الرياض - فاطمة العصيمي الحياة - 23/06/08//
على رغم أن مهتمين بقطاع السياحة في السعودية يقولون إن عدد السياح السعوديين، الذين سيسافرون خارج بلادهم هذا الصيف سيبلغ 8 ملايين شخص، إلا أن هناك شباناً قرروا قضاء الصيف داخل المملكة، لأسباب مادية أو عملية. كما أن هناك آخرين لا يحبذون السفر في هذا الوقت من السنة.
هؤلاء الأخيرون قرروا رفع شعار: «صيفنا على كيفنا» واختاروا استئجار استراحات تتوافر فيها جميع وسائل الترفيه والتبريد، من بينها مسبح وملاعب لكرة القدم والكرة الطائرة، يقضون فيها ليالي صيفهم الحار.
يقول فهد السبيعي (26 عاماً): «لا أحبذ السفر صيفاً، فأي بلد سأقصده خلال هذا الفصل، سيكون مزدحماً بالسياح، والفنادق مشغولة على الدوام وكذلك رحلات الطيران، وهو ما يجعل السفر في هذه الفترة من هذه السنة مشقة لا طاقة لدي على تحملها».
ويضيف: «أفضل الأوقات بالنسبة إلي للسفر هي فصلا الخريف والربيع، فخلالهما يكاد ينعدم الزحام بعد عودة الناس إلى أعمالهم ومدارسهم، كما أن الأسعار تنخفض».
ويلفت السبيعي إلى سبب آخر يمنع بعض زملائه من السفر خلال فصل الصيف: «فبعضهم يمتنع عن السفر في هذه الفترة لأسباب مادية، وآخرون من العازبين يتنازلون عن أخذ إجازة من عملهم لمصلحة زملائهم المتزوجين، الذين لا يستطيعون السفر سوى في إجازة الصيف، وهو الوقت الذي يكون أطفالهم غير مرتبطين بدوام الدراسة».
وبغض النظر عن تلك الاسباب كلها، طرأ تغيير واضح على وجهات السفر لدى شبان سعوديين خلال السنتين الماضيتين خصوصاً ممن ينتمون إلى الطبقة المتوسطة. فهؤلاء وفي ظل ارتفاع الأسعار الذي يجتاح العالم صاروا يختارون دولاً كلفة السفر إليها منخفضة كبعض دول شرق آسيا مثل إندونيسيا وتايلندا أو دولاً عربية قريبة من السعودية مثل سلطنة عمُان واليمن.
ويقول عبدالله التوم: «بعض الشبان يقصد دولاً بعيدة عن السعودية على رغم أن هناك مدناً في الجزيرة العربية ساحرة وباردة في الصيف وتحوي مناظر طبيعية خلابة».
ويؤكد عبدالله أنه يفضل منطقتي «صلالة» والجبل الأخضر في عُمان، التي يحرص على زيارتهما كل عام.
ويتابع التوم: «هناك مناطق في شرق آسيا لا يرتادها العرب في الوقت الذي تزدحم بالغربيين مثل جزيرة بالي في إندونيسيا التي صارت مقصداً لكثير من الشبان السعوديين خلال السنوات الثلاث الأخيرة».
وعمّا يمنعه من قضاء الصيف في المناطق السعودية التي تنخفض فيها درجة الحرارة في شكل كبير قال: «هناك مناطق في السعودية مثل الباحة وعسيـر درجة الحـرارة فيها لا تـتـجاوز 25 صيـفاً وتمتاز بطبيعة ساحرة، إلا أن السياحة في السعودية تبقى مكلفة، مقارنة بغيرها من البلدان العربية والآسيوية».
وعلى رغم ما ذهب إليه التوم من عدم تفضيل بعض الشباب السياحة في السعودية، إلا أن دراسة حديثه صدرت عن مركز الأبحاث والمعلومات السياحية في السعودية «ماس»، قالت إن السياحة الداخلية حققت ارتفاعاً في عام 2007 بنسبة خمسة في المئة، ووصل إجمالي عدد الرحلات السياحية خلال السنة نفسها إلى 28.5 مليون رحلة، كان النصيب الأكبر منها لمدينة جدة، ثم مكة المكرمة، فالرياض، فالمدينة المنورة، وحلت في المرتبة الأخيرة مدينة الدمام.
وتشهد بعض المدن السياحية مثل أبها والطائف إقبالاً كبيراً من الخليجيين في الصيف، فيما بدأ منذ نحو أربع سنوات تنظيم رحلات لمجموعات سياحية غربية ويابانية إلى مدن أثرية يقدر عمرها بآلاف السنين تقع جنوب السعودية وشمالها، ومن ضمن هذه الوفود طلاب جامعات عريقة مثل هارفارد.
وعلى رغم ذلك هناك شكاوى من صعوبة الحصول على تأشيرة للدخول إلى السعودية من سفاراتها في الخارج.
وكان قطاع السياحة في السعودية شهد إهمالاً كبيراً حتى أنشئت الهيئة العليا للسياحة قبل سنوات قليلة. وما زال كثير من المناطق السياحية والأثرية في السعودية شبه مجهول لدى بعض أبناء المملكة، فضلاً عمن هم خارجها.
غير متصل
