الابل بألوانها كافة جعل الله لها مكانة عن الإنسان في الماضي والحاضر، وهذه المكانة مستقاة بالمكانة التي أوردها الله في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: (أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت) وتعلق الإنسان بها أمر فطري متوارث عند رجال البادية خاصة، وأجيالهم ومن ارتبط بهم، وذلك لقيمتها الكبيرة في قديم الوقت، حيث كانت وسيلة للترحال، والتنقل، وبها غذاؤهم، ومع تقدم وسائل النقل الحديثة لم تهمل الابل من المكانة والمحبة في قلوب عشاقها، بل ارتفعت تلك القيمة بشكل قوي فأعدت لها المزاينات والسباقات، حتى أصبحت أسعارها تفوق الخيال.
ابن جدلان
عدد من الشعراء الكبار لم يربطوا حب الإبل على قدر قيمتها السوقية، ولكن تلك المحبة داخلية خاصة بهم، لا يمكن مقارنتها بأي ثمن كان، وتترجمت تلك المحبة والقيمة الحقيقة لها في أشعارهم.
وألوان الابل كثيرة فيها الوضح (المغاتير)، والمجاهيم، والصفر، والشعل، وأورد الشاعران الكبيران عبدالله بن نائف بن عون العتيبي، وسعد بن جدلان الأكلبي، فيض مشاعرهما تجاه الابل الوضح، من خلال الأبيات الجميلة التي تفوق الوصف وتشد انتباه قارئها
الشاعر الكبير: عبدالله بن نايف بن عون صور الابل الوضح في أبياته التالية
ياللي تسوم الوضح ماهيب للبيع
اللي يوسع خاطري لاتسومه
دور وتلقى البيع عند الطماميع
اللي تصفي كل يومٍ بيومه
ويش اتسلا به ليال المرابيع
لا ناض براقٍ ثقالٍ غيومه
لاقالوا الحاشي علق فالطواليع
والسيل عساسه عطانا علومه
الى ان قال :
وضحٍ بعد مقياضها فالمشاريع
ماشط من بعد المعشى تهومه
لا روحت مثل البني المفاريع
وعيالها خلف الرحول امحكومه
تنسف على ايسرها خشوم الترابيع
والعتش الاول تنزعج مع ثلومه
ناخذ من السجات معها قراطيع
لين امهموم القلب تذهب همومه
تطرق عمايمنا هبوب الذعاذيع
ونلقى حياتٍ فالقصور امعدومه
ليادار فنجال الدلال المهانيع
اللي بهن لمخلط الكيف عومه
في خايعٍ فيه الزبيدي مصاليع
والربل والملاُح كاسن احزومه
هذا هوى بالي وباق المواضيع
النفس عنه مقيده وامخزومه
والرابح اللي مدركن ذبت الريع
وله سمعتٍ عند الرجال امحشومه
وقال الشاعر الكبير سعد بن جدلان أبياته التالية عن "الوضح"
الحب حب الوضح كب الخرابيط
لا قابلت مثل النصوب المصاليع
كنها تخطط بالمجكات تخطيط
بعيونها و خشومهن و المراضيع
يا زينهن تطرد نبات الشواخيط
زمّت دبق ريضان و الا طواليع
هذي تبين لك وداد المسافيط
وهذي تبين لك وداد المواجيع
وضحى وعاشقها سنافي و زعّيط
و الوضح تطري شوفة النفس تشجيع
غير متصل
