Untitled 1
 
  ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 117 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 314 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 287 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 566 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 340 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1356 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1390 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1629 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1777 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1766 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الـعـامـة > المنتدى الإسلامي
 

المنتدى الإسلامي فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


حاجة الأمة إلى علماء أهل الحديث في عصر الفتن أشد من حاجتها إلى الأطباء والمهندسين.

فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
أبو حاتم محمد
عضو هـام
رقم العضوية : 47219
تاريخ التسجيل : 15 - 03 - 2011
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : بني ثور
عدد المشاركات : 362 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : أبو حاتم محمد is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
حاجة الأمة إلى علماء أهل الحديث في عصر الفتن أشد من حاجتها إلى الأطباء والمهندسين.

كُتب : [ 15 - 04 - 2011 ]

حاجة الأمة إلى علماء أهل الحديث في عصر الفتن أشد من حاجتها إلى الأطباء والمهندسين.
الْحَمْدُ لِلَّه الْمُحِيطُ بخَفِيَّات الغُيُوب، الْمُطَّلِع عَلَى سَرَائِر الْقُلُوب، بَارِئ النَّسَم وَخَالِق الأُمَم، أَعْطَى ومنع وَخَفَض ورَفَع وضَرَّ ونَفع فَلا مُشَارِك له فِي إنْعَامه وألوهِيَّتِهِ ولا مُعانِد له في أحْكَامه ورُبُوبِيَّتِهِ، ولا منازع لهُ فِي إبْرامَاتِه وأَقْضِيَتِهِ.
أَلزَم عبَادَه الْمُؤْمِنِينَ بالوَفَاءِ بالعُقُودِ، وأَمرَهُم فِي كِتَابهِ وعَلَى لِسَانِ نَبيِّهِ عليه الصَّلاة والسَّلام بحِفظ المواثِيق والعُهُود، ومدح نَفسَه وكثِيرًا مِن خواصِّه بالوَفَاءِ بالوَعدِ، وَوصف بضدِّ ذلِكَ إبلِيسَ ومَن وَافَقَهُ من ذوِي الْبُعْدِ وَالطَّرْدِ، وَاستَخلص الْعُلَمَاء بعِنَايَتِه وجمِيلِ لطفِهِ منْ غَيَاهِبِ الْجهَالاتِ، وجعَلَهم أمَنَاءَ عَلَى خَلقِهِ، يَقُومون بحِفظ شرِيعتِه حتَّى يُؤَدُّوا الْخَلْقَ تِلْكَ الأَمَانَاتِ، فَهُمْ مَصَابيحُ الأَرضِ، وخُلَفَاءُ الأَنْبيَاء يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ وَيُحِبُّهُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمد عبده ورسوله.
أما بعد:
ما هي علامة العالـم؟.
أخرج الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري الحنبلي في إبطال الحيل (ص:75 برقم31) قال: حدثنا أبو عبد الله بن مخلد، حدثنا أبو بكر المروذي، حدثنا حبان بن موسى، قال: سئل عبد الله بن المبارك: هل للعلماء علامة يعرفون بها؟.
قال: علامة العالم مَن عمل بعلمه، واستقلّ كثير العلم والعمل مِن نفسه، ورغب في علم غيره، وقَبِلَ الحقّ مِنْ كُلّ مَنْ أتاه به، وأخذ العلم حيث وجده، فهذه علامة العالم وصفته.
قال المروذي: فذكرت ذلك لأبي عبد الله [أي: الإمام أحمد]، قال: هكذا هو).
قلت: إسناده صحيح.
قال العلاّمة الحافظ أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي (444هـ) في (رسالة السجزي إلى أهل زَبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت): (ص: 205): (فلما عُلم أنّ الأئمة على ضربين: أئمة حقٍّ ممدوحون، وأئمة ضلالٍ مذمومون، احتجنا إلى أن نبيِّن أحوال الضربين ليُتبع المحقّ ويُهجر المبطل.
فأئمة الحق: هم المتبعون لكتاب ربهم سبحانه، المقتفون سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، المتمسكون بآثار سلفهم الذين أُمروا بالاقتداء بهم.
وعلومهم التي صاروا بمعرفتها وجمعها والتقدم فيها أئمة لغيرهم: القرآن ومعرفة قراءآته وناسخه ومنسوخه، وأحكامه، وفيمن نزل، والعلم بمحكمه ومتشابهه، والأخذ بالآيات المحكمات منه، والإيمان بالمتشابه.
ثم الحديث، وتبين صحيحه من سقيمه، وناسخه من منسوخه، ومتواتره من آحاده، ومشهوره من غريبه، وما تلقته الأمة بالقبول، وما تركوا العمل به، وما يجب اعتقاد ما فيه ومعرفة علله وأحوال رواته.
ثم الفقه: الذي مدار الشريعة على ضبطه، وهو مستنبط من الكتاب والحديث، وطلبه فرض، وأحكام أصوله التي شرحها متقدمو الفقهاء دون ما أحدثه المتكلمون منها ومزجوه ببدعهم، ورضي به بعض المتأخرين.
وما يستقيم لكم تحصيل هذه العلوم إلا بأن يشرع في أخذ لغة العرب قبل ذلك، ليعلم معنى ما يرد عليه في القرآن، والحديث، والفقه.
ولابد له من تعلم شيء من النحو الذي به يوزن كلام العرب، ويعرف صحيحه من فاسده.
فإذا تقدم واحد في هذه العلوم، وكان أخذه إياها ممن علم تقدمه فيها، وكونه متبعا للسلف، مجانبا للبدع؛ حكم بإمامته، واستحق أن يؤخذ عنه ويرجع إليه ويعتمد عليه).
إنّ حاجةَ الأمةِ إلى العلماء الربانين أكثرُ من حاجتها إلى الأطباء والمهندسين والرياضيين!، فالعلماء زينة الحياة الدنيا، ومرجعُها في القضايا المدلهمة، والله جلّ وعلا قد رفع منزلتهم في القرآن، وأشاد بشأنهم بأوضح بيان فقال: [يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ]، وقال تعالى: [قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ]، وجعلهم من أهل الشهادة على وحدانيته، فقال تعالى: ﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
قال العلامة ابن كثير في تفسيره (2/18،ط: الشعب) رحمه الله: (وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام).
وقال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره (1/364): (وفي هذه الآية فضيلة للعلماء، لأن الله خصهم بالذكر من دون البشر..).
وقال تعالى: [وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ].
قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي: (فإن العلمَ يرفع اللهُ به صاحبه فوق العباد درجات، خصوصا العالم العاملُ المعلِّمُ، فإنه يجعله الله إماما للناس بحسب حاله، ترمق أفعاله، وتقتفى آثاره، ويستضاء بنوره، ويمشى بعلمه في ظلمة ديجوره).
وقال تعالى: ] نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [، أي يرفع من يشاء بالعلم كما رفع يوسف على إخوته.
وقال تعالى:] إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[.
قال العلامة ابن كثير في تفسيره (6/530، ط: الشعب) يرحمه الله: (إنما يخشاه حقّ خشيته العلماءُ العارفون به، لأنّه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم، الموصوف بصفات الكمال، المنعوت بالأسماء الحسنى، كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية أعظم وأكثر).
أما الأحاديث الآمرة بإكرام العلماء وإجلالهم وتوقيرهم، والترهيب من إضاعتهم، وعدم المبالاة بهم فكثيرة جداً، أذكر منها ما يحضرني.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد -يعني في القبر الواحد- ثم يقول: (أيها أكثر أخذاً للقرآن) فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد) أخرجه البخاري (رقم:1343).
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(البركة مع أكابركـم). رواه الطبراني في الأوسط (9/16 ، ط: الحرمين) ، والحاكم (1/62) وقال على شرط البخاري، ووافقه الذهبي، وصححه العلامة الألباني مرفوع، ولا أراه إلا موقوفا والله أعلم، انظر تخريجه كاملا في كتابنا (الأمن).
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس من أمتي من لم يحترم كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا). أخرجه أحمد والطبراني والحاكم وحسن إسناده العلامة الألباني.
وصحّ عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: (..وإنّ العالم ليستغفر له من في السموات والأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وأن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر).
وأما آثار السلف في الباب فأكثر من أن تحصر، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (إنْ كان ليبلغني الحديث عن رجلٍ؛ فآتي بابه، وهو قائل، فأتوسّد ردائي على بابه، تسفي الريح عليّ من التراب، فيخرج عليّ فيقول: يا ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك؟ ألا أرسلت إليّ فآتيك؟ فأقول: أنا أحقّ أن آتيك فأسأل عن الحديث) أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه بإسناد صحيح.
وكان رضي الله عنه يفعل هذا مع أبي بن كعب، وزيد بن ثابت وغيرهما.
وجاء عن عمر من طرق يقوي بعضها بعضا أنه قال: (تعلّموا العلم، وتعلموا السكينة والوقار، وتواضعوا لمن تتعلمون منه، ولمن تعلمونه).
وعن الشعبي قال: صلى زيد بن ثابت على جنازة، ثم قربت له بغلته ليركبها، فجاء ابن عباس فأخذ بركابه، فقال له زيد: خلّ عنه يا ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عباس: (هكذا يفعل بالعلماء والكبراء).
إنّ المقصودَ من هذه الصديرة هم علماء أهل الحديث والأثر، أصحاب العلم الشرعي، والسائرون على منهج السلف الصالح في الفهم والاستنباط، فهؤلاء الذين تجب طاعتهم بالمعروف كما جاء عن الصحابة في تفسير قوله تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ]، فقالوا: هم الأمراء والعلماء.
قال الإمام أحمد عن الإمام الشافعي، عندم قال له ابنه عبد الله: أي رجل كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر له من الدعاء؟ قال: يا بني كان كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فهل لهذين من خلف، أو منهما عوض).
إن احترام العلماء وتبجيلهم، وذكرهم بالجميل طريقة أهل الحديث والأثر، فقد قال العلامة أبو جعفر الطحاوي رحمه الله: (وعلماء السلف السابقون، ومن بعدهم، أهل الخير والأثر، أهل الفقه والنظر، لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل).
وقال الشارح ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: (قال تعالى: [وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا]، يجب على كل مسلم بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن الكريم، خصوصا الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر).
فينبغي على الأمة أن تُظهر حاجتها إلى العلماء، وتوقيرها لهم، ورغبتها الشديدة في الاستفادة من علومهم، فإنّ ذلك:
أولا: يبعث على تنشيط العالم على البحث والتحقيق، والمشاركة في علاج مشاكل أمته بما استطاع.
وثانيا: يحفز أبناء الأمة إلى السعي في تحصيل المنافع والعلوم، مادامت الأمة محترمة للعلماء، موقرة لهم ، رافعةً من شأنهم، فهذا نبيّ الله موسى صلى الله عليه وسلم وهو من أولي العزم من الرُّسل يقول لنبي الله الخضر: [قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا].
قال العلاّمة السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: (إظهار حاجته إلى المعلم، وأنّه يتعلم منه مشتاق إلى ما عنده، بخلاف حال أهل الكبر والجفاء؛ الذين لا يظهرون حاجتهم إلى علم المعلم، فلا أنفع للمتعلم من إظهار الحاجة إلى علم المعلم، وشُكره على تعليمه).
روى عبد الرزاق في مصنفه بسنده إلى طاووس أنه قال: (من السّنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسّلطان، والوالد).
إن العلماء مَرجعُ الأمّة في الأحكام الشرعية، كما قال تعالى: [وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ]، وقد أمر الله بالرجوع إليهم في الأمور المهمة والعويصة، وما يتعلق بمصالح الأمة في عقيدتها وفي معاشها ودنياها، وما يستجد من النوازل الجديدة، وما يحصل لها من الفتن والشرور، التي تهز أمنها وتضعف كيانها؛ كما قال تعالى: [وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً].
فإذا حلّ بالأمّة فتنٌ وقلاقل واضطرابات منهجية فأول ما تفعله بعد لجوئها إلى الله تعالى أن تسأل أهل الذكر عن الحلول الشرعية لمعالجة الأزمة، وعن طبيعتها وخطورتها، ونواتجها على أمن الأمة واقتصادها واستقرارها، وهل لها مثيلات في التاريخ الإسلامي، وكيف تمّ علاجها؟، وهكذا...
إنّ النماء والبركة والخير في العودة إلى أهل العلم صدقا بعد الله تعالى، وسؤالهم عن المعضلات التي أحلت بالأمة، فقد قال النبي من حديث عبد الله بن عباس: (البركة مع أكابركم)
قال عبد الرؤوف المناوي في شرحه للحديث في فيض القدير (3/220): (المُجرِّبين للأمور، المحافظين على تكثير الأجور، فجالسوهم لتقتدوا برأيهم، وتهتدوا بهديهم، أو المراد من له منصب العلم وإن صغر سنه فيجب إجلالهم حفظا لحرمة ما منحهم الحق سبحانه وتعالى..) اهـ.
وقال أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي اللبيب الناصح: (مثل العلماء كمثل النجوم التي يهتدى بها، والأعلام التي يقتدى بها، فإذا تغيبت تحيروا، وإذا تركوها ضلوا) أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/256) وابن أبي شيبة (7/193 برقم 35168)، وحنبل في جزئه (برقم39)، والبيهقي في المدخل (برقم395) من طريق عبد الواهب الثقفي، وحماد بن زيد، عن أيوب بن أبي تميمة [كيسان] عن أبي قلابة.
وقد جاء في المصنف والحلية: عن أيوب عن كتاب أبي قلابة، والصواب ما أثبته.
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله في مفتاح دار السعادة (1/451 ط: دار ابن عفان): (وكان بنو إسرائيل كلّما هلك نبيّ خلفه نبيّ، فكانت تسوسهم الأنبياء، والعلماء لهذه الأمة كالأنبياء في بني إسرائيل).
إنّ الحكم الصحيح على القضايا والنوازل والأفراد لا يتأتى إلا بمعرفة العلل والحال على ما هو عليه، وهذا الأمر قد تحمل عبأه العلماء، فهم مع درايتهم بالفقه في كليات الأحكام، فهم كذلك لهم قدم السبق في معرفة أحكام الحوادث الكلية، والوقائع وأحوال النّاس.
قال العلاّمة السعدي رحمه الله في تفسيره (ص198): (فالحكم بالحق يقتضي العلم بالأمور الشرعية، والعلم بصورة القضية المحكوم بها، وكيفية إدخالها في الأحكام الشرعية الكلية، فالجاهل بواحدة من هذه الأمور لا يحل له الإقدام على الحكم بين الناس).
إن الذي يحقُّ له تحقيق المناط، وإسقاط الأحكام على النوازل هم العلماء، ولهذا كان أهل العلم يشيدون بالعالم العارف لواقعه، فقد مدح القاضي عياض خلفَ المعلم ورفع من شأنه وقال عنه: (كان عالما بنوازل الأحكام)، كما في ترتيب المدارك (2/489).
وقال الحافظ ابن حجر كما في المجمع المؤسس(3/74) ممتدحا شيخه شهاب الدين أبا هاشم الظاهر المعروف بابن برهان: (وكان كثير الإنذار لكثير مما وقع من الفتن والشرور، لما جبل عليه من الإطلاع على أحوال الناس).
إنّ علماءَ أهل الحديث والأثر وإن لم يكونوا دكاترة، ولا محللين سياسيين! فهم خُلاصة الأمة ولُبّها، وغرس الله في هذا الدين، وهم المؤهلون للمراتب العالية، والجديرون بدلالة الخلق على طريق النجاة؛ إذا قدمتهم الأمة، وعرفت منزلتهم، وأكرمتهم، وذبّت عن أعراضهم.
قال الحافظ النووي رحمه الله وغفر له، كما في طبقات فقهاء الشافعية تهذيب الحزي (1/74-75): (فإن معرفة الإنسان بأحوال العلماء رفعة وزين، وإن جهلَ طلبة العلم وأهله بهم لوصمةٌ وشين، ولقد علمت الأيقاظُ أن العلمَ بذلك جمُّ المصالح والمراشد، وأن الجهلَ به أحدى جوالب المناقص والمفاسد، من حيث كونُهم حفظة الدين الذي هو أسّ السعادة الباقية، ونقلة العلم الذي هو المرقاة إلى المراتب العالية، فكمال أحدهم يُكسب مؤداه من العلم كمالا، واختلالها يورث خللا وخبالا، وفي معرفته لهم معرفة من هو أحقّ بالاقتداء، وأحرى بالاقتفاء، والجاهل بهم من مقتبسة العلم مُسو لإمحاله عند اختلافهم بين الغث والسمين، غير مميز بين الرثّ والوزين، وقد رُوينا عن مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح رضي الله عنه أنّه قال: أن أول ما يجب على مبتغي العلم وطالبه أن يعرفه؛ مراتب العلماء في العلم، ورجحان بعضهم على بعض.
ولأن المعرفة بالخواص آصرة ونسب، وهي يوم القيامة وصلة إلى شفاعتهم وسبب، ولأن العالم بالنسبة إلى مقتبس علمه بمنزلة الوالد بل أفضل، فإذا كان جاهلا به فهو كالجاهل بوالده بل أضل، ولعمري إنّ من يسأل من الفقهاء عن المزني والغزالي مثلا، فلا يهتدي إلى بعد ما بينهما من الزمان والمنزلة لمنسوب من القصور إلى ما يسوؤه، ومن النقص إلى ما يهيضه)اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مقدمة رفع الملام عن أئمة الأعلام: (فيجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن، خصوصا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يُهتدى بهم في ظلمات البر والبحر، وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم، وإذ كل أمة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها، إلا المسلمين فإنّ علماءهم خيارهم، فإنهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته، والمحيون لما مات من سننه، بهم قال الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا).
وقال كذلك رحمه الله عن علماء أهل الحديث في نقض المنطق (ص 8): (فهم أكمل الناس عقولاً وأعدلهم قياساً،أصوبهم رأياً، وأسدهم كلاماً، وأصحهم نظراً، وأهداهم استدلالاً، وأقومهم جدلاً، وأتـمّهم فراسةً، وأصدقهم إلهاماً، وأحدّهم بصراً...)
وقال الماوردي رحمه الله (م:450) في درر السلوك (ص:119-120-121-122): (فأما العلم فينبغي للمَلِك أن يعرف فضله، ويستبطن أهله، ليكون بالعلم موسوما، وإليه منسوبا، فإنّ الإنسان موسوم بسيما مَن قاربه، ومنسوب إلى أفاعيل من صاحبه)، [ثم ذكر رحمه الله مساوئ إهمال العلماء وترك مراعاتهم ومن تلك المساوئ قال]: (ثم لا يبعد أن يظهر أهل نحلة مبتدعة، ومذاهب مخترعة، يزوقون كلاما مُمَوّها، ويزخرفون مذهبا مشبوها، يخلبون به قلوب الأغمار، ويعتضدون على نصرته بالسفلة الأشرار، فيصب النّاس إليهم، وينعطفون عليهم، بخلابة كلامهم، وحسن ألطافهم، مع أنّ لكل جديد لذة، ولكل مستحدث صبوة، وقال النبي: "إنّ أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان"، فتصير حينئذ البدع فاشية، ومذاهب أهل الحق واهية، ثم يفضي بهم الأمر إلى التحزب والعصبة، فإذا رأوا كثرة جمعهم، وقوة شوكتهم، داخلهم عزّ القوة، ونخوة الكثرة، فتضافر جهال نسّاكهم، وفسقة علمائهم بالميل على مخالفيهم، فإذا استتب لهم ذلك، زاحموا السلطان في رئاسته، وقبحوا عند العامة جميل سيرته، فربما انفتق ما لا يرتق؛ فإن كبار الأمور تبدو صغارا، [ثم قال]: وهذا الأمر يجب على المَلِك مراعاته، لما فيه من حراسة الدين وحفظ المملكة، وحسم ذلك: أن يراعي العلم وأهله، ويصرف إليهم حظا من عنايته، ويعتمد أهل الكفاءة منهم بالتقريب والصيانة، وأهل الحاجة منهم بالرفد والإعانة، ففي ذلك بهاء المُلك، وإعزاز الدين، وقد قيل: إنّ من إجلال الشريعة إجلال أهل الشريعة).
فاعرفوا يا شباب الأمة منزلة علماء أهل الحديث في هذا العصر، واحترموا تلاميذتهم، وإياكم من الطعن فيهم على أوجه الشباكات تحت اسماء مستعارة، أو بحجة الدفاع عن نظيره، أو الدفاع عن مسألة دينية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه: أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري.

منقول



علم الاتحاد المغاربي المقترح


اللهم انصر السوريين على الطاغية الأسد
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
سيف التوحيد
عضو نشط
رقم العضوية : 46282
تاريخ التسجيل : 24 - 12 - 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 90 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : سيف التوحيد is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: حاجة الأمة إلى علماء أهل الحديث في عصر الفتن أشد من حاجتها إلى الأطباء والمهندسين

كُتب : [ 15 - 04 - 2011 ]

طلب العلم الشرعي يستلزم يقين وجهد وصبر ، ومن أراد الراحة فأنّى له أن يتعلم العلم الشرعي ، القوم يريدون ماكان يسيراً سهلاً ميسراً ، فلا تعجب حين تراهم يتبّعون كل من يلبس بشت حساوي ولا يلبس عقال حتى ولو ماعنده إلا شهادة الجامعة التي لاتسقيه شربة ماء.
أعوذ بالله من غضبه وأليم عقابه ، ألا يخافون الله ويعلمون أنه لايعزب عنه مثقال ذرّة ويعلم مافي قلوبهم من الهوى والتعلّق بالدنيا وبأهل الدنيا الذين يتزيّون بزيِّ العلماء وليسوا بعلماء.
فلا تعجب إذا رأيتهم لايكفِّرون تارك الصلاة إلا إذا جحدها ، ويعذرون الذي يطوف بالقبر متوسلاً بالميت.
الحمد لله الذي عافانا.

رد مع اقتباس
 
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
جاجة،الحديث،الفتن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من يفوز في انتخابات العراق: عملاء أمريكا أم عملاء ايران ؟! ديلم منتدى الأخبار 0 18 - 06 - 2010 18:53
مصاب في حادث انقلاب يفارق الحياة في حادث دهس آخر بصورة غريبة و مفجعة الهضيبي الحريق منتدى الأخبار 4 22 - 01 - 2010 19:01
جامعة الطائف تعلن عن حاجتها لشغل وظائف محاضر ماجد الشماسي منتدى التدريب و التوظيف 2 05 - 10 - 2009 21:21
تعلن مجموعات شركة ريادة للتشغيل والخدمات التسويقية والأمنية عن حاجتها الى شغل هذه الو الحميدي محمد الفراعنه منتدى التدريب و التوظيف 1 22 - 05 - 2008 02:31
وظايف للاطباء والمهندسين والطياريين والادرايين في ارامكو السعوديه عبدالله منتدى الأخبار 3 22 - 05 - 2004 02:04


الساعة الآن 13:42.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها