تروج إحدى الشركات الدوائية هذه الأيام عبر بعض القنوات الفضائية والإذاعات التي تبث من خارج المملكة، والبروشورات الدعائية التي تم توزيعها على مستشفيات ومراكز القطاع الخاص في المملكة للتطعيم ضد فيروس "الروتا" المسبب للنزلات المعوية لدى الأطفال، رغم رفض وزارة الصحة السماح لها بالترويج عن هذا اللقاح عبر وسائل الإعلام المحلية.
وذكرت مصادر في وزارة الصحة، أن الشركة عرضت عليها إمكانية الإعلان عن هذا اللقاح في الصحف المحلية، إلا أن الوزارة رفضت ذلك بناء على نظام المنشآت والمستحضرات الصيدلانية الصادر وفق مرسوم ملكي، الذي يقضي بحظر الإعلان عن المستحضرات الصيدلانية والعشبية التي يتطلب الحصول عليها وصفة طبية، إلا في المجلات والمؤتمرات والندوات والنشرات العلمية المخصصة للممارسين المهنيين وذلك بعد الحصول على موافقة وزارة الصحة على نصوص البيانات والنشرات والإعلانات قبل النشر، للتأكد من أنها تتفق مع ما تحتويه المستحضرات الصيدلانية والعشبية من مواد وخواص علاجية.
وأوضح مختصون في الوزارة، أن التطعيم ضد فيروس "الروتا" لا يعتبر من التطعيمات الأساسية التي أقرتها الوزارة في جدول التطعيمات التي تقدمها لأطفال المملكة، ناصحين بعدم أخذه إلا بعد الاستشارة من قبل الأطباء المختصين، مشيرين إلى ارتفاع التكلفة المادية لهذا اللقاح على المواطن والبالغة 500 ريال بواقع 250 ريال للجرعة الواحدة التي تعطى للأطفال الرضع من عمر ثلاثة شهور إلى 24 شهراً، حيث يعطى الطفل جرعتان يفصل بينهما شهر على الأقل، علماً أن هذه التسعيرة خلاف التسعيرة المسجلة لدى وزارة الصحة، التي تبلغ 209 ريالات للجرعة الواحدة.
وأضافت المصادر، أن الإعلان عن هذا اللقاح عبر القنوات الفضائية التي تبث من خارج المملكة لا يقع ضمن صلاحياتها وليس لها سبيل لإيقافه.
وبينت أن توزيع بروشورات دعائية عبر المستشفيات والمراكز الأهلية للترويج عن هذا اللقاح يعتبر مخالفة صريحة للنظام يستوجب عرضها على اللجان المختصة في الشؤون الصحية في منطقة الرياض بعد الوقوف على المخالفة من قبل إدارة الرخص الطبية والصيدلة في المديرية للنظر في العقوبة التي يمكن تطبيقها على تلك الشركة المخالفة، وتراوح العقوبات المنصوص عليها في النظام بين الإنذار، غرامة مالية لا تزيد على 100 ألف ريال، إغلاق المنشأة لمدة لا تزيد على 60 يوماً، وإلغاء ترخيص المنشأة.
وأوضحت مصادر طبية، أن فيروس "الروتا" يعد أحد أهم مسببات الإسهال لدى الأطفال غير أن التطعيم ضد هذا الفيروس لا يعني بالضرورة عدم إصابة الأطفال بالمرض بل قد يصيبهم نتيجة فيروسات أخرى، مضيفين أن تلوث الغذاء يعتبر أهم مسببات الإسهال لدى الأطفال وأن نظافة الغذاء أفضل سبل الوقاية من إصابة الأطفال بالإسهال
غير متصل
