خلال محاضرة "التكيف مع المتغيرات العالمية"ضمن برنامج المتحدث الدولي..الخبير العالمي روب ليبو:
خبير دولي : السعوديون مطالبون بالمحافظة على تقالديهم والابتعاد عن التغيير السريع
ظافر الشعلان - من الرياض - 12/06/1429هـ
دعا الخبير العالمي روب ليبو رئيس مجلس إدارة شركة إل سي آي الأمريكية بأن يحافظ السعوديون على تقاليدهم وتراثهم ولا ينجرفوا وراء كل ما هو جديد بهدف التغيير لأنه متى ما كان التغير بطيئاً كلما كان التغيير أفضل بمراحل عدة من التغير السريع.
وقال إن كل دولة يجب أن تحافظ على تقاليدها مع العمل على إدخال بعض التغيرات الحديثة في العالم، وأرى أن أنسب شيء للسعوديين في الوقت الحاضر هو التعليم بالتحفيز الذي أثمرت نتائجه.
تطرق المتحدث العالمي إلى جملة من الموضوعات في محاضرته من أهمها مواصفات ومعايير منشآت المستقبل، وسبل رفع الكفاءة الإنتاجية الخدمية في القطاع العام الخاص وكيفية آلية التغيير الفاعل ومعالجة تسرب الموظفين وقلة الإنتاجية مع شرح الوسائل الحديثة لإيجاد بيئة عمل تقوم على حرية التفكير إضافة إلى التمكين ومشارك في صناعة القرار وإحداث نقلة نوعية في جميع قطاعات التنمية الحكومية والخاصة والمجتمعية.
حدد روب ليبو خلال محاضرة تثقيفية بعنوان التكيف مع المتغيرات العالمية الذي نظمها مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية بالتعاون مع الشركة العربية لهندرة النظم السعودية أمس الأول برعاية إعلامية من الاقتصادية أدوات يمكن أن نستخدمها للتغير بل عدها المتحدث العالمي أهمها وهي السماع لأفكار الآخرين ليشعر المستمعون بالموقف الآمن ومن سيفعل ذلك سيجد مفاجآت كثيرة حتى لو كان الاستماع للعائلة أو الأسرة.
شدد المتحدث العالمي روب ليبو على أن أسهل طريقة لتحطيم أي اقتصاد هو الفساد والرشوة والانقياد للسلوك السيئ مؤكداً أن الشيطان هو من يعمل ذلك. وكشف أن عملائه تكيفوا مع التغيير العالمي وقال إن لديه أفكار مختلفة لما ستتجه إليه العولمة مشيراً إلى أن مصطلح العولمة موجوداً منذ آلاف السنين بل من زمن النبي صلى الله عليه وسلم عندما كانوا يعملون في التجارة.
دعا المتحدث العالمي المجتمعات إلى التحرر من الفقر والجوع وأكد أنه أسوأ أعداء المجتمع المدني بعد أن عرج خلال محاضرته على بعض القيم المشتركة ومنها الانفتاح للأفكار الجدية والجرأة لأن إغلاق الباب على الأفكار الجديدة كما يقول يعني إهلاكها فالطريقة المثلى هي الجرأة وعدم الخوف مع إعطاء كل ذي حق حقه مبيناً أن السلوك غير الأناني أفضل عمل يقدم من أي شخص للآخرين كالمساعدة مثلاً.
لم يشر المتحدث إلى تعريف دقيق للجودة حيث اكتفى بأن هناك اختلاف بين فئات كثيرة من العلماء وغالبية البشر حول هذا المصطلح واستشهد بأن لدينا أكثر من 2500 منظمة (أرامكو) أحدها تقوم بالأبحاث فإذا تم إخفاء اسم أي جهة من هذه المنظمات سنجد أن لديها التوجه نفسه وهو الجودة فهي كلها متشابهة بغض النظر عن اسم الشركة.
تحدث الخبير العالمي عن أسباب نزوح الأشخاص لبعض الدول مثل الولايات المتحدة وقال إن الهدف الأساسي هو البحث عن فرص أفضل للعيش وحذر في الوقت نفسه من اللامبالاة التي وصفها بأنها تقتل الدول وليس الأسر والعائلات فقط. وأشار روب ليبو عن تجربته السابقة في شركة مايكروسوفت العالمية وكيف أن رئيس الشركة استدعاه عندما التحق لإبداء رأيه عما يراه إيجابا وسلباً في العمل.
وخلال تطرق الخبير العالمي إلى جانب الإنتاجية في العمل حيث وصف غير المنتجين بالخشب الميت مؤكداً في الوقت نفسه أن للوالدين دورا كبيرا في التأثير في الأبناء في عملهم وهذا ما دعاه إلى إيضاح جانب من حياته وهو صغير حيث أكد أنه ولد يتيماً وتم تبنيه عندما كان في عمر ثلاث سنوات وقال أنا ممتن لدولتي فليس هناك شخص يولد وفي فمه ملعقة من ذهب مشيراً إلى أن التغيير ليس عدو للتقاليد وأن الحضارات الكبيرة لابد أن تتواكب مع التغيير مثل الصين التي استطاعت أن تستوعب الأفكار المختلفة.
وفي سؤال تم طرحه على المتحدث العالمي روب ليبو عن أثر التغير الثقافي في التغيرات العالمية قال: بالنسبة لإدارة التغيير فالكلمات توحي بالعواطف والعواطف توحي بالعمل وكل مجتمع عليه أن يخلق عملية استقبال الأفكار الأخرى فالتغيير هو نشاط روحاني وفي جوابه عن سؤال آخر حول الإنتاجية قال إن الأبحاث أثبتت أن المرتبات لابد أن تصل لمستوى معين يمكن للموظف أو العامل أن يسد به عيشه وتدخل أيضاً في عملية الدوافع الداخلية والخارجية.
شدد المتحدث على أهمية التغيير وخصوصاً القطاع الخاص حيث قال إن كل شركة لديها فرصة للتغيير ليس مرة واحدة وإنما مرات عديدة وقال إن خلايا الجسم تتغير كل سبع سنوات فالتغيير يفتح مجالاً أوسع. وفي سؤال آخر حول هل يمكن أن تتغير المبادئ بين الخبير العالمي أن مبادئ السلوك لايمكنها أن تتغير لأنها ليست قابلة للتفاوض وقال إن الموارد البشرية يمكن أن نسميها هبات إذا أمكننا استغلالها استغلالا أمثل.
أعطى الخبير العالمي أمثلة لأهمية التغيير في الحياة وذكر أن الأشياء تتغير فالطب يشهد كل يوم تغيراً ولن تجد شخصاً يذهب إلى طبيب لم يعرف شيئاً عن الطلب منذ خمسين عاماً والسيارة لن تجد من يقوم بإصلاحها الإصلاح نفسه الذي كان في عام 1858م مثلاً لأن كل شيء تغير فيها.
يشار إلى أن ليبو من القيادات السابقة في شركة ما ميكروسوفت الذين قدموا برامج وندوز للعالم من أفضل 100 مفكر على مستوى العالم وفق تصنيف مجلة التميز القيادي Leadership كما أنه المؤسس المؤلف لنظم القيم المشتركة Shared Values البرامج التي تم تصنيفها ضمن أفضل عشرة برامج في تطوير القيادات وتنمية الموارد البشرية.
وكان إبراهيم القرناس مدير مركز البحوث والدراسات الاقتصادية في مجلس الغرف قد أشار إلى وجود آلية تعاون بين المجلس والشركة العربية لهندرة النظم السعودية (الشركة المنظمة) تهدف لاستضافة المزيد من المفكرين العالميين والاستفادة من برامجهم وأفكارهم وقال القرناس بأن تنامي وعي قطاع الأعمال السعودي بالمتغيرات الاقتصادية العالمية وما تفرضه من تحدياته تستوجب رفع القدرات والكفاءات جعل هذا القطاع سباقا لرعاية وتنبي مثل هذه الفاعليات التوعوية مشيراً في ذلك لرعاية شركة حديد الراجحي المحاضرة ووعي المسؤولين فيها بأهمية دعم الفاعليات المعززة لقطاع الأعمال ورفع كفاءته.
يشار إلى أن مجلس الغرف السعودية قد درج على تنظيم مثل هذه الفاعليات التثقيفية إيماناً منه بدوره في تنمية وتطوير رجال الأعمال والقياديين ومسؤولي الدولة والعاملين بها والاستفادة من الخبرات والمهارات العمالية الحديثة والتواصل مع المتحدثين والمفكرين العالمين ونقل هذه الخبرات والمهارات إلى المملكة لدعم عملية التطوير والتحديث والتنمية المستدامة التي تسعى إليها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
الجدير بالذكر أن ليبو سيزور بعض كبريات المنشآت السعودية التي ترغب في التعرف على آليات تطبيق هذه المباريات الحديثة وتفاصيلها والاستفادة منها كوسائل حديثة وفاعلة لتحقيق أهداف المنشآت في ظل التحديات العالمية الراهنة.
o ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ i ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــJ g
من جريدة الاقتصادية
غير متصل
