نعيش هذه الأيام مناسبة عزيزة علينا وهي "شهر رمضان" المبارك حيث يتضاعف فيه الأجر والثواب .. شهر اوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
وقد فرضه الله لاحكام واسباب كثيرة يجب علينا جميعا الاستفادة منه واستغلاله بجميع الاوجه ومن اهم الامور التي نراقبها في رمضان تغير كبير في السلوك الغذائي حيث نجد ان بعض الناس ينتهزون هذا الشهر الكريم ويبدأون في ترتيب حياتهم وتنظيمها في امور كثيرة ومنها الامور التغذوية حيث يستفيد الكثيرون من هذا الشهر المبارك في رفع المستوى الصحي وخفض الوزن وزيادة الحيوية والنشاط.
وللأسف الشديد وبالمقابل نجد ان هناك فئة اخرى عكس الفئة الاولى يكون هذا الشهر فترة يحدث فيها تغير غير منظم وتخبط في العديد من الاخطاء الغذائية والتي تسبب العديد من المشاكل الصحية وظهور العديد من الامراض للاسف الشديد. لذلك فاننا يجب علينا ان نعرف الحكمة من هذا التكليف الرباني "الصيام" والاستفادة منه.
فوائد الصيام الصحية:
إن هناك العديد من الفوائد الصحية للصيام يأتي في مقدمتها:
راحة لأجهزة الجسم:
مما لا شك فيه ان الصيام يعتبر فترة راحة للعديد من اجهزة الجسم المختلفة فعند الصيام فإن الجهاز الهضمي والغدد والجهاز الدوري الدموي يقل عملها خلال اكثر من 12ساعة هذه الراحة تعمل على إعطائها نوعاً من التجديد والاستقرار لمواصلة العمل في العام القادم.
نظافة الجسم:
مما لا شك فيه فان للصيام دوراً جيداً في عملية تنظيف الجسم من السموم واخراجها خارج الجسم كما يساهم الصيام بتنظيم حركة الامعاء وكذلك المعدة والتي يكسبها الصيام دوراً جيداً للقيام بعملها بصورة افضل.
الحد من زيادة الوزن:
يساهم الصيام بشكل مباشر في الحد من السمنة وزيادة الوزن اذا استطاع الشخص تنظيم غذائه وما يتناوله خلال الفترة المسائية حيث ان الابحاث العلمية تشيرالى ان للصيام دوراً مهماً جدا في تنظيم الطعام الذي يتناوله الشخص والذي يؤدي الى الحد من استهلاك الكميات الكبيرة والذي بدوره يؤدي الى انقاص السعرات المستهلكة مما يجعل للجسم فرصة للحد من السمنة.
الصيام يقلل من مضاعفات الامراض المختلفة:
للصيام دور مهم جداً في الحد من مضاعفات العديد من الامراض وخصوصا التي ترتبط بالجهاز الهضمي مثل سوء الهضم وكذلك الضغط والسكري حيث ان الصيام يعمل على ضبط توازن افرازات الجسم والغدد المختلفة مما يجعل الجسم في وضع متوازن يحد بذلك من اصابته بأي مضاعفات كما ان الصيام يساهم بشكل مباشر في ابطاء عملية السير تجاه الشيخوخة.
الصيام يحد من الاعتماد على المهدئات والادوية:
تشير الدراسات الميدانية ان الصيام له دور مهم في الحد من الاعتماد علي المهدئات والادوية حيث ان للصيام دوراً مهماً في القدرة على ضبط النفس والتحكم كما ان له دوراً جيداً في التخلص من التوتر العصبي والنفسي.
للاستفادة الجيدة
من شهر الصيام:
كل شخص يستطيع ان يزيد مقدرته بالاستفادة الجيدة من فوائد شهر الصيام وهناك العديد من الطرق السليمة التي تجعل الصائم يزيد استفادته من جميع الامور الحيوية ومن هذه الطرق ما يلي:
اولاً - عدم الاسراف في الطعام:
ان عدم الاسراف في تناول الطعام خلال شهر رمضان له العديد من الفوائد الكثيرة فالشخص يستطيع ان ينظم ما يستهلك في هذا الشهر الكريم عن طريق وضع برنامج غذائي مناسب حيث يكون هناك إفطار خفيف بعد أذان المغرب ويؤخر الإفطار الى بعد الصلاة او بعد صلاة العشاء ويكون هذا الإفطار بكمية مناسبة حيث ان مراقبة هذه الطريقة سوف تحد من السمنة وعندما يحد الشخص تراكم الدهون داخل الجسم سوف يؤدي ذلك الى الحد من المشاكل الناتجة عنها مثل السكري والضغط وامراض القلب كما ان شهر رمضان يعتبر فرصة طيبة لمن لديهم بدانة ان احسن اتباع الاسلوب الامثل في تناول الطعام ولكن للاسف توضح الابحاث ان بعض الناس يزيد وزنه بعد انتهاء شهر رمضان بدلا من انقاصه ويرجع ذلك الى السلوك الغذائي الخاطئ خلال شهر رمضان، ومن هنا فاننا ننصح ونذكر على الحرص الشديد وعدم الاسراف في تناول وجبتي الإفطار والسحور حيث يكون من الافضل تناول 3- 4وجبات خفيفة بدلا من تناول وجبتين كبيرتين، كما يجب على الصائم تجنب تناول كميات كبيرة من الاغذية الشحمية وكذلك الاغذية المقلية.
ثانياً: التدرج في تناول الطعام بعد الإفطار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يكفي ابن آدم من الطعام لقيمات يقمن صلبه" او كما قال. وللاسف يلاحظ ان العديد من الناس يفرطون في تناول الطعام خاصة تناول المحليات في شهر رمضان مما يؤدي الى زيادة وزنهم.
ثالثاً: الإقلال من الاملاح والمخللات
ان الحد من تناول المخللات والاغذية الغنية في محتواها من الملح يعتبر من الامور المرغوبة خلال شهر رمضان حيث ان الصيام وخاصة في حالة فقدان الصائم للماء عن طريق العرق عندما يبذل مجهوداً عضليا او عقليا او يعمل في جو حار فان ذلك يؤدي الى ان يفقد الصائم كثيراً من الماء مما يزيد من تركيز الاملاح بسوائل الجسم لذا يجب على الصائم استعادة تركيز الاملاح بسوائل الجسم الى معدلها الطبيعي والاقلال من تناول المخللات وتناول كميات كبيرة من الماء خاصة للافراد المصابين بارتفاع ضغط الدم.
لهذا فان تقليل الملح المضاف للطعام من التوصيات التغذوية حتى للشخص المعافى وفي كل مراحل العمر خاصة خلال مرحلة الصغر والمراهقة لتجنب الآثار الضارة في الكبد.
للاستفادة من هذا الشهر الكريم يجب اتباع برنامج غذائي يمكن شرحه على الطريقة التالية:
أ - بدء الإفطار بتناول الرطب او التمر حفاظا على السنة النبوية المطهرة ولما ثبت من الفوائد الصحية اذ ان الرطب والتمر يحتويان على سكري الفركتوز والجلوكوز ويمتاز هذان السكران بسهولة الهضم وسرعة الامتصاص ويوفران الطاقة اللازمة للجسم بسرعة.
ب - عدم الاقبال على تناول الطعام بكميات كبيرة والحرص على عدم الشبع الشديد خاصة وان الجسم كان لفترة طويلة بلا غذاء حيث تكون اجهزة الجسم الغذائية في ادنى مستوياتها وقد يؤدي استهلاك الطعام بكميات كبيرة الى عواقب غير مرغوبة تضر بصحة الصائم.
ج - تناول الوجبات بحيث تحتوي على مجموعات الغذاء الاساسية (الخبز والحبوب والخضروات والفواكه والالبان ومنتجاتها واللحوم)(منقول)
غير متصل
