الحلقه السادسه والاخيره :
رنية بلد النخيل والمثلوثة
وافدون (يهجّرون) شبابها
(الكبرى) تسرق سواعد (رنية)
اعداد : ثواب هياف
الشباب الذين هجروا رنية بحثا عن الجامعات والوظائف لم يتركوا فراغا فقط يلمؤه الوافدون وانما امتدت اثار نزوحهم الى التركيبة السكانية في المحافظة حيث اضحى معظم سكانها من كبار السن والاطفال. اما القادمون الجدد من الوافدين فقد شغلوا معظم الفراغات الشاغرة في الاسواق والمحلات التجارية اذ تشير التقديرات الى ان 90% منهم يعملون لحسابهم حتى ان بعضهم يمتلكون العقارات في ظل تستر من قبل البعض اصحاب العمل ولم يكتفوا بذلك حيث بلغ بهم الجشع حدا تجاوز سرقات الاغنام الى السطو على المحلات التجارية والمساكن.في هذه الحلقة الاخيرة نلامس هموم الشباب الذين هجروا ديرتهم بحثا عن العمل والدراسة في الجامعات في مدن المملكة الكبرى حيث يتلمسون هناك طريق المستقبل الذي ينشدونه.
استقطاب المهاجر
ثمة دوافع لهذا النزوح كما يقول المواطن علي السبيعي. فهناك عدد كبير من الطلاب والطالبات يتخرجون سنويا من المدارس الثانوية ويصطدم هؤلاء بعدم وجود جامعات او كليات او معاهد في المحافظة لاكمال مسيرتهم التعليمية او شركات ومؤسسات للحصول على وظائف مناسبة.. كما تفتقد المحافظة مراكز التدريب والتأهيل لاكساب الشباب خبرات ومهارات في مجالات العمل المهني والتجارة وبالتالي لا تتوفر انشطة لاستثمار الطاقات الشبابية مما يضطرهم الى السفر الى المدن الكبرى بحثا عن الجامعات والكليات وفرص العمل ويتواصل هذا الاستقطاب في كل عام حيث تودع رنية شبابها الذين يجدون الظروف مهيأة في مهاجرهم الجديدة, اضافة الى توافر الخدمات الصحية والبلدية ليبدأوا مشوارهم الدراسي او العملي وسرعان ما تلحق بهم اسرهم حينما يزداد عدد الابناء او البنات الذين يدرسون في الجامعة او الكلية تاركين ذكريات عاشوها ومهد صبا نشأوا في احضانه.
تغير ديمغرافي
ومن واقع تجربته يقول الشاب سعد.. تخرجت من الثانوية قبل 10 سنوات وللاسف لا اعرف اين ذهب كل زملائي. فقد غادروا المحافظة الى غير رجعة او هكذا يبدو الامر حتى الآن.. فلم التق أياً منهم طوال هذه المدة رغم ان بينهم معارف واقارب وجيران كانت تربطنا بهم علاقات طيبة.. وغيري كثيرون يعانون من هجرة معارفهم واقاربهم واصدقائهم وانقطاع اخبارهم وابنائهم عن المحافظة التي ترعرعوا فيها وعاشوا اجمل سنوات العمر.ويضيف سعد انني اعذرهم على ذلك لعدم وجود مؤسسات تعليم عال بالمحافظة.. او فرص وظيفية وهذا بدوره اثر سلبا على التركيبة السكانية في رنية حيث ان معظم السكان حاليا من كبار السن والاطفال فيما يدير العمال الوافدون والعمالة السائبة اسواق المحافظة وكذا المحلات التجارية بكافة انواعها في ظل سعودة مفقودة ورقابة غائبة وتستر من قبل اصحاب العمل.
تجار التأشيرات
تشكو رنية من كثافة العمالة السائبة التي تدعي اتقان كل شيء بدءا من التبليط والتلييس وانتهاء بهندسة المعمار وبعض هؤلاء يزعمون قدراتهم على التطبيب, وحسبما يشير عدد من الاهالي فإن تواجد هؤلاء ناجم عن استقدامهم من قبل بعض ضعاف النفوس من المتاجرين بالتأشيرات ونظرا لعدم توفر فرص عمل لدى مستقدميهم يتم اطلاقهم للاسترزاق في سوق العمل وبالتالي يضايقون المواطنين في كثير من الاسواق.ويرى عدد من المواطنين انه في ظل الضوابط الجديدة التي اتخذت ان هذه الظاهرة ستتلاشى.
متسترون على اللصوص
اللافت ايضا ان عددا من متخلفي العمرة والمتسللين يتواجدون في انحاء متفرقة من المحافظة مستغلين موقعها النائي وتستر البعض عليهم رغم انهم لا يحملون حتى جوازات سفر او وثائق ثبوتية ناهيك عن اقامات نظامية الامر الذي يشكل خطورة بالغة من الناحية الامنية لا سيما ان المحافظة شهدت سرقات عديدة طالت المحلات التجارية والاغنام في المراعي وكذا الدور السكنية.. ونظرا لعدم القبض على اي من اللصوص فإن مخاوف الاهالي لم تعد خافية.
مضايقات التطفيش في سوق الخضار ومتنزهات الترفيه
للاسف لم نجد في سوق الخضار سوى مواطن واحد وهو الشاب فهد التهامي الذي اشار الى (طفش) الشباب السعودي من مزاحمة الوافدين الذين ضيقوا عليهم الخناق حتى اضطروهم لمغادرة السوق نهائيا -اما انا- يضيف التهامي: فقد حاولوا زحزحتي من السوق لكنني صمدت في وجه العاصفة.. ويحزنني كثيرا غفلة الجهات الرقابية التي يفترض ان تتابع هذه العمالة ومضايقتها لابناء الوطن.
ومن خلال ملاحظاتي وجدت ان 90% من هؤلاء الوافدين يعملون لحسابهم الخاص بل انهم يتكاتفون في ابعاد اي سعودي يحاول مزاحمتهم في العمل بالسوق وقد نجحوا في ذلك.
ولكن اين لجان السعودة?
عند حضور لجان السعودة التي لا نراها الا قليلا يقوم هؤلاء الوافدون بإحضار اطفال سعوديين يضعونهم امام المحلات الى حين مغادرة اللجنة وذلك مقابل اجر زهيد لا يتجاوز 10 ريالات.
الترفيه في رنية لا يتجاوز رحلات البر او الاستراحات والاخيرة لا تتوفر سوى لقلة.. ولهذا يتطلع الشباب لممارسة الانشطة الرياضية والبرامج الثقافية وانشاء الحدائق والمنتزهات والمراكز الاجتماعية لتزجية وقت الفراغ واستثمار الوقت الذي يبدده الملل والذي يدفع بكثير من الشباب الى التجول بسياراتهم ذهابا وايابا عبر شارع رنية الرئيسي وهو الوحيد الذي ينشط ليلا حيث توجد على جانبيه الاسواق والمحلات التجارية وسرعان ما يتسرب اليهم الملل ليعودوا ادراجهم من حيث أتوا.
وللخروج من نفق (الملل) يقترح المواطن سلطان السبيعي عقد لقاء موسع مع رجال الاعمال واصحاب المؤسسات والمراكز التجارية الكبرى لحصر الراغبين في العمل من خريجي وطلاب الثانوية وغيرهم من الشباب واختيار مجموعة منهم في كل مرحلة لتدريبهم وتوظيفهم جزئيا او بدوام كامل خلال فترتين صباحية ومسائية وذلك لاكسابهم خبرات ومهارات وقدرات ومقابل مادي مجز لاشعارهم بقيمة الوقت وعائد استثماره فيما يفيد بدلا من التسكع في الشوارع.
غير متصل
