Untitled 1
 
  الباحه تداول تجريبي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 770 )           »          ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1398 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5990 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5989 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6345 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5794 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10967 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10777 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10987 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11146 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الـعـامـة > المنتدى الإسلامي
 

المنتدى الإسلامي فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


عبد الله بن سبأ اليهودي

فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
مخايل الغربي
وسام التميز
رقم العضوية : 7672
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذيه
عدد المشاركات : 1,824 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مخايل الغربي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
عبد الله بن سبأ اليهودي

كُتب : [ 25 - 01 - 2007 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

عبد الله بن سبأ اليهودي اليماني بين الحقيقة والخيال د . سامي عطا حسن – جامعة آل البيت ملخص

تهدف هذه الدراسة بصفة أساسية إلى إثبات أن عبدالله بن سبا شخصية حقيقية تاريخية ، من خلال تحليل الروايات الواردة في المصادر الإسلامية المبكرة ، ومناقشة الشبهات التي أثارها بعض الدارسين المعاصرين من منكري وجود عبد الله بن سبأ و أتباعه في السبئية . وقد خلص الباحث إلى أن روايات كتب الفرق و الأدب عن عبد الله بن سبأ صحيحة ، وإن ابن السوداء عبدالله بن سبأ الذي نشر أفكاره ووزع دعاته في مختلف الأمصار حتى أفسد الرعية على الخليفة عثمان - رضي الله عنه - و جعلها تثور عليه و تقتله ، شخصية تاريخية و حقيقية قائمة ، وأن الدور المنسوب إليه في إيجاد وتسيير أحداث الفتنة التي وقعت في فجر الإسلام دور واضح للعيان . وانتهت الدراسة إلى بيان أن ما أثاره بعض الدارسين المعاصرين من شبهات حول وجود عبدالله بن سبأ تفتقر إلى الأدلة العلمية والدعم من المصادر الإسلامية المتقدمة والقريبة من الأحداث .

المقدمة :

بعد رحيل النبي - صلى الله عليه و سلم - إلى الرفيق الأعلى ، واندلاع حروب الردة ، وبعد أن تمكن أبو الصديق - رضي الله عنه - من قمعها ، دخلت إلى رواق الحياة الإسلامية شخصيات لم تستضيء قلوبها بأنوار النبوة ، ولم تستكمل حضانتها الإسلامية في ظل اليقين ، فكان دخولها لمناوأة الإسلام ، والانقضاض عليه من الداخل ، فزاحمت مناكبها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه و سلم - حتى أقصتهم عن مكانتهم ، وقبضت على كثير من مرافق الحياة في الأمة ، وقضت في كثير من قضاياها ، وتقدمت وتأخر أهل السبق في الإسلام ، فكان لهذه الشخصيات الدخيلة ، أثر عظيم في ظهور الفرق والمذاهب التي مزقت وحدة المسلمين ، وبددت شملهم ، وجعلت القرآن بينهم عضين ، تلجأ إليه كل فرقة وفي يدها سلاح التأويل المنحرف ، لتجعل منه سندا لمذهبها ، وحجة على منتحلها . تظاهروا بالحب لآل بيت النبوة ، في الوقت الذي عملوا كل ما من شأنه الإساءة إليهم ، والقضاء عليهم . تعرض آل البيت للقهر والاضطهاد من قبل العناصر المناوئة . لكونهم من البيوت الطاهرة الشريفة التي تربت في بيت النبوة ، ونهلت الإسلام من منابعه ، ولذلك فقد أصبحوا في صدارة أهداف العناصر المناوئة التي أظهرت الكيد للإسلام ، وكان ذلك في نفاق ماكر ، ومكر منافق ، حتى إذا لمعت لها بارقة الخلاف بين المسلمين في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - هبت واثبة إلى مكان القيادة ، تسوق الناس بعصا الفتنة العمياء ، وتهمزهم إذا فتروا بمهمز المكر والدهاء . وكان رأس هذه العناصر المناوئة : عبدالله بن سبأ ، الملقب بابن السوداء ، وكان من يهود اليمن ، وفد إلى الحجاز ، وانتحل الإسلام لأغراض كان يسترها ، كشفت عنها دعوته المارقة ، ( اختزن خياله مرارة الإجلاء اليهودي من الجزيرة العربية ، فقدم إلى المدينة بكل توتره وحقده ، وأسلم ظاهريا وهو يصر على إغراق هذا المجتمع الناشئ في بحور من الفتنة والشك ) (1).

أصله و موطنه :

اتفقت كتب المقالات والفرق ومعظم كتب التاريخ و الأدب التي تعرضت لموضوع الفتنة التي حدثت أيام الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - و لحادث مقتل الخليفة علي بن أبى طالب - رضي الله عنه - في الكوفة ، على ذكر عبدالله بن سبأ ، و أنه شخصية يهودية ظهر في مجتمع المسلمين بعقائد وأفكار ، ليفتن المسلمين في دينهم ، ثم اجتمع إليه رعاع القبائل وبعض الموتورين ، فاستطاع بهم شق وحدة المسلمين ، وإيقاف الفتوحات الخارجية ، لتبدأ حروب أهل البيت ، وإن كان هناك اختلاف بينهم في عرض أخباره . وتتفق المصادر السنية والمصادر الشيعية على أن عبدالله بن سبأ يهودي من صنعاء باليمن ، أسلم لتدبير المكائد للمسلمين ، وبث الفتنة ، وعوامل الفرقة والاختلاف فيما بينهم .

أ‌ - جاء في تاريخ الطبري : ( كان عبدالله بن سبأ يهوديا من صنعاء ). (2)
ب - قال ابن عساكر : ( عبدالله بن سبأ الذي تنسب إليه السبئية ، وهو من الغلاة الرافضة ، أصله من اليمن ) (3).
ج - قال الناشئ الأكبر : ( وكان عبدالله بن سبأ من أهل صنعاء ، اسلم على يد علي ، وسكن المدائن ) (4).
د - قال سعد بن عبدالله القمي الأشعري : ( وحكى جماعة من أهل العلم بأن عبدالله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا (5).
هـ - ساق المستشرق الألماني اسرائيل فريدليندر حججا عديدة في دراسة بعنوان : عبدالله بن سبأ وأصله اليهودي ، عن يهودية ابن سبأ وأصله اليمني (6)
و - قال أحمد أمين : ( إن ابن السوداء هذا أتى أبا الدرداء (7) وعبادة بن الصامت (8 ) فلم يسمعا لقوله ، وأخذه عبادة إلى معاوية (9) وقال له : هذا والله الذي بعث عليك أبا ذر (10)، ونحن نعلم أن ابن السوداء هذا لقب لقب به عبدالله بن سبأ ، وكان يهوديا من صنعاء ) (11).
ز - قال د . صالح درادكة ما نصه : ( إن أخبار الفتنة وصلتنا عن طرق أخرى غير طرق سيف بن عمر التيمي ، وهذه الروايات بعمومها لا تخالف رواية سيف ، وإنما تؤكد صحتها وتضيف إليها بعض التفاصيل ، وإذا كان المؤرخون يأخذون برواية سيف ، فلأنهم وجدوا فيها كشفا لليد الخفية التي كانت وراء تنظيم المعارضة على عثمان .. إلى أن يقول : لهذا لا يمكن إنكار وجود السبئية في أحداث ذكرها قدامى المؤرخين للملل والنحل ، ومع وضوح حقيقة وجود السبئية يجب أن لا تخفى عن أعيننا الحقيقة الأخرى ، وهي : أنه لولا وجود المعارضة لما تمكن عبدالله بن سبأ من الوصول إلى أهدافه ) (12) فكل الروايات التي أوردناها آنفا ، تدل على أن عبدالله بن سبأ ، يهودي من صنعاء وهي كانت في أيام احتلال الأحباش لها ، قاعدة مهمة لليهود ، والظاهر أنهم أقاموا فيها قبل غزو الأحباش لليمن ( 13).
ومما يؤكد يهودية - عبدالله بن سبأ - ما ذكره الإمام ابن حزم الأندلسي إذ قال ما نصه : ( و القسم الثاني من الغالية يقولون بإلهية غير الله عز وجل ، وأولهم قوم أصحاب عبدالله بن سبأ الحميري ( 14) فنسبه إلى قبيلة حمير ، وقبيلة حمير كانت تسكن في صنعاء .
قال محقق كتاب ( قرة العيون بأخبار اليمن الميمون ) : ( وصنعاء هي حاضرة اليمن في معظم العصور الإسلامية ، ومن أقدم المدن العربية ، قد قيل أنها بنيت بعد الطوفان ، وهي عروس الجزيرة العربية ، وتاجها المتلالىء ، ومحط أملاك حمير ، وحمير هذه ينتسب إليها كعب بن ملتع الرعيني الحميري الذي اشتهر باسم كعب الأحبار ، وكان عالم أهل الكتاب ، ومن كبار أحبارها ( 15).
ويقول ابن قتيبة : ( كانت اليهودية في حمير وبني كنانة وبني الحارث بن كعب وكنده ) (16) ولم تذكر المصادر التي وقفت عندها اسم والد عبدالله بن سبأ ... اللهم إلا الزبيدي صاحب تاج العروس ، فقد ذكر إن ( سبأ ) الواردة في حديث ( فروة بن مسيك المرادي )، هو : والد عبدالله بن سبأ صاحب السبئية من الغلاة ، (17) وهو رأي بعيد عن الصواب ، فقد يكون والده من صميم حمير ، وقد يكون من المنتسبين إليها بالولاء ، وقد يكون من الأبناء (18) فلم يعرف له أب ، أما أمه فهي حبشية الأصل (19) ومن هنا جاء لقبه ( ابن السوداء ) ومن الثابت تاريخيا أن التزاوج بين الأحباش واليمنيين ، أنتج في اليمن سلالة هجينه ، ربما يكون ابن سبأ أحد أفرادها . وإلى هذه السلالة يشير الكميت في مفاخرته بالنزارية على اليمنية بقوله :

لنا قمر السماء وكل نجم
= تشير إليه أيدي المهتدينا

وجدت الله إذا سمى نزارا
= وأسكنه بمكة قاطنينا

لنا جعل المكارم خالصات
= وللناس القفا ولنا الجبينا

وما وجدت بنات بني نزار
= حلائل أسودين وأحمرينا (20)

والمقصود بـ سبأ التي ينتسب إليها عبدالله بن سبأ هو اليمن ، فكل يماني يصح أن يقال عنه أنه ابن سبأ ، كما يقال للمصري ابن النيل ، وهكذا …. وتتوثق نسبة أهل اليمن إلى سبأ ، بخبر يورده يعقوب بن شيبة في كتابه ( مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ) ، قال : ( كان من سبأ من أهل اليمن ) ( 21).
وقد حكى القران الكريم في سورة النمل ما قصة الهدهد غلى سيدنا سليمان بقوله : ( فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين . إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ) ( 22). وفي القران الكريم سورة تسمى سورة سبأ ، وقد حدثنا القران عما كانوا فيه من رزق رغيد ونعيم مقيم ، وخزنوا الماء بكميات كافية وراء السد الذي عرف بسد مأرب ، فلما أعرضوا عن شكر المنعم ، وعن العمل الصالح ، والتصرف الحميد ، سلبهم الله سبب هذا الرخاء الذي كانوا يعيشون فيه ، وأرسل عليهم السيل الجارف حاملا في طريقه العرم وهي الحجارة ، فتحطم السد وانساحت المياه فطغت وأغرقت الأرض ، وتبدلت جناتها الفيح إلى صحراء قاحلة ، تتناثر فيها الأشجار البرية الخشنة ، قال تعالى : ( وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلى الكفور ) ( 23).
ومن الجائز أن يكون ابن سبا قد أخفى عنا اسم والده اليهودي ، لئلا يعرف الناس حقيقته ، أما ما ذهب إليه البغدادي من أن ابن سبأ كان من أهل الحيرة ، حيث قال : ( وكان ابن السوداء- أي ابن سبأ - في الأصل يهوديا من أهل الحيرة ) (24) وتابعه في ذلك الإمام الفاضل ( محمد أبو زهرة ) في كتابه المذاهب الإسلامية (25)، فلا يتعارض مع الروايات التي تقول بأنه يماني الأصل ، إذ يجوز من أصل ، وهاجر إلى الحيرة قي العراق ، علما بأن الحيرة كانت مركزا لجميع اليهود وأبناء الديانات والمذاهب الأخرى ، ومن المؤكد أن المسلمين لما خططوا الكوفة لم ينتقل إليها بادئ الأمر أحد من اليهود ، بل ظلوا في الحيرة ، وكان الحجاج بن يوسف الثقفي قد وقف على المنبر في الكوفة ( سنة 77 للهجرة ) وقال : ( يا أهل الكوفة ، لا أعز الله من أراد بكم العز ، ولا نصر من أراد بكم النصر ، اخرجوا عنا ، لا تشهدوا معنا قتال عدونا ، انزلوا بالحيرة مع اليهود والنصارى ) ( 26) . وبعد أن جاء ابن سبأ إلى المدينة ، واحتك بالحياة الدينية والاجتماعية السائدة هناك ، اتخذ منها موقفا محددا يتسم ببغض الخليفة وذويه ، لما بدر منه في زعمه من استئثار أقاربه بالمال والسلطة ، فأخذ يبث أنصاره هنا وهناك ، ليكشفوا للمسلمين - زورا وبهتانا - مساوئ عهد عثمان - رضي الله عنه - ولتحريضهم على الثورة ، يقول المؤرخ الفارسي - مير خواند - إن السبب في حقد ابن سبأ على عثمان هو : ( أنه كان يأمل حين قدومه إلى المدينة إكرام الخليفة له . فلما لم يحصل له ما أراد ، أخذ يتصل بالناقمين عليه ، وينكر على عثمان إدارته علنا ، وبلغ عثمان خبره أخيرا فقال : من هذا اليهودي الذي أتحمل منه هذا . وأمر بنفيه من المدينة ، ثم ذهب أخيرا إلى مصر ، وصار من المشاغبين العاملين ضد عثمان ) ( 27).

شبهات منكري وجود ابن سبأ وتفنيدها :

حاول نفر من الكتاب المعاصرين نفي وجود ابن سبأ ، وذهبوا في أمره مذاهب شتى ، فمنهم من أنكر وجوده ، ومنهم من قال : لو سلمنا بوجوده جدلا ، فإننا ننكر أن يكون له كل ذلك التأثير في الفتن التي حصلت في مقتبل عمر الدولة الإسلامية ، وسنعرض لهذه التشكيكات والأوهام لبيان زيفها .

أولا : شبهات مرتضى العسكري :

حاول مرتضى العسكري ، عميد كلية علوم الدين بالنجف الأشرف ، إثبات أن معظم المؤرخين الذين تطرقوا للحديث عن عبدالله بن سبأ ، أخذوا معلوماتهم عن الطبري ، وأن الطبري اعتمد على روايات الإخباري سيف بن عمر ( 28) الذي جرحه علماء الجرح والتعديل .
يقول مرتضى العسكري : ( فإذا راجعنا كتب الرجال للبحث عن شخصية سيف ، وجدناهم يصفونه بأنه : يروي عن خلق كثير من المجهولين ، ضعيف الحديث ، ليس بشيء ، متروك ، يضع الحديث ، وهو في الرواية ساقط ، يروي الموضوعات عن الثقات ، وعامة حديثه منكر ، متهم بالوضع والزندقة ) ( 29 ).
ونقول : لقد جرحه علماء الجرح والتعديل ، فقال عنه النسائي : ( سيف بن عمر الضبي ضعيف ) (30)
وقال عنه أبو حاتم الرازي : ( حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عن سيف بن عمر الضبي فقال : متروك الحديث ، يشبه حديثه حديث الواقدي ) وقال عنه ابن معين : ( سيف ضعيف الحديث ) (31).
وذكره الذهبي واكتفى بالقول ( ضعفه ابن معين و غيره ) (32).
وعند ابن حجر : ( سيف ضعيف الحديث ) (33). ولكن الطعن في مروياته من الأحاديث النبوية الشريفة ، لا ينسحب بالضرورة على الأخبار التي يرويها ، لأن الأحاديث النبوية جزء من التشريع تنبني عليها الأحكام ، ويؤخذ منها الحلال والحرام ، وتقام بها الحدود ، فهي تتصل بأصل من أصول التشريع الإسلامي وهو السنة النبوية الغراء .
ويختلف الأمر في رواية الأخبار التاريخية ، فهي وإن كانت مهمة ، إلا أنها لا تصل أهميتها إلى درجة الأحاديث النبوية ، ولا يتمخض عنها أحكام ملزمة ، إذ كل إنسان يؤخذ من كلامه ويترك .. إلا ما صح من قول رسول الله -صلى الله عليه و سلم -. ولنعد إلى كتب الجرح والتعديل التي جرحت سيف محدثا ، لنرى حكمها على سيف مؤرخا وإخباريا ،
قال الذهبي : ( كان سيف إخباريا عارفا ) ( 34). وقال ابن حجر : ( ضعيف في الحديث عمدة في التاريخ ) (35)، فلماذا نأخذ بعض الأقوال ونترك بعضها الآخر ..؟ وفي الواقع إن سيف بن عمر لم يكن المصدر الوحيد الذي استأثر بأخبار عبدالله بن سبأ ، بل ورد ذكر أخبار ابن سبأ وطائفته منقولة عن علماء متقدمين ، ورواة غير سيف بن عمر مثل :
أ - جاء في ( طوق الحمامة ) ليحيى بن حمزة الزبيدي عن سويد بن غفلة الجعفي الكوفي المتوفى عام (80هـ/699م) أنه دخل على علي - رضي الله عنه - في إمارته ، فقال : إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر بسوء ، ويروون أنك تضمر لهما مثل ذلك ، منهم عبدالله بن سبأ ، فقال علي : مالي ولهذا الخبيث الأسود ، ثم قال : معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل ، ثم أرسل إلى ابن سبأ فسيره إلى المدائن ، ونهض إلى المنبر ، حتى اجتمع الناس أثنى عليهما خيرا ، ثم قال : إذا بلغني عن أحد أنه يفضلني عليهما جلدته حد المفتري (36).
ب - أخرج ابن عساكر عن زيد بن وهب الجهني الكوفي المتوفى عام (90هـ/709م) قال : ( قال علي بن أبي طالب : مالي ولهذا الخبيث الأسود - يعني عبدالله بن سبأ - و كان يقع في أبي بكر و عمر ) (37).
ج - روى ابن سعد في طبقاته عن إبراهيم بن يزيد النخعي الموفى عام (96هـ/714م) إن رجلا كان يأتيه فيتعلم منه ، فيسمع قوما يذكرون أمر علي وعثمان ، فقال : أن أتعلم من هذا الرجل ؟ وأرى الناس مختلفين في أمر علي وعثمان فسأل إبراهيم النخعي عن ذلك فقال : ما أنا بسبئي ولا مرجئي (38).
د - اخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن الشعبي عمر بن شراحيل الحميري اليمني المتوفى عام (103هـ/721م) قال : ( أول من كذب عبد الله بن سبأ ).
وأخرج ابن عساكر كذلك عن ابن الطفيل عامر بن وائلة الليثي الصحابي المتوفى عام (110هـ/728م) قال : ( رأيت المسيب بن نجية أتى به ملبيه - يعني ابن السوداء - وعلي على المنبر ، فقال علي : ما شأنه ؟ فقال : يكذب على الله ورسوله ) ( 39).
هـ – نقل الإمام الطبري إن قتادة بن دعامة السدوسي المتوفى عام (117هـ/735م) كان إذا قرأ قوله تعالى : ( فأما الذين في قلوبهم زيغ … الآية ) قال : ( إن لم يكونوا الحرورية والسبئية فلا أدري ) (40).
وكما هو واضح فإن أصحاب هذه الروايات لم يذكر رواتها أنها نقلت عن سيف .. مما يدل على أن هذا الخبر لم ينفرد به سيف بن عمر التميمي ، بل ورد عن رواة آخرين ، وبعضهم متقدم على سيف ، ومع أن الأستاذ مرتضى العسكري يرفض الأخذ برواية ( سيف ) بحجة أن علماء الجرح و التعديل جرحوه - محدثا وليس إخباريا - إلا أننا نجده يأخذ بروايات ( أبو مخنف ) (41) الذي جرحه علماء الجرح والتعديل محدثا وإخباريا .
قال عنه ابن معين : ( ليس بشيء ) (42). وقال عنه الذهبي : ( وهو ليس عمدة في التاريخ كما هو شأن سيف بل هو إخباري تالف لا يوثق به ) (43).
وبمثل ذلك وصفه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان (44).
وأبو مخنف هذا لم يشر في أحداث فتنة عثمان إلى السبئية ، وأول إشارة لابن سبأ عنده تعود إلى أيام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إذ يذكر أنه بعد موقعة النهروان جاءه ( عبدالله بن سبأ الله بن وهب الراسبي الهمداني رأس الخوارج وهو ابن سبأ – والصواب : هو وابن سبأ – ومعه حجر الكندي وعمرو بن الحمق الخزاعي ، وحية بن جوين البجلي ، ثم العرني ، وسألوه عن رأيه في أبى بكر وعمر ، فغضب منهم وقال : أو قد تفرغتم لهذا ؟ ) (45)
هذه أول إشارة عند إخباري غير سيف لاعتقاد ابن سبأ بأحقية علي بالخلافة ، وفيها أيضا إشارة إلى وجود ابن سبأ عند إخباري يثق به مرتضى العسكري نفسه ، ويشير أبو مخنف إلى السبئية بصورة مقتضبة بعد استشهاد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ويفهم منه أنها الفئة التي توالي عليا ، ووصف - زياد بن أبيه –حجر بن عدي الكندي ( 46) وأصحابه بأنهم ( السبئية الجانية ) (47) وبأنهم ( الترابية السبئية ) (48) وذكر أبو مخنف أن شبت بن ربعي الرياحي تهكم على أصحاب المختار ، ووصفهم بأنهم سبئية ، ووصفت أشراف الكوفة المختار وأتباعه بأنهم سبئية – أثناء إحتجاجهم على المختار الثقفي قبل موقعة ( جبانة السبع ) التي انتصر فيها المختار سنة 66 للهجرة (49)، حيث قالوا : ( أظهر وسبئيته البراءة من أسلافها الصالحين ) (50)، كما وصف الخوارج أصحاب علي – كرم الله وجهه – بأنهم ( سبئية ) (51)، وكل هذه الروايات الواردة عن أبي مخنف ، والروايات السابقة عن سيف وغيره ، تفيد أن عبدالله بن سبأ وأتباعه ، كانوا من عالم الحقيقة لا عالم الخيال …. كما ادعى مرتضى العسكري ، وتجريحه للخبر على أنه مروي عن سيف لا محلله ، إذ ورد عن غيره فسيف ليس هو المصدر الوحيد لأخبار عبدالله بن سبأ ، كما أن ابن عساكر لم تقتصر طرق روايته على سيف ، وإنما أورد في تاريخه روايات لم يكن سيف فيها ، وكلها تثبت وجود ابن سبأ وتؤكد أخباره .
كما تنوعت المصادر الشيعية التي أثبتت وجود – ابن سبأ _ وتشمل هذه المصادر الشيعية كتب الفرق ، وفي مقدمتها كتاب الناشئ الأكبر (ت 293هـ) : مسائل الإمامة ومقتطفات من كتاب الأوسط في المقالات (52) وكتاب المقالات والفرق ( 53) للقمي (ت 301هـ) وفرق الشيعة ( 54) للنوبختي (ت 310هـ) وكذلك كتب الرجال ، ومنها رجال الكشي (55) ( أبو عمرو محمد بن عمر ، ت 340 للهجرة ) (56) وقد نقل أكثر من رواية مسندة تؤكد حقيقة ابن سبأ ، وكتاب رجال الطوسي (57) ( محمد بن الحسن الطوسي ، ت 460هـ ) وكلها تثبت وجود ابن سبأ وتدين من حاول من متأخري الشيعة إنكار وجود عبدالله بن سبأ ، أو التشكيك في أخباره ، ومع ذلك فقد رفض العسكري أخبار الرواة ، ولم يقنع بما نقله الحفاظ الثقات ، وشنع على كتاب الملل والنحل ، ولم يكتف برد أخبار علماء أهل السنة ، وإنما رد ما كتبه أئمة الشيعة .

ثانيا : شبهات الدكتور كامل مصطفى الشيبي :

حاول الدكتور كامل مصطفى الشيبي أن يثبت في كتابه ( الصلة بين التصوف والتشيع ) إن ابن سبأ هذا ما هو إلا : عمار بن ياسر (58). وللحقيقة ، إن أول من قال بذلك هو - ( هدايت ألو حكيم الهلي ) (59) الأستاذ بإحدى الجامعات البرطانية ، وردد الدكتور علي الوردي ذلك في كتابه ( وعاظ السلاطين ) ) (60)، وأيده الدكتور كامل الشيبي بشدة ، وقال : ( وهذه الأدلة مقنعة ومنطقية ولكنها في حاجة إلى نصوص تسند تسمية عمار بن ياسر بابن السوداء وابن سبأ )، ثم أخذ يسرد بعض الحجج التي توهم أنها تؤيد مدعاه ، ومنها : كان ابن سبأ يعرف بابن السوداء ، وقد رأينا كيف كان عمار يكنى بابن السوداء أيضا . وكان من أب يماني , ومعنى هذا أنه كان من أبناء سبأ ، فكل يماني يصح أن يقال عنه أنه ابن سبأ ، وأهل اليمن كلهم ينتسبون إلى – سبأ بن يشجب بن قحطان – وفي القرآن الكريم : قال الهدهد لسليمان : إنه جاءه من سبأ ، وقصد بذلك اليمن . وعمار فوق ذلك كان شديد الحب لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – يدعو له ، ويحرض الناس على بيعته في كل سبيل . وقد ذهب عمار في أيام عثمان إلى مصر ، وأخذ يحرض الناس على عثمان ، فضج الوالي منه ، وهم بالبطش به وهذا الخبر يشبه ما نسب إلى سبأ من أنه استقر في مصر ، واتخذ من الفسطاط مركزا لدعوته ، وشرع يراسل أنصاره منها . وينسب إلى ابن سبأ قوله : إن عثمان أخذ الخلافة بغير حق ، وأن صاحبها الشرعي هو علي بن أبي طالب ، والواقع أن هذا كلام عمار بن ياسر بالذات ، فقد سمع ذات يوم يصيح في المسجد اثر بيعة عثمان ، يا معشر قريش ، أما إذا صرفتم هذا الأمر عن بيت نبيكم ههنا مرة ، وههنا مرة ، فما أنا بآمن عليكم من أن بنزعه الله فبضعه في غيركم ، كما نزعتموه من أهله ، ووضعتموه في غير أهله . ويعزى إلى ابن سبأ أنه هو الذي عرقل مساعي الصلح بين علي و عائشة إبان معركة البصرة ، فلولاه لتم الصلح بينهما حسبما تقوله الرواة . ومن يدرس تفاصيل واقعة البصرة ، يجد عمارا يقوم بدور فعال فيها ، فهو الذي ذهب مع الحسن ، ومالك الأشتر إلى الكوفة ، يحرض الناس إلى الانتماء إلى جيش علي ، وكان وقوف عمار بجانب علي أثناء المعركة ، من أسباب ندم الزبير وخروجه منها ، وقالوا عن ابن سبأ إنه هو الذي حرك أبا ذر في دعوته الاشتراكية ، ولو درسنا صلة عمار بأبي ذر لوجدناها وثيقة جدا ، فكلاهما من مدرسة واحدة ، هي مدرسة علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه - وكان هؤلاء الثلاثة يجتمعون ويتشاورون ويتعاونون معا . نستخلص من هذا أن ابن سبأ لم يكن سوى عمار بن ياسر ، فلقد كانت قريش تعتبر عمارا رأس الثورة على عثمان ، ولكنها لم تشأ في أول الأمر أن تصرح باسمه ، فرمزت عنه بابن سبأ ، أو ابن السوداء ، وتناقل الرواة هذا الأمر غافلين وهم لا يعرفون ماذا يجري تحت الستار . ثم أخذ الدكتور – الشيبي – يسوق بعض الحجج و النصوص التي زعم أنها تسند تسمية عمار بن ياسر – رضي الله عنه – بابن السوداء ، وابن سبأ ( 61) ونقول : إن من يتفرس النقول السابقة التي أوردناها فيما سبق ، يجد أن شخصية عبدالله بن سبأ شخصية حقيقية عرفها الناس ، وعرفوا لها مرونتها وقدرتها التأثير إذ أنها تؤكد في غير لبس حقيقة وجوده ، بل يكاد يكون في حكم الإجماع بين الرواة الذين ذكروا عبدالله بن سبأ أنه كان يهوديا ، وقد أيد علماء الشيعة ذلك من أمثال النوبختي وغيره (62). أما لماذا عبدالله بن سبأ بابن السوداء ؟ فالذي يظهر من كلام الطبري وغيره ، أن عبدالله بن السوداء هو نفسه عبدالله بن سبأ سمي بذلك تحقيرا له لأن أمه سوداء ، وربما لأن أمه حبشية كما أسلفنا ، ويؤكد المقريزي في خططه (63)، وابن كثير في البداية والنهاية (64)، هذا التطابق . قال الطبري : ( كان عبدالله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء ، وكانت أمه سوداء ) (65).
وفي البيان والتبيين للجاحظ ، خبر جاء في بعض فقراته : ( فلقيني ابن السوداء وهو ابن حرب ) (66) وقد حاول الدكتور جواد علي أن يلقي ظلالا من الشك على وجود ابن سبأ من خلال هذه الرواية ، فقال : المهم في هذه الرواية أنه نص على اسم والد ابن السوداء فدعاه حربا ! ولكن أي حرب هو ؟ فهنالك مئات الأشخاص عرفوا بحرب ، ثم من كان والد حرب .. ؟ ومن أي قبيلة كان (67). ولا شك أن رواية البيان والتبيين محرفة ، وأظن أن أصل الرواية ( فلقيني ابن السوداء هو وابن حرب ) أي بتقديم هو على الواو – فيستقيم بذلك المعنى ، علما بان ابن حرب هذا , هو مؤسس الفرقة الحربية السبئية (68)، وكان من اتباع ابن سبا وكان يقول المقالات التي نادى بها سبأ ثم تجاوزه ، المهم أن الدكتور جواد علي ، علق على رواية الجاحظ السابقة بقوله : ( ولست في شك من أنه يقصد بابن السوداء ، عبدالله بن سبأ الذي تحدث عنه أصحاب كتب الفرق ) (69).
وقد انفرد صاحب كتاب ( الفرق بين الفرق ) (70) بالقول بأن ابن السوداء شخص غير ابن سبأ بيد أن الأفكار والآراء التي نسبها للثاني ، مما يؤدي إلى ان الاسمين لشخص واحد ، أثرت عنه الأفكار المستوردة من الشرق والديانات والمذاهب المنحرفة ، وقد اعتمد على رواية الشعبي التي تتحدث عن شخصين أحدهما : عبدالله بن سبأ ، وكان في الأصل يهوديا من اليمن ، والثاني : عبدالله بن السوداء ، وهو يهودي من الحيرة ، وقد بينا – فيما سلف – أن ابن سبأ في الأصل من اليمن ، وأنه نزل الحيرة فيما بعد ، وفيها صاغ معظم المقالات التي نادى بها ، وهذا التفريق بينهما لم يكن إلا من اختلاط الأمر على الرواة ، كما حصل لهم في رواية أخرى للشعبي نقلها صاحب العقد الفريد ، جاء فيها ( وقد حرقهم علي بن أبي طالب بالنار ، ونفاهم إلى المدائن ، ومنهم عبدالله بن سبأ ، نفاه إلى ساباط ، وعبدالله بن السياب ) (71) ... فذكر الشعبي في روايته هذه اسم شخصين هما : عبدالله بن سبأ ، وعبدالله بن السباب ، والذي يطالع في هذا الموضع ، يتصور أن الثاني من زعماء الغلاة في حب علي بن أبي طالب ، وأنه كان من حزب ابن سبأ ، فاسم والده السباب .. وبمراجعة لكتب الفرق نجد أنها تسمي عبدالله بن سبأ وأتباعه بالسبئية ، كما تسميهم بـ السبابية في ذات الوقت . جاء في كتاب ( الفرق بين الفرق ) : ( الفصل الأول من فصول هذا الباب : في ذكر قول السبابية : أتباع عبدالله بن سبأ ) ( 72) وقد تكرر ورود هذه التسمية في كتب أخرى مثل : عيون الأخبار لابن قتيبة إذ قال : ( أول من قال بخلق القران هو المغيرة بن سعيد العجلي وكان من أتباع عبدالله بن سبأ اليهودي )، وقال في موضع آخر : ( إن المغيرة كان سبابيا ) (73). فكل هذه التسميات إذن لمسمى واحد هو عبدالله بن سبأ ، وسموا بهذا الاسم ، لانتقاصهم من صحابة رسول الله – صلى الله عليه و سلم - وإطلاق ألسنتهم في سبهم وتجريحهم . واشتهار عبدالله بن سبأ بلقب ابن السوداء لم يكن يسره ، كما لم يسر اتباعه ، إذ استعملت هذه الكلمة دوما للتحقير والازدراء ، فقد عير بها المقداد بن الأسود ، فقيل له يا ابن السوداء ، وقالها أبو ذر لبلال – رضي الله عنه – فمن المحتمل إن يكنى عمار بن ياسر – رضي الله عنه – وغيره بابن السوداء، كما كني – ابن سبأ – بذلك، وليس معنى هذا أنهما شخصية واحدة ، وإنما رفض الشيعة المحدثون وجود ابن سبأ زاعمين أنه عمار بن ياسر ، وأن النواصب حملوه كل تلك الأفكار والآراء الشائعة بين الأقليات غير الإسلامية في المجتمع الإسلامي ، لينفوا بداية التشيع والغلو بعبدالله بن سبأ ، وقد أظهره مؤرخو الفرق وكتابها من سنة وشيعة ، كرائد للتشيع الغالي ، فكان رد فعل الشيعة المحدثين إن اعتبروا عبدالله بن سبأ ، اسما وضعه الأمويين لعمار بن ياسر المناهض لهم . ومقصدهم من ذلك إظهار عمار بن ياسر - بما عرف عنه - بأنه الرائد الأول لمذهبهم . ثم إن هذا الرأي الذي ذهب إليه كل من الدكتور علي الوردي ، والدكتور مصطفى الشيبي ، وغيرهما ، ترده كل كتب الجرح والتعديل ، وكتب الرجال المعتمدة عند الشيعة أنفسهم ، فهي تذكر عمار بن ياسر ضمن أصحاب علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – والرواة عنه ، ثم تذكر في موضع آخر ترجمة عبدالله بن سبأ في معرض السب واللعنة ، فهل يمكن اعتبار الرجلين شخصية واحدة ..؟
وإذا كان الدكتور علي الوردي ومن تابعه يرون أن من عوامل توافق ذهاب كل منهما إلى مصر زمن عثمان ، فإن استقراء النصوص ، ومعرفة تاريخها يعطي مفهوما غير الذي فهمه الدكتور الوردي ، وبالتالي دليلا على استقلال كل من الشخصيتين ، فعمار إنما بعثه عثمان إلى مصر سنة 35هـ، كما أن الذين استمالوا عمار بن ياسر في مصر قوم منهم : عبدالله بن سبأ ، وخالد بن ملجم ، وسودان بن حمران ، وكنانة بن بشر ، وذلك عندما طلب الخليفة عثمان – رضي الله عنه – مشورة خاصته ، عندما ترامت إلى أسماعه أنباء تذمر الرعية في الأمصار ، فقالوا له : ( نشير عليك أن تبعث رجالا ممن تثق بهم إلى الأمصار يرجعون إليك بأخبارهم، فدعا محمد بن مسلمة فأرسله إلى الكوفة ، أرسل اسامة بن زيد إلى البصرة ، وأرسل عمار بن ياسر إلى مصر ، وأرسل عبدالله بن عمر إلى الشام وفرق رجالا سواهم ) (74)، إذا فهما شخصان لشخص واحد . كما أن الظروف التاريخية والنفسية ، لا تسمح لنا بالقول بأنهما شخصية واحدة ، إذ يلزم من ذلك أن يكون عمار بن ياسر هو الذي أشاع فكرة الوصية ، والرجعة ، والمهدية ، والزندقة ، وهذا ما لا يستطيع أحد نسبته إلى الصحابي الجليل عمار بن ياسر – رضي الله عنه – بل يلزم من التوحيد بين الشخصيتين نسبة اليهودية إلى عمار ، والتي أتثبتها المؤرخون من أهل السنة والشيعة لـ عبد الله بن سبأ . أما اتفاقهما في الكنية ( ابن السوداء ) فلا يقوم دليلا على أنها شخص واحد ، لأتتا نجد كثيرا من العلام يتشابهون في الكنية والألقاب ، مما حمل المؤرخون على التأليف في المتشابه من الأسماء والكنى ، والألقاب ، لبيان الفرق بينها . ومن كل مما سلف يتبين لنا مجانبة الدكتور علي الوردي للصواب ، وكذلك من تابعه فيما ذهب إليه ، وما أوردناه كاف للدلالة على ذلك . يتبع


أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 22 - 08 - 2008 الساعة 03:35
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
مخايل الغربي
وسام التميز
رقم العضوية : 7672
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذيه
عدد المشاركات : 1,824 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مخايل الغربي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : عبد الله بن سباء اليهودي

كُتب : [ 25 - 01 - 2007 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

تتمة البحث قبله

ثالثا : شبهات الدكتور طه حسين :

خاض الدكتور (طه حسين) في كتابه (الفتنة الكبرى) في أمر الفتنة التي اضطرم سعيرها في آخر خلافة عثمان – رضي الله عنه – وانتهت باغتيال خليفة رسول الله – صلى الله عليه و سلم – اغتيالا لم تاريخ الإسلام –آنذاك- ابشع منه ولا افظع، على النحو أراد به – جريا على منهجه- آثار الشكوك و الشبهات معتمدا على مصادر غامضة، وروايات مبتورة، تاركا خلفه المصادر الإسلامية، ونقل روايات الفتنة كما رواها رواتها دون تمحيص لهذه الروايات، كما كان له هوى واضح لم يكشف عنه إلا بعد إن قطع شوطا طويلا فيما كتب، وقد كفانا مؤونة الرد عليه أديب العربية الراحل محمود محمد شاكر فقال: ] وبعد أن ذكر الفتنة قال: فالفتنة إذا إنما كانت عربية نشأت من تزاحم الأغنياء على الغنى و السلطان، ومن حسد العامة العربية لهؤلاء الأغنياء[ وأنت خليق أن تنظر في هذا التكرار لهذه الصفة (فتنة العربية) و ( عامة عربية) لتعلم ماذا يريد بهذا التكرار، و ما الذي يريد أن ينفيه من شركة أحد من غير العرب في دم عثمان، وما تكاد تمضي صفحات حتى نرى بابا يبدأ هكذا: وهناك قصة اكبر الرواة المؤرخون من شأنها، وأسرفوا فيها، حتى جعلها كثير من القدماء والمحدثين مصدرا لما كان من الخلاف على عثمان، ولما أورث هذا الاختلاف من فرقة بين المسلمين لم تمح آثارها بعد، وهي قصة عبد الله بن سبأ الذي يعرف بابن السوداء. قال الرواة: كان عبد الله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء حبشي الأم، فأسلم في أيام عثمان، ثم جعل ينتقل في الأمصار يكيد لعثمان، ويغري به، ويحرض عليه، ويذيع في الناس آراء محدثة أفسدت عليهم رأيهم في الدين و السياسة جميعا (75) .
ثم يقول: ( وإلى ابن السوداء يضيف كثير من الناس كل ما ظهر الفساد والاختلاف في البلاد الإسلامية أيام عثمان، ويذهب بعضهم إلى أنه أحكم كيده إحكاما، فنظم في الأمصار جماعات خفية تستتر بالكيد، وتتداعى فيما بينها إلى الفتنة، حتى إذا تهيأت لها الأمور، وثبت على الخليفة، فكان ما كان من الخروج و الحصار وقتل الإمام) ونرى من هذا لماذا أصر الدكتور على أن يصف الفتنة بأنها (عربية) وبان العامة الذين كانوا شرار هذه الفتنة كانوا (عامة عربية) أي أن ليس لعبد الله بن سبأ يد فيها، وأن ليس لليهود عمل في تأريث نارها. ثم يمضي الدكتور في حديثه ليقول عقب ذلك: (ويخيل إلي أن الذين يكبرون من أمر ابن سبأ إلى هذا الحد، يسرفون على أنفسهم وعلى التاريخ إسرافا شديدا، وأول ما نلاحظه أنا لا نجد لابن سبأ ذكرا في (المصادر المهمة) التي قصت أمر الخلاف على عثمان، فلم يذكره البلاذري في أنساب الأشراف وهو فيما أرى أهم المصادر لهذه القصة وأكثرها تفصيلا، وذكره الطبري عن سيف بن عمر، وعنه أخذ المؤرخون الذين جاءوا بعده فيما يظهر)(76) ثم قال: ( ولست أدري إن كان لابن سبأ خطر أيام عثمان أم لم يكن..؟ ولكني أقطع بأن خطره – أن كان له خطر – ليس ذا شأن، وما كان المسلمون في عصر عثمان ليعبث بعقولهم وآرائهم وسلطانهم طارئ من أهل الكتاب اسلم أيام عثمان) إلى أن يقول: ( فلنقف من هذا كله موقف التحفظ والتحرج والاحتياط، ولنكبر المسلمين على أن يعبث بدينهم وسياستهم وقولهم ودولتهم رجل أقبل من صنعاء، وكان أبوه يهوديا وكانت أمه سوداء، وكان هو يهوديا، ثم اسلم لا رغبا ولا رهبا، ولكن مكرا وكيدا وخداعا، ثم أتيح له من النجح ما كان ينبغي، فحرض المسلمين على خليفتهم حتى قتلوه) ثم يقول: ( هذه كلها أمور لا تستقيم للعقل ولا تثبت للنقد ولا ينبغي أن يقام عليها أمور التاريخ)(77) هكذا يقطع الدكتور الرأي جملة واحدة، ثم مضى على وجهه يقول: ( وهنا تأتي قصة الكتاب الذي يقول الرواة أن المصريين قد اخذوا أثناء عودتهم إلى مصر، فكروا راجعين، فهذه القصة فيما أرى ملفقة من اصلها) ثم اختصر قصة الكتاب اختصارا وقال: كل هذا أشبه أن يكون ملهاة سخيفة، منه أن يكون شيئا قد وقع، والأمر ايسر من هذا، تلقى أهل الأمصار وعدا من إمامهم فاطمأنوا إليه، ثم تبينوا أن الخليفة لم يصدق وعده..! فاقبلوا ثائرين يريدون أن يفرغوا من هذا الأمر وأن لا يعودوا إليه حتى يفرغوا، ثم تبين للدكتور طه أن إلغاء هذا الكتاب الذي أرسل إلى والي مصر يأمره بقتل رؤوس الوفد الذي جاء من مصر ليس يحل الأشكال في عودة الوفد، بعد أن فصل عن المدينة راجعا إلى مصر، وتبين له أيضا أ ن أهل الأمصار تبينوا أن الخليفة لم يصدق وعده، أي أنه كذب عليهم باللفظ الصريح، فإن سأل نفسه كيف تبينوا أنه كذب عليهم، فلم يعرف كيف يجيب، فألقى الفرض كما هو وزاد عليه انهم أقبلوا ثائرين، ( فلما بلغوا المدينة وجدوا أصحاب رسول الله قد تهيأوا لقتالهم، فكرهوا هذا القتال، وانصرفوا عائدين حتى إذا عرفوا أن هؤلاء الشيوخ قد ألقوا سلاحهم، و أمنوا في دورهم كروا راجعين فاحتلوا المدينة بغير قتال) ولكن رأي الدكتور طه أن هذا الرأي مدخول كله، إذ لم يعزز بفرض آخر، ففكر وقدر ثم قال: ( وأكاد اقطع بأن قد كان لهم من أهل المدينة أنفسهم أعوان دعوهم وشجعوهم، ثم أعلموهم بما عزم عليه أصحاب النبي، ثم أعلموهم بعودة المدينة إلى الهدوء والدعة، ثم انضموا إليهم حين حاصروا عثمان )(78) وهذه كلها – كما نرى – فروض وتخيل، وإقرار أيضا بما أنكره في أمر عبد الله بن سبأ من تنظيم الجماعات الخفية، التي تتستر بالكيد، فهو ينكر هذا المبدأ هناك ويقره هنا.
ونكتفي بالوقوف على هذين الموضوعين من كلام الدكتور طه خشية الإطالة في تفلية كلامه، فإن تحت كل حرف مما كتب علما كثيرا لا بد من تفليته وغربلته ورده إلى وجوه الحق، التي زال عنها إلى سواها، وقد اضطررت اضطرارا إلى الإطالة بالنقل، لئلا يفوت علينا شيء من حديث وعلمه.
وقد بدأ الدكتور حديثه في إسقاط قصة اليهودي – ابن السوداء عبد الله بن سبأ – فذكر أن الرواة المتأخرين أكبروا من شأنها، أسرفوا فيها، وأنها لم ترد في (المصادر المهمة)، وأن ابن سعد لم يذكرها، وأن البلاذري لم يذكرها في أنساب الأشراف – وهو فيما يرى الدكتور أهم المصادر – وأن الذي ذكرها هو الطبري ( أخذها عنه المؤرخون الذين جاءوا بعده فيما يظهر) كما يقول الدكتور. وقول الدكتور ( الرواة المتأخرين) فيه إيهام شديد متعمد فيما يظهر، فإن الطبري ليس من الرواة المتأخرين، فهو قد ولد سنة (225هـ) ومات سنة (310هـ)، فهو معاصر للبلاذري ، وفي طبقة تلاميذ ابن سعد صاحب الطبقات، وأن سيف بن عمر الذي روى عنه الطبري هذا الخبر، هو من كبار المؤرخين القدماء فهو شيخ شيوخ الطبري، والبلاذري، وهو في مرتبة شيوخ – ابن سعد – فقد مات في زمن الرشيد، أي في ما قبل سنة (190 من الهجرة)، فلا يقال عنه ولا عن الطبري إنهما من – الرواة المتأخرين – كما أراد الدكتور طه أن يوهم قارئه.
وكذلك قوله: ( المصادر المهمة) فيه إيهام شديد، وإجحاف جارف، فإن لم يكن كتاب الطبري من ( المصادر المهمة ) فليت شعري ما المصادر المهمة التي بين أيدينا؟
ثم أن الدكتور طه يعلم أن كتاب ابن سعد الذي بين أيدينا كتاب ناقص وانه ملفق من نسخ مختلفة، وبعضها تام، وبعضها ناقص، وبعضها مختصر، والدليل على ذلك مما نحن بسبيله، أنه ترجم (لعمر) – رضي الله عنه – في (48 صفحة)، (لآبي بكر) – رضي الله عنه – في (33 صفحة)، فلما جاء إلى (عثمان) – رضي الله عنه – والأحداث في خلافته هي ما يعلم الدكتور طه، ويعلم الناس، لم يكتب سوى (22 صفحة)، فلما ذكر ( علي بن أبي طالب )، والأمر في زمنه افدح لم يكتب عنه سوى (16 صفحة).
وكان من حجة الدكتور في نفي خبر عبد الله بن سبأ أن البلاذري لم يذكره، وهو فيما يرى (أهم المصادر لهذه القصة أكثرها تفصيلا) ثم عاد فنفى أيضا خبر الكتاب الذي فيه الأمر بقتل وفد مصر، مع أن البلاذري ذكره أطال واتى فيه بما لم يأت في كتاب وغيره، ولا تدري كيف يستقيم أن يجعل ذكره خبر ما، حجة في نفيه، ثم ينفي أيضا خبرا آخر قد ذكره ولج فيه؟ ويعلم الدكتور طه، أن الذي وجد في كتاب البلاذري قسم ضئيل جدا، طبع منه جزء في ألمانيا سنة 1883 م، ثم تولى طبع جزء آخر في القدس رجل من طغاة اليهود سنة 1938 م، وقال الناشر في مقدمته أن هناك حوادث حدثت في عهد يزيد بن معاوية، وهي وقعة كربلاء، وموت الحسين ( ولما تذكر في ترجمة يزيد، بل ذكرها في تراجم بني أبي طالب وذلك حسب ما اقتضاه نظام الكتاب وفقا لتسلسل الأنساب) أفلا يجوز إذن أن يكون البلاذري قد ادمج أمر عبد الله بن سبأ في مكان آخر، كما فعل فيما لاحظه وذكره الناشر اليهودي للكتاب؟ كل هذا جائز ولكن الدكتور حين يريد أن ينفي شيئا لا يبالي أن يجتاز كل هذا ويغضي عنه، ليقول فيه بالرأي الذي يشتهيه ويؤثره، غير متلجلج ولا متوقف إذن فالدكتور طه أراد أن يقول أن الفتنة التي أفضت إلى مقتل عثمان إنما كانت( فتنة عربية نشأت من تزاحم الأغنياء على الغنى والسلطان ومن حسد العامة العربية لهؤلاء الأغنياء)، فمن أجل تحقيق هذه الكلمة الكبيرة، ركب كل مركب في تصوير الحياة الإسلامية الأول بعد الفتوح بالصورة التي تنتهي إلى هذا الغرض وحده دون سواه، وهو الغنى والمال و تزاحم الأغنياء على المال والغنى والسلطان، وحسد العامة العربية لأصحاب الغنى والمال والسلطان، كما كشف عن هدف آخر حين نفى خبر عبد الله بن سبأ اليهودي، وخبر الكتاب الذي فيه الأمر بقتل الرؤوس وقد مصر، وهذا الهدف هو أن ينفي عن اليهود الشركة في دم عثمان، والتحريض على قتل الإمام، فركب مركبا وعرا، خالف فيه أسلوب العلماء في جرح الأخبار، وكذب الرواة في شيء بغير برهان، وصدقهم في شيء آخر بغير برهان أيضا،وهو نفسه ينعي في كتابه على ( الذين يكذبون الأخبار التي نقلت إلينا ما كان بين الناس من فتنة واختلاف) فقال: ( فنحن أن فعلنا ذلك لم نزد على أن نكذب التاريخ الإسلامي كله، منذ بعث النبي - صلى الله عليه و سلم -،لأن الذين رووا أخبار الفتح، وأخبار المغازي وسيرة النبي والخلفاء، ثم ينبغي أن نصدقهم حين يروون ما يروقنا، وان نكذبهم حين يروون ما لا يعجبنا، وما ينبغي أن نصدق بعض التاريخ، ونكذب بعضه الآخر، لا لشيء إلا لان بعضه يرضينا، وبعضه يؤذينا). بيد أن الدكتور طه نفسه قائل هذا الكلام، قد فعل ذلك، فكذبهم حين روى الرواة مالا يعجبه، وحين رووا ما يؤذيه، فعل ذلك أيضا، فصدقهم حين رووا ما يروقه، وما يرضيه. فإن الذين رووا أخبار الغنى والمال والسلطان، هم الذين رووا أخبار عبد الله بن سبأ اليهودي، وأخبار الكتاب الأمر بقتل وفد مصر، فلم أخذ شيئا بغير برهان، ونفى أخر بغير برهان؟ أن الشيء البين هو أن الدكتور الجليل، أراد كما قال أن يكبر المسلمين في صدر الإسلام عن أن يعبث بدينهم وسياستهم وعقولهم ودولتهم، رجل اقبل من صنعاء، وكان أبوه يهودي، وكانت أمه سوداء، وكان هو يهوديا، ثم أسلم لا رغبا ولا رهبا، ولكن مكرا وكيدا وخداعا.
وهذا قصد حسن، ونية جميلة، ولكن الحق احسن منه وأجمل، وليس يجمل بنا ولا بالدكتور طه أن يغالط في الحق لشيء يراه هو، أو نراه حسنا جميلا، والتاريخ يكتب بالتحكم، وإنما يكتب بالرواية ثم بالاستدلال، ثم يبذل الجهد في سد الفجوات. وسأضع بين يدي الدكتور طه حقائق لا يدخلها الريب، ولا أظنه يجهلها أو يغفل عنها، ولنعد إلى مدينة رسول الله – صلى الله عليه و سلم -، فقد كان يسكن هذه البلدة الكريمة بنو أم واحدة، وأب واحد من قبائل الأزد بن الغوث: أمهما : قيل، وأبوهما: حارثة بن ثعلبة، هؤلاء هم الأوس والخزرج وكان يعيش بينهم هذا الجليل من اليهود الذي سكن جزيرة العرب، أو سكن المدينة، فكان من خبر ذلك، شيء لم يكن مثله مثلا من بني هاشم وبني أمية وهو الحرب المتطاولة بين هذين الحيين الذين ولدتهما أم واحدة وأب واحد، ويسكنان معا بلدة واحدة، وظل هذا القتال بين الحيين متجدد النيران إلى أن كان (يوم بعاث) وهو كما قال ابن سعد: آخر وقعة كانت بين الاوس والخزرج في الحروب التي كانت بينهم وكانت هذه الوقعة ورسول الله – صلى الله عليه و سلم – بمكة قد دعا إلى الإسلام، ثم هاجر بعدها بست سنين إلى المدينة. ونشأة هذه العداوة العجيبة بين الأخوين الأوس والخزرج، واقتتالهما هذا الاقتتال المر العنيف حقبا متطاولة، ودخول اليهود في الحلف بعضهم مع الاوس وبعضهم مع الخزرج، لا يصيبهم من أذى القتال بين هذين الحيين الأخوين، إلا القليل، وتداعيهم باسم اليهودية إذا حزب الأمر، فيكونون يدا واحدة على هذه العرب، ليس له معنى إلا أن تكون هذه اليهود، هي التي أرثت الحرب والعداوة بينهما لتؤثل في هذه الأرض أموالا واطاما وحصونا تكون لها عدة وقوة، وتظهرها على أهل البلاد المالكين لها، وتصرف وجه هؤلاء القوم عن الزراعة وتثمير الأموال، وتبقى يهود هي صاحبة الزراعة، والتجارة، وتثمير الأموال، بالربا ومآكل السحت، وهذا عمل يهود في كل حين ،ولا يلبث رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أن يهاجر إلى المدينة بعد أن التقى رهطا من الخزرج عند العقبة، فلا يبقى حي من الاوس والخزرج إلا دخله الإسلام وظهر فيه، فيمر شأس بن قيس من يهود بني قينقاع على نفر من الاوس والخزرج، فيغيظه ما رأى من ألفتهم، وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فيقول :(قد اجتمع ملا من بني قيلة – يعني الاوس والخزرج – بهذه البلاد، لا والله مالنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرا) فيأمر شابا من يهود أن يجلس إليهم فيذكر لهم ( يوم بعاث) وما كان قبله، أنشدهم بعض ما تقاولوا فيه من الأشعار، فيفعل هذا اليهودي، فإذا الجماعة المؤلفة على الإسلام تتنازع وتتفاخر، فيتواثب رجلان من الاوس و الخزرج فيقول أحدهما لصاحبه ( أن شئتم رددناها الآن جذعه ) ويغضب الفريقان جميعا ويقولون : ( فقد فعلنا، موعدكم الظاهرة – يعنون مكانا بعينه – ويتداعون السلاح) ويخرجون إلى موعدهم، فيبلغ رسول الله – صلى الله عليه و سلم – الخبر، فيخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه، حتى إذا جاءهم قال: يا معشر المسلمين: ( الله الله، ابدعوى الجاهلية تدعون، وأنا بين أظهركم، بعد أن هداكم الله للإسلام وأكرمكم به، وقطع عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وآلف بينكم)(79) ، فيعرف الأنصار – أوسهم وخز رجهم – إنها نزعة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فيبكون ويتعانقون، ثم ينصرفون مع رسول الله –صلى الله عليه و سلم – سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله: شأس بن قيس اليهودي. ثم ينزل الله – جلت أسماؤه – في أمر هذه الفتنة، ويخاطب المسلمين الذين كان رسول الله – صلى الله عليه و سلم – بين أظهرهم لم يمت بعد: ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين. وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم)(80) .
وإذن فنحن لا نستطيع أن نكبر أصحاب رسول الله – صلى الله عليه و سلم – من الأوس والخزرج عن أن يطيعوا فريقا من اليهود حتى كادوا يردوهم بعد إيمانهم كافرين، ولا أن ننزههم عن ذلك، وهم تتلى عليهم آيات الله وفيهم رسوله، كما أراد الدكتور طه أن ينزه أهل الصدر الأول من الإسلام سنة (35 هـ) بعد أن قبض الله إليه نبيه بأكثر من عشرين سنة، وبعد أن نشأت ناشئة من الشباب لا يدعي أحد أنهم جميعا كانوا أحرص على إيمانهم، ثم ينهي الأديب الراحل محمود شاكر بحثه بقوله: (أيجوز في العقول أن تظل اليهود وأشياعها من المنافقين تكيد للإسلام ولرسول الله، وللمؤمنين والمؤمنات، عشر سنوات كاملة متتابعة يوما بعد يوم، فإذا لحق رسول الله بالرفيق الأعلى في سنة 11 من الهجرة نزعوا أيديهم من كل كيد، وبرئوا من حدث كان بعد ذلك في تاريخ الإسلام، برئوا من الردة عام 11 من الهجرة وبرئوا من مقتل عمر في سنة 35 من الهجرة)(81).
من كل ما سلف يتبين لنا أن هدف طه حسين من إنكاره لعبد الله بن سبأ هو: أن ينفي عن اليهود الشركة في دم عثمان، كما حاول أن يعيد أمر الفتنة كله إلى العصبية فقط (82) ونحن لا ننكر أن للعصبية دورها في إيجاد التناقضات داخل حدود الدولة الإسلامية، وقد نتج عنها خلافات جزئية، كان من الممكن تلاشيها، ومن الممكن كذلك استمرار الحياة بها، دون أن تعكر ساحة الدولة بالفتن، لولا الأصابع الخفية التي أخذت تعمل عملها لتجميع هذه التناقضات، لتوجد تيارا واحدا هب على ساحة الدولة السلامية فغمرها بالفتن، وعلى العموم فقد أشار الأستاذ الكبير محمود شاكر فيما سبق إلى تهافت الكتاب علميا، والى وضوح الأهواء والرغبات في نفس مؤلفه، وينتهي إلى إثبات شخصية ابن سبأ، وما أثاره من أحداث، وأن طه حسين حينما بنفي خبره إنما يشتط ويركب مركبا لا يليق بمثله.
رابعا: شبهات الدكتور عبد العزيز الهلابي :
كتب الدكتور عبد العزيز الهلابي – أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الملك سعود دراسة عن عبد الله بن سبأ ونشرت في حوليات الآداب الكويتية(83) قام فيها المؤلف – حسب زعمه – بتحليل روايات الإخباري سيف بن عمر التميمي عن دور ابن سبأ في أحداث الفتنة الواقعة في خلافة عثمان وعلي – رضي الله عنهما، حيث انتهى ببحثه إلى أن الروايات مختلفة، ولا أساس لها من الصحة، ونفى في بحثه وجود تلك الشخصية وإن ابن سبأ في رأيه لا يعدو أن يكون مجرد خرافة سطرتها كتب التاريخ والفرق.
يقول الدكتور الهلابي: (ينفرد الإخباري سيف بن عمر التميمي من بين قدامى الإخباريين والمؤرخين بذكر تلك الشخصية في رواياته، ويجعل له دورا رئيسا في التحريض على الفتنة، وقتل الخليفة عثمان وإنشاب القتال في معركة الجمل في البصرة)(84) .
ونقول: إن سيف بن عمر لم يكن المصدر الوحيد الذي أستأثر بأخبار عبد الله بن سبا، بل ورد ذكر أخبار بن سبأ في روايات منقولة عن علماء متقدمين، ورواة غير سيف بن عمر، ذكرنا طائفة منها في الصفحات السابقة.
يقول الدكتور الهلابي: ( لا أعلم فيما اطلعت عليه من المصادر المتقدمة أي ذكر لعبد الله بن سبأ غير سيف بن عمر سوى رواية البلاذري)(85) .
ونقول: إن المصادر المتقدمة التي اطلع عليها الدكتور الهلابي إذا أغفلت ذكر ابن سبأ والسبئية، فلا يعني ذلك بالضرورة أنه شخصية خرافية، إذ أن عدم ذكرها له، لا يقوم دليلا على الإنكار أو التشكيك، فهل استوعبت تلك المصادر كل أحداث التاريخ الإسلامي حتى نقف وقفة المنكر أو المتشكك إذا لم تذكر شيئا عن ابن سبأ؟ وهل من شروط صحة الرواية التاريخية تضافر كل كتب التاريخ على ذكرها؟ ثم هل نسي الدكتور الهلابي أن المصادر القديمة ضاع كثير منها، فأصبحت مفقودة أو في حكم المفقود، ومن هنا ينبغي الرجوع إلى الأمر المعلوم المحقق، للخروج من الشبهات والتوهمات، إذ أن الموهوم لا يدفع المعلوم، والمجهول لا يعارض المحقق، فشخصية ابن سبأ وجماعته، حقيقة تاريخية تتفق عليها كثير من المصادر المتقدمة غير البلاذري.
أ.جاء ذكر والسبئية على لسان أعشى همذان المتوفى عام(83هـ /702م) وقد هجا المختار الثقفي وأنصاره من أهل الكوفة لقوله:
شهدت عليكم أنكم سبئية وأني بكم يا شرطة الكفر عارف .( 86)
ب.وفي الطبقات لابن سعد (المتوفى عام 230هـ / 844م) ورد ذكر معتقدات والسبئية وأفكار زعيمها، فعن عمر بن الأصم قال: (قيل للحسين بن علي: إن أناسا من شيعة أبي الحسن علي يزعمون أنه دابة الأرض، وأنه سيبعث قبل يوم القيامة، فقال: كذبوا، ليس أولئك شيعته، أولئك أعداءه لو علمنا ذلك ما قسمنا ميراثه، ولا أنكحنا نسائه)(87) .
جـ.روى أبو عاصم خشيش ابن اصرم المتوفى (253هـ / 859م) خبر إحراق علي – رضي الله عنه – لجماعة من أصحاب ابن سبأ في كتابه (الاستقامة)(88).
د.- يقول ابن قتيبة المتوفى عام (276هـ / 889م) (إن السبئية من الرافضة، ينسبون إلى عبد الله بن سبأ)(89) .
هـ.- أورد الناشئ الأكبر المتوفى عام (293هـ / 905م) عن ابن سبأ وطائفته ما يلي: ( وفرقة زعموا أن عليا حي لم يمت، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله بن سبا يهودي من أهل صنعاء، وسكن المدائن)(90) .
فهذه نصوص تثبت أن شخصية ابن سبا شخصية حقيقية، و جماعته كذلك حقيقة تاريخية.
وبعد أن ذكر الدكتور الهلابي نصوص نثرية وشعرية ورد فيها ذكر السبئية قال: ( وبناءا على هذا فلا يمكن الاستنتاج من النصوص السابقة أن السبئية تعني فئتا لها هوية سياسية معينة أو مذهبا ذا عقائد محددة، ولكن المؤكد إنها عندما تطلق على قوم يقصد بها الذم والتعيير)(91) .
ونقول: سبق أن ناقشنا هذه القضية في تفنيد شبهات الدكتور مصطفى الشيبي، ونضيف أن استنتاج الباحث لا يخلوا من المغالطة والتمويه.. فهناك نصوص كثيرة تشير إشارة واضحة إلى ابن سبا اليهودي الأصل، اليمني المنشأ، ذكرتها كتب التاريخ، والحديث، والرجال، والأنساب، والأدب، واللغة، وجزم بذلك علماء الفرق والمقالات، منها:
أ. - نقل القمي المتوفى عام (301هـ / 913م) أن عبد الله بن سبأ أو من أظهر الطعن على أبي بكر، وعمر، وعثمان، والصحابة وتبرأ منهم وادعى أن عليا أمره بذلك(92) .
ب.- وتحدث النوبختي المتوفى عام (310هـ / 922م) عن أخبار ابن سبأ فذكر انه لما بلغ نعي على بالمدائن قال الذي نقله: (كذبت، لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة، وأقمت على قتله سبعين عدلا ما صدقناك، لعلمنا أنه لم يمت، ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض)(93) .
جـ. - يقول ابن حبان المتوفى سنة (354هـ / 965م): ( وكان الكلبي – محمد بن السائب الإخباري – سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ، من أولئك الذين يقولون: (إن عليا لم يمت، وإنه راجعا إلى الدنيا قبل قيام الساعة)، وإن رأوا سحابة قالوا ( أمير المؤمنين فيها)(94) .
د. - يذكر كبير محدثي الشيعة ابن بابويه القمي المتوفى سنة (381هـ / 991م) موقف ابن سبأ وهو يعترض على علي – رضي الله عنه – في رفع اليدين إلى السماء أثناء الدعاء(95) .
هـ. - وفي مفتاح العلوم للخوارزمي المتوفى عام (387هـ / 997م) (السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ)(96) .
و. - ذكر ابن أبي الحديد المتوفى عام (655هـ / 1257م) في شرح نهج البلاغة ما نصه: ( فلما قتل أمير المؤمنين – علية السلام – أظهر ابن سبأ مقالته، وصارت له طائفة وفرقة يعرفونه ويتبعونه)(97) .
ز. - ذكر السكسكي المتوفى عام (683هـ / 1339م) ( إن ابن سبأ وجماعته أو من قالوا بالرجعة إلى الدنيا بعد الموت)(98) ، كما ذكرت كتب الأدب، والمقالات، والفرق، أشخاصا بأعيانهم بأنهم من فرقة السبئية مما يعني أن هذه الكلمة ليست للذم والتعيير، وإنما هي أسم لفرقة ضالة مضلة لها أتباعها وعقائدها، وذكر ابن قتيبة أن (المغيرة بن سعد البجلي – مولى لبجيلة – كان سبئيا)(99) .
وكذلك جابر بن يزيد الجعفي، ذكره ابن حبان في عداد السبئية، حيث قال: (كان جابر سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ وكان يقول: أن عليا يرجع إلى الدنيا)(100) وروي عن سفيان بن عيينة أنه – أي جابر- كان يقول: (علي دابة الأرض)(101) ومنهم أبو النصر محمد بن السائب الكلبي الكوفي الذي قال فيه ابن حبان:(وكان الكلبي سبئي من أصحاب عبد الله بن سبأ)(102) ويقول عنه الحافظ ابن زريع البصري(رأيت الكلبي يضرب صدره ويقول : أنا سبئي أنا سبئي)(103) فالسبئية ليست للذم والتعيير، كما زعم الدكتور بل هي طائفة لها عقيدة محددة وأتباع.
ويرى الدكتور الهلابي أن خبر إحراق السبئية مزعوم مخترع(104) ، لأن هذه العقوبة غير مألوفة لا في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولا عهد الخلفاء الراشدين قبلهم، بينما قال غيره ممن نفى خبر الإحراق أنه لم يرد في كتاب موثوق به من كتب التاريخ (105) .
ويمكن رده بما أورده البخاري عن عكرمة، قال: (أتى علي – رضي الله عنه- الزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، ولقتلتهم لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: من بدل دينه فاقتلوه)(106) .
وفسر الشراح الزندقة بتفاسير مختلفة منها: أنها تطلق على من أسر الكفر وأظهر الإسلام، ومنها ادعاء وجود إله آخر مع الله، ويرى المسعودي أن الفرس هم أول من استعمل اصطلاح الزنديق، فقد كانوا يطلقون على من انحرف عن ظواهر التنزيل إلا التأويل (زندي)، نسبة إلى كتاب (زند) الذي قام على التأويل، فعرب العرب هذا اللفظ إلى زنديق(107)، وهذه المعاني جميعها قالت بها السبئية، لذلك قال الذهبي: (عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة، ضال مضل)(108). وقال ابن حجر: ( عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة، وله أتباع يقال لهم السبئية، يعتقدون الإلهية في علي بن أبي طالب، وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته )(109) ، وقال ابن تيمية: (إن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ)(110) . ثم إن خبر إحراق علي رضي الله عنه لطائفة من السبئية الزنادقة، تكشف عن الروايات الصحيحة في كتب الصحاح والسنن والمعاجم، فقد روى خبر الإحراق أبو داود في سننه: في كتاب الحدود – باب الحكم في من ارتد –(111) والنسائي في سننه: في كتاب الحدود(112) ، والحاكم في المستدرك – في كتاب معرفة الصحابة-(113) ، والطبراني في المعجم الأوسط، من طريق سويد بن غفلة، أن عليا بلغه أن قوما ارتدوا عن الإسلام فبعث إليهم فأطعمهم، ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا، فحفر حفيرة فأتى بهم فضرب أعنقهم ورماهم فيها، ثم ألقى عليهم الحطب فأحرقهم، ثم قال : صدق الله ورسوله(114) . وروي من طريق عبد الله بن زيد العامري عن أبية قال: قيل لعلي : إن هنا قوما على باب المسجد يدعون أنك ربهم، فدعاهم فقال لهم: ويلكم ما تقولون؟ قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا، إلى أن تقول الرواية: قال علي: احفروا فابعدوا في الأرض، وجاء بالحطب فطرحة بالنار في الأخدود، وقال إني طارحكم فيها أو ترجعوا، فأبوا أن يرجعوا فقذفهم فيها، حتى إذا احترقوا قال:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا *** أججت ناري ودعوت قنبرا
قال الحافظ بن حجر: وهذا سند حسن(115). وروى أبو حفص بن شاهين (358هـ / 995م) بسنده عن الشعبي (104 هـ / 722م) وهو كما يقول ابن تيمية : كوفي من أخبر الناس بالشيعة (إن علينا حرق جماعة من غلاة الشيعة، ونفي بعضهم)(116) كما روى أبو عاصم خشيش بن أصرم (254هـ / 868م) في كتابه الاستقامة خبر إحراق علي لجماعة من أصحاب ابن سبأ(117) وخشيش بن أصرم من شيوخ أبي داود (275هـ / 888م) وهو ثقة في الرواية، فحادثة الحرق ثابتة في كثير من المصادر، وخاصة صحيح البخاري.
خاتمة البحث
نتيجة لكل ما أوردته من أقوال وروايات اقرر أن شخصية ابن سبأ شخصية تاريخية لها وجود حقيقي، ولعبت دورا رئيسا في أحداث الفتن التي وقعت في صدر الإسلام- سألقي عليه الأضواء في بحث مستقل-، وغن الذين حاولوا نفي وجود – ابن سبأ – أمثال الدكتور الهلابي ومن سبقه، لم يدعموا آراءهم ولو بدليل واحد متقدم ينفي وجوده، وهدفهم في ذلك التشكيك والإنكار: هو الادعاء أن الفتن التي وقعت في أزهى العصور الإسلام مل تكن إلا من عمل الصحابة والمسلمين، لا شأن لابن سبأ وأتباعه بها، وقد اثبت أن كل آراءهم مبنية على الفرضيات، وتفتقر إلى الأدلة العلمية، والدعم من المصادر المتقدمة، والقريبة من الأحداث.
المراجع
1- الشابي، علي، 1971م، النشرة العلمية لجامعة الزيتونة، كلية الشريعة وأصول الدين، أثر التراث الشرقي في المذهب السبئية، ص 245-ع1، السنة الأولى، ص 245.
2- الطبري، أبو جعفر محمد، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق عبد السلام هارون، 1950م, ج4، ط2، القاهرة، ص283، وانظر أبو الشعر، هند، 1983م، حركة المختار بن أبي عبيد الثقفي في الكوفة، ص329.
3- ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، (ت 571هـ) مختصر تاريخ دمشق، ج12، بيروت ص 219.
4- الناشئ الأكبر، مسائل الإمامة ومقتطفات من الكتاب الأوسط للمقالات، تحقيق يوسف فان، 1971م، بيروت، ص22-23.
5- القمي، أبو خلف سعد بن عبد الله الاشعري، المقالات والفرق، تحقيق محمد جواد مشكور، 1963م، طهران، ص 20-21.
6- بدوي، عبد الرحمن، مذاهب الإسلاميين، ج2، دار العلم للملايين، بيروت، ص 219.
7- أبو الدرداء، عويمر أو عامر، واسم أبيه ثعلبة أو عبد الله، اسلم يوم بدر، ولاه معاوية قضاء دمشق توفي سنة 32هـ، ابن حجر احمد بن علي العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، نشر دار التراث العربي،ط1، 1328 هـ،ج4، بيروت، ص 28.
8- عبادة بن الصامت كان من النقباء، شهد بدراً و المشاهد كلها مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أرسله عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- إلى فلسطين ليعلم أهلها القرآن ويفقههم في الدين، توفي سنة 34 هـ، وقيل عاش إلى سنة 45 هـ، الإصابة ج4،ص 28.
9- معاوية بن أبي سفيان، اسلم بعد الحديبية، وكتم إسلامه حتى أظهره عام الفتح، وكان في القضاء مسلما، أورده ضمن كتاب النبي – صلى الله عليه وسلم- كثير من المؤرخين كالطبري في تاريخ الأمم والملوك- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ج6،ص179، واليعقوبي احمد بن أبي يعقوب بن جعفر، ط دار صادر بيروت،ج2، ص 81 وغيرهما.
10- أبو ذر، جندب بن جنادة الغفاري، كان رابع أربعة سبقوا إلى الإسلام، توفي بالربذة – عام 32 هـ، طبقات ابن سعد، ج 4، ص 161-171 .
11- أمين، أحمد، 1969م، فجر الإسلام، دار الكتاب اللبناني، ط1، ص 136.
12- درادكة، صالح موسى، 1992م، العلاقات العربية اليهودية حتى نهاية عهد الخلفاء الراشدين، ط1، عمان، ص 203-411.
13- مجلة الرسالة المصرية، عدد 775، ص 525.
14- ابن حزم، أبو محمد علي بن احمد بن حزم، -الفصل في الملل و الأهواء والنحل، تحقيق محمد إبراهيم نصر وزميله، ج4،ص186.
15- ابن الديبع، وجيه الدين عبدالرحمن بن علي الشيباني، قرة العيون بأخبار اليمن الميمون، تحقيق محمد بن علي الأكوع-المكتبة السلفية في القاهرة، ص39.
16- ابن قتيبة الدينوري، أبو محمد عبد الله، المعارف، دار الكتب العلمية، بيروت، ص339.
17- الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس، المطبعة الخيرية،ج1،ص75-76.
18- الأبناء: هم أبناء فارس الذين أرسلهم كسرى لنجدة سيف بن ذي يزن الحميري، وقد اختلفوا في سبب تسميتهم بالأبناء على أقوال أوجهها أن كسرى لما جهز الجيش المذكور، قال له المزاربه:امده بمن في سجونك، فان ضفروا فأبناءك، فان قتلوا فأعداءك، فأمده بهم ووهبهم له.وقيل: سموا بالأبناء لأنهم يقال لهم هؤلاء أبناء سيف، وقيل غير ذلك. المدعج، عبدالمحسن، 1990م، الأبناء، مجلة دراسات تاريخية، جامعة دمشق.
19- تحدث لبن حبيب عن ابن سبأ واعتبره أحد أبناء الحبشيات. ابن حبيب: أبو جعفر محمد بن حبيب بن أميه، المحبر، تحقيق ايلزا ليختن، دار الأفاق، بيروت، ص308.
20- الشابي، علي، مباحث في علم الكلام والفلسفة، دار أبو سلامه، تونس، ص20.
21- جواد، سامي، مسند عمر بن الخطاب، بيروت،ص68.
22- سورة النمل، الآية: 22.
23- سورة سبأ، الآيتان 15،16.
24- البغدادي، عبد القاهر، الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم، تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد، طبع المدني، القاهرة، ص238.
25- أبو زهره، محمد، تاريخ المذاهب الإسلامية، دار الفكر العربي، القاهرة، ص64.
26- ي.س.غنيمة، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق، ط بغداد، ص60.
27- الشابي، علي، مباحث في علم الكلام والفلسفة، مرجع سابق، ص20.
28- سيف بن عمر الضبي التميمي الكوفي- مؤلف كتاب (الفتوح والردة) وكتاب(الجمل وسير عائشة وعلي) توفي سنة 170هـ، ابن الندين، الفهرست،ص137.
29- العسكري، مرتضى، 1972م،عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى، دار الغدير، بيروت، ص17.
30- ابن حبان، محمد البستي ، المجرحين من المحدثين والضعفاء والمتركين، تحقيق محمود إبراهيم زايد، حلب،ص14.
31- ابن أبي حاتم الرازي، عبدالرحمن، الجرح والتعديل، مطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية، حيدر أباد الدكن، ط1، ج2،ص378.
32- الذهبي ،مجمد بن احمد بن عثمان، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، تحقيق عزت علي عيد عطيه وزميله، 1972م، نشر دار الكتب الحديثة، القاهرة، ج1،ص416.
33- ابن حجر العسقلاني، احمد بن علي، تقريب التهذيب، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف،1975م،ط2،نشر دار المعرفة،بيروت،ج1،ص344.
34- الذهبي،محمد بن احمد بن عثمان، ميزان الاعتدال، تحقيق محمد علي البجاوي، 1963م، دار أحياء الكتب العربية،ط1،القاهرة،ج2، ص255.
35- ابن حجر العسقلاني، احمد بن علي، تقريب التهذيب،مرجع سابق،ج1،ص344.
36- الهي ظهير، إحسان، السنة والشيعة، نشر إدارة ترجمة السنة- الهور، باكستان- ص 8، نقلا عن طوق الحمامة ليحيى بن حمزة الزبيدي.
37- ابن عساكر، مختصر تاريخ دمشق، مرجع سابق، م 12، ص 222.
38- ابن سعد، أبو عبد الله محمد بن سعد الزهري، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 192، طبعة دار صادر، بيروت.
39- ابن عساكر، مختصر تاريخ دمشق، مرجع سابق، م 12، ص 221.
40- الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، جامع البيان في تفسير القران، وبهامشه تفسير غرائب القران للنسيابوري، نشر دار الجيل، بيروت، ج3، ص 119.
41- أبو مخنف: هو لوط بن يحيى بن سعد الأزدي الكوفي الإخباري، جرحه العلماء محدثا وإخباريا. ابن حجر, العسقلاني، لسان الميزان، نشر مطبعة مجلس إدارة المعارف النظامية بحيدر اباد الدكن، ج 4، ص 492.
42- ابن حجر، العسقلاني، لسان الميزان، مرجع سابق، ج4، ص 492.
43- الذهبي، ميزان الاعتدال، مرجع سابق، ج3 ، ص 419.
44- ابن حجر، لسان الميزان، مرجع سابق، ج4 ، ص 492.
45- أبو الشعر، هند، حركة المختار بن أبي عبيد في الكوفة، مرجع سابق، ص 332. نقلا عن انساب البلاذري، مرجع سابق، ج5، ص59.
46- حجر بن عدي: عده البخاري من التابعين، وكان من شيعة علي في الجمل وصفين روى ابن سيرين أن ابن زياد، وهو أمير للكوفة خطب خطبة أطال فيها، فنادى حجر بن عدي: الصلاة، فمضى زيد في خطبته، فصحبه عدي بحجر وشاركه آخرون، فكتب زياد إلى معاوية يشكو إليه بغي حجر بن عدي على أميره في بيت الله، فكتب معاوية إلى زياد أن سرح به إلي، فلما جيء به إلى معاوية أمر بقتله متعظا بعاقبة عثمان، وما جر اله تمادي الذين اجترأوا عليه ابن العربي، أبو بكر محمد بن عبد الله، ابن العربي، العواصم من القواصم، تحقيق محب الدين الخطيب، ط3 ، المكتبة السلفية بمصر، هامش ص 212.
47- البلاذري، احمد بن يحيى، (ت 297هـ)، انساب الأشراف، ج4، و ج5، القدس.
48- الطبري، تاريخه، مرجع سابق، ج5 ، ص 775.
49- الطبري، تاريخه، مرجع سابق، ج5، ص 25.
50- الطبري، تاريخه، مرجع سابق، ج5، ص44.
51- البلاذري، انساب الأشراف، مرجع سابق، ج5،ص212،والطبري،تاريخه،مرجع سابق،ج5،ص272،وج6،ص25،وص44، وأبو الشعر، هند، مرجع سابق،333.
52- ابن عساكر،تاريخ مدينة دمشق،مخطوط في المكتبة الأزهرية،رقم(714)ورقة 124ب.
53- الناشئ الأكبر،مرجع سابق،ص22-23.
54- القمي،مرجع سابق،ص20.
55- النوبختي،أبو محمد الحسن بن موسى،1931،تصريح ريتر، استنبول،ص23.
56- الكشي، أبو عمر محمد بن عمر،(ت340هـ)،رجال الكشي،طهران،ص98-99.
57- الطوسي،محمد بن الحسن ،(ت460هـ)رجال الطوسي،بغداد،ص51.
58- عمار بن ياسر بن عامر بن مالك،كان حليفاُ لبني مخزوم،وكان والده من السابقين في الإسلام ،ابن حجر، الإصابة ،مرجع سابق ،ج2،ص505.
59- الوردي ،علي،1956م.مقال من طلاب الشهرهة،مجلة الثقافة الإسلامية-السنة الأولى،بغداد،العدد11.
60- الوردي،علي، 1954م، وعاظ السلاطين، بغداد، ص 272-274، والشيبي، كامل مصطفى، والصلة بين التصوف والتشيع ، ط2 ، دار المعارف ، مصر ، ص41 وما بعدها .
61- الوردي ، وعاظ السلاطين ، مرجع سابق ، ص272 – ص274 ، وانظر الشيبي ، مرجع سابق ، ص41 وما بعدها .
62- النوبختي ، مرجع سابق ، ص27 .
63- المقريزي ، أبو العباس أحمد بن علي ، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ، دار الطباعة المصرية ، بولاق ، ج2 ، ص334 .
64- ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر، تحقيق ومراجعة محمد عبد العزيز النجار، مؤسسة دار العربي للنشر والتوزيع، مطبعة السعادة، ج2، ص356 .
65- الطبري ، تاريخه ، مرجع سابق ، ج5 ، ص98 .
66- الجاحظ ،أبو عثمان عمرو بن بحر، تحقيق عبد السلام هارون، ج3، ص46، كتاب العصر
67- علي ، جواد ، مجلة الرسالة ، عدد 775 ، ص532 .
68- الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، الملل والنحل، تحقيق محمد سيد الكيلاني – دار المعرفة ببيروت -، ج1 ، ص290-291, وانظر القمي، مرجع سابق، ص27-28، والنوبختي، مرجع سابق، ص27 .
69- مجلة الرسالة، مرجع سابق، عدد 775 .
70- البغدادي، مرجع سابق، ص227 .
71- مجلة الرسالة، مرجع سابق، عدد 775 .
72- البغدادي، مرجع سابق، ص227 .
73- ابن قتيبة الدينوري، أبو محمد عبد الله ابن مسلم، عيون الأخبار، 1963م، طبع المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، ج1، ص148-149 .
74- الطبري، تاريخه، مرجع سابق،ج4، ص348.
75- حسين، طه، الفتنة الكبرى، دار المعارف، مصر، ص109 .
76- حسين، طه، مرجع سابق، 131 .
77- حسين، طه، مرجع سابق،134 .
78- حسين، طه، مرجع سابق،ص209 .
79- ابن هشام، أبو محمد عبد الملك، السيرة النبوية، حققها مصطفى السقا وآخرون،1996م، ط1، بيروت، ج2، ص150-151 .
80- سورة آل عمران، الآيتان: 101-102 .
81- بتصرف واختصار من بحث الأديب الراحل محمود محمد شاكر، مجلة الرسالة المصرية، السنة السادسة عشر، الأعداد: 761، 763، 765 .
82- مجلة الرسالة، مرجع سابق، السنة 16، عدد 761، ص137.
83- حولية تصدر عن كلية آداب جامعة الكويت.
84- الهلابي، عبد العزيز صالح، 1987م، عبد الله بن سبأ، حوليات كلية آداب جامعة الكويت، الحولية الثامنة، ص13.
85- المرجع السابق نفسه، ص16.
86- أعشى همدان، ديوانه، تحقيق حسن عيسى أبو ياسين، الرياض، ص148، وأنظر أبو الشعر، هند، مرجع سابق، ص341 – 342.
87- ابن سعد، مرجع سابق، ج4، ص39.
88- ابن تيمية، أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم، منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، تحقيق محمد رشاد سالم، مكتبة دار العروبة، مصر، ج1، ص17 وما بعدها.
89- ابن قتيبة، المعارف، مرجع سابق، ص267.
90- الناشئ الأكبر، مرجع سابق، ص22.
91- الهلابي، مرجع سابق، ص48.
92- القمي، مرجع سابق، ص20.
93- النوبختي، مرجع سابق، ص27.
94- ابن حبان، المجروحين، مرجع سابق، ج2، ص253.
95- ابن بابوي القامي، أبو جعفر محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، تحقيق السيد حسن الموسوي – نشر دار الكتب الإسلامية، ط5، طهران، ج1، ص213.
96- الخوارزمي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف، 1342هـ، إدارة الطباعة المنيرية، مصر، ص22.
97- ابن أبي الحديد، أبو حامد عبد الحميد بن هبة الله، تحقيق حسن تميم، 1963م، نشر مكتبة الحياة ببيروت، ج2، ص99.
98- السكسكي، عباس بن منصور، البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان، تحقيق خليل أحمد إبراهيم الحاج 1980م، ط1، دار التراث العربي، ص50.
99- ابن قتيبة، عيون الأخبار، مرجع سابق، ج2، ص149.
100- ابن حبان، المجروحين، مرجع سابق، ج1، ص208.
101- الذهبي، ميزان الاعتدال، مرجع سابق، ج1، ص348.
102- ابن حبان المجروحين، مرجع سابق، ج4، ص162.
103- ابن حجر العسقلاني، احمد بن علي، تهذيب التهذيب، 1362هـ، ط1، مطبعة دائرة المعارف النظامية، الهند، ج9، ص179.
104- الهلابي، مرجع سابق، ص22.
105- الشبي، كامل مصطفى، مرجع سابق، ص91.
106- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري بشرح صحيح البخاري- تصحيح وتعليق الشيخ عبد العزيز بن باز، نشر إدارة البحوث العلمية والدعوة والإرشاد، الرياض 12ج، ص226-227.
107- ابن كمال باشا، رسالة في تحقيق لفظ زنديق، تحقيق حسين علي محفوظ، بغداد.
108- الذهبي، ميزان الاعتدال، مرجع سابق، ج2، ص462.
109- ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، مرجع سابق، ج3، ص289-290، وانظر كتاب الهداية الكبرى للخصيي من أئمة النصيرية ص227، إذ قال بعد ذكر بعض معجزات علي – كرم الله وجهه – (وفي ذكر اليوم كانت فتنة عبد الله بن سبأ وأصحابه العشرة الذين كانوا معه، وقالوا ما قالوا، وأحرقهم أمير المؤمنين عليه السلام – بالنار، بعد أن استتابهم ثلاثة أيام، فأبوا ولم يرجعوا فأحرقهم في حفرة الأخدود، فكان هذا من دلائله – عليه السلام-) والكتاب ملحق بكتاب : (العلويون بن الأسطورة والحقيقة ) هاشم عثمان، ط مؤسسة الاعلمي، بيروت.
110- ابن تيمية، مجموع الفتاوى – أبو العباس أحمد بن عبد الحليم، جمع وترتيب عبد الحمن بن محمد بن قاسم الحنبلي، ط الرياض 1383هـ، جـ 28، ص483.
111- السجستاني أبو داود، سليمان بن الاشعث، تحقيق أحمد محمد شاكر وزميله، دار المعرفة، بيروت، ج4، ص126.
112- النسائي: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، السنن المجتبى، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، ج7، ص104.
113- الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله ، المستدرك على الصحيحين، 1389هـ، دار الكتب العلمية، بيروت، ج3، ص583.
114- ابن حجر العسقلاني فتح الباري، مرجع سابق، ج12، ص170.
115- ابن حجر العسقلاني فتح الباري، مرجع سابق، ج12، ص170.
116- ابن تيمية، منهاج السنة، مرجع سابق، ج1، ص17.
117- ابن تيمية، منهاج السنة، مرجع سابق، ج1، ص17.
منقول من صيد الفوائد

أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 22 - 08 - 2008 الساعة 03:37
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
فهد ابو نايف
عضو مميز
رقم العضوية : 66
تاريخ التسجيل : 17 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : الكويت
عدد المشاركات : 517 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : فهد ابو نايف is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : عبد الله بن سباء اليهودي

كُتب : [ 25 - 01 - 2007 ]


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
مخايل الغربي
وسام التميز
رقم العضوية : 7672
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذيه
عدد المشاركات : 1,824 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مخايل الغربي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : عبد الله بن سباء اليهودي

كُتب : [ 25 - 01 - 2007 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

المكرم الاخ الشيخ فهد ابونايف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد اشكرك على المرور بموضوع ذلك الزنديق المسمى عبدالله بن سبا اليهودي بن السوداء اما حقيقته فعبد ابليس والهوى افمن اتخذ الهه هواه الايه ومن لا يعرف الشر اجدر ان يقع فيه كما قال ذلك ابوحفص الفاروق رضي الله عنه وارضاه ومثل ما يبحث المسلم عن العلاج الناجع للامراض البدنيه فيجب عليه البحث عن العلاج الناجع للامراض الفكريه التي لوثت افكار بعض من يحسب على الامة الاسلاميه نسال الله تعالى الهداية للجميع وانت سالم وغانم والسلام

أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : عبد الله بن سباء اليهودي

كُتب : [ 23 - 02 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ بزوغ شمس الرسالة المحمدية ، ومن أول يوم كتبت فيه صفحة التاريخ الجديد ، التاريخ الإسلامي المشرق ، احترق قلوب الكفار وأفئدة المشركين ، وبخاصة اليهود في الجزيرة العربية وفى البلاد العربية المجاورة لها ، والمجوس في إيران ، والهندوس في شبه القارة الهندية الباكستانية ، فبدأوا يكيدون للإسلام كيدا ، ويمكرون بالمسلمين مكرا ، قاصدين أن يسدوا سيل هذا النور، ويطفئوا هذه الدعوة النيرة ، فيأبى الله إلا أن يتم نوره ، كما قال في كتابه المجيد : [ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ] سورة الصف .

ولكنهم مع هزيماتهم وانكساراتهم لم يتفلل حقدهم وضغينتهم ، فمازالوا داسين ، كائدين . و أول من دس دسَّه هم أبناء اليهودية البغيضة ، المردودة ، بعد طلوع فجر الإسلام ، دسوا في الشريعة الإسلامية باسم الإسلام ، حتى يسهل صرف أبناء المسلمين الجهلة عن عقائد الإسلام ، ومعتقداتهم الصحيحة ، الصافية ، وكان على رأس هؤلاء المكرة المنافقين ، المتظاهرين بالإسلام ، والمبطنين الكفر أشد الكفر ، والنفاق ، والباغين عليه ، عبد الله بن سبأ اليهودي ، الخبيث ، - الذي أراد مزاحمة الإسلام ، ومخالفته ، والحيلولة دونه ، وقطع الطريق عليه بعد دخول الجزيرة العربية بأكملها في حوزة الإسلام وقت النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعد ما انتشر الإسلام في آفاق الأرض وأطرافها ، واكتسح مملكة الروم من جانب ، وسلطنة الفرس من جهة أخرى ، وبلغت فتوحاته من أقصى أفريقيا إلى أقصى آسيا ، وبدأت تخنق راياته على سواحل أوربا وأبوابها ، وتحقق قول الله عز وجل : [ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ] سورة النور .

فأراد ابن سبأ هذا مزاحمة هـذا الدين بالنفاق والتظاهر بالإسلام ، لأنه عرف هو وذووه أنه لا يمكن محاربته وجها لوجه ، ولا الوقوف في سبيله جيشا لجيش ، ومعركة بعد معركة ، فإن أسلافهم بني قريظة ، وبني النضير ، وبني قينقاع جربوا هذا فما رجعوا إلا خاسرين ، ومنكوبين ، فخطط هو ويهود صنعاء خطة أرسل إثرها هو ورفقته إلى المدينة ، مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، وعاصمة الخلافة ، في عصر كان يحكم فيه صهر رسول الله ، وصاحبه ، ورضيه ، ذو النورين ، عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) فبدءوا يبسطون حبائلهم ، ويمدون أشواكهم ، منتظرين الفرص المواطئة ، ومترقبين المواقع الملائمة ، وجعلوا عليا ترسا لهم يتولونه ، ويتشيعون يه ، ويتظاهرون بحبه وولائه ، ( وعلي منهم بريء ) ويبثون في نفوس المسلمين سموم الفتنة والفساد ، محرضيهم على خليفة رسول الله ، عثمان الغني - رضي الله عنه - الذي ساعد الإسلام والمسلمين بماله إلى ما لم يساعدهم أحد ، حتى قال له الرسول الناطق بالوحي عليه السلام حين تجهيزه جيش العسرة " ما ضر عثمان ، ما عمل بعد اليوم " ( رواه أحمد والترمذي ) ، وبشره بالجنة مرات ، ومرات ، وأخبره بالخلافة والشهادة .

وطفقت هذه الفئة تنشر في المسلمين عقائد تنافي عقائد الإسلام ، من أصلها ، وأصولها ، ولا تتفق مع دين محمد صلى الله عليه وسلم في شيء . ومن هناك ويومئذ كونت طائفة وفرقة في المسلمين للإضرار بالإسلام ، والدس في تعاليمه ، والنقمة عليه ، والانتقام منه ، وسمت نفسها ( الشيعة لعلي ) ولا علاقة لها به ، وقد تبرأ منهم ، وعذبهم أشد العذاب في حياته ، وأبغضهم بنوه وأولاده من بعده ، ولعنوهم ، وأبعدوهم عنهم ، ولكن خفيت الحقيقة مع امتداد الزمن ، وغابت عن المسلمين ، وفازت اليهودية بعدما وافقتها المجوسية من ناحية ، والهندوسية من ناحية أخرى ، فازت في مقاصدها الخبيثة ، ومطامعها الرذيلة ، وهي إبعاد أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن رسالته التي جاء بها من الله عز وجل ، ونشر العقائد اليهودية والمجوسية وأفكارهما النجسة بينهم باسم العقائد الإسلامية ( ونتيجة ذلك لا يعتقد الشيعة بالقرآن الموجود ، ويظنونه محرفا ومغيرا فيه ).

وقد اعترف بهذا كبار الشيعة ومؤرخوهم ، فهذا هوالكشي ( هو أبو عمرو بن عمر بن عبد العزيز الكشي - من علماء القرن الرابع للشيعة ، وذكروا أن داره كانت مرتعا للشيعة ) كبير علماء التراجم المتقدمين -عندهم - الذي قالوا فيه : إنه ثقة ، عين ، بصير بالأخبار والرجال ، كثير العلم ، حسن الاعتقاد ، مستقيم المذهب .

والذي قالوا في كتابه في التراجم : أهم الكتب في الرجال هي أربعة كتب ، عليها المعول ، وهي الأصول الأربعة في هذا الباب ، وأهمها ، وأقدمها ، هو" معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين المعروف برجال الكشي ( انظر مقدمة " الرجال " )

يقول ذلك الكشي في هذا الكتاب : وذكر بعض أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ، ووالى عليا عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصى موسى بالغلو ، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي مثل ذلك ، وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي ، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه ، وكفرهم ، ومن هنا قال من خالف الشيعة ، إن التشيع ، والرفض ، مأخوذ من اليهودية ( " رجال الكشي " ص 101 ط مؤسسة الأعلمى بكربلاء العراق ).

ونقل المامقاني ، إمام الجرح والتعديل ، مثل هذا عن الكشي في كتابه " تنقيح المقال " ( " تنقيح المقال " للمامقاني ، ص 184 ج 2 ط طهران ) .

ويقول النوبختي الذي يقول فيه الرجالي الشيعي الشهير النجاشي : الحسن بن موسى أبو محمد النوبختي ، المتكلم ، المبرز على نظرائه في زمانه ، قبل الثلاثمائة وبعد . انظر " الفهرست للنجاشي" ص 47 ط الهند سنة 1317ه . والنوبختي : هو أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي من أعلام القرن الثالث للهجرة - عندهم - وورد ترجمته فى جميع كتب الجرح والتعديل عند الشيعة ، وكل منهم وثقه وأثنى عليه .

وقال الطوسى : أبو محمد ، متكلم ، فيلسوف ، وكان إماميا ( شيعيا ) حسن الاعتقاد ثقة . وهو من معالم العلماء ( فهرست الطوسي " ص 98 ط الهند 1835م ).

ويقول نور الله التستري : الحسن بن موسى من أكابر هذه الطائفة وعلماء هذه السلالة ، وكان متكلما ، فيلسوفا ، إمامي الاعتقاد . انظر " مجالس المؤمنين للتستري ص 77 ط إيران نقلا عن مقدمة الكتاب .

يقول هذا النوبختي في كتابه " فرق الشيعة " : عبد الله بن سبأ كان ممن أظهر الطعن على أبى بكر ، وعمر ، وعثمان ، والصحابة ، وتبرأ منهم ، وقال إن عليا عليه السلام أمره بذلك ، فأخذه علي ، فسأله عن قوله هذا ، فأقر به ، فأمر بقتله فصاح الناس إليه ، يا أمير المؤمنين !! أتقتل رجلا يدعو إلى حبكم ، أهل البيت ، وإلى ولايتكم ، والبراءة من أعدائكم ، فسيره ( علي ) إلى المدائن ( عاصمة فارس آنذاك ) ، ( انظر أخي المسلم كيف كان حب علي رضي الله تعالى عنه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورفقائه الثلاثة - الصديق والفاروق وذي النورين حتى أراد أن يقتل من يطعن فيهم !! ).

وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام ، إن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ، ووالى عليا عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة ، فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في علي عليه السلام بمثل ذلك ، وهو أول من أشهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام ، وأظهر البراءة من أعدائه ، وكاشف مخالفيه ، فمن هناك قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية .

ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعي علي بالمدائن ، قال للذي نعاه : كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة ، وأقمت على قتله سبعين عدلا ، لعلمنا أنه لم يمت ، ولم يقتل ، ولا يموت حتى يملك الأرض ". انظر " فرق الشيعة " للنوبختي ص 43 و44 ط المطبعة الحيدرية بالنجف ، العراق ، سنة 1379ه - 1959م .

وذكر مثل هذا مؤرخ شيعي في ( روضة الصفا ) " أن عبد الله بن سبأ توجه إلى مصر حينما علم أن مخالفيه ( عثمان بن عفان ) كثيرون هناك ، فتظاهر بالعلم والتقوى ، حتى افتتن الناس به ، وبعد رسوخه فيهم بدأ يروج مذهبه ومسلكه ، ومنه ، إن لكل نبي وصيا وخليفته ، فوصيُّ رسول الله وخليفته ليس إلا عليا المتحلي بالعلم ، والفتوى ، والمتزين بالكرم ، والشجاعة ، والمتصف بالأمانة ، والتقي ، وقال : إن الأمة ظلمت عليا ، وغصبت حقه ، حق الخلافة ، والولاية ، ويلزم الآن على الجميع مناصرته ومعاضدته ، وخلع طاعة عثمان وبيعته ، فتأثر كثير من المصريين بأقواله وآرائه ، وخرجوا على الخليفة عثمان ". انظر تاريخ شيعي " روضة الصفا " في اللغة الفارسية ص 292 ج 2 ط إيران . نقلا عن كتاب : الشيعة والسنة ( ص15 -20 ) لإحسان إلهي ظهير الذي قتله الشيعة - رحمه الله . منقول بتصرف بسيط. وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
حزم الجلاميد
وسام التميز
رقم العضوية : 13329
تاريخ التسجيل : 02 - 05 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,641 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : حزم الجلاميد is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : عبد الله بن سباء اليهودي

كُتب : [ 14 - 03 - 2008 ]

جزاك الله خير

غلباء إليا عاف الرخاء بارد الزول = هل البخوت ولا دخلهم هلايم
عقال ما دام الردي يسمع القول = ومجن (ن) لا نطلـوا بالعـمايم



[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
مخايل الغربي
وسام التميز
رقم العضوية : 7672
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذيه
عدد المشاركات : 1,824 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مخايل الغربي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : عبد الله بن سباء اليهودي

كُتب : [ 22 - 08 - 2008 ]

أخوي / حزم الجلاميد شكرا على مرورك العذب ووجهك أبيض ولا هنت مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : عبد الله بن سباء اليهودي

كُتب : [ 23 - 08 - 2008 ]

جزاك الله خيرا

سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
منسم الحفيات
عضو مميز
رقم العضوية : 25398
تاريخ التسجيل : 21 - 04 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,199 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : منسم الحفيات is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : عبد الله بن سباء اليهودي

كُتب : [ 28 - 08 - 2008 ]

جزاك الله خيرا

إذا نطق السفيه فلا تجبه = فخير من إجابته السكوت
سكت عن السفيه فظن أني = عييتُ عن الجواب وما عييتُ
فإن كلمته فـرّجت عنـه = وإن خليته كـمدا يمـوت

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
ابن جعوان
وسام التميز
رقم العضوية : 6963
تاريخ التسجيل : 17 - 04 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 9,236 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابن جعوان is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : عبد الله بن سباء اليهودي

كُتب : [ 28 - 08 - 2008 ]






:أخي: مخايل الغربي : بارك الله فيك :

وبيض الله وجهك ماقصرت طال عمرك
اصفقلك على نقل الموضوع الراااائع
والله يجعلها في ميزان حسناتك


تستاهل
تقبل مروري لاهنت

أخـوك

أبن جعوان














رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مائة ألف مليون دولار .. تثبت معجزة رسول الله صلى الله عليه و سلم الراعي المنتدى الإسلامي 13 12 - 11 - 2012 22:48
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم شوفوا وسبحوا الله ابو سعود 99 المنتدى المـفـتـوح 7 14 - 11 - 2008 03:04
هاذي صور الملياردير اليهودي شوفوا بخله حياكم بندر الهديب المنتدى المـفـتـوح 3 04 - 03 - 2007 22:48
سبحان الله ولا اله الا الله ** ببغاء يقرأ القران سورة الفاتحة و الإخلاص الناصح المكتبة السمعية والمرئية 1 22 - 01 - 2006 19:52


الساعة الآن 21:04.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها