السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من روائع الألقاب
(محذي الحاج) الشيخ عبدالله محمد الصويغ
للكاتب : أحمد بن عبدالله بن موسى النفيسة
هو الالمعي الموسوعي والشهم الصخي العالم العابدالشيخ عبدالله بن محمدالصويغ من أسرة (الصويغ) أحد الاسر القديمة التي استوطنت بلدالخبراء ولها فيها املاك قديمه عرفت بانتسابها الى هذه الأسرة العريقة أمثال
(الصويغية)الموجودة في بلدالخبراءومثيلتها الأخرى في رياضها..
والشيخ (عبدالله)أحدأبرز أعلام هذه الاسرة الكريمة ويعد من ابرز أعلام بلده واعيانها الكبار ..ولد الشيخ عبدالله في بلدة الخبراءعلى رأس القرن الثالث عشر هجري ودرس في كتاتيبها مبادئ العلوم الشرعية وحفظ القرآن
في صباه ثم انتقل الى الحلق العلمية التي كانت تعقد في جامع بلده القديم على ايادي علماءالخبراءوقضاتها
في ذلك الزمن حيث درس المترجم على عدد من اولئك من ابرزهم:
1-الفقيه العلامه والبحرالفهامه الشيخ الجليل(قرناس بن عبدالرحمن القرناس)قاضي بلدالخبراءعام 1227هجري
وقاضي الامامين تركي بن عبدالله وابنه فيصل بن تركي ال سعود على بلادالقصيم.
2-الشيخ حمود بن سليمان العوهلي قاضي بلد الخبراء وامام وخطيب جامع الخبراءالقديم.
3-الشيخ عبدالله بن علي بن عمرو أحدمشايخ الخبراء المعروفين.
كما استفاد المترجم من المدارسةالعلمية والمناقشة البحثية قي المسائل الفقهيه التي كان يعقدهامع زميله
العلامة(عبدالله بن عبدالرحمن الخليفي)قاضي بلدالبكيريه وماحولهامن البلدان وذلك من خلال اتيان الشيخ(عبدالله الخليفي) الى الخبراء للقضاء فيها.
كما استفاد الشيخ المترجم من زميله في الطلب الشيخ عبدالله بن سليمان الصيخان أحدكبارطلبة العلم في
الخبراء والذي كان يكبر المترجم بالسن..
بعد ان ادرك المترجم في العلم الشرعي اشتغل بالتدريس والوعظ والقيام بالعديد من الاعمال الدينية في بلده
وبعد وفاة الشيخ حمود العوهلي(قاضي الخبراء) خلفه تلميذه النجيب (عبدالله محمدالصويغ)في القضاء كما خلفه في أمامةالجامع وكان ذلك في حدود(1270هجري)تقريبا.
اشتهر المترجم بحسن سيرته في القضاءبالنزاهه والعداله وكان خلال مدته في القضاء يقوم بجميع الاعمال الدينيه في بلده من قيام بأعمال الوعظ والارشاد والتوجيه والنصح وأعمال الحسبة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكتابة العقود والوصايا والاوقاف وعقد الأنكحةوالاصلاح بين الناس والمشوره في الامورالعامة المختصه
بالبلدوكان مستقيم الديانة محمود السيره.
استمر المترجم بقيامه بهذه الأعمال من القضاء والأمامةوالخطابةوغيرهاحتى وافاه الاجل المتحوم
في أخر عام 1280هجري رحمة الله.
تميزالمترجم بعددمن الصفات والمزاياالكريمة من أبرز تلك الصفات الكرم الحاتمي فالمترجم هوذلك الرجل السخي الجواد المنفق حيث انه كان ذا مال بحكم انه من أسرة كانت ذامال وثرا وأطلق عليه_ بسبب كرمه وجوده_لقب (محذي الحاج) حيث عرف للمترجم أكرامه للحجاج الذين يمرون ببلده في طريقهم لمكة من أهل
الهندوغيرها فكان يبالغ في أكرامهم ويمده بالطعام والمال والكساء وكان ينفق اموال طائلةكل عام مع قرب موسم الحج الى بيت الله العتيق وفي نفس العام الذي توفي فيه1280هجري وبعدأن ذهب الحجاج اولئك من الخبراء وأقبلوا على المدينه المنورة وباتوا ليلتهم قاموا من النوم وهم يبكون ويتعجبون مما راوافي نومهم
ذلك أنهم رأوا (محبوبهم) المترجم قد انتقل الى الدار الأخرة وقامت الملائكة وحملت جنازته الاالمدينه النبويه
ودفن جنازته في مقبرة البقيع وقد وافقت الرأيه وفاه في بلده الخبراء رحمة الله.
كان المترجم منذ نعومة اظفاره مولع بالشعرالنبطي فكان يقرض الشعرالعامي فقد أجاد فيه وأفادولكنه أنصرف عنه منذ ان التحق بركب العلم والعلماء
وفي شيبة المترجم قدم اليه أحد رجال الأمير(طلال بن عبدالله الرشيد)قربيا من صلاة الفجر واستوقف هذا الرجل الشيخ عبدالله وهو في طريقه للمسجدطالبا منه الرد على بيت قاله الأمير طلال لموجدة في نفسه
وقدطاف رجاله البلدان فلم يجدوا من يجيبه عجزا أو خوفا وأن الأمير غضب على رجاله الم يجدوامن يجيبه
ويخفف عنه فاستعفى المترجم كونه قدترك الشعرمنذ القدم فما زال الرجل يرجوه ويطلبه
حتى قال المترجم:وش قال الأمير فأوردة الرجل البيت حيث قال فيه الأمير طلال:
الله من قلب بدا فيه خله ###عيا يطيق الصبر من شد بلواه
قال الشيخ عبدالله:
علم لفى من نور عيني يعله### أبيه طيب عقب فرقاه
مقابل الي ماتبي النفس عله###الحيه الرقطاء بجحره ولايياه
فنطلق الرجل الى الاميرطلال وأسمعه تلك البيتين فأعجب بهما (الاميرطلال)وعجب من براعتةوفراسته
هذالمعرفته سببماكان يشكوا اليه الامير ومن ايحائه له بالعلاج ودعوته له بزوال همه غمه وكانت زوجة
الامير طلال قد توفيت ففقدها وحزن عليهاوتزوج بأخر وكلمارأها او أمرها تذكرالاولى فاهمه امرهاوعاوده الحزن والضيق وذلكم مما يصنع الحب الصادق بأهله!!!وأمر الامير طلال (أميرحائل في ذلك الوقت)بأحمال من الطعام
والمال والارزاق تحمل على الابل وترسل للمترجم مكافأة له على البيتين الرائعين.
ووجدنا وراينا له الكثير و الكثير من الوثائق بخط المترجم النيرالمضبوط غايه وقد وقع عليه بخاتمه الذي نقش عليه اسمه الثلاثي(عبدالله محمد الصويغ) في ثلاث اسطر اقتداء بالنبي صلوات ربي وسلامه عليه.
تقلى عنه جمله من طلبةالعلم:
1-الشيخ حمدبن محمدالميمان.
2-الشيخ صالح بن سليمان الميمان.
3-الشيخ سليمان بن محمد الحمدان.
4-الشيخ سليمان بن عبدالله بم عمرو.
5-الشيخ ناصر بن عمر السحيباني امام وخطيب جامع رياض الخبراء سابقا.
وقد خلفه (شيخه:عبدالله الخليفي)في القضاء والاماه والخطابه والافتاء وهذا من العجائب الفرائد وذلك ان الشيخ الخليفي انتقل من البكيريه الى الخبراء وكان المترجم امامها وقاضيهاوفقيهها ولما توفي المترجم
عمداهل الخبراء الى الشيخ الخليفي طلبوا منه تولي القضاء فاجابهم الى ذلك خلاف للعاده حيث ان العاده يخلف التلميذالشيخ أو الطالب المعلم.
وأسرة ( الصويغ)قد انتقل جميع افرادها من الخبراء فلم يبقى لها سوى ما عرف من الاملاك التي عرفت بنتسابها لهذه الأسرة مثل بعض الدور والمخازن والاملاك الزراعية وقد جاء في الوثائق القديمه ذكر بعض أعلامها مثل: عبدالرحمن بن عبدالله الصويغ(والذي يظهر انه ابن المترجم) وعبد العزيز ...وغيرهم
رحم الله المترجم وأسكنه فسيح جناته وبارك في عقبه ...آمين
غير متصل
