الجاريه العامريه والرجل التنوخي ووصفها للقبائل
------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله..
الى الجميع تحية طيبة،،
في هذا الموضوع سنتحدث عن قصة ظريفة وغريبة بعض الشيء ومن ورائها حكمة ولو أنه في ظاهرها تحتوي على الاساءة ولكن ليست إساءة بالمعنى الحقيقي ، ولتبين لنا أن بكل قوم لديهم إحسان وإساءة ، وبمعنى آخر أن لايتحدث الشخص ويعيب على فرد أو قبيلة أو مجتمع ويكون هذا الشخص هو نفسه من أوله لاخره عيوب ، ويبين لنا في نفس الوقت عندما يتم الرد من شخص متبصر في مثالب وطبائع الناس وبإستطاعته افحامه مهما تقلب وغيّر في كلامه..
إليك عزيزي القاريء هذه القصة ..وهي قصة
الرجل التنوخي مع الجارية العامرية - والسفاح...
هذه القصة الظريفة هي مقولة قائل لا حكم قاضي عادل ، قال المسعودي في مروج الذهب عن الهيثم بن عدي الطائي ، عن يزيد الرقاشي ، قال كان السفاح يعجبه مسامرةالرجال ، وإني سمرت ذات ليلة ، فقال يا يزيد أخبرني بأظرف ما سمعته من الاحاديث ، فقلت يا أمير المؤمنين وإن كان في بني هاشم قال ذلك أعجب إلي ، فقلت : يا أمير المؤمنين نزل رجل من تنوخ بحي من بني عامر بن صعصعة فجعل لا يحط شيئا من متاعه الا تمثل بهذ البيت :
لعمرك ما تبلى سرائر عامر = من اللؤم ما دامت عليها جلودها
فخرجت إليه جارية من الحي فحادثته وآنسته وسألته حتى أنس بها ثم قالت:
ممن أنت متعت بك، قال رجل من عنزة قالت: أتعرف الذي يقول:
ما كنت أخشى وان كان الزمان لنا=زمان سوء بأن تغتالني (عنزة)
فلست من (وائل) وان كنت ذا حذر=ممن يظل كما قد ضلت الخرزة
قال لا والله لست منهم ، قالت ممن أنت ، قال: من تميم، فقالت أتعرف الذي يقول:
تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا=ولو سوء سلكت سبل المكارم ضلت
ولو أن برغوثا على ظهر قملة=رأته (تميم) يوم زحـــــــــف لولــــت
ذبحنا فسميــــــــــنا فتم ذبيحــنا=وما ذبحت يوما (تميــــم) وسمــــــت
أرى الليل يجلوه النهار ولا أرى=عظام المخازي عن (تميم) تجـــــلت
فقال:لا والله ما أنا منهم، قالت فمن أنت، قال: رجل من عجل قالت أتعرف الذي يقول:
أرى الناس يعطون الجزيل وإنما=عطاء بني (عجل) ثلاث وأربع
إذا مات (عجلي) بأرض فإنمــــــــا=يشق لـــه منها ذراع وإصبع
قال: لا والله ما أنا من (عجل) بل رجل من بني (يشكر)، قالت أتعرف الذي يقول:
إذا (يشكري) مس ثوبك ثوبه=فلا تذكرن الله حتى تطهرا
قال لا والله ما أنا من (يشكر) بل من (بني عبد القيس)، قالت أتعرف الذي يقول:
رأيت (عبد القيس) لاقت ذلا=إذا أصابوا بصلا وخـــــلا
باتوا يسلون النســـــــــاء سلا=سل النبيط القصب المبتلا
قال لا والله ما أنا من (عبدالقيس بل من باهلة ) ، قالت أتعرف الذي يقول:
إذا ازدحم الرجال على المعالي=تنحى (الباهلي ) عن الزحام
فلو كان الخليفـــــــة (باهليـــــــا)=لقصر عن مساواة الكـــرام
وعرض (الباهلي) وان تـــــــوفى=عليه مثل منديل الطعــــــام
قال لا والله ما أنا من (باهلة بل رجل من فزارة) ، قالت أتعرف الذي يقول:
لا تأمنن (فزاريا) خلوت به=على قلوصك واكتبها بأسيار
قال لا والله ما أنا من (فزارة بل رجل من ثقيف) قالت : أتعرف الذي يقول :
أضل الناسبون أبا (ثقيف)= فمالهم أب الا الضلال
خنازير الوحوش فقتلوها=فإن دمائهم لكم حلال
قال لا والله ما أنا من ( ثقيف بل رجل من بني قيس)، قالت أتعرف الذي يقول :
و(ثعلبة بن قيس) شر قوم ٍ = والامهم وأغدرهم بجار
قال لا والله ما أنا من (ثعلبة بل رجل من غني) قالت أتعرف الذي يقول :
إذا (غنوية) ولدت غلاما ً = فبشرها بخياط ٍ مجيد
قال لا والله ما أنا من (غني) بل رجل من (بني مرة) ، قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا (مرية) خضبت يداها = فزوجها ولا تأمن زناها
قال لاوالله ما أنا من (بني مرة) بل رجل من (بني ضبة) ، قالت : أتعرف الذي يقول :
لقد زرقت عيناك يابن (مكعبر)= كما كل (ضبي) من اللوم أزرق
قال لاوالله ما أنا من (بني ضبة) بل رجل من (بجيلة) ، قالت أتعرف الذي يقول :
فما تدري (بجيلة) حين تدعى = (أقحطان) أبوها أم (نزار)
قال لاوالله ما أنا من بجيلة بل من (الازد) ، قالت أتعرف الذي يقول :
إذا (أزدية ٍ) ولدت غلاما ً = فبشرها بملاح ٍ مجيد
قال لاوالله ما أنا من (الازد) بل من ( خزاعة) ، قالت أتعرف الذي يقول:
إذا افتخرت (خزاعة) في قديم ٍ = وجدنا فخرها شرب الخمور
وباعت كعبة الرحمن جهرا ً = بزق بئس مفتخر الفخور
قال لاوالله ما أنا من (خزاعة) بل رجل من (بني سليم) ، قالت أتعرف الذي يقول:
فمال ( سليم) شتت الله أمرها = تنيك بأيديها وتعبي أيورها
قال : لاوالله ما أنا من ( سليم) بل رجل من (لقيط)، قالت أتعرف الذي يقول :
لعمرك مالبحار ولا الفيافي= بأوسع من فقاح بني (لقيط)
(لقيط) شر من ركب المطايا=وأنذل من يدب على البسيط
قال لاوالله ما أنا من (لقيط) بل رجل من (كندة) ، قالت أتعرف الذي يقول:
إذا افتخر (الكندي)=ذو اللجسة والطرة
فالسبخ وبالخف= وبالسدل ، وبالحفرة
فدع (كندة) للنسج=فأعلى فخرها عرة
قال لاوالله ما أنا من (كندة) بل رجل من (خثعم) ، قالت أتعرف الذي يقول:
و(خثعم) لو صفرت بها صفيراً=لطارت في البلاد مع الجراد
قال لاوالله ما أنا من (خثعم) ، بل رجل من (طيء) ، قالت أتعرف الذي يقول :
وما (طيء) الا نبيط ٍ تجمعت=فقالت طيانا مرة فاستمرت
لو أن حرقوصا يمد جناحه=على جبلي (طيء) اذا لاستظلت
قال لاوالله ما أنا منهم، أنما أنا رجل من (النخع) ، قالت : أتعرف الذي يقول:
إذا (النخع) اللثام عدوا جميعا = تأذى الناس من وفر الزحام
وما نسبوا الى مجد كريم=وماهم في الصميم من الكرام
قال لاوالله لست منهم ، بل رجل من (أود) ، قالت اتعرف الذي يقول:
إذا نزلت (بأود) في ديار هموا=فاعلم بأنك لست بالناجي
لا تركنن إلى كهل ولا حدث= فليس في القوم الا كل عفاج
قال : لاوالله ما أنا من (أود) ،بل رجل من (لخم) ،قالت أتعرف القائل:
إذا ما إنتمى قوم لفخر قديمهم= تباعد فخر القوم من (لخم) أجمعا
قال لاوالله ما أنا من (لخم) بل رجل من (جذام) ، قالت أماسمعت القائل:
إذا كأس المدام أدير يوما ً = لمكرمة تنحى عن (جذام)
قال لاوالله ما أنا من (جذام) ، قالت ممن أنت ، ويلك أما تستحي أكثرت من الكذب، قال أنا رجل من (تنوخ) ، وهو الحق ، قالت : أتعرف القائل:
إذا (تنوخ) قطعت منهلا = في طلب الغارات والثأر
أبت بخزي من إله العلى= وشهرة في الاهل والجار
قال لاوالله ما أنا من (تنوخ) ، قالت ممن أنت ثكلتك أمك
قال رجل من (حمير) ، قالت أتعرف الذي يقول :
نبئت (حمير) تهجوني فقلت لهم= ماكنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا
لان (حمير) قوم لا نصاب لهم=كالعود في القاع لا ماء ولا ورقُ
قال لاوالله ما أنا من (حمير) بل أنا من (يحابر) ، قالت أتعرف الذي يقول:
ولو صر صرار بأرض (يحابر)=لماتوا وأضحوا في التراب رميما
قال لاوالله ما أنا من (يحابر) بل رجل من (قشير) ، قالت أتعرف القائل :
(بني قشير) قتلت سيدكم = فاليوم لا فدية لكم ولا قود
قال لاوالله لست من (قشير) ، بل من (بني أمية) ، قالت أتعرف القائل :
وهي من (أمية) بنيانها = فهان على الله فقدانها
وكانت (أمية) فيما مضى=جريء على الله سلطانها
فلا آل حرب أطاعوا الرسول=ولم يتق الله مروانها
قال لاوالله ما أنا منهم ، بل من (بني هاشم) ، قالت أتعرف الذي يقول :
(بني هاشم) عودوا إلى نخلاتكم = فقد صار هذا التمر صاعا بدرهم
فإن قلتموا رهط النبي محمد = فإن النصارى رهط عيسى بن مريم
قال لاوالله ما أنا منهم ، بل من (بني همدان) ، قالت أتعرف الذي يقول :
إذا (همدان) دارت يوم حرب = رحاها فوق هامات الرجال
رأيتموهم يحثون المطايا= سراعا هاربين من القتال
قال لاوالله ما أنا منهم ، بل رجل من (قضاعة) ، قالت أتعرف الذي يقول :
لايفخرن (قضاعي) بأسرته= فليس من يمن محضاً ولا مضر
مذبذبين فلا (قحطان) والدهم=ولا (عدنان) فخلوهم إلى سقر
قال لاوالله لست ما أنا منهم ، بل من بني (شيبان) ، قالت أتعرف الذي يقول :
(شيبان) قوم لهم عديد= فكلهم مقرف لئيم
ما فيهموا ماجد حسيب= ولا نجيب ولا كريم
قال لا والله ما أنا منهم بل رجل من (نمير) قالت أتعرف الذي يقول:
فغض الطرف انك من (نمير)=فلا كعبا بلغت ولا كلابا
قال لاوالله ما أنا منهم ، بل من (مجاشع) ، قالت أتعرف الذي يقول :
تبكي المغيبة من بنات (مجاشع) = ولها إذا غلمت نهيق ××××
قال والله لست منهم ، بل من (تيم) ، قالت أتعرف القائل :
(تيمية) مثل أنف الفيل مقبها = تهدي الرحى ببنان غير مخذوم
قال لاوالله لست منهم ، بل رجل من (جرم) ، قالت أتعرف القائل :
تمنيني سويق الكرم (جرم) = وما جرم وما ذاك السويق
فلما أنزل التحريم فيها = إذا (الجرمي) منها لايفيق
قال لاوالله لست من (جرم) بل رجل من (سَليم) ، قالت أتعرف القائل :
إذا ما (سَليم) جئتها لغدائها=رجعت كما قد جئت غرثان جائعا
قال لاوالله ما أنا من (سَليم) ، وإنما أنا من (الموالي) ، قالت أتعرف القائل :
ألا من أراد الفحش واللوم والخنا= فعند (الموالي) الجيد والطرفان
قال أخطأت نسبي ورب الكعبة ، أنا من الخوز ، قالت أتعرف القائل :
لابارك الله ربي فيكم أبدا ً = يا معشر (الخوز) أن (الخوز) في النار
قال لاوالله ما أنا من (الخوز) ، بل من أولاد حام ، قالت أتعرف القائل:
فلا تنكحن أولاد( حام) فإنها=مشاوية وخلق الله حاشا بن أكوع
قال لا والله لست منهم ، بل هو من (أولاد الشيطان الرجيم) ، قالت : فلعنك الله ولعن أباك الشيطان معك ، أتعرف الذي يقول :
ألا يا عباد الله هذا عدوكم = وهذا عدو الله (إبليس) فاقتلو
فقال لها : هذا مقام العائذ بك ، قالت : قم فارحل خاسئا مذموما ، وإذا نزلت بقوم ٍ فلا تنشد فيهم شعرا ً حتى تعرف من هم ولا تتعرض للمباحث عن مساويء الناس، فلكل قوم إحسان وإساءة ، الا رسول رب العالمين ، ومن إختار الله على عباده وعصمه من خلقه..
وأنت كما قال جرير للفرزدق :
وكنت إذا حللت بدار قوم ٍ = رحلت بخزية ٍ وتركت عارا
فقال لها : والله لا أنشدت شعرا ً أبدا ، فقال السفاح ، لئن كنت عملت هذا الخبر ونظمت فيمن ذكرت هذه الاشعار ـ فلقد أحسنت وأنت سيد الكاذبين ، وإن كان الخبر صدقا وكنت فيما ذكرته محقا ًفإن هذه الجارية العامرية لمن أحضر الناس جوابا ُ وأبصرهم بمثالب الناس..
فقال لها : هذا مقام العائذ بك ، قالت : قم فارحل خاسئا مذموما ، وإذا نزلت بقوم ٍ فلا تنشد فيهم شعرا ً حتى تعرف من هم ولا تتعرض للمباحث عن مساويء الناس، فلكل قوم إحسان وإساءة ، الا رسول رب العالمين ، ومن إختار الله على عباده وعصمه من خلقه..
فعلا أخرسته بالشعر ولم يجد قبيلة ألا ولها مثالب 0
والسلام عليكم ورحمة الله