لا أراني الله يوم فقده ..
عبارة تنم عن خالص الحب .. وصافي الود ..
يقولها المرء لمن يحبه ، ولا يقوى على فقده ..
عبارة لونقلت عن أي أحد لقدرت مشاعره الصادقة لمن يحب .. ولابتسمت لما تحمله
من ارتياح للنفس ..
فكيف لو عرفت إن قائلها شيخنا الفاضل محمد بن صالح بن عثيمين
فمن يملك على ابن عثيمين خالص حبه .. وصدق أخوته ..
إليك ما ذكره الشيخ محمد المنجد
في كتاب / صفحات مشرقة من حياة الإمام محمد بن صالح العثيمين
قال :-
كان الشيخ عبد العزيز بن باز يحب الشيخ محمد بن عثيمين حباً شديداً
ولما مرض الشيخ عبدالعزيز ، اتصلت بالشيخ محمد في أحد المرات ، وجرى ذكر مرض الشيخ عبدالعزيز ، قال رحمه الله عبارة غريبة ، قال :
لا أراني الله يوم فقده
فتعجبت من هذه العبارة ، وهي تدل على محبته الكبيرة للشيخ .
ولما مات الشيخ عبد العزيز ، اتصلت صباح الخميس بالشيخ محمد فقلت له :
بلغك الخبر ..؟؟؟؟
فقال : نعم ... نعم الرجل .
رأيت في كلامه تطبيقاً عملياً لحديث الثناء على الميت ،
ثم سألته عن السفر للصلاة على الشيخ عبد العزيز ، فلم ير بذلك بأساً.
وسألته عن إبلاغ إمام المسجد للجماعة بالوفاة فقال :
ليس من هدي السلف إبلاغ الإمام للمصلين بوفاة كل أحد إلا صاحب الشأن .
انتهى النقل.
لكل منا عديلاً لروحه لا يرجو فراقه .. إنساناً كان أو مالآ فقد قيل أيضاً
( إن المال عديل الروح )
وما لنا إلا الرفق ، فما كان الرفق في شئ إلا زانه ، وما نزع من شئ إلا شانه
ونتبع هدي نبينا في المحبة .. أحبب حبيبك هوناً فربما يكون بغيضك يوماً ما
وابغض بغيضك هوناً فربما يكون حبيبك يوماً ما ..
و الله نسأل أن يجعل الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا
ولا يحرمنا من أحبابنا
لا أراني الله يوم فقد من أحب ..
غير متصل
