Untitled 1
 
  تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 351 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 454 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 591 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 798 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 685 )           »          قمصان نوم تركي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 600 )           »          فستان مناسبات (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 613 )           »          جلابيات مغربية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 631 )           »          ايشارب حرير (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 545 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 958 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الأدبية > منتدى الخواطر والحكم والالغـــاز
 

منتدى الخواطر والحكم والالغـــاز خواطر وحكم وألغاز أبداعات بالشعر والنثر و كتابة القصة وألغاز جديدة هنا تجد الإبداع الأدبي الخاص بأعضاء شبكة سبيع الغلباء


الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي رحمه الله

خواطر وحكم وألغاز أبداعات بالشعر والنثر و كتابة القصة وألغاز جديدة هنا تجد الإبداع الأدبي الخاص بأعضاء شبكة سبيع الغلباء


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي رحمه الله

كُتب : [ 12 - 01 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد سئل الشيخ / عايض القرنى من هو أفضل شاعر فقال هو المتنبي وهذى نبذه عن الشاعر هو / أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي ، أبو الطيب المتنبي من شعراء العصر العباسي ولد سنة 303 هـ / 915 م وتوفي سنة 354 هـ / 966 م الشاعر الحكيم ، وأحد مفاخر الأدب العربي ، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة ولد بالكوفة في محله تسمى ( كندة ) وإليها نسبته ، ونشأ بالشام ، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس . وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده ، ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه ، فلم يوله كافور ، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه ، فقصد العراق وفارس ، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز . ولما خرج المتنبي من شيراز في طريقه إلى بغداد خرجت عليه سرية على رأسها ( فاتك بن جبل الأسدي ) وكان بينه وبين المتنبي عداوة شديدة بسبب هجاء المتنبي لخال فاتك هجاءً مقذعا ، ودارت بينهما معركة وأسقط في يد المتنبي وأيقن بالهلاك إذا استمر في القتال ، لذلك قرر إنقاذ نفسه وأركن إلى الفرار ، وعز ذلك على غلامه فصرخ فيه قائلا ويح نفسي ! ألست القائل :

الخَيلُ وَاللَيـلُ وَالبَيـداءُ تَعرِفُنـي
= وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَـمُ

فرجع وفضل الموت على التنصل من شعره وعاد إلى القوم وبقي يقاتلهم حتى سقط قتيلا . وهكذا سقط هذا الشاعر مع ابنه محشد وغلامه مفلح قتلى ، وسلبت أموالهم وما كانوا يحملونه من هدايا ، ولم يبق سوى ليلتين لانتهاء شهر رمضان المبارك . وهذى احد قصائد المتنبى العظيمة .

وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
= وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ

ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
= وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ

إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
= فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
= وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
= وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ

فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
= فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
= لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ

ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
= أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ

أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
= تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ

عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
= وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا

أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
= تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ

يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
= فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ

أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
= أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ

وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
= إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ

سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
= بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ

أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
= وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
= وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ

وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
= حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ

إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
= فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ

وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
= أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ

رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
= وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
= حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ

ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
= وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ

صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
= حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
= وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ

مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
= لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ

إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
= فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ

وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
= إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ

كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
= وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ

ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
= أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ

لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
= يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ

أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
= لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ

لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
= لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ

إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
= أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ

شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
= وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ

وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
= شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ

بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
= تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ

هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
= قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ

( براعة المتنبي )

قال : الشاعر / أبو فراس الحمداني لسيف الدولة : ان هذا المتنبي كثير الادلال عليك وأنت تعطيه كل سنه ثلاثة اّلاف دينار على ثلاث قصائد , ويمكنك أن تفرق مئتي دينار على عشرين شاعرا يأتون بما هو خير من شعره . فتأثر سيف الدولة بهذا الكلام وعمل به وكان المتنبي غائبا فبلغته القصة فدخل على سيف الدوله وأنشد :

الا مـا لـسيف الـدولة الـيوم عاتـبا
= فداه الورى أمضى السيوف قواضبا

وكـان يـدني مجـلـسي مـن سـمائه
= أحـــادث فــيـهـا بـدره والـكـواكـبـا

حـنـانــيك مسـؤولا ولـبـيك داعـيـا
= وحـسـبـي مـوهـوبـا وحـبـك واهـبا

أهذا جزاء الصدق ان كنت صادقا
= أهـذا جـزاء الـكـذب ان كـنت كاذبا

وان كـان ذنـبـي كــل ذنـــب فـانـه
= محا الذنب كل الذنب من جاء تائبا

فأطرق / سيف الدوله ولم ينظر اليه كعادته فخرج المتنبي من عنده متغيرا . وحضر أبو فراس و جماعة من الشعراء فبالغوا في الوقيعة في حق المتنبي والذي انقطع ينشئ القصيدة التي أولها : واحــر قـلـبـاه مـمـن قـلـبه شـبـم . وجاء وأنشدها وجعل يتظلم فيها من التقصير في حقه مثل قوله :

مالي أكتم حبا قد برى جسدي
= وتدعي حب سيف الدولة الأمم

ان كـان يـجـمـعـنا حـبا لغرته
= فـلـيـت أنـا بـقـدر الحـب نقتسم

فهم جماعة في قتله في حضرة سيف الدوله ولشدة ادلاله واعراض سيف الدوله عنه وصل الى انشاده

يا أعدل الناس الا في معاملتي
= فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

فقال أبو فراس : مسخت قول دعبل وادعيته وهو القائل :

ولست أرجو انتصافا منك ما ذرفت
= عيني دموعا وأنت الخصم والحكم

فقال المتنبي :

أعيذها نظرات منك صادقة
= أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

فعلم أبو فراس أنه يعنيه فقال : ومن أنت يا دعي كنده حتى تأخذ أعراض أهل الأمير في مجلسه . فاستمر المتنبي في انشاده ولم يرد عليه وقال :

سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا
= بانني خير من تسعى له قدم

أنـا الـذي نظر الأعــمـى الى أدبــي
= وأسـمـعـت كلماتي مـن به صمم

فزاد ذلك غيظا في أبو فراس وقال : وسرقت هذا أيضا فلم يلتفت اليه المتنبي وانما واصل انشاده الى أن وصل :

الخيل والليل والبيداء تعرفني
= والسيف والرمح والقرطاس والقلم

قال : وما أبقيت للأمير اذا وصفت نفسك بالشجاعه والفصاحة والرئاسة والسماحة ؟ تمدح نفسك بما سرقته من الاّخرين وتأخذ جوائز الأمير فقال المتنبي :

وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
= اذا استوت عنده الأنوار والظلم

فقال أبو فراس : لقد سرقت هذا من قول معقل :

اذا لم أميز بين نور وظلمة
= بعيني فالعينان زور وباطل

ولكن سيف الدولة غضب من كثرة مناقشة المتنبي والتطاول عليه في حضرته . فقال المتنبي :

ان كان سركموا ما قال حاسدنا
= فما لجرح اذا أرضاكموا ألم

فقال أبو فراس : وأخذت هذا من قول بشار :

اذا رضيتم بأن يخفى سركم
= قول الوشاه فلا شكوى ولا ضجر

فلم يلتفت سيف الدولة الى ما قاله أبو فراس الحمداني وأعجبه بيت المتنبي ورضي عنه في الحال وأدناه اليه وأجازه . واليكم هذه القصيدة الرائعة للشاعر / أبو الطيب المنتبى ، في مدح سيف الدولة الحمداني على قدر أهل العزم وقد قيلت : سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة من الهجرة النبوية المطهرة الموافق ( 954م ).

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
= وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها
= وتصغر في عين العظيم العظائم

يكلف سيف الدولة الجيش همه
= وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم

ويطلب عند الناس ما عند نفسه
= وذلك ما لا تدعيه الضراغم

يفدي أتم الطير عمراً سلاحه
= نسور الفلا أحداثها والقشاعم

وما ضرها خلق بغير مخالب
= وقد خلقت أسيافه والقوائم

هل الحدث الحمراء تعرف لونها
= وتعلم أي الساقيين الغمائم

سقتها الغمام الغر قبل نزوله
= فلما دنا منها سقتها الجماجم

بناها فأعلى والقنا يقرع القنا
= وموج المنايا حولها متلاطم

وكان بها مثل الجنون فأصبحت
= ومن جثث القتلى عليها تمائم

طريدة دهر ساقها فرددتها
= على الدين بالخطي والدهر راغم

تفيت الليالي كل شيء أخذته
= وهن لما يأخذن منك غوارم

إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً
= مضى قبل أن تُلقى عليه الجوازم

وكيف ترجى الروم و الفرس هدمها
= وذا الطعن آساس لها ودعائم

وقــد حاكموها والمنايا حواكم
= فما مات مظلوم ولا عاش ظالم

أتوك يجــرون الحديــد كأنما
= سروا بجياد مالهــن قوائــم

إذا برقوا لم تعرف البيض منهم
= ثيابهم من مثلها والعمائم

خميس بشرق الأرض والغرب
= زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمازم

تجمّــَع فيه كل لِِسْنٍ وأمة
= فما يُفهم الحدَّاث إلا التراجم

فللّه وقت ذوب الغش ناره
= فلم يبق إلا صارم أو ضبارم

تقطَّع مالا يقطع الدهر والقنا
= وفر من الفرسان من لا يصادم

وقفت وما في الموت شك لواقف
= كأنك في جفن الردى وهو نائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة
= ووجهك وضاح وثغرك باسم

تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى
= إلى قول قوم أنت بالغيب عالم

ضممت جناحيهم على القلب ضمة
= تموت الخوافي تحتها والقوادم

بضرب أتى الهامات والنصر غائب
= وصار إلى اللبات والنصر قادم

حقرت الردينيات حتى طرحتها
= وحتى كأن السيف للرمح شاتم

ومن طلب الفتح الجليل فإنما
= مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم

نثرتهم فوق الأُحَيدب كله
= كما نثرت فوق العروس الــدراهم

تدوس بك الخيل الوكور على الذرى
= وقد كثرت حول الوكور المطاعم

تظن فراخ الفتخ أنك زرتها
= بأُماتها وهي العتــاق الصلادم

إذا زلقــت مشَّيتها ببطونها
= كما تتمشى في الصعيـد الأراقـم

أفي كل يوم ذا الدُّمستق مقدم
= قفاه على الإقدام للوجه لائم

أيُنكر ريح الليث حتى يَذوقَه
= وقد عرفت ريح الليوث البهائم

وقد فجعته بابنه وابن صهره
= وبالصهر حملات الأمير الغواشم

مضى يشكر الأصحاب في فوته الظُّبى
= لما شغلتها هامهم والمعاصم

ويفهم صوت المشرفية فيهم
= على أن أصوات السيوف أعاجم

يُسَرُّ بما أعطاك لا عن جهالة
= ولكن مغنوما نجا منك غانم

ولســت مليكا هازما لنظيره
= ولكنك التوحيد للشرك هازم

تشرّف عدنان به لا ربيعة
= وتفتخر الدنيا به لا العواصم

لك الحمد في الدر الذي لي لفظه
= فإنك معطيه وإني ناظم

وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى
= فلا أنا مذموم ولا أنت نادم

على كل طيار إليها برجله
= إذا وقعت في مسمعيه الغماغم

ألا أيه السيف الذي ليس مغمدا
= ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم

هنيئا لضرب الهام والمجد والعلى
= وراجيك والإسلام أنك سالم

ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى
= وتفليقه هام العدى بك دائم

واليكم هذه القصيدة المنقولة وهي احدى روائع الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي :

لا خــيلَ عنــدَك تُهدِيهـا ولا مـال
= فَليُسـعِدِ النطـق إن لـم تُسـعِد الحـالُ

واجــز الأمِـير الـذي نعمـاه فاجئَـةٌ
= بِغــيرِ قَـولٍ ونُعَمـى النـاسُ أقـوال

فرُبَّمــا جــزَتِ الإِحســانَ موليـهُ
= خَـرِيدةٌ مـن عَـذارَى الحـي مكسـالُ

وإن تَكُـنْ محكَمـاتُ الشُـكلِ تمنَعُنـي
= ظُهـورَ جَـري فَـلِي فِيهِـنَّ تَصهـالُ

وَمــا شَــكَرتُ لأن المـالَ فَرَّحَـني
= سِــيَّانِ عِنــدِيَ إكثــار وإِقــلالُ

لكِــن رأيــتُ قَبِيحـا أنْ يُجـادَ لَنـا
= وأننــا بِقضــاءِ الحــقَّ بُخــالُ

فكُـنتُ مَنبِـتَ رَوض الحـزنِ بـاكَرهُ
= غَيــث بِغَـيرِ سِـباخِ الأرضِ هَطـالُ

غَيـــث بَيِّــنُ للنُظــارِ مَوقِعُــهُ
= أن الغُيُــوث بِمــا تَأتِيِــهِ جُهــالُ

لا يُــدرِكُ المجــدَ إلاسَــيد فطِـنٌ
= لِمــاَ يَشــق عـلى السـاداتِ فَعَّـالُ

لا وارِث جَــهِلَت يُمنـاهُ مـا وَهَبَـت
= وَلاكَسُــوبٌ بِغــيرِ السـيف سَـأآلُ

قــالَ الزمــان لَــه قَـولاً فأفهمـهُ
= إنًّ الزَمــان عــلى الإمسـاكِ عَـذال

تــدري القَنــاة إذا اهـتَزت بِراحتِـهِ
= أن الشــقي بِهــا خًــيل وأَبطـالُ

كَفــاتك ودُخــولُ الكــافِ مَنقَصـة
= كالشـمسِ قلـت وَمـا لِلشَـمسِ أمثـال

القــائد الأســد عذتهــا بَراثنُــه
= بِمِثلِهــا مِــن عـداه وهـي أشـبال

القـاتِلِ السَـيفَ فـي جِسـمِ القَتيـلِ بِهِ
= ولِلسّــيُوفِ كَمــا لِلنــاس آجَــالُ

تُغــيِرُ عنـهُ عـلى الغـاراتِ هَيبتُـهُ
= وَمالُــهُ بِأقــاصي الأرض أهمَــالُ

لـهُ مـنَ الوَحـشِ مـا اختـارَتْ أسنتهُ
= عَــيرٌ وهَيــقٌ وخنســاءٌ وذيـالُ

تُمسِــي الضُيُــوفُ مُشـهَّاةً بِعَقْوَتـهِ
= كــأن أوقاتَهـا فـي الطِيـبِ آصـالُ

لَــو اشـتهت لَحْـمَ قارِيهـا لَبادَرَهـا
= خَـرادِل منـه فـي الشِّـيزَى وأوصَالُ

لايَعـرِفُ الـرُزْءَ فـي مـالٍ وَلا وَلَدٍ
= إلا إذا حَـــفَزَ الضِّيفــانَ تَرْحــالُ

يُــرْوِي نَـدَى الأرضِ مـن فضـل ومن
= مَحـض اللّقـاح وَصـافي اللون سلسالُ

تقـري صَوارِمُـهُ السـاعاتِ عَبْـطَ دَمٍ
= كأنَّمـــا الســاع نُــزَّالٌ وقُفَّــالُ

تَجــرِي النُفــوس حَوالَيـهِ مُخلَّطـةً
= مِنهـــا عُــداةٌ وأغنــامٌ وآبــالُ

لايَحــرِمُ البُعـدُ أهـلَ البُعـدِ نائِلَـهُ
= وغَــيرُ عــاجِزَةٍ عنــهُ الأُطيفَـالُ

أمضَـى الفَـرِيقَينِ فـي أقرانِـهِ ظُبَـةً
= والبِيــض هادِيــةٌ والسُـمرُ ضُـلالُ

يُــرِيكَ مَخــبَرُهُ أضعـافَ مَنظَـرِهِ
= بَيــن الرجــالِ وفيهـا المـاءُ والآلُ

وقــد يُلّقُّبِــهُ المجــنُونَ حاسِــدُه
= إذا اخــتَلَطنَ وبَعـضُ العَقـلِ عُقَّـالُ

يَـرمِي بِهـا الجـيَشَ لابُـد لَـه وَلَهـا
= مــن شَـقِّهِ ولَـوَ أن الجـيَشَ أجبـالُ

إذا العــدَى نَشِــبَت فيهــم مخَالبـهُ
= لــم يَجــتَمِعْ لَهُــمُ حِـلمّ ورئَبـالُ

يَــرُوعُهُمْ منـه دَهْـر صَرفُـهُ أبًـدا
= مُجــاهِرٌ وصُــرُوفُ الدَهـرِ تغتـالُ

أنالَــه الشَــرَف الأعــلَى تَقَدُّمُــهُ
= فمــا الـذي بِتَـوَقِّي مـا أتَـى نـالُ

إذا المُلــوك تَحَــلَّت كــان حِليَتَـهُ
= مُهنَّــدٌ وأصَــمُّ الكَــعبِ عَسَّــالُ

أبُــو شُـجاعٍ أبُـو الشُـجعانِ قاطِبـةً
= هَــولٌ نَمَتـهُ مـنَ الهَيجـاءِ أهـوالُ

تَملَّــكَ الحَــمدَ حَـتى مـا لِمفُتَخِـرٍ
= فــي الحَـمدِ حـاءٌ ولا مِيـمٌ ولا دالُ

عليــهِ منــهُ سَــرابِيل مُضاعَفـة
= وقــد كَفــاهُ مـنَ المـاذِيِّ سِـربالُ

وكَـيفَ أسـتُرُ مـا أولَيـتَ مِـن حسنٍ
= وقــد غَمَــرتَ نَـوالاً أيُّهـا النـالُ

لَطَّفـت رَأيَـكَ فـي بِـرّي وتَكـرِمتي
= إن الكَــرِيمَ عــلى العَليـاءِ يَحتـالُ

حّــتى غَــدَوت وُللأخبـار تجـوالُ
= وللكَــواكِب فــي كــفَيكَ آمــال

وقــد أطــالَ ثنـائِي طـول لابسـه
= إن الثَنــاء عــلى التنبــالِ تِنبـالُ

إن كـنت تَكـبرُ أن تخّتـال فـي بَشَـر
= فــإن قَــدرَكَ فـي الأقـدارِ يَختـالُ

كــأن نَفســك لاتَرضـاك صاحبَهـا
= إِلاوأَنــتَ عـلى الفِضـال مِفضـالُ

ولاتَعـــدكَ صَوَّانـــا لِمُهجَتِهــا
= إِلاوأنــتَ لهــا فـي الـرَوع بـذالُ

لــولا المشــقةُ سـادَ النـاسُ كُـلَهم
= الجـــودُ يُفقِــر والإقــدامُ قَتَّــالُ

وإنمــا يَبلُــغُ الإنســانُ طاقَتَــهُ
= مــاكُــل ماشِـيةٍ بِـالرّحلِ شِـملالُ

إنــا لَفِـي زَمَـنٍ تَـركُ القَبِيـحِ بـهِ
= مِـن أكـثَرِ النـاس إِحسـانٌ وإجمـالُ

ذِكـرُ الفَتَـى عُمـرُه الثـاني وحاجَتُـهُ
= مــاقاتَــهُ وفُضُـولُ العَيشِ أشـغالُ

ومن روائع / أبو الطيب المتنبي :

بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ
= وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني
= مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ

لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ
= ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ

فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ
= وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ
= هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا

تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُم
= في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

تَحَمّلُوا حَمَلَتْكُمْ كلُّ ناجِيَةٍ
= فكُلُّ بَينٍ عَليّ اليَوْمَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوَادِجِكم من مُهجتي
= عِوَضٌإنْ مُتُّ شَوْقاً وَلا فيها لهَا ثَمَنُ

يَا مَنْ نُعيتُ على بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ
= كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ

كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ
= ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قولهِمِ
= جَماعَةٌ ثمّ ماتُوا قبلَ مَن دَفَنوا

مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
= تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفنُ

رَأيتُكُم لا يَصُونُ العِرْضَ جارُكمُ
= وَلا يَدِرُّ على مَرْعاكُمُ اللّبَنُ

جَزاءُ كُلّ قَرِيبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ
= وَحَظُّ كُلّ مُحِبٍّ منكُمُ ضَغَنُ

وَتَغضَبُونَ على مَنْ نَالَ رِفْدَكُمُ
= حتى يُعاقِبَهُ التّنغيصُ وَالمِنَنُ

فَغَادَرَ الهَجْرُ ما بَيني وَبينَكُمُ
= يَهماءَ تكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ

تَحْبُو الرّوَاسِمُ مِن بَعدِ الرّسيمِ بهَا
= وَتَسألُ الأرْضَ عن أخفافِها الثَّفِنُ

إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ
= وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ

وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ
= وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ

سَهِرْتُ بَعد رَحيلي وَحشَةً لكُمُ
= ثمّ استَمَرّ مريري وَارْعَوَى الوَسَنُ

وَإنْ بُلِيتُ بوُدٍّ مِثْلِ وُدّكُمُ
= فإنّني بفِراقٍ مِثْلِهِ قَمِنُ

أبْلى الأجِلّةَ مُهْري عِندَ غَيرِكُمُ
= وَبُدِّلَ العُذْرُ بالفُسطاطِ وَالرّسَنُ

عندَ الهُمامِ أبي المِسكِ الذي
= غرِقَتْ في جُودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ

وَإنْ تأخّرَ عَنّي بَعضُ مَوْعِدِهِ
= فَمَا تَأخَّرُ آمَالي وَلا تَهِنُ

هُوَ الوَفيُّ وَلَكِنّي ذَكَرْتُ لَهُ
= مَوَدّةً فَهْوَ يَبْلُوهَا وَيَمْتَحِنُ

وهذه القصيدة تعتبر من روائع المراثي للشاعر / أبو الطيب المتنبي :

إنّي لأعْلَمُ، واللّبيبُ خَبِيرُ،
= أنْ الحَياةَ وَإنْ حَرَصْتُ غُرُورُ

ورَأيْتُ كُلاًّ ما يُعَلّلُ نَفْسَهُ
= بِتَعِلّةٍ وإلى الفَنَاءِ يَصِيرُ

أمُجاوِرَ الدَّيْمَاسِ رَهْنَ قَرَارَةٍ
= فيها الضّياءُ بوَجْهِهِ والنّورُ

ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى
= أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ

ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى
= رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسيرُ

خَرَجُوا بهِ والكُلّ باكٍ خَلْفَهُ
= صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ

والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مري
= ضَةٌ والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ

وحَفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَوْلَهُ
= وعُيُونُ أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ

حتى أتَوْا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ
= في قَلْبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحْفُورُ

بمُزَوَّدٍ كَفَنَ البِلَى مِن مُلْكِهِ
= مُغْفٍ وإثْمِدُ عَيْنِهِ الكافُورُ

فيهِ السّماحةُ والفَصاحةُ والتّقَى
= والبأسُ أجْمَعُ والحِجَى والخِيرُ

كَفَلَ الثّنَاءُ لَهُ بِرَدّ حَيَاتِهِ
= لمّا انْطَوَى فكأنّهُ مَنْشُورُ

وكأنّما عيسَى بنُ مَرْيَمَ ذِكْرُهُ
= وكأنّ عازَرَ شَخْصُهُ المَقْبُورُ

منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
خالد الشماسي
إدارة المنتديات
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 11 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : منتديات سبيع
عدد المشاركات : 11,812 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 51
قوة الترشيح : خالد الشماسي will become famous soon enough
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي

كُتب : [ 12 - 01 - 2008 ]

رحمه الله ورحم الله جرير



ورحم الله أبو العتاهية فأنا من المعجبين به

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي

كُتب : [ 12 - 01 - 2008 ]

أخي الكريم / أبو عمر خالد الشماسي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بأبي الطيب المتنبي رحمه الله وجرير شاعر علم وكذلك أبو العتاهية والبحتري وأبو تمام شعراء حكما واسلم وسلم والسلام .

سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
ابن مشعب
عضو مميز
رقم العضوية : 744
تاريخ التسجيل : 22 - 01 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 638 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابن مشعب is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي

كُتب : [ 13 - 01 - 2008 ]

حياك الله ابو عمر

اليوم اغرقتنا بالادب واتيت على هامته الا وهو ابو طيب ويعلم الله اني لاامل من قرات قصائده فديوانه جليسي ومسامري

اشكرك لك هذا النقل الذي اتحفتنا به واتركك مع هذه الرائعة


أُطاعِنُ خَيلاً مِن فَوارِسِها الدَهرُ = وَحيداً وَما قَولي كَذا وَمَعي الصَبرُ
وَأَشجَعُ مِنّي كُلَّ يَومٍ سَلامَتي = وَما ثَبَتَت إِلّا وَفي نَفسِها أَمرُ
تَمَرَّستُ بِالآفاتِ حَتّى تَرَكتُها = تَقولُ أَماتَ المَوتُ أَم ذُعِرَ الذُعرُ
وَأَقدَمتُ إِقدامَ الأَتِيِّ كَأَنَّ لي = سِوى مُهجَتي أَو كانَ لي عِندَها وِترُ
ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها = فَمُفتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمرُ
وَلا تَحسَبَنَّ المَجدَ زِقّاً وَقَينَةً = فَما المَجدُ إِلّا السَيفُ وَالفَتكَةُ البِكرُ
وَتَضريبُ أَعناقِ المُلوكِ وَهامِها = لَكَ الهَبَواتُ السودُ وَالعَسكَرُ المَجرُ
وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيّاً كَأَنَّما = تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ
إِذا الفَضلُ لَم يَرفَعكَ عَن شُكرِ ناقِصٍ = عَلى هِبَةٍ فَالفَضلُ فيمَن لَهُ الشُكرُ
وَمَن يُنفِقِ الساعاتِ في جَمعِ مالِهِ = مَخافَةَ فَقرٍ فَالَّذي فَعَلَ الفَقرُ
عَلَيَّ لِأَهلِ الجَورِ كُلُّ طِمِرَّةٍ = عَلَيها غُلامٌ مِلءُ حَيزومِهِ غِمرُ
يُديرُ بِأَطرافِ الرِماحِ عَلَيهِمِ = كُؤوسَ المَنايا حَيثُ لا تُشتَهى الخَمرُ
وَكَم مِن جِبالٍ جُبتُ تَشهَدُ أَنَّني ال= جِبالُ وَبَحرٍ شاهِدٍ أَنَّني البَحرُ
وَخَرقٍ مَكانُ العيسِ مِنهُ مَكانُنا = مِنَ العيسِ فيهِ واسِطُ الكورِ وَالظَهرُ
يَخِدنَ بِنا في جَوزِهِ وَكَأَنَّنا = عَلى كُرَةٍ أَو أَرضُهُ مَعَنا سَفرُ

وللقصيدة بقية

ويمكنك الاستزادة بزيارة موقعة ( المتنبي )

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي

كُتب : [ 13 - 01 - 2008 ]

أخي الكريم / ابن مشعب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك بمسامرك ومسامر الكثيرين الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي وشكرا على اضافة القصيدة الرائعة واسلم وسلم والسلام .

سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي

كُتب : [ 12 - 06 - 2008 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جعد الوبر مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد سئل الشيخ / عايض القرنى من هو أفضل شاعر فقال هو المتنبي وهذى نبذه عن الشاعر هو / أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي ، أبو الطيب المتنبي من شعراء العصر العباسي ولد سنة 303 هـ / 915 م وتوفي سنة 354 هـ / 966 م الشاعر الحكيم ، وأحد مفاخر الأدب العربي ، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة ولد بالكوفة في محله تسمى ( كندة ) وإليها نسبته ، ونشأ بالشام ، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس . وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده ، ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه ، فلم يوله كافور ، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه ، فقصد العراق وفارس ، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز . ولما خرج المتنبي من شيراز في طريقه إلى بغداد خرجت عليه سرية على رأسها ( فاتك بن جبل الأسدي ) وكان بينه وبين المتنبي عداوة شديدة بسبب هجاء المتنبي لخال فاتك هجاءً مقذعا ، ودارت بينهما معركة وأسقط في يد المتنبي وأيقن بالهلاك إذا استمر في القتال ، لذلك قرر إنقاذ نفسه وأركن إلى الفرار ، وعز ذلك على غلامه فصرخ فيه قائلا ويح نفسي ! ألست القائل :

الخَيلُ وَاللَيـلُ وَالبَيـداءُ تَعرِفُنـي
= وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَـمُ

فرجع وفضل الموت على التنصل من شعره وعاد إلى القوم وبقي يقاتلهم حتى سقط قتيلا . وهكذا سقط هذا الشاعر مع ابنه محشد وغلامه مفلح قتلى ، وسلبت أموالهم وما كانوا يحملونه من هدايا ، ولم يبق سوى ليلتين لانتهاء شهر رمضان المبارك . وهذى احد قصائد المتنبى العظيمة .

وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
= وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ

ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
= وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ

إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
= فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
= وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
= وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ

فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
= فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
= لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ

ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
= أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ

أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
= تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ

عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
= وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا

أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
= تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ

يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
= فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ

أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
= أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ

وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
= إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ

سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
= بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ

أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
= وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
= وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ

وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
= حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ

إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
= فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ

وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
= أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ

رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
= وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
= حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ

ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
= وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ

صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
= حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
= وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ

مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
= لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ

إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
= فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ

وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
= إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ

كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
= وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ

ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
= أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ

لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
= يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ

أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
= لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ

لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
= لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ

إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
= أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ

شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
= وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ

وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
= شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ

بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
= تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ

هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
= قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ

( براعة المتنبي )

قال : الشاعر / أبو فراس الحمداني لسيف الدولة : ان هذا المتنبي كثير الادلال عليك وأنت تعطيه كل سنه ثلاثة اّلاف دينار على ثلاث قصائد , ويمكنك أن تفرق مئتي دينار على عشرين شاعرا يأتون بما هو خير من شعره . فتأثر سيف الدولة بهذا الكلام وعمل به وكان المتنبي غائبا فبلغته القصة فدخل على سيف الدوله وأنشد :

الا مـا لـسيف الـدولة الـيوم عاتـبا
= فداه الورى أمضى السيوف قواضبا

وكـان يـدني مجـلـسي مـن سـمائه
= أحـــادث فــيـهـا بـدره والـكـواكـبـا

حـنـانــيك مسـؤولا ولـبـيك داعـيـا
= وحـسـبـي مـوهـوبـا وحـبـك واهـبا

أهذا جزاء الصدق ان كنت صادقا
= أهـذا جـزاء الـكـذب ان كـنت كاذبا

وان كـان ذنـبـي كــل ذنـــب فـانـه
= محا الذنب كل الذنب من جاء تائبا

فأطرق / سيف الدوله ولم ينظر اليه كعادته فخرج المتنبي من عنده متغيرا . وحضر أبو فراس و جماعة من الشعراء فبالغوا في الوقيعة في حق المتنبي والذي انقطع ينشئ القصيدة التي أولها : واحــر قـلـبـاه مـمـن قـلـبه شـبـم . وجاء وأنشدها وجعل يتظلم فيها من التقصير في حقه مثل قوله :

مالي أكتم حبا قد برى جسدي
= وتدعي حب سيف الدولة الأمم

ان كـان يـجـمـعـنا حـبا لغرته
= فـلـيـت أنـا بـقـدر الحـب نقتسم

فهم جماعة في قتله في حضرة سيف الدوله ولشدة ادلاله واعراض سيف الدوله عنه وصل الى انشاده

يا أعدل الناس الا في معاملتي
= فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

فقال أبو فراس : مسخت قول دعبل وادعيته وهو القائل :

ولست أرجو انتصافا منك ما ذرفت
= عيني دموعا وأنت الخصم والحكم

فقال المتنبي :

أعيذها نظرات منك صادقة
= أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

فعلم أبو فراس أنه يعنيه فقال : ومن أنت يا دعي كنده حتى تأخذ أعراض أهل الأمير في مجلسه . فاستمر المتنبي في انشاده ولم يرد عليه وقال :

سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا
= بانني خير من تسعى له قدم

أنـا الـذي نظر الأعــمـى الى أدبــي
= وأسـمـعـت كلماتي مـن به صمم

فزاد ذلك غيظا في أبو فراس وقال : وسرقت هذا أيضا فلم يلتفت اليه المتنبي وانما واصل انشاده الى أن وصل :

الخيل والليل والبيداء تعرفني
= والسيف والرمح والقرطاس والقلم

قال : وما أبقيت للأمير اذا وصفت نفسك بالشجاعه والفصاحة والرئاسة والسماحة ؟ تمدح نفسك بما سرقته من الاّخرين وتأخذ جوائز الأمير فقال المتنبي :

وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
= اذا استوت عنده الأنوار والظلم

فقال أبو فراس : لقد سرقت هذا من قول معقل :

اذا لم أميز بين نور وظلمة
= بعيني فالعينان زور وباطل

ولكن سيف الدولة غضب من كثرة مناقشة المتنبي والتطاول عليه في حضرته . فقال المتنبي :

ان كان سركموا ما قال حاسدنا
= فما لجرح اذا أرضاكموا ألم

فقال أبو فراس : وأخذت هذا من قول بشار :

اذا رضيتم بأن يخفى سركم
= قول الوشاه فلا شكوى ولا ضجر

فلم يلتفت سيف الدولة الى ما قاله أبو فراس الحمداني وأعجبه بيت المتنبي ورضي عنه في الحال وأدناه اليه وأجازه . واليكم هذه القصيدة الرائعة للشاعر / أبو الطيب المنتبى ، في مدح سيف الدولة الحمداني على قدر أهل العزم وقد قيلت : سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة من الهجرة النبوية المطهرة الموافق ( 954م ).

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
= وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها
= وتصغر في عين العظيم العظائم

يكلف سيف الدولة الجيش همه
= وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم

ويطلب عند الناس ما عند نفسه
= وذلك ما لا تدعيه الضراغم

يفدي أتم الطير عمراً سلاحه
= نسور الفلا أحداثها والقشاعم

وما ضرها خلق بغير مخالب
= وقد خلقت أسيافه والقوائم

هل الحدث الحمراء تعرف لونها
= وتعلم أي الساقيين الغمائم

سقتها الغمام الغر قبل نزوله
= فلما دنا منها سقتها الجماجم

بناها فأعلى والقنا يقرع القنا
= وموج المنايا حولها متلاطم

وكان بها مثل الجنون فأصبحت
= ومن جثث القتلى عليها تمائم

طريدة دهر ساقها فرددتها
= على الدين بالخطي والدهر راغم

تفيت الليالي كل شيء أخذته
= وهن لما يأخذن منك غوارم

إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً
= مضى قبل أن تُلقى عليه الجوازم

وكيف ترجى الروم و الفرس هدمها
= وذا الطعن آساس لها ودعائم

وقــد حاكموها والمنايا حواكم
= فما مات مظلوم ولا عاش ظالم

أتوك يجــرون الحديــد كأنما
= سروا بجياد مالهــن قوائــم

إذا برقوا لم تعرف البيض منهم
= ثيابهم من مثلها والعمائم

خميس بشرق الأرض والغرب
= زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمازم

تجمّــَع فيه كل لِِسْنٍ وأمة
= فما يُفهم الحدَّاث إلا التراجم

فللّه وقت ذوب الغش ناره
= فلم يبق إلا صارم أو ضبارم

تقطَّع مالا يقطع الدهر والقنا
= وفر من الفرسان من لا يصادم

وقفت وما في الموت شك لواقف
= كأنك في جفن الردى وهو نائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة
= ووجهك وضاح وثغرك باسم

تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى
= إلى قول قوم أنت بالغيب عالم

ضممت جناحيهم على القلب ضمة
= تموت الخوافي تحتها والقوادم

بضرب أتى الهامات والنصر غائب
= وصار إلى اللبات والنصر قادم

حقرت الردينيات حتى طرحتها
= وحتى كأن السيف للرمح شاتم

ومن طلب الفتح الجليل فإنما
= مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم

نثرتهم فوق الأُحَيدب كله
= كما نثرت فوق العروس الــدراهم

تدوس بك الخيل الوكور على الذرى
= وقد كثرت حول الوكور المطاعم

تظن فراخ الفتخ أنك زرتها
= بأُماتها وهي العتــاق الصلادم

إذا زلقــت مشَّيتها ببطونها
= كما تتمشى في الصعيـد الأراقـم

أفي كل يوم ذا الدُّمستق مقدم
= قفاه على الإقدام للوجه لائم

أيُنكر ريح الليث حتى يَذوقَه
= وقد عرفت ريح الليوث البهائم

وقد فجعته بابنه وابن صهره
= وبالصهر حملات الأمير الغواشم

مضى يشكر الأصحاب في فوته الظُّبى
= لما شغلتها هامهم والمعاصم

ويفهم صوت المشرفية فيهم
= على أن أصوات السيوف أعاجم

يُسَرُّ بما أعطاك لا عن جهالة
= ولكن مغنوما نجا منك غانم

ولســت مليكا هازما لنظيره
= ولكنك التوحيد للشرك هازم

تشرّف عدنان به لا ربيعة
= وتفتخر الدنيا به لا العواصم

لك الحمد في الدر الذي لي لفظه
= فإنك معطيه وإني ناظم

وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى
= فلا أنا مذموم ولا أنت نادم

على كل طيار إليها برجله
= إذا وقعت في مسمعيه الغماغم

ألا أيه السيف الذي ليس مغمدا
= ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم

هنيئا لضرب الهام والمجد والعلى
= وراجيك والإسلام أنك سالم

ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى
= وتفليقه هام العدى بك دائم

واليكم هذه القصيدة المنقولة وهي احدى روائع الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي :

لا خــيلَ عنــدَك تُهدِيهـا ولا مـال
= فَليُسـعِدِ النطـق إن لـم تُسـعِد الحـالُ

واجــز الأمِـير الـذي نعمـاه فاجئَـةٌ
= بِغــيرِ قَـولٍ ونُعَمـى النـاسُ أقـوال

فرُبَّمــا جــزَتِ الإِحســانَ موليـهُ
= خَـرِيدةٌ مـن عَـذارَى الحـي مكسـالُ

وإن تَكُـنْ محكَمـاتُ الشُـكلِ تمنَعُنـي
= ظُهـورَ جَـري فَـلِي فِيهِـنَّ تَصهـالُ

وَمــا شَــكَرتُ لأن المـالَ فَرَّحَـني
= سِــيَّانِ عِنــدِيَ إكثــار وإِقــلالُ

لكِــن رأيــتُ قَبِيحـا أنْ يُجـادَ لَنـا
= وأننــا بِقضــاءِ الحــقَّ بُخــالُ

فكُـنتُ مَنبِـتَ رَوض الحـزنِ بـاكَرهُ
= غَيــث بِغَـيرِ سِـباخِ الأرضِ هَطـالُ

غَيـــث بَيِّــنُ للنُظــارِ مَوقِعُــهُ
= أن الغُيُــوث بِمــا تَأتِيِــهِ جُهــالُ

لا يُــدرِكُ المجــدَ إلاسَــيد فطِـنٌ
= لِمــاَ يَشــق عـلى السـاداتِ فَعَّـالُ

لا وارِث جَــهِلَت يُمنـاهُ مـا وَهَبَـت
= وَلاكَسُــوبٌ بِغــيرِ السـيف سَـأآلُ

قــالَ الزمــان لَــه قَـولاً فأفهمـهُ
= إنًّ الزَمــان عــلى الإمسـاكِ عَـذال

تــدري القَنــاة إذا اهـتَزت بِراحتِـهِ
= أن الشــقي بِهــا خًــيل وأَبطـالُ

كَفــاتك ودُخــولُ الكــافِ مَنقَصـة
= كالشـمسِ قلـت وَمـا لِلشَـمسِ أمثـال

القــائد الأســد عذتهــا بَراثنُــه
= بِمِثلِهــا مِــن عـداه وهـي أشـبال

القـاتِلِ السَـيفَ فـي جِسـمِ القَتيـلِ بِهِ
= ولِلسّــيُوفِ كَمــا لِلنــاس آجَــالُ

تُغــيِرُ عنـهُ عـلى الغـاراتِ هَيبتُـهُ
= وَمالُــهُ بِأقــاصي الأرض أهمَــالُ

لـهُ مـنَ الوَحـشِ مـا اختـارَتْ أسنتهُ
= عَــيرٌ وهَيــقٌ وخنســاءٌ وذيـالُ

تُمسِــي الضُيُــوفُ مُشـهَّاةً بِعَقْوَتـهِ
= كــأن أوقاتَهـا فـي الطِيـبِ آصـالُ

لَــو اشـتهت لَحْـمَ قارِيهـا لَبادَرَهـا
= خَـرادِل منـه فـي الشِّـيزَى وأوصَالُ

لايَعـرِفُ الـرُزْءَ فـي مـالٍ وَلا وَلَدٍ
= إلا إذا حَـــفَزَ الضِّيفــانَ تَرْحــالُ

يُــرْوِي نَـدَى الأرضِ مـن فضـل ومن
= مَحـض اللّقـاح وَصـافي اللون سلسالُ

تقـري صَوارِمُـهُ السـاعاتِ عَبْـطَ دَمٍ
= كأنَّمـــا الســاع نُــزَّالٌ وقُفَّــالُ

تَجــرِي النُفــوس حَوالَيـهِ مُخلَّطـةً
= مِنهـــا عُــداةٌ وأغنــامٌ وآبــالُ

لايَحــرِمُ البُعـدُ أهـلَ البُعـدِ نائِلَـهُ
= وغَــيرُ عــاجِزَةٍ عنــهُ الأُطيفَـالُ

أمضَـى الفَـرِيقَينِ فـي أقرانِـهِ ظُبَـةً
= والبِيــض هادِيــةٌ والسُـمرُ ضُـلالُ

يُــرِيكَ مَخــبَرُهُ أضعـافَ مَنظَـرِهِ
= بَيــن الرجــالِ وفيهـا المـاءُ والآلُ

وقــد يُلّقُّبِــهُ المجــنُونَ حاسِــدُه
= إذا اخــتَلَطنَ وبَعـضُ العَقـلِ عُقَّـالُ

يَـرمِي بِهـا الجـيَشَ لابُـد لَـه وَلَهـا
= مــن شَـقِّهِ ولَـوَ أن الجـيَشَ أجبـالُ

إذا العــدَى نَشِــبَت فيهــم مخَالبـهُ
= لــم يَجــتَمِعْ لَهُــمُ حِـلمّ ورئَبـالُ

يَــرُوعُهُمْ منـه دَهْـر صَرفُـهُ أبًـدا
= مُجــاهِرٌ وصُــرُوفُ الدَهـرِ تغتـالُ

أنالَــه الشَــرَف الأعــلَى تَقَدُّمُــهُ
= فمــا الـذي بِتَـوَقِّي مـا أتَـى نـالُ

إذا المُلــوك تَحَــلَّت كــان حِليَتَـهُ
= مُهنَّــدٌ وأصَــمُّ الكَــعبِ عَسَّــالُ

أبُــو شُـجاعٍ أبُـو الشُـجعانِ قاطِبـةً
= هَــولٌ نَمَتـهُ مـنَ الهَيجـاءِ أهـوالُ

تَملَّــكَ الحَــمدَ حَـتى مـا لِمفُتَخِـرٍ
= فــي الحَـمدِ حـاءٌ ولا مِيـمٌ ولا دالُ

عليــهِ منــهُ سَــرابِيل مُضاعَفـة
= وقــد كَفــاهُ مـنَ المـاذِيِّ سِـربالُ

وكَـيفَ أسـتُرُ مـا أولَيـتَ مِـن حسنٍ
= وقــد غَمَــرتَ نَـوالاً أيُّهـا النـالُ

لَطَّفـت رَأيَـكَ فـي بِـرّي وتَكـرِمتي
= إن الكَــرِيمَ عــلى العَليـاءِ يَحتـالُ

حّــتى غَــدَوت وُللأخبـار تجـوالُ
= وللكَــواكِب فــي كــفَيكَ آمــال

وقــد أطــالَ ثنـائِي طـول لابسـه
= إن الثَنــاء عــلى التنبــالِ تِنبـالُ

إن كـنت تَكـبرُ أن تخّتـال فـي بَشَـر
= فــإن قَــدرَكَ فـي الأقـدارِ يَختـالُ

كــأن نَفســك لاتَرضـاك صاحبَهـا
= إِلاوأَنــتَ عـلى الفِضـال مِفضـالُ

ولاتَعـــدكَ صَوَّانـــا لِمُهجَتِهــا
= إِلاوأنــتَ لهــا فـي الـرَوع بـذالُ

لــولا المشــقةُ سـادَ النـاسُ كُـلَهم
= الجـــودُ يُفقِــر والإقــدامُ قَتَّــالُ

وإنمــا يَبلُــغُ الإنســانُ طاقَتَــهُ
= مــاكُــل ماشِـيةٍ بِـالرّحلِ شِـملالُ

إنــا لَفِـي زَمَـنٍ تَـركُ القَبِيـحِ بـهِ
= مِـن أكـثَرِ النـاس إِحسـانٌ وإجمـالُ

ذِكـرُ الفَتَـى عُمـرُه الثـاني وحاجَتُـهُ
= مــاقاتَــهُ وفُضُـولُ العَيشِ أشـغالُ

ومن روائع / أبو الطيب المتنبي :

بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ
= وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني
= مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ

لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ
= ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ

فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ
= وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ
= هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا

تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُم
= في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

تَحَمّلُوا حَمَلَتْكُمْ كلُّ ناجِيَةٍ
= فكُلُّ بَينٍ عَليّ اليَوْمَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوَادِجِكم من مُهجتي
= عِوَضٌإنْ مُتُّ شَوْقاً وَلا فيها لهَا ثَمَنُ

يَا مَنْ نُعيتُ على بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ
= كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ

كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ
= ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قولهِمِ
= جَماعَةٌ ثمّ ماتُوا قبلَ مَن دَفَنوا

مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
= تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفنُ

رَأيتُكُم لا يَصُونُ العِرْضَ جارُكمُ
= وَلا يَدِرُّ على مَرْعاكُمُ اللّبَنُ

جَزاءُ كُلّ قَرِيبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ
= وَحَظُّ كُلّ مُحِبٍّ منكُمُ ضَغَنُ

وَتَغضَبُونَ على مَنْ نَالَ رِفْدَكُمُ
= حتى يُعاقِبَهُ التّنغيصُ وَالمِنَنُ

فَغَادَرَ الهَجْرُ ما بَيني وَبينَكُمُ
= يَهماءَ تكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ

تَحْبُو الرّوَاسِمُ مِن بَعدِ الرّسيمِ بهَا
= وَتَسألُ الأرْضَ عن أخفافِها الثَّفِنُ

إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ
= وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ

وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ
= وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ

سَهِرْتُ بَعد رَحيلي وَحشَةً لكُمُ
= ثمّ استَمَرّ مريري وَارْعَوَى الوَسَنُ

وَإنْ بُلِيتُ بوُدٍّ مِثْلِ وُدّكُمُ
= فإنّني بفِراقٍ مِثْلِهِ قَمِنُ

أبْلى الأجِلّةَ مُهْري عِندَ غَيرِكُمُ
= وَبُدِّلَ العُذْرُ بالفُسطاطِ وَالرّسَنُ

عندَ الهُمامِ أبي المِسكِ الذي
= غرِقَتْ في جُودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ

وَإنْ تأخّرَ عَنّي بَعضُ مَوْعِدِهِ
= فَمَا تَأخَّرُ آمَالي وَلا تَهِنُ

هُوَ الوَفيُّ وَلَكِنّي ذَكَرْتُ لَهُ
= مَوَدّةً فَهْوَ يَبْلُوهَا وَيَمْتَحِنُ

وهذه القصيدة تعتبر من روائع المراثي للشاعر / أبو الطيب المتنبي :

إنّي لأعْلَمُ، واللّبيبُ خَبِيرُ،
= أنْ الحَياةَ وَإنْ حَرَصْتُ غُرُورُ

ورَأيْتُ كُلاًّ ما يُعَلّلُ نَفْسَهُ
= بِتَعِلّةٍ وإلى الفَنَاءِ يَصِيرُ

أمُجاوِرَ الدَّيْمَاسِ رَهْنَ قَرَارَةٍ
= فيها الضّياءُ بوَجْهِهِ والنّورُ

ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى
= أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ

ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى
= رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسيرُ

خَرَجُوا بهِ والكُلّ باكٍ خَلْفَهُ
= صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ

والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مري
= ضَةٌ والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ

وحَفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَوْلَهُ
= وعُيُونُ أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ

حتى أتَوْا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ
= في قَلْبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحْفُورُ

بمُزَوَّدٍ كَفَنَ البِلَى مِن مُلْكِهِ
= مُغْفٍ وإثْمِدُ عَيْنِهِ الكافُورُ

فيهِ السّماحةُ والفَصاحةُ والتّقَى
= والبأسُ أجْمَعُ والحِجَى والخِيرُ

كَفَلَ الثّنَاءُ لَهُ بِرَدّ حَيَاتِهِ
= لمّا انْطَوَى فكأنّهُ مَنْشُورُ

وكأنّما عيسَى بنُ مَرْيَمَ ذِكْرُهُ
= وكأنّ عازَرَ شَخْصُهُ المَقْبُورُ

منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
أخي الكريم / جعد الوبر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على هذه الترجمة والقصص والقصائد للشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه وجلعها الله في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي

كُتب : [ 15 - 06 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : لقد سئل فضيلة الشيخ / عايض القرنى من هو أفضل شاعر فقال : هو المتنبي وهذى نبذه عن الشاعر هو / أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي ، أبو الطيب المتنبي من شعراء العصر العباسي ولد سنة 303 هـ / 915 م وتوفي سنة 354 هـ / 966 م الشاعر الحكيم ، وأحد مفاخر الأدب العربي ، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة ولد بالكوفة في محله تسمى ( كندة ) وإليها نسبته ، ونشأ بالشام ، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس . وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده ، ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه ، فلم يوله كافور ، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه ، فقصد العراق وفارس ، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز . ولما خرج المتنبي من شيراز في طريقه إلى بغداد خرجت عليه سرية على رأسها ( فاتك بن جبل الأسدي ) وكان بينه وبين المتنبي عداوة شديدة بسبب هجاء المتنبي لخال فاتك هجاءً مقذعا ، ودارت بينهما معركة وأسقط في يد المتنبي وأيقن بالهلاك إذا استمر في القتال ، لذلك قرر إنقاذ نفسه وأركن إلى الفرار ، وعز ذلك على غلامه فصرخ فيه قائلا ويح نفسي ! ألست القائل :

الخَيلُ وَاللَيـلُ وَالبَيـداءُ تَعرِفُنـي
= وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَـمُ

فرجع وفضل الموت على التنصل من شعره وعاد إلى القوم وبقي يقاتلهم حتى سقط قتيلا . وهكذا سقط هذا الشاعر مع ابنه محشد وغلامه مفلح قتلى ، وسلبت أموالهم وما كانوا يحملونه من هدايا ، ولم يبق سوى ليلتين لانتهاء شهر رمضان المبارك . وهذى احد قصائد المتنبى العظيمة :

وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
= وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ

ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
= وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ

إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
= فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
= وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
= وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ

فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
= فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
= لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ

ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
= أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ

أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
= تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ

عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
= وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا

أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
= تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ

يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
= فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ

أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
= أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ

وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
= إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ

سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
= بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ

أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
= وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
= وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ

وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
= حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ

إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
= فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ

وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
= أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ

رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
= وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
= حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ

ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
= وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ

صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
= حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
= وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ

مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
= لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ

إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
= فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ

وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
= إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ

كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
= وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ

ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
= أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ

لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
= يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ

أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
= لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ

لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
= لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ

إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
= أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ

شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
= وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ

وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
= شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ

بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
= تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ

هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
= قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ

( براعة المتنبي )

قال : الشاعر / أبو فراس الحمداني لسيف الدولة : ان هذا المتنبي كثير الادلال عليك وأنت تعطيه كل سنه ثلاثة اّلاف دينار على ثلاث قصائد , ويمكنك أن تفرق مئتي دينار على عشرين شاعرا يأتون بما هو خير من شعره . فتأثر سيف الدولة بهذا الكلام وعمل به وكان المتنبي غائبا فبلغته القصة فدخل على سيف الدوله وأنشد :

الا مـا لـسيف الـدولة الـيوم عاتـبا
= فداه الورى أمضى السيوف قواضبا

وكـان يـدني مجـلـسي مـن سـمائه
= أحـــادث فــيـهـا بـدره والـكـواكـبـا

حـنـانــيك مسـؤولا ولـبـيك داعـيـا
= وحـسـبـي مـوهـوبـا وحـبـك واهـبا

أهذا جزاء الصدق ان كنت صادقا
= أهـذا جـزاء الـكـذب ان كـنت كاذبا

وان كـان ذنـبـي كــل ذنـــب فـانـه
= محا الذنب كل الذنب من جاء تائبا

فأطرق / سيف الدوله ولم ينظر اليه كعادته فخرج المتنبي من عنده متغيرا . وحضر أبو فراس و جماعة من الشعراء فبالغوا في الوقيعة في حق المتنبي والذي انقطع ينشئ القصيدة التي أولها : واحــر قـلـبـاه مـمـن قـلـبه شـبـم . وجاء وأنشدها وجعل يتظلم فيها من التقصير في حقه مثل قوله :

مالي أكتم حبا قد برى جسدي
= وتدعي حب سيف الدولة الأمم

ان كـان يـجـمـعـنا حـبا لغرته
= فـلـيـت أنـا بـقـدر الحـب نقتسم

فهم جماعة في قتله في حضرة سيف الدوله ولشدة ادلاله واعراض سيف الدوله عنه وصل إلى انشاده :

يا أعدل الناس الا في معاملتي
= فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

فقال أبو فراس : مسخت قول دعبل وادعيته وهو القائل :

ولست أرجو انتصافا منك ما ذرفت
= عيني دموعا وأنت الخصم والحكم

فقال المتنبي :

أعيذها نظرات منك صادقة
= أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

فعلم أبو فراس أنه يعنيه فقال : ومن أنت يا دعي كنده حتى تأخذ أعراض أهل الأمير في مجلسه . فاستمر المتنبي في انشاده ولم يرد عليه وقال :

سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا
= بأنني خير من تسعى له قدم

أنـا الـذي نظر الأعــمـى إلى أدبــي
= وأسـمـعـت كلماتي مـن به صمم

فزاد ذلك غيظا في أبو فراس وقال : وسرقت هذا أيضا فلم يلتفت إليه المتنبي وإنما واصل إنشاده إلى أن وصل :

الخيل والليل والبيداء تعرفني
= والسيف والرمح والقرطاس والقلم

قال : وما أبقيت للأمير إذا وصفت نفسك بالشجاعة والفصاحة والرئاسة والسماحة ؟ تمدح نفسك بما سرقته من الاّخرين وتأخذ جوائز الأمير فقال المتنبي :

وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
= إذا استوت عنده الأنوار والظلم

فقال أبو فراس : لقد سرقت هذا من قول معقل :

إذا لم أميز بين نور وظلمة
= بعيني فالعينان زور وباطل

ولكن سيف الدولة غضب من كثرة مناقشة المتنبي والتطاول عليه في حضرته . فقال المتنبي :

إن كان سركموا ما قال حاسدنا
= فما لجرح إذا أرضاكموا ألم

فقال أبو فراس : وأخذت هذا من قول بشار :

إذا رضيتم بأن يخفى سركم
= قول الوشاه فلا شكوى ولا ضجر

فلم يلتفت سيف الدولة إلى ما قاله أبو فراس الحمداني وأعجبه بيت المتنبي ورضي عنه في الحال وأدناه إليه وأجازه . وإليكم هذه القصيدة الرائعة للشاعر / أبو الطيب المنتبى ، في مدح سيف الدولة الحمداني على قدر أهل العزم وقد قيلت : سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة من الهجرة النبوية المطهرة الموافق ( 954م ) :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
= وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها
= وتصغر في عين العظيم العظائم

يكلف سيف الدولة الجيش همه
= وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم

ويطلب عند الناس ما عند نفسه
= وذلك ما لا تدعيه الضراغم

يفدي أتم الطير عمراً سلاحه
= نسور الفلا أحداثها والقشاعم

وما ضرها خلق بغير مخالب
= وقد خلقت أسيافه والقوائم

هل الحدث الحمراء تعرف لونها
= وتعلم أي الساقيين الغمائم

سقتها الغمام الغر قبل نزوله
= فلما دنا منها سقتها الجماجم

بناها فأعلى والقنا يقرع القنا
= وموج المنايا حولها متلاطم

وكان بها مثل الجنون فأصبحت
= ومن جثث القتلى عليها تمائم

طريدة دهر ساقها فرددتها
= على الدين بالخطي والدهر راغم

تفيت الليالي كل شيء أخذته
= وهن لما يأخذن منك غوارم

إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً
= مضى قبل أن تُلقى عليه الجوازم

وكيف ترجى الروم و الفرس هدمها
= وذا الطعن آساس لها ودعائم

وقــد حاكموها والمنايا حواكم
= فما مات مظلوم ولا عاش ظالم

أتوك يجــرون الحديــد كأنما
= سروا بجياد مالهــن قوائــم

إذا برقوا لم تعرف البيض منهم
= ثيابهم من مثلها والعمائم

خميس بشرق الأرض والغرب
= زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمازم

تجمّــَع فيه كل لِِسْنٍ وأمة
= فما يُفهم الحدَّاث إلا التراجم

فللّه وقت ذوب الغش ناره
= فلم يبق إلا صارم أو ضبارم

تقطَّع مالا يقطع الدهر والقنا
= وفر من الفرسان من لا يصادم

وقفت وما في الموت شك لواقف
= كأنك في جفن الردى وهو نائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة
= ووجهك وضاح وثغرك باسم

تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى
= إلى قول قوم أنت بالغيب عالم

ضممت جناحيهم على القلب ضمة
= تموت الخوافي تحتها والقوادم

بضرب أتى الهامات والنصر غائب
= وصار إلى اللبات والنصر قادم

حقرت الردينيات حتى طرحتها
= وحتى كأن السيف للرمح شاتم

ومن طلب الفتح الجليل فإنما
= مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم

نثرتهم فوق الأُحَيدب كله
= كما نثرت فوق العروس الــدراهم

تدوس بك الخيل الوكور على الذرى
= وقد كثرت حول الوكور المطاعم

تظن فراخ الفتخ أنك زرتها
= بأُماتها وهي العتــاق الصلادم

إذا زلقــت مشَّيتها ببطونها
= كما تتمشى في الصعيـد الأراقـم

أفي كل يوم ذا الدُّمستق مقدم
= قفاه على الإقدام للوجه لائم

أيُنكر ريح الليث حتى يَذوقَه
= وقد عرفت ريح الليوث البهائم

وقد فجعته بابنه وابن صهره
= وبالصهر حملات الأمير الغواشم

مضى يشكر الأصحاب في فوته الظُّبى
= لما شغلتها هامهم والمعاصم

ويفهم صوت المشرفية فيهم
= على أن أصوات السيوف أعاجم

يُسَرُّ بما أعطاك لا عن جهالة
= ولكن مغنوما نجا منك غانم

ولســت مليكا هازما لنظيره
= ولكنك التوحيد للشرك هازم

تشرّف عدنان به لا ربيعة
= وتفتخر الدنيا به لا العواصم

لك الحمد في الدر الذي لي لفظه
= فإنك معطيه وإني ناظم

وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى
= فلا أنا مذموم ولا أنت نادم

على كل طيار إليها برجله
= إذا وقعت في مسمعيه الغماغم

ألا أيه السيف الذي ليس مغمدا
= ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم

هنيئا لضرب الهام والمجد والعلى
= وراجيك والإسلام أنك سالم

ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى
= وتفليقه هام العدى بك دائم

وإليكم هذه القصيدة المنقولة وهي إحدى روائع الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي :

لا خــيلَ عنــدَك تُهدِيهـا ولا مـال
= فَليُسـعِدِ النطـق إن لـم تُسـعِد الحـالُ

واجــز الأمِـير الـذي نعمـاه فاجئَـةٌ
= بِغــيرِ قَـولٍ ونُعَمـى النـاسُ أقـوال

فرُبَّمــا جــزَتِ الإِحســانَ موليـهُ
= خَـرِيدةٌ مـن عَـذارَى الحـي مكسـالُ

وإن تَكُـنْ محكَمـاتُ الشُـكلِ تمنَعُنـي
= ظُهـورَ جَـري فَـلِي فِيهِـنَّ تَصهـالُ

وَمــا شَــكَرتُ لأن المـالَ فَرَّحَـني
= سِــيَّانِ عِنــدِيَ إكثــار وإِقــلالُ

لكِــن رأيــتُ قَبِيحـا أنْ يُجـادَ لَنـا
= وأننــا بِقضــاءِ الحــقَّ بُخــالُ

فكُـنتُ مَنبِـتَ رَوض الحـزنِ بـاكَرهُ
= غَيــث بِغَـيرِ سِـباخِ الأرضِ هَطـالُ

غَيـــث بَيِّــنُ للنُظــارِ مَوقِعُــهُ
= أن الغُيُــوث بِمــا تَأتِيِــهِ جُهــالُ

لا يُــدرِكُ المجــدَ إلاسَــيد فطِـنٌ
= لِمــاَ يَشــق عـلى السـاداتِ فَعَّـالُ

لا وارِث جَــهِلَت يُمنـاهُ مـا وَهَبَـت
= وَلاكَسُــوبٌ بِغــيرِ السـيف سَـأآلُ

قــالَ الزمــان لَــه قَـولاً فأفهمـهُ
= إنًّ الزَمــان عــلى الإمسـاكِ عَـذال

تــدري القَنــاة إذا اهـتَزت بِراحتِـهِ
= أن الشــقي بِهــا خًــيل وأَبطـالُ

كَفــاتك ودُخــولُ الكــافِ مَنقَصـة
= كالشـمسِ قلـت وَمـا لِلشَـمسِ أمثـال

القــائد الأســد عذتهــا بَراثنُــه
= بِمِثلِهــا مِــن عـداه وهـي أشـبال

القـاتِلِ السَـيفَ فـي جِسـمِ القَتيـلِ بِهِ
= ولِلسّــيُوفِ كَمــا لِلنــاس آجَــالُ

تُغــيِرُ عنـهُ عـلى الغـاراتِ هَيبتُـهُ
= وَمالُــهُ بِأقــاصي الأرض أهمَــالُ

لـهُ مـنَ الوَحـشِ مـا اختـارَتْ أسنتهُ
= عَــيرٌ وهَيــقٌ وخنســاءٌ وذيـالُ

تُمسِــي الضُيُــوفُ مُشـهَّاةً بِعَقْوَتـهِ
= كــأن أوقاتَهـا فـي الطِيـبِ آصـالُ

لَــو اشـتهت لَحْـمَ قارِيهـا لَبادَرَهـا
= خَـرادِل منـه فـي الشِّـيزَى وأوصَالُ

لايَعـرِفُ الـرُزْءَ فـي مـالٍ وَلا وَلَدٍ
= إلا إذا حَـــفَزَ الضِّيفــانَ تَرْحــالُ

يُــرْوِي نَـدَى الأرضِ مـن فضـل ومن
= مَحـض اللّقـاح وَصـافي اللون سلسالُ

تقـري صَوارِمُـهُ السـاعاتِ عَبْـطَ دَمٍ
= كأنَّمـــا الســاع نُــزَّالٌ وقُفَّــالُ

تَجــرِي النُفــوس حَوالَيـهِ مُخلَّطـةً
= مِنهـــا عُــداةٌ وأغنــامٌ وآبــالُ

لايَحــرِمُ البُعـدُ أهـلَ البُعـدِ نائِلَـهُ
= وغَــيرُ عــاجِزَةٍ عنــهُ الأُطيفَـالُ

أمضَـى الفَـرِيقَينِ فـي أقرانِـهِ ظُبَـةً
= والبِيــض هادِيــةٌ والسُـمرُ ضُـلالُ

يُــرِيكَ مَخــبَرُهُ أضعـافَ مَنظَـرِهِ
= بَيــن الرجــالِ وفيهـا المـاءُ والآلُ

وقــد يُلّقُّبِــهُ المجــنُونَ حاسِــدُه
= إذا اخــتَلَطنَ وبَعـضُ العَقـلِ عُقَّـالُ

يَـرمِي بِهـا الجـيَشَ لابُـد لَـه وَلَهـا
= مــن شَـقِّهِ ولَـوَ أن الجـيَشَ أجبـالُ

إذا العــدَى نَشِــبَت فيهــم مخَالبـهُ
= لــم يَجــتَمِعْ لَهُــمُ حِـلمّ ورئَبـالُ

يَــرُوعُهُمْ منـه دَهْـر صَرفُـهُ أبًـدا
= مُجــاهِرٌ وصُــرُوفُ الدَهـرِ تغتـالُ

أنالَــه الشَــرَف الأعــلَى تَقَدُّمُــهُ
= فمــا الـذي بِتَـوَقِّي مـا أتَـى نـالُ

إذا المُلــوك تَحَــلَّت كــان حِليَتَـهُ
= مُهنَّــدٌ وأصَــمُّ الكَــعبِ عَسَّــالُ

أبُــو شُـجاعٍ أبُـو الشُـجعانِ قاطِبـةً
= هَــولٌ نَمَتـهُ مـنَ الهَيجـاءِ أهـوالُ

تَملَّــكَ الحَــمدَ حَـتى مـا لِمفُتَخِـرٍ
= فــي الحَـمدِ حـاءٌ ولا مِيـمٌ ولا دالُ

عليــهِ منــهُ سَــرابِيل مُضاعَفـة
= وقــد كَفــاهُ مـنَ المـاذِيِّ سِـربالُ

وكَـيفَ أسـتُرُ مـا أولَيـتَ مِـن حسنٍ
= وقــد غَمَــرتَ نَـوالاً أيُّهـا النـالُ

لَطَّفـت رَأيَـكَ فـي بِـرّي وتَكـرِمتي
= إن الكَــرِيمَ عــلى العَليـاءِ يَحتـالُ

حّــتى غَــدَوت وُللأخبـار تجـوالُ
= وللكَــواكِب فــي كــفَيكَ آمــال

وقــد أطــالَ ثنـائِي طـول لابسـه
= إن الثَنــاء عــلى التنبــالِ تِنبـالُ

إن كـنت تَكـبرُ أن تخّتـال فـي بَشَـر
= فــإن قَــدرَكَ فـي الأقـدارِ يَختـالُ

كــأن نَفســك لاتَرضـاك صاحبَهـا
= إِلاوأَنــتَ عـلى الفِضـال مِفضـالُ

ولاتَعـــدكَ صَوَّانـــا لِمُهجَتِهــا
= إِلاوأنــتَ لهــا فـي الـرَوع بـذالُ

لــولا المشــقةُ سـادَ النـاسُ كُـلَهم
= الجـــودُ يُفقِــر والإقــدامُ قَتَّــالُ

وإنمــا يَبلُــغُ الإنســانُ طاقَتَــهُ
= مــاكُــل ماشِـيةٍ بِـالرّحلِ شِـملالُ

إنــا لَفِـي زَمَـنٍ تَـركُ القَبِيـحِ بـهِ
= مِـن أكـثَرِ النـاس إِحسـانٌ وإجمـالُ

ذِكـرُ الفَتَـى عُمـرُه الثـاني وحاجَتُـهُ
= مــاقاتَــهُ وفُضُـولُ العَيشِ أشـغالُ

ومن روائع / أبو الطيب المتنبي :

بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ
= وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني
= مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ

لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ
= ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ

فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ
= وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ
= هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا

تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُم
= في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

تَحَمّلُوا حَمَلَتْكُمْ كلُّ ناجِيَةٍ
= فكُلُّ بَينٍ عَليّ اليَوْمَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوَادِجِكم من مُهجتي
= عِوَضٌإنْ مُتُّ شَوْقاً وَلا فيها لهَا ثَمَنُ

يَا مَنْ نُعيتُ على بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ
= كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ

كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ
= ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قولهِمِ
= جَماعَةٌ ثمّ ماتُوا قبلَ مَن دَفَنوا

مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
= تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفنُ

رَأيتُكُم لا يَصُونُ العِرْضَ جارُكمُ
= وَلا يَدِرُّ على مَرْعاكُمُ اللّبَنُ

جَزاءُ كُلّ قَرِيبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ
= وَحَظُّ كُلّ مُحِبٍّ منكُمُ ضَغَنُ

وَتَغضَبُونَ على مَنْ نَالَ رِفْدَكُمُ
= حتى يُعاقِبَهُ التّنغيصُ وَالمِنَنُ

فَغَادَرَ الهَجْرُ ما بَيني وَبينَكُمُ
= يَهماءَ تكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ

تَحْبُو الرّوَاسِمُ مِن بَعدِ الرّسيمِ بهَا
= وَتَسألُ الأرْضَ عن أخفافِها الثَّفِنُ

إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ
= وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ

وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ
= وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ

سَهِرْتُ بَعد رَحيلي وَحشَةً لكُمُ
= ثمّ استَمَرّ مريري وَارْعَوَى الوَسَنُ

وَإنْ بُلِيتُ بوُدٍّ مِثْلِ وُدّكُمُ
= فإنّني بفِراقٍ مِثْلِهِ قَمِنُ

أبْلى الأجِلّةَ مُهْري عِندَ غَيرِكُمُ
= وَبُدِّلَ العُذْرُ بالفُسطاطِ وَالرّسَنُ

عندَ الهُمامِ أبي المِسكِ الذي
= غرِقَتْ في جُودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ

وَإنْ تأخّرَ عَنّي بَعضُ مَوْعِدِهِ
= فَمَا تَأخَّرُ آمَالي وَلا تَهِنُ

هُوَ الوَفيُّ وَلَكِنّي ذَكَرْتُ لَهُ
= مَوَدّةً فَهْوَ يَبْلُوهَا وَيَمْتَحِنُ

وهذه القصيدة تعتبر من روائع المراثي للشاعر / أبو الطيب المتنبي :

إنّي لأعْلَمُ، واللّبيبُ خَبِيرُ،
= أنْ الحَياةَ وَإنْ حَرَصْتُ غُرُورُ

ورَأيْتُ كُلاًّ ما يُعَلّلُ نَفْسَهُ
= بِتَعِلّةٍ وإلى الفَنَاءِ يَصِيرُ

أمُجاوِرَ الدَّيْمَاسِ رَهْنَ قَرَارَةٍ
= فيها الضّياءُ بوَجْهِهِ والنّورُ

ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى
= أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ

ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى
= رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسيرُ

خَرَجُوا بهِ والكُلّ باكٍ خَلْفَهُ
= صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ

والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مري
= ضَةٌ والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ

وحَفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَوْلَهُ
= وعُيُونُ أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ

حتى أتَوْا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ
= في قَلْبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحْفُورُ

بمُزَوَّدٍ كَفَنَ البِلَى مِن مُلْكِهِ
= مُغْفٍ وإثْمِدُ عَيْنِهِ الكافُورُ

فيهِ السّماحةُ والفَصاحةُ والتّقَى
= والبأسُ أجْمَعُ والحِجَى والخِيرُ

كَفَلَ الثّنَاءُ لَهُ بِرَدّ حَيَاتِهِ
= لمّا انْطَوَى فكأنّهُ مَنْشُورُ

وكأنّما عيسَى بنُ مَرْيَمَ ذِكْرُهُ
= وكأنّ عازَرَ شَخْصُهُ المَقْبُورُ

وإليكم هذه الرائعة من روائعه :

أُطاعِنُ خَيلاً مِن فَوارِسِها الدَهرُ = وَحيداً وَما قَولي كَذا وَمَعي الصَبرُ
وَأَشجَعُ مِنّي كُلَّ يَومٍ سَلامَتي = وَما ثَبَتَت إِلّا وَفي نَفسِها أَمرُ
تَمَرَّستُ بِالآفاتِ حَتّى تَرَكتُها = تَقولُ أَماتَ المَوتُ أَم ذُعِرَ الذُعرُ
وَأَقدَمتُ إِقدامَ الأَتِيِّ كَأَنَّ لي = سِوى مُهجَتي أَو كانَ لي عِندَها وِترُ
ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها = فَمُفتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمرُ
وَلا تَحسَبَنَّ المَجدَ زِقّاً وَقَينَةً = فَما المَجدُ إِلّا السَيفُ وَالفَتكَةُ البِكرُ
وَتَضريبُ أَعناقِ المُلوكِ وَهامِها = لَكَ الهَبَواتُ السودُ وَالعَسكَرُ المَجرُ
وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيّاً كَأَنَّما = تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ
إِذا الفَضلُ لَم يَرفَعكَ عَن شُكرِ ناقِصٍ = عَلى هِبَةٍ فَالفَضلُ فيمَن لَهُ الشُكرُ
وَمَن يُنفِقِ الساعاتِ في جَمعِ مالِهِ = مَخافَةَ فَقرٍ فَالَّذي فَعَلَ الفَقرُ
عَلَيَّ لِأَهلِ الجَورِ كُلُّ طِمِرَّةٍ = عَلَيها غُلامٌ مِلءُ حَيزومِهِ غِمرُ
يُديرُ بِأَطرافِ الرِماحِ عَلَيهِمِ = كُؤوسَ المَنايا حَيثُ لا تُشتَهى الخَمرُ
وَكَم مِن جِبالٍ جُبتُ تَشهَدُ أَنَّني ال= جِبالُ وَبَحرٍ شاهِدٍ أَنَّني البَحرُ
وَخَرقٍ مَكانُ العيسِ مِنهُ مَكانُنا = مِنَ العيسِ فيهِ واسِطُ الكورِ وَالظَهرُ
يَخِدنَ بِنا في جَوزِهِ وَكَأَنَّنا = عَلى كُرَةٍ أَو أَرضُهُ مَعَنا سَفرُ

وللقصيدة بقية . أخوي خيال الغالباء شكرا لمرورك بمسامر الكثيرين الشاعر الكبير / أبي الطيب رحمه الله المتنبي منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
حزم الجلاميد
وسام التميز
رقم العضوية : 13329
تاريخ التسجيل : 02 - 05 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,641 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : حزم الجلاميد is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي

كُتب : [ 03 - 07 - 2008 ]

أخوي جعد الوبر شكرا لك على هذا الموضوع عن الشاعر أبي الطيب المتنبي رحمه الله

غلباء إليا عاف الرخاء بارد الزول = هل البخوت ولا دخلهم هلايم
عقال ما دام الردي يسمع القول = ومجن (ن) لا نطلـوا بالعـمايم



[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
س ب ع 777
وسام التميز
رقم العضوية : 7777
تاريخ التسجيل : 31 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : منتديات سبيع الغلباء
عدد المشاركات : 4,976 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 13
قوة الترشيح : س ب ع 777 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي

كُتب : [ 03 - 07 - 2008 ]

الشاعر المتنبي من الشعراء الذين قتلهم شعرهم


]
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي

كُتب : [ 07 - 07 - 2008 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جعد الوبر مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : لقد سئل فضيلة الشيخ / عايض القرنى من هو أفضل شاعر فقال : هو المتنبي وهذى نبذه عن الشاعر هو / أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي ، أبو الطيب المتنبي من شعراء العصر العباسي ولد سنة 303 هـ / 915 م وتوفي سنة 354 هـ / 966 م الشاعر الحكيم ، وأحد مفاخر الأدب العربي ، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة ولد بالكوفة في محله تسمى ( كندة ) وإليها نسبته ، ونشأ بالشام ، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس . وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده ، ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه ، فلم يوله كافور ، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه ، فقصد العراق وفارس ، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز . ولما خرج المتنبي من شيراز في طريقه إلى بغداد خرجت عليه سرية على رأسها ( فاتك بن جبل الأسدي ) وكان بينه وبين المتنبي عداوة شديدة بسبب هجاء المتنبي لخال فاتك هجاءً مقذعا ، ودارت بينهما معركة وأسقط في يد المتنبي وأيقن بالهلاك إذا استمر في القتال ، لذلك قرر إنقاذ نفسه وأركن إلى الفرار ، وعز ذلك على غلامه فصرخ فيه قائلا ويح نفسي ! ألست القائل :

الخَيلُ وَاللَيـلُ وَالبَيـداءُ تَعرِفُنـي
= وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَـمُ

فرجع وفضل الموت على التنصل من شعره وعاد إلى القوم وبقي يقاتلهم حتى سقط قتيلا . وهكذا سقط هذا الشاعر مع ابنه محشد وغلامه مفلح قتلى ، وسلبت أموالهم وما كانوا يحملونه من هدايا ، ولم يبق سوى ليلتين لانتهاء شهر رمضان المبارك . وهذى احد قصائد المتنبى العظيمة :

وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
= وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ

ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
= وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ

إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
= فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
= وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
= وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ

فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
= فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
= لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ

ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
= أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ

أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
= تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ

عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
= وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا

أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
= تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ

يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
= فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ

أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
= أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ

وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
= إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ

سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
= بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ

أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
= وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
= وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ

وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
= حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ

إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
= فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ

وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
= أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ

رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
= وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
= حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ

ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
= وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ

صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
= حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
= وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ

مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
= لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ

إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
= فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ

وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
= إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ

كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
= وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ

ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
= أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ

لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
= يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ

أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
= لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ

لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
= لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ

إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
= أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ

شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
= وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ

وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
= شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ

بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
= تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ

هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
= قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ

( براعة المتنبي )

قال : الشاعر / أبو فراس الحمداني لسيف الدولة : ان هذا المتنبي كثير الادلال عليك وأنت تعطيه كل سنه ثلاثة اّلاف دينار على ثلاث قصائد , ويمكنك أن تفرق مئتي دينار على عشرين شاعرا يأتون بما هو خير من شعره . فتأثر سيف الدولة بهذا الكلام وعمل به وكان المتنبي غائبا فبلغته القصة فدخل على سيف الدوله وأنشد :

الا مـا لـسيف الـدولة الـيوم عاتـبا
= فداه الورى أمضى السيوف قواضبا

وكـان يـدني مجـلـسي مـن سـمائه
= أحـــادث فــيـهـا بـدره والـكـواكـبـا

حـنـانــيك مسـؤولا ولـبـيك داعـيـا
= وحـسـبـي مـوهـوبـا وحـبـك واهـبا

أهذا جزاء الصدق ان كنت صادقا
= أهـذا جـزاء الـكـذب ان كـنت كاذبا

وان كـان ذنـبـي كــل ذنـــب فـانـه
= محا الذنب كل الذنب من جاء تائبا

فأطرق / سيف الدوله ولم ينظر اليه كعادته فخرج المتنبي من عنده متغيرا . وحضر أبو فراس و جماعة من الشعراء فبالغوا في الوقيعة في حق المتنبي والذي انقطع ينشئ القصيدة التي أولها : واحــر قـلـبـاه مـمـن قـلـبه شـبـم . وجاء وأنشدها وجعل يتظلم فيها من التقصير في حقه مثل قوله :

مالي أكتم حبا قد برى جسدي
= وتدعي حب سيف الدولة الأمم

ان كـان يـجـمـعـنا حـبا لغرته
= فـلـيـت أنـا بـقـدر الحـب نقتسم

فهم جماعة في قتله في حضرة سيف الدوله ولشدة ادلاله واعراض سيف الدوله عنه وصل إلى انشاده :

يا أعدل الناس الا في معاملتي
= فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

فقال أبو فراس : مسخت قول دعبل وادعيته وهو القائل :

ولست أرجو انتصافا منك ما ذرفت
= عيني دموعا وأنت الخصم والحكم

فقال المتنبي :

أعيذها نظرات منك صادقة
= أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

فعلم أبو فراس أنه يعنيه فقال : ومن أنت يا دعي كنده حتى تأخذ أعراض أهل الأمير في مجلسه . فاستمر المتنبي في انشاده ولم يرد عليه وقال :

سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا
= بأنني خير من تسعى له قدم

أنـا الـذي نظر الأعــمـى إلى أدبــي
= وأسـمـعـت كلماتي مـن به صمم

فزاد ذلك غيظا في أبو فراس وقال : وسرقت هذا أيضا فلم يلتفت إليه المتنبي وإنما واصل إنشاده إلى أن وصل :

الخيل والليل والبيداء تعرفني
= والسيف والرمح والقرطاس والقلم

قال : وما أبقيت للأمير إذا وصفت نفسك بالشجاعة والفصاحة والرئاسة والسماحة ؟ تمدح نفسك بما سرقته من الاّخرين وتأخذ جوائز الأمير فقال المتنبي :

وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
= إذا استوت عنده الأنوار والظلم

فقال أبو فراس : لقد سرقت هذا من قول معقل :

إذا لم أميز بين نور وظلمة
= بعيني فالعينان زور وباطل

ولكن سيف الدولة غضب من كثرة مناقشة المتنبي والتطاول عليه في حضرته . فقال المتنبي :

إن كان سركموا ما قال حاسدنا
= فما لجرح إذا أرضاكموا ألم

فقال أبو فراس : وأخذت هذا من قول بشار :

إذا رضيتم بأن يخفى سركم
= قول الوشاه فلا شكوى ولا ضجر

فلم يلتفت سيف الدولة إلى ما قاله أبو فراس الحمداني وأعجبه بيت المتنبي ورضي عنه في الحال وأدناه إليه وأجازه . وإليكم هذه القصيدة الرائعة للشاعر / أبو الطيب المنتبى ، في مدح سيف الدولة الحمداني على قدر أهل العزم وقد قيلت : سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة من الهجرة النبوية المطهرة الموافق ( 954م ) :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
= وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها
= وتصغر في عين العظيم العظائم

يكلف سيف الدولة الجيش همه
= وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم

ويطلب عند الناس ما عند نفسه
= وذلك ما لا تدعيه الضراغم

يفدي أتم الطير عمراً سلاحه
= نسور الفلا أحداثها والقشاعم

وما ضرها خلق بغير مخالب
= وقد خلقت أسيافه والقوائم

هل الحدث الحمراء تعرف لونها
= وتعلم أي الساقيين الغمائم

سقتها الغمام الغر قبل نزوله
= فلما دنا منها سقتها الجماجم

بناها فأعلى والقنا يقرع القنا
= وموج المنايا حولها متلاطم

وكان بها مثل الجنون فأصبحت
= ومن جثث القتلى عليها تمائم

طريدة دهر ساقها فرددتها
= على الدين بالخطي والدهر راغم

تفيت الليالي كل شيء أخذته
= وهن لما يأخذن منك غوارم

إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً
= مضى قبل أن تُلقى عليه الجوازم

وكيف ترجى الروم و الفرس هدمها
= وذا الطعن آساس لها ودعائم

وقــد حاكموها والمنايا حواكم
= فما مات مظلوم ولا عاش ظالم

أتوك يجــرون الحديــد كأنما
= سروا بجياد مالهــن قوائــم

إذا برقوا لم تعرف البيض منهم
= ثيابهم من مثلها والعمائم

خميس بشرق الأرض والغرب
= زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمازم

تجمّــَع فيه كل لِِسْنٍ وأمة
= فما يُفهم الحدَّاث إلا التراجم

فللّه وقت ذوب الغش ناره
= فلم يبق إلا صارم أو ضبارم

تقطَّع مالا يقطع الدهر والقنا
= وفر من الفرسان من لا يصادم

وقفت وما في الموت شك لواقف
= كأنك في جفن الردى وهو نائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة
= ووجهك وضاح وثغرك باسم

تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى
= إلى قول قوم أنت بالغيب عالم

ضممت جناحيهم على القلب ضمة
= تموت الخوافي تحتها والقوادم

بضرب أتى الهامات والنصر غائب
= وصار إلى اللبات والنصر قادم

حقرت الردينيات حتى طرحتها
= وحتى كأن السيف للرمح شاتم

ومن طلب الفتح الجليل فإنما
= مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم

نثرتهم فوق الأُحَيدب كله
= كما نثرت فوق العروس الــدراهم

تدوس بك الخيل الوكور على الذرى
= وقد كثرت حول الوكور المطاعم

تظن فراخ الفتخ أنك زرتها
= بأُماتها وهي العتــاق الصلادم

إذا زلقــت مشَّيتها ببطونها
= كما تتمشى في الصعيـد الأراقـم

أفي كل يوم ذا الدُّمستق مقدم
= قفاه على الإقدام للوجه لائم

أيُنكر ريح الليث حتى يَذوقَه
= وقد عرفت ريح الليوث البهائم

وقد فجعته بابنه وابن صهره
= وبالصهر حملات الأمير الغواشم

مضى يشكر الأصحاب في فوته الظُّبى
= لما شغلتها هامهم والمعاصم

ويفهم صوت المشرفية فيهم
= على أن أصوات السيوف أعاجم

يُسَرُّ بما أعطاك لا عن جهالة
= ولكن مغنوما نجا منك غانم

ولســت مليكا هازما لنظيره
= ولكنك التوحيد للشرك هازم

تشرّف عدنان به لا ربيعة
= وتفتخر الدنيا به لا العواصم

لك الحمد في الدر الذي لي لفظه
= فإنك معطيه وإني ناظم

وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى
= فلا أنا مذموم ولا أنت نادم

على كل طيار إليها برجله
= إذا وقعت في مسمعيه الغماغم

ألا أيه السيف الذي ليس مغمدا
= ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم

هنيئا لضرب الهام والمجد والعلى
= وراجيك والإسلام أنك سالم

ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى
= وتفليقه هام العدى بك دائم

وإليكم هذه القصيدة المنقولة وهي إحدى روائع الشاعر الكبير / أبو الطيب المتنبي :

لا خــيلَ عنــدَك تُهدِيهـا ولا مـال
= فَليُسـعِدِ النطـق إن لـم تُسـعِد الحـالُ

واجــز الأمِـير الـذي نعمـاه فاجئَـةٌ
= بِغــيرِ قَـولٍ ونُعَمـى النـاسُ أقـوال

فرُبَّمــا جــزَتِ الإِحســانَ موليـهُ
= خَـرِيدةٌ مـن عَـذارَى الحـي مكسـالُ

وإن تَكُـنْ محكَمـاتُ الشُـكلِ تمنَعُنـي
= ظُهـورَ جَـري فَـلِي فِيهِـنَّ تَصهـالُ

وَمــا شَــكَرتُ لأن المـالَ فَرَّحَـني
= سِــيَّانِ عِنــدِيَ إكثــار وإِقــلالُ

لكِــن رأيــتُ قَبِيحـا أنْ يُجـادَ لَنـا
= وأننــا بِقضــاءِ الحــقَّ بُخــالُ

فكُـنتُ مَنبِـتَ رَوض الحـزنِ بـاكَرهُ
= غَيــث بِغَـيرِ سِـباخِ الأرضِ هَطـالُ

غَيـــث بَيِّــنُ للنُظــارِ مَوقِعُــهُ
= أن الغُيُــوث بِمــا تَأتِيِــهِ جُهــالُ

لا يُــدرِكُ المجــدَ إلاسَــيد فطِـنٌ
= لِمــاَ يَشــق عـلى السـاداتِ فَعَّـالُ

لا وارِث جَــهِلَت يُمنـاهُ مـا وَهَبَـت
= وَلاكَسُــوبٌ بِغــيرِ السـيف سَـأآلُ

قــالَ الزمــان لَــه قَـولاً فأفهمـهُ
= إنًّ الزَمــان عــلى الإمسـاكِ عَـذال

تــدري القَنــاة إذا اهـتَزت بِراحتِـهِ
= أن الشــقي بِهــا خًــيل وأَبطـالُ

كَفــاتك ودُخــولُ الكــافِ مَنقَصـة
= كالشـمسِ قلـت وَمـا لِلشَـمسِ أمثـال

القــائد الأســد عذتهــا بَراثنُــه
= بِمِثلِهــا مِــن عـداه وهـي أشـبال

القـاتِلِ السَـيفَ فـي جِسـمِ القَتيـلِ بِهِ
= ولِلسّــيُوفِ كَمــا لِلنــاس آجَــالُ

تُغــيِرُ عنـهُ عـلى الغـاراتِ هَيبتُـهُ
= وَمالُــهُ بِأقــاصي الأرض أهمَــالُ

لـهُ مـنَ الوَحـشِ مـا اختـارَتْ أسنتهُ
= عَــيرٌ وهَيــقٌ وخنســاءٌ وذيـالُ

تُمسِــي الضُيُــوفُ مُشـهَّاةً بِعَقْوَتـهِ
= كــأن أوقاتَهـا فـي الطِيـبِ آصـالُ

لَــو اشـتهت لَحْـمَ قارِيهـا لَبادَرَهـا
= خَـرادِل منـه فـي الشِّـيزَى وأوصَالُ

لايَعـرِفُ الـرُزْءَ فـي مـالٍ وَلا وَلَدٍ
= إلا إذا حَـــفَزَ الضِّيفــانَ تَرْحــالُ

يُــرْوِي نَـدَى الأرضِ مـن فضـل ومن
= مَحـض اللّقـاح وَصـافي اللون سلسالُ

تقـري صَوارِمُـهُ السـاعاتِ عَبْـطَ دَمٍ
= كأنَّمـــا الســاع نُــزَّالٌ وقُفَّــالُ

تَجــرِي النُفــوس حَوالَيـهِ مُخلَّطـةً
= مِنهـــا عُــداةٌ وأغنــامٌ وآبــالُ

لايَحــرِمُ البُعـدُ أهـلَ البُعـدِ نائِلَـهُ
= وغَــيرُ عــاجِزَةٍ عنــهُ الأُطيفَـالُ

أمضَـى الفَـرِيقَينِ فـي أقرانِـهِ ظُبَـةً
= والبِيــض هادِيــةٌ والسُـمرُ ضُـلالُ

يُــرِيكَ مَخــبَرُهُ أضعـافَ مَنظَـرِهِ
= بَيــن الرجــالِ وفيهـا المـاءُ والآلُ

وقــد يُلّقُّبِــهُ المجــنُونَ حاسِــدُه
= إذا اخــتَلَطنَ وبَعـضُ العَقـلِ عُقَّـالُ

يَـرمِي بِهـا الجـيَشَ لابُـد لَـه وَلَهـا
= مــن شَـقِّهِ ولَـوَ أن الجـيَشَ أجبـالُ

إذا العــدَى نَشِــبَت فيهــم مخَالبـهُ
= لــم يَجــتَمِعْ لَهُــمُ حِـلمّ ورئَبـالُ

يَــرُوعُهُمْ منـه دَهْـر صَرفُـهُ أبًـدا
= مُجــاهِرٌ وصُــرُوفُ الدَهـرِ تغتـالُ

أنالَــه الشَــرَف الأعــلَى تَقَدُّمُــهُ
= فمــا الـذي بِتَـوَقِّي مـا أتَـى نـالُ

إذا المُلــوك تَحَــلَّت كــان حِليَتَـهُ
= مُهنَّــدٌ وأصَــمُّ الكَــعبِ عَسَّــالُ

أبُــو شُـجاعٍ أبُـو الشُـجعانِ قاطِبـةً
= هَــولٌ نَمَتـهُ مـنَ الهَيجـاءِ أهـوالُ

تَملَّــكَ الحَــمدَ حَـتى مـا لِمفُتَخِـرٍ
= فــي الحَـمدِ حـاءٌ ولا مِيـمٌ ولا دالُ

عليــهِ منــهُ سَــرابِيل مُضاعَفـة
= وقــد كَفــاهُ مـنَ المـاذِيِّ سِـربالُ

وكَـيفَ أسـتُرُ مـا أولَيـتَ مِـن حسنٍ
= وقــد غَمَــرتَ نَـوالاً أيُّهـا النـالُ

لَطَّفـت رَأيَـكَ فـي بِـرّي وتَكـرِمتي
= إن الكَــرِيمَ عــلى العَليـاءِ يَحتـالُ

حّــتى غَــدَوت وُللأخبـار تجـوالُ
= وللكَــواكِب فــي كــفَيكَ آمــال

وقــد أطــالَ ثنـائِي طـول لابسـه
= إن الثَنــاء عــلى التنبــالِ تِنبـالُ

إن كـنت تَكـبرُ أن تخّتـال فـي بَشَـر
= فــإن قَــدرَكَ فـي الأقـدارِ يَختـالُ

كــأن نَفســك لاتَرضـاك صاحبَهـا
= إِلاوأَنــتَ عـلى الفِضـال مِفضـالُ

ولاتَعـــدكَ صَوَّانـــا لِمُهجَتِهــا
= إِلاوأنــتَ لهــا فـي الـرَوع بـذالُ

لــولا المشــقةُ سـادَ النـاسُ كُـلَهم
= الجـــودُ يُفقِــر والإقــدامُ قَتَّــالُ

وإنمــا يَبلُــغُ الإنســانُ طاقَتَــهُ
= مــاكُــل ماشِـيةٍ بِـالرّحلِ شِـملالُ

إنــا لَفِـي زَمَـنٍ تَـركُ القَبِيـحِ بـهِ
= مِـن أكـثَرِ النـاس إِحسـانٌ وإجمـالُ

ذِكـرُ الفَتَـى عُمـرُه الثـاني وحاجَتُـهُ
= مــاقاتَــهُ وفُضُـولُ العَيشِ أشـغالُ

ومن روائع / أبو الطيب المتنبي :

بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ
= وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني
= مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ

لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ
= ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ

فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ
= وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ
= هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا

تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُم
= في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

تَحَمّلُوا حَمَلَتْكُمْ كلُّ ناجِيَةٍ
= فكُلُّ بَينٍ عَليّ اليَوْمَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوَادِجِكم من مُهجتي
= عِوَضٌإنْ مُتُّ شَوْقاً وَلا فيها لهَا ثَمَنُ

يَا مَنْ نُعيتُ على بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ
= كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ

كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ
= ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قولهِمِ
= جَماعَةٌ ثمّ ماتُوا قبلَ مَن دَفَنوا

مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
= تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفنُ

رَأيتُكُم لا يَصُونُ العِرْضَ جارُكمُ
= وَلا يَدِرُّ على مَرْعاكُمُ اللّبَنُ

جَزاءُ كُلّ قَرِيبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ
= وَحَظُّ كُلّ مُحِبٍّ منكُمُ ضَغَنُ

وَتَغضَبُونَ على مَنْ نَالَ رِفْدَكُمُ
= حتى يُعاقِبَهُ التّنغيصُ وَالمِنَنُ

فَغَادَرَ الهَجْرُ ما بَيني وَبينَكُمُ
= يَهماءَ تكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ

تَحْبُو الرّوَاسِمُ مِن بَعدِ الرّسيمِ بهَا
= وَتَسألُ الأرْضَ عن أخفافِها الثَّفِنُ

إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ
= وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ

وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ
= وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ

سَهِرْتُ بَعد رَحيلي وَحشَةً لكُمُ
= ثمّ استَمَرّ مريري وَارْعَوَى الوَسَنُ

وَإنْ بُلِيتُ بوُدٍّ مِثْلِ وُدّكُمُ
= فإنّني بفِراقٍ مِثْلِهِ قَمِنُ

أبْلى الأجِلّةَ مُهْري عِندَ غَيرِكُمُ
= وَبُدِّلَ العُذْرُ بالفُسطاطِ وَالرّسَنُ

عندَ الهُمامِ أبي المِسكِ الذي
= غرِقَتْ في جُودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ

وَإنْ تأخّرَ عَنّي بَعضُ مَوْعِدِهِ
= فَمَا تَأخَّرُ آمَالي وَلا تَهِنُ

هُوَ الوَفيُّ وَلَكِنّي ذَكَرْتُ لَهُ
= مَوَدّةً فَهْوَ يَبْلُوهَا وَيَمْتَحِنُ

وهذه القصيدة تعتبر من روائع المراثي للشاعر / أبو الطيب المتنبي :

إنّي لأعْلَمُ، واللّبيبُ خَبِيرُ،
= أنْ الحَياةَ وَإنْ حَرَصْتُ غُرُورُ

ورَأيْتُ كُلاًّ ما يُعَلّلُ نَفْسَهُ
= بِتَعِلّةٍ وإلى الفَنَاءِ يَصِيرُ

أمُجاوِرَ الدَّيْمَاسِ رَهْنَ قَرَارَةٍ
= فيها الضّياءُ بوَجْهِهِ والنّورُ

ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى
= أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ

ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى
= رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسيرُ

خَرَجُوا بهِ والكُلّ باكٍ خَلْفَهُ
= صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ

والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مري
= ضَةٌ والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ

وحَفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَوْلَهُ
= وعُيُونُ أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ

حتى أتَوْا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ
= في قَلْبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحْفُورُ

بمُزَوَّدٍ كَفَنَ البِلَى مِن مُلْكِهِ
= مُغْفٍ وإثْمِدُ عَيْنِهِ الكافُورُ

فيهِ السّماحةُ والفَصاحةُ والتّقَى
= والبأسُ أجْمَعُ والحِجَى والخِيرُ

كَفَلَ الثّنَاءُ لَهُ بِرَدّ حَيَاتِهِ
= لمّا انْطَوَى فكأنّهُ مَنْشُورُ

وكأنّما عيسَى بنُ مَرْيَمَ ذِكْرُهُ
= وكأنّ عازَرَ شَخْصُهُ المَقْبُورُ

وإليكم هذه الرائعة من روائعه :

أُطاعِنُ خَيلاً مِن فَوارِسِها الدَهرُ = وَحيداً وَما قَولي كَذا وَمَعي الصَبرُ
وَأَشجَعُ مِنّي كُلَّ يَومٍ سَلامَتي = وَما ثَبَتَت إِلّا وَفي نَفسِها أَمرُ
تَمَرَّستُ بِالآفاتِ حَتّى تَرَكتُها = تَقولُ أَماتَ المَوتُ أَم ذُعِرَ الذُعرُ
وَأَقدَمتُ إِقدامَ الأَتِيِّ كَأَنَّ لي = سِوى مُهجَتي أَو كانَ لي عِندَها وِترُ
ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها = فَمُفتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمرُ
وَلا تَحسَبَنَّ المَجدَ زِقّاً وَقَينَةً = فَما المَجدُ إِلّا السَيفُ وَالفَتكَةُ البِكرُ
وَتَضريبُ أَعناقِ المُلوكِ وَهامِها = لَكَ الهَبَواتُ السودُ وَالعَسكَرُ المَجرُ
وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيّاً كَأَنَّما = تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ
إِذا الفَضلُ لَم يَرفَعكَ عَن شُكرِ ناقِصٍ = عَلى هِبَةٍ فَالفَضلُ فيمَن لَهُ الشُكرُ
وَمَن يُنفِقِ الساعاتِ في جَمعِ مالِهِ = مَخافَةَ فَقرٍ فَالَّذي فَعَلَ الفَقرُ
عَلَيَّ لِأَهلِ الجَورِ كُلُّ طِمِرَّةٍ = عَلَيها غُلامٌ مِلءُ حَيزومِهِ غِمرُ
يُديرُ بِأَطرافِ الرِماحِ عَلَيهِمِ = كُؤوسَ المَنايا حَيثُ لا تُشتَهى الخَمرُ
وَكَم مِن جِبالٍ جُبتُ تَشهَدُ أَنَّني ال= جِبالُ وَبَحرٍ شاهِدٍ أَنَّني البَحرُ
وَخَرقٍ مَكانُ العيسِ مِنهُ مَكانُنا = مِنَ العيسِ فيهِ واسِطُ الكورِ وَالظَهرُ
يَخِدنَ بِنا في جَوزِهِ وَكَأَنَّنا = عَلى كُرَةٍ أَو أَرضُهُ مَعَنا سَفرُ

وللقصيدة بقية . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
أخوي حزم الجلاميد شكرا لمرورك بمسامر الكثيرين الشاعر الكبير / أبي الطيب المتنبي رحمه الله

سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ألفية الشاعر الكبير / محمد بن عمار رحمه الله مخايل الغربي منتــــدى القصائـــــد المنقولــه 20 09 - 12 - 2009 09:35
شاعر نجد الكبير المجدد / محسن الهزاني رحمه الله جعد الوبر منتــــدى القصائـــــد المنقولــه 54 16 - 11 - 2009 09:09
الشاعر الكبير / عبدالله بن لويحان رحمه الله مسلط 22 منتــــدى القصائـــــد المنقولــه 30 05 - 11 - 2009 14:37
الشاعر الكبير / حمد المغلوث رحمه الله مسلط 22 منتــــدى القصائـــــد المنقولــه 33 23 - 09 - 2009 06:53
الشاعر الكبير / محمد بن حويل العصيمي يمدح الشاعر الشيخ / مطلق الجرد المليحي رحمه الله مسلط 22 منتــــدى القصائـــــد المنقولــه 35 27 - 12 - 2008 18:57


الساعة الآن 03:25.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها