دراسة اللغات في الخارج بين التجّار والأكاديميين
يستخدم اللغة الإنجليزية معظم متخذي القرارات في الإقتصاد والسياسة ، وتعتبر لغة التقنية والمال عالميا حيث أن معظم البرمجيات والبنوك الدولية تعتمد اللغة الإنجليزية كلغة رسمية لمنتجاتها . بالإضافة لبعض المنتجات الثقافية و التعليمية الأخرى .
كما أن معظم الجامعات العالمية يشترط الحصول على التوفل للقبول فيها في التعليم العالي
لهذه الأسباب فهاجس تعلم اللغة الإنجليزية واتقانها يبقى حلم كل طالب يتطلع للحصول على مراكز متقدمة في العلم والمعرفة للاسباب المذكورة آنفا .
غير ان تعلم اللغة الإنجليزية في بلداننا العربية لم تأتي بنتائج مرضية لأكثر الأباء طموحا ، حيث أن أبناءه لا يتقنون أدنى مهارات اللغة الإنجليزية حتى مع إكمال السنة السادسة من تعلمها في صفوف التعليم العام .
من هنا بدأت حاجات الآباء في ابتعاث أبناءهم لتعلم اللغة الإنجليزية في الخارج أثناء العطل الصيفية لأنها الفرصة الوحيدة لدعم اتقان اللغة لدى أبناءهم .
وليس أمامهم الا طريقين لهذا الإبتعاث .
الأول : السفر بالعائلة للبلدان التي تتكلم اللغة الإنجليزية كلغة رسمية في البلاد ويتحدث بها عامة الشعب .
الثاني : ابتعاث الأبناء عن طريق مكاتب تجارية .
ولا يخفى بأن السفر بالعائلة غير ممكن لجميع الأباء إذ الارتباط بالأعمال الوظيفية والتجارية يقف أمامهم بالإضافة لزيادة التكلفة لهذه الرحلة التعليمية .
ويبقى ابتعاث الطلاب عبر هذه المكاتب الخيار الوحيد والأوفر لتعلم اللغة
و بعد دراسات واستبيانات تم إعدادها و هي موجهة لهذه الفئة تبين أن المبتعثين يصرفون كثير من أوقاتهم للتنزه والترفه ، باعتبار أن هذه الرحلة سياحية بالدرجة الأولى ، كما أن كثير منهم يقع فريسة لكثير من المفاسد حيث أن خروجهم من بلد محافظ إلى بلدان مفتوحة قد يقلب رحلتهم إلى فساط طويل عريض .
فغياب الرقابة وغياب الرغبة وغياب والوعي يجعل من تضييع الأوقات شيء معتاد بين تلك المجموعات المبتعثة
ويمكن اختصار القول في هذه الرحلة بأنها غير مجدية لهذه الأسباب :
1. أن غالب المبتعثين لا يرغبون في اللغة .
2. أن كثير من العائلات المستضيفة المبتعثين مقصدهم تجاري بحت .
3. أن صغر سن المبتعثين سيكون فرصة لاستدراجهم نحو المفاسد .
4. أن وقت الإبتعاث لا يكفي لتعلم اللغة فعندما تخصم وقت السفر والتجهيز و الاستقرار و بداية الدراسة والعطل الأسبوعية من وقت الرحلة – العطلة الصيفية غير كافي .
5. أنه لا يوجد رقيب أو مرشد أكاديمي لهذا الإبتعاث .
ونحن نناشد وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي بترتيب برامج بديلة وإخضاعها لمعايير أكاديمية صحيحة وفق المعطيات الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعنا المحافظ .
كما أننا نناشد الجهات المرخصة للمكاتب التي ترتب لهذه البرامج أن تخضعهم لمعايير أكاديمية ويمكن اقتراح بعض المعايير المناسبة :
1. أن يكون صاحب المكتب والمشرفين عليه حاصلين على دراسات عليا من الجامعات الأجنبية ومتقنين بشكل كامل للغة الإنجليزية وبطرق تدريسها .
2. أن يتم الإشراف المباشر من قبل صاحب المكتب أو من ينيبه على جميع الطلاب وبشكل يومي لمن هم تحت عمر 21 سنة .
3. أن يتعهد بتقديم تقارير يومية لأسر المبتعثين عبر الإيميل
كما أننا نتطلع كذلك إلى جامعاتنا السعودية باعتبارها القائد الثاني بعد وزارة التربية والتعليم وزارة التعليم العالي إلى أن تقوم بدورها فتنشي معاهد ومساكن خاصة بتعليم اللغات ويمكنها ان تستقدم معلمين أجانب للقيام بتعليم هذه اللغات وفق المعايير الأكاديمية لهذه الجامعات .
كما كما نتمنى من جامعاتنا ترتيب برامج لتعليم اللغات في الدول الأجنبية مع إخضاع هذه البرامج للمعايير الصحيحة .
كما نلفت نظر الأباء الأفاضل إلى أن تعليم اللغة لا يمكن أن يتحقق لأي طالب عادي في أقل من 18 شهرا ، وأي مدة أقصر من هذه المدة فهي لن تنقل الطالب إلى الإتقان واجتياز التوفل بأي حال من الأحوال . ومفاسدها أكبر من منافعها ، ولكن يمكن استعاضة عن الإبتعاث بإختيار سائق لا يتحدث غير اللغة الإنجليزية وكذلك كل العاملين في المنزل من الأجانب يجب أن يكونون حاصلين على التوفل وأخذ تعهد منهم بعدم الحديث بأي لغة غير الإنجليزية كأحد الحلول لتوطين اللغة في ذهن المتلقي .
هذا وننتظر مشاركاتكم وتجاربكم في هذا الأسلوب من الإبتعاث
غير متصل
