الاقتصادية
سفر السالم من الرياض - - 12/10/1429هـ
اضطر أحد ملاك الإبل إلى اتباع آلية جديدة لتنظيم الإقبال الكبير الذي يشهده أحد الفحول التي يملكها، من قبل الراغبين في تلقيح إبلهم من هذا الفحل، حيث أجبر المتقدمين على عجز أرقام لتنظيم العملية، ولضمان عدم إرهاق فحله النادر، وتوزيع أوراق خاصة عليهم تحتوي على موعد التلقيح واسم الناقة المراد تلقيحها، وقد وصل عدد المتقدمين حسب صاحب الفحل إلى أكثر من 120 متقدما!
وكان صاحب الفحل "هياف" أو "معشوق الإبل" كما يحب أن يطلق عليه البعض، قد استعان بأحد العمالة المتخصصين ليقوم بتنظيفه وحراسته، خصوصا أن سعره قد وصل إلى ما يقارب الـ900 ألف ريال، إلا أن مالكه رفض بيع فحله بهذا المبلغ لتدنيه كما قال. "الاقتصادية" زارت الموقع الذي يوجد به "هياف"، وشاهدت أعدادا كبيرة من ملاك الإبل الذين حضروا لأخذ رقم ودخول تنظيم التلقيح الجديد الذي وضعه صاحبه، فيما حبس آخرون إبلهم التي أحضروها من أماكن بعيدة في أحواش مؤقتة بالقرب من المكان انتظارا لدورهم خلال اليومين المقبلين.
منير الشيباني (مالك الفحل هياف) أوضح أنه وضع أرقاما للمتقدمين حين زاد حضور الراغبين في التلقيح من الفحل بشكل كبير مبالغ فيه لا يستطيع معه تلبية رغباتهم مرة واحدة، مشيرا إلى أن قائمة الانتظار بلغت الآن 120 شخصا خلال أسبوع واحد فقط، وذكر أن الفحل ما زال صغيرا في السن ولم يتجاوز خمس سنوات من عمره. وزاد الشيباني في حديثه أن الكثير من أصحاب الإبل حضروا من مناطق مختلفة، وهناك أعداد كبيرة سيتوافدون قريبا كما اتضح لديه من الاتصالات المتعاقبة التي ترد إليه من راغبين في تلقيح إبلهم.
وحول المميزات التي جعلت الفحل "هياف" محط رغبات أصحاب الإبل، أوضح الشيباني أن فحله يمتاز بكبر في الرأس وطول عجفة الأنف ونزول السبال إلى حد كبير وكذلك طول الرقبة وارتفاع الجذع عن الأرض، وهي المواصفات التي ترجح الإبل لدى لجان التحكيم في مسابقات "مزايين الإبل"، مبينا أن لونه "أشقح" وهو الاسم الذي يطلقه أصحاب الإبل على اللون المتوسط بين الأبيض والأسود، وتعود سلالته إلى سلالة من الإبل معروفة في الجزيرة العربية ونادرة.
وذكر الشيباني أنه دفع ما يقارب الـ200 ألف ريال خلال الفترة الماضية كمصاريف خاصة بأكل وحراسة وتنظيف هياف، كما قام بجلب عامل خاص لحراسته وتنظيفه بشكل يومي، كما يتم تنظيف الحوش الذي يقطن فيه الفحل، ويوضع له كمية كبيرة من الرمال لإراحته، وشبك محيط به من النوع الفاخر!
وفي السياق نفسه التقت "الاقتصادية" بأحد ملاك الإبل (فيصل بن خلف) والذي أحضر إبله من منطقة الحدود الشمالية للظفر بإنتاج الفحل "هياف"، وقال إن الفحول كثيرة في المنطقة ولكن سمعة وإكتمال مواصفات هذا الفحل جعلت الكثيرين يتوافدون للاستفادة من تلقيح إبلهم، مبين أن هذه الأيام تعد أيام تلقيح للإبل، وجميع ملاك الإبل يتوافدون على أصحاب الفحول ذات السمعة والسلالة النادرة للاستفادة من الإنتاج.
غير متصل
