من جريدة الرياض
كشف معالي وزير العمل الدكتور غازي بن عبد الله القصيبي أن الوزارة سوف تصدر قراراً جديداً يتضمن ربط إصدار تأشيرات العمل بقرار من الوزير مباشرة حيث لا يحق لأي جهة تابعة للوزارة أن تمنح التأشيرات إلى من خلال الوزير مباشرة وذلك للقضاء على عملية المتاجرة بالتأشيرات التي تساعد على تدفق العمالة الوافدة دون حاجة فعلية أو عمل محدد لها والتي تسيء إلى سمعة المملكة اضافة الى إصدار قرار يتضمن تقليص إجراءات طلبات التأشيرات.
وقال القصيبي بعد لقائه رجال الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض صباح أمس أن مسألة البطالة سوف تكون جزءا من التاريخ وذلك بعد أن حدد ثلاثة توجهات لمحاربة البطالة ستعتمد عليها الوزارة في عملها مستقبلاً وهي تخفيض تدفق العمالة الوافدة لتصل إلى 400.000بدلاً من 600.000عامل تم استقدامهم العام الماضي إضافة إلى تكثيف برامج التدريب الأهلية والحوار المستمر والدائم مع القطاع الخاص بشكل يومي.
وكشف القصيبي أن مشكلة المتاجرة بالتأشيرات سوف يتم القضاء عليها بشكل سريع مشيراً أن 70% من 600.000تأشيرة استقبلتها المملكة العام الماضي تمت المتاجرة بها وهذا الأمر يشكل خطورة بالغة لا يمكن السكوت عنها.
وأوضح القصيبي في حديثة أمام رجال الأعمال أن تأشيرات العمل وصلت السنة الماضية إلى ست مئة ألف تأشيرة وهذا رقم غير مقبول على الإطلاق حيث أن 70% من التأشيرات تم نقل كفالاتهم وهذا معناه واضح أن 30% تأشيرات صحيحة وحقيقية ومرتبطة بحاجة فعلية أما البقية فقد كانت للمتاجرة وهذه أرقام تثبت صحة هذه المعلومة التي لا تحتاج إلى فلسفة وسوف نقضي على هذا الأمر بإذن الله.
وقال سوف أقول لكم ما يدور في ذهني أنا بدأت عملي في الوزارة بــ 13نقطة وأستطيع أن أقول بدون تواضع أنها لقيت ترحيباً كبيراً من الجميع ليس لأنها استنتاجات عبقرية ولكن لأنها القناعات التي وصل إليها المواطن إلى شبه إجماع بعد سنوات طويلة الأمر الذي جعلها محل قبول الجميع وسوف تكون الخطوط العريضة للسياسة التي سوف تتبعها الوزارة في عملها للفترة القادمة.
ومضى قائلاً السنة الماضية تم الترخيص لــ 600ألف تأشيرة وخلال الشهرين الماضيين تم الترخيص لــ 120ألف تأشيرة ولو استمررنا في هذا الاتجاه معنى ذلك أننا سوف نصل نهاية السنة إلى 750ألف تأشيرة هذا أمر لا أستطيع والمسؤولية في عنقي أن أسمح به أبداً خصوصاً وأنا أعلم أن أغلب هذه الاحتياجات غير فعلية ولذلك اتخذت الوزارة قراراً بتخفيض نسبة العام الماضي لا تقل عن 10% ولا تزيد على 20% ولكي نضمن الوصول إلى هذه النسبة والعدالة وعدم التلاعب قررت أن تصدر كل تأشيرات عمل من الوزير مباشرة وقال أرجو أن تمنحونني سنة واحدة فقط وسوف ترون النتائج واضحة في سوق العمل.
واستطرد قائلاً نظرتي للقطاع الخاص في المملكة الذي تربيت فيه والذي أنا على معرفة تامة بمتطلباته واحتياجاته أنظر إليه كقصة الدجاجة التي تبيض ذهباً حيث أرى أن القطاع الخاص هو الدجاجة التي تبيض لنا فرص عمل للشباب السعودي بكل بساطة وقال تذكرون القصة الأصلية عندما حاول صاحب الوزة الجشع أن يحصل على البيض دفعة واحدة فقتل الوزة وأنقطع البيض وأنا لا أريد أن أقتل وزة القطاع الخاص ولكنني أريد أن أغذيها وأشجعها وأنميها لأنني أقول للشباب الباحث عن العمل أنهم لن يجدوا فرصة عمل إلا في القطاع الخاص وأنا لا أستطيع أن أتعامل مع القطاع الخاص إلا عن طريق الحوار والإقناع وأفضل الطرق للوصول إلى وجهات النظر المشتركة وأود أن أذكر بناء على معرفتي بالسياسة والقانون أن تحقيق مطالب كل طلب بنسبة 100% تعني حرمان الطلب الآخر من كل مطالبه بنسبة 100% وهذا أمر واضح كما يقال القوة المطلقة لطرف واحد تعني الضعف المطلق لطرف واحد ولذلك سوف لا أتعسف في اتخاذ أي قرار ولكن سوف أمشي معكم حتى نلتقي في منتصف الطريق.
وأبان قائلاً لا نريد أن نقول سعودة 100% في كل مكان وأنا أربأ بكم وبنفسي وبالدولة من أن تتحول قراراتها إلى تحايل ولكن أفضل أن يطبق قرار واحد تطبيقاً سليماً ولا يعبث بعشرات القرارات.
وأوضح القصيبي أن الواقع على أرض العمل يتغير بسرعة كبيرة جداً وعقولنا مازالت مستديرة باتجاه الماضي وبالذات خلال العشر السنوات الأخيرة والواقع خلال الخمس السنوات الأخيرة تغير انبساط الأفق أمامنا بشكل جذري جداً ولا جدوى إلى العودة من أشياء لم تعد صحيحة ومثال ذلك من يقول ان القطاع الخاص لا يرحب السعودة وهو عدو السعودة هذا كلام غير صحيح ربما كان صحيحاً لفترة من الفترات ولكن الآن غير صحيحة وإذا كان لابد من تصديق كلام المجالس أو الأرقام لابد أن أصدق الأرقام والتي تقول ان القطاع الخاص في المملكة جاهز لسعودة وظائفه وكل ما كانت الشركة منظمة كان حرصها أكثر على السعودة وقبل أن آتي إلى هنا درست بعناية الشركات التي وقع معها صندوق الموارد البشرية وجدت أنها تتراوح ما بين 5% إلى 70% وهذا شيء ممتاز بالنسبة للقطاعات الصناعية وشركة الزامل ضربت مثلاً جيداً بعد أن وظفت أكثر من 800شاب سعودي.
وعبر قائلاً: القطاع الخاص جاد في توظيف السعوديين وأنا مستعد أن أعطي كل من يريد وظيفة حقيقية التأشيرة التي يريدها وفي نفس الوقت لست مستعداً على ترويج المتاجرة بالتأشيرات في أمور من الواضح جداً أنها وهمية.
وقال هناك وهم يتناوله العديد من الناس والمتمثل في أن الشباب السعودي لا يرغبون في الاقبال على بعض المهن وهذا الكلام غير صحيح ولا يمكن قبوله وهو أكذوبة.. الوزارة الآن سوف تصدر كتاباً لـ 100شاب يعملون في 100موقع عمل لم يكن يعمل الشباب السعودي فيها من قبل وهناك قطاعات كبيرة دخلها الشباب السعودي مثل الصرف الصحي هناك اقبال كبير من قبل الشباب السعودي على هذا المجال وذلك بعد أن تعلن وزارة المياه عن مثل هذه الوظائف وأشار إلى أن هناك أسطورة عن الرواتب ومستوى الراتب القول بأن السعودي يطالب برواتب عالية هذا كلام غير صحيح أيضاً.
وأضاف قائلاً السعودة خيار استراتيجي وتطبيق هذا الخيار الاستراتيجي قرار مرحلي وتكتيكي يمكن أن يتغير وبعبارة أخرى أقول لكم بمنتهى الصراحة لا أستطيع أن أتعامل مع شخص لم يسعود بنسبة 1% مع شخص سعود بنسبة 30% مع شخص سعود بنسبة 75% في الواقع وأقولها بكل صراحة أي مؤسسة تسعود بنسبة 75% لن تنال مني سوى قبلة على الرأس وتصريح مفتوح لها أن تستورد من الخارج كافة احتياجاتها وكل قطاع يأتي ويثبت أنه لم يستطع الحصول على السعوديين سوف يكون له معاملة خاصة التعميم بين عملية غير علمية وغير دقيقة لأن القطاعات مختلفة ولكل قطاع ظروفه وسوف تتعامل الوزارة بهذه النظرة وأود أن يكون تعاملنا في المستقبل مبني على هذه النظرة.
وقال: معالجة البطالة ليست عصا سحرية ولكن لدي فكرة واضحة جداً للتعامل مع مشكلة البطالة والتي ترتكز على تخفيف تدفق الوافدين وتكثيف برامج التدريب العملي والأهلي المشترك والنقطة الثالثة في مكافحة البطالة هي الحوار مع القطاع الخاص وأريد من القطاع الخاص أن يساعدني على تقديم العمالة الوطنية لمصانعهم ومتاجرهم.
وقال إذا نجحنا في مواءمة مخرجات التعليم استطعنا أن نصل إلى توظيف 50ألف شاب سعودي في برامج التدريب المشترك سوف تكون البطالة جزءاً من التاريخ خلال بضع سنوات قليلة وقال أنا لست فارساً قادماً على حصان وبيدي سيف لإصدار قرارات ارتجالية ولكن المطلوب مني هو التعامل مع قضية خطيرة بتعاون الجميع وهي مشكلة البطالة.
وأضاف موضوع الكفالات سوف نأخذ فيه موقفا متوازنا حيث أنها تصحح أوضاع الكثيرين ولكن لا يجب في المستقبل أن يأتي شخص بعمالة يريد أن ينقلها.
وقال القرارات الأليمة التي تحدثت عنها تتمثل في ازدواجية القرارات وتقليل عدد التأشيرات التي تزيد عن الحاجة وسوف أطبقها.
ورد القصيبي على بعض الحضور الذين تحدثوا عن هجرة الاستثمارات بسبب تضييق الخناق عليها بسبب السعودة والتأشيرات قائلاً ان أبوابنا مفتوحة ومن أحب أن يبقى فسوف يبقى في قلوبنا وعيوننا ومن أحب ان يرحل فأمنياتنا له بالنجاح وأرجو ألا يستخدم أحد هذا الأسلوب معي وقال عندما كنت وزيراً للصناعة أرسل لي شخص برقية تقول إذا لم تفعل الوزارة لي كذا وكذا فسوف أغلق مصنعي فرددت عليه قائلاً أرجو إخباري بموعد الإغلاق لكي نحتفل به معنا لأننا نتحدث عن مصير وطن وليس عن أرباح شركة وعندما يتعرض الوطن للخطر لن تبقى شركة سالمة فيه.. أما حل موضوع البطالة فأمانة في عنق كل مواطن وأرجو ألا تستعملوا مع سلاح الابتزاز لأنني أملك من أسلحة الابتزاز ما لا تملكون.
إلى ذلك لقي حديث الوزير القصيبي ترحيباً واسعاً من رجال الأعمال السعوديين وذلك لما تضمنه من بساطة ووضوح في الأهداف إضافة إلى حديثه عن إعطاء دور كبير للقطاع الخاص السعودي لإبداء وجهة نظره في قضايا العمل.
مشعاب دوت سعوده الوظائف
غير متصل
