Untitled 1
 
  تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 350 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 453 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 588 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 797 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 683 )           »          قمصان نوم تركي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 599 )           »          فستان مناسبات (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 612 )           »          جلابيات مغربية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 629 )           »          ايشارب حرير (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 543 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 956 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > منتدى تاريخ الجزيرة العربية > تاريخ الجزيرة العربية
 

تاريخ الجزيرة العربية كل ما يتعلق بتاريخ الجزيرة العربية منذ القدم وسكانها والوثائق التي تخص الحكومات المتتالية عليها


جزيرة العرب وفضلهم

كل ما يتعلق بتاريخ الجزيرة العربية منذ القدم وسكانها والوثائق التي تخص الحكومات المتتالية عليها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post جزيرة العرب وفضلهم

كُتب : [ 14 - 02 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

جزيرة العرب :-

مكة المكرمة، هذه المدينة التي تقع في بطن وادٍ غير ذي زرع هي مهبط التوحيد ومهد الإسلام ومشرق النور وأرض الطهر وهي المدينة التي ولد ونشأ فيها سيد الأنبياء وخير المرسلين - صلى الله عليه وسلم - مكة هذه هي أهم مدن الجزيرة العربية لما لها من تاريخ وقدسية والجزيرة العربية هي إحدى أشباه جزر في جنوب آسيا وهي شبه جزيرة العرب وشبه جزيرة الهند والهند الصينية وتمتاز في أنها أكبرهن مساحة وتفردا في الموقع فهي قلب العالم القديم بينها وبين الهند تسعمائة كيلو متر وبينها وبين إيران تجاور في مضيق هرمز وتقابل على شاطئ خليج البصرة وتلاصق في العراقين العربي والعجمي وحدودها في الشمال متصلة مع سوريا والعراق ومصر وما صحارى الشام والعراق وسيناء إلا جزء من الجزيرة العربية وما سهول الرافدين والجزيرة السورية وسهول حلب وحماة وحمص والغوطة وفلسطين وحتى خليج العقبة إلا صلة مستمرة لسهول الجزيرة الساحلية الضيقة وامتداد خصب عريض لها وقد تألقت على جوانب الجزيرة العربية مراكز الحضارة القديمة والتقت على أطرافها موجات وتيارات وديانات سُميت بلاد العرب جزيرة لإحاطة الأنهار والبحار بها من جميع أقطارها وتنقسم إلى خمسة أقسام وهي : تُهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن وتُهامة سهل ساحلي يحاذي البحر الأحمر ويمتد مع جبال السراة والحجاز سلسلة جبال السراة الممتدة بين اليمن والشام وهو يحجز بين اليمن والشام وبين تهامة ونجد وفيه تقع مكة المدينة التي وُلد فيها محمد - صلى الله عليه وسلم - وهي منطقة انتقالية بين تأثيرات مناخ البحر الأبيض المتوسط والمناخ الموسمي ويؤثر عليها أيضًا قربها من ساحل البحر الأحمر وتتأثر في الصيف بالجبهات المدارية وتختلف فيها درجات الحرارة فمن ثمانٍ وأربعين درجة في الصيف إلى ثماني عشرة في الشتاء وأمطارها صحراوية غير منتظمة ومعدلها السنوي بين ثمانين مليمترًا ومائة وخمسة وعشرين مليمترًا تسقط في الشتاء أما الرياح فغالبًا ما تتأثر بالرياح الشمالية الغربية والشرقية وهي جافة صيفًا رطبة شتاءً تهيمن الجبال السوداء الداكنة على مكة فهي ذات تركيب جرانيتي وقد شهدت أحداثًا هامة ففي غار حراء نزل الوحي أول ما نزل واحتضن جبل ثور سيد الأنبياء وصاحبه وبين الأخشبين أبو قبيس وهندي بنى إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - الكعبة المشرفة تقع المشاعر المقدسة وادي منى والمزدلفة وسهل عرفات .

يقول الرحالة / ديفر جي واصفاً صحراء العرب : ( تعرف القافلة وهي تتوغل في الصحراء علاماتِ ريح السموم الأولى وهي أن السماء تظهر في الأفق مغراء ثم قهباء فدكناء والشمس تضعف أشعتها فتصبح حمراء والرمال الناعمة تملأ الجو والهواء والرياح تثيرها فتغدو كالبحر المزبد الذي تحركه العواصف الهوج هنالك تنقبض الصدور وتحمر العيون وتجف الشفاه والجمال تعدو تارة وتقف أخرى لتطمر نحورها في الرمل وتمرغ أنوفها بالأرض وإذا ما استطاعت القافلة أن تحتمي وراء صخرة حتى تهدأ الزوبعة فإنها تنجو ولكنها إذا تاهت وكانت بعيدة من الملاجئ فإن نشاطها يفتر وتفقد غريزة حب البقاء ويستولي عليها الثول والدوار وتعود غير قادرة على الفرار وتدفن في أكثبة الرمل وتبقى مدفونة إلى تهب عاصبة أخرى وتكشف عن عظامه )

عرفت مكة منذ أحقاب مديدة ضاربة في القدم قبل عهد إبراهيم - عليه السلام - إلا أن سُكنى إسماعيل - عليه السلام - وأمه كانت السبب في نشوء المدينة بعد تفجر نبع زمزم وتلا ذلك رفع قواعد أول بيت مبارك وسكنت قبائل جرهم وخزاعة حتى استقر الأمر لقصي بن كلاب منتصف القرن الخامس الميلادي وآلت الأمور إلى قريش وبطونها وحلت في هذه الفترة البيوت المبنية من الطين والحجر محل مضارب الشعر وخط قصي ساحة توازي المطاف وأباح للناس البناء حول المدار من الجهات الأربع وجعل للبيوت مسالك تفضي للكعبة وأمرهم ألا يتطاولوا في البناء ويرفعوا بيوتهم عنها وتبين الدراسات الأثرية أن الجزيرة العربية كانت مأهولة بالناس منذ العصور الحجرية وفي كتب " جوسفيوس فلافيوس " الذي عاش ما بين 137 ميلادية معلومات ثمينة عن العرب وأخبار مفصلة عن الأنباط وأسماء القبائل لقد وصف " تيدروس " الصقلي العرب بأنهم يعشقون الحرية فيلتحفون السماء ويعتقدون بالإرادة الحرة والحرية المطلقة كانت جزيرة العرب مهد ديانات ومبعث أنبياء فيها قوم عاد ونبيهم هود وهم من العرب البائدة الذين كانوا يقطنون في جنوب الجزيرة العربية بالقرب من حضرموت وكانت ديارهم جناتٍ وأنهارًا قال تعالى : ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) ( الأحقاف : 21 ) وفيها صالح وقوم ثمود فيما بين الحجاز وتبوك ومدين وشعيب قرب معان وكانت الأرض العربية مأوى لكثير من الرسالات الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وكانت الهجرات تترا إليها فسكنها اليهود فرارا من الرومان في يثرب واليمن وأمن فيها النصارى هروباً من القياصرة في نجران إنها جزيرة العرب فيها وادي حنيفة ووادي سرحان الذي يبلغ طوله ثلاثمائة كيلو متر ووادي الحمض ووادي الرمة ووادي الدواسر ووادي عرعر وفيها الكثير من العيون في الواحات إنها الأرض التي انطلقت منها الرحمة إلى جميع أسقاع الأرض مع نبي الرحمة ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) ( الأنبياء : 107 ) لم يأت القرن السادس الميلادي إلا والديانات وصحفها قد أصابها التحريف والفساد وأصبحت عرضة للعابثين والمتلاعبين وانتشرت الوثنية في أرجاء الأرض من المحيط إلى المحيط وحكى القرآن العظيم واستعرض تحريف يهود وميلهم للوثنية فقال تعالى : ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ) ( البقرة : 92 ) وقال أيضاً : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) ( التوبة : 31 ) وفي القرن السابع الميلادي أوقع اليهود بين النصارى في أنطاكيا والقائد الفارسي " فوكس " مما أدى إلى وقوع مذابح فظيعة في نصارى أنطاكيا والشام فعاقبهم " هرقل " عقوبة قاسية ووصفهم القرآن العظيم بقوله : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) ( آل عمران : 57 ) وقامت حرب ضروس بين نصارى الشام والدولة الرومانية وبين نصارى مصر لاختلاف حول حقيقة وطبيعة السيد المسيح - عليه السلام - وفي بلاد فارس شاع الاعتقاد جهلاً بألوهية " ميثرا " و " آشاه " و " ييما " وعبد الناس النار والكواكب ثم ظهرت الزرادشتية وتلقتها تعاليم ماني ثم مزدك وسادت في الصين ديانة لاتسو وكونفشيوس والبوذية وعبادة أرواح الآباء والأجداد وفي الهند كانت البرهمية مؤثرة على أفكار الناس وعقائدهم وطغت الوثنية في المجتمع فوصل عدد الآلهة إلى حد خرافي وعبد الناس البقر والأجرام السماوية الفلكية وفي الجزيرة العربية دان الناس بدين إبراهيم الخليل - عليه السلام - قال تعالى : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإنْجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ 65 هَا أَنْتُمْ هَؤُلاَءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 66 مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ( آل عمران : 65- 67 ) وبقيت قريش متمسكة بدين أبيها إبراهيم - عليه السلام - حتى كان عمرو بن لحي الخزاعي فكان أول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان التي جاء بها من بلاد الشام حيث كان سكانها ينحتون الأصنام ويعبدونها وكان زعيم هؤلاء الآلهة " ذو الشرا " ( وهو الذي سميت عليه جبال السراة ) ومن الإلهات النبطية التي ورد ذكرها في بعض النقوش الأثرية مناة والعزى وهبل ولا يغرب عن البال أن ذلك العصر كان عصر انتشار الوثنية حول الجزيرة العربية ومنها حوض البحر الأبيض المتوسط وكان للتجارة دور كبير في التأثيرات الدينية وعبادة الأصنام كانت هاجر ورضيعها أول من سكن بمكة ثم وفدت جرهم فاستقرت إلى جوار زمزم وبنى إبراهيم - عليه السلام - الكعبة ودانت القبيلة بالحنيفية دين إبراهيم ردحا من الزمن ثم انحرفت بعد أجيال وطغت ووهنت فحلت محلها قبيلة خزاعة إلى أن تمكن قصي بن كلاب بن مرة من انتزاع الإمارة والبيت العتيق منها وجمع قريشاً ورتبها على منازلها في مكة وميز بين قريش البطاح وهم البطون التي كانت تسكن مكة نفسها ومنهم التجار والأثرياء وهم بنو عبد مناف وبنو عبدالدار وبنو عبدالعزى وبنو زهرة وبنو مخزوم وبنو تيم وجمح وسهم وعدي وبنو عتيك بن لُؤي وقريش الظواهر وهم أعراب فقراء أصحاب قتال سكنوا حول مكة وهم بنو محارب والحارث بن فهر وبنو الأضرم بن غالب بن فهر وبنو خصيص بن عامر بن لؤي ولما كانت قريش من كنانة فقد توثقت علاقة النسب بينهما وزادت الصلات بالمحالفات فكان الأحابيش يعيشون خارج مكة وهم حلفاء قريش يحرسون قوافلها التجارية وامتد الأحلاف بين قريش وغيرها لتشمل القبائل التي تقع على طرق التجارة المكية إلى الشام والعراق وكانت قريش تدفع لهم وتشارك زعماءهم في التجارة وسمي هذا بالإيلاف الذي ابتكره هاشم بن عبد مناف وتمكن هاشم أيضاً من الحصول على حق التجارة لقريش داخل أراضي الروم والفرس عن طريق المعاهدات التجارية وقام اقتصاد مكة قبيل ظهور الإسلام على التجارة وأسهمت سياسة الإيلاف والمعاهدات التجارية في ازدهار مكة وتكاثر رؤوس الأموال فيها واستخدمت قريش بالإضافة إلى القوافل السفن الحبشية في العبور للحبشة وكانت قريش تستورد البخور والأطياب وريش النعام والعاج والجلود والتوابل والرقيق الأسود من الحبشة وتستورد القمح والدقيق والزيت والخمر من بلاد الشام والذهب والقصدير والحجارة الكريمة والعاج وخشب الصندل والتوابل والبهارة والفلفل والمنسوجات الحريرية والقطنية والكتانية والأرجوان والزعفران والآنية الفضية والنحاسية والحديدية من الهند وتصدر حاصلات بلاد العرب من الزيت والتمر والزبيب والوبر والشعر والجلود والسمن وتقوم بنقل السلع بين بلاد الشام واليمن والعراق والحبشة الأمر الذي أكسب مكة أهمية تجارية كبيرة بالإضافة لأهميتها الدينية الخالدة ذكر / ابن إسحاق أن ثلاثة من التتابعة حولوا هدم الكعبة ولقد صدت خزاعة اثنين منها وأما الثالث فكان زمن قريش بعد أن أصبح أبرهة الأشرم نائباً على اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة قرر أن يتقرب إليه بنشر النصرانية في جزيرة العرب فبنى كنيسة ضخمة ليصرف العرب عن البيت الحرام وقصد مكة ليهدم البيت العتيق وهزم كل القبائل التي وقفت في طريقه ولما وصل الطائف أرسلت معه ثقيف / أبا رغال ليدله على الطريق فسار معه حتى أنزله على بعد عشرين كيلو متراً من مكة وهلك أبو رغال وبعث أبرهة فرقة من جيشه فأغارت على ماشية أهل مكة وساقتها وضمنها مائتا بعير لزعيم مكة / عبدالمطلب بن هاشم واستدعى أبرهة سيد مكة ليخبره أنه لا يريد قتالهم وإنما يريد هدم البيت الحرام فلما رآه أبرهة أعظمه ونزل عن سريره فأجلسه معه وسأله عن حاجته فقال : حاجتي أن ترد علي إبلي فزهد أبرهة فيه وقال له : أتكلمني في إبلك وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك وجئت لهدمه ؟ فقال / عبدالمطلب : أنا رب الإبل وللبيت رب يمنعه فقال أبرهة : ما كان ليمنع مني وأمر برد إبله ثم عرض / عبدالمطلب على أبرهة ثلث أموال تهامة ليرجع ويدع البيت العتيق فرفض عرضه ثم أخذ / عبدالمطلب إبله وقلدها وجعلها هدياً للكعبة وبثها في الحرم لكي يصاب منها شيء فينتقم الله لها ونصح / عبدالمطلب قومه بالاعتصام برؤوس الجبال حتى لا تصيبهم معرة من جيش أبرهة ودلف / عبدالمطلب إلى الكعبة وأخذ بحلقة بابها وشرع يدعو ربه ليحمي البيت وأصبح أبرهة متهيئا لدخول مكة وهو مجمع على هدم البيت وهيأ فيله فبرك في طريق مكة وضربوه فأبى وهنالك أرسل الله عليهم طيراً من البحر مع كل طائر منها أحجار يحملها لا تصيب منهم أحداً إلا هلك وخرج أهل الحبشة هاربين مولين يتساقطون بكل طريق وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم تسقط أنامله أنملة أنملة حتى قدموا به صنعاء فمات شر ميتة قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ 1 أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ 2 وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ 3 تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ 4 فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ ) ( سورة الفيل ) فلما رد الله الحبشة من مكة وأصابهم ما أصاب أعظمت العرب قريشاً وقالو : هم أهل الله قاتل الله عنهم وكفاهم العدو وازدادوا تعظيماً للبيت وإيمانا بمكانه عند الله وكان ذلك آية من الله ومقدمة لبعثة نبي يبعث في مكة ويطهر الكعبة من الأوثان ويعيد إليها رفعتها واستعظم العرب هذا الحادث واتخذوه تأريخا يؤرخون به وكان ذلك في السنة السبعين وخمسمائة ميلادية انتقلت مكة في منتصف القرن الخامس الميلادي من طور البداوة إلى طور الحضارة وإن كانت بالمعنى المحدود وخضعت لنظام ديمقراطي على يد جد الرسول الخامس / قصي بن كلاب الذي جمع قريشاً وأسكنهم مكة وتملك عليهم وكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء هو الذي أسس دار الندوة لصيق المسجد الحرام وجعل بابها إلى مسجد الكعبة وهي دار قصي وهي دار الشورى لقريش ودار الحكم والمجتمع في مكة وكان أمره في قومه في حياته ومن بعد مماته الدين المتبع ولم يكن يدخل دار الندوة من غير بني قصي إلا ابن أربعين سنة ويدخلها بنو قصي جميعاً وحلفؤهم كبيرهم وصغيرهم وكانت دار الندوة خاصة بــ / هاشم و / أمية و / مخزوم و / جمح و / سهم و / تيم و / عدي و / أسد و / نوفل و / زهرة وهؤلاء عشرة رهط من عشرة أبطن وانقسمت المناصب بعد موته فكان في / بني هاشم السقاية وفي / بني أمية العقاب راية قريش وفي / بني نوفل الرفادة وكان في / بني عبد الدار اللواء والسدانة مع الحجابة وكان في / بني أسد المشورة فلم يكن رؤساء قريش يتفقون على أمر حتى يعرضوه عليه فإن وافقه ولاهم عليه وإلا كانوا له أعوانا لقد فاقت مكة في التجارة وأثرى كثير من أبنئها وتضخمت رؤوس أموالهم وقد بلغت عير قريش التي كانت عائدة من الشام عند غزوة بدر ألف بعير وبلغ ما فيها من ثمن خمسين ألف دينار وكانوا يتعاملون بالعملة الرومانية البيزنطية والعملة الإيرانية الساسانية والعملة في العصر الجاهلي وصدر الإسلام على نوعين : دراهم ودنانير والدراهم على نوعين منها ما عليه نقش فارس وتسمى بغلية وسوداء دامية ومنها ما عليه نقش الروم وتسمى طبرية وبيزنطية وكلها من الفضة ومختلفة الأوزان ولذلك كان أهل مكة يتعاملون بها وزناً لا عدا والدرهم هو الذي اعتبره الشرع خمسا وخمسين حبة من الشعير الوسط في الوزن وتزن العشرة من الدراهم سبعة مثاقيل من الذهب ووزن المثقال من الذهب الخالص اثنتان وسبعون حبة وكانت النقود الفضية هي الشائعة والكثيرة الاستعمال عند العرب في عصر النبوة أما الدنانير فهي من الذهب وكانت في الجاهلية وبداية الدولة الإسلامية بالشام وعند عرب الحجاز كلها رومية تضرب ببلاد الروم وعليها صورة الملك واسم الذي ضربت في أيامه بخط رومي وكلمة الدينار معربة وكانت عملة رومية قديمة وجاء ذكرها في الإنجيل مراراً ويزن الدينار مثقال ويزن المثقال من الذهب الخالص اثنتين وسبعين حبة شعير والنسبة بين الدرهم والدينار هي نسبة سبع إلى عشر ويصرف الدينار بعشرة دراهم وجاء في سنن أبي داود عن / عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : ( كانت قيمة الدية على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثمان مائة دينار أو ثمانية آلاف درهم ) استعمل القرشيون الموازين في أسواقهم والمكاييل ومنها الصاع والمد والرطل والأوقية والمثقال ويعرفون من مفردات أثقالها أنواعاً كثيرة وعندهم علم بالحساب حدده القرآن الكريم في ذكر السهام والفرائض بهذا المركز الديني والمكانة الاقتصادية وقيادة النشاط التجاري والتقدم في المدنية والآداب أصبحت مكة المكرمة كبرى مدن الجزيرة العربية وبدأت تنافس صنعاء اليمن في زعامة الجزيرة العربية وتفوقت عليها بعد استيلاء الحبشة على صنعاء وتملك الفرس لها في منتصف القرن السادس الميلادي وفقدت مملكة الحيرة ومملكة غسان الشيء الكثير وأصبحت مكة عاصمة جزيرة العرب الروحية والاجتماعية من غير منافس ولا مشارك .

فضل العرب لشيخ الإسلام / ابن تيمية :

الدليل على فضل العرب ما رواه الترمذي عن / العباس بن عبدالمطلب قال : قلت يا رسول الله : إن قريشا جلسوا يتذاكرون أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله خلق الخلق فجعلني في خير فرقهم ثم خير القبائل فجعلني في خير قبيلة ثم خير البيوت فجعلني في خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا ) قال الترمذي هذا حديث حسن والكبا بالكسر والقصر والكبة الكناسة والمعنى أن النخلة طيبة في نفسها وإن كان أصلها ليس بذاك وعن / سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك قلت يا رسول الله وكيف أبغضك وبك هداني الله قال تبغض العرب فتبغضني ) قال الترمذي هذا حديث حسن غريب وروى / أبو جعفر الحافظ الكوفي عن / ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي ) قال الحافظ السلفي هذا حديث حسن فما أدري أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين أو حسن متنه على الإصطلاح العام و / أبو الفرج بن الجوزي ذكره في الموضوعات ولما وضع عمر الديوان للعطاء كتب الناس على قدر أنسابهم فبدأ بالأقرب فالأقرب إلى رسول الله فلما انقضت العرب ذكر العجم هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين وخلفاء بني أمية وخلفاء بني العباس إلى أن تغير الأمر بعد ذلك والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة أصحها ما ذكرناه وسبب ما اختصوا به من الفضل والله أعلم ما جعل الله لهم من العقول والألسنة والأخلاق والأعمال وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع أو العمل الصالح والعلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو الفهم والحفظ وتمامه قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة فالعرب هم أفهم وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة ولسانهم أتم الألسنة بيانا وتمييزا للمعاني وأما العمل فإن مبناه على الأخلاق وهي الغرائز المخلوقة في النفس فغرائزهم أطوع من غرائز غيرهم فهم أقرب إلى السخاء والحلم والشجاعة والوفاء من غيرهم ولكن حازوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعله ليس عندهم علم منزل ولا شريعة مأثورة ولا اشتغلوا ببعض العلوم بخلاف غيرهم فإنهم كانت بين أظهرهم الكتب المنزلة وأقوال الأنبياء فضلوا لضعف عقولهم وخبث غرائزهم وإنما كان علم العرب ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب أو ما حفظوه من أنسابهم وأيامهم أو ما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم والحروب فلما بعث الله / محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى تلقفوه عنه بعد مجاهدة شديدة ونقلهم الله عن تلك العادات الجاهلية التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها فلما تلقوا عنه ذلك الهدى زالت تلك الريون عن قلوبهم فقبلوا هذا الهدى العظيم وأخذوه بتلك الفطرة الجيدة فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم والكمال الذي أنزله الله إليهم بمنزلة أرض طيبة في نفسها لكن هي معطلة عن الحرث أو قد نبت فيها شجر العضاء والعوسج وصارت مأوى الخنازير والسباع فإذا طهرت عن ذلك المؤذي من الشجر وغيره من الدواب وازدرع فيها أفضل الحبوب أو الثمار جاء فيها من الحب والثمر ما لا يوصف مثله فصار السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أفضل خلق الله سوى الأنبياء وصار أفضل الناس بعدهم من اتبعهم بإحسان رضي الله عنهم إلى يوم القيامة من العرب والعجم والله سبحانه أعلم والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين وسلم تسليما . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 13 - 09 - 2009 الساعة 19:09
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
صامل الميقاف
وسام التميز
رقم العضوية : 30813
تاريخ التسجيل : 27 - 08 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,628 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : صامل الميقاف is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : جزيرة العرب وفضلهم

كُتب : [ 15 - 02 - 2009 ]

لا
هنت والله يعطيك العافية

يا هيه حنا ما طلبنا معاريف = يوم (ن) بعض الناس ترهن لحاها
إما ضربنا بالسيوف المراهيف = وإلا نشوم وكل بئر وغطاها
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: جزيرة العرب وفضلهم

كُتب : [ 15 - 02 - 2009 ]

أخي الكريم / صامل الميقاف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بجزيرة العرب وفضلهم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ومن قال ما هان والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: جزيرة العرب وفضلهم

كُتب : [ 19 - 02 - 2009 ]

مشكور وما قصرت والله لا يهينك

سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: جزيرة العرب وفضلهم

كُتب : [ 19 - 02 - 2009 ]

أخي الكريم / جعد الوبر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بجزيرة العرب وفضلهم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب ومن قال ما هان والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: جزيرة العرب وفضلهم

كُتب : [ 14 - 03 - 2009 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

جزيرة العرب :-

مكة المكرمة، هذه المدينة التي تقع في بطن وادٍ غير ذي زرع هي مهبط التوحيد ومهد الإسلام ومشرق النور وأرض الطهر وهي المدينة التي ولد ونشأ فيها سيد الأنبياء وخير المرسلين - صلى الله عليه وسلم - مكة هذه هي أهم مدن الجزيرة العربية لما لها من تاريخ وقدسية والجزيرة العربية هي إحدى أشباه جزر في جنوب آسيا وهي شبه جزيرة العرب وشبه جزيرة الهند والهند الصينية وتمتاز في أنها أكبرهن مساحة وتفردا في الموقع فهي قلب العالم القديم بينها وبين الهند تسعمائة كيلو متر وبينها وبين إيران تجاور في مضيق هرمز وتقابل على شاطئ خليج البصرة وتلاصق في العراقين العربي والعجمي وحدودها في الشمال متصلة مع سوريا والعراق ومصر وما صحارى الشام والعراق وسيناء إلا جزء من الجزيرة العربية وما سهول الرافدين والجزيرة السورية وسهول حلب وحماة وحمص والغوطة وفلسطين وحتى خليج العقبة إلا صلة مستمرة لسهول الجزيرة الساحلية الضيقة وامتداد خصب عريض لها وقد تألقت على جوانب الجزيرة العربية مراكز الحضارة القديمة والتقت على أطرافها موجات وتيارات وديانات سُميت بلاد العرب جزيرة لإحاطة الأنهار والبحار بها من جميع أقطارها وتنقسم إلى خمسة أقسام وهي : تُهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن وتُهامة سهل ساحلي يحاذي البحر الأحمر ويمتد مع جبال السراة والحجاز سلسلة جبال السراة الممتدة بين اليمن والشام وهو يحجز بين اليمن والشام وبين تهامة ونجد وفيه تقع مكة المدينة التي وُلد فيها محمد - صلى الله عليه وسلم - وهي منطقة انتقالية بين تأثيرات مناخ البحر الأبيض المتوسط والمناخ الموسمي ويؤثر عليها أيضًا قربها من ساحل البحر الأحمر وتتأثر في الصيف بالجبهات المدارية وتختلف فيها درجات الحرارة فمن ثمانٍ وأربعين درجة في الصيف إلى ثماني عشرة في الشتاء وأمطارها صحراوية غير منتظمة ومعدلها السنوي بين ثمانين مليمترًا ومائة وخمسة وعشرين مليمترًا تسقط في الشتاء أما الرياح فغالبًا ما تتأثر بالرياح الشمالية الغربية والشرقية وهي جافة صيفًا رطبة شتاءً تهيمن الجبال السوداء الداكنة على مكة فهي ذات تركيب جرانيتي وقد شهدت أحداثًا هامة ففي غار حراء نزل الوحي أول ما نزل واحتضن جبل ثور سيد الأنبياء وصاحبه وبين الأخشبين أبو قبيس وهندي بنى إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - الكعبة المشرفة تقع المشاعر المقدسة وادي منى والمزدلفة وسهل عرفات .

يقول الرحالة / ديفر جي واصفاً صحراء العرب : ( تعرف القافلة وهي تتوغل في الصحراء علاماتِ ريح السموم الأولى وهي أن السماء تظهر في الأفق مغراء ثم قهباء فدكناء والشمس تضعف أشعتها فتصبح حمراء والرمال الناعمة تملأ الجو والهواء والرياح تثيرها فتغدو كالبحر المزبد الذي تحركه العواصف الهوج هنالك تنقبض الصدور وتحمر العيون وتجف الشفاه والجمال تعدو تارة وتقف أخرى لتطمر نحورها في الرمل وتمرغ أنوفها بالأرض وإذا ما استطاعت القافلة أن تحتمي وراء صخرة حتى تهدأ الزوبعة فإنها تنجو ولكنها إذا تاهت وكانت بعيدة من الملاجئ فإن نشاطها يفتر وتفقد غريزة حب البقاء ويستولي عليها الثول والدوار وتعود غير قادرة على الفرار وتدفن في أكثبة الرمل وتبقى مدفونة إلى تهب عاصبة أخرى وتكشف عن عظامه )

عرفت مكة منذ أحقاب مديدة ضاربة في القدم قبل عهد إبراهيم - عليه السلام - إلا أن سُكنى إسماعيل - عليه السلام - وأمه كانت السبب في نشوء المدينة بعد تفجر نبع زمزم وتلا ذلك رفع قواعد أول بيت مبارك وسكنت قبائل جرهم وخزاعة حتى استقر الأمر لقصي بن كلاب منتصف القرن الخامس الميلادي وآلت الأمور إلى قريش وبطونها وحلت في هذه الفترة البيوت المبنية من الطين والحجر محل مضارب الشعر وخط قصي ساحة توازي المطاف وأباح للناس البناء حول المدار من الجهات الأربع وجعل للبيوت مسالك تفضي للكعبة وأمرهم ألا يتطاولوا في البناء ويرفعوا بيوتهم عنها وتبين الدراسات الأثرية أن الجزيرة العربية كانت مأهولة بالناس منذ العصور الحجرية وفي كتب " جوسفيوس فلافيوس " الذي عاش ما بين 137 ميلادية معلومات ثمينة عن العرب وأخبار مفصلة عن الأنباط وأسماء القبائل لقد وصف " تيدروس " الصقلي العرب بأنهم يعشقون الحرية فيلتحفون السماء ويعتقدون بالإرادة الحرة والحرية المطلقة كانت جزيرة العرب مهد ديانات ومبعث أنبياء فيها قوم عاد ونبيهم هود وهم من العرب البائدة الذين كانوا يقطنون في جنوب الجزيرة العربية بالقرب من حضرموت وكانت ديارهم جناتٍ وأنهارًا قال تعالى : ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) ( الأحقاف : 21 ) وفيها صالح وقوم ثمود فيما بين الحجاز وتبوك ومدين وشعيب قرب معان وكانت الأرض العربية مأوى لكثير من الرسالات الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وكانت الهجرات تترا إليها فسكنها اليهود فرارا من الرومان في يثرب واليمن وأمن فيها النصارى هروباً من القياصرة في نجران إنها جزيرة العرب فيها وادي حنيفة ووادي سرحان الذي يبلغ طوله ثلاثمائة كيلو متر ووادي الحمض ووادي الرمة ووادي الدواسر ووادي عرعر وفيها الكثير من العيون في الواحات إنها الأرض التي انطلقت منها الرحمة إلى جميع أسقاع الأرض مع نبي الرحمة ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) ( الأنبياء : 107 ) لم يأت القرن السادس الميلادي إلا والديانات وصحفها قد أصابها التحريف والفساد وأصبحت عرضة للعابثين والمتلاعبين وانتشرت الوثنية في أرجاء الأرض من المحيط إلى المحيط وحكى القرآن العظيم واستعرض تحريف يهود وميلهم للوثنية فقال تعالى : ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ) ( البقرة : 92 ) وقال أيضاً : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) ( التوبة : 31 ) وفي القرن السابع الميلادي أوقع اليهود بين النصارى في أنطاكيا والقائد الفارسي " فوكس " مما أدى إلى وقوع مذابح فظيعة في نصارى أنطاكيا والشام فعاقبهم " هرقل " عقوبة قاسية ووصفهم القرآن العظيم بقوله : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) ( آل عمران : 57 ) وقامت حرب ضروس بين نصارى الشام والدولة الرومانية وبين نصارى مصر لاختلاف حول حقيقة وطبيعة السيد المسيح - عليه السلام - وفي بلاد فارس شاع الاعتقاد جهلاً بألوهية " ميثرا " و " آشاه " و " ييما " وعبد الناس النار والكواكب ثم ظهرت الزرادشتية وتلقتها تعاليم ماني ثم مزدك وسادت في الصين ديانة لاتسو وكونفشيوس والبوذية وعبادة أرواح الآباء والأجداد وفي الهند كانت البرهمية مؤثرة على أفكار الناس وعقائدهم وطغت الوثنية في المجتمع فوصل عدد الآلهة إلى حد خرافي وعبد الناس البقر والأجرام السماوية الفلكية وفي الجزيرة العربية دان الناس بدين إبراهيم الخليل - عليه السلام - قال تعالى : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإنْجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ 65 هَا أَنْتُمْ هَؤُلاَءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 66 مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ( آل عمران : 65- 67 ) وبقيت قريش متمسكة بدين أبيها إبراهيم - عليه السلام - حتى كان عمرو بن لحي الخزاعي فكان أول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان التي جاء بها من بلاد الشام حيث كان سكانها ينحتون الأصنام ويعبدونها وكان زعيم هؤلاء الآلهة " ذو الشرا " ( وهو الذي سميت عليه جبال السراة ) ومن الإلهات النبطية التي ورد ذكرها في بعض النقوش الأثرية مناة والعزى وهبل ولا يغرب عن البال أن ذلك العصر كان عصر انتشار الوثنية حول الجزيرة العربية ومنها حوض البحر الأبيض المتوسط وكان للتجارة دور كبير في التأثيرات الدينية وعبادة الأصنام كانت هاجر ورضيعها أول من سكن بمكة ثم وفدت جرهم فاستقرت إلى جوار زمزم وبنى إبراهيم - عليه السلام - الكعبة ودانت القبيلة بالحنيفية دين إبراهيم ردحا من الزمن ثم انحرفت بعد أجيال وطغت ووهنت فحلت محلها قبيلة خزاعة إلى أن تمكن قصي بن كلاب بن مرة من انتزاع الإمارة والبيت العتيق منها وجمع قريشاً ورتبها على منازلها في مكة وميز بين قريش البطاح وهم البطون التي كانت تسكن مكة نفسها ومنهم التجار والأثرياء وهم بنو عبد مناف وبنو عبدالدار وبنو عبدالعزى وبنو زهرة وبنو مخزوم وبنو تيم وجمح وسهم وعدي وبنو عتيك بن لُؤي وقريش الظواهر وهم أعراب فقراء أصحاب قتال سكنوا حول مكة وهم بنو محارب والحارث بن فهر وبنو الأضرم بن غالب بن فهر وبنو خصيص بن عامر بن لؤي ولما كانت قريش من كنانة فقد توثقت علاقة النسب بينهما وزادت الصلات بالمحالفات فكان الأحابيش يعيشون خارج مكة وهم حلفاء قريش يحرسون قوافلها التجارية وامتد الأحلاف بين قريش وغيرها لتشمل القبائل التي تقع على طرق التجارة المكية إلى الشام والعراق وكانت قريش تدفع لهم وتشارك زعماءهم في التجارة وسمي هذا بالإيلاف الذي ابتكره هاشم بن عبد مناف وتمكن هاشم أيضاً من الحصول على حق التجارة لقريش داخل أراضي الروم والفرس عن طريق المعاهدات التجارية وقام اقتصاد مكة قبيل ظهور الإسلام على التجارة وأسهمت سياسة الإيلاف والمعاهدات التجارية في ازدهار مكة وتكاثر رؤوس الأموال فيها واستخدمت قريش بالإضافة إلى القوافل السفن الحبشية في العبور للحبشة وكانت قريش تستورد البخور والأطياب وريش النعام والعاج والجلود والتوابل والرقيق الأسود من الحبشة وتستورد القمح والدقيق والزيت والخمر من بلاد الشام والذهب والقصدير والحجارة الكريمة والعاج وخشب الصندل والتوابل والبهارة والفلفل والمنسوجات الحريرية والقطنية والكتانية والأرجوان والزعفران والآنية الفضية والنحاسية والحديدية من الهند وتصدر حاصلات بلاد العرب من الزيت والتمر والزبيب والوبر والشعر والجلود والسمن وتقوم بنقل السلع بين بلاد الشام واليمن والعراق والحبشة الأمر الذي أكسب مكة أهمية تجارية كبيرة بالإضافة لأهميتها الدينية الخالدة ذكر / ابن إسحاق أن ثلاثة من التتابعة حولوا هدم الكعبة ولقد صدت خزاعة اثنين منها وأما الثالث فكان زمن قريش بعد أن أصبح أبرهة الأشرم نائباً على اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة قرر أن يتقرب إليه بنشر النصرانية في جزيرة العرب فبنى كنيسة ضخمة ليصرف العرب عن البيت الحرام وقصد مكة ليهدم البيت العتيق وهزم كل القبائل التي وقفت في طريقه ولما وصل الطائف أرسلت معه ثقيف / أبا رغال ليدله على الطريق فسار معه حتى أنزله على بعد عشرين كيلو متراً من مكة وهلك أبو رغال وبعث أبرهة فرقة من جيشه فأغارت على ماشية أهل مكة وساقتها وضمنها مائتا بعير لزعيم مكة / عبدالمطلب بن هاشم واستدعى أبرهة سيد مكة ليخبره أنه لا يريد قتالهم وإنما يريد هدم البيت الحرام فلما رآه أبرهة أعظمه ونزل عن سريره فأجلسه معه وسأله عن حاجته فقال : حاجتي أن ترد علي إبلي فزهد أبرهة فيه وقال له : أتكلمني في إبلك وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك وجئت لهدمه ؟ فقال / عبدالمطلب : أنا رب الإبل وللبيت رب يمنعه فقال أبرهة : ما كان ليمنع مني وأمر برد إبله ثم عرض / عبدالمطلب على أبرهة ثلث أموال تهامة ليرجع ويدع البيت العتيق فرفض عرضه ثم أخذ / عبدالمطلب إبله وقلدها وجعلها هدياً للكعبة وبثها في الحرم لكي يصاب منها شيء فينتقم الله لها ونصح / عبدالمطلب قومه بالاعتصام برؤوس الجبال حتى لا تصيبهم معرة من جيش أبرهة ودلف / عبدالمطلب إلى الكعبة وأخذ بحلقة بابها وشرع يدعو ربه ليحمي البيت وأصبح أبرهة متهيئا لدخول مكة وهو مجمع على هدم البيت وهيأ فيله فبرك في طريق مكة وضربوه فأبى وهنالك أرسل الله عليهم طيراً من البحر مع كل طائر منها أحجار يحملها لا تصيب منهم أحداً إلا هلك وخرج أهل الحبشة هاربين مولين يتساقطون بكل طريق وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم تسقط أنامله أنملة أنملة حتى قدموا به صنعاء فمات شر ميتة قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ 1 أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ 2 وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ 3 تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ 4 فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ ) ( سورة الفيل ) فلما رد الله الحبشة من مكة وأصابهم ما أصاب أعظمت العرب قريشاً وقالو : هم أهل الله قاتل الله عنهم وكفاهم العدو وازدادوا تعظيماً للبيت وإيمانا بمكانه عند الله وكان ذلك آية من الله ومقدمة لبعثة نبي يبعث في مكة ويطهر الكعبة من الأوثان ويعيد إليها رفعتها واستعظم العرب هذا الحادث واتخذوه تأريخا يؤرخون به وكان ذلك في السنة السبعين وخمسمائة ميلادية انتقلت مكة في منتصف القرن الخامس الميلادي من طور البداوة إلى طور الحضارة وإن كانت بالمعنى المحدود وخضعت لنظام ديمقراطي على يد جد الرسول الخامس / قصي بن كلاب الذي جمع قريشاً وأسكنهم مكة وتملك عليهم وكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء هو الذي أسس دار الندوة لصيق المسجد الحرام وجعل بابها إلى مسجد الكعبة وهي دار قصي وهي دار الشورى لقريش ودار الحكم والمجتمع في مكة وكان أمره في قومه في حياته ومن بعد مماته الدين المتبع ولم يكن يدخل دار الندوة من غير بني قصي إلا ابن أربعين سنة ويدخلها بنو قصي جميعاً وحلفؤهم كبيرهم وصغيرهم وكانت دار الندوة خاصة بــ / هاشم و / أمية و / مخزوم و / جمح و / سهم و / تيم و / عدي و / أسد و / نوفل و / زهرة وهؤلاء عشرة رهط من عشرة أبطن وانقسمت المناصب بعد موته فكان في / بني هاشم السقاية وفي / بني أمية العقاب راية قريش وفي / بني نوفل الرفادة وكان في / بني عبد الدار اللواء والسدانة مع الحجابة وكان في / بني أسد المشورة فلم يكن رؤساء قريش يتفقون على أمر حتى يعرضوه عليه فإن وافقه ولاهم عليه وإلا كانوا له أعوانا لقد فاقت مكة في التجارة وأثرى كثير من أبنئها وتضخمت رؤوس أموالهم وقد بلغت عير قريش التي كانت عائدة من الشام عند غزوة بدر ألف بعير وبلغ ما فيها من ثمن خمسين ألف دينار وكانوا يتعاملون بالعملة الرومانية البيزنطية والعملة الإيرانية الساسانية والعملة في العصر الجاهلي وصدر الإسلام على نوعين : دراهم ودنانير والدراهم على نوعين منها ما عليه نقش فارس وتسمى بغلية وسوداء دامية ومنها ما عليه نقش الروم وتسمى طبرية وبيزنطية وكلها من الفضة ومختلفة الأوزان ولذلك كان أهل مكة يتعاملون بها وزناً لا عدا والدرهم هو الذي اعتبره الشرع خمسا وخمسين حبة من الشعير الوسط في الوزن وتزن العشرة من الدراهم سبعة مثاقيل من الذهب ووزن المثقال من الذهب الخالص اثنتان وسبعون حبة وكانت النقود الفضية هي الشائعة والكثيرة الاستعمال عند العرب في عصر النبوة أما الدنانير فهي من الذهب وكانت في الجاهلية وبداية الدولة الإسلامية بالشام وعند عرب الحجاز كلها رومية تضرب ببلاد الروم وعليها صورة الملك واسم الذي ضربت في أيامه بخط رومي وكلمة الدينار معربة وكانت عملة رومية قديمة وجاء ذكرها في الإنجيل مراراً ويزن الدينار مثقال ويزن المثقال من الذهب الخالص اثنتين وسبعين حبة شعير والنسبة بين الدرهم والدينار هي نسبة سبع إلى عشر ويصرف الدينار بعشرة دراهم وجاء في سنن أبي داود عن / عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : ( كانت قيمة الدية على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثمان مائة دينار أو ثمانية آلاف درهم ) استعمل القرشيون الموازين في أسواقهم والمكاييل ومنها الصاع والمد والرطل والأوقية والمثقال ويعرفون من مفردات أثقالها أنواعاً كثيرة وعندهم علم بالحساب حدده القرآن الكريم في ذكر السهام والفرائض بهذا المركز الديني والمكانة الاقتصادية وقيادة النشاط التجاري والتقدم في المدنية والآداب أصبحت مكة المكرمة كبرى مدن الجزيرة العربية وبدأت تنافس صنعاء اليمن في زعامة الجزيرة العربية وتفوقت عليها بعد استيلاء الحبشة على صنعاء وتملك الفرس لها في منتصف القرن السادس الميلادي وفقدت مملكة الحيرة ومملكة غسان الشيء الكثير وأصبحت مكة عاصمة جزيرة العرب الروحية والاجتماعية من غير منافس ولا مشارك .

فضل العرب لشيخ الإسلام / ابن تيمية :

الدليل على فضل العرب ما رواه الترمذي عن / العباس بن عبدالمطلب قال : قلت يا رسول الله : إن قريشا جلسوا يتذاكرون أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله خلق الخلق فجعلني في خير فرقهم ثم خير القبائل فجعلني في خير قبيلة ثم خير البيوت فجعلني في خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا ) قال الترمذي هذا حديث حسن والكبا بالكسر والقصر والكبة الكناسة والمعنى أن النخلة طيبة في نفسها وإن كان أصلها ليس بذاك وعن / سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك قلت يا رسول الله وكيف أبغضك وبك هداني الله قال تبغض العرب فتبغضني ) قال الترمذي هذا حديث حسن غريب وروى / أبو جعفر الحافظ الكوفي عن / ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي ) قال الحافظ السلفي هذا حديث حسن فما أدري أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين أو حسن متنه على الإصطلاح العام و / أبو الفرج بن الجوزي ذكره في الموضوعات ولما وضع عمر الديوان للعطاء كتب الناس على قدر أنسابهم فبدأ بالأقرب فالأقرب إلى رسول الله فلما انقضت العرب ذكر العجم هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين وخلفاء بني أمية وخلفاء بني العباس إلى أن تغير الأمر بعد ذلك والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة أصحها ما ذكرناه وسبب ما اختصوا به من الفضل والله أعلم ما جعل الله لهم من العقول والألسنة والأخلاق والأعمال وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع أو العمل الصالح والعلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو الفهم والحفظ وتمامه قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة فالعرب هم أفهم وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة ولسانهم أتم الألسنة بيانا وتمييزا للمعاني وأما العمل فإن مبناه على الأخلاق وهي الغرائز المخلوقة في النفس فغرائزهم أطوع من غرائز غيرهم فهم أقرب إلى السخاء والحلم والشجاعة والوفاء من غيرهم ولكن حازوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعله ليس عندهم علم منزل ولا شريعة مأثورة ولا اشتغلوا ببعض العلوم بخلاف غيرهم فإنهم كانت بين أظهرهم الكتب المنزلة وأقوال الأنبياء فضلوا لضعف عقولهم وخبث غرائزهم وإنما كان علم العرب ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب أو ما حفظوه من أنسابهم وأيامهم أو ما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم والحروب فلما بعث الله / محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى تلقفوه عنه بعد مجاهدة شديدة ونقلهم الله عن تلك العادات الجاهلية التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها فلما تلقوا عنه ذلك الهدى زالت تلك الريون عن قلوبهم فقبلوا هذا الهدى العظيم وأخذوه بتلك الفطرة الجيدة فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم والكمال الذي أنزله الله إليهم بمنزلة أرض طيبة في نفسها لكن هي معطلة عن الحرث أو قد نبت فيها شجر العضاء والعوسج وصارت مأوى الخنازير والسباع فإذا طهرت عن ذلك المؤذي من الشجر وغيره من الدواب وازدرع فيها أفضل الحبوب أو الثمار جاء فيها من الحب والثمر ما لا يوصف مثله فصار السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أفضل خلق الله سوى الأنبياء وصار أفضل الناس بعدهم من اتبعهم بإحسان رضي الله عنهم إلى يوم القيامة من العرب والعجم والله سبحانه أعلم والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين وسلم تسليما . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله ويركاته وبعد : إليكم هذا الموضوع المنقول عن حدود الجزيرة العربية وقد أفرد / البكري لحركة القبائل العربية في جزيرتهم مقدمة مطولة ذكر فيها حدود بلاد العرب وأقسامها الجغرافية تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن .

كما تحدث عن القبائل العربية التي استقرت في هذه الأقسام وأرخ تنقلاتها ووقائعها وأيامها وقد نوه عن ذلك بقوله :-

( وأنا أبتدئ الآن بذكر جزيرة العرب والأخبار عن نزولهم فيها وفي غيرها من محالهم ومنازلهم واقتطاعهم لها ومحل كل قبيلة منها وذكر ما اشترك في نزوله قبيلان فأزيد وذكر من غلب جيرانه منهم فانفرد ) (1)

واختلفت حدود أرض العرب فيمن نقل عن / البكري وتشتت أقوالهم فهي وفق ما ذكره / ابن وهب اليمامة إلى قول / مالك بن أنس ولا يختلف عن ذلك قول / المغيرة بن عبدالرحمن ويتطابق معه حيث يقول : جزيرة العرب مكة والمدينة واليمن وقرياتها .

وقال / الأصمعي : جزيرة العرب من أقصى عدن أبين إلى أطرار الشام هذا هو الطول والعرض من جدة إلى ريف العراق .

وقال / أبو عبيد : عن الأصمعي وأن عرضها من جدة وما والاها من ساحل البحر إلى أطرار الشام .

وقال / الشعبي : جزيرة العرب ما بين قادسية الكوفة إلى حضرموت وقال / أبو عبيد جزيرة العرب ما بعد حفر / أبي موسى بأطواره من أرض العراق إلى أقصى اليمن في الطول وأما في العرض فما بين رمل يبرين إلى منقطع السماوة وحتى تكتمل الصورة لا بد من تقصي أبعاد الجزيرة العربية وحدودها ومعرفة لماذا سميت أرض العرب جزيرة وفي هذا المجال ينقل / البكري عن الآخرين قولهم أنما سميت جزيرة لإحاطة البحر بها والأنهار من أقطارها وأطرارها وذلك أن الفرات أقبل من بلاد الروم فظهر بناحية قنسرين ثم أنحط عن الجزيرة وهي ما بين دجلة والفرات وعن سواد العراق حتى دفع في البحر من ذلك الموضع مغربا مطيفا ببلاد العرب منعطفا عليها فأتى منها على صفوان وكاظمه ونفذ إلى القطيف وهجر وأسياف ( سواحل عمان والشحري وسال منه عنق إلى حضرموت وناحية أبين ودهلك واستطال ذلك العنق فطعن في تاهم اليمن بلاد حكم والأشعريين وعك ومضى إلى جده ساحل مكة والى الجار ساحل المدينة والى ساحل تيما وأيله حتى بلغ قلزم مصر وخالط بلادها وأقبل النيل في غربي هذا العنق من أعلا بلاد السودان مستطيلا معارضا للبحر حتى دفع في بحر مصر والشام ثم أقبل ذلك البحر من مصر حتى بلغ بلاد فلسطين ومر بعسقلان وسواحلها وأتى على صور وساحل الأردن وعلى بيروت وذواتها من سواحل دمشق ثم نفذ إلى سواحل حمص وسواحل قنسرين حتى خالط الناحية التي اقبل منها الفرات منحطا على إطراف قنسرين والجزيرة إلى سواد العراق) (2)

ويذهب / الهمداني إلى رسم حدودها بصورة موجزه على النحو الآتي : ( أفضل البلاد المعمورة من شق الأرض الشمالي إلى الجزيرة الكبرى وهي الجزيرة التي سماها / بطليموس ( ماوري ) تقطع على أربع أقاليم من عمران أيله ( العقبة ) وما طردته من سواحل إلى القلزم وفسطاط مصر وشرقها عمان والبحرين وكاظمة والبصرة وموسطها : الحجاز وأرض نجد والعروض تسمى جزيرة العرب لأن اللسان العربي في كلها شائع وإن تفاضل ) (3)

من هذه الأرض الكريمة انتقلت قبائل العرب وانتشرت في ربوعها قبل ظهور الإسلام وتزخر كتب التراث العربي بتفاصيل هذا الانتقال وترد مضامينه شعرا ونثرا في كتب الأنساب والتاريخ والجغرافية والأدب وكان الارتحال إلى العراق والنزوح إليه يحضى بنصيب وافر فالعراق كما يصفه أبو حوقل أعظم الأقاليم منزلة وأجلها صفه وأغزرها جباية وأكثرها دخلا (4)

ودراسة انتقال هذه القبائل إلى العراق واستقرارها فيه تكتسب أهمية لأسباب عده أهمها :-

1- إن قبائل العراق حاليا تمثل استمرارا حيا وصورة واقعية لتلك التي انتقلت إليه في السنين الخوالي إذ أنها لا تزال تسمى بأسمائها وتنهل من ينابيعها الأولى .

2- أن هذه القبائل أصبحت حد السيف الذي قطع عدوان الفرس ودفع غائلة طغيانهم وأدرك الفرس الساسانيون خطر العلاقة المتصلة بين عرب الجزيرة وعرب العراق مما دفعهم إلى أنشاء حواجز بين أرض العراق بخيراتها وعطائها وبين أرض الجزيرة العربية حتى أن ( سابور ) الساساني عمد إلى حفر خندق يمتد من هيت إلى كاظمة على الخليج العربي للحيلولة دون استمرار هذه العلاقة وتناميها وأباح سابور لرجال الحاميات التي انتظمت جانب الخندق إقامة الأبنية وزرع الأرض استثناهم من الضرائب دعما لسياسته (5)

وكان العرب يسمون سكان سواد العراق العاملين في الزراعة النبط وأن النبط على حد قول / الخطيب البغدادي هم الذين استنبطو الأرض وعمروا السواد وحفروا الأنهار العظام (6)

3- أن القبائل العربية التي استقرت في العراق اتخذته موطنا لها ساهمت في نشر الإسلام في الأرض ورفع رايته بين الناس فقد توغلت ناقلة البصرة وناقلة البصرة في أعماق البر الأسيوي وأصبحت أماكنهم فيها مراكز عربية دينا وثقافة ويذكر ( النويري ) إن في جهت المشرق مما يلي بلاد الصين ست جزائر تسمى جزيرة ألسليلي ( سيليبس حاليا شرق أندنوسيا ) يقال أن ساكنيها من العرب هاجروا إليها من العراق وأن سفنهم كانت تصل ميناء لوقين ( هانوي ) أول مرافئ الصين وخانقوا ( كانتون ) فرضة الصين العظمى (7)

وعمرت القبائل العربية تغلب وبكر بن وائل شمال شرق تونس كما أصبح أبناء بكر بن وائل أمراء أشبيلية في الأندلس وهكذا تكتسب حركة القبائل العربية في العرق أهمية خاصة في دراسة تاريخ العراق وتكتشف عن فعالية أبناءه على الصعديين العربي والإسلامي .

نظرة أولى إلى الجزيرة العربية :-

إن الجزيرة العربية - التي هي في الواقع شبه جزيرة - أرض مترامية الأطراف يعيش فيها شعب قديم جدا بعيد الهمة يشعر شعورا عميقا بأدواره التاريخية الماضية ويساهماته الحضارية الحديثة شعب تعلم الصبر والصمود في أوقات الشدة مع المحافظة على قيمه وتقاليدة عبر العصور لا يتساهل في حريته وكرامته وقد تجاهل الكثيرا هذه الحقائق الثابتة من أؤلئك الذين كتبوا عن الجزيرة وسكانها من غير العرب أو جلهم ولا بد من التذكير بهذه الحقائق الأساسية إذا أردنا أن ننظر إلى الجزيرة وإلى العرب نظرة علمية نزيهة ومنصفة فتقليص التاريخ وتغيرة وتغليفه وتجزئته محاولات غير قادرة على خدمة الإنسانية مسيئة إلى الفكر والحضارة والتعاون بين بني البشر مضرة بالسلام في العالم على المدى البعيد محاولات تشكل إعتداء صريحا على جميع القيم السامية العلمية والأخلاقية والروحية ومع ذلك ظلت جزيرة العرب وأبناؤها فريسة مثل هذه المحاولات اللا علمية واللا أخلاقية فترات طويلة من الزمن وكانت النتيجة إعطاء صورة خاطئة وجامدة عن هذه الأرض وعن شعبها العظيم .

كادت الجزيرة أن تكون قارة :-

تحتل الجزيرة العربية موقعا إستراتيجيا هاما في الطرف الغربي الجنوبي من اّسيا وتشكل أوسع شبه جزيرة في المعمورة تحدها بادية الشام وبادية العراق شمالا ويحدها البحر الأحمر غربا والمحيط الهندي جنوبا والخليج العربي (1) شرقا وتغطي الجزيرة مساحة تربو على ثلاثه ملايين كيلو مترا مربعا مما أوشك أن يجعلها في حجم قارة وإذا نظرنا إلى المسافات فالمثال الاّتي يضع في صورة تقريبية بالنسبة لها تبعد بلدة حقل السعودية القريبة من خليخ العقبة ( أقصى نقطة في الشمال - الغربي من الجزيرة ) عن رأس المدركة على الساحل العماني ( أقصى نقطة في الجنوب - الشرقي ) بنحو 2200 كيلو مترا كما أن بين جدة وصور ( جنوب مسقط ) مسافة لا تقل عن 1200 كيلو مترا .

أمس واليوم :-

كانت الجزيرة العربية معروفة منذ أقدم العصور في الشرق والغرب لدى الأمم والدول الماضية لأن هذه الشعوب كانت تستورد منها الذهب والعطور والبخور والتوابل وغيرها من الموارد والبضائع الثمينة فأتى كتاب تلك الأمم التي كان العرب يمدونها بما تحتاجة من منتجاتهم ومنتجات غيرهم بأوصاف وقصص هي أقرب للأساطير منها إلى التاريخ كلما تحدثوا عن الجزيرة العربية وسكانها وبالغوا كثيرا في ذكر ثراء هذه الأرض وأبنائها مع أنهم في أغلب الأحيان لم يزوروا الجزيرة وكانوا يجمعون ما سمعوا من أخبار دون تثبيت ويضيفون عليها ما يمليه عليهم خيالهم الخصب مما أعمى بصائرهم عن واقع الحياة وحالة الإقتصاد فيها وذهبت أيام وتلتها أخرى وتطورت الأحوال وجرت الأحداث وفي القرن السابع للميلاد احتلت الجزيرة الصدارة على صعيد التاريخ والسياسة بفضل الإسلام الذي نشأ عليها وانطلق منها إلى أرجاء المعمورة ثم إنها انكمشت على نفسها بعد ذلك وتقلص دورها شيئا فشيئا وقل ذكرها ونسي الجميع لمدة طويلة ما كان لها من مساهمات تاريخية وحضارية مميزة واليوم ها هي تسترجع أهميتها وتذكر بنفسها وتلعب من جديد دورا أساسيا في إنعاش العالم الذي كان بالأمس القريب يتصورها جسما بلا روح وأرضا لا قيمة لها - على الصعيد المادي - تتاّمر على سكانها مجموعة من العوامل الطبيعية القاتلة وصحراء معدومة الموارد أهلها معرضون للخطر بل والإنقراض ها هي تنتزع الصدارة بلا جدال نتيجة لما تضم في أعماقها من ثروة بترولية هائلة ولما تتمع به حكوماتها وشعوبها من إستقرار وأمن ورخاء تلك قصة جزيرة العرب وشعبها بالأمس وهذا هو واقعها اليوم وفي مثل هذه القصة وهذا الواقع من معان ما يستحق بكل تأكيد التأمل والتفكير والعبرة .

المراجـــــــــع :-

1- أبو عبيد البكري ( ت487هـ ) معجم ما أستعجم من أسماء المواضع والبلاد حققه وضبطه مصطفى السقا مطبعة لجنة التأليف والنشر القاهرة ط1 1945م ص 5 . • الأطرار النواحي والأطراف .

2- المصدر نفسه ص 6-7 .

3- الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني ( ت 334هـ ) صفة جزيرة العرب تحقيق محمد علي الأكوع دار الشؤون الثقافية العامة بغداد 1989م ص 39 .

4- ابن حوقل ( عاش في النصف الثاني من القرن الرابع اهجري ) صورة الأرض منشورات دار مكتبة الهلال بيروت 1979م ص210 .

5- جواد علي المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام دار العلم للملايين بيروت ط 1 ج2 1978م ص 64 .

6- الخطيب البغدادي ( ت 346هـ ) تاريخ بغداد دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ج 1 ص 56-57 .

7- شهاب الدين محمد بن عبد الوهاب النويري ( ت 733هـ ) نهاية الأرب في فنون الأدب مطبعة دار الكتب المصرية القاهرة السفر الأول ط 2 1929م ص220 . ومن أراد المزيد فليراجع وقائع ندوة الوطن العربي الامتدادات عبر التاريخ التي عقدتها دائرة التراث العربي والإسلامي في 19-20 شوال 1420هـ منشورات المجمع العلمي العراقي القبائل العربية في العراق قبل الإسلام أ . د / علي محمد المياح ص 67 وما بعدها . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 13 - 09 - 2009 الساعة 19:20
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
خيّال العرفا
وسام التميز
رقم العضوية : 30814
تاريخ التسجيل : 27 - 08 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,781 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : خيّال العرفا is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: جزيرة العرب وفضلهم

كُتب : [ 21 - 03 - 2009 ]

مشكور وما قصرت والله لا يهينك

إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفا = أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
قوم إذا خاصموا كانوا فراعنة = يوما وإن حكموا كانوا موازينا
تدرعوا العقل جلبابا فإن حميت = نار الوغى خلتهم فيها مجانينا
إن الزرازير لما قام قائمها = توهمت أنها صارت شواهينا
بيض صنائعنا خضر مرابعنا = سود وقائعنا حمر مواضينا

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: جزيرة العرب وفضلهم

كُتب : [ 30 - 03 - 2009 ]

أخي الكريم / خيال العرفا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بجزيرة العرب وفضلهم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب ومن قال ما هان والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
حزم الجلاميد
وسام التميز
رقم العضوية : 13329
تاريخ التسجيل : 02 - 05 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,641 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : حزم الجلاميد is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: جزيرة العرب وفضلهم

كُتب : [ 09 - 04 - 2009 ]

مشكور وما قصرت والله لا يهينك

غلباء إليا عاف الرخاء بارد الزول = هل البخوت ولا دخلهم هلايم
عقال ما دام الردي يسمع القول = ومجن (ن) لا نطلـوا بالعـمايم



[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: جزيرة العرب وفضلهم

كُتب : [ 16 - 04 - 2009 ]

أخي الكريم / حزم الجلاميد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بجزيرة العرب وفضلهم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب والقصور يولي ومن قال ما هان والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .


رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الملحمة اليعربية وكل عام وأنت بخير يا شبه جزيرة العرب النقي الخالدي منتــــدى القصائـــــد المنقولــه 6 28 - 01 - 2009 14:34
ويش العرب؟! أبو معاذ أكلب منتدى الشعر الشعبي والنبطي ( شعراء الشبكة ) 8 07 - 01 - 2009 23:00
::... من طرائف العرب / من هو رمز الطمع عند العرب ؟ ...:: فهيد بن راكان آل دخيل الله الملحي المنتدى المـفـتـوح 8 21 - 09 - 2008 19:27
بعض العرب السبع الحر منتدى الشعر الشعبي والنبطي ( شعراء الشبكة ) 5 26 - 12 - 2005 00:41
قصة رامبو العرب السهيلي المنتدى المـفـتـوح 0 17 - 07 - 2005 08:48


الساعة الآن 23:12.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها