الكذب
جعل الله الأمة الإسلامية أمة صفاء ونقاء في العقيدة والأفعال والأقوال.
فالصدق علامة لسعادة الأمة, وحسن إدراكها, ونقاء سريرتها فالسعادة مفتاحها الصدق والتصديق, والشقاوة دائرة مع الكذب والتكذيب.
ولقد أخبر – سبحانه وتعالى – أنه لا ينفع العباد يوم القيامة الاصدقهم , وجعل علم المنافقين الذي تميزوا به هو الكذب في أقوالهم وأفعالهم , فجميع ماعابه عليهم أصله الكذب في القول والفعل.
فالصدق: بريد الأيمان ودليله ومركبه وسائقه وقائده وحليته ولباسه بل هو لبه وروحه.
والكذب: بريد الكفر والنفاق دليله ومركبه وسائقه وقائده وحليته ولباسه ولبه فمضادة الكذب للإيمان كمضادة الشرك للتوحيد فلا يجتمع الكذب والأيمان ألا ويطرد احدهما صاحبه ويستقر موضعه.
فما أنعم الله على عبد من نعمة بعد الإسلام أعظم من الصدق الذي هو غذاء الإسلام وحياته ولا ابتلاه ببلية أعظم من الكذب الذي هو مرض الإسلام وفساده.
أخي المسلم:
إياك والكذب فانه يفسد عليك تصور المعلومات على ماهي عليه ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس فان الكاذب يصور المعدوم موجودا والموجود معدوما والحق باطلا والباطل حقا والخير شرا والشر خيرا فيفسد عليه تصوره وعلمه عقوبة له ثم يصور ذلك في نفس المخاطب المغتر به الراكن إليه فيفسد عليه تصوره وعلمه ونفس الكاذب معرضه عن الحقيقة الموجودة نزاعه إلى العدم موثره للباطل وإذا فسدت عليه قوه تصوره وعلمه التي هي مبدأ كل فعل إرادي فسدت عليه تلك الأفعال وسرى حكم الكذب أليها وصار صدورها عنه كصدور الكذب عن اللسان فلا ينتفع بلسانه ولا بإعماله .
الأسباب الباعثة على الكذب
هناك وأعث كثيرة تدفع صاحب النفس الدنيئة إلى الكذب ومنها:
1. قله الخوف من الله وعدم مراقبته في كل دقيقة وجليلة.
2. محاوله تغيير الحقائق وإبدالها سواء لرغبه في الزيادة أو النقصان وسواء للتفاخر أو لمكسب دنيوي أو غيره مثل من يكذب في ثمن شراء ارض أو سيارة للتفاخر أو إيهام أهل المخطوبة بمعلومات غير صحيحة وغيرها.
3. مسايره المجالس ولفت الأنظار بقصص ومعلومات كاذبة
4. عدم تحمل المسئولية ومحاوله الهرب من الحقائق في الأزمات والمواقف
5. التعود على الكذب من الصغر وهذا من سوء التربية فهو منذ نعومه إظفاره يرى والده يكذب وأمه كذلك فينشأ في هذا المجتمع
6. المباهاة بالكذب وانه نوع من الذكاء ومن سرعه البديهة وحسن التصرف