولى تضمنت 20 طفلاً سليماً (40 طرفاً سفلياً)، و المجموعة الثانية شملت 21 طفلاً مصاباً بالشلل الدماغي التصلبي متأثراً في كلا طرفيه السفليين (42 طرفاً سفلياً)، أما المجموعة الثالثة فهي العينة الضابطة و التي مثلها عشرة أطفال مصابون هم أيضاً بالشلل الدماغي التصلبي (20 طرفاً سفلياً) لكن لم يتم تطبيق برامج التنبيه الكهربائي عليهم و إنما استمروا في تلقي برامج العلاج الطبيعي التقليدية دون تدخل.
وأضافت أن النتائج كانت إيجابية فيما يخص العينة المختبرة، حيث تمثل التحسن في الأداء الحركي اليومي بشكل عام وفقاً لنتائج الاستبيان الذي تم توزيعه على الآباء، و كذلك في المعايير الحركية الأخرى في أثناء المشي بحدوث تحسن معتبر إحصائياً للعينة التجريبية في معايير المسافة والزمن للمشي وأغلب قيم التحليل الحركي الزاوي للأطراف السفلية خلال المشي للأطفال المصابين بالشلل الدماغي التصلبي (الأطراف السفلى) مقارنة بالعينة الضابطة خلال برامج التنبيه المختلفة، هذا إضافة إلى انخفاض ملموس ومعتبر إحصائياً في درجة تشنج العضلة المقربة.
وزادت الباحثة الخطراوي بقولها إن" الأبحاث العلمية في مجال العلاج الطبيعي تمثل أهمية قصوى لتقدم هذا التخصص و بالتالي إفادة الأفراد والمجتمع، لكنها في الوقت نفسه أبحاث مكلفة مادياً حيث إنني قمت شخصياً بتمويل إجراءات هذا البحث و تطبيقاته على نفقتي الخاصة".
وأكدّت الباحثة ضرورة التنسيق بين الباحثين والجهات ذات العلاقة لا سيّما وأن نسبة الإعاقة الناتجة عن الشلل الدماغي في المملكة لا يمكن تجاهلها على الرغم من غياب الإحصاءات الدقيقة والمتجددة المعنية بهذا الشأن
جريدة الاقتصادية
غير متصل
