هو محمد بن قاسم بن محمد بن عبدالوهاب بن ناصر الفيحاني من فخذ الفياحين من الروبه من سبيع .
وقد نشرت جريدة أخبار اليوم بتاريخ 25/12/1410هـ ــ ص 6ــ كلمة للاستاذ/ محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل حول كتاب " صفحات من تاريخ الأحساء " جاء فيها مانصه : ( صفحة 39 وفي حديثه عن دارين قال : وشرقي القلعة يوجد المسجد الذي قام ببنائه محمد بن عبدالوهاب الفيحاني من أهل دارين في القرن الثالث عشر ......... ) الخ .
فقال في ذلك الشيخ حمد الجاسر : إن محمد بن عبدالوهاب بن ناصرالفيحاني ( جد الشاعر )من الفياحين من قبيلة سبيع وليس من أهل دارين ، بل سكنها أخر حياته وسبب أنتقاله إليها ـ كما ذكر صاحب كتاب ( إمارة قطر العربية بين الماضي والحاضر ) ـ ص 120 ــ 123 ، ذكر عنه بأنه رجل ثري وذكي ، طموح وكان يسكن المحرق في البحرين وله مصاهرة مع آل ثاني ومع آل ( ابو كواره ) فحصل بينه وبين الشيخ قاسم بن ثاني نفرة وعداوة ، طلب بعدها من متصرف الأحساء من قبل الدولة العثمانيه بأن يسكن دارين هو ومن معه من آل ( ابو عينين ) وذلك عام 1303هـ وله صلة نسب بآل سويلم كما أفادني الوجيه عمر بن عبدالعزيز آل سويلم ــ رحمة الله ــ .
وقد وجهت مجلة العرب سؤالاً للأخ فهيد بن عبدالله بن تركي السبيعي وهو من المعنيين بالبحث في الأنساب والعارفين بنسب قبيلته سبيع ، عن هذا القول فكتب ماهذا موجزه : ( سؤالكم عن ( الفياحين ) لقد ذكرت هؤلاء ضمن قبيلتهم ( الروبه ) في البحث المقدم لكم عن قبيلة سبيع [ انظر " العرب " س 25 ص 651 ] ....... اهـ . (1).
ولد شاعرنا في بلدة الفويرط شمال قطر في سنة 1325هـ ووالدته من آل بوكواره وهناك نشأ ودرس وتعلم مبادئ العلوم ثم عشق التاريخ والأدب العربي فأقبل على قراءته بنهم ، حتى تبحر في معرفته وصار حجة فيه ، وبدأ أقرانه يأخذون هذا العلم عنه ويدرسونه عليه .
وكان ينظم الشعر النبطي ويبدع فيه لكنه لا يقرؤه إلا على القليل من أصدقائه .
وكان له يوم موعود مع الحب والغرام ، فتاة حسناء تجوب البراري ، عشقها وأحبها غاية الحب ، بدأ ينظم فيها شعر الغزل ز
تقدم لخطبتها وكله امل بالموافقة وكيف لا وهو الشاب الشاعر المثقف الغني الخلوق وكيف لا وهو أبن الأسرة الوجيهة المرموقة ولكن حدث مالم يكن في الحسبان وكان الرد الصارم الصادم : عذراً فالبنت محجرة لأبن عمها .
أسقط في يد المسكين وتاه وهام على وجهه وضاقت به الأرض بما رحبت ولم يجد أنيساً إلا الشعر يبث فيه شكواه وزفرات لوعته الحرَى وآلام وجدانه وهمومه وأحزانه .
وبينما هو على هذه الحال إذ راعه خبر مشؤوم عن رحيل محبوبته عن ديارها ، فأزداد همه وكثرت هواجسه وأفكاره وعافت نفسه الطعام حتى نحل جسمه وهزل بدنه ووهنت عظامه .
وتمادت الحال بشاعرنا وأشتدت آلامه وأحزانه وأستعرت نار الحب في وجدانه فتفتت كبده ألماً وحسرة وتمزق فؤاده وذاب قلبه وبلغت به الحال أشدها ، حتى قال قصيدة رائية يمدح بها الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين ويشكو إليه ما أصابه ولكن دون جدوى فلم يستطع الوصول إلى محبوبته عندها شعر شاعرنا باليأس والإحباط فسقط مريضاً ، ونقل إلى مستشفى البحرين للعلاج ولم يجد الطبيب علاجاً ينفعة من السل الذي أصابه .
أحس هذا العاشق بدنو أجله وقرب وفاته وهو على فراشه في المستشفى ، فقال قصيدته الأخيرة التي لا ندري أكتبها بدموع عينيه أم بدماء قلبه :
[poet font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/13.gif" border="ridge,5,indigo" type=2 line=350% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ماسمح قلبي يروح ولا يرى "=" زول محبوبه ولو هو من بعيد
آه واويلاه ياليته درى "=" كيف حبه في حشا روحي يزيد
أو درى إني منه قد حالي برى "=" ذايب بالي عقب ماهو حديد
ونَ من الأبعاد موحي المقبرا "=" يحفرونه لي وموقن بالوعيد
يالزيمي قول للي يحفرا "=" يوسع الملحد علشان اللحيد
ويحجز بيني وما بين الثرى "=" عن عظام ناحلات كالجريد
وأنت يادفان ياللي تقبرا "=" يامهيل الترب بالسرعة مجيد
حط من فوق القبر حتى يرى "=" بنيتين كالنصايب له شهيد
يعرفون القبر من جا ينظرا "=" يعرفونه قبر مذبوح الوديد
قبر من صان المودة وسترا "=" قبر من لا خان عهدِ للعهيد
من صبر للحب حتى بترا "=" زرع قلبه وأودعه حبِ حصيد
تم عامين بجوفي ينسرا "=" نسر ملهوف الضواري في المصيد
كود ليمن جاه علمي يذكرا "=" وانعتوا قبري لمعلوقي وكيد
ياتي لقبري ويذكر ما جرى "=" يوم أنا وياه في الدنيا عضيد
ويترحم بالدعا ليمن قرا "=" يوم خلاَني وسط قبري وحيد
وأن سمح بالدمع ودي ينثرا "=" فوق قبري عبرة مثل الوليد
آه منه لين صد ودبرا "=" رايح عني وخلاني فريد
كيف قلبه ساعفه ثم صبرا "=" كيف رجل له مشت فوق الصعيد
كيف أجل لو مات وأنا أرا "=" كان طريت السِلب طر العنيد
وأحترقت وكان قلبي قد ورا "=" شب نار كنها نار الوعيد
تحتطم وسط الضمير وتسعرا "=" ما يبرَدها لو الثلج الجميد
ثم تلقاني على روس الذرا "=" نايح مع كل قمري يشيد
لين غرد طال نوحي وأطهرا "=" وإن هجع جريت أنا نوحي سهيد
وأنهمل وإنهل دمعي وأمطرا "=" مقلتين العين وأدعاها هميد
ماهقا أني عقب موته في الورى "=" عايش الا وأنا مثله فقيد
[/poet]
ولم يلبث بعد هذه القصيدة سوى أيام قلائل فجع الناس بعدها بموته سنة 1353هـ وهو في زهرة شبابه له من العمر 28 خريفاً .
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصالحين .
و( من عشق ، فعف , فكتم فمات فهو شهيد )
ــــــــــــ
(1) : أنظر مجلة العرب س 26 ص 118 .
غير متصل
