Untitled 1
 
  ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 116 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 308 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 286 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 561 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 338 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 886 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 967 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1166 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1323 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1298 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > منتدى تاريخ الجزيرة العربية > تاريخ القبائل العربية
 

تاريخ القبائل العربية كل ما يخص القبائل العربية التي تسكن في الجزيرة العربية او تعود اصولها لها


كريم العرب / حاتم الطائي

كل ما يخص القبائل العربية التي تسكن في الجزيرة العربية او تعود اصولها لها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 11 )
مخايل الغربي
وسام التميز
رقم العضوية : 7672
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذيه
عدد المشاركات : 1,824 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مخايل الغربي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد : صور لقبر وقصر حاتم الطائي

كُتب : [ 18 - 02 - 2007 ]

المكرم الأخ العزيز الشيخ / الحر الأبيض السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : أشكرك على المرور بالصور لهذا الأثر الخالد بالذاكرة العربية وأنت سالم وغانم والسلام .


أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 01 - 05 - 2009 الساعة 15:31
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 12 )
كليب
عضو مميز
رقم العضوية : 7288
تاريخ التسجيل : 07 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,410 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كليب is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : صور لقبر وقصر حاتم الطائي

كُتب : [ 15 - 04 - 2007 ]

بيض الله وجهك ياخال والله الكريم يحب الكرام وقد ورد في كرام المسلمين ادخلوه الجنة على ماكان من العمل

حنّا سبيع أهل الطروق المخلات = وحنّا سبيع أهل السيوف الشطيرة
وحنّا سبيع أهل السلوم المنقات = لنا وجيه وجاه يذري وجيرة
وحنّا سبيع إن قيل يا سبيع ردات = نرمي بغالي الروح وسط السعيرة
من غير قاصر في جميع السموّات = قبايل (ن) بسلومها مستنيرة
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 13 )
حسين شلاش
عضو فعال
رقم العضوية : 12569
تاريخ التسجيل : 14 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 255 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : حسين شلاش is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : صور لقبر وقصر حاتم الطائي

كُتب : [ 15 - 04 - 2007 ]

مخايل الغربي
يعطيك العافيه على
الموضوع والصور الجميله

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 14 )
ماضي المديري
غير موجود
رقم العضوية : 8199
تاريخ التسجيل : 19 - 06 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : الظهران
عدد المشاركات : 2,570 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 16
قوة الترشيح : ماضي المديري is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : صور لقبر وقصر حاتم الطائي

كُتب : [ 15 - 04 - 2007 ]

مخايل الغربي

يعطيك العافيه على

الموضوع والصور الجميله

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 15 )
فهد القريشي
عضو فعال
رقم العضوية : 9188
تاريخ التسجيل : 17 - 08 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 160 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : فهد القريشي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : صور لقبر وقصر حاتم الطائي

كُتب : [ 13 - 05 - 2007 ]

حاتم الطائي
وهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أحزم بن أبي أحزم واسمه هرومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء أبو سفَّانة الطائي والد عدي بن حاتم الصحابي، كان جواداً ممدحاً في الجاهلية، وكذلك كان ابنه في الإسلام، وكانت لحاتم مآثر وأمور عجيبة وأخبار مستغربة في كرمه يطول ذكرها، ولكن لم يكن يقصد بها وجه الله والدار الآخرة، وإنما كان قصده السمعة والذكر‏.‏

قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده‏:‏ حدثنا محمد بن معمر، حدثنا عبيد بن واقد القيسي، حدثنا أبو نصر هو الناجي عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال‏:‏ ذكر حاتم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏(‏‏(‏ذاك أراد أمراً فأدركه‏)‏‏)‏‏.‏

حديث غريب‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ تفرد به عبيد بن واقد عن أبي نصر الناجي، ويقال‏:‏ إن اسمه حماد‏.‏

قال ابن عساكر‏:‏ وقد فرق أبو أحمد الحاكم بين أبي نصر الناجي، وبين أبي نصر حماد ولم يسم الناجي، ووقع في بعض روايات الحافظ ابن عساكر عن أبي نصر شيبة الناجي، والله أعلم‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا يزيد بن إسماعيل، حدثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم قال‏:‏ قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن أبي كان يصل الرحم، ويفعل ويفعل فهل له في ذلك‏؟‏ يعني من أجر‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن أباك طلب شيئاً فأصابه‏)‏‏)‏‏.‏

وهكذا رواه أبو يعلى عن القواريري عن غندر، عن شعبة، عن سماك به‏.‏

وقال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن أباك أراد أمراً فأدركه‏)‏‏)‏‏.‏

يعني الذكر‏.‏

وهكذا رواه أبو القاسم البغوي، عن علي بن الجعد، عن شعبة به سواء‏.‏

وقد ثبت في الصحيح في الثلاثة الذين تسعر بهم جهنم منهم‏:‏ الرجل الذي ينفق ليقال إنه كريم فيكون جزاؤه أن يقال ذلك في الدنيا، وكذا في العالم والمجاهد‏.‏

وفي الحديث الآخر في الصحيح أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة فقالوا له‏:‏ كان يقري الضيف، ويعتق ويتصدق فهل ينفعه ذلك‏؟‏ فقال‏:‏

‏(‏‏(‏إنه لم يقل يوماً من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين‏)‏‏)‏‏.‏

هذا وقد كان من الأجواد المشهورين أيضاً، المطعمين في السنين الممحلة والأوقات المرملة‏.‏ ‏

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي‏:‏ أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف العماني، حدثنا أبو سعيد عبيد بن كثير بن عبد الواحد الكوفي، حدثنا ضرار بن صرد، حدثنا عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن عبد الرحمن بن جندب، عن كميل بن زياد النخعي قال‏:‏

قال علي بن أبي طالب‏:‏ يا سبحان الله‏!‏ ما أزهد كثيراً من الناس في خير عجباً لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلاً، فلو كان لا يرجو ثواباً ولا يخشى عقاباً لكان ينبغي له أن يسارع في مكارم الأخلاق، فإنها تدل على سبيل النجاح‏.‏

فقام إليه رجل وقال‏:‏ فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم، وما هو خير منه‏:‏ لما أتى بسبايا طيء وقعت جارية حمراء لعساء زلفا عيطاء، شماء الأنف، معتدلة القامة والهامة، درماء الكعبين، خدلجة الساقين، لفاء الفخذين، خميصة الخصرين، ضامرة الكشحين، مصقولة المتنين‏.‏

قال‏:‏ فلما رأيتها أعجبت بها وقلت‏:‏ لأطلبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجعلها في فيئي، فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها، فقالت‏:‏ يا محمد‏:‏ إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يحمي الذمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويكسو العاري، ويقري الضيف، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، وأنا ابنة حاتم طيء‏.‏

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً لو كان أبوك مؤمناً لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله تعالى يحب مكارم الأخلاق‏.‏

فقام أبو بردة بن ينار فقال يا رسول الله‏:‏ والله يحب مكارم الأخلاق‏؟‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة أحد إلا بحسن الخلق‏)‏‏)‏‏.‏

وقال أبو بكر ابن أبي الدنيا‏:‏ حدثني عمر بن بكر، عن أبي عبد الرحمن الطائي - هو القاسم بن عدي - عن عثمان، عن عركي بن حليس الطائي، عن أبيه، عن جده، وكان أخا عدي بن حاتم لأمه قال‏:‏ قيل لنوار امرأة حاتم حدثينا عن حاتم قالت‏:‏

كل أمره كان عجباً، أصابتنا سنة حصت كل شيء فاقشعرت لها الأرض واغبرت لها السماء، وضنت المراضع على أولادها، وراحت الإبل حدباً حدابير ما تبض بقطرة، وحلقت المال، وأنا لفي ليلة صنّبر بعيدة ما بين الطرفين إذ تضاغى الأصبية من الجوع‏:‏ عبد الله، وعدي، وسفانة، فوالله إن وجدنا شيئاً نعللهم به، فقام إلى أحد الصبيان فحمله وقمت إلى الصبية فعللتها، فوالله إن سكتا إلا بعد هدأة من الليل‏.‏ ‏

ثم عدنا إلى الصبي الآخر فعللناه حتى سكت وما كاد، ثم افترشنا قطيفة لنا شامية ذات خمل، فأضجعنا الصبيان عليها، ونمت أنا وهو في حجرة والصبيان بيننا، ثم أقبل علي يعللني لأنام وعرفت ما يريد فتناومت، فقال‏:‏ مالك أنمت‏؟‏ فسكت‏.‏ فقال‏:‏ ما أراها إلا قد نامت، وما بي نوم‏.‏

فلما ادلهم الليل، وتهورت النجوم، وهدأت الأصوات، وسكنت الرجل، إذ جانب البيت قد رفع فقال من هذا‏؟‏ فولى حتى قلت إذاً قد أسحرنا أو كدنا‏.‏ عاد فقال من هذا‏؟‏ قالت‏:‏ جارتك فلانة يا أبا عدي، ما وجدت على أحد معولاً غيرك، أتيتك من عند أصبية يتعاوون عواء الذئاب من الجوع‏.‏

قال‏:‏ أعجليهم عليّ‏.‏ قالت النوار‏:‏ فوثبت فقلت ماذا صنعت أضطجع والله لقد تضاغى أصبيتك فما وجدت ما تعللهم فكيف بهذه وبولدها‏؟‏ فقال‏:‏ اسكتي فوالله لأشبعنك إن شاء الله‏.‏

قالت‏:‏ فأقبلت تحمل اثنين، وتمشي جنبتيها أربعة كأنها نعامة حولها رئالها، فقام إلى فرسه فوجأ بحربته في لبته، ثم قدح زنده وأورى ناره، ثم جاء بمدية فكشط عن جلده، ثم دفع المدية إلى المرأة، ثم قال‏:‏ دونك‏.‏

ثم قال‏:‏ ابعثي صبيانك فبعثتهم، ثم قال‏:‏ سوءة أتأكلون شيئاً دون أهل الصرم، فجعل يطوف فيهم حتى هبوا وأقبلوا عليه، والتفع في ثوبه ثم اضطجع ناحية ينظر إلينا، والله ما ذاق مزعة وإنه لأحوجهم إليه، فأصبحنا وما على الأرض منه إلا عظم وحافر‏.‏

وقال الدارقطني‏:‏ حدثني القاضي أبو عبد الله المحاملي، حدثنا عبد الله بن أبي سعد، وحدثنا عثيم بن ثوابة بن حاتم الطائي، عن أبيه، عن جده قال‏:‏ قالت امرأة حاتم لحاتم‏:‏ يا أبا سفانة أشتهي أن آكل أنا وأنت طعاماً وحدنا ليس عليه أحد، فأمرها فحولت خيمتها من الجماعة على فرسخ، وأمر بالطعام فهيأ وهي مرخاة ستورها عليه وعليها، فلما قارب نضج الطعام كشف عن رأسه ثم قال‏:‏

فلا تطبخي قدري وسترك دونها * علي إذن ما تطبخين حرام

ولكن بهذاك اليفاع فأوقدي * بجزل إذا أوقدت لا بضرام

قال‏:‏ ثم كشف الستور، وقدم الطعام، ودعى الناس فأكل وأكلوا، فقالت‏:‏ ما أتممت لي ما قلت فأجابها لا تطاوعني نفسي، ونفسي أكرم علي من أن يثنى علي هذا، وقد سبق لي السخاء ثم أنشأ يقول‏:‏

أمارس نفسي البخل حتى أعزها * وأترك نفس الجود ما أستثيرها

ولا تشتكيني جارتي غير أنها * إذا غاب عنها بعلها لا أزورها

سيبلغها خيري ويرجع بعلها * إليها ولم تقصر عليها ستورها

ومن شعر حاتم‏:‏ ‏

إذا ما بت أشرب فوق ري * لسكر في الشراب فلا رويت

إذا ما بت أختل عرس جاري * ليخفيني الظلام فلا خفيت

أأفضح جارتي وأخون جاري * فلا والله أفعل ما حييت

ومن شعره أيضاً‏:‏

ما ضر جاراً لي أجاوره * أن لا يكون لبابه ستر

أغضي إذا ما جارتي برزت * حتى يواري جارتي الخدر

ومن شعر حاتم أيضاً‏:‏

وما من شيمتي شتم ابن عمي * وما أنا مخلف من يرتجيني

وكلمة حاسد من غير جرم * سمعت وقلت مري فأنقذيني

وعابوها علي فلم تَعِبْني * ولم يعرَق لها يوما جبيني

وذي وجهين يلقاني طليقاً * وليس إذا تغيب يأتسيني

ظفرت بعيبه فكففت عنه * محافظة على حسبي وديني

ومن شعره‏:‏

سلي البائس المقرور يا أم مالك * إذا ما أتاني بين ناري ومجزري

أأبسط وجهي إنه أول القِرى * وأبذل معروفي له دون مُنْكَري

وقال أيضاً‏:‏

وإنك إن أعطيت بطنك سؤله * وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا


وقال القاضي أبو الفرج المعافى بن زكرياء الجريري‏:‏ حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا أبو العباس المبرد، أخبرني الثوري، عن أبي عبيدة قال‏:‏ لما بلغ حاتم طيء قول المتلمس‏:‏

قليل المال تصلحه فيبقى * ولا يبقى الكثير على الفساد

وحفظ المال خير من فناه * وعسف في البلاد بغير زاد

قال‏:‏ ماله قطع الله لسانه حمل الناس على البخل فهلا قال‏:‏

فلا الجود يفني المال قبل فنائه * ولا البخل في مال الشحيح يزيد

فلا تلتمس مالاً بعيش مقتر * لكل غد رزق يعود جديد

ألم ترَ أن المال غاد ورائح * وأن الذي يعطيك غير بعيد

قال القاضي أبو الفرج ولقد أحسن في قوله‏:‏ وإن الذي يعطيك غير بعيد، ولو كان مسلماً لرجي له الخير في معاده، وقد قال الله في كتابه‏:‏ ‏{‏وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 32‏]‏‏.‏ ‏‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 186‏]‏‏.‏

وعن الوضاح بن معبد الطائي قال‏:‏ وفد حاتم الطائي على النعمان بن المنذر فأكرمه وأدناه، ثم زوده عند انصرافه جملين ذهباً، وورقاً غير ما أعطاه من طرائف بلده فرحل، فلما أشرف على أهله تلقته أعاريب طيء، فقالت‏:‏ يا حاتم أتيت من عند الملك وأتينا من عند أهالينا بالفقر‏!‏ فقال حاتم‏:‏ هلم فخذوا ما بين يدي فتوزعوه، فوثبوا إلى ما بين يديه من حباء النعمان فاقتسموه‏.‏

فخرجت إلى حاتم طريفة جاريته فقالت له‏:‏ اتق الله وأبق ِعلى نفسك، فما يدع هؤلاء ديناراً ولا درهماً ولا شاة ولا بعيراً‏.‏ فأنشأ يقول‏:‏

قالت طريفة ما تبقي دراهمنا * وما بنا سرف فيها ولا خرق

إن يفن ما عندنا فالله يرزقنا * ممن سوانا ولسنا نحن نرتزق

ما يألف الدرهم الكاري خِرقَتَنا * إلا يمر عليها ثم ينطلق

إنا إذا اجتمعت يوماً دراهمنا * ظلت إلى سبل المعروف تستبق

وقال أبو بكر ابن عياش‏:‏ قيل لحاتم هل في العرب أجود منك‏؟‏ فقال‏:‏ كل العرب أجود مني‏.‏ ثم أنشأ يحدث قال‏:‏ نزلت على غلام من العرب يتيم ذات ليلة، وكانت له مائة من الغنم، فذبح لي شاة منها وأتاني بها، فلما قرّب إليّ دماغها قلت‏:‏ ما أطيب هذا الدماغ‏!‏

قال‏:‏ فذهب فلم يزل يأتيني منه حتى قلت‏:‏ قد اكتفيت، فلما أصبحت إذا هو قد ذبح المائة شاة وبقي لا شيء له‏؟‏ فقيل‏:‏ فما صنعت به‏؟‏ فقال‏:‏ ومتى أبلغ شكره ولو صنعت به كل شيء‏.‏ قال‏:‏ على كل حال فقال أعطيته مائة ناقة من خيار إبلي‏.‏

وقال محمد بن جعفر الخرائطي في كتاب ‏(‏مكارم الأخلاق‏)‏‏:‏ حدثنا العباس بن الفضل الربعي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثني حماد الراوية، ومشيخة من مشيخة طيء قالوا‏:‏ كانت عنترة بنت عفيف بن عمرو بن امرئ القيس أم حاتم طيء لا تمسك شيئاً سخاءً وجوداً‏.‏‏

وكان إخوتها يمنعونها فتأبى، وكانت امرأة موسرة فحبسوها في بيت سنة، يطعمونها قوتها لعلها تكف عما تصنع، ثم أخرجوها بعد سنة وقد ظنوا أنها قد تركت ذلك الخلق، فدفعوا إليها صرمة من مالها وقالوا‏:‏ استمتعي بها، فأتتها امرأة من هوازن وكانت تغشاها فسألتها فقالت‏:‏ دونك هذه الصرمة، فقد والله مسني من الجوع ما آليت أن لا أمنع سائلاً ثم أنشأت تقول‏:‏

لعمري لقِدماً عضني الجوع عضة * فآليت أن لا أمنع الدهر جائعا

فقولا لهذا اللائمي اليوم أعفني * وان أنت لم تفعل فعض الأصابعا

فماذا عساكم أن تقولوا لأختكم * سوى عذلكم أو عذل من كان مانعا

وماذا ترون اليوم إلا طبيعة * فكيف بتركي يا ابن أمي الطبائعا

وقال الهيثم بن عدي، عن ملحان بن عركي بن عدي بن حاتم، عن أبيه، عن جده قال‏:‏ شهدت حاتماً يكيد بنفسه فقال لي‏:‏ أي بني إني أعهد من نفسي ثلاث خصال، والله ما خاتلت جارة لريبة قط، ولا أوتمنت على أمانة إلا أديتها، ولا أوتي أحد من قبلي بسوء‏.‏

وقال أبو بكر الخرائطي‏:‏ حدثنا علي بن حرب، حدثنا عبد الرحمن بن يحيى العدوي، حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي مسكين - يعني جعفر بن المحرر بن الوليد - عن المحرر مولى أبي هريرة قال‏:‏ مر نفر من عبد القيس بقبر حاتم طيء فنزلوا قريباً منه، فقام إليه بعضهم يقال له‏:‏ أبو الخيبري فجعل يركض قبره برجله‏.‏ ويقول‏:‏ يا أبا جعد اقرنا‏.‏ فقال له بعض أصحابه‏:‏ ما تخاطب من رمة وقد بليت‏؟‏ وأجنهم الليل فناموا، فقام صاحب القول فزعاً يقول‏:‏ يا قوم عليكم بمطيكم فإن حاتماً أتاني في النوم وأنشدني شعراً وقد حفظته يقول‏:‏

أبا الخيبري وأنت امرؤ * ظلوم العشيرة شتّامها

أتيت بصحبك تبغي الِقرى * لدى حفرة قد صَدَت هَامَها

أتبغي لي الذنب عند المبيت * وحولك طيء وأنعامها

وإنا لنشبع أضيافنا * وتأتي المطي فنعتامها

قال‏:‏ وإذا ناقة صاحب القول تكوس عقيراً فنحروها، وقاموا يشتوون ويأكلون‏.‏ ‏

وقالوا‏:‏ والله لقد أضافنا حاتم حياً وميتاً‏.‏ قال‏:‏ وأصبح القوم وأردفوا صاحبهم وساروا، فإذا رجل ينوه بهم راكباً جملاً ويقود آخر‏.‏ فقال‏:‏ أيكم أبو الخيبري‏؟‏ قال‏:‏ أنا‏.‏ قال‏:‏ إن حاتماً أتاني في النوم فأخبرني أنه قرى أصحابك ناقتك، وأمرني أن أحملك وهذا بعير فخذه، ودفعه إليه‏.


حاتم الطائي سيد من سادات طيء، وشاعر من شعراء الجاهلية، ويعتبر كذلك فارساً من أكبر فرسانها. كان رجلاً يكتنفه الشرف وتسمه الشجاعة وعفة النفس وكرم الأخلاق. كما اتصف بالروح النبيلة والعاطفة الإنسانية. يتزين بالسخاء والجود وحب الضيافة بأسمى زينة ولم يكن همه إلا إكرام الضيف.. ينحر لهم الأغنام ويجود عليهم، ويرفه عن المرملين، وينقذ الأسرى.

وكان الكرم طبعاً فيه وغريزة متمكنة، ولم يضرب به المثل في الكرم عن عبث.

ويستدل من أخباره أنه اكتسب الكرم من أمه وأخذه عنها.. إذ قيل أنها كانت في الجود كابنها لا تدخر شيئاً ولا يسألها أحد شيئاً فتمنعه.. ويروى عنها انهم وهبوها قطعة من الإبل، فجاءتها امرأة من هوازن، كانت تأتيها في كل سنة تسألها، فقالت لها: دونك هذه القطعة من الإبل فخذيها، فوالله لقد عضني من الجوع، ما لا أمنع معه سائلاً أبداً، ثم أنشدت تقول:


لعمري، لقد ما عضني الجوع عضةفآليـت ألا امنـعُ، الدهـرَ، جائعـاً
فقـولا لهـذا اللائمـي: اعفـنـيفإن أنت لم تفعل، فعض الأصابعـا
فماذا عساكـم أن تقولـوا لأختكـمُسوى عذلكم، أو عذل من كان مانعا؟
ومـاذا تـرونَ اليـوم إلا طبيعـةفكيف بتركي، يا ابـن أمّ الطبائعـا؟


ولم تتوقف جرثومة الكرم عند حاتم، ولكنها تعدته وتناولت ابنته سفانة، ويقال أنها كانت من اجود نساء العرب… ذكر ابن ال***ي أن أباها كان يعطيها الصرمة (أي القطعة من الإبل) بعد الصرمة من إبله ولكنها لم تكن لتحتفظ بها بل تهبها للناس.. وذات يوم استدعاها وقال لها: يا بنية، أن القرينين إذا اجتمعا في المال أتلفاه.. فإما أن أعطي وتمسكي، أو امسك وتعطي، فإنه لا يبقى على هذا شيء.. فأجابته: والله لا أمسك أبداً! قال: وأنا لا أمسك. قالت: لا نتجاور فقاسمها ماله وتباينا.

روى ابن الأعرابي عن مولد حاتم أسطورة قال فيها:

أن أم حاتم أتيت، وهي حبلى، في المنام، فقيل لها: أغلام سمح يقال له حاتم أحب إليك أم عشرة غلمة كالناس، ليوث ساعة البأس، ليسوا بأوغال (ضعفاء أدنياء) ولا أنكاس (جبناء)؟ فقالت: حاتم، فولدت حاتماً، وليس اختيارها لحاتم إلا تلبية لطبع الكرم فيها.

ولد حاتم في قبيلة طيء، وهو ابن عبد الله بن سعد بن الحشرج، أحد سادات قبيلته، وأمه عتبة بنت عفيف... وكانت كنيته تعرف بأبي سفانة أي اللؤلؤة.. وسفانة هي أكبر ولده، كما كني بأبي عدي.

توفي والده وهو لا يزال صغيراً فعاش في حجر جده سعد بن الحشرج ولم يكن هذا الأخير

ليستطيع أن يتحمل إسراف حفيده، وجنونه في الجود والكرم. قيل أنه لما ترعرع جعل يخرج طعامه، فإن وجد من يأكله معه أكل، وإن لم يجد طرحه.. وعندما رأى جده أنه يهلك طعامه قال له: إلحق بالإبل! فخرج إليها، ووهب له جارية وفرساً وفلوها..

فلما أتى الإبل طفق يبغي الناس. وإذا به يلتقي ذات يوم بقوم فأتاهم فسألوه: يا فتى! هل من قرى؟ فقال: تسألوني عن قرى، وقد ترون الإبل؟ ويقال أن الذين التقاهم كانوا ثلاثة هم: عبيد بن الأبرص، وبشر بن أبي خازم، والنابغة الذبياني، وكانوا يبغون النعمان، فنحر لهم ثلاثة من الإبل، فقال عبيد: إنما أردنا بالقرى اللبن، وكانت تكفينا بكر’، إذا كنت لا بد متكلفاً لنا شيئاً. فقال حاتم: قد عرفت، ولكنني رأيت وجوهاً مختلفة وألواناً متفرقة..

فامتدحوه وشكروه وذكروا فعاله، وهنا قل لهم حاتم: أردت أن احسن إليكم، فكان لكم الفضل عليّ، وأنا أعاهد الله أن أضرب عراقيب إبلي عن آخرها، أو تقدموا إليها فتقتسموها.. ففعلوا.

وما أن سمع جده بما حدث حتى جاءه يقول: أين الإبل؟ فقال له حاتم طوقتك بها طوق الحمامة، مجد الدهر وكرماً لا يزال الرجل يحمل بيت شعر أثني به علينا عوضاً من إبلك. اغتاظ الجد وقال: والله لا أساكنك أبداً.. فخرج بأهله وترك حاتماً، ومعه جاريته وفرسها وفلوها.

كان حاتم شاعراً بالإضافة إلى كونه كريماً جواداً.

كان شعره شخصياً.. ينطق بشخصية صاحبه على اختلاف مزاياها.. كما كان فارساً من أشجع الفرسان وأقواها.. ولعل أجمل وصف نستطيع أن نعطيه إياه هو ما قاله ابن الأعرابي: " كان حاتم من شعراء العرب، وكان جواداً يشبه شعره جوده، ويصدق قوله فعله، وكان حيثما نزل عرف منزله، وكان مظفراً، إذا قاتل غلب، وإذا غنم انهب، وإذا سئل وهب، وإذا ضرب بالقدح فاز، وإذا سابق سبق، وإذا أسر أطلق، وكان يقسم بالله أن لا يقتل واحد أمه، وكان إذا أهل شهر الأصم، الذي كانت مضر تعظمه في الجاهلية، ينحر كل يوم عشرة من الإبل، فأطعم الناس واجتمعوا إليه.

كان موفور الحظ، يأتيه رزقه أحياناً، وهو نائم، وهو لا يدري من أين؟ وهذه هي أسطورة يرويها يعقوب بن السكيت فيقول: فبينما حاتم، بعد أن انهب ماله، وهو نائم، إذا تشابه وحوله مائتا بعير، أو نحوها، تجول وتحطم بعضها بعضاً، فساقها إلى قومه، فقالوا: يا حاتم! ابقِ على نفسك، فقد رزقت مالاً، ولا تعودن إلى ما كنت عليه من الإسراف قال: فأنها نهبي بينكم، فانتهبت، فأنشأ حاتم يقول:


تداركني جدي، بسفح متالعٍ،فلا ييأسنْ ذو نوفةٍ أن يغنما


وهكذا نرى أن حاتم ظل على حاله من الجود والكرم حتى نهاية حياته.

وهذه أسطورة جديدة عن جوده، اخترعوها بعد موته فقالوا: كان رجل يقال له أبو الخيبري، مر في نفر من قومه بقبر حاتم، وحوله أنصاب متقابلات من حجارة كأنهن نساء نوائح، فنزلوا به فبات أبو الخيبري ليلته كلها ينادي: أبا جعفر اقرِ أضيافك، فيقال له: مهلاً! ما تكلم من رمة بالية. فقال: إن طيئاً يزعمون أنه لم ينزل به أحد إلا قراه… فلما كان آخر الليل نام أبو الخيبري، حتى إذا كان في السحر، وثب، فجعل يصيح: واراحلتاه! فقال له أصحابه: ويلك مالك؟ قال: خرج والله حاتم بالسيف وأنا أنظر إليه حتى عقر ناقتي، قالوا: كذبت. قال: بلى، فنظروا إلى راحلته فإذا هي منخزلة لا تنبعث، فقالوا: قد والله قراك، فظلوا يأكلون من لحمها ثم أردفوه، فانطلقوا، فساروا ما شاء الله.. ثم نظروا إلى راكب، فإذا هو عدي بن حاتم راكباً قارناً جملاً أسود فلحقهم فقال: أيكم أبو الخيبري فقالوا هو هذا. فقال: جاءني أبي في النوم فذكر لي شتمك إياه وأنه قرى راحلتك لأصحابك، وقد قال في ذلك أبياتاً ورددها حتى حفظتها وهي:

أبا الخيبري، وأنت امرؤٌحسود العشيرةِ، شتامها
فماذا أردت إلى رمـةٍ،بدويةٍ، صخـب هامهـا
تبغي أذاها وإعسارهـاوحولك غوثْ، وأنعامها
وإنـا لنطعـم أضيافنـامن الكوم بالسيف نعتامها

وصية حاتم:

ويروى عن أبي صالح: أن حاتماً أوصى عند موته فقال: إني أعهدكم من نفسي بثلاث: ما خاتلت جارة لي قط أراودها عن نفسها. ولا اؤتمنت على أمانة إلا قضيتها. ولا أتى أحد من قبلي بسوءة أو قال بسوء.

وكان حاتم رجلاً طويل الصمت، وكان يقول: إذا كان الشيء يكفيكه الترك فاتركه.

حاتم الطائي …… ومكارم ُ الأخلاق

رُويَ أنّ الإمامّ عليَّ بن أبي طالب – رضي الله عنه - قال : سبحانَ الله ! ما أزهدَ كثيرا ً من الناس ِ في الخير ! عجبا ً لرجل ٍ يجيئه ُ أخوه المسلمُ في حاجة ٍ فلا يرى
نفسه للخير أهلا ً ، ولا يرجو ثوابا ، ولا يخاف عقابا ! وكان ينبغي له أن يسارع إلى مكارم الأخلاق ، فإنها تدل على سـُـبل ِ النجاح .
فقام إليه رجلٌ فقال : يا أمير المؤمنين ، أسمعته من النبي – صلى الله عليه وسلم – ؟
قال : نعم ، لما أ ُتيَ بسبايا طيء ، وقفتْ جميلة ٌ ، فلما رأيتها أ ُعجبتُ بها ، فلمــــا
تكلمت نسيتُ جمالها لفصاحتها ، فقالت : يا محمد ، إنْ رأيتَ أنْ تـُــخليَ سبيلـــــــي
ولا تـُـشمتْ بي أحياءَ العرب ، فإني ابنة ُ سيد قومي ! وإنّ أبي كان يفكُّ العاني ويشبع
الجائعَ ، ويكسو العاري ، ويفشي السلام َ ، ولا يردّ طالباً حاجة ٍ قط ّ ، أنا ابنة حاتم
الطائي . فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " يا جارية ، هذه صفاتُ المؤمنين ،
خـَـلــُّـوا عنها فإنّ أباها كان يحبّ مكارمَ الأخلاق . "
وكرمُ حاتم طبـَّـقَ الآفاق َ ومن ذلك ما رُويَ أنّ رَكبا ً من بني أسدٍ وبني قيس ٍ قصدوا
النعمان ملك الحيرة ، فلقوا حاتما ً ، فقالوا له : تركنا قومنا يثنون عليك ، وقد أرسلوا لك رسالةً ، قال : وما هي ؟ فأنشده الأسديون شعرا ً للنابغة فيه ، وقالوا له : إنا نستحيي
أن نسألك شيئا ً ، وإن لنا حاجة ! قال : وما هي ؟ قالوا : صاحبٌ لنا قد أرجلَ – يعني
فقد راحلته - فقال حاتم : خذوا فرسي هذه فاحملوه عليها ، فاخذوها ، وربطت الجارية ُ
فلو الفرس – ابن الفرس - بثوبها ، فأفلت يتبع ُ أمه ، فتبعته الجارية ُ لترده ، فصاح حاتم : ما تـَـبـِـعـَـكم فهو لكم ، فذهبوا بالفرس والفلو والجارية .
من اشعار حاتم الطائي

أََبَـى طـولُ لَيـلِكَ إِلاَّ سُهـودا
فَمـا إِن تَبيـنُ لِصُبـحٍ عَمـودا

أَبيـتُ كَئيبـاً أُراعـي النُجـومَ
وَأُوجِـعُ مِن ساعِـدَيَّ الحَديـدا

أُرَجّـي فَـواضِـلَ ذي بَهجَـةٍ
مِنَ النَّاسِ يَجمَعُ حُزمـاً وَجـودا

نَمَتـهُ إِمـامَـةُ وَالـحـارِثـانِ
حَتّـى تَمَهَّـلَ سَبقـاً جَـديـدا

كَسَبـقِ الجَـوادِ غَـداةَ الرِّهـانِ
أَربَى عَلى السِـنِّ شَـأواً مَديـدا

فَاِجـمَع فِـداءٌ لَـكَ الوالِـدانِ
لِما كُنـتَ فينـا بِخَيـرٍ مُريـدا

فَتَجمَـعُ نُعمـى عَلـى حاتِـم
وَتُحضِرُهـا مِـن مَعَـدٍّ شُهـودا

أَمِ الهُـلكُ أَدنَى فَمـا إِن عَلِمـتُ
عَلَيَّ جُناحـاً فَأَخشـى الوَعيـدا

فَأَحسِن فَلا عـارَ فيمـا صَنَعـتَ
تُحيِي جُـدوداً وَتَبـري جُـدودا

قصيدة : أبلغ الحارث بن عمرو بأننّي

أبلغ الحارث بن عمرو بأني
حافِظُ الوُدّ، مُرْصِدٌ للصّوابِ
ومجيبٌ دعاءه، إن دعاني،
عجلاً، واحداً، وذا أصحابِ
إنّما بيننا وبينك، فاعلمْ،
سير تسعٍ، للعاجل المنتابِ
فثلاثٌ من السراة إلى الحلبطِ،
للخيل، جاهداً، والرّكاب
وثلاثٌ يردن تيماء زهواً،
وثلاث يغرون بالإعجابِ
فإذا ما مررت في مسيطر،
فاجمح الخيل مثل جمح الكعابِ
بَينما ذاكَ أصْبحتْ، وهيَ عضْدي
من سبيٍ مجموعة ، ونهابِ
ليتَ شِعْري، متى أرى قُبّة ً
ذاتَ قِلاعٍ للحارِثِ الحَرّابِ
بيفاع، وذاك منها محلٌ،
فوق ملك، يدين بالأحسبِ
حيثُ لا أرهب الخزاة ، وحولي
نصليوّن، كالليوث الغضابِ

قصيدة : أماوي! قد طال التجنب والهجر

أماوي! قد طال التجنب والهجر،
وقد عذرتني، من طلابكم، العذرُ
أماوي! إن المال غادٍ ورائح،
ويبقى ، من المال، الآحاديث والذكرُ
أماوي! إني لا أقول لسائلٍ،
إذا جاءَ يوْماً، حَلّ في مالِنا نَزْرُ
أماوي! إما مانع فمبين،
وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى ،
إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ
إذا أنا دلاني، الذين أحبهم،
لِمَلْحُودَة ٍ، زُلْجٌ جَوانبُها غُبْرُ
وراحوا عجلاً ينفصون أكفهم،
يَقولونَ قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ
أماوي! إن يصبح صداي بقفرة ٍ
من الأرض، لا ماء هناك ولا خمرُ
ترى ْ أن ما أهلكت لم يك ضرني،
وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ
أماوي! إني، رب واحد أمه
أجرت، فلا قتل عليه ولا أسرُ
وقد عَلِمَ الأقوامُ، لوْ أنّ حاتِماً
أراد ثراء المال، كان له وفرُ
وإني لا آلو، بكالٍ، ضيعة ،
فأوّلُهُ زادٌ، وآخِرُهُ ذُخْرُ
يُفَكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً
وما إن تعريه القداح ولا الخمرُ
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي
شهوداً، وقد أودى ، بإخوته، الدهرُ
عُنينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى
كما الدهر، في أيامه العسر واليسرُ
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَة ً
وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهرُ
فما زادنا بأواً على ذي قرابة ٍ،
غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ
فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ، وسُلّطتْ
على مُصْطفَى مالي، أنامِلِيَ العَشْرُ
وما ضَرّ جاراً، يا ابنة َ القومِ، فاعلمي
يُجاوِرُني، ألاَ يكونَ لهُ سِترُ
بعَيْنيّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَة ٌ
وفي السّمعِ مني عن حَديثِهِمِ وَقْرُ قصيدة : إنّ امرأ القيسِ أضْحى من صَنيعتِكُمْ

إنّ امرأ القيسِ أضْحى من صَنيعتِكُمْ
وعبدَ شَمسٍ، أبَيتَ اللّعنَ، فاصْطنِعِ
إنّ عَدِيّاً، إذا مَلّكْتَ جانِبَها
مِنْ أمرِ غَوْثٍ، على مرْأًى ومُستمَعِ

قصيدة : إنْ كُنتِ كارِهَة ً مَعيشَتَنا

إنْ كُنتِ كارِهَة ً مَعيشَتَنا
هاتي، فحلي في بني بدرِ
جاورتهم زمن الفساد، فنعمَ
الحيُّ في العَوْصاءِ واليُسْرِ
فسقيتُ بالماء النمير، ولم
أترك أواطس حمأة الجفرِ
ودُعيتُ في أُولى النّديّ، ولم
يُنْظَرْ إليّ بأعْيُنٍ خُزْرِ
الضّارِبِينَ لدَى أعِنّتِهِمْ
الطاعنين، وخيلهم تجري
والخالطينَ نَحيتَهُمْ بنُضارِهمْ
وذوى الغني منهم بذي الفقرِ

الكريمة بنت الكريم

(سفانة بنت حاتم الطائي)
كان أبوها مضرب الأمثال فى الكرم فى الجاهلية، فلما ظهر الإسلام وانتشرت الفتوح، غزت خيلُ رسول اللَّه ( قبيلتها "طَـيِّئ"، وأخذوها بين مَنْ أخذوا من السبايا. وكانت امرأة بليغة عاقلة، مرّ عليها النبي ( فقالت له: يا رسول اللَّه! امْـنُنْ عَلَي، مَنَّ اللَّه عليك، فقد هلك الوالد، وغاب الوافد (تَنَصَّرَ أخوها وفرّ حتى كان قريبًا من أرض الروم، وكان ذلك قبل أن يُسلم ويَحْسُنَ إسلامه) ولاتُشَمِّتْ بى أحياء العرب، فإنى بنتُ سيد قومي، كان أبى يفك الأسير ويحمى الضعيف، ويَقْرِى (يكرم) الضيف، ويشبع الجائع، ويفرّج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشى السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا بنت حاتم الطائي.
فقال لها رسول اللَّه (: "يا جارية، هذه صفة المؤمن، لو كان أبوك مسلمًا لترحمنا عليه". ثم قال لأصحابه: "خلوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق". ثم قال لها: "فلا تعجلى حتى تجدى ثقة يبلغك بلادك، ثم آذنيني" [ابن هشام].
فلما قدم ركب من أهلها، أرادت الخروج معهم، وذهبت إلى رسول اللَّه ( تستأذنه، فأذن لها وكساها من أحسن ما عنده من الثياب، وجعل لها ما تركبه، وأعطاها نفقة تكفيها مؤنة السفر وزيادة.
ثم قدمت على أخيها -عدى بن حاتم- وكان أكبر منها سنّا، وأرادت أن تدعوه إلى الإسلام، وتدله على الخير، بعدما رأت من النبي ( وأصحابه مارأت، وعلمت عن الإسلام وفضائله ما علمت، فسألها أخوها: ما ترين فى هذا الرجل؟ فانتهزتها فرصة، وهى الفصيحة العاقلة، تقدم الدين الجديد لأخيها وتدعوه، وتعرّفه برسول اللَّه ( فى أسلوب حكيم، وعرض مؤثِّر، وسبيل مقنع، قالت: أرى أن تلحق به، فإن يكن الرجل نبيّا فاتبعْه؛ فللسابق إليه فضله، وإن يكن غير ذلك لم يُخَفْ عليك، وأنت من أنت عقلا وبصيرة، وإنى قد أسلمتُ. فقال عدي: والله إن هذا هو الرأى السليم. وخرج حتى قدم على رسول اللَّه ( بالمدينة، فدخل عليه وهو فى مسجده، فأسلم وحمد اللَّه. ونالت أخته بذلك ثواب هدايته إلى دين الحق.
إنها الصحابية الجليلة سفانة بنت حاتم الطائى وأبوها أشهر كرماء العرب الجاهليين، حتى ضرب به المثل فى الكرم.
اشتهرت سفانة بالكرم والسخاء مثل أبيها حاتم الطائي، فقد كان أبوها يُعطيها من إبله ما بين العشرة إلى الأربعين، فتهبها وتُعطيها الناس، فقال لها حاتم: يابنية! إنَّ القرينين إذا اجتمعا فى المال أتلفاه، فإما أن أعطى وتمسكي، وإما أن أُمسك وتعطي، فإنه لا يَـبْقَى على هذا شيءٌ. فقالت: والله لا أُمسك أبدًا. وقال أبوها: وأنا والله لا أمسك أبدًا. قالت: فلا نتجاور. فقاسمها ماله وتباينا.
فعاشت -رضى الله عنها- مثالا للكرم، ورجاحة العقل، وحسن الخلق.


منقول بعد التجميع والتنقيح

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 16 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : صور لقبر وقصر حاتم الطائي

كُتب : [ 13 - 05 - 2007 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

المكرم الاخ فهد القريشي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد شكرا جزيلا على الاضافة التعريفية بحاتم الطائي رضي الله عن ابنه عدي الذي انزلت اية المقناص بعد سئواله لرسول الله صلى الله عليه وسلم واسلم وسلم والسلام


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 17 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : صور لقبر وقصر حاتم الطائي

كُتب : [ 04 - 04 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم









رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 18 )
مخايل الغربي
وسام التميز
رقم العضوية : 7672
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذيه
عدد المشاركات : 1,824 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مخايل الغربي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : صور لقبر وقصر حاتم الطائي

كُتب : [ 10 - 08 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

هو / حاتم بن عبدالله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن اخزم بن هزومة بن ربيعة بن ثعلبة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ . فهو من طيئ ثم من بني ثعل . ومن الطائيين : قبيلة شمّر المعروفة . قبيلة طــــــــــــــيء من سيل العرم إلى حاتم الكرم :

بعض ما ذكر عن طيىء : لما تفرق بنو سبأ أيام سيل العرم سار جابر وحرملة ابنا أدد بن زيد بن الهميسع وتبعهما أبن أخيهما طيء وإسمه جلهمة – فساروا نحو تهامة تم حدث بين طيء وابناء عمومته سوء تفاهم / تخاصم ، ففارقهم وسار نحو الحجاز بأهله وماله وتتبع مواقع المطر ، فسمي طيئا لكثرة طيّه المنازل والرحيل ، وأوغل طيء بأرض الحجاز وكان له بعير يشرد في كل سنة عن إبله ويغيب ثلاثة أشهر ثم يعود إليه وقد سمن وآثار الخضرة بادية في شدقيه . فقال لابنه عمرو : تفقد يابني هذا البعير وأتبع أثره حتى تنظر إلى أين ينتهي . فلما كانت أيام الربيع وشرد البعير تبعه على ناقه له فلم يزل يقفوا أثره حتى صار إلى جبل طيء ، فأقام هناك ونظر عمرو إلى بلاد واسعة كثيرة المياه والشجر والنخيل والريف ، فرجع إلى ابيه وأخبره بذلك فسار طيء بإبله وولده حتى نزل الجبلين فرآهما أرضا لها شأن ورأى فيها شيخا عظيما ، جسيما ، مديد القامة ، على خلق العاديين ومعه امرأة على خلقه يقال لها سلمى وهي امرأته وقد اقتسما الجبلين بينهما بنصفين ، فأجأ في أحد النصفين وسلمى في الآخر . فسألهما طيء عن أمرهما . فقال الشيخ : نحن من بقايا صحار غنينا ( أي أقاموا كأنهم استغنوا بها ، ومغانيهم : منازلهم ) بهذه الجبلين عصرا بعد عصر ، أفنانا كر الليل والنهار ، فقال له طيء : هل لك في مشاركتي إياك في هذا المكان فأكون لك مؤنسا وخلاً . فقال له الشيخ : أقم فإن المكان واسع والشجر يانع والماء طاهر والكلأ غامر ، فأقام معه طيء بإبله وولده بالجبلين . وسألتِ العجوز طيئا ممن هو ، فقال طيء :

إنّــا مــن الـقـوم اليمانـيـا=إن كنتِ عن ذلـك تسألينـا
وقد ضربنا في البلاد حينا=ثـمــت أقبـلـنـا مهاجـريـنـا
إذ سامنا الضيم بنوا أبينـا=وقد وقعنا اليوم فيما شينا

ريفا وماءا واسعا معينا

فلم يلبث الشيخ والعجوز إلاّ قليلا حتى هلكا وخلص المكان لطيء وولده . ويقال أن لغة طيء هي لغة هذا الشيخ الصحاري والعجوز إمرأته . وقيل غير ذلك من قصة الحليفين التي ذكرها الهمداني رحمه الله ومما يروى أن طيئ قال بعد هجرته :

اجعل طريبا كحبيب ينسى= لكل قوم مصبح وممسى

وقال أبو المنذر / هشام بن محمد في كتاب افتراق العرب : لما خرجت طيء من اليمن ونزلوا الجبلين أجأ وسلمى ، لم يكن بهما أحدا وإذا التمر قد غطي كرانيف النخل ، فزعموا أن الجن كانت تلقح لهم النخل في ذلك الزمان وكان في التمر خنافس فأقبلوا يأكلون التمر والخنافس ، فجعل بعضهم يقول : ويلكم الميت أطيب من الحي .

وقال أبو محمد الأعرابي أكتبنا أبو الندى قال : بينما طيء ذات يوم جالس مع ولده في الجبلين إذا أقبل رجل من بقايا جديس ، ممتد القامة عاري الجبلّة ، كاد يسد الأفق طولا ويفرعهم باعا ، وإذا هو الأسود بن غفار بن الصبور الجديسي ، وكان قد نجا من حسان تبع اليمامة ولحق بالجبلين ، فقال لطيء : من أدخلكم بلادي وإرثي عن آبائي ؟ اخرجوا عنها وإلا فعلت وفعلت ، فقال طيء : البلاد بلادنا وملكنا وفي أيدينا وإنما ادعيتها حيث وجدتها خلاء . فقال الأسود : أضربوا بيننا وبينكم وقتا نقتتل فيه فأينا غلب استحق البلد ، فقال طيء لـ جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء وأمه جديلة بنت سبيع بن عمرو بن حمير وبها يعرفون وهم جديلة طي ، وكان طيء لها مؤثرا ، فقال لجندب : قاتل عن مكرمتك ، فقالت أمه : والله لتتركن بنيك وتعرضن ابني للقتل ، فقال طيء : ويحك إنما خصصته بذلك . فأبت ، فقال طيء لعمرو بن الغوث بن طيء : فعليك يا عمرو الرجل فقاتله فقال عمرو : لا أفعل ، وأنشأ يقول وهو أول من قال الشعر في طيء بعد طيء:

يا طيء أخبرني ولست بكاذب=وأخوك صادقك الـذي لا يكـذب
أمن القضية أن إذا أستغنيتم=وأمنتـم فأنـا البعـيـد الأجـنـب
وإذا الشـدائـد بالشـدائـد مـــرة=أشجتكم فأنا الحبيـب الأقـرب
عجبا لتلـك قضيتـي وإقامتـي=فيكم على تلك القضيـة أعجـب
ألكم معا طيـب البـلاد ورعيهـا=ولي الثمـاد ورعيهـن المجـدب
وإن تكـن كريـهـة أدعــى لـهـا=وإذا الثمـاد ورعيهـن المجـدب
هـذا لعمـركـم الصـغـار بعيـنـه=لا أم لـي إن كـان ذلـك أفعـل

فقال طيء : يا بني إنها أكرم دار في العرب . فقال عمرو : لن أفعل إلا على شرط أن لا يكون لبني جديلة في الجبلين نصيب . فقال طيء : لك شرطك . فأقبل الأسود بن غفار الجديسي للميعاد ومعه قوس من حديد ونشاب من حديد . فقال : يا عمرو إن شئت صارعتك وإن شئت ناضلتك وإلا سايفتك . فقال عمرو ، الصراع أحب لي فاكسر قوسك لأكسرها أيضا ونصطرع . وكانت لعمرو بن الغوث بن طيء قوس موصلة بزرافين إذا شاء شدها وإذا شاء خلعها ، فأهوى بها عمرو ، فأنفتحت عن الزرافين واعترض الأسود بقوسه ونشابه فكسرها ، فلما رأى عمرو ذلك أخذ قوسه فركبها وأوترها وناداه : يا أسود أستعن بقوسك فالرمي أحب إلي . فقال الأسود خدعتني . فقال عمرو : ( الحرب خدعة ) فصارت مثلا ، فرماه عمرو ففلق قلبه وخلص الجبلان لطيء ، فنزلهما بنو الغوث ، ونزلت جديلة السهل منها لذلك .

رؤيه مغايره لتسمية جبلي أجا وسلمي :

" ذكر العلماء بأخبار العرب "

إن أجأ سمي باسم رجل من العماليق يقال له : اجأ بن عبد الحي ، عشق إمرأه من قومه يقال لها سملى وكانت لهما حاضنة يقال لها العوجاء ، وكانا يجتمعان في منزلها حتى نذر بهما إخوة سلمى ، وهو الغميم والمُضل وفدك والحدثان وزوجها ، فخافت سلمى وهربت هي وأجأ والعوجاء ، وتبعهم زوجها وإخوتها فلحقوا سلمى على الجبل المسمى سلمى ، فقتلوها هناك ، فسمي الجبل باسمها ، ولحقوا العوجاء على هضبة بين الجبلين ، فقتلوها هناك ، فسمي المكان بها ، ولحقوا أجأ بالجبل المسمى بأجأ ، فقتلوه فيه ، فسمي به وأنفوا أن يرجعوا إلى قومهم فسار كل واحد إلى مكان فأقام به فسمي ذلك المكان بإسمه .فمضى الغميم إلى ناحيه الحجاز فنزلها ، وأقبل المّضل إلى موضع القاع واستنبط به بئرا وأقام به حتى مات ، ولحق فدك بموضع فدك فسمي به ، ولحق فائد بالجبل الذي سمي فائد بطريق مكة ، ولحق الحدثان بموضع حرة الحدثان فسميت هذه المواضع بهم ، وهي منازل طيء بين الجبلين ،

ديانة القبيلة : كانت قبيلة طيء كحال سائر قبائل العرب قبل الإسلام لها ديانتها فكانت لها ديانات بالوثنية وبعض الأديان السماوية كالمسيحية واليهودية . من أشهر الأصنام التي كانت تعبدها طيء: الفُلُسُ ونطقه البعض بـ الفَلَسْ : كان أنفه أحمر وموقعه في وسط جبل أجا كأنه تمثال إنسان وكانوا يعبدونه ويهدون إليه ويعترون عنده عتائرهم ولا يأتيه خائف إلا أمن ، ولا يطرد أحد طريدة فيلجأ بها إليه إلا تركت ولم تخفر حويته ، وكان سدلته من بني بولان وبولان هو الذي بدأ بعبادته . فكان آخر من سدنه رجل يقال له صيفي فاطرد ناقة خليه لأمرة من كلب من بني عليم كانت جارة لمالك بن كلثوم الشمجي وكان شريفا فانطلق بها حتى أوفقها بفناء الفلس وخرجت جارة مالك وأخبرته بذهاب ناقتها فركب فرسا عُرياً وأخذ رمحا وخرج في أثره فأدركه وهو عند الفلس والناقة موثوقه عند الفلس . فقال : خل سبيل ناقة جارتي ، فقال : إنها لربك ، قال : خل أتخفر إلهك ؟ فنوّله الرمح وحل عقالها وأنصرف بها مالك وأقبل السادن إلى الفلس ونظر إلى مالك ورفع يده وهو يشير بيده إليه ويقول :

يا رب إن يك مالك بن كلثوم=أخفرك اليـوم بنـاب علكـوم
وكنت قبل غير مغشوم

يحرضه عليه ، وعدي بن حاتم يومئذ قد عتر عنده وجلس هو ونفر يتحدثون عما صنع مالك وفزع من ذلك عدي بن حاتم . وقال : انظروا ما يصيبه . فمضت له أيام لم يصبه شيء فرفض عدي عبادته وعبادة الأصنام وتنصر ولم يزل متنصرا حتى جاء الله بالاسلام فأسلم . فلم يزل الفلس يعبد حتى ظهرت دعوة النبي صلى الله عليه وأسلم فبعث على بن أبي طالب رضي الله عنه فهدمه وأخذ سيفين كان الحارث بن أبي شمر الغساني ملك غسان قلده إياهما يقال لهما مِخدم ورسوب ، فقدم بهما للنبي صلى الله عليه وسلم . فتقلد أحدهما ثم أعطي الآخر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو سيفه الذي كان يتقلده . واليعبوب : صنم لجديلة طيء . وكان لهم صنم أخذته منهم بنو أسد فتبدلوا اليعبوب بعده . قال عبيد :

فتبـدوا اليعبـوب بعـد إلهـهـم=صنما فقروا يا جديل وأعذبوا

باجَر وقيل باجِر : كانوا يعبدونه الأزد ومن جاورهم من طيء .

عائم : يقول فيه زيد الخيل الطائي مقسما بالصنم :

تخبّر من لا قيت أن قد هزمتهم
= وما تدر ما سيماهم لا وعائم

والعديد من الأصنام مثل : يغوث ، رضى ، كثرى ، شمس ، العزى ، جذيمة وعمرو ، وكانوا أيضا يعبدون الكواكب مثل : سهيل ، وبعضهم عبد الثريا ، أمّا الأديان السماوية فكانت طيء من القبائل التي وجدت النصرانية سبيلا إليها . وقد ورد أن ( أحودما ) ( الغريان ) تنقل بين طيء في سنة 559 ميلادي وكان عدي في جملة الداخلين في النصرانية من طيء ويذكر أنه كان ( ركوسيا ). أما اليهودية فلم تتأثر طيء بالديانة اليهودية

إسلامهم : طيء من أول القبائل العربية التي أرسلت رجالها وفودا على الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلموا وحسن إسلامهم في سنه تسع للهجرة وهي سنة الوفود . منقول بتصرف يسير وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 19 )
س ب ع 777
وسام التميز
رقم العضوية : 7777
تاريخ التسجيل : 31 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : منتديات سبيع الغلباء
عدد المشاركات : 4,976 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 13
قوة الترشيح : س ب ع 777 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : صور لقبر وقصر حاتم الطائي

كُتب : [ 10 - 08 - 2008 ]

جزاك الله خير


]
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 20 )
ابو سعود 99
وسام التميز
رقم العضوية : 21026
تاريخ التسجيل : 23 - 02 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,256 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : ابو سعود 99 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : صور لقبر وقصر حاتم الطائي

كُتب : [ 11 - 08 - 2008 ]

الأخ مخايل الغربي شكراً على هذا النقل الرائع والموضوع الجميل عن ذلك الرجل العربي الكريم الذي احببنا الكرم وقصصه من أجله فكلنا يفتخر بأن هذا الرجل عربي ومن الجزيرة العربية

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النص الكامل لتصريحات بابا روما حول الإسلام ورد الشريف حاتم العوني والشيخ سلمان العودة أبوهمام الأثبجي منتدى الأخبار 10 15 - 12 - 2008 14:04
سلامات للكابتن حاتم خيمي ماجد الشماسي منتدى الرياضة والمسابقات 4 26 - 09 - 2008 13:57
الاتفاق يستعد لرفع تظلم واستئناف إبطال تعاقده مع جحدلي الطائي راعي الجوفا منتدى الرياضة والمسابقات 6 21 - 09 - 2008 21:16
كل خاتم في يد المراه يعني لها شي البريفسور المنتدى المـفـتـوح 0 03 - 04 - 2007 20:12


الساعة الآن 09:57.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها