القاهرة/ يقبل الكثير من الأطفال على تناول الآيس كريم بصفة مستمرة ودائمة، قد تتحول لدى بعضهم إلى عادة يومية متكررة خلال اليوم الواحد، وذلك في غفلة عن الوالدين اللذين يعتبران ذلك أمراً طبيعياً يدخل في عداد الترويح عن نفوس الأبناء وإسعادهم بتناول ما يشتهون، ومؤخراً حدثت كارثة غذائية مروعة في الصين تخص شريحة الأطفال، عندما تم اكتشاف تسمم كبير في ألبان الأطفال، ولذلك فإن الكثيرين من اختصاصي المراقبة الصحية على الأغذية يؤكدون على ضرورة الحذر من منتجات الألبان، ويحذرون كذلك على وجه الخصوص من الإكثار من تناول الآيس كريم حيث ينتج عنه التعرض لأمراض خطيرة.
وتعد القيمة الغذائية للآيس كريم هي نفس القيمة الغذائية للألبان، لكن يزيد عليها النسبة المئوية المرتفعة في الكالسيوم والفوسفور، بالإضافة إلى غناه بالمواد السكرية مثل اللاكتوز الذي يساعد الجسم على استيعاب وامتصاص الكالسيوم والبروتين.
فالآيس كريم مصنوع من اللبن كامل الدسم والسكر والكاستر وهي المواد التي تعطي له الطعم المميز والمواد التي تعطي له الرائحة والاستبليزر، وهي المواد التي تعطي له القوام مثل الجيلاتين أو النشا، والعيوب في صناعة الآيس كريم كثيرة، ولكل منها أسبابها وهي الرائحة غير المقبولة وعدم نعومة الملمس وتغير اللون والطعم غير المستساغ والتثبيت في جدار العبوة.
ويوجه المختصون كل أم إلى أنه من الممكن جداً حدوث بعض التلوثات الميكروبية للآيس كريم خلال مرحلتين الأولى خلال الألبان والمواد الداخلة في صناعته، وذلك عندما يكون الحيوان الذي يعطي الألبان مصاباً بأمراض معدية أو عند إصابة العاملين بالزراعة والحلابين، أو عندما تكون أدوات الحلابة ملوثة وغير نظيفة، أو المياه المستعملة بالمزرعة ملوثة أو عند وجود حشرات ناقلة للميكروبات.
كذلك يحدث ذلك عندما يستخدم منتجو الألبان بعض المواد الحافظة التي تضاف على الألبان الداخلة في صناعة الآيس كريم لتغطية سوء الإنتاج الناتج عن عدم استخدام الطرق الصحية والمواصفات القياسية، وهذه المواد تسبب أضراراً بالغة لمن يتناول الآيس كريم ويكون تأثيرها هادماً للجسم وبالأخص على الكبد والكليتين.
أما المرحلة الثانية، التي يمكن حدوث التلوث الميكروبي للآيس كريم فيها فهي خلال خطوات صناعته، فعندما يترك مخلوط مكونات الآيس كريم ليبرد تكون هناك فرصة كبيرة لتكاثر الميكروبات، حيث أنه غني جداً بالمواد الغذائية التي تساعد على نموها وتكاثرها، كذلك قد تكون الأواني والماكينات المستخدمة في صناعته مصدراً للتلوث، وربما كان الأفراد العاملون بصناعته حاملين للأمراض، وكذلك الأتربة المحملة به بالمصنع قد تكون محملة بالميكروبات، وبالمثل قد تكون أواني التعليب والتعبئة غير نظيفة.
وبخصوص الأمراض التي يمكن أن تنتشر عن طريق تناول الآيس كريم، فهناك الحمى المتموجة وتنتج عن خطأ في طريقة البسترة أو عطل بأجهزة بسترة الألبان المستخدمة في الآيس كريم، وهناك أيضاً الحمى القلاعية والسل بأنواعه، الحمى القرمزية، سلمونيلا التيفود والباراتيفود، الدوسنتاريا الباسيلية، الحمى المجهولة، الفبروكوليرا، التسممات الغذائية الناتجة عن ميكروب السلمونية والاستاف، التهاب الحلق المقيح
نسيج
غير متصل
