القيافة والفراسة عند العرب

[رتيبان]

مشكور وماقصرت ولاهنت

[خيَّال الغلباء]

رتيبان جزاك الله خيراً ولا هنت

[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

القيافة وعلم النسب :-

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد كتب أحد الإخوة قائلا : إن علم النسب علم عظيم القدر إذ به يكون التعارف بين الناس والشعوب والقبائل وعلم بهذه الصفة علم عظيم لا ينكر حقه إلا جاهل, وقد قال الله تعالى في محكم كتابه : ( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [ الحجرات : 13 ] فقد جعل تعرف الناس بأنسابهم غرضا له تعالى في خلقه ايانا شعوبا وقبائل (1) وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تعلمه لهذه الغاية فيروى عنه قوله : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال، منسأة في الأجل، مرضاة للرب ) ولا يزال العربي يقيم له وزنا، ولا سيما عربي البادية، فعلى نسب المرء في البادية تقوم حقوق الإنسان، بل حياته في الغالب، فنسب الإنسان هو الذي يحميه، وهو الذي يحافظ على حقوقه ويردع الظالم عنه ويأخذ حق المظلوم منه (2) وقد أعطى العرب هذا العلم عظيم اهتمامهم ففاقوا غيرهم فلم نجد أمة من الأمم أولته هذا الاهتمام فبرعوا فيه حتى فاقوا غيرهم، إن هذا العلم الذي برع فيه العرب لا يعد حكرا عليهم كما يتصور كثير من الناس بل اهتمت به بعض الأمم ووضعت له ضوابط تتناسب مع ثقافتها وموروثاتها، ويعد هذا العلم فرع من فروع علم التاريخ الذي يبحث ويتابع تواريخ السلالات والأسر وأعمالها وأثارها وسير أعلامها، وخاصة الأسر الحاكمة في المجتمعات الغربية، ويطلق عليه علم السلالات ( البيدلوجيا ) ( pedelogy ) وقد أدخل بعض من العرب العارفين بعلم الأنساب معرفة لا تقيد بضوابط وأصول محددة أطلق عليها القيافة كان لها دور في علم الأنساب وقد عرفها العرب في الجاهلية ويقال : أنها كانت مختصة ببني مدلج ومضر بن نزار ومنهم تعلمته القبائل العربية حيث كان العرب يزعمون أن الولد إذا ولدته أمه يجب أن يكون بين هيئته وهيئة أبيه تقارب في الهيكل، والشكل، والطول، والقصر والقيافة علم يؤخذ بالحدس والتخمين (3) وقد عرف اللغويون القائف بأنه الذي يعرف النسب بفراسته ونظره إلى أعضاء المولود (4) والقيافة التنبؤ والإخبار عن شيء بتتبع الأثر والشبه (5) وتدخل في ذلك قيافة اّثار الأقدام والأخفاف والحوافر للإستدلال منها على أصحابها، وتعين النسب في حالة الشك فيه وما زالت القيافة معروفة عند العرب حتى الاّن وقد اشتهر بها ( بنو مدلج ) خاصة، حتى قيل للقائف ( مدلجي ) بسبب هذا الاختصاص، وبنو لهب، وأحياء مضر (6) ويروي ( المسعودي ) أن القيافة من الأمور التي برع بها العرب واختصوا بها، وصار لهم مران وخبرة بها، وذكر أن ممن عرف واشتهر بها / محرز المدلجي وقد تعجب الرسول من قيافته وصدقه (7) ومن القبائل التي لها دراية بهذا الضرب من المعرفة حتى الاّن بعض العشائر القاطنة بين بغداد وسامراء في العراق، وهؤلاء لا يزالون عاكفين عليها (8) إن هذا النوع من المعارف لا يمكن الاعتماد عليه بالكامل ما لم يشفع بأسانيد وقرائن ومدونات علم النسب فهو يصلح أن يكون عاملا مساعدا لا أصلا منفردا في الأنساب .

المصادر :-

(1) سر السلسلة العلوية - الشيخ / أبو نصر البخاري ص : 12 .

(2) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - الدكتور / جواد علي الجزء الثامن ص : 367 .

(3) العشائر القاطنة بين بغداد وسامراء - إبراهيم حلمي أفندي، مجلة لغة العرب - ص : 85 .

(4)- المنجد في اللغة والإعلام - الأستاذ / كرم البستاني ص : 662 .

(5) اللسان ( 11- 201 وما بعدها ) مروج الذهب - المسعودي ( 2 - 144 )

(6) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - الدكتور / جواد علي، الجزء السادس ص : 607 .

(7) المصدر نفسه، الجزء السادس ص : 607 . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن مرض القلوب‏‏ نوعان ‏:‏ مرض شبهة وشك ومرض شهوة وغي وكلاهما ذكر في القرآن‏ الكريم‏ قال الله تعالى في مرض الشبهة ‏:‏ ‏{ ‏في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا‏ }‏ ‏[ ‏البقرة ‏:‏ 110‏]‏‏ . وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏ وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ‏}‏ ‏[ ‏المدثر ‏:‏ 31‏]‏ ‏‏ وقال تعالى في حق من دعي إلى تحكيم القرآن والسنة فأبى وأعرض‏ :‏ ‏{‏ وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون ‏}‏ ‏[ ‏النور ‏:‏ 48 - ‏49‏ ] ‏فهذا مرض الشبهات والشكوك‏ وأما مرض الشهوات فقال الله تعالى ‏:‏ ‏{ ‏يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ‏}‏ ‏[ ‏الأحزاب ‏:‏ 32‏ ]‏‏ فهذا مرض شهوة الزنى وهناك قلوب ميتة فارغة سوداء وكلنا يعرف أن الموت موت وأن الميت إذا مات أصبح جثة هامدة وتوقف قلبه عن النبض وتوقفت حركاته وتوقفت حياته ولكن منهم الأحياء ولكن أموات فى نفس الوقت هم من ماتت قلوبهم مخطىء من يظن أنه لا يوجد قلوب ميتة والقلوب الميتة قلوب تنبض بالحياة بلا حياة وقلوب لا تعترف بمن حولها وقلوب عمياء لا ترى إلا مصالحها وقلوب متحجرة لا تعرف الرحمة كصخور جرداء لا تتفجر منها قطرة ماء إنها قلوب خاوية من الألفة والطمأنينة لا تسمح بدخول المشاعر والأحاسيس إليها أو الخروج منها إنها بالفعل قلوب ميتة قلوب تنسى المعروف والعطاء قلوب قاسية لا تعرف اللين ولا العطف قلوب ميتة تدوس على كل التقاليد قلوب أنانية دنيئة ملئة بالخبث والنجاسة والدنائـة والحقاره وكلهـا معنى واحد لأشخاص يعيشون بيننا وهم أصاحب القلوب الميتة قلوب تربع الحقد على عرشها قلوب طغت عليه المصالح الشخصية وتأرجحت فى دنيا المكاسب ولا تقبل أن تساعد بدون ثمن قلوب نسيت من حولها وما عليها قلوب مستبدة متسلطة قلوب لا تحب إلا نفسها ولا تسعى إلا لمصلحتها قلوب سوداء لا ترى إلا السواد القاتم ولا تعرف ماذا تريد من الحياة قلوب سوداء ممكن لها أن تستعمل الابتسام واللطف والرقة للإحتيال والنصب والكذب قلوب قادرة على فعل ما تريد قلوب لا تدمع ولا تعرف معنى الدموع قلوب لا تحمل معها إلا الكره والخصام قلوب كاذبة لا تحترم ولا تعتذر قلوب بشعة تنطوى فيها كل الأحقاد ولا تعرف إلا الحسد والكراهية والنفاق والكذب والحقد وحب النفس قلوب متشاءمة لا تعرف للتفاؤل معنى إنها قلوب فقيرة خاوية من الصعب أن تمتلىء بالمشاعر والأحاسيس يحتقرون كل من حولهم قلوب ظنت أنها إذا أوصدت أبوابها أمام العواطف الإنسانية ستكون قوية وذات كبرياء عالية والأهم من هذا كله أنها قلوب نست ذكر خالقها فأماتها اذكروا الله دائما وضعوا ثقتكم به نصب أعينكم وكونوا متفاءلين بأن الله لن ينساكم أبدا واجعلوا قلوبكم دائما حاضرة لا تقتلوها ولا تجعلوا من أنفسكم إنسانا حيا بقلب ميت وتسلحوا بالأمل والتفائل وحاربوا الضعف والإنكسار والإنهزام حتى تحيا قلوبكم ولا تكون من أصحاب القلوب الميتة " يا مثبت القلوب ثبِّت قلبي على دينك " ومن أنواع القلوب قلب يحب : تتمنى أن يكون من يحبه هذا القلب هو أنت لتهنأ به أبد الحياة وقلب يحن : تتمنى أن تلمس حنانه ورقته وخوفه عليك وأن تعيش في حنانه للأبد وقلب مغرم : تتمنى غرامه أن يكون في هواك حتى لا يذهب بعيدا وتشتاق له كل يوم وقلب مهموم : يشغلك همه حتى تدخل جوفه وتعيش همومه فقد يكون لديك الحل وقلب مجروح : ما أصعب أن تهرب منه وتجده وراءك ينتظر أقل فرصه منك ليهجم عليك ويسكنك وقلب حاسد : وهو قلب تتمنى أن لا يراك ولا تراه إما أن يعديك بحسده أو يحسدك فلا تسلم منه وقلب حقود : هو القلب الذي لا يجد من يدخله لأنه مظلم طوال العمر ولا يعرف سوى القلوب الميتة وقلب ماكر : هو القلب الذي اختارك وحدك وبعد ذلك تجد فيه عدة قلوب يلعب بها ويضحك عليها وقلب خبير : تتمنى خبرته في الحياة ولكن تخاف تجاربه فقد ترسب في إحدى محطاته ولا تصل إليه وقلب طيب : ترجو أن تناله ولكنك ترى أنه ينال الجميع ولا يحرم أحد من زيارته وسكناه وقلب ولهان : كثير ما يعذب صاحبه لأنه لا يصبر عن الشكوى وقليل ما يرتاح ليرتاح صاحبه وقلب سعيد : وهذا قلب مؤقت فقط يظل خائف أكثر ماهر سعيد أن يفقد السعادة في أحد الأيام وأنواع الدموع عشرة : الدموع العظيمة وهي دموع الانتصار والدموع البريئة وهي دموع الأطفال والدموع المؤثرة وهي دموع التوبة والدموع الرقيقة وهي دموع المرأة والدموع الجميلة وهي دموع الوفاء والدموع الحزينة وهي دموع العزاء والدموع السعيدة وهي دموع النجاح والدموع القاسية وهي دموع الألم والدموع المعبرة وهي دموع الندم والدموع المخادعة وهي دموع التماسيح . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .