يجيب على هذه الاستفسارات الدكتورعلي عبدالله البكر
تقدم لأختي شاب فيه خير من جهة دينه وأخلاقه وسمعته, وكان ذلك عن طريق والدته, اتصلت بالوالدة وقالت نريد بنتك فلانة لولدي فلان, فردت الوالدة عليها أننا لا نزوج الصغرى قبل الكبرى, وبعد ذلك بفترة أخبرتني الوالدة وحدي من بين إخواني وأخواتي, حيث إني حريص على مصلحة أخواتي من جهة أنني دائماً أقول للوالدة إذا تقدم الرجل الصالح لا تردوه بسبب صغر سن الفتاة أو الدراسة وغيرها من أمور, وكنت دائما أنقل للوالدة معاناة الفتيات عامة من تأخر الزواج وما له من سلبيات عليهن. الآن أريد نصيحة للأمهات اللاتي يرددن الرجل الصالح عن بناتهن بسبب الأخت الكبرى لأني سأقوم بطباعة الإجابة وقراءتها على الوالدة, وكذلك أختي الكبرى علمت بالموضوع من الوالدة فسبب لها ذلك تضايقا من وضعها وتقول أحسست أنني عالة عليكم ولا أريد أن تُمنع أختي من الزواج من أجلي وإن تزوجَت فسيتعبني كلام الناس، ما الطريقة المثلى للتعامل مع أختي الكبرى في مثل هذه الحالة؟ وما الطريقة المثلى لإشعار تلك الأم التي اتصلت على الوالدة بأنه لا مانع من تقدم ابنكم لبنتنا فلانة؟ جزاكم الله عنا كل خير ولا تحرمونا توجيهاتكم.
أخي الكريم: تذكر أنه تقدم لأختك الصغرى زوج ذو خلق ودين وذلك عن طريق والدته ولكن والدتك رفضت بسبب أن الكبرى لم تتزوج بعد، ولا شك أن هذا التصرف قد يضر بالاثنتين في وقت واحد, حيث إن ذلك يصور للآخرين عدم تقبلكم المتقدمين بخاصة إذا عرف عنه أنه إنسان ذو أخلاق حميدة ودين قويم.
وبالتالي يصبح الناس يتجهون إلى بيوت أخرى بحجة أنكم لا تستقبلون أحدا حتى ولو كانوا مناسبين للتزويج خلقاً وديناً، ولكن لو تزوجت الصغرى فهذا قد يلفت انتباه الناس ويشجعهم على القرب منكم، وبالتالي يأتي الدور على الكبرى, بإذن الله, وكثير من الأسر اتبعت هذا المنهج, وهو الصحيح, وزوجت بناتها من دون أن تلتزم الترتيب, فالمهم هو تحري أسباب التوفيق والنجاح بمشيئة الله, ويجب أن تدرك الكبيرة والصغيرة أن كل إنسان له نصيبه الذي كتبه الله له, ولكن قد يختلف الزمان والتوقيت فلا تدمروا مستقبل بناتكم بهذا التصرف الذي لا يقدم ولا يؤخر فليس فيه منفعة, بل هو ضرر واضح, فبادروا إلى تزويج أي منهما في أي وقت إذا تقدم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ولن تندموا على ذلك, إن شاء الله, وفقكم الله لكل خير والله الهادي إلى سواء السبيل.
زوجتي جامعية ولكنها كثيرة العتاب سريعة الغضب وأنا كذلك أغضب سريعا ولا أجد حلا إلا الهروب من المنزل, فما الحل أفيدوني؟
أخي الكريم: أود في البداية أن أذكرك بوصية الرسول, صلى الله عليه وسلم, لأحد أصحابه عندما قال أوصني قال (لا تغضب) وكررها ثلاثاً للتأكيد لما للغضب من نتائج نفسية وأسرية واجتماعية مدمرة، وما الغضب إلا نتيجة لأسباب إما داخل النفس أو في البيئة المحيطة، وكذلك طريقتنا في التعامل مع هذه الأسباب، ولذا يجب عليك التعرف على الأسباب ومحاولة إعادة تشكيل طريقتك في التعامل معها وأسلوبك في تفسيرها حتى تروض نفسك وتكون لديك اللياقة النفسية والمرونة الكافية لامتصاص الأحداث المسببة للغضب، أما في حالة الانفعال فإنه يجب عليك تهدئة نفسك حتى لا تصدر منك بعض الألفاظ والتصرفات التي تندم عليها, واتبع التالي:
أولا: توجيه الرسول, صلى الله عليه وسلم, فإذا كنت واقفا فاجلس وإذا كنت جالساً استلق, وهكذا خالف التوتر وحاول تغيير المكان ليس هروباً كما تفعل وإنما إدراكا أن في هذا تجنباً للتوتر وإطفاء له, ولا تحدث نفسك وتركز على موضوع الانفعال بل تجاهله ولا تناقشه إلا في حال الهدوء والاستعداد للمناقشة العقلانية وستجد بحول الله أنك استطعت السيطرة على نفسك وعلى انفعالاتك وتصرفاتك.
أنا دائما عندما أفكر في الزواج تأتيني أوهام بأنني سوف أطلق زوجتي وأن زواجي سيفشل وأخاف من الطلاق, خصوصا إذا كنت أذكر الله أتوهم أني أتلفظ بالطلاق وأصبحت أشك في نيتي وأصبحت نفسيتي متقلبة المزاج ولم أعد واثقاًَ بنفسي وأخاف أن تأتيني هذه الأفكار وقت الزواج وتنكد علي زواجي وعيشتي, علما أن زواجي تقريبا بعد سنة أرشدوني جزاكم الله خيراً.
أخي الكريم: لا شك أن الإنسان عندما تسيطر عليه الأفكار والخيالات غير المنطقية وغير الواقعية يسير في ركبها ويعتبرها جزءا من الحقيقة والواقع, وقد يتصرف وكأن ذلك جزء من حياته, لهذا يجب ألا تستسلم وتسلّم نفسك لهذه الأفكار والخيالات الواهية, وتذكر أن كثيراً ممن هم أصغر منك وأكبر منك تزوجوا ونجحوا في زواجهم وحققوا السعادة, وانظر إلى إيجابيات الزواج وأسباب نجاحه حتى ترغِب نفسك فيه, وهذا هو الواقع، فلا تتركه وتعيش الخيال, وعليك أن تطرد هذه الخيالات بأن تحتقرها وتقلل من شأنها ولا تركز عليها, واشغل وقتك بما هو أهم ويمثل واقعا ملموسا, وتوكل على الله حق التوكل, وستجد أن الأمور تسير بك بإذن الله إلى الطريق الصحيح.
أنا فتاة منقبة, والحمد لله, أن أنعم علي بهذا, والمشكلة هي أنني عندما كنت في السنة الجامعية الأولى أحسست بإحساس غريب نحو معيد عندنا في الكلية مع أنني لم أسمح لنفسي بأن أنظر إليه أبدا حتى أثناء الشرح كذلك لم أسأله في العلم الذي ندرسه حتى لا أسمح للشيطان أن يزين لي النظر إليه مع العلم أنه متدين جدا وغير متشدد, أي أنه زوج مثالي لأي بنت سواء متدينة أو لا, كما أن أسلوبه جذاب لأنه يجمع بين الدين والدنيا, فمعظم زميلاتي وددن لو يرتدين النقاب حتى يختار من بينهن, وبعد فكنت أقاوم هذا الإحساس حتى انتهت السنة ولم أعد أراه في السنتين الثانية والثالثة, لذلك أحسست بوحشة شديدة جدا في القلب, وكنت أتمنى لو أراه في الأحلام كي أنظر إليه من غير أن آخذ ذنب النظرة, وازداد شوقي إليه يوما بعد يوم, لذلك بعد السنة الثانية ذهبت إليه لأول مرة وآخر مرة مع صديقتي (لأنني كنت سأموت شوقا لرؤيته) وقلت له كلاما معناه أنا لم أعد متدينة كما كنت, وقد كانت حقيقة, فبسببه استمعت إلى الأغاني ورأيت المنكر في التلفاز وبدأت أعيش حالة من الحب لا أعرف متى تنتهي, فأجاب علي بالنصائح الجميلة للعودة إلى الله وسألته سؤالا في الدين وكان نصه: "أنا بطلت أكون متدينة وحاسة بأنني بدأت أنحرف فماذا أفعل؟ قال: التدين لازم يكون على أساس مثل العمارة التي تتبنى من غير أساس ستقع حتى لو استمرت سنة أو اثنتين, بعد ذلك ابتعدت عنه وبدأت أتوب شيئا فشيئا حتى هداني الله ولم أعد أفعل هذه المحرمات الناتجة عن الحب, ولكن ما زال الحب ينمو في قلبي, والمفاجأة أنني أحببته أكثر عندما علمت بزواجه أخيرا من أعز صديقاتي وأصبح أبا, والغريب أنني أحب صديقتي جدا زي ما أكون عايزة أقول لها (خلى بالك منه وأوعى تزعليه لأنه عزيز علي جدا وأحبه أكثر من أي أحد ثان إلا الرسول, صلى الله عليه وسلم), وفرحت جدا لما أصبح أبا كأنني أنا التي أصبحت أما. والسؤال: كيف أتغلب على هذا الشعور بأنني لا يضايقني أنه تزوج لأن من يحب من قلبه يحب أن يرى حبيبه سعيدا سواء معي أو مع غيري؟ لكن كيف سأعيش أنا بل كيف سأتزوج وقلبي مع رجل آخر؟ حقا لا أستطيع أن أتخيل أنني يوما أكون مع أحد غيره, فإذا كان القدر أراد له الزواج فأنا راضية, ولكن كيف أنساه رغم كل هذا الحب الطاهر وأحب ثانية وأتزوج غيره؟ ثم أنني في البداية لم أفعل أي شيء إطلاقا يجعلني أحبه فما السبب في هذا الحب حتى أجتنبه ولا تتكرر هذه التجربة المريرة ثانية؟
أختي الكريمة: بداية نسأل الله أن يحفظ عليك دينك وعفافك وأن يهديك إلى كل خير، أما بخصوص ما حصل من تعلق بهذا الرجل وهو المعيد في الجامعة كان بسبب أنك حاولت أن تحجبي أو تغضي بصرك ولكنك أطلقت العنان لخيالاتك وعاطفتك ومشاعرك, وهذه في الواقع هي التي تسببت في تعلقك فأصبحت الصور الذهنية لهذا الرجل مسيطرة عليك رغم أن ما يربطك به كواقع ليس كافياً لإحداث ما تحملينه تجاهه من مشاعر, وأنت في داخلك ما زلت تعيشين ذلك، وحتى تتخلصين منه لا بد أن تبدئي التعامل مع الحقائق القائمة وتبنين عليها أفكارك لتصبح أفكاراً عقلانية بديلة للأفكار السابقة غير العقلانية, فيجب أن تدركي أن طريقة تفكيرك السابقة لا بد أن تتغير، فابدئي بفكر جديد فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فلا تركزي على التفكير فيه وتعايشين التخيلات بل اطرديها وأوقفيها بل وقللي من قيمتها لأنها وهم، وابحثي عن حياتك من خلال ما يمليه عليك واقعك, وأنت ولله الحمد امرأة مسلمة صاحبة دين والدين مربوط بالعقل, وأنت أدركت من خلال تجربتك أنه لما سيطرت عليك أفكار وخيالات غير عقلانية انزلقت في ارتكاب بعض المعاصي والمحرمات, ولكن ولله الحمد أفقت من ذلك.
ولكن نؤكد ما ذكرناه سابقاً انتصري على هواك ونفسك، لأن النفس أمارة بالسوء ولوميها, فالنفس اللوامة دليل إلى الحق والهداية بإذن الله واعقدي العزم وستجدين العون بإذن الله إذا أحسنت النية والقصد، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
زوجي له علاقات نسائية متعددة ولما عرفت قال لي إنه تاب وأنا أحس بالعكس وأصبحت لا أطيقه, وحصلت بيننا مشكلات وطلقني مرتين ولأن لي أطفالا أحاول البقاء معه لكنه غامض جدا وأناني وينهال بالضرب علي ولا أشعر معه بالسكينة أفيدوني!
أختي الكريمة لا شك أن العلاقات غير الشرعية أمر مرفوض, ولكن الأهم كيف تعين من وقع فيها على الإقلاع عنها, ولعل زوجك حين ذكر لك أنه تاب يفترض أن تقفي معه لعلك تكونين سبباً في هدايته, فالتدمير ليس كالبناء, وما تعيشينه الآن نتيجة متوقعة إذا كان الخلاف يزداد ويكبر مع الوقت.
والنصيحة أن تبعدي النظر في موقفك بأن تتقربي منه ثم توجهيه لكي يتقبل وحتى لا يكون موقفك دافعاً له لارتكاب مثل ذلك وأكبر.
مشكلة أخي ليس لديه هدف في الحياة سوى لعب (البلاي ستيشن) من أول النهار حتى آخر الليل وساعات متواصلة دون انقطاع وعمره 16 سنة لا يحب الخروج من المنزل ولا مع أصدقائه, ترك الصلاة بشكل نهائي رغم نصحنا المتكرر, تم فصله من المدرسة بسبب غيابه المتكرر وعدم حضور اختبار الفصل, ولاحظنا عليه كثرة دخوله الحمام لأوقات طويلة خصوصا وقت الصلاة أو ذهابه للمدرسة يخرج من حمام ويدخل للآخر في الوقت نفسه؟
الدكتور علي عبد الله البكر يجيب قائلا:
أختي الكريمة: لا شك أن ممارسات أخيك هذه تدل على أنه يعيش حالة إدمان على لعب ومتابعة البلايستيشن، وهذا كان على حساب جانبه الشخصي والاجتماعي بل وقبل ذلك الديني, أما تردده على الحمام المتكرر فقد يكون لممارسات معينة أو هروب من أداء الصلاة أو المدرسة ،والمطلوب منك ومن بقية الأسرة التواصل والجلوس معه وإعطاؤه الثقة وتكليفه ببعض المهام على أن يصاحب ذلك نوع من التشجيع والتحفيز المادي والمعنوي، ولا تكثروا من اللوم والضغط عليه بل أثنوا عليه بأنه رجل وهو أهل للمسؤولية, والله والموفق.
أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما لم أتزوج, وهذا سبب لي مشكلات نفسية كثيرة عندما أرى من هن أصغر مني وهن ذوات أطفال وجميع صديقاتي متزوجات هذا جعلني أحس بالنقص عن باقي البنات, ما أثر في وجعلني لا أحب الخروج أو حتى الحديث مع أحد أو السماع لأحد على عكس ما كنت عليه سابقا, وصرت أفضل الجلوس وحدي حتى عندما أذهب إلى الكلية أذهب وأنا دمعتي على خدي وما صار عندي أمل في أي شيء وأحس بأنه ليس لي أي داع, إلى الآن ما لفت نظر أي شاب, وألاحظ صديقاتي المتزوجات يبعدن عني خوفا على أزواجهن, وما يزيدني حزنا عندما يتقدم لي شخص يريدني زوجة ثانية وعزوف الشباب عني, أرجوك أرشدني ماذا أفعل في نفسي, وخصوصا أنني سأخرج تربية عملية الأسبوع المقبل. أرجو الرد.
أختي الكريمة: أولا عمرك الآن من المتعارف عليه أنه ليس عمراً متأخراً في الزواج, ومن المعروف أن الزواج يمكن أن يتحقق, بإذن الله, بلا مقدمات, فتأملي خيرا وتفاءلي فالتفاؤل الحسن أمر مطلوب، فالرسول, صلى الله عليه وسلم, كان يحب الفأل الحسن.
ثانيا: الحزن والاكتئاب ليسا حلا لأن هذا السلوك والانفعال ربما يسبب لك الألم والحسرة بل ربما يتسبب في ابتعاد الناس عنك لأنك تصبحين إنسانة غير طبيعية, لذا حاولي أن تعيدي الأمل إلى نفسك والإشراقة واظهري سعادتك على محياك حتى تكون قريبة من الآخرين ويمكن لك الاتصال بهاتف الاستشارات الأسرية لمساعدتك في كيفية الخروج من وضعك النفسي الحالي, والله الموفق
غير متصل
