الصحابي الجليل الشاعر / لبيد بن ربيعة العامري ، كان من المعمرين ، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عمره مائة سنة وأربعين ، وأدرك الإسلام فأسلم ،
وأنه لما بلغ سبعين سنة من عمره قال :
كأني وقد جاوزتُ سبعين حجةً = خلعتُ بها عن منكبـيّ ردائيا
فلما بلغ سبعاً وسبعين سنة أنشأ يقول :
باتت تشكَّى إليَّ النفسُ مجهشة = وقد حملتك سبعاً بعد سبعـين
فإن تزادي تبـلـغـي أمـلاً = وفي الثلاث وفاءً للثمـانـين
فلما بلغ تسعين سنة قال:
كأني وقد جاوزت تسعـين حـجةً = خلعتُ بها عنـي عِـذار لـجـامِ
رمتني بناتُ الدهر من حيث لا أرى = فكيف لمن يُرمى ولـيس بـرام?
فلو أنني أُرمى بـنـبـل رأيتـهـا = ولكنني أُرمـى بـغـير سـهـام
ولما بلغ مائة سنة وعشرة قال :
أليس في مائة قد عاشها رجـل = وفي تكامل عشرٍ بعدها عُمرا!
فلما بلغ مائة وعشرين سنة قال:
غَلب الرجالَ وكان غير مغلَّب = دهرٌ طـويل دائم مـمـدود
دهرٌ إذا يأتي عـلـيّ ولـيلة = وكلاهما بعد المضي يعـود
فلما حضرته الوفاة قال لابنه :
إن أباك لم يمت ، ولكن فني !!! فإذا قبض أبوك فأغمضه ، وأقبله القبلة ، وسجه بثوبه ولا أعلمن ما صرخت عليّ صارخة ولا بكت عليّ باكية . وانظر إلى جفنتي اللتين كنت أصنعهما فأصنعهما ثم أحملهما إلى مسجدك ، ومن كان عليها حضورن فإذا سلم الإمام فقدمهما إليهم يأكلوا ، فإذا فرغوا فقل : احضروا جنازة أخيكم / لبيد بن ربيعة فقد قبضه الله . ثم أنشأ يقول :
وإذا دفـنــت أبـــاك = فاجعل فوقه خشباً وطينا
وصفائحـاً صُـمـاً روا = سيها يسددّن الغضـونـا
ليقـين وجـه الـمــرء = سفساف التراب، ولن يقينا
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد لما قال :
ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطلٌ = وكل نعيم لا مـحـالة زائل
وقال عليه السلام : "
صدقت في الأولى ، وكذبت في الثانية .
نعيم الجنة لا يزول ".
ولما أسلم قال:
ولى الشبابُ ولم أحفل به بـالاً = وأقيل الشيبُ في الإسلام إقبالاً
والحمد لله إذا لم يأتني أجلـي = حتى لبستُ من الإسلام سربالاً
منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .