كان عبيد بن حويل من الخيالات من قبيلة الدواسر جارا لدحيم بن برمان من آل عزة من قبيلة سبيع أهل الحاير وكان الاثنان من الجيران في البر وبينهم جيرة طيبة وقدر الله أن ولد الدوسري قتل ولد السبيعي فجاء الولد القاتل إلى والده وقال ياوالدي أنا قتلت ولد جارنا السبيعي وقد كان السبيعي في ذلك اليوم مسير على عرب بعيدين عنهم فلما أقبل السبيعي قابلة جاره الدوسري وقد وضع في رقبة ولده حبلا فقال السبيعي ما بك يا عبيد فقال الدوسري فالح ذبح صالح وهذا ولدي اذبحة بدلا من صالح فقال السبيعي الذي مات ولدي والحي ولدي أيضا وقام على جاره الدوسري وحب رأسه وقال ابشر بابنك وانحنى على الولد وقبلة وقال ابشر بامك وقام بالعفو عن ولد جاره وقد استمرت بينهما هذه الجيرة الحسنة وتبادل الجميل والمعروف وصلة الصداقة وبهذه المناسبة قال عبيد الدوسري أبياتا يثني بها على جاره السبيعي الذي عفا عن أبنه وتنازل لوجه الله فقال
ياراكبا هجن مراديم وسمـان ********عـيرات الانضاء ما يرقع حفاها
ياراكبين الهجن نصـوهن عـمان*****ومـــــــروا رفحا وروحوا وراها
في كل ديره جددوا لأبن بــرمان*****قـــصرا من البيضاء رفيعا بناها
ثم اجنبوا من عندكم يم نـــجران*****دار المــــــذاكر دوجوا في اقراها
حطوا لةالبيضاءعلى رأس ما بان*** راع الفــــعــــول اللي طري نباها
ومروا على الخرمة وحطوا به إعلان**إعلان بيضاء كل من جاء قراها
ونصوهن الحاير عسى دربـكم زان* *ديرة اســــبيــــع متيهين اقصراها
وابنوا بدار سبيع بيضا لهـــــا شان***من مــــــــــر ديرتهم يشوقة ابناها
يا الله عسى ديرة دحيم أبن برمـــان**لاجـــــــا سحاب الوسم يسقي جباها
اللي عطا جاره عطا ما بعد كــــان**يبغى الجــــزاء من عند رافع سماها
ما هيب لا غرس ولا أبل ولا ضان ***ولا عطا دنيـــا يدور جـــــــــزاها
يبغى العلوم الطيبة مثل مــــــا كان***قصيرته عطيت ولدهـــــا وجاهــا
يا فاعل الحسنا جزاك الله أحســــان***فعلت لك حســــــنا على الله جزاها
وهكذا العفو عند المقدرة من أبرز صفات الرجال الطيبين وتبقى مثل هذه الأفعال الطيبة لصاحبها تتداولها الأجيال على مر السنين.