قال إن وزارته تتعاون مع "الداخلية" لكشف ملابسات القضية.. بالغنيم:
مادة "النخالة" وراء نفوق الإبل في السعودية
وزير الزراعة خلال المؤتمر الصحفي
الرياض - عبدالعزيز القراري تصوير - عبداللطيف الحمدان
تحولت حادثة نفوق الإبل في عدد من محافظات المملكة إلى لغز حير وزارة الزراعة التي أكدت أمس انها لا تزال تبحث عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف تحول مادة النخالة المستخدمة كعلف يقدم للماشية إلى مواد سامة أدت إلى نفوق نحو 1982رأسا من الإبل.
وكشف وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم خلال مؤتمر صحافي عقدة أمس في مقر الوزارة إن وزارته تتعاون مع وزارة الداخلية للتحقيق في هذا الأمر وكشف ملابساته.
وقال بالغنيم رداً على "الرياض" إن سبب التأخر في معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى نفوق الإبل من خلال التحاليل المخبرية يعود لكثرة الفرضيات والسموم التي تحتاج لوقت طويل من الفحص المخبري، مضيفاً ان الوزارة منذ أن تقلت بلاغ أحد المواطنين عن نفوق 8من ابله قامت بالفحص والوقوف الميداني وقامت بمراسلة العديد من المختبرات المحلية والعالمية ولا تزال تنتظر النتائج.
وبيّن الوزير ان حالات التسمم تمت محاصرتها و تبين للوزارة أنها بسبب تسويق كمية محدودة، مضيفاً: "انتهت جميع الكميات التي سوقت عن طريق أحد التجار والوزارة فحصت للتأكد من جميع مخزون الصوامع والغلال من القمح والنخالة ووجدت أنها سليمة، نافياً وجود قلق من هذه الناحية حول إنتاج دقيق يضر صحة الإنسان المستهلك الوحيد للدقيق".
وألمح الوزير إلى مخاوف وزارته من وجود عمليات تخزين غير سليمة من قبل التجار بهدف رفع الأسعار ما أدى إلى تعفن النخالة ورشها بمبيدات تحولت إلى سموم ساهمت في نفوق الإبل، مشيراً في الوقت نفسه وقوفه شخصياً على قيام أحد المواطنين أثناء تحايله على نظام الصوامع والغلال في فرعها في خميس مشيط خلال زيارته لها الخميس الماضي قيام أحد المواطنين ببيع ما حصل عليه من النخالة إلى أحد الوافدين الذي لا يتمكن من شراء النخالة مباشرة من الصوامع والغلال لعدم وجود بروة التي لا يحصل عليها إلا ملاك الماشية.
وبين ان ارتفاع أسعار الشعير ساهم في زيادة الطلب على النخالة الذي بدوره أوجد سوقا سوداء للنخالة رفعت سعر النخالة من 15ريالاً الذي تبيعها الصوامع والغلال إلى 28ريالاً في السوق السوداء.
وأكد ان عمليات تنقل النخالة من تاجر لآخر قد تكون خلف تلوثها، لافتاً إلى ان نفوق الإبل يعد أمراً صعباً في نفوس ملاك الإبل لكنه في الوقت نفسة درس غالي الثمن يجبرهم على ضرورة مراجعة أنفسهم وعدم شراء الأعلاف الذي بدورة أوجد سوقا سوداء للنخالة رفعت سعر النخالة من 15ريالاً الذي تبيعها الصوامع والغلال إلى 28ريالاً في السوق السوداء.إلا من مصادرها المعروفة والمأمونة.
وشفافية الوزير فتحت المجال لتأكيده ان جميع الاحتمالات التي أحاطت بهذه الحادثة واردة لكنه أنتظر نتائج التحقيق والفحوصات المخبرية التي من المنتظر أن تخرج نتائجها نهاية الأسبوع الجاري.
وقال بالغنيم وفيما يخص التعويضات إن ذلك سيتم من خلال لجنة مشكلة من المالية والزراعة وإمارات المناطق التي سوف تستعين بأصحاب خبرة في وضع تسعيرة عادلة لقيمة الإبل النافقة، مشيرا إلى ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في تعويض المتضررين من أصحاب الإبل النافقة ساهم في التقليل من الآثار النفسية والمادية للملاك.
من جهة أخرى وعلى الصعيد ذاته أصدرت وزارة الزراعة أمس بياناً تكشف فيه الخطوات التي تعاملت فيها مع حادثة نفوق الأبل.
وأكدت وزارة الزراعة في بيان وزعته امس فيما يتعلق بحالات نفوق الإبل التي حدثت في الأيام الماضية في بعض محافظات المملكة: أنه في عصر يوم الجمعة الموافق 1428/7/27ه تلقت مديرية الزراعة بمحافظة وادي الدواسر بلاغاً من أحد مربي الإبل يفيد بنفوق ثمان من ابله وعلى الفور تم توجيه الأطباء البيطريين للوقوف على الحالة المذكورة، وتم ابلاغ الجهاز المركزي بالوزارة في الرياض ذلك يوم السبت 1428/7/28ه حيث تم استدعاء اطباء بيطريين من فروع الوزارة الأخرى لمساندة الفرق البيطرية الموجودة في وادي الدواسر اضافة الى ارسال اخصائي السموم واخصائي الباطنة من الوزارة وكذلك خبير الإبل مع ارسال الأدوية البيطرية اللازمة بجانب ما هو متوافر لدى المديرية.. وبعد الكشف والمعاينة تبين وجود الأعراض الظاهرية الآتية على الإبل المصابة:
@ هياج مع رفع الذيل إلى أعلى.
@ رعشة في عضلات الأرجل والأفخاذ.
@ بعد فترة وجيزة ظهرت علامات خلل في التوازن والرنح.
@ ظهور عرق بكميات كبيرة وخاصة في المناطق الناعمة من اجزاء الجسم.
@ ادماع العينين بصورة ملحوظة.
@ توتر الحيوان والجلوس والوقوف من دون توازن.
@ تمدد الأرجل للخلف واتساع في حدقة العين.
@ الرقود على الجنب وتمدد الرقبة ووضع الرأس على الأرض.
@ استرجاع سوائل المعدة عن طريق الفم.
@ فقدان الوعي ثم نفوق بعض منها.
وقال المختصون البيطريون إن هذه الأعراض تدل على حالات تسمم وليس مرضاً وبائياً وهذا يتوافق مع الاستقصاء المعلوماتي المتحصل عليه من أصحاب الابل حيث إن العامل المشترك بين الابل النافقة هو تغذيتها على النخالة التي تم شراؤها من سوق الأعلاف بالمحافظة سواء في محافظة وادي الدواسر أو المحافظات الأخرى التي حدث فيها نفوق للإبل أيضاً خلال تلك الفترة، وبعد معالجة الإبل المصابة من قبل الفرق البيطرية بالأدوية المضادة للسموم والمغذيات الحيوية لوحظ تحسن في الحالات المصابة وتناقص في عدد النفوق وقد تم أخذ عينات من الأعلاف والدم والأحشاء وبقية الأعضاء وتم إخضاعها للتشخيص المخبري بمختبرات الوزارة كما تم الاستعانة بجهات أخرى لاستكمال الاختبارات كمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومختبر إيداك (قطاع خاص) وبالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة تم ارسال عينات الى مختبر متخصص في فرنسا.
وأضافت انه تم اجراء تجربة في المركز الوطني للبحوث الزراعية والثروة الحيوانية بالرياض وذلك بتغذية رأسين من الإبل على نفس النخالة مدار الشك وأدى ذلك الى ظهور نفس الأعراض التي شوهدت في بؤر الإصابة مما يؤكد أن العلف هو السبب الرئيسي بنفوق الإبل وان عمل المختبرات يتركز حالياً على تحديد نوع التسمم او المادة السامة حيث ان هناك عدداً من المركبات السامة كالسموم البيولوجية مثل سموم البكتيريا والفطريات والسموم الكيماوية مثل المبيدات الحشرية ومبيدات القوارض وسموم المعاند الثقيلة مثل مركبات الرصاص والزئبق ومن خلال تلك الاختبارات التي تمت جرى استبعاد عدد منها ولا يزال البحث جارياً عن بقية السموم المشتبه فيها.
وتمت مناقشة الوضع وبحث كافة الاحتمالات المسببة من خلال دعوة الوزارة المختصين بهيئة الغذاء والدواء الى اجتماع مع المختصين في الوزارة والمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، حيث ان جميع المختصين من الوزارة وخارجها يتفقون على استبعاد وجود مرض وبائي ويؤكدون انها حالات تسمم.
واخذت الوزارة انه لا يزال عمل الفرق البيطرية الميدانية مستمراً بمتابعة الحالات المصابة واعطاء العلاجات اللازمة.
وهناك حصر مستمر للابل النافقة تقوم به المحافظات المعنية مع وزارة الزراعة كما ان هناك احتمالات ان بعض حالات النفوق غير مرتبطة بالحالة التي نحن بصددها، علماً بأن الوزارة سبق وان قامت بالتعميم على الادارات العامة لشؤون الزراعة بالمناطق بإبلاغ الوزارة فوراً عن اي حالات مماثلة ولم يرد ما يفيد بوجود حالات أخري بخلاف المحافظات المذكورة.
وتنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - بتعويض اصحاب الابل النافقة نتيجة لهذا العارض فقد قامت الوزارة بالتنسيق مع الجهات الأخرى المعنية للبدء في وضع الآلية المناسبة للتعويض.
غير متصل
