Untitled 1
 
  ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 117 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 316 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 288 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 568 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 341 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1852 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1850 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2075 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2249 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2224 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الـعـامـة > المنتدى الإسلامي
 

المنتدى الإسلامي فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


التحذير من قرناء السوء

فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيال التوحيد
عضو هـام
رقم العضوية : 38242
تاريخ التسجيل : 11 - 08 - 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 456 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : خيال التوحيد is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
التحذير من قرناء السوء

كُتب : [ 27 - 10 - 2010 ]

التحذير من قرناء السوء

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
الرياض
11/11/1422
جامع الإمام تركي بن عبد الله

ملخص الخطبة:
1- علامة الجليس الصالح. 2- علامة الجليس السوء. 3- أثر الجليس على المجالس. 4- التحذير من جلساء السوء. 5- نصائح عامة للآباء.

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأِشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله، كل فرد في هذه الدنيا فلا بد له من جليس، من جليس يأنس به، ويطمئن إليه، يستضيء برأيه، ويستعين بمشورته، ويفضي إليه أسراره، ويرتاح إليه. هكذا طبيعة البشر في هذه الدنيا، ولكن لهذا الجليس ضوابط شرعية لا بد أن يُضبط بها حتى تكون الأمور على الطريق المستقيم، فكتاب الله وسنة محمد قد أوضحا ما هو الجليس الذي ينبغي أن يُتّخذ ويؤنس إليه، ذلكم أن الناس متفاوتون في أخلاقهم وأعمالهم وسلوكهم وتفكيرهم.

أيها المسلم، فعندما تضبط الجليس بالضوابط الشرعية يكون ذلك الجليس خير جليس، وعندما تهمل الضوابط الشرعية ربما تجالس من هو سبب لهلاكك، وفساد دينك ودنياك.
الله جل وعلا قد أمر نبيه محمداً بصحبة أهل الإيمان والتقوى، فقال جل وعلا: (وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِىّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا) [الكهف:28]، ثم حذره ممن هو خلاف ذلك فقال:( وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف:28]، وقال له أيضاً: (وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِىّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مّن شَىْء وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مّن شَىْء فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ) [الأنعام:52]، وقال:(وَإِذَا جَاءكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِـئَايَـٰتِنَا فَقُلْ سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ) [الأنعام:54].
والله تعالى يحذرنا من صحبة من لا خير في صحبته فقال: (وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءايَـٰتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَـٰنُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ) [الأنعام:68]، وقال: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءايَـٰتِ ٱللَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مّثْلُهُمْ) [النساء:140].
أيها المسلم، لا يخلو الجليس من أن يكون جليساً صالحاً أو يكون جليساً فاسداً سيئاً، فما هي علامة هذا الجليس الصالح؟ وما هي علامة ذلك الجليس السيئ الذي لا خير في صحبته؟
إن الجليس الصالح هو المستقيم على طاعة الله، المنفذ لأوامر الله، المحافظ على فرائض الله، الواقف عند حدود الله، المتخلّق بالأخلاق الكريمة، والأعمال الفاضلة، برٌّ بالوالدين، صلة للأرحام، إحسان للجيران، كف الأذى عن الناس، التواضع، وبذل المعروف، وصيانة اللسان عن القيل والقال، فيما لا خير فيه، وفيما لا يعود بالخير حاضراً أو مستقبلاً. هذا الجليس الصالح الذي إن عامل الناس عاملهم بالصدق والوفاء، أمينٌ فيما اؤتمن عليه، صادقٌ فيما حدث به، وفيٌّ فيما وعد به، أخلاقه كريمة، وأعماله طيبة، وصحيفته بيضاء، سيرة نبيلة، وخلقٌ كريم.
وضد ذلك من هو مضيّع لأوامر الله، معطِّل لفرائض الله، بعيد عن الطريق المستقيم، سيئ الأخلاق، عاق للآباء، قاطعٌ للرحم، مُؤذٍ للجار، سيئ الصحبة، ذو غيبة ونميمة، وطعن في الناس، وافتراء الكذب عليهم، إن حدثك لم يصدقك في حديثه، وإن وعدك لم يوف بوعده، وإن ركنت إليه لم تر إلا سراباً. إن علاقته بك علاقة مادية، وعلاقة مصلحية، متى ما فقد ذلك منك ولاك ظهره، لا يسمع لك شكاية، ولا ينصحك في أي حاجة، إذا ضاقت بك الأحوال والظروف تخلى عنك في أحرج حالة أنت كنت فيها، ذلك أنه لا خير فيه، خان الله في أمانته، فليس بالبعيد أن يخونك فيما ائتمنته عليه، هذا هو الجليس السيئ الذي لا خير فيه.
ونبينا يقرّب ذلك لنا فيقول: "مثل الجليس الصالح كبائع المسك، إما أن يحذيك، أو تبتاع منه، أو تجد منه ريحاً طيبة، والجليس السيئ كنافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، أو أن تجد منه ريحاً خبيثة"[1].
هكذا يا أخي، فالجليس الصالح إما أن ينتقل إليك أخلاقه وسيرته وأعماله الصالحة، وإما أن يبعدك عن الشر فتقتدي به في الخير، وتتأسى به على قدر صحبتك، فإما أن يُحذيك أعمالاً صالحة، نصيحةً طيبة، وتوجيها ورأياً سديداً، يكشف لك عن عيوب نفسك، فيأمرك بالاستقامة على الخير، ويحذرك من أعمال السوء، إنه يسعى في إصلاحك، فهو حافظ لسرك، صائن لعرضك في حضرتك وغيبتك، هكذا يكون الجليس الصالح، فليتق المسلم ربه فيمن يصاحب ومن يعاشر، يقول : "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"[2]، فمن تخاللـه وتصاحبه لا بد أن يكون بينكم قاسم مشترك جمع بينكما، فإن يكن ذلك القاسم خيراً استعنت به على خير، وإن يكن سوى ذلك أثر عليك في الحاضر والمستقبل.
أيها المسلم، النبي سئل: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟! قال: "من أحب قوماً فهو منهم"[3]، فالمحب لأهل الدين والتقى والصلاح والأعمال الصالحة لاحق بهم إن شاء الله، والمحب لأهل السوء والفساد يُخشى عليه أن يُحشر معهم والعياذ بالله. يتأمل قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءايَـٰتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ) [الأنعام:68]، إذا رأيت إذا جلست مجلساً مع قوم يخوضون في آيات الله، ومع قوم يقولون على الله بغير علم، ومع قوم يسخرون بآيات الله، ومع قوم يستهزئون بآيات الله، ومع قوم يشككون المسلم في ثوابت إسلامه، فإياك وصحبة أولئك، فصحبتهم بلاء، فرب شبهة يقذفونها في قلبك لا تستطيع التخلص منها، (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ، وقال: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءايَـٰتِ ٱللَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مّثْلُهُمْ) [النساء:140].
أيها الأخ المسلم، أي مجلس تسمع فيه كلاماً سيئاً، وأقوالاً باطلة، وأموراً تخالف شرع الله ممن ـ والعياذ بالله ـ ليس عندهم إيمان صحيح، ولا يقين جازم، بل هم في شك واضطراب في عقيدتهم وأخلاقهم، فإياك ومصاحبتهم، إلا أن تريد دعوتهم إلى الله، وإنقاذهم من ضلالتهم، فذاك حسن، وإلا فالانصراف عنهم هو الواجب، ليسلم لك دينك، وتستقيم على الخير، أما إن أمكن دعوتهم وتخليصهم من ذلك الباطل، وتصحيح معتقدهم وأفكارهم فحقاً ما تفعل، وإلا فاعتزلهم أسلم لدينك.
أيها المسلم، إذا تفكرت في مجالس كثير من الناس وأحوال أولئك وتعامل بعضهم مع بعض ترى العجب العجاب، فبعض الناس من كانت سيمتهم غيبة الناس والسعي بالنميمة بينهم والكذب والافتراء وتلفيق التهم بالأبرياء، إذا جلس معهم من يقول: النميمة حرامٌ، والغيبة حرام، والشماتة بالمسلمين حرام، والسخرية والاستهزاء والاحتقار لا يجوز، استثقلوك وسئموا منك، وملوا من صحبتك، ورأوك ثقيلاً في مجالسهم، لماذا؟ لأنك لم تطاوعهم فيما هم فيه من البلاء. بعض المجالس التي لا خير فيها مجالس يعمرها أهلها بالخمور والعياذ بالله، بتعاطي أم الخبائث وأمثالها، إذا جالسهم من يقول: تلك أمور محرمة، تلك أمور حرام في شريعة الإسلام، يستثقلون من يقول لهم ذلك، لأن حب هذا الداء الخبيث تأصّل في نفوسهم، فيستثقلون من يقول: إن هذا حرام.
أخي المسلم، كم من مجالس لا خير فيها، فاتق الله في نفسك، إياك أن تصحب أولئك المروجين للمخدرات، الساعين في بثها في المجتمع المسلم، إياك أن يخدعوك بما فيها من طمع الأموال، وأنها تدرّ على أهلها أموالاً كثيرة، وأنها وأنها... فاحذر أولئك فلا خير في صحبتهم، ولا خير في مجالستهم، إذ الأموال حرام وسحت وبلاء، والعمل محرم، وتعرّض نفسك لعذاب الله في الدنيا والآخرة.
أيها المسلم، إذا رأيت أولئك الذين [يستعملون] الغش في المعاملات وخداع الناس في بيعهم وشرائهم فاحذر مصاحبتهم، وبيّن لهم خطأ الغش وضرره، فإن أجابوا لذلك وإلا فاعتزلهم.
أيها المسلم، زن جلساءك بالميزان العدل الشرعي، فإن كانوا أهل استقامة وتعامل حسن فذاك خير، وإن رأيت المعاملة السيئة والأخلاق البعيدة عن تعاليم الإسلام فاحذر منهم فإن في ذلك سلامةً لدينك، وحفظاً لأمانتك أن يؤثروا عليك بآثارهم السيئة، وأخلاقهم الرذيلة، إذا رأيت الذين ـ والعياذ بالله ـ يسأمون من آبائهم وأمهاتهم ولا يبالون بالأم ولا بالأب، بل يضجرون منهم، ولقد تحدثت بعض الصحف في بعض الأيام أن بعض أولئك لما أُعطوا آباءهم وطُلب منهم أخذهم من المستشفى تركوا آباءهم وأعرضوا عنهم ولم يسمعوا ولم يبالوا بذلك وفارقوا آباءهم وتركوهم لمن يحسن إليهم، فإذا رأيت أولئك القلوب القاسية، العظيمة بالشر والبلاء فوجه النصيحة لهم، وحذرهم من بأس الله ونقمته، فإن أجابوا وإلا فاعتزل مصاحبتهم حتى لا يؤثروا عليك بالسوء، إذا رأيت أولئك النمامين المفرقين بين الزوج وزوجته، وبين الأخ وأخيه، والصاحب وصاحبه، والابن وأبيه، فاعتزل مجلسهم فلا خير فيهم حتى لا تتأثر بشرهم وبلائهم وانحرافهم.
إذاً فيا أخي المسلم، زن المجالس التي تصحبها والأندية التي تأتيها والأماكن التي تغشاها، انظر لأهلها وأخلاقهم وأعمالهم وسيرتهم، فإن يكن ذلك خيرا فالحمد لله، وإن يكن سوءاً وقدرت على الإصلاح والتوجيه فذاك خير، وإن صدوا عنك ولم يصغوا إلى توجيهك فالاعتزال والبعد عن أولئك خيرُ ما يجنيه العبد حتى يسلم له دينه وتستقيم أخلاقه.
أسأل الله، أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم فما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] أخرجه البخاري في الذبائح والصيد ، باب: المسك (5534) ، ومسلم في البر والصلة ، باب: استحباب مجالسة الصالحين ، ومجانبة قرناء السوء (2628) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه.
[2] أخرجه أحمد (2/303) ، وأبو داود في الأدب ، باب: من يؤمر أن يجالس (4833) ، والترمذي في الزهد (2378) ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. قال الترمذي: "حديث حسن غريب"، وصححه الحاكم (4/188) ، وحسنه الألباني في تعليقه على كتاب الإيمان (ص60).
[3] أخرجه البخاري في الأدب ، باب: علامة حب الله عز وجل (6169) ، ومسلم في البر والصلة ، باب: المرء مع من أحب (2641) بلفظ: ((المرء مع من أحب)) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.


الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله، صاحب الجريمة لا يَهْنَؤه إلا أن يرى الناس شركاء له في جرمه، وأعوان له على فساده، فهو لا يطمئن حتى يحوِّل ذلك الجليس إلى أن يكون مثله في الإجرام والبلاء، وإذا رأى ذلك الجليس لا يناسبه تراه يضجر منه، ويبتعد منه، ولا يقربه، لأن راحته وطمأنينته أن يكون كلٌّ شريكا له في جرمه وفساده، قال تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ حَتَّىٰ إِذَا جَاءنَا قَالَ يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ) [الزخرف:36-39].
يا أخي المسلم، إن من العقوبة أن يسلَّط عليك جليس سوء، يغيِّر أخلاقك، ويبعدك عن دينك، وينأى بك عن الخير، ويأمرك بالفحشاء والمنكر، ويصدك عن ذكر الله وعن طاعته.
فيا أخي، أهل الإجرام إنما يفرحون إذا شاركهم الآخرون، وأعانوهم على باطلهم، استأنسوا بهم، وإن رأوا من الجلساء عدم الموافقة تراهم يملون من ذلك المجلس، ويصفون أهله بأنهم ثقيلون، وبأنهم مُملّون، وبأنهم لا يصلحون وإلى آخر ذلك.
فاتق الله يا أخي في نفسك، ولا سيما السفر إلى خارج بلاد الإسلام، فلا تصحب إلا من تعلم أن صحبته خير، وتعلم سيرته وأخلاقه حتى لا يجرك إلى أمور أنت بعيد عنها.
فلنتق الله في أنفسنا، ولنحرص على أبنائنا وبناتنا ومن يصاحب الجميع، حتى نضمن بتوفيق من الله، نضمن بتوفيق الله سلامة الأخلاق والأعمال، فأبناؤنا وبناتنا إذا لم ندري عن أصحابهم وعن أصدقائهم ومن يلتقون معه ومن يصحبونهم ويصحبهم، إذا لم نعلم بذلك وقع الأبناء والبنات في البلاء، وإن احتطنا وعرفنا من يصحب أبناءنا، ومن يخالط أبناءنا ومن [يكون] أبناؤنا معه، وعلمنا الأماكن التي يرتادونها والأشخاص الذين يحضرون، عند ذلك نطمئن، فإن رأينا خيراً أعنَّاهم، وإن رأينا سوءاً أخذنا على أيديهم قبل أن يتمكن الشر والبلاء من نفوسهم.
مروجو المخدرات أعظم الخلق إفساداً للناس؛ لأن عندهم مطامع الدنيا فيغرون بمطامع الدنيا حتى يوقعوا الناس في البلاء والعياذ بالله.
فكن ـ يا أخي المسلم ـ حذراً، وكن يقظاً ومنتبهاً ممن تصاحبه وتسهر معه، حتى لا تقع في البلاء.
أسأل الله، أن يحفظ على الجميع دينهم، وأن يثبتنا على الإسلام، وأن يصلحنا ويصلح أبناءنا وإخواننا المسلمين جميعاً، إنه على كل شيء قدير.
واعلموا ـ رحمكم الله ـ، أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ...


قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
عن الشيخ محمد أمان الجامي: {معروفٌ لديَّ بالعلم و الفضل و حسن العقيدة، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه و التحذير من البدع و الخرافات غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا و إياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب}.
خطاب صدر عن الشيخ برقم 64 في 9/1/1418هـ
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
هادي عرقبي
عضو
رقم العضوية : 27553
تاريخ التسجيل : 09 - 06 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 27 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : هادي عرقبي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: التحذير من قرناء السوء

كُتب : [ 29 - 11 - 2010 ]

جزاك الله خيرا وبارك فيك

وجعل ذلك في موازين حسناتك

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
النادر
عضو مميز
رقم العضوية : 34123
تاريخ التسجيل : 18 - 01 - 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,336 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : النادر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: التحذير من قرناء السوء

كُتب : [ 06 - 03 - 2011 ]

مشكور والله يعطيك العافية

من تجمل في بني عمه و طالي
من بني عمه كسب مدح و فضيله
و من تحزم لا يقول أنا لحالي
عزة الرجال من عز القبيله
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
ناصر السنة
عضو
رقم العضوية : 44145
تاريخ التسجيل : 29 - 08 - 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 6 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ناصر السنة is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: التحذير من قرناء السوء

كُتب : [ 06 - 03 - 2011 ]

نعم هذي المواضيع التي يستفاد منها نشكرك على هذا الموضوع الممتاز

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التحذير من البدع خيال التوحيد المنتدى الإسلامي 4 10 - 10 - 2009 01:36
التحذير من عاصفة قادمة راعي الجوفا منتدى الأخبار 2 13 - 07 - 2009 14:11
التحذير من عقوق الوالدين ابو ثنين المنتدى الإسلامي 5 01 - 12 - 2008 16:40
شهر الصوم راعي الجوفا منتــــدى القصائـــــد المنقولــه 3 29 - 08 - 2008 23:16
التحذير من السوق غداً عماد العطر منتدى المال والأعمال 8 22 - 05 - 2008 03:03


الساعة الآن 16:41.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها