Untitled 1
 
  الباحه تداول تجريبي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 748 )           »          ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1363 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5962 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5960 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6310 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5760 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10924 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10717 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10937 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11095 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > منتدى تاريخ الجزيرة العربية > تاريخ القبائل العربية
 

تاريخ القبائل العربية كل ما يخص القبائل العربية التي تسكن في الجزيرة العربية او تعود اصولها لها


الموالي ونظام الولاء من الجاهلية حتى اّخر العصر الأموي

كل ما يخص القبائل العربية التي تسكن في الجزيرة العربية او تعود اصولها لها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post الموالي ونظام الولاء من الجاهلية حتى اّخر العصر الأموي

كُتب : [ 08 - 08 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الموالي ونظام الولاء من الجاهليّة حتى آخر العصر الأموي - عبد اللطيف أرناؤوط

الولاء نظام اجتماعي قديم في الحياة العربية، يتميز بأهمية تاريخية بالغة، ومن العسير على أي باحث في التاريخ العربي الإسلامي، أو دارس لألوان تراثنا المتشعبة الواسعة أن يصل إلى حقائق جازمة ما لم يفهم جيداً، ويستوعب تركيب المجتمع العربي، وتطوره عبر العصور، بما في ذلك نظام الولاء الذي عرف منذ الجاهلية، وقد بدأ الاهتمام بالدراسات الاجتماعية التاريخية، العربية والإسلامية في العصر الحديث، منذ أن حاول المستشرقون دراسة تراثنا، فكان لهم من الإحسان والإساءة نصيب، ذلك أن بعضهم لم يكن يقبل على دراسة هذا التراث بنية صافية تستهدف العلم والحقيقة، فطمس الحقائق، أو استدل عليها بالأخبار المحورة أو الناقصة، وشوه ما طاب له أن يشوه، وأساء بعضهم دون قصد لعجزه عن فهم تراثنا، وغربته عن أعراف المجتمع وقوانينه الناظمة . وانعكست تلك الدراسات على نتاج بعض الباحثين العرب الذين استقوا من المستشرقين أحكامهم دون تمحيص أو تحرٍ للحقائق .‏

وتضطلع الجامعات في البلدان العربية والإسلامية بمهمة إعادة النظر فيما كتب حول تراثنا من منظور علمي وبالاستناد إلى مناهج في البحث سليمة، وتتعمق تلك الدراسات كلما اتسعت دائرة البحث، وأمكن إقامة شبكة من العلاقات بين المعارف والحقائق المستجدة تقرّب الأحكام والآراء من اليقين، وتبعث على الاطمئنان .‏

والكتاب الذي نحن بصدده للدكتور ( محمد مقداد ) بعنوان ( الموالي ونظام الولاء .. من الجاهلية حتى آخر العصر الأموي ) دراسة من ثلاثة أجزاء يشكل هذا الكتاب أحدها، وأما الجزءان الآخران فيتناولان محاولة الباحث جمع أشعار حوالي (90) شاعراً من الشعراء الموالي في عصر بني أمية، مع دراسة أدبية لهذه الأشعار، على أن دراسة المؤلف للموالي في عصر بني أمية لم تكن باكورة الدراسات في هذا المجال فقد سبقه إليها باحثون معاصرون، ومنهم من ألف فيه كتاباً متخصصاً مثل محمد الطيب النجار في كتابه : " الموالي في العصر الأموي "، ومنهم من عالج الموضوع ذاته في إطار أعم كأحمد أمين في ضحى الإسلام وفجره . ومحمد نبيه حجاب في كتابيه : " الصراع بين العرب والموالي " و " مظاهر الشعوبية في الأدب العربي " ( حتى آخر القرن الثالث الهجري ) وجواد علي في كتابه " المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام " الذي تناول فيه نظام الولاء في الجاهلية .‏

إضافة إلى كتب التاريخ العربي الإسلامي السياسية والحضارية . على أن الدكتور المقداد أفاد من هذه الدراسات وغيرها من المراجع العربية والأجنبية، وتميز بحثه بالموضوعية والدقة مما تمتاز به الدراسات الجامعية عادة، وعزز أحكامه بالشواهد الأدبية والتاريخية وقد ساعده جمع أشعار الموالي في عهد بني أمية في تقديم بحث متكامل يتسم بالغنى والجدة .‏

***‏

يتألف الكتاب من ثلاثة أبواب ويقع كل باب في ثلاثة فصول متوازية يراوح عدد صفحاتها من 60 إلى 80 صفحة من القطع المتوسط وهو مذيل بخلاصة مكثفة، وثبت لمصادر البحث وفهرس المحتويات، والكتاب جيد الطباعة، يكاد يخلو من الأغلاط المطبعية التي شاعت كثيراً في عمل المطابع الآن، حسن التبويب والتقسيم والإخراج .‏

في الفصل الأول من الكتاب تحدث المؤلف عن القبلية العربية وأعرافها في الجاهلية، إذ يتعذر على القارئ فهم نظام الولاء ما لم يقف على التنظيم القبلي، فالانتساب للقبيلة في الجاهلية كان أشبه بالبطاقة الشخصية في عصرنا، أو بالجنسية، ومن هنا حرص العرب على حفظ أنسابهم، والحفاظ على بقائها، فانتساب العرب إلى عدنان وقحطان كانت له آثار لا تنكر في حياة العرب الاجتماعية، وكانت الرابطة القبلية هي الإطار الأمثل للدفاع عن البقاء ونيل الحقوق، وهي البديل عن الانتساب إلى الدول في عصرنا، فالقبيلة وحدة سياسية مستقلة ووحدة اجتماعية لها أعرافها وتقاليدها وهي أشبه ما تكون بدولة مصغرة، وكانت وحدة الدم هي الأساس في هذه الرابطة، على أن روابط أخرى كانت تنشأ من القبيلة والأفراد المجاورين أو الملتحقين بها دون أن تقوم على أساس من الدم، بل كانت تفرضها المصالح المشتركة في مجتمع لا يعترف إلا بالقوة وشعاره أبداً : " مَنْ عَزّ بَزّ ".‏

ولم تكن القحطانية والعدنانية عصبية معروفة في الجاهلية، فقد كانت العصبية ضيقة لا تتعدى حدود القبيلة، وكثيراً ما كان الصراع يقع داخل بطون القبيلة ذاتها وأفخاذها بسبب تناقض المصالح مما يؤدي في آخر المطاف إلى التفتت القبلي وظهور عصبيات أضيق، لكن ذلك لا يمنع من أن العصبية القبلية ظلت من أقوى الروابط التي تربط الفرد بالجماعة، فكان الأفراد يداً واحدة في الخير والشر، بهدف توفير الحماية ودفع قوة الآخرين، وقد أدت العصبية القبلية إلى ضعف الشعور بالترابط القومي مما كان له أكبر الأثر في صدر الإسلام وعصر بني أمية في شتى الميادين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .‏

وكان النظام القبلي منتشراً قبل الإسلام في البوادي والحواضر، دون أن يكون بين البيئتين فوارق قوية مميزة، فأساليب العيش متقاربة، وكانت حياة العرب تقوم على التجمع القبلي للغزو أو صد الغزو، فهي تتسم بطابع الصراع ولا تعترف إلا بالقوة، وكان للقبيلة أعراف وتقاليد نافذة لها قوة القانون في عصرنا، يشرف على تنفيذها شيخ القبيلة أو سيدها المنتخب، وبه تتحقق وحدة القبيلة وعليه عبء إدارة شؤونها في السلم والحرب، وقد يستعين بمجلس يضم رؤساء البطون الأساسية للقبيلة فيستشيرهم وقد يستبد برأيه أو يتخلى عنه تحت ضغط الجماعة، وكان الغزو ثمرة خشونة الصحراء وجفافها، فهو سبيل للبقاء في بيئة لا يعيش فيها إلا من كان شرساً. وينجم عن الصراع بين القبائل وقائع منها القتل وطلب الثأر عادة والعشيرة كلها تشترك في الجريرة، فكل فرد من عشيرة القاتل معرض للموت، وكل فرد من عشيرة المقتول مطالب بدمه، ومن العار أن تنام القبيلة عن ثأرها، إذ لا يكون الزهو والفخر إلا بتنفيذ الثأر وغسل العار، وقد يتم الثأر غيلة أو غدراً، جهراً أو سراً، وكان الخوف من الثأر يدفع العرب إلى الحد من ممارسة القتل ويتحرز منه تحرزاً شديداً إلا ما اقتضته الضرورة القصوى، وقد ينتهي الأمر بدفع الدية وهي اعتراف من أهل القاتل بغلطتهم وسوء تصرفهم، وفيها إعلان عن ميول سلمية لحياة آمنة، وكان بعض العرب يرى رفض قبول الدية لأن الدم لا يغسل إلا بالدم، ولا سيما القبائل القوية المنيعة، وكانت الإبل خير المال تدفع به المهور والديات، وبلغ مقدار دية الشريف أحياناً ألفاً من الإبل وقد يتنازل العدد إلى خمسة نوق دية الرجل العادي من سواد القبيلة، وتكون دية الحليف والعبد نصف دية الصريح من أبناء القبيلة، وفي المعارك الكبرى يحصى القتلى، فيتحمل أحد الطرفين دية القتلى الذين زاد عددهم عن قتلى الطرف الآخر .‏

ومن عادات العرب في الجاهلية الخلع . وهو نفي الفرد أو طرده من القبيلة، وحرمانه من جميع حقوقه إذا ارتكب جرائم وجنايات تضر بالصالح العام وكان الخلعاء يشكلون لأنفسهم تجمعات خاصة تضم أفرادهم من جميع القبائل فيغيرون على الأحياء وينهبون الأموال ويخلون بالأمن ويتم الخلع على رؤوس الأشهاد وفي المواسم والأسواق، وقد يكون الخلع تدبيراً احترازياً كخلع شخصين بينهما ثأر في قبيلة من القبائل لئلا يمتد الثأر بينهما إلى بطني القبيلة، ولا تقبل القبائل الأخرى الخليع في عدادها، فيعيش طريداً متشرداً في الفيافي والقفار، وكان الخلع يزود حركة الصعاليك في الجاهلية بمدد بشري متواصل، وقد عرف العصر الجاهلي عدداً من هؤلاء الصعاليك المشهورين كالشنفرى وتأبط شراً والسليك بن السلكة .‏

وفي الفصل الثاني يتحدث المؤلف في الولاء ونظامه في القبيلة الجاهلية وقد صنف الباحثون طبقات القبيلة الجاهلية في ثلاث طبقات هي :-‏

1- طبقة الصرحاء من أبناء القبيلة .‏

2- العبيد من العرب والعجم والموالي وهم العبيد الذين أعتقوا .‏

3- العرب الأحرار المتحالفون مع القبيلة أو المستجيرون بها طلباً للنصرة والحماية .‏

والصريح من أبناء القبيلة أرفع مكانة وأوسع حقوقاً من الدخيل، والصرحاء هم الطبقة العليا في القبيلة تربط بينهم وشائج الدم، وقد ينسى انتماء أبناء الطبقات الدنيا إلى القبيلة مع الزمن فيدمجون بأبناء القبيلة الصرحاء ويعدون بالتالي صرحاء مثلهم .‏

وللولاء في معجمات اللغة معان متعددة تدور كلها حول خمسة معان أساسية هي : السيادة والقرابة أو العصبة والنصرة أو التأييد والصحبة أو المعاشرة والمحبة، والاسترقاق، ويمكن رد هذه المعاني إلى أصل واحد هو النصرة، والمولى في اللغة من الأضداد فهي تدل على السيد المالك والعبد المملوك فالعصبية القبلية السائدة بين أبناء القبيلة الصرحاء هي عصبية طبيعية استلزمها الشعور المشترك بالانتماء إلى جد واحد، والعصبية القبلية السائدة بين فئات الطبقة الثانية ( العبيد والموالي ) عصبية مكتسبة بصورة مؤقتة تدوم ما دامت صلة الولاء قائمة، ويرتبط نظام الولاء بالغزو بصلة قوية فقد بنيت على هذا الغزو أعراف قبلية أربعة هي : " الحلف " و " الجوار " و " الرِّق " و " العتق " : وهي الأعراف التي قام عليها نظام الولاء في الجاهلية :-‏

أ- ولاء الحلف :-‏

كانت الحياة المتقلبة للقبائل بين الضعف والقوة بتأثير الولادات والهجرة والاختلاط. . تدفع القبائل الصغيرة إلى عقد محالفات مع قبائل أقوى دفعاً لأذاها أو استعانة بها لدفع أذى القبائل الأخرى بهدف الحماية والاستقواء، وقد يكون الحلف بين قبيلتين أو أكثر، وقد يتساوى أطراف الحلف قوة أو ضعفاً، وقد تتحالف بطون القبيلة ضد عدد من بطونها الأخرى، والقبيلة التي تتقوى بالحلف بقبيلة أخرى أو تعدلها قوة يطلق على أفرادها اسم الموالي بمعنى الأنصار وعندما يكون الفارق واضحاً بين المتحالفين من حيث الضعف والقوة، فإن الموالي هم أبناء القبيلة الضعيفة بمعنى التابعين، وفي مثل هذه الحالة قد تفرض القبيلة القوية أتاوة على مواليها لحمايتهم وهذا اللون من الحلف أشيع من الجاهلية من سواه وكان يتم بين القبائل العربية على الأغلب .‏

ب- ولاء الجوار :‏-

يطلق لفظ الجار على معان عدة منها ما يتعلق بالحصول على الحماية والمحافظة على النفس والأهل والمال، والجوار في الأصل هو المجاورة في المقام، وعند ذلك يعني ولاء الجوار المناصرة والمحالفة للجار، والإشارة من أن يظلمه أحد أو يقع عليه عدوان، ويكون بين فرد وفرد آخر من قبيلة أخرى، أو بين فرد وجماعة، أو من جماعة وجماعة أخرى، وتكون الرابطة آنذاك رابطة ولاء جوار،، لأن من معاني كلمة " مولى " الجار، ويكون المستجير دائماً أضعف من المجير، وفي هذه الحال يتشرب الولاء معنى التبعية، فولاء الجوار يغلب عليه أن يقوم عادة بين طرفين غير متكافئين قوة، وكان من العار على الجار أن يسلم مجيره أو يتخلى عن نصرته عند الشدة، ولم يكن من حق الحليف والجار والمرأة والعبد أن يجيروا أحداً من الناس، لضعفهم عن القيام بالإجارة، وما من شك في أن ولاء الجوار لون من الانفتاح على القبائل الأخرى، وكثيراً ما كان يؤدي إلى الاختلاط وقد يؤدي إلى تناسي الانتماء القبلي أو يحل محله، ويبدو أن هذا اللون من الولاء كان سبيلاً إلى الاندماج أكثر من ولاء الحلف، والفارق بينهما أن ولاء الحلف يقوم على فكرة الدفاع وحدها، وقد ينتهي ولاء الجوار كولاء الحلف بالتخالع، حين يستغني أحد الطرفين عن الجوار، أو يقع ما يمنع استمرار الولاء، وبهذا التخالع تفسخ رابطة ولاء الجوار ولا يخفى أن هذا الولاء كان يتم بين العرب على الأغلب .‏

جـ- ولاء الرق :-‏

كانت مصادر الرق كثيرة منها الغزو والتجارة، فالغزو تُسبى النساء والأولاد فيتخذون للتسري أو الزواج أو الخدمة إذا لم يفتدوا، أو يباعون في الأسواق حتى يضيع أثرهم في التنقل، وكان السبي والأسر مصدر رزق وفير للغزاة في البيع أو الفداء، وقد يقتل الأسرى إذا عجز أهلهم عن افتدائهم أو عزّ إطعامهم، أما النساء فالغالب أنهن يُصْحِنَ سريات أو زوجات .‏

وكان الفداء يتم عن طريق وسيط محايد، وربما جرى في الأشهر الحرم في الأسواق المعروفة كسوق عكاظ وذي المجاز، وكانت الفدية تعدل دية الرجل عامة إلا إذا نظر إلى مكانة الأخير في قومه، وكانت تربية الصغير في القبيلة الغازية تغرس في نفسه مواطن الولاء لها، وهو غالباً لا يعرف أهله أو قبيلته الأصلية، وكانت بعض السبيات يفضلن الرجوع إلى قبائلهن الأصلية كما جرى لزوج عروة بن الورد السبية .‏

وكانت حاجة العربي تدفعه إلى بيع ما يملك من عبيد، وكانت تجارة الرقيق معروفة في أسواق العرب، ومن مصادرها الحروب أو التجارة، فالحروب بين فارس والروم كانت تزود أسواق العرب بالرقيق الذي مصدره الأسرى من الطرفين فيصدرون إلى المناطق الأخرى ومنها جزيرة العرب، وأما الرقيق الأسود فكان يتسرب إلى الجزيرة العربية من مصر واليمن، وقد ساعد غزو الأحباش للجزيرة على وقوع أسرى من الأحباش بأيدي العرب وتم تحويلهم إلى رقيق يختلط بالسكان العرب في النهاية ويؤثر في ملامح الطرفين، وكان الرقيق الحبشي يسخَّر للأعمال التي يترفع العرب عن ممارستها كالرعي والحلب، ويتسرى العرب بالحبشيات أو يتزوجون بهن، وقد عرفت الجاهلية نفراً من الأشراف ممن أنجبتهم أمهات حبشيات ومنهم عمرو بن العاص وصفوان بن أمية وهشام بن عقبة وعمير بن جدعان. وكان أبناء العرب من الإماء يدعون الهجناء .‏

وكان ولاء الرق هو الرابطة التي تشد العبد إلى سيده، فولاء الرق يتخذ معنى المناصرة، وقد عرفت مكة بكثرة الرقيق فيها، وقد استفاد الرسول الكريم من هؤلاء العبيد لإضعاف مقاومة أهل الطائف حين حاصروا المسلمين بعد وقعة حنين فأطلق نداءه الشهير :‏ " أيما عبد نزل فهو حر وولاؤه لله ورسوله " فلبت جماعات كثيرة منهم دعوته ونالت حريتها .‏

وكانت نسبة الرقيق العربي إلى الرقيق من غير العرب ضئيلة جداً، بسبب غيرة العربي على أهله أو خوف الغزاة من عواقب السبي، وقد أسهم الرقيق الأجنبي في تطعيم العنصر العربي بملامح دخيلة من خلال التسري والزواج، وإدخال فنون من الغناء واللهو والعادات. ودخول جملة من الألفاظ الأعجمية من أصول متعددة .‏

وكان الرقيق الأجنبي يخضع لقدره، ويعيش في مجتمع غريب عنه، لكنه ينتمي إلى دينه ومعتقده الشائع بين الناس في تلك الفترة .‏

د- ولاء العتق :‏-

وهو رابطة تشد العبد بعد عتقه إلى مالكه الذي مَنّ عليه بهذا العتق، وهو لون من ألوان العرفان بالفضل للمالك الذي وهب العبد حريته، ولكن هذه الحرية كانت مقيدة مشروطة، فالعبد العتيق يظل يدين لسيده ويتمتع بدرجة وسطى بين العبودية والحرية، وهذه الطبقة تعد أرفع من طبقة الموالي بالحلف أو الجوار في نظر القبيلة التي يدينون لها بولاء العتق، لأنهم لا يحق لهم هجر القبيلة أو التخلي عنها إلا إذا أعتق سائبة، وفي غير هذه الحالة فإن من حق السيد أن يرث عتيقه إذا لم يكن له وارث من أهله. وعلى العتيق أن يحافظ على أمن القبيلة ومكانتها ويدافع عنها كأحد أبنائها . وقد عرف العرب في الجاهلية عتق الرقيق على نطاق ضيق، وغالباً ما كان يتم العتق مكافأة للعبد على خدمة جليلة، أما عتق العبد سائبة فقد عرفه الجاهليون أيضاً وهو عتق العبد دون أن يكون ولاؤه لمعتقه أو لسواه من الناس، فيصبح وحيداً لا عصبية له، مما يعرضه للبؤس والخطر ولا ينقذه إلا إقامة ولاء جوار على أساس فردي، وغالباً ما يتعهد السيد بحماية العتيق على أن يرثه بعد موته، غير أن الجاهليين كانوا لا يرثون العبد العتيق سائبة، ويتحرجون من ذلك . ومن أنواع العتق التي عرفت بالجاهلية عتق التدبير وهو أن يعتق السيد العبد بعد موت السيد، فيتم العتق بعد وفاة السيد ويكون ولاؤه لورثته، ويسمى العبد في هذه الحالة مدبراً، وأما عتق المكاتبة فهو عتق يتم مقابل مال يدفعه العبد على دفعات محددة، إلى أجل معلوم فإذا استوفاه المالك تم العتق ونال العبد حريته .‏
وفي الفصل الثالث يستعرض المؤلف نظرة العرب إلى العجم والصناعات، فيشير إلى أن العربي كان يعد الهجين من العرب وهو المولود من أب عربي وأم عجمية أحط مرتبة من العربي الصميم الصريح النسب، من ذلك موقف شداد من عنترة، وكان زواج العربي من العجمية أمراً مستهجناً، ولم يكن للعربي أن يقبل تزويج ابنته من أحد عبيده أو عتقائه، أو من غير العرب، فقد رفض النعمان مصاهرة كسرى، ولم يكن ذلك الموقف تعالياً بل كانوا يؤثرون أن تظل بناتهم بين أهلهن وكان أهل البادية يكرهون الصناعات والحرف ويعدون الاشتغال بها حطة وعيباً، ويعدون التجارة مهنة السادة الأشراف، ولم تكن نظرتهم إلى الزراعة أفضل من نظرتهم إلى الصناعة، وهم يفضلون عليها تربية الماشية ورعي الإبل، وأهل الحواضر من العرب كانوا يعيرون المهجو بأنه قين أو ينحدر من قيون. إشارة إلى انحطاط مكانته، ولكن ذلك لا ينفي أن بعض العرب مارسوا صناعات مختلفة في الجاهلية كالحدادة وصناعة النبل والبزازة والخياطة، والجزارة، والعطور، وهذا دليل على تفاوت النظرة إلى مثل هذه الأعمال بين البوادي والحواضر من العرب .‏

وفي الباب الثاني من الكتاب يعقد المؤلف ثلاثة فصول يتناول فيها وضع الموالي في صدر الإسلام، فيتحدث في الفصل الأول عن عالمية الدعوة الإسلامية ودور الدعوة في إقامة تفاعل رحب بين العرب أنفسهم وبينهم وبين الشعوب الأخرى، فهي دعوة إنسانية شاملة تحفل بالرحمة والكف عن الأذى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ولئن بدأت الدعوة مقصورة على العرب أول الأمر فإنها اتجهت إلى الشعوب الأخرى بالمهادنة أولاً ثم بالردع والرد بالمثل، ولم تكن غاية الجهاد فرض الدين بالقوة وإنما كان الغرض منه نشر الإسلام وصونه من أعدائه، وقد حرم على المسلمين دماءهم وأموالهم إلا بالحق والرضى فأغلق الإسلام باب الغزو ووجه عنايته إلى الفتح الخارجي باسم الدعوة إلى الله والإسلام، فإن أجاب المدعوون الدعوة كان لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وإن أبوا فالجزية أو السيف، وكانت الأرض التي تؤخذ عنوة تعامل معاملة الغنائم ويحول خمسها إلى الخليفة وتوزع الأخماس الأربعة الباقية على المقاتلين، أما الفيء فهو ما جاء عفواً أو سلماً بصلح وغيره، وتدخل فيه الجزية والعشور وأنصاف العشور مما يؤخذ من أهل الذمة وعلى تجارتهم، أو من تجارة أهل الشرك الداخلين إلى أرض الإسلام بعهد، يضاف إلى ذلك خراج الأرضين التي صولح أهلها عليها، ومن الناحية العملية فإن الأرض المغنومة عنوة لم توزع على المقاتلين بل ظلت ملكاً عاماً للمسلمين لا يتصرف بها بيع أو شراء أو هبة أو إرث بل تبقى بيد أصحابها مقابل خراج يدفع للمسلمين .‏

أما ما كان يقع في يد المسلمين من الأسرى والمقاتلة والبالغين فكان حكمهم واحداً من أربعة : القتل أو الفداء بالمال أو بالأسرى المسلمين الذين بيد العدو، أو المنّ عليهم بغير فداء أو الاسترقاق، وأما النساء والذراري فليس عليهم قتل، فلهم الاسترقاق أو المنّ أو الفداء، والاسترقاق هو الغالب، وكان الاسترقاق يتم بتوزيع النساء والذراري في حصص الفاتحين كما توزع الغنائم، ولا يجوز التفريق بين المرأة وولدها الصغير، ويبطل نكاح السبيّة إذا كانت ذات بعل عند سبيّها، ولو كان زوجها من أسرى المسلمين، ويحرم على المسلمين سبي أولاد أهل الذمة وبيعهم وشراؤهم ما داموا في ذمة المسلمين .‏

وقد تطور نظام الولاء في ظل الإسلام تطوراً تدريجياً، فأزيلت الفروق بين السادة والعبيد المسلمين، وحض الرسول الكريم الموسرين على تحرير الرقيق، ولم يسترق أحداً من أسرى وقعة بدر الكبرى، وروي عنه أنه قال بعد فتح مكة " لو كان يجري على عربي رق لكان اليوم أما الإسلام أو السيف " وبهذه الإجراءات أغلق باب استرقاق الرجل العربي إغلاقاً نهائياً، ولم يسترق من العرب إلا النساء والولدان، وقد حدد الإسلام علاقة المولى بمولاه النبي " مولى القوم منهم" وقال "الولاء لحمة كلحمة النسب لا تباع ولا توهب ولا تورث " وبهذا التشريع الصريح تم إلغاء بيع ولاء الرحم أو الصهر وتحريمه، ولم يقر الإسلام عتق العبد سائبة، لأن المرء قد يلجأ إليه للتخلص من عبيده المرضى والمسنين، وأبطل الإسلام الولاء بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى إذ جعلهم طبقة واحدة هي طبقة أهل الذمة، ويذكر أحمد أمين: أن المسلمين قد أباحوا لليهود والنصارى أن يتملكوا الأرقاء، في حين أن الدولة البيزنطية كانت تحرم على غير النصارى تملك أرقاء من النصارى. على أن هذه الإباحة لم تكن دائمة .‏

وقد استمر مبدأ عدم استرقاق العربي للعربي في عهد عمر - رضي الله عنه - فقال قولته المشهورة أنه " ليقبح بالعرب أن يملك بعضهم بعضاً وقد وسع الله وفتح الأعاجم " وقال : " إنه لا سباء على عربي " بمعنى لا سباء في الإسلام ولا رق على عربي في الإسلام، كما سن عمر تشريعاً يقضي بتحريم رق النساء والولدان من العرب أيضاً، وهكذا خرج العرب من ولاء الرق وولاء العتق، فكان كل موالي الرق بعد هذا من الأعاجم وقد أبطل الإسلام الأحلاف لغايات عدوانية كما هي في الجاهلية وأبقى الأحلاف التي تعقد على الخير، كإجازاته إقامة نوع من الولاء بين العرب والمسلمين من العجم بهدف بسط الحماية على من يدخل الإسلام من غير العرب، واستمر هذا اللون من الولاء في العصر الإسلامي والأموي لأن المجتمع ظل في بنيته قائماً على التركيب القبلي، وطور علي رضي الله عنه نظام الولاء حين حكم بأنه "ليس على الموحدين سبي ولا يغنم من أموالهم إلا ما قاتلوا به أو عليه " وشمل هذا التشريع العرب وسواهم من العناصر المسلمة، وحصر الإسلام مصدر الرق بسبي أهل الكفر وأسرهم، وحصر تجارة الرقيق بهؤلاء السبايا دون غيرها من المصادر القديمة. ولم يبق من أنواع الولاء القديمة إلا ولاء الرق الذي خففه الإسلام لجعل العتق كفارة عن الذنوب وتقرباً لله، ودعا إلى إحسان معاملة العبيد وتخفيف الحدود عنهم .. وولاء العتق الذي شجع عليه الإسلام في آيات كثيرة، ويمكن للعبد العتيق أن يتزوج أربع حرائر ويسمح له بامتلاك الإماء والعبيد.. وولاء الموالاة الذي يقتصر عقده على جماعة أو فرد عربي مع جماعة أو أفراد من الأعاجم المسلمين لأهداف إنسانية كالحماية والمناصرة، وقد اختلف الفقهاء فيه وتباينت الآراء حوله، لكن الضرورة كانت تفرضه بسبب اتساع طبقة المغلوبين الذين عوملوا معاملة أهل الصلح .‏

وقد عُمِّم مصطلح الموالي فأصبح يطلق على المسلمين الذين ينتسبون إلى مختلف العناصر الأعجمية ولو لم يكونوا عبيداً أو عتقاء، ويذهب ( الدكتور مقداد ) إلى أن هؤلاء الموالي يعدون عرباً بحكم نظام الولاء " لأن مولى القوم منهم " أو من أنفسهم برواية أخرى، وأكد الجاحظ هذه الحقيقة بقوله : " الموالي بالعرب أشبه واليهم أقرب وبهم أمس لأن السنة جعلتهم منهم " ويؤكد هذه الحقيقة ابن خلدون فيرى أنهم عرب العصبية والانتماء . والله تعالى يقول : في محكم تنزيله " إنما المؤمنون أخوة " وكان من ثمار نظام الولاء الذي أدخل فئة كانت من قبل أعجمية في جملة العرب أن أسهم هؤلاء في بناء الحضارة العربية وبرزوا في مختلف الميادين الأدبية والفكرية والعلمية . وقد أسهمت ظروف مختلفة في حركة استعراب العناصر غير العربية، منها الاحتكاك المباشر بأبناء العربية والحياة بين ظهرانيهم ومنها تعلم العربية للأطفال ومنها تعلم العربية لأغراض دينية، ومنها الاحتكاك مع العرب من خلال حركة الفتح والحروب المتواصلة ورغبة الأعاجم في تعلم العربية لتأمين مصالحهم وتسهيلها، ورغبتهم في احتلال مكانة لائقة في الحكم الذي أصبحت لغة القائمين عليه عربية .. بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة من سكان بلاد العراق والشام كانوا عرباً، وقد مال الرقيق إلى الإسلام لما فيه من مساواة بين العبد والسيد، وعدم تمايز إلا في التقوى، وسوّى عمر رضي الله عنه بين الفئتين في العطاء إلا من كان له فضل أو سابقة أو قربى فاتخذوا منهم حجاباً وكتاباً ومستشارين ونواباً عن قادة عرب في بعض الثغور . غير أن مقتل عمر كان سبباً في نفور العرب من العجم عامة وأهل الذمة خاصة، على أن الثقة بالموالي لم تتزعزع فقد أوكل إليهم مهمات جليلة فكان منهم نقلة الرسائل الخطيرة، وحملة الرايات، لأمانتهم وصدقهم، وكانت لهم أدوار ثانوية في الصراعات التي قامت حول الخلافة وفي مقتل عثمان رضي الله عنه .‏

وفي الباب الثالث من الكتاب يصور المؤلف في ثلاثة فصول وضع الموالي في عهد بني أمية فيفند في الفصل الأول الزعم الذي تردد عند عدة مؤلفين حول نظرة العرب للموالي نظرة ازدراء في عهد بني أمية ومعاملتهم معاملة غير إنسانية مستندين إلى حوادث ذات طابع فردي . من ذلك ما يشير إليه ( فان فلوتن ) من أنه كان للموالي مساجد خاصة بهم، فيرد المؤلف ذلك إلى طبيعة التجمعات السكنية في المدن، ويورد وقائع معاكسة تثبت تقدير العرب للموالي منها مدح جرير للموالي في إحدى قصائده إذ يقول :‏-

وأبناء اسحق الليوث إذا ارتدوا‏
= محامل موت لابسين سنوّرا‏

إذا افتخروا عدوا الصَّهَبَّذَ منهم‏
= وكسرى وآل الهرمزان وقيصرا‏

ومن ذلك تبوؤهم أعلى المناصب في الدولة كسعيد بن جبير الذي ولي القضاء، وكان منهم في عصر بني أمية الحجاب وأصحاب خزائن بيت المال، ومن ذلك زواجهم من العربيات عملاً بقول النبي الكريم " إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ".‏

وكان من ثمرة اختلاط العرب بالموالي في عهد بني أمية تطور كبير في العادات والأخلاق حتى ليرى بعض الدارسين أن الجنس العربي الغالب قد اكتسب بهذا الامتزاج من حيث الكم، ولكنه خسر من حيث النوعية إذ سرت العادات السيئة إلى العرب من مواليهم، ودخلت في حياتهم عادات لم يألفوها في الطعام والشراب والاحتفال بالأعياد الأعجمية، لكنهم بالمقابل أفادوا من خبرات الأعاجم في مجال الحرف والصناعات، وأدى انتقالهم إلى المدن وتدفق الغنائم إلى احتراف الزراعة فعمروا الأرض وأقاموا مشاريع زراعية متطورة .‏

وقد ضعفت العصبية القبلية في المدن لكن انتماء الموالي إلى قبائل عربية ظل مستمراً فهم يعيشون في القبيلة ويحاربون في صفوفها إذا كانوا من الرقيق، وتوسعت طبقة الموالي الأحرار بمرور الزمن فكانوا أنداداً للعرب في التعامل، وكانت العصبية الإسلامية أنسب العصبيات للموالي مع أن الطابع الذي ساد الدولة الأموية هو الطابع العربي لأن الإسلام نزل بلسان العرب ولأن حملة الإسلام إلى العالم كانوا عرباً، وكانت حياة الموالي تتأثر بالعصبية القبلية والعربية والإسلامية والإقليمية، وكانت معاني الاستقلال ضعيفة في نفوس الموالي من الفرس مما ساعد على تمثل العروبة. والانصهار ببوتقتها . وقد تفرد الموالي في العصر الأموي بالغناء والموسيقا وعرف منهم مغنون بارزون، وغدت المدنية التي كانت تعج بالموالي مدرسة العرب في الموسيقا والغناء، وذهب ( شوقي ضيف ) إلى أن الغناء لم يكن مستورداً ولو مارسه الموالي، فقد كان يستند إلى أسس عربية خالصة . ونبغ من الموالي رجال مرموقين منهم سالم مولى هشام وكاتبه ابن المقفع والحسن البصري مولى زيد بن ثابت وسعيد بن جبير ومالك بن دينار .‏

وأما عن مواقف الموالي من دولة بني أمية فيرى بعض الباحثين أن الموالي خابت آمالهم بالحصول على ما للعرب المسلمين من الحقوق في عصر بني أمية فحقدوا عليهم، وردّ هذه النقمة بعضهم إلى سياسة الخراج، ولعل من أبرز أسباب هذه النقمة استئثار العنصر العربي في عهد بني أمية بالحكم دون تطبيق سليم لنظرية الإسلام في المساواة، ويرى الدكتور شكري فيصل أن تفاوت الأعطيات كان سبباً للثورات المتعاقبة على بني أمية، فقد ضعف مقدار العطاء باتساع الطبقات المختلفة التي كان يصنف بموجبها، فتزايد عدد الموالي قد حدّ من تقديم عطاء مناسب لهم بسبب عجز موارد بيت المال عن الوفاء بهذه الحاجة، ولا صحة لما يقال أن الموالي حُرموا من المناصب البارزة في عهد بني أمية فقد كان منهم ولاة مثل مسلمة بن مخلد الأنصاري الذي ولاه معاوية مصر والمغرب وكان مولى، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر وموسى بن نصير وكلهم من الموالي، وكان منهم قادة مثل حيان النبطي وكان يتولى قيادة فرقة من الموالي في جيوش خراسان قوامها سبعة آلاف مولى .‏

وكان من الموالي أيضاً من ولى شؤون الدواوين كزادان فروخ الذي ولي ديوان الخراج زمن الحجاج وصالح بن عبد الرحمن الذي وليه بعده وكانا من الموالي وغيرهم كثيرون .‏

وفي هذا كله ما يدحض زعم من ذهب إلى أن الموالي لم ينالوا من الحقوق في عهد بني أمية ما ناله العرب .‏

وعن اتجاهات الموالي الحزبية والثورية يرى المؤلف أن الموالي كانوا ينخرطون في صفوف الأحزاب السياسية وفق ولائهم، فإن كان الرجل خارجياً كان مواليه في مطلق الحالات من الخوارج وإن كان أموي النزعة كان مواليه من أنصار بني أمية، على أن هذه القاعدة ليست مطلقة، فلم يقتصر الموالي على التبعية للعرب، وإنما كانت لهم نشاطات ثورية وحزبية خاصة، فإن كثيراً من الموالي أدخلوا كثيراً من الأفكار والبدع التي أسهمت في الانقسامات الدينية والسياسية . والمتطرفون منهم كانوا شعوبيين يعملون على تصفية الحكم العربي، فقد سارع الموالي إلى نصرة المختار الثقفي لتحقيق آمالهم في المساواة التامة مع العرب حتى صاروا خاصته ومستشاريه وحرسه الخاص، وساوى بينهم وبين العرب في العطاء، وحين قتل المختار قتل مصعب من جنده أربعة آلاف من الموالي، وكان لهم إسهام في حركة الخوارج وإن لم يقبلوا عليها إقبالهم على حركة المختار، وساندوا ثورة زيد بن علي بالكوفة سنة 122 هـ وشاركوا في ثورة المرجئة ( 116هـ-128هـ ) شرقي الدولة وراء نهر خراسان، وأما نزعتهم الشعوبية المعادية للعربية فإنها لم تتجلّ إلا عند قلة قليلة منهم، ولم تكن واضحة المعالم كما برزت في العصر العباسي، أما مشاركتهم في تصفية حكم بني أمية من خلال الدعوة العباسية فإن بني العباس اعتمدوا في دعوتهم على الموالي فقد كانت مشاركة تهدف إلى المساواة بين العنصر العربي وغير العربي في الحكم تحت شعار الإسلام ولم تكن تهدف إلى إزالة العنصر العربي نهائياً عن الحكم كما يرى المؤلف، وهي تعبير عن الحقد على بني أمية أكثر منها تعبيراً عن الحقد على العرب عموماً .‏

هذه خلاصة عن الكتاب، وبالرغم من جهد المؤلف في استقصاء الحقائق إلا أن الموضوع يظل أقرب إلى الدراسات التاريخية والاجتماعية منه إلى الدراسة الأدبية، وإن بعض الأحكام التي توصل إليها الباحث والحقائق التي أضافها إلى من سبقه، يحتاج حسمها إلى مزيد من التتبع والبحث بحكم دقة الموضوع وتشعبه، ومع ذلك فإن الكتاب يعكس جهد المؤلف ودأبه في تتبع المصادر والمراجع وحرصه على تناول المسائل من جميع وجوهها قدر ما سمح به البحث .‏ منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الموالي ونظام الولاء من الجاهلية حتى اّخر العصر الأموي

كُتب : [ 08 - 08 - 2009 ]

مشكور وما قصرت ولا هنت

سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الموالي ونظام الولاء من الجاهلية حتى اّخر العصر الأموي

كُتب : [ 09 - 08 - 2009 ]

جعد الوبر جزاك الله خيراً ولا هنت


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
حزم الجلاميد
وسام التميز
رقم العضوية : 13329
تاريخ التسجيل : 02 - 05 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,641 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : حزم الجلاميد is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الموالي ونظام الولاء من الجاهلية حتى اّخر العصر الأموي

كُتب : [ 09 - 08 - 2009 ]

مشكور وما قصرت ولا هنت

غلباء إليا عاف الرخاء بارد الزول = هل البخوت ولا دخلهم هلايم
عقال ما دام الردي يسمع القول = ومجن (ن) لا نطلـوا بالعـمايم



[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الموالي ونظام الولاء من الجاهلية حتى اّخر العصر الأموي

كُتب : [ 10 - 08 - 2009 ]

حزم الجلاميد جزاك الله خيراً ولا هنت


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
حمد ع ح
عضو مميز
رقم العضوية : 7915
تاريخ التسجيل : 06 - 06 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,204 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : حمد ع ح is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الموالي ونظام الولاء من الجاهلية حتى اّخر العصر الأموي

كُتب : [ 24 - 08 - 2009 ]

مشكور وما قصرت ولا هنت

إذا جاريت في خلق دنيئ = فأنت ومن تجاريه سواء
رأيت الحر يجتنب المخازي = ويحميه عن الغدر الوفاء
فلا والله ما في العيش خير = ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
وطبان
عضو مميز
رقم العضوية : 7880
تاريخ التسجيل : 05 - 06 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,101 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : وطبان is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الموالي ونظام الولاء من الجاهلية حتى اّخر العصر الأموي

كُتب : [ 25 - 08 - 2009 ]

مشكور وما قصرت ولا هنت

لي عدت فعول القبايل والأفخار = لنا من الناموس مثنى ومربوع
فعول عسرات على كل مختار = نهوم للعليا بشيمات وطبوع
بني عمر بالله لهم حظ وأنصار = شر على اللي يلبس الجوخ ودروع
حنا هل الملحة وحنا هل الكار = من مثلنا يدي بها رجل جربوع
بني عمر يدون بكبار وصغار = ووجيههم ما تعطي البطن منفوع

الجليس الصالح كحامل المسك والجليس السوء كنافخ الكير
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الموالي ونظام الولاء من الجاهلية حتى اّخر العصر الأموي

كُتب : [ 07 - 09 - 2009 ]

أخي الكريم / حمد بعد السلام شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم وجزاك الله خيراً ولا هنت واسلم وسلم والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
lion1430
وسام التميز
رقم العضوية : 33225
تاريخ التسجيل : 12 - 12 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,430 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 24
قوة الترشيح : lion1430 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الموالي ونظام الولاء من الجاهلية حتى اّخر العصر الأموي

كُتب : [ 07 - 09 - 2009 ]

مشكور وما قصرت ولا هنت

[size=4][align=center]يقول أبو زيد الهلالي سلامه = أدعى سو بقعاء مقدم الراس شايب
أخاطر بعمري في ذرى كل هيه = مر (ن) سلامات (ن) ومر (ن) مصايب
الإجهاد عدّى اللايمات عن الفتى = والأرزاق ما تأتي الفتى بالغصايب
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الموالي ونظام الولاء من الجاهلية حتى اّخر العصر الأموي

كُتب : [ 13 - 09 - 2009 ]

أخي الكريم الفاضل / وطبان بعد السلام شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم والله يبيض وجهك وجزاك الله خيراً ولا هنت واسلم وسلم والسلام .


رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الولاء والبراء....!!! ابو هيثم المنتدى الإسلامي 1 04 - 02 - 2009 23:41
ويش اّخر إنتاجك بن ظمنه1 منتدى الشعر الشعبي والنبطي ( شعراء الشبكة ) 4 08 - 06 - 2008 19:22
مبروك للمتداولي الراجحي نظام (قلوبس)في البايباي ونظام Elsageعلى الباب المحيسني منتدى المال والأعمال 1 05 - 05 - 2006 16:45
الولاء والبراء / الجزء الثاني / منقول راعي الهلالية المنتدى الإسلامي 7 07 - 03 - 2004 23:12


الساعة الآن 03:52.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها