المحكمة العليا الاسرائيلية توافق على بناء متحف يهودي على أقدم مقابر المسلمين في القدس
كُتب : [ 01 - 11 - 2008 ]
المقبرة تضم رفاة صحابة وتابعين و70 ألفا من سكان القدس ذبحهم الصليبيون
المحكمة العليا الاسرائيلية توافق على بناء متحف يهودي على أقدم مقابر المسلمين في القدس
محمد ماهر ـ القدس المحتلة
جرافات اسرائيلية تنبش وتدمر قبور المسلمين
جمع عظام الموتى في كراتين
أعطت المحكمة العليا الإسرائيلية موافقتها لإقامة ما يسمى «بمتحف التسامح» على مقبرة مأمن الله الإسلامية، أقدم وأعرق مقابر المسلمين في القدس الغربية و يعود تاريخها الى الفتح الإسلامي وبها قبور صحابة وتابعين وجند صلاح الدين الأيوبي واكثر من 70 ألفا من سكان القدس الذين ذبحوا على ايدي الصليبيين عندما احتلوا المدينة المقدسة.
و جاء في قرار المحكمة العليا ان السلطات الإسرائيلية لا تعتبر بقرارات المحاكم الشرعية الإسلامية ولا تقيم وزنا للجهات الإسلامية في القدس أو للذين يرعون المقدسات فيها وتدعو الى البحث في طريقة لنقل الجثامين ورفات الموتى الى مكان آخر او صب طبقة من الاسمت
وقال الشيخ رائد صلاح :إن المحكمة الاسرائيلية رفضت طعنا قدمته مؤسسة الأقصى للحفاظ على المقدسات والأوقاف الإسلامية ومؤسسات ولجان ومواطنين ضد اقامة هذا المتحف على أراضي المقبرة حيث تواصل الجرافات الإسرائيلية جرف وتدمير عشرات القبور وجمع عظام الموتى وكل ما يدل على انها لمسلمين ونقلها الى مكان مجهول .
واوضح رائد صلاح انهم يجرون اتصلات مع دول عربية وإسلامية لها علاقات مع إسرائيل وخاصة تركيا والأردن ومصر والمغرب لحشد جهد عربي وإسلامي لوقف التدمير .مؤكدا ان الهدف مما يجري هو تدمير المقدسات الاسلامية وإزالة كل ما يدل على وجود مسلمين على هذه الارض فقد دمروا وازالوا من قبل مقبرة عين كارم ومقبرة عكاشا ومقبرة السواحرة وغيرها من مقابر القدس القديمة ،متسائلاً ،كيف يعقل ان تضيق الارض بهم لبناء متحف ( للتسامح ) على قبور شهدائنا وموتانا ؟ وكيف يسمى ذلك تسامح ؟
وقال الشيخ رائد صلاح لو كانت هذه المقبرة لليهود ونبشت وحطمت لقامت الدنيا ولم تقعد ولتدخلت الولايات المتحدة والدول الأوروربية ،مشيرا الى ان مبررات قرار السلطات الإسرائيلية بأن هذه المقبرة قديمة لم يدفن فيها مسلم منذ 400 سنة كاذبة ،وهناك شواهد قبور لألاف الموتى دفنوا قبل الاحتلال الصهيوني للقدس فوقها .وأوضح ان الذي يشرف على بناء ما يسمى متحف ( التسامح ) هو حاكم ولاية كلفورنيا كمشروع صهيوني امريكي .
من جانبه قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطين للروم الارثوذكس في كلمة له في المؤتمر الصحفي: إن اليهود لم يكتفوا بتدمير المقابر الإسلامية وانما تجاوزوا ذلك لضرب كل وجود عربي إسلامي ومسيحي في المدينة مشيراً الى العدوان الذي جرى من قبل المستوطنين على كنيسة القيامة في البلدة القديمة مساء الأربعاء وتدمير الصلبان واليقونات المسيحية . وقال: إن التهويد والتدمير يستهدف كل ما هو غير يهودي في القدس أي كل شيء لأنهم لا يملكون شيئا في القدس .
واعطت المحكمة مؤسسة فيزنطال الأمريكية التي تبني المشروع والمدعومة بمنظمات يهودية 60 يوما لإيجاد «حل مقبول» لنقل بقايا الجثث ورفات الأموات والشهداء في هذه المقبرة أو أي حل آخر حسب القرار الإسرائيلي .
و تقع مقبرة « مأمن الله» والتي يسميها البعض « ماملا» - بمعنى ماء من الله أو بركة من الله – غربي مدينة القدس القديمة وعلى بعد عشرات الأمتار من باب الخليل ، وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس وتقدر مساحتها « بمائتي دونم» ،ولها صك تسجيل أراضي ضمن أراضي الوقف الإسلامي في المدينة المقدسة .
وفي هذه المقبرة دفن صحابة و مجاهدون أثناء الفتح الإسلامي (636) ، وعندما احتل الصليبيون القدس وارتكبوا فيها مجزرتهم البشعة قدر عدد الشهداء في هذه المجزرة من الرجال والنساء والأطفال بـِ(70.000) شهيد ، أمر الصليبيون من بقي من المسلمين بدفنهم في مقبرة « مأمن الله ، وفيها عسكر صلاح الدين يوم جاء ليسترد المدينة ،وعندما حرر السلطان صلاح الدين الأيوبي القدس أمر بدفن من استشهدوا في المعارك مع الصليبيين في نفس المقبرة.و توالى الدفن فيها بعدئذ فضمت قبور مئات العلماء والفقهاء والأدباء والأعيان والحكام من المدينة وعموم عائلات أهل القدس حتى عام 1948م .
وأول عدوان على المقبرة كان في في شهر 4/1947 حيث استولى الجيش البريطاني على مقبرة « مأمن الله « وأقام فيها ، كما قام بهدم أجزاء من سور المقبرة ، وفي عام 1948 احتلت القوات الإسرائيلية ، الجزء الغربي من القدس أقرت قانونا بموجبه « يعتبر جميع أراضي الوقف الإسلامي وما فيها من مقابر وأضرحة ومقامات ومساجد – بعد الحرب – بأراض تدعى أملاك الغائبين ، وأن المسؤول عنها يسمى « حارس أملاك الغائبين « وله الحق في التصرف بها ، فيما استثنى القانون أملاك الطوائف الأخرى من هذا القانون ، أي حارس أملاك الغائبين يستطيع التصرف فقط بأوقاف المسلمين ، رغم ان هذا التسجيل الخاطئ لا يزيل صفتها الوقفية المقررة بموجب الشريعة الإسلامية ، وبذلك دخلت مقبرة «مأمن الله» ضمن أملاك حارس أملاك الغائبين لدى ما يسمى بـ «دائرة أراضي إسرائيل» .
وفي عام 1967 حولت المؤسسة الإسرائيلية جزءا كبيرا من المقبرة الى حديقة عامة ، دعيت بحديقة الاستقلال ، بعد أن جرفت القبور ونبشت عظام الموتى وزرعت الأشجار والحشائش فيها ، وشقت الطرقات في بعض أقسامها ، كما بني على قسم آخر واشتهرت الحديقة باستعمالها وكرا لممارسة أعمال الرذيلة خاصة من الشاذين اليهود وفي أواخر عام 1985م انشات وزارة المواصلات موقفا للسيارات على قسم كبير منها.و أعوام 1987-1985 نفذ عملية نكراء من الحفر لتمديد شبكات مجاري ، وتوسيع موقف السيارات فدمرت عشرات القبور وبعثرت عظام الموتى في كل مكان ورغم احتجاجات المؤسسات الإسلامية ، فإن البلدية نفذت مخططها وأجرت الحفريات .
و أعلنت الحكومة الإسرائيلية في ايلول عام 2002م عن النية بإقامة مبنى للمحاكم الإسرائيلية في منطقة مقبرة « مأمن الله» وفي شباط/2004 : أعلنت الحكومة الإسرائيلية افتتاح مقر ما يسمى « مركز الكرامة الإنساني - متحف التسامح في مدينة القدس» على ما تبقى من أرض مقبرة « مأمن الله.
غير متصل
