Untitled 1
 
  تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 350 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 453 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 589 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 797 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 683 )           »          قمصان نوم تركي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 599 )           »          فستان مناسبات (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 612 )           »          جلابيات مغربية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 630 )           »          ايشارب حرير (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 543 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 958 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > منتدى تاريخ الجزيرة العربية > تاريخ مدن ومحافظات الجزيرة العربية
 

تاريخ مدن ومحافظات الجزيرة العربية تجد في هذا المنتدى كل ما يتعلق بالمدن والمحافظات التي تقع في الجزيرة العربية


هضبة نجد أم المجد العذية

تجد في هذا المنتدى كل ما يتعلق بالمدن والمحافظات التي تقع في الجزيرة العربية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
هضبة نجد أم المجد العذية

كُتب : [ 29 - 05 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

معنى نجد : نجد هضبة تعلو ما حولها من الأرض ، فالصحاري التي تجاورها أقل منها ارتفاعاً ، وتعلوا على ما حولها في أنها تصلح للعمران وسكنى البشر ، بينما تحدق بها مناطق لا تألف البشر ولا يألفها . وتعلوا على ما حولها بما فيها من مياه تروي ساكنها فيشعر بالإنتعاش والإرتواء ، ويكاد يخلو كل ما جاورها من أثر للماء فساكنه في ضماء مستمر ، وإن وجد للماء أثر فهو من نجد فهناك مصدره وهناك أصله ، حيث تغيض الكثير من أودية نجد في رمال المناطق المجاورة لها . وهي تعلوا على ما حولها بتربتها الخصبة الصالحة للزراعة والإنبات ، بينما كل ما جاورها من أراض ذات رمال و كثبان لا تنبت زرعاً ولا تمسك ماءً .

نجد :

النجد هو كل ما ارتفع من الأرض وصلُب ، فليس كل مرتفعٍ نجداً ، وإنما هو الأرض الصلبة التي تكسرت أطرافها لصلابتها ، وبقي وسطها عاتياً عالياً مشكلاً النجد ، وهذا من معاني قوة الأرض . ومن هذا استمد السكان رفضهم الخضوع لغاصب والاستسلام لمعتدٍ ، فهم يعيشون في بيدائهم أحراراً وفي فيافيهم كراماً ، لا يعرفون المساومة ولا أنصاف الحلول .

نجد :

كلمة فيها معنى الإشراف ، فهي تشرف بارتفاعها على ما حولها ، فتجعل الإنسان يسبح بنظره في ذلك الأفق الرحب ، فلا حاجز يحول دون أن يأخذ النظر مداه الطبيعي ولا حائل يحجز العين من أن تجيل طرفها في أماكن شاسعة ، وهذا من أسباب اتساع النظر ورحابة الأفق عند السكان . وهذا الإشراف جعل هوائها أكثر لطافة ، ونسيمه أكثر عذوبة .

نجد :

الطريق العالي الذي يرى منه سالكه كل ما يسايره وما يعترضه ، فهو يسير على مرتفع يرى منه ما على الجانبين ، فيمشي مطمئن الخطى واثقاً من الوصول بإذن الله . وهو الدرب البيّن والطريق الظاهر الواضح .

نجد :

كلمة عذبة فيها معنى النجدة لمن يستنجد والنصر لمن يستنصر ، وهل أجمل من إغاثة الملهوف ، ونجدة المكروب ، ومساعدة من يطلب النصر ! وقد جُبل السكان على هذه المعاني ، ويشهد التاريخ تطبيق تلك البقعة من الأرض لهذه المعاني السامية .

نجد :

ذلك المكان الذي ترنو إليه أعين سكان الصحراء فيرون فيه رياضهم ويرون فيه نعيمهم ، ومن هنا كثرت أسماء الروضة والرياض فيه ، تلك الأسماء التي أطلقها سكان المناطق المقفرة ، على أراضٍ رأوا فيها حياة أفضل .

نجد :

ذلك المرتفع الذي تهب عليه نسمات الرياح اللطيفة وقت الغروب في أيام الصيف اللاهب ، فيشعر ساكنوه بأثر تلك النسمات تداعب أجسامهم فتعيد لهم الحيوية وهناءة الحياة ، بعد أن كاد يقتلها حر الظهيرة ، فيخرجون من أماكنهم يتنشقون الهواء العليل في الفلاة . وفي الليل تهب تلك النفحات العذبة التي تود أن صدرك أكبر حتى تختزنها أكثر . هذه النفحات وتلك النسمات لا يعرفها رحالة الصحاري المجاورة في بواديهم ، وتجد أهل نجد يستشعرون ريح نجد أينما ذهبوا وحيثما حلوا ، فمتى هبت نسمات هادئة أعادوها إلى نجد وظنوا أنه من هوائها ، وقد قال شاعرهم قديماً :

ألا يا صبا نجد متى هجت من نجدِ
= فقد زادني مسراك وجداً على وجدِ

وهذه هي بلدان من نجد :

الرياض – حوطة بني تميم - الخرج - الحريق - يبرين - حرض - ضرما - الدلم - الحلوة - الدرعية - العيينة - الغنامية - الحائر - خريص - رماح - اللهابة - المزاحمية - القويعية - المزل - حريملاء - مرات - سدوس - ثرمدا - الرين - الروضة - شقراء - غسلة القرائن - جلاجل - المجمعة - حرمه - الخيس - الفروتي - الداهنة - أشيقر - القصب - عشيرة - الخطامة - البطين - رويغب - الحسي - الصفرات - البير - ثادق - دقلة - مبايص - بوصاء - مليح - الغاط - الأرطاوية - تمير - ساجر - عرجة - الدوادمي - الشعراء - الرويضة - حلبان - حراضة - ليلى - واسط - البديع - الحداد - السليل - الخماسين - الشماسية - بريدة - النبقية - الطرفية - اللبيدية - القرعاء - أوثال - البصر - حويلان - المليداء - الربيعية - السالمية - النقاع - عنيزة - العوشزية - الثامرية - المذنب - روضة الحسو - المربع - العمار - الرس - الشنانة - قصر بن عقيل - المطيات - القيصومة - الحمادة - الخشيبي الوسيطاء - الدحلة - الشبيكية - الهمجة - أبانات - الخريشاء - البكيرية - الهلالية - الخبراء - رياض الخبراء - الشيحية - الضلفعة - الفويلق - عيون الجواء - البدائع - العبدلية - الدليمية - الذيبية - السيح - البتراء - النبهانية - ثادج - عطي - الفوارة - النومانية - عقلة الصقور - الحناكية - مهد الذهب - تربة - دخنه - نفي - البجادية - القاعية - عفيف - ظلم - المويه الجديد – الخرمة - رنية - ضرية - حديجه - الصمعورية - علقة - الزلفي - حائل - قفار - مريفق - قصر العشراوات - العقدة - الودي - مختلف - مبادع - عقلة ابن جبرين - الهويدي - سقف - غزالة - ريع البكر - موقق - وسيطاء - الشعبة - المستجدة - سعيدان - الخبة -الرمادة - الفرحانية - دليهان - الشقيق - النيصية - المشيطية - أم القلبان - قنا - الحفير - الأسياح - عين بن فهيد - الجعلة - التنومة - الخصيبة - الزبيرة - قصيباء - القوارة - شري - السعيرة - الأجفر - فيد - العدوة - الشعيبة - بقعاء - الضبيعة - رك - سبيعة - الشنان - النعي - سبيعة - الجحفة - طابة - السبعان - عقلة بن داني - عقلة بن طوالة - العظيم - غمرة - الخطة - جبة - الكهفة - شري - الخوير - الروضة - تربة - الشعيبة - غزالة - قبة - سميراء - السليمي - الشملي - بيضاء نثيل - قليب بن منوه - الحائط . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
ابن جعوان
وسام التميز
رقم العضوية : 6963
تاريخ التسجيل : 17 - 04 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 9,236 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابن جعوان is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : نجد

كُتب : [ 29 - 05 - 2008 ]







: أخي : خيال الغلباء: بارك الله فيك :


وبيض الله وجهك ماقصرت طال عمرك
اصفقلك على نقل المعلومات الرااائعه عن هضبة نجد ام المجد مونست الونيس
والله يجعلها في موازين حسناتك


تستاهل

تقبل مروري لاهنت

أخـوك


أبن جعوان















رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : نجد

كُتب : [ 30 - 05 - 2008 ]

أخي الكريم الشاعر / ابن جعوان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بنجد أم المجد جعل الله مرورك بالموضوع في ميزان حسناتك والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك عند مولاك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق شكري وإمتناني مقرونا بجزيل محبتي واحترامي ومن قال ما هان مع أطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام . خيــــــــــــــــّال الغلبــــــــــــــــــــــاء


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
ابو سعود 99
وسام التميز
رقم العضوية : 21026
تاريخ التسجيل : 23 - 02 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,256 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : ابو سعود 99 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : نجد

كُتب : [ 30 - 05 - 2008 ]

الأخ خيال الغلباء شكراً لك على ذكر كل هذه المعلومات الوافية عن هضبة نجد العذية وديارها العزيزة علينا ويكفي نجد فخراً بأنها تظم بين جنباتها عاصمتنا الحبيبة رياض العز حفظ الله جميع ديارنا ومملكتنا الغالية

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : هضبة نجد العذية أم المجد

كُتب : [ 10 - 06 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

جـــاذِبيَّةُ نــَــــجْــد ـــ محمود مفلح البكر

لكل بلاد جاذبيتُها الخاصة التي تشدّ سكانَها ، وتهيج مشاعرهم حنيناً إليها إذا ما أبعدوا عنها ، وشوقاً لرؤية معالمها ، ومعاشرة ناسها ، والإقتراب من ظل الأحبة فيها .

لكن جاذبية نجد كانت مميزة عما سواها ، وكان أهل نجد أشد الناس تعلقاً بموطنهم ، وأكثرهم توقاً لربوعه ، وما فيها من جبال ، ومياه ، ونبات ، وأحبة . ويكفي أن يومض برق من جهة نجد أو تهب نسمة ، أو يفوح شذا زهر ، كي تهيج عواطف النجدي ، ويستبد به حنين جارف يبجس مكامن الدمع ، وينطقه الشعر وإن لم يكن شاعراً حتى ليمكن وصف ذلك بـ" الظاهرة النجدية "، ولهذا حين نتأمل خريطة الشعر العربي القديم يتضح لنا أن شاعرية العرب كانت تستوطن ربوع نجد ، وقلما تفارقها .

وتتجلى هذه الظاهرة بكثرة الأشعار التي تلهج باسم نجد وتذكر هواءه ، ونفحات شذاه ، وأسماء أماكنه ، وتعبر عن توق دائم للعيش فيه ، وسوف نتوقف عند بعض الأمور الأبرز في هذا الحنين الذي نرى فيه انعكاساً عميقاً لتلك الجاذبية .

التُّوْقُ الدائم إلى ربوع نجد :

عبر النجديون عن توقهم الدائم إلى موطنهم في قصائد كثيرة ، يذكرون في بعضها اسم نجد ، وفي بعضها أسماء أمكنة وجبال في نجد ، وفي الحالين كانت اللهفة تفيض من النص ، مشفوعة بروح تكاد تسيل بين الكلمات من شدة الشوق ، لرؤية هذا الموطن العزيز . وفي أبيات جعفر بن علبه الحارثي مثل معبر حقاً :

أحقَّاً عبادَ الله أن لستَ رائياً
= صحاريَّ نجدٍ والرياحَ الذواريا

ولا زائراً شُمَّ العرانين ، أنتمي
= إلى عامر ، يحللن رملا معاليا

إذا ما أتيتَ الحارثياتِ فَانْعَني
= لهن ، وخبرهن أن لا تلاقيا (1).

وهذا آخر يسابق قلبه إلى منازل أحبته ، فينتابه شعور بأن قلبه سينقطع قبل بلوغ المكان لشدة شوقه ، واضطراب فؤاده :

أقول لصاحبيَّ بأرضِ نجدٍ
= وجَدَّ مسيرُنا ودنا الطروقُ

أرى قلبي سينقطع اشتياقا
= وأحزانا ، وما انقطع الطريق (2).

وإذا ما اغترب أحد هؤلاء الناس لسبب ما ، فكل شيء يسمعه أو يراه ، ويذكره بموطنه ، يهيج مشاعره ، ويؤجِّج توقه ، كما تُؤجَّجُ النارُ الكامنةُ تحت الرماد . وما كان له أن يصبر على البعد إذا ما هدلت حمامة ، أو هبت رياح ، أو ومض برق من جهة نجد ، فيتذكر الأماكن التي ألفها ، والناس الذين عاشرهم .

وما أبلغ أبيات ذلك البدوي الذي قدم إلى بغداد فسمع غناء الحمائم في بستان إبراهيم بن المهدي وربما لمح برقاً ، فحن إلى بلده ، فراح يخمن الأماكن التي ينزل فيها المطر ، وقد تنسم مع الريح نفحات نجد ، وفوح عراره ، فلم يستطع حبس عبراته :

أشاقتك البوارقُ والجَنوبُ
= ومن عَلوى الرياحُ لها هبوبُ

أتتكَ بنفحةٍ من ريح نجد
= تَضَوَّعُ والعرارُ بها مَشوبُ

وشِمتُ البارقاتِ فقلت : جيدت
= حبالُ البِشْرِ أو مُطِرَ القَليبُ

ومن بستان إبراهيم غَنَّتْ
= حمائمُ بينها فَننٌ رطيبُ

فقلتُ لها : وُقيتِ سهامَ رام
= ورُقطَ الريشَ مَطعَمُها الجُنوبُ

كما هيَّجتِ ذا حَزَنٍ غريباً
= على أشجانه فبكى الغريبُ (3).

ويلاحظ مدى شفافية هذا البدوي في إشفاقه على هذه الحمائم من أن تصيبها سهام الصيادين ، ولعل خوفه نابع أصلاً من إشفاقه على حمائم نجد ، ومن ثم على الحمام كله في أي مكان .

ولابن الدمينة ( أو ابن الطثرية في رواية ثانية ). موقف يقارب هذا حين هاجه هبوب الصبا ، وهديل الحمام ، فسابقت دموعه أشواقه إلى نجد ، ومن يحب فيه :

ألا يا صَبا نجد متى هِجتَ من نجد
= فقد زادَنِي مسراكَ وجداً على وجدِ

أَإِنْ هتفت ورقاءُ في رونقِ الضحى
= على فنن غَضِّ النباتِ من الرَّندِ

بكيتَ كما يبكي الحزينُ صبابة
= وذبتَ من الشوق المبرح والصَّدِّ

بكيتَ كما يبكي الوليدُ ، ولم تكن
= جَزوعاً ، وأبديتَ الذي لم تكن تبدي

وقد زعموا أن المُحبَّ إذا دنا
= يملُّ ، وأنَّ النأيَ يشفي من الوجدِ

بكلٍّ تداوينا فلم يشفَ ما بنا
= على أن قُربَ الدارِ خيرٌ من البُعدِ (4).

وفي قصة الفتى العامري من بني نمير الذي اشتد عليه المرض في بغداد صورة بليغة لهذا الحنين ، وهذا الشوق الجارف إلى الموطن ، فقد رأى ذلك الفتى وميض البرق جهة دياره فهاجت مشاعره ، وهو بين أنياب المرض ، فتمنى رؤية وطنه قبل أن يفارق الدنيا ، حيث يقول :

ألا يا سنا برقٍ على قُللِ الحِمى
= لَهِنَّكِ مِنْ برقٍ عليَّ كريمُ

لمعتَ اقتذاءَ الطير والقومُ هُجَّعٌ
= فهيَّجتَ أسقاماً وأنتَ سليمُ

فهل من معير طرفَ عينٍ خَليَّةٍ
= فإنسانُ طرفِ العامريِّ كليمُ

رمى طرفَهُ البرقُ الهلاليُّ رميةً
= بذكرِ الحِمى وهناً فباتَ يهيمُ (5).


فقيل له : يا هذا ، إنك لفي شُغُلٍ عن هذا ؛ فقال : صدقتَ ، ولكن أنطقني البرق . ثم اضطجع فما كان ساعة حتى مات .

اللَّهْجُ باسمِ نجد :

يمكن لأي مهتم أن يلاحظ ولع النجديين بالتلفظ بكلمة " نجد " وتكرار لفظها مراراً في البيت الواحد أحياناً ، وكأنها فلذة شهد لا يود اللسان مفارقتها ، وما أبلغ كلمات مروان الأصغر بن أبي الجنوب حيث يقول :

سقى الله نجداً ، والسلامُ على نجدِ
= ويا حبذا نجداً على النأي والبُعدِ

نظرتُ إلى نجدٍ وبغدادُ دونَها
= لعليِّ أرى نجداً ، وهيهاتَ من نجد

ونجدٌ بها قومٌ هواهم زيارتي
= ولا شيء أحلى من زيارتهم عندي (6).

ست مرات تكررت كلمة ( نجد ) في البيتين الأولين فقط، فأية لذة مذهلة يجدها النجدي في أحرف كلمة ( نجد ) ليرددها مراراً لتظل عالقة في لسانه ، وذهنه ، ووجدانه ! وليكثِّف بها فيضاً من لواعج الحب والشوق تطفح به النفس فلا تطيق احتباسه !...

ولننظر أيضاً إلى هذا البيت الذي يعبر عن جوهر العلاقة بين النجدي وبين موطنه :

قفا ودِّعا نجداً ومَنْ حَلَّ بالحِمى
= وقلَّ لنجدٍ عندنا أن يُوَدَّعا

فالنجدي إذن لم يكن يفارق نجداً إلا نادراً ، واضطراراً ، ولا يكاد يفارقه حتى يحن إليه ، ويلهج باسمه ، بل كثيراً ما يستبد به الشوق قبل أن يقطع أرض نجد ، فيحاول أن يملأَ صدره بعبق العرار ، ونفحات تلك الأرض ، وهو بذلك يتشبث بكل ما يمكنه التشبث به من ربوع نجد ، ولو استطاع حمله لحمله معه ليتزود به في غربته ، وما تكرار اسم " نجد " في هذه الحال إلا نوع من التشبث بالموطن وبكل مايمت إليه بصله . وهذه هي حال القائل ـ وهو الصِّمة القشيري حسب بعض الروايات ـ الذي يكادُ يذوب في نفحات نجد ، وريح عراره :

أقولُ لصاحِبي والعيسُ تخدي
= بنا بين المُنيفةِ فالضِّمارِ

تَمتَّعْ من شميمِ عَرار نجدٍ
= فما بعدَ العشيةِ من عرارِ

ألا حبذا نفحات نجدٍ
= ورَيَّا روضهِ بعد القِطارٍ

وأهلُكَ إذ يحلُّ الحَيُّ نجداً
= وأنتَ على زمانكَ غيرُ زاري

شهورٌ ينقضينَ وما شعرنا
= بأنصافٍ لهنَّ ولا سِرار (7).

وفي هذه الأبيات إشارات لأسباب تعلق النجديين بموطنهم ، منها طيب هوائه ، وجودة نباته ، وطيب الحياة فيه .

وقد عَبَّرَ بدويٌ من بني طهية عن معاناة النجدي في غربته عن موطنه وعن محبوبته ، وقد يئس من إمكانية الإياب ، وهو يحصي أيام اغترابه وطول لياليه ، وفكر بحياته التي لا " ليلى " فيها ، ولا " نجد "، فهو إذن في حرمان مرير إلى يوم القيامة :

أحنُّ إلى نجدٍ وإني ليائسٌ
= طوالَ الليالي من رجوع إلى نجدِ

فإنكَ لا ليلى ولا نجد فاعترِفْ
= بهجرٍ إلى يومِ القيامة والوَعدِ (8).

ويمكن للقارئ أن يلاحظ تكرار كلمة " نجد " ثلاث مرات في هذين البيتين ، والشاعر بذلك يحاول استحضار بلاده ، وإبقاء صورتها مرسومة في ذهنه ووجدانه بكل تجلياتها ، يستمد منها طاقة حياته في غربته ، بينما لم يذكر اسم محبوبته " ليلى " إلا مرة واحدة ، وكأن محبوبته قد تماهت في " نجد "، فحين يلهج باسمه يلهج باسمها ضمناً .

فاللهج باسم نجد إذن محاولة ذات محرك نفسي ، لإشعار المغترب بأنه غير مبتور الأسباب من وطنه وأن صلاته باقية على الرغم من البعد .

التعلُّق بهواءِ نجد :

أغلب الذين عبروا عن توقهم إلى بلاد نجد أثناء غربتهم ذكروا رياح الصبا بمحبة غامرة ، وإعجاب شديد ببرودتها المنعشة ، التي تجدد النشاط، وتبسط النفس ، ومما يروى أن امرأة نجدية تزوجت تهامياً ، ولما خرج بها الرجل إلى تهامة شعرت بحرها ، فقالت : " ما فعلت ريح كانت تأتينا ونحن بنجد يقال لها : الصبا ؟ قال : " يحبسها عنك هذان الجبلان ". فأنشدت :

أَياَ جَبَلَيْ نعمانَ بالله خَلِّيا
= نسيمَ الصَّبا يَخلُصْ إليَّ نسيمُها

أَجِدْ بردَها أو تَشْفِ مني حرارةً
= على كَبَدٍ لم يبقَ إلا صميمُها

فإن الصَّبا ريحٌ إذا ما تَنَسَّمتْ
= على نفس مهمومٍ تَجَلَّتْ همومُها (9).


فريح الصبا في نظر هذه المرأة ، أشبه بدواء يبرئ النفس من همومها وأحزانها ، إلى جانب دوره المنعش أيام الصيف .

ولريح الصبا النجدية نفحة يميزها النجدي عما سواها ، فتفعل فعلها الساحر في نفسه ، متذكراً فيها الربع وساكنيه ، وما يتعلق بهما من أمور لا تحصى :

إذا دَرَجَتْ ريحُ الصبا وتنسَّمتْ
= تَعَرَّفت من نجدٍ وساكِنهِ نشرا

فقرَّفَ قُرْحَ القلبِ بعد اندماله
= وهيَّجَ دمعاً لا جموداً ولا نزرا (10).

وتأهب الدموع في عيون المغترب ـ كما يصرح الشطر الثاني من البيت الأخير ـ دليل على توهج روح النجدي ، وسرعة استجابته لأي مثير يذكره بموطنه ، أينما كان ، ويتذكر معه عبق الهواء في نجد بشذا زهوره ، وعبق نبته الطري :

وعن عُلُوِِيّاتِ الرياحِ إذا جرتْ
= بريح الخُزامى هل تهبُّ على نجدِ ؟

وعن أقحوان الرمل ماهو فاعلٌ
= إذا هو أسرى ليلَةً بثرىً جَعْدِ؟

ومع عبق الخزامى والأقحوان هناك عبق العرار الذي غدا سمة من سمات نجد :

تمتَّعْ من شميمِ عرارِ نجد
= فما بعدَ العشيةِ من عرارِ

وتبدو الصبا في كثير من الأحيان أشبه برسول يحمل معه أخبار الوطن / نجد ومن فيه ، وتلويحات الأحبة ، وعواطفهم ، وصورهم النابضة بالحياة ، وشيئاً من طلباتهم ورغباتهم :

هل الريحُ أو برقُ الغمامةِ مخبرٌ
= ضمائرَ حاجٍ لا أطيقُ لها ذكْرا ؟

ولهذا ترى النجدي يخاطب الصبا مستفسراً منها عن زمن مجيئها من نجد ليستشف منها آخر أخبار أحبته ، وموطنه ، وكأنها رسول إليه حقاً :

ألا يا صبا نجدٍ متى هجت من نجد
= لقد زادني مسراكِ وجداً على وجدِ

ولشدة تأثر النجدي بالصبا شمل بعواطفه كل ريح يهب عليه نسيمها ، وخاصة إذا كانت قادمة من نجد ، أو من إحدى بقاعه ، وربما يسهم البرق في تحديد الجهة ، فيتظافر البرق مع الرياح في تأجيج العواطف :

أشاقتكَ البوارقُ والجنوبُ
= ومن عَلْوَى الرياحُ لها هبوبُ

أتتكَ بنفحة من ريح نجد
= تَضَوَّعُ ، والعرار بها مشوبُ

حتى الرياح الهوج العاتية يجدها المغترب حبيبة إلى القلب ، تهيج عواطفه ، وتذكره بنفحات نجد ، حتى وإن كان قد غادر بإرادته ، كما يقول الحسين بن مطير :

بكرت عليَّ فهيَّجْتْ وَجدا
= هوجُ الرياحِ وأذكرتْ نجدا

أتحن من شوقٍ إذا ذُكِرَتْ
= نجدٌ ، وأنتَ تركتَها عَمدا ؟ (11).

إذا لابد من الحنين ، وتهيج الأشجان كلما هبت الصبا ، أو أي ريح ، سواء أترك النجدي موطنه رغماً عنه أو بإرادته .

أنسنةُ الأمكنة :

ومن ملامح تعلق النجديين ببلادهم إضفاؤهم الملمح الإنساني على كثير من الأمكنة ، وغيرها من الأشياء ومخاطبتها مخاطبة الإنسان للإنسان ، وبثها ما يجول في النفس من أفكار ، وهموم . ومن الأمثلة البارزة على ذلك أبيات قيس بن الملوح التي يحادث فيها جبل التوباذ كما يحادث الصديق صديقه الحميم ، فيقول :

وأجهشتُ للتوباذِ حين رأيتُهُ
= وكَبَّرَ للرحمنِ حين رآني

فأذريتُ دمعَ العينِ لما رأيتُهُ
= ونادى بأعلى صوته فدعاني

فقلتُ له : أين الذين عهدتُهم
= حواليك في أمن وخَفضِ زمانِ ؟

فقال : مضوا واستودعوني بلادَهم
= ومن ذا الذي يبقى على الحَدَثانِ ؟

وإني لأبكي اليومَ من حذري غداً
= فراقَكَ ، والحَيانِ مُجتمعانِ

سِجالاً ، وتَهتاناً ، وَوَبْلاً ، ودِيمةً
= وسَحَّاً ، وتَسْكَاباً ، وتَنْهملانِ (12).

فجبل التوباذ هنا يُكبِّرُ فرحاً لرؤية قيس ، ويناديه بأعلى صوته ليبثه ما لديه من أخبار ، وحين يسأله قيس عن ساكني تلك الربوع يجيب التوباذ بأنهم قد رحلوا إلى أمكنة أخرى واستودعوه بلادهم ، ثم يبوح التوباذ بحزنه خوفاً من أن يفارق صاحبه قيساً في الأيام المقبلة .

وبذلك لم يعد المكان ، في نظر هؤلاء النجديين ، مجرد مكان محايد ، بل أصبح صديقاً حميماً يتمتع بصفات الإنسان ، فيفرح ، ويحزن ، ويتحدث عن أفكاره ، ويبوح بمشاعره ، ولا يحدث هذا بمثل هذه الصورة الحميمة إلا نتيجة محبة عميقة ، وألفة طويلة ، وانسجام بين الإنسان وبين المكان يبلغ درجة الاتحاد، تجعل كل من يغترب مشدوداً إلى موطنه الذي يشكِّلُ المكمِّلَ لشخصيته .

التوجُّدُ على نجد :

حين يشتعل صدر النجدي بالحنين إلى موطنه ولا تسعفه الظروف بتكحيل عينيه برؤيته يبدأ بالتوجد على ربوع نجد وهوائها ، وما فيها من منازل ، وجبال ، ومطارح متنوعة ، وما تضم من نبات ، وكائنات ، وما يسكنها من أحبة ، وهذا قيس بن الملوح ، يتوجد على الأمكنة ، وهواء البلاد ، والناس الذين عاشرهم . يقول :

ألا ليتَ شِعري عن عوارضتَيْ قناً
= لطول الليالي هل تغيرتا بَعدي ؟

وهل جارتانا بالبتيل إلى الحِمى
= على عهدِنا أم لم تدوما على العهدِ ؟

وعن عُلُوِيّاتِ الرياحِ إذا جَرَتْ
= بريحِ الخُزامى هل تهبُّ على نجدِ ؟

وعن أقحوان الرمل ما هو فاعلٌ
= إذا هو أسرى ليلةً بثرىً جَعْدِ ؟

وهل أنفضنَّ الدهرَ أفنانَ لِمَّتي
= على لاحق المتنينِ مندلقِ الوَخْدِ ؟

وهل أسمعنَّ الدهرَ أصواتَ هَجْمةٍ
= تحدَّرُ من نشْزٍ خصيبٍ إلى وهدِ ؟ (13).

فالشاعر في هذه الأبيات يتمنى أن يعرف ما حلَّ بتلك الأماكن التي يذكرها ، ويتذكر ما كان فيها ويتساءل عن تغيرها بعده، ويتساءل عن جارتَيْه وما طرأ عليهما ، وعن الرياح العابقة بريح الخزامى أما زالت تهب على نجد ؟ ثم ما حدث للأقحوان في تلك الربوع بعد أن تكون قد اخْضَلَّتْ بماء الغيومِ ؟ ثم يتمنى بصيغة السؤال أن يعود ثانية إلى تلك الربوع ويسمع أصوات الإِبل الكثيرة وهي تنتقل من مكان إلى آخر .

وفي أبيات الصِّمَّة القُشيري صورة واضحة لهذا التوجد على الوطن والأحبة ، والحنين إلى ما مضى من سالف العهد :

حننتَ إلى ريَّا ونفسُكَ باعدتْ
= مزارَكَ من ريَّا وشعباكما معا

فما حسنٌ أن تأتي الأمر طائعاً
= وتَجْزَعْ أَنْ داعي الصبابة أسمعا

قِفا ودِّعا نجداً ومَنْ حَلَّ بالحِمى
= وقلَّ لنجدٍ عندنا أن يُوَدَّعا

ولما رأيتَ البِِشْرَ أَعْرَضَ دوننا
= وجالت بناتُ الشوقِ يحننَّ نُزَّعا

بكتْ عَيْنيَ اليُسْرَى فلما زَجْرتُها
= عن الجهلِ بعدَ الحِلْمِ أَسبلتا معا

تلفَّتُّ نحو الحَيِّ حتى وجدتُني
= وجِعتُ من الإِصغاءِ ليتاً وأخدَعا

وأذكرُ أيامَ الحِمى ثم أنثني
= على كبدي من خشيةٍ أن تَصَدَّعا

وليست عشياتُ الحِمى برواجعٍ
= إليكَ ولكنْ خَلِّ عينيكِ تدمعا

بنفسي تلك الأرض ما أطيب الرُّبا
= وما أَحْسَنَ المُصطافَ والمُتَرَّبعا ! (14).

فالقشيري هنا يقرُّ ببعد المزار ، ويحاول أن يتغلب على الجزع بالصبر ، ثم يتذكر يوم ودَّع نجداً ومن فيهِ ، فقد ودع تلك الربوع الخصبة الحبيبة ، التي قلما يودعها أحد ، وعندما ابتعد عن منازل قومه ، وأعرض جبل البِشْرِ يحجب ما خلفه من بلاد نجد جاشت نفس الشاعر حزناً على فراق وطنه وأحبته ، ولم يستطع حبس دموعه ، ولم يُجْدِهْ التلفت إلى جهة الحي ، فقد أزف الفراق .

ويعترف الشاعر بأنه حين يتذكر أيام الحمى بين صحبه وأحبته يفتك به الحزن والجزع ، فيسند كبدَهُ بيدهِ كي لا تتمزع ألماً ، ثم يتوجد الشاعر على عشيات الحمى التي يقرُّ بأنها لن تعود ، ومادام الأمر كذلك فلتدمع العيون كلما جاشت النفس .

وعلى رغم البعد والجزع يظل الصمة متعلقاً بوطنه ، متشبثاً بكل معالمه ، وبذكرياته فيه ، فَيُفدِّي بنفسه تلك الربوع الطيبة ورباها ومنازلها في صيفها وشتائها .

وما أكثر من يدعو لها بالسقيا لتبقى مخضلة في الواقع مثلما هي مخضلة في الوجدان .

الدعاء بالسقيا :

ما الدعاء بالسقيا إلا دعاء بتجدد الحياة ، وازدهارها ، وإطالة أمدها ، ومن ثم سلامتها من أي ضر ، وهو لهذا من أحب الأدعية ، وألطفها وقعاً في نفس العربي الذي كثيراً ماعانى من شح الماء ، وقلة الخضرة في صحاريه ، وبواديه ، وفقد كثيراً من إبله ومواشيه ، وأطفالهِ جراء ذلك .

ولهذا نراه يتوجه بهذا الدعاء الندي إلى أحب الأمكنة إليه ، وأسعد الأيام التي عاشها .

وفي أبيات ابن عمارة السلمي صورة لهذا الدعاء الحميم ، حيث يذكر نجداً ، ثم يتفقد أمكنة بعينها متمنياً أن تنهلَّ عليها شآبيب الغيث المصحوب بالرعد المتتابع الذي يعني وفرة الماء المنهمر ، وما ينتج عنه من ربيع ، وخصب :

سَقَى مَأْزَمَيْ نجدٍ إلى بئرِ خالدٍ
= فوادي نِصاعٍ ، فالقُرونِ إلى عَمْدِ

وجادتْ بروقُ الرائحاتِ بِمُزْنةٍ
= تسحُّ شآبيباً بمرتَجزِ الرَّعْدِ

منازلَ هندٍ إذ تواصلُني بها
= لياليَ تسبيني بمستطرَفِ الوُدِّ (15).

فالشاعر في دعائه يتفقد منازل محبوبته هند ، وكأنه بذلك يسعى إلى تثبيت أركان هذا الحب في ذاكرة المكان الذي هو نجد ، وإبقائه أخضر ندياً على الزمن .

وفي الأبيات التالية دعاء آخر يتفقد صاحبه بعض الأمكنة التي يتمنى لها السقيا ، والاخضرار ، والتي ترتبط أيضاً بمحبوته زلفاء :

سَقَى دِمنتينِ ليس لي بهما عهدُ
= بحيثُ التقى الداراتُ والجَرَعُ الكُبْدُ

فيا ربوةَ الرَّبعينِ حُييتِ ربوةً
= على النأيِ مِنَّا واستهلَّ بِكِ الرعدُ . (16).

وهذا مروان الأصغر يحيط نجداً بحب مدهش حقاً فيدعو لـه بالسقيا ، ويهديه السلام ، ويعلن عن حبه له ، وتفضيله على غيرهِ من البقاعِ ، مهما شت به المزار ، ونأى عنه :

سقى الله نجداً والسلام على نجدِ
= ويا حبذا نجداً على النأيِ والبُعْدِ

أما الصِّمة القشيري فيطلب من آخرين أن يشاركوه الدعاء لله ، أن يسقي الحمى ، ثم يطمئن إلى أن الله قد استجاب ، فسقى الحِمى ، وما حوله من ربوع ، ثم يلتفت إلى أمر آخر ، وهو أنه دائم السؤال عن الحمى ، كلما لقي قادماً منه ، ليطمئن إلى سقياه ، ثم يسأل ذلك السؤال الحرج : هل يسأل أهل الحمى عن حاله كما يسأل عن حالهم ؟

ألا تسألانِ الله أن يسقيَ الحِمى
= بلى فسقى الله الحِمى والمَطاليا

وأسألُ مَنْ لاقيتُ : هل مُطِرَ الحمى
= فهل يسألنْ أهلُ الحِمى: كيف حاليا ؟ (17).

وتمكن ملاحظة الروح الإنسانية لدى الشاعر حين اطمأنَّ أن الغيث قد شمل بسقياه كلاً من الحمى ، والمناطق التي تتوالد فيها حيوانات البر ، وتربي صغارها بعيداً عن الناس ، وفي ذلك تصعيد لغرائز الإنسان ، وارتقاءٌ بأفكاره ، التي توسع دائرة مسؤوليتيه في البيئة لتشمل الإنسان ، والمكان ، ومخلوقات البيئة المحيطة به .

ويبرز البيت الثاني مما قاله الصِّمة حالة التجاذب الحميمية رغم ما يعتريها أحياناً من عذابات بين الحمى وأهله وبين الشاعر ، وهي حالة متوهجة لا يطفئ جذوتها إلا الموت .

وختاماً ، نستطيع القول : إن جاذبية نجد بلغت درجة مدهشة ، وقد وجدت في شاعرية النجديين خير معبر عنها ، بما اتصفوا به من حضور بديهة ، وصفاء نفوس ، ورقة لسان ، وطلاوة لغة ، وجموح خيال ، وتوهج عاطفة ، وأرواح محلقة ، شغوف ، مرهفة ، عشاقة .

ولعل في الكلمات التي ظل الصِّمة القشيريُّ يرددها تكراراً ، ليرطب لسانه بها ، وهو يجود بأنفاسه ، غريباً على أرض " طبرستان "، خير معبر عن جاذبية نجد ، وعن انجذاب أهلها إليه :

تَعَزَّ بصبرٍ لا وَجَدِّكَ لا ترى
= بَشَام الحِمى أخرى الليالي الغوابِرِ

كأن فؤادي من تذكُّرِهِ الحمى
= وأهل الحِمى يهفو به ريشُ طائرِ (18).

الهوامش :

(1) ـ كتاب الأغاني ـ أبو الفرج الأصفهاني ـ ج13 ـ ص: 47 ـ 48 .

(2) ـ كتاب الأمالي ـ أبو علي القالي ـ ج1 ـ ص : 55 .

(3) ـ كتاب الأمالي ـ ص 53 .

(4) ـ كتاب الأغاني ـ ج17 ـ ص : 104، وانظر : ج5 ـ ص : 234 .

(5) ـ كتاب الأمالي ـ ص : 218.

(6) ـ كتاب الأغاني ـ أبو الفرج الأصفهاني ـ ج23 ـ ص : 208 .

(7) ـ كتاب الأمالي ـ ج1 ص:31 ـ 32 .

(8) ـ المرجع نفسه ـ ج1 ص 189 .

(9) ـ المرجع نفسه ـ ج 2 ـ ص : 177 .

(10) ـ المرجع نفسه ـ ج2 ص 38 ـ 39 . قرَّف القُرح : قشره

(11) ـ شعر الحسين بن مطير ـ ص : 49 .

(12) ـ كتاب الأمالي ـ مرجع سابق ـ ج1 ـ ص : 205 .

(13) ـ كتاب الأغاني ـ ج2 ـ ص : 24 .

(14) ـ كتاب الأمالي ـ ج1 ـ ص : 188 .

(15) ـ كتاب الأغاني ـ ج1 ـ ص : 299 .

(16) ـ كتاب الأمالي ـ ج1 ـ ص : 54 .

(17) ـ كتاب الأغاني ـ ج6 ـ ص :3 .

(18) ـ المرجع نفسه ـ ج6 ص : 4 .

المراجع :

1 ـ كتاب الأغاني ـ أبو الفرج الأصفهاني ـ مركز تحقيق التراث بإشراف : محمد أبو الفضل إبراهيم ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 1992 ـ 24 جزءاً .

2 ـ كتاب الأمالي ـ أبو علي القالي ـ جزآن ـ دار الحكمة ـ لبنان ـ دون تاريخ .

3 ـ شعر الحسين بن مطير ـ جمع وتحقيق : د . محسن غياث ـ مديرية الثقافة العامة ـ بغداد ـ 1391هـ /1971م .

تحياتي للجميع



وأقول إن خير ما يمثل ذلك قول الشاعر النجدي المريض على الفرات وهو يتذكر هوى نجد ورمثها :

قال الأطباء ما يشفيك قلت لهم
= دخان رمث من التسرير يشفيني

منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : هضبة نجد العذية أم المجد

كُتب : [ 13 - 06 - 2008 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

معنى نجد : نجد هضبة تعلو ما حولها من الأرض ، فالصحاري التي تجاورها أقل منها ارتفاعاً ، وتعلوا على ما حولها في أنها تصلح للعمران وسكنى البشر ، بينما تحدق بها مناطق لا تألف البشر ولا يألفها . وتعلوا على ما حولها بما فيها من مياه تروي ساكنها فيشعر بالإنتعاش والإرتواء ، ويكاد يخلو كل ما جاورها من أثر للماء فساكنه في ضماء مستمر ، وإن وجد للماء أثر فهو من نجد فهناك مصدره وهناك أصله ، حيث تغيض الكثير من أودية نجد في رمال المناطق المجاورة لها . وهي تعلوا على ما حولها بتربتها الخصبة الصالحة للزراعة والإنبات ، بينما كل ما جاورها من أراض ذات رمال و كثبان لا تنبت زرعاً ولا تمسك ماءً .

نجد :

النجد هو كل ما ارتفع من الأرض وصلُب ، فليس كل مرتفعٍ نجداً ، وإنما هو الأرض الصلبة التي تكسرت أطرافها لصلابتها ، وبقي وسطها عاتياً عالياً مشكلاً النجد ، وهذا من معاني قوة الأرض . ومن هذا استمد السكان رفضهم الخضوع لغاصب والاستسلام لمعتدٍ ، فهم يعيشون في بيدائهم أحراراً وفي فيافيهم كراماً ، لا يعرفون المساومة ولا أنصاف الحلول .

نجد :

كلمة فيها معنى الإشراف ، فهي تشرف بارتفاعها على ما حولها ، فتجعل الإنسان يسبح بنظره في ذلك الأفق الرحب ، فلا حاجز يحول دون أن يأخذ النظر مداه الطبيعي ولا حائل يحجز العين من أن تجيل طرفها في أماكن شاسعة ، وهذا من أسباب اتساع النظر ورحابة الأفق عند السكان . وهذا الإشراف جعل هوائها أكثر لطافة ، ونسيمه أكثر عذوبة .

نجد :

الطريق العالي الذي يرى منه سالكه كل ما يسايره وما يعترضه ، فهو يسير على مرتفع يرى منه ما على الجانبين ، فيمشي مطمئن الخطى واثقاً من الوصول بإذن الله . وهو الدرب البيّن والطريق الظاهر الواضح .

نجد :

كلمة عذبة فيها معنى النجدة لمن يستنجد والنصر لمن يستنصر ، وهل أجمل من إغاثة الملهوف ، ونجدة المكروب ، ومساعدة من يطلب النصر ! وقد جُبل السكان على هذه المعاني ، ويشهد التاريخ تطبيق تلك البقعة من الأرض لهذه المعاني السامية .

نجد :

ذلك المكان الذي ترنو إليه أعين سكان الصحراء فيرون فيه رياضهم ويرون فيه نعيمهم ، ومن هنا كثرت أسماء الروضة والرياض فيه ، تلك الأسماء التي أطلقها سكان المناطق المقفرة ، على أراضٍ رأوا فيها حياة أفضل .

نجد :

ذلك المرتفع الذي تهب عليه نسمات الرياح اللطيفة وقت الغروب في أيام الصيف اللاهب ، فيشعر ساكنوه بأثر تلك النسمات تداعب أجسامهم فتعيد لهم الحيوية وهناءة الحياة ، بعد أن كاد يقتلها حر الظهيرة ، فيخرجون من أماكنهم يتنشقون الهواء العليل في الفلاة . وفي الليل تهب تلك النفحات العذبة التي تود أن صدرك أكبر حتى تختزنها أكثر . هذه النفحات وتلك النسمات لا يعرفها رحالة الصحاري المجاورة في بواديهم ، وتجد أهل نجد يستشعرون ريح نجد أينما ذهبوا وحيثما حلوا ، فمتى هبت نسمات هادئة أعادوها إلى نجد وظنوا أنه من هوائها ، وقد قال شاعرهم قديماً :

ألا يا صبا نجد متى هجت من نجدِ
= فقد زادني مسراك وجداً على وجدِ

وهذه هي بلدان من نجد :

الرياض – حوطة بني تميم - الخرج - الحريق - يبرين - حرض - ضرما - الدلم - الحلوة - الدرعية - العيينة - الغنامية - الحائر - خريص - رماح - اللهابة - المزاحمية - القويعية - المزل - حريملاء - مرات - سدوس - ثرمدا - الرين - الروضة - شقراء - غسلة القرائن - جلاجل - المجمعة - حرمه - الخيس - الفروتي - الداهنة - أشيقر - القصب - عشيرة - الخطامة - البطين - رويغب - الحسي - الصفرات - البير - ثادق - دقلة - مبايص - بوصاء - مليح - الغاط - الأرطاوية - تمير - ساجر - عرجة - الدوادمي - الشعراء - الرويضة - حلبان - حراضة - ليلى - واسط - البديع - الحداد - السليل - الخماسين - الشماسية - بريدة - النبقية - الطرفية - اللبيدية - القرعاء - أوثال - البصر - حويلان - المليداء - الربيعية - السالمية - النقاع - عنيزة - العوشزية - الثامرية - المذنب - روضة الحسو - المربع - العمار - الرس - الشنانة - قصر بن عقيل - المطيات - القيصومة - الحمادة - الخشيبي الوسيطاء - الدحلة - الشبيكية - الهمجة - أبانات - الخريشاء - البكيرية - الهلالية - الخبراء - رياض الخبراء - الشيحية - الضلفعة - الفويلق - عيون الجواء - البدائع - العبدلية - الدليمية - الذيبية - السيح - البتراء - النبهانية - ثادج - عطي - الفوارة - النومانية - عقلة الصقور - الحناكية - مهد الذهب - تربة - دخنه - نفي - البجادية - القاعية - عفيف - ظلم - المويه الجديد – الخرمة - رنية - ضرية - حديجه - الصمعورية - علقة - الزلفي - حائل - قفار - مريفق - قصر العشراوات - العقدة - الودي - مختلف - مبادع - عقلة ابن جبرين - الهويدي - سقف - غزالة - ريع البكر - موقق - وسيطاء - الشعبة - المستجدة - سعيدان - الخبة -الرمادة - الفرحانية - دليهان - الشقيق - النيصية - المشيطية - أم القلبان - قنا - الحفير - الأسياح - عين بن فهيد - الجعلة - التنومة - الخصيبة - الزبيرة - قصيباء - القوارة - شري - السعيرة - الأجفر - فيد - العدوة - الشعيبة - بقعاء - الضبيعة - رك - سبيعة - الشنان - النعي - سبيعة - الجحفة - طابة - السبعان - عقلة بن داني - عقلة بن طوالة - العظيم - غمرة - الخطة - جبة - الكهفة - شري - الخوير - الروضة - تربة - الشعيبة - غزالة - قبة - سميراء - السليمي - الشملي - بيضاء نثيل - قليب بن منوه - الحائط . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
أخي الكريم / أبو سعود السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بهضبة نجد العذية أم المجد جعل الله مرورك بالموضوع في ميزان حسناتك والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق شكري وإمتناني مقرونا بجزيل محبتي واحترامي مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام . أخوك / خيــــــــــــــــّال الغلبــــــــــــــــــــــاء


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
ابن مغتر
عضو مميز
رقم العضوية : 22712
تاريخ التسجيل : 07 - 03 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 679 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابن مغتر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : هضبة نجد العذية أم المجد

كُتب : [ 13 - 06 - 2008 ]

لاهنت يا خيال الغلبا على الموضوع المميز والموفيد مشكوووووور والله يعطيف الف عافيه
اخوكم ابن مغتر

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : هضبة نجد العذية أم المجد

كُتب : [ 13 - 06 - 2008 ]

أخي الكريم / ابن مغتر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بهضبة نجد العذية أم المجد جعل الله مرورك بالموضوع في ميزان حسناتك والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق شكري وإمتناني مقرونا بجزيل محبتي واحترامي ومن قال ما هان مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام . أخوك / خيــــــــــــــــّال الغلبــــــــــــــــــــــاء


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
منسم الحفيات
عضو مميز
رقم العضوية : 25398
تاريخ التسجيل : 21 - 04 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,199 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : منسم الحفيات is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : هضبة نجد العذية أم المجد

كُتب : [ 19 - 06 - 2008 ]

جزاك الله خير

إذا نطق السفيه فلا تجبه = فخير من إجابته السكوت
سكت عن السفيه فظن أني = عييتُ عن الجواب وما عييتُ
فإن كلمته فـرّجت عنـه = وإن خليته كـمدا يمـوت

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : هضبة نجد العذية أم المجد

كُتب : [ 20 - 06 - 2008 ]

أخي الكريم / منسم الحفيات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بهضبة نجد العذية أم المجد والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق شكري وإمتناني مقرونا بجزيل محبتي واحترامي مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام . أخوك / خيــــــــــــــــّال الغلبــــــــــــــــــــــاء


رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اول من اسس غرف اباحيه في قناة المجد المشتاق للجنه المنتدى الإسلامي 8 05 - 05 - 2007 22:29
ملوك المجد حفيد المجد منتدى شعــــراء المستقبــل 5 13 - 03 - 2007 00:07
تسجيل الجوازات يوم الأحد القادم خالد الشماسي منتدى التدريب و التوظيف 8 22 - 02 - 2007 15:02
توصية ليوم الأحد 3/9/2006 خالد الشماسي منتدى المال والأعمال 3 05 - 09 - 2006 02:33
قناة المجد!! عبدالله المنتدى المـفـتـوح 9 22 - 03 - 2004 08:25


الساعة الآن 02:27.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها