كنت اطالع احد الكتب وقراءة قصه عن الغدر وعدم الوفاء بالعهد ايام الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مشهوره وحبيت ان اطلعكم عليها واضعها في هذا المنتدي وهي لقصة احد الصحابه وامل ان تعذروني اذا فيها اخطاء املائيه او الهوامش ليسة بالطريقه الصحيحه واليكم القصه 0
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعجل الأشياء عقوبة البغي)"1" وعن ابي هريره رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المكر والخديعه والخيانه في النار: وقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه : ثلاثة من كن فيه كن عليه : البغي والنكث (2)والمكر .
وقال تعالي (إنما بغيكم على انفسكم)سورة يونس الاية 23وقال تعالى (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه)سورة الفتح الاية 10 وكم اوقع الغدر في المهالك من غادر, وضاقة عليه من موارد الهلكات قسيحات المصادر , وطوقه غدره طوق خزي, فهو علي فكه غير قادر, وأوقعه في خطة خسف (3) وورطة حنف , فما له من قوت ولا ناصر ويشهد لصحة هذه الاسباب ما أحاطة به علوم ذوي الالباب , من قصة ثعلبه بن حاطب الأنصاري , وتخليص معناها أن ثعلبة هذا كان من انصار النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه يوماً وقال يارسول الله ادع الله ان يرزقني مالاً ,. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ويحك ياثعلبه قليل تؤدي شكره , خير من كثير لا تطيقه ] ثم اتاه بعد ذلك مرة اخرى فقال يارسول الله ادع الله ان يرزقني مالاً . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (ياثعلبه أمالك في رسول الله اسوة حسنه , والذي نفسي بيده , لو أردت أن تسير الجبال معي ذهباً وفضه لسارت ) ثم اتاه مرة ثالثه فقال يارسول الله ادع الله ان يرزقني مالاً والذي بعثك بالحق نبياً لئن رزقني الله مالاً لأ عطينا كل ذي حق حقه , وعاهد الله تعالى على ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ارزق ثعلبه ما قال ) فاتخذ ثعلبه غنماَ فنمت كما ينمو الدود فضاق عليه المدينه , فتنحى عنها فنزل وادياً من اوديتها . وهي تنمو كما ينمو الدود وكان ثعلبه لكثرة ملازمته للمسجد يقال له حمامة المسجد فلما كثرت الغنم وتنحى وصار يصلي مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر , ويصلي بقية الصلوات عند غنمه فكثرة ونمت حتي بعد عن المدينة فصار لا يشهد إلا الجمعه ثم كثرة ونمت فتباعد أيضاً عن المدينه حتي صار لا يشهد جمعه ولا جماعه فكان إذا كان يوم الجمعه خرج يتلق الناس ويسألهم عن الاخبار فذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ,. مافعل ثعلبه 0 قالوا : يارسول الله اتخذ غنما ما يسعها واد 0 فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (يا ويح (4) ثعلبه . فأنزل الله اية الصدقه فبعث رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلين , رجل من بني سليم ورجل من جهينه وكتب لهما أنصاب الصدقه وكيف ياغذانها وقال لهما مرا بثعلبه بن حاطب وبرجل اخر من من بني سليم فخذا صدقاتهما فخرجا حتي أتيا ثعلبه فسالاه الصدقه وأقراه كتاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : ماهذه الا الجزيه , او ما هذه الا اخت الجزيه انطلقا حتي تفرغا ثم عودا اليا فنطلقا وسمع بهما السلمي فنظر الي خيار ابله فعزلها للصدقه , ثم استقبلهما بها , فلما رئياه قالا ما هذا قال خذاه فإن نفسي به طيبه فمرا علي الناس وأخذا الصدقات , ثم رجعا إلي ثعلبه فقال : اروني كتابكما فقراءه ثم قال ما هذه الا جزيه أو اختها اذهبا حتي ارى رأياً فذهبا من عنده واقبلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما راهما قال قبل ان يتكلما : ويح ثعلبه فأنزل الله تعالى (ومنهم من عاهد الله لئن اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتلوا وهم معرضين * فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلي يوم القيامه بما أخلفوا الله ما وعده وبما كانوا يكذبون*ألم يعلم أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب)سورة التوبه الآيات (75_76_77_78) وكان عند رسول الله رجل من اقارب ثعلبه فسمع ذلك فخرج حتي اتاه فقال: ويحك ياثعلبه قد انزل الله فيك كذا وكذا , فخرج ثعلبه حتى اتى للنبي صلى الله عليه وسلم فسأله ان يقبل صدقته فقال: إن الله تعالي منعني ان اقبل منك صدقه ,فجعل ثعلبه يحثو التراب على رأسه ووجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( هذا عملك , قد امرتك فلم ةتطعني ) فلما ابا رسول الله أن يقبل صدقته رجع الى منزله وقبض (4) رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم يقبل من شئ وجاء عهد ابو بكر الصديق واتاه ليقبل صدقته فقال ابوبكر لم يقبلها رسول الله صلي الله عليه وسلم منك فلا اقبلها أنا وجاء عهد عمر فاتاها ليقبل صدقته فقال له لم يقبلها رسول الله صلي الله عليه وسلم وابوبكر فأنا لا اقبلها منك وجاء عهد عثمان فسأله ان يقبل صدقته فقال له: لم يقبلها رسول الله صلي الله عليه وسلم ولاابوبكر ولا عمر فلا اقبلها منك . ثم هلك ثعلبه في عهد عثمان رضي الله عنه فأنظروا الى سؤ عاقبته وغدره كيف اذاقه وبال امره 0
1- البغي : التعدى والظلم
2- النكث : النقض والغدر وعدم الوفاء بالعهد
3- الخطه:الأرض التي يعلم عليها علامات لبنائه داراً0والخسف غوران الارض بما عليها
4- وبح:كلمة رحمه وويل كلمة عذاب وقيل هما بمعني واحد
غير متصل
