العرب العاربة والعرب المستعربة

[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن رفع النسب إلى ما بعد عدنان مكروه والاتفاق على رفع النسب إلى عدنان وفيما بعد عدنان إلى إسماعيل عليه السلام فيه خلاف كثير بل قد منع بعضهم الرفع في النسب على عدنان تمسكاً بأنه ليس في ما وراء عدنان إلى آدم طريق صحيح كما صرح به / النووي وقال / القضاعي في عيون المعارف في أخبار الخلائف وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تجاوزوا معد بن عدنان كذب النسابون ثم قرأ : { وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً } ولو شاء أن يعلمه علمه، وذكر / التوزي في شرح الشقراطيسة : أنه صلى الله عليه وسلم كرر : كذب النسابون مرتين أو ثلاثاً، قال : والصحيح أنه قول / ابن مسعود ويروى عن / عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : إنما ننسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا ندري ما هو وعن / عروة بن الزبير رضي الله عنه أنه قال : ما وجدنا أحداً يعرف ما فوق عدنان وإسماعيل إلا تخرصا . ويحكى عن / مالك بن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن الرجل برفع نسبه إلى آدم عليه السلام فكره ذلك فقيل له فإلى إسماعيل : فأنكر ذلك . وقال : ومن يخبر به ؟! والذي عليه / البخاري وغيره من العلماء، موافقة / ابن إسحاق على رفع النسب إلى اّدم وقال / ابن عباس : بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون وكان / ابن مسعود يقول حين يقرأ : ( ألم ياتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله ) ( سورة إبراهيم - الآية : 9 ) " كذب النسابون " ( تفسير القرطبي - الكشاف للزمخشري ) وذلك مصداقا لقول الله عز وجل في الاّية وعند / البخاري و / ابن اسحاق وغيرهم ممن جوزوا الرفع يكون نسب الرسول صلى الله عليه وسلم مرفوعاً إلى آدم - عليه السلام كالتالي : ( هو / محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تارخ بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام بن تارخ ( وهو آزر ) بن تاخور بن شارخ ( شاروخ ) بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ ( وهو / إدريس عليه السلام ) بن يرد بن مهلائيل بن قنين ( قينان ) بن يافث بن شيث بن آدم عليه السلام وقال / ابن قتيبة في تفضيل العرب : وأما أهل التسوية فإن منهم قوماً أخذوا ظاهر بعض الكتاب والحديث ولم يفتشوا عن معناه فذهبوا إلى قوله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وإنما المعنى في هذا أن الناس كلهم من المؤمنين سواء في طريق الأحكام والعدالة والمنزلة عند الله عز وجل في الدار الآخرة وقال تعالى : ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم ) يوضح وجود الأنساب في هذه الدنيا ولو كان الناس كلهم سواء في أمور الدنيا لم يكن في الدنيا شريف ولا مشروف ولا فاضل ولا مفضول فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ) وقوله : ( أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا في الحدود ) وقوله لــ / سعد : ( قوموا لسيدكم ) وكانت العرب تقول : ( ما تزال الناس بخير ما تباينوا فإذا تساووا هلكوا ) هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .