Untitled 1
 
  ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 119 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 317 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 291 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 570 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 343 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2196 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2199 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2419 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2612 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2585 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الـعـامـة > المنتدى الإسلامي
 

المنتدى الإسلامي فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


حلقات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة

فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 11 )
راعي الهلالية
عضو فعال
رقم العضوية : 749
تاريخ التسجيل : 23 - 01 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 190 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : راعي الهلالية is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حلقات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة

كُتب : [ 08 - 05 - 2004 ]

أسئلة
عن صحة بعض الأحاديث‏
لفضيلة الشيخ
سليمان بن ناصر العلوان


فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان أيده الله ورفع ذكره آمين .‏
‏ نسمع من العامة أحاديث ولا نعرف صحتها فرأينا الكتابة لجنا بكم لتوافونا بدرجتها .‏
وهي ‏
‏1- يس لما قرأت له ‏
‏2- تكبيرة الإحرام خير من الدنيا وما فيها
‏3- إنّ الله لا ينظر إلى الصف الأعوج ‏
‏4- (( جنبوا مساجدكم صبيانكم ))‏
‏ ‏
الجواب : ‏
بسم الله الرحمن الرحيم
‏ ‏ هذه الأخبار ماعدا الأخير ليس لها أصل والجزم بنسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قول بلا ‏علم وأهل العلم متفقون على تحريم رواية الأحاديث المنكرة والباطلة ومتفقون على تحريم القول على الله ‏وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بلا علم مثلُ أن يروي عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحاديث ‏منكرة ويجزم بصحتها وهو لا يعلم وقد روى البخاري في صحيحه ( 3509 ) عن علي بن عياش حدثنا ‏حَريز قال حدثني عبد الواحد بن عبد الله النصري قال سمعتُ واثلة بن الأسقع يقول قال رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم ( إن من أعظم الفِرى أن يدَّعي الرجل إلى غير أبيه أو يُري عينه مالم تر أو يقول على ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم يقل )) .‏
‏ وحديث ( جنبوا مساجدكم صبيانكم و مجانينكم ... ) رواه ابن ماجه في سننه ( 750 ) من طريق ‏الحارث بن نبهان حدثنا عتبة بن يقظان عن أبي سعيد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله ‏عليه وسلم به وهذا الحديث منكر .‏
‏ الحارث بن نبهان متروك الحديث قاله أبو حاتم والنسائي .‏
‏ وقال البخاري منكر الحديث .‏
‏ وقد روى له الترمذي ( 1775 ) حديث أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتعل ‏الرجل وهو قائم )) . وقال لا يصح عند أهل الحديث والحارث بن نبهان ليس عندهم بالحافظ .‏
‏ ورُوي الحديث من طريق أبي نُعيم النخعي ثنا العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي الدرداء وعن واثلة ‏وعن أبي أمامة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( جنبوا مساجدكم ... )) رواه ‏البيهقي في السنن ( 10 / 103 ) وقال – العلاء بن كثير هذا شامي منكر الحديث .. ) ‏
‏ وقال الإمام العقيلي في الضعفاء [ 3 / 347 ] حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال : العلاء ‏بن كثير عن مكحول : منكر الحديث .‏
‏ وأسند العقيلي حديثه هذا وقال عَقِبه [ الرواية فيها لين ] .‏
‏ ورواه ابن عدي في الكامل ( 4 / 1435 ) من طريق عبد الله بن مُحَرَّر عن يزيد بن الأصم عن أبي ‏هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبوا مساجدكم .... الحديث وفيه نكارة .‏
‏ عبد الله بن محرر متروك الحديث قاله النسائي وغيره وقال ابن عدي رواياته غير محفوظة .‏
‏ وتفرده عن أقرانه بالرواية عن يزيد غير محتمل فالحديث منكر ولا يصح في الباب شيء .‏
‏ وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم للصبيان بدخول المساجد وفعل ذلك بنفسه حين صلى بالمسلمين ‏وهو حامل أُمامة بنت زينب . رواه البخاري ومسلم من حديث أبي قتادة ... غير أنه يُتقى أذاهم للمصلين ‏وكثرة اللغط والعبث الباعث على التشويش على الراكعين الساجدين والله أعلم .‏

قاله
سليمان بن ناصر العلوان
‏6 / 3 / 1421 هـ‏

صحة حديث لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس وسط الحلقة

‏ فضيلة الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان أمدّ الله في عمره على عمل صالح .‏
‏ قرأت في أحد الكتب حديث حذيفة (( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس وسط ‏الحلقة )) .‏
‏ فتعاظمت هذا الوعيد في مثل هذا العمل اليسير فقلت أكتب لفضيلتكم تبينون درجته فإن صح عندكم ‏فما معناه ؟ .‏
الجواب : ‏

بسم الله الرحمن الرحيم
‏ هذا الحديث رواه أبو داود في سننه ( 4826 ) حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبان حدثنا قتادة ‏حدثني أبو مجلز عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة )) .‏
ورواه أحمد ( 5 / 384) والترمذي ( 2753) والحاكم ( 4 / 281) مـن طريق شعبة عن قتادة نحوه .‏
‏ وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وصححه الحاكم وفيه نظر .‏
‏ فالحديث رواته ثقات غير أنَّ أبا مجلز لا حق بن حميد لم يسمع من حذيفة قاله يحيى بن معين.‏
‏ وقال الإمام أحمد رحمـه الله حدثنا حجاج بن محمد قال قـال شعبـة لـم يـدرك أبـو مجلز ‏حذيفـة ( العلل رقم 788 ) .‏
‏ فأصبح الحديث ضعيفاً وهو ليس على ظاهره اتفاقاً .‏
‏ وقد تأوله قوم على الرجل السفيه الذي يقيم نفسه مقام السخرية ليكون ضحكة بين الناس .‏
‏ وتأولـه آخرون على من يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها ولا يقعد حيث انتهى به ‏المجلس فلعن للأذى .‏
‏ وتأولته طائفة ثالثة بتأويل آخر .‏
‏ ولا يصح من هذه التأويلات شيء وقد علمتَ أن الحديث معلول فلا يؤخذ منه حكم . ‏

‏*************‏

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله ‏
‏ قرأت في أحد كتب الشيخ الألباني رحمه الله أنه صحح حديث عائشة ( كان ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء ) .‏
‏ وقد سمعت من بعض العلماء أن هذا الحديث لا يصح فأحببت أن أرفع هذا السؤال لفضيلتكم لمعرفة ‏الصحيح من ذلك والله أسأل أن يسدّد خطاكم وينفع فيكم القاصي والداني .‏
الجواب :‏

بسم الله الرحمن الرحيم
‏ هذا الحديث رواه أبو داود الطيالسي ( 1397 ) وأحمد في مسنده (6 / 43 ) وأبو داود ( 228 ) ‏والترمذي ( 118 ) وابن ماجة ( 581 ) وغيرهم من طريق أبي إسحاق السبيعي عن الأسود عن عائشة ‏قالت . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء ) .‏
‏ وهو معلول أخطأ فيه أبو إسحاق واضطرب فيه ولم يأت به على وجهه الصحيح وقد رواه غير واحد ‏عن الأسود عن عائشة بلفظ آخر فقد خرّج مسلم في صحيحه من طريق إبراهيم عن الأسود عن عائشة ‏قالت (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنباً أراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءَه للصلاة )) ‏وهذا هو المحفوظ .‏
‏ وقد ذكر أبو داود في سننه ( 228 ) عن يزيد بن هارون أنه قال هذا الحديث وهم يعني حديث أبي ‏إسحاق . وقال الإمام أحمد ( ليس صحيحاً ) وقال أبو عيسى الترمذي في جامعه ( وقد روى عن أبي ‏إسحاق هذا الحديث شعبة والثوري وغير واحد ويرون أن هذا غلط من أبي إسحاق ) .‏
‏ وهذا لا خلاف فيه بين أئمة الحديث حكى اتفاقهم غير واحد .‏
‏ قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في الفتح ( 1 / 362 ) وهذا الحديث مما اتفق أئمة الحديث من السلف ‏على إنكاره على أبي إسحاق منهم إسماعيل بن أبي خالد وشعبة ويزيد بن هارون وأحمد بن حنبل وأبو بكر ‏بن أبي شيبة ومسلم بن الحجاج وأبو بكر الأثرم والجوزجاني والترمذي والدارقطني .‏
‏ وقال أحمد بن صالح المصري الحافظ : لا يحل أن يُروى هذا الحديث – يعني أنه خطأ مقطوع به فلا تحل ‏روايته دون بيان علته .‏
‏ وأما الفقهاء المتأخرون : فكثير منهم نظر إلى ثقة رجاله فظن صحته . ‏
‏ وهؤلاء يظنون أن كل حديث رواه ثقة فهو صحيح ولا يتفطنون لدقائق علم علل الحديث . ووافقهم ‏طائفة من المحدثين كالطحاوي والحاكم والبيهقي ... ) .‏
‏ وتبعهم على ذلك بعض أهل عصرنا وجزموا بصحة الخبر معتمدين على ظاهر إسناده وثقة رواته وهذه ‏غفلة عن دقائق علم العلل ومخالفة لصنيع أئمة هذا الشأن الذين أطبقوا على خطأ أبي إسحاق واضطرابه في ‏ذلك وتفرده عن الثقات والله أعلم .‏

‏*************‏

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله ‏

ما صحة الحديث الوارد ( صلاة بسواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك ؟

‏ الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
‏ هذا الحديث لا يصح ولا يثبت له إسناد وقد رواه أحمد في مسنده ( 6 / 272 ) من طريق محمد ‏بن إسحاق قال وذكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة أن النبي صلى الله ‏عليه وسلم قال ( فضل الصلاة بسواك على الصلاة بغير سواك سبعين ضعفاً ) .‏
ورواه ابن خزيمة في صحيحه ( 137 ) غير أنه قال إن صحّ الخبر وقال ( أنا استثنيت صحة هذا الخبر لأني ‏خائف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم وإنما دلسه عنه .‏
وقال عبد الله بن الإمام أحمد قال أبي إذا قال ابن إسحاق وذكر فلان فلم يسمعه .‏
وقال الإمام يحيى بن معين : لا يصح هذا الحديث وهو باطل .‏
وقال البيهقي رحمه الله في السنن ( 1 / 38 ) وهذا الحديث أحد ما يخاف أن يكون من تدليسات محمد بن ‏إسحاق وأنه لم يسمعه من الزهري وقد رواه معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري وليس بالقوي . ورُوي ‏من وجه آخر عن عروة عن عائشة ومن وجه آخر عن عمرة عن عائشة فكلاهما ضعيف ) .‏
وقد جاء للحديث شواهد من حديث ابن عباس رواه أبو نعيم .‏
ومن حديث جابر رواه أبو نعيم أيضاً .‏
ومن حديث ابن عمر رواه أبو نعيم .‏
ولا يصح من هذه الأحاديث شيء ولا ترتقي إلى درجة الحسن لغيره .‏
فإن هذا الثواب الكبير لا يمكن قبوله بمثل هذه الأسانيد الضعيفة .‏
ولعل هذا من أسرار حكم الأئمة على هذا الخبر بالضعف تارة وبالبطلان تارة أخرى والله أعلم . ‏
‏ ‏
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
‏13 / 9 / 1421 هـ‏

صحة الحديث: أقامها الله وأدامها

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان ‏

أنا أقرأ في كتب الفقهاء فأرى كثيراً منهم يستحب أن يُقال في لفظ الإقامة أقامها الله وأدامها . ويذكرون ‏في ذلك حديثاً وهو معروف لدى فضيلتكم فما صحته ؟
الجواب :‏

بسم الله الرحمن الرحيم
‏ ‏أخي السائل اعلم أن الاستحباب حكم شرعي ، والأحكام الشرعية من واجبات ومندوبات ومحرمات ‏ومكروهات لا تقوم إلا على أدلة صحيحة فلا يمكن اثبات حكم بدون دليل محفوظ .‏
وقد اعتاد الفقهاء التساهل في ذلك فيثبتون الاستحباب بحديث ضعيف والكراهية بمثل ذلك وأشد .‏
وقد تفاقم الأمر في العصور المتأخرة فترى الأحاديث الضعيفة والمنكرة والأخبار الواهية في كتب العقائد ‏والتفاسير وأحكام الحلال والحرام . وأعظمُ من ذلك الجزم بنسبة ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏وهذا خطر عظيم وذنب كبير .‏
وقولكم [ ويذكرون في ذلك حديثاً ] هذا الحديث ضعيف رواه أبو داود ( 528 ) من طريق محمد بن ‏ثابت العبدي حدثني رجل من أهل الشام عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة أو عن بعض أصحاب النبي ‏صلى الله عليه وسلم أن بلالاً أخذ في الإقامة فلما أن قال : قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه ‏وسلم (( أقامها الله وأدامها )) وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر رضي الله عنه في الأذان .‏
وفي هذا الحديث ثلاثُ علل .‏
أولاها : محمد بن ثابت العبدي قال عنه النسائي ليس بالقوي وقال أبو داود ليس بشيء .‏
الثانية : الإبهام فلم يسم العبدي شيخه في الإسناد ‏
الثالثة : شهر بن حوشب مختلف فيه وقد قال ابن عون (( إن شهراً نزكوه . أي طعنوا فيه وقال النسائي ‏ليس بالقوي .‏
وقال الترمذي عن البخاري . شهر حسن الحديث وقال الإمام أحمد . لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام ‏عن شهر بن حوشب .‏
وقال الدار قطني . يخرّج من حديثه ما روى عنه عبد الحميد بن بهرام .‏
والناظر في أحاديث شهر لا يشك أنه سيء الحفظ يضطرب في الأحاديث والله أعلم .‏
والحديث ضعفه النووي في المجموع ( 3 / 122 ) وابن حجر في التلخيص ( 1 / 211 ) .‏
بيد أن النووي رحمه الله قال ( لكن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال باتفاق العلماء ... ) .‏
وهذا غير صحيح وليس في المسألة اتفاق . فظاهر كلام الإمام مسلم في مقدمة صحيحه أنّ أحاديث ‏الفضائل لا تُروى إلا عمّن تُروى عنه أحاديث الأحكام .‏
وهذا ظاهر كلام ابن حبان في مقدمة كتابه المجروحين ورجحه الإمام بن حزم رحمه الله .‏
وقال شيخ الإسلام في الفتاوى ( 1 / 250 ) ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ‏ليس صحيحة ولا حسنة لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوّزوا أن يُروى في فضائل الأعمال مالم ‏يعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي ورُوي حديث لا ‏يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقاً ولم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجباً أو ‏مستحباً بحديث ضعيف ومن قال هذا فقد خالف الإجماع وهذا كما أنه لا يجوز أن يحرم شيء إلا بدليل ‏شرعي ولكن إذا عُلم تحريمه ورُوي حديث في وعيد الفاعل له ولم يعلم أنه كذب جاز أن يرويه ، فيجوز ‏أن يروي في الترغيب والترهيب ما لم يعلم أن كذب ولكن فيما علم أن الله رغب فيه أو رهب منه بدليل ‏آخر غير هذا الحديث المجهول حاله . ‏
وهذا كالإسرائيليات يجوز أن يُروى منها ما لم يعلم أنه كذب للترغيب والترهيب فيما علم أن الله تعالى ‏أمر به في شرعنا ونهى عنه في شرعنا فأما أن يثبت شرعاً لنا بمجرد الإسرائيليات التي لم تثبت فهذا لا يقوله ‏عالم ولا كان أحمد بن حنبل ولا أمثاله من الإئمة يعتمدون على مثل هذه الأحاديث في الشريعة . ومن نقل ‏عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذي ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه ....) .‏
والمنقول عن أهل العلم من الخلاف في هذه المسألة أكثر من ذلك .‏
ودعوى النووي رحمه الله من الاتفاق على العمل بالأحاديث الضعيفة في الفضائل غير صحيحة والخلاف ‏محفوظ .‏
والمنقول عن الصحابة والتابعين عدم التفريق فالكل شرع من الله فلا تصح المغايرة بدون دليل ولا أعلم ‏عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم أنه تساهل في المرويات بالفضائل أو الترهيب دون ماعداها .‏
وقد روى البخاري ( 2062 ) ومسلم ( 14 / 130 – شرح النووي ) من طريق عبيد بن عمير (( أن ‏أبا موسى الأشعري استأذن على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلم يؤذن له ، وكأنه كان مشغولاً فرجع ‏أبو موسى ففرغ عمر فقال : ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس ؟ ائذنواله . قيل قد رجع فدعاه ، فقال : ‏كنا نؤمر بذلك فقال : تأتيني على ذلك بالبينة . فانطلق إلى مجلس الأنصار فسألهم ، فقالوا : لا يشهد لك ‏على هذا إلا أصغرنا أبو سعيد الخدري .‏
فذهب بأبي سعيد الخدري فقال عمر : أخفي عليَّ هذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أم ألهاني ‏الصفق بالأسواق ( يعني الخروج للتجارة ) .‏
وقد كان قصد عمر رضي الله عنه بطلب البينة التثبت لئلا يتسارع الناس إلى رواية الأحاديث عن رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم بدون ضبط ولا تحري وفي بعض رواياته في صحيح مسلم ( إنما سمعت شيئاً ‏فأحببت أن أتثَبت ) .‏

قاله
سليمان بن ناصر العلوان
‏6 / 5 / 1421 هـ‏

صحة ما يروى - الغناء ينبت النفاق في القلب‏

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله ‏

هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الغناء ينبت النفاق بالقلب كما يُنبتُ الماءُ البقل )) ؟
الجواب : ‏

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث رواه البيهقي في شعب الإيمان ( 4 / 279 ) من طريق محمد بن صالح الأشج أنا عبد الله بن ‏عبد العزيز بن أبي روّاد حدثنا إبراهيم من طهمان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله ‏عليه وسلم بنحوه .‏
وهذا إسناده منكر تفرد به عبد الله بن عبد العزيز وأحاديثه منكرة قاله أبو حاتم وغيره .‏
وقال ابن الجنيد . لا يُساوي شيئاً يحدّث بأحاديث كذب .‏
ورواه ابن عدي في الكامل ( 1590 ) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري عن أبيه سعيد ‏بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به .‏
وهذا إسناده ضعيف جداً . وقد اتفق الحفاظ على تضعيف عبد الرحمن بن عبد الله العُمري .‏
قال الإمام أحمد رحمه الله . ليس بشيء .‏
وقال النسائي متروك الحديث .‏
ورواه أبو داود في سننه ( 4927 ) من طريق سلاّم بن مسكين عن شيخ شهد أبا وائل في وليمة فجعلوا ‏يلعبون . يتلعبون يغنون فحلَّ أبو وائل حُبْوته وقال سمعت عبد الله يقول . سمعت رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم . يقول ( إن الغناء ينبت النفاق في القلب ) .‏
وهذا إسناده ضعيف مداره على الشيخ المجهول ولا يحتج به .‏
وقد ورد موقوفاً على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رواه البيهقي في السنن الكبرى ( 10 / 223 ) ‏من طريق غندر عن شعبة عن الحكم عن حماد عن إبراهيم قال قال عبد الله بن مسعود فذكره .‏
ورواته ثقات ولا يضر الانقطاع بين إبراهيم وعبد الله فقد صح عن الأعمش أنه قال قلت لإبراهيم أسند ‏لي عن ابن مسعود ؟‏
فقال إبراهيم . إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت وإذا قلت : قال عبد الله فهو عن غير ‏واحد عن عبد الله ) رواه أبو زرعة في تاريخ دمشق وابن سعد في الطبقات .‏
قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان ( 1 / 248 ) هو صحيح عن ابن مسعود من قوله ) .‏
وهذا الأثر ليس هو الدليل الوحيد على تحريم الأغاني والموسيقى .‏
فهناك أدلة كثيرة من المرفوع والموقوف تفيد تحريم الغناء المقرون بالمعازف والمزامير وقد اتفق أكثر أهل ‏العلم على ذلك .‏
وبالغ القاضي عياض فزعم الإجماع على كفر مستحله وفيه نظر. بيد أن فتاوى الصحابة والتابعين والأئمة ‏الأربعة على التحريم وقد عدّه غير واحد من أهل العلم كبيرة من الكبائر .‏
وقال الإمام مالك رحمه الله ( إنما يفعله عندنا الفساق ..) .‏
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في الإغاثة ( 1 / 228 ) ولا ينبغي لمن شمَّ رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ‏ذلك . فأقل ما فيه أنه من شعار الفساق وشاربي الخمور ... ) .‏
وفي هذه الأزمنة امتد أمر الغناء وأدخلت عليه محسنات كثيرة فغمر المجالس والمحافل وازداد عشاقه فصار ‏تجارة الفساق وأصبح ظاهرة في كثير من البلاد يشترك فيه الرجال والنساء فيقفون أمام الملأ في المسارح ‏والأندية الرياضية والصالات المغلقة يغنون بالفحش والخنا ويدعون للفسوق والانحراف والرذيلة والخلاعة ‏وأمثال ذلك من العظائم المعلوم قبحها بالفطر السليمة والعقول الصحيحة وقد قال النبي صلى الله عليه ‏وسلم (( ليكوننّ من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف . ولينـزلنَّ أقوام إلى جنب علم ‏يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم – يعني الفقير- لحاجة فيقولون ارجع إلينا غداً فيبيتُهُمُ الله ويضع العلمَ ‏ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة )) .‏
ذكره البخاري في صحيحه ( 5590 ) عن هشام بن عمّار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن ‏يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن عَنْم الأشعري قال حدثني أبو عامر أو أبو ‏مالك الأشعري والله ما كذبني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول .‏
ورواه ابن حبان في صحيحه ( 6754 ) عن الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن عمار فذكره ‏دون آخره .‏
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تغليق التعليق ( 5 / 22 ) وهذا حديث صحيح لا علة له ولا مطعن له ‏وقد أعله أبو محمد بن حزم بالانقطاع بين البخاري وصدقة بن خالد ، وبالاختلاف في اسم أبي مالك وهذا ‏كما تراه قد سقته من رواية تسعة عن هشام متصلاً فيهم مثل الحسن بن سفيان وعبدان وجعفر الفريابي ‏وهؤلاء حفاظ أثبات وأما الاختلاف في كنية الصحابي فالصحابة كلهم عدول ... ) .‏
وقال الحافظ ابن رجب في نزهة الأسماع ص ( 45 ) فالحديث صحيح محفوظ عن هشام بن عمار .. ) .‏
وفي الباب غير ذلك .‏
والمعازف هي آلات اللهو من عود وغيره والله أعلم .‏

قاله
سليمان بن ناصر العلوان
‏21 / 5 / 1421 هـ‏

شيخنا الفاضل سليمان العلوان سلمه الله وجعل الجنة مأواه
‏ نود من فضيلتكم التعريف بدرجة حديث (( لا يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة )) .‏
الجواب :‏

بسم الله الرحمن الرحيم
‏ ‏‏ هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده عن وهب بن جرير ( 1 / 294 ) وأبو داود ( 2611 ) ‏والترمذي ( 1555 ) وابن خزيمة ( 2538 ) وابن حبان ( 4717 ) وغيرهم من طرق عن وهب بن ‏جرير عن أبيه عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال قال ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير الصحابة أربعة وخير السرايا أربعة مئة وخير الجيوش أربعة آلاف ‏ولا يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة ) ‏
‏ ورواه أحمد ( 1 / 299 ) عن يونس ثنا حبان بن علي حدثنا عقيل بن خالد عن الزهري بذلك .‏
‏ وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم في مستدركه وقال على شرط الشيخين والضياء المقدسي وابن ‏القطان وغيرهم .... وفيه نظر .‏
‏ قال الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله لا يسنده كبير أحد غيرُ جرير بن حازم وإنما رُوي هذا الحديث ‏عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .. )‏
‏ وقال أبو داود في سننه ( الصحيح أنه مرسل ) .‏
‏ وقد رواه في المراسيل ( 313 ) عن سعيد بن منصور حدثنا عبد الله بن المبارك عن حيوة عن عقيل عن ‏الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم .‏
‏ ورواه ( 314 ) عن مخلد بن خالد حدثنا عثمان يعني ابن عمر أخبرنا يونس عن عقيل عن الزهري عن ‏النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه )) .‏
‏ قال أبو داود قد أُسند هذا ولا يصح أسنده جرير بن حازم وهو خطأ )) .‏
‏ وأخطأ فيه حبان بن علي فرواه عن عقيل موصولاً والصحيح عن عقيل مرسلا رواه حيوة ويونس ‏والليث ابن سعد .‏
‏ ورواه عبد الرزاق في المصنف ( 9699 ) عن معمر عن الزهري مرسلاً .‏
‏ قال الإمام أبو حاتم في العلل ( 1 / 347 ) المرسل أشبه لا يحتمل هذا الكلام أن يكون كلام النبي ‏صلى الله عليه وسلم .. ) .‏
‏ وقد جزم بعض المتأخرين بخطأ هذا القول وصوّب رفعه وقال ( جرير بن حازم ثقة محتج به في ‏الصحيحين وقد وصله والوصل زيادة واجب قبولها من ثقة .. ) .‏
‏ وهذا ليس بشيء فجرير لا يمكن مقارنته أو مساواته بمن أرسله فهم أجل وأحفظ وأضبط منه .‏
‏ وقد ذكر الإمام ابن حبان جرير بن حازم وقال كان يخطئ لأنه أكثر ما كان يحدث من حفظه )) .‏
‏ وقال زكريا الساجي (( صدوق حدّث بأحاديث وهم فيها ... ) .‏
‏ وقد وثقه أكثر الحفاظ وانتقدوا عليه أحاديث يرويها عن قتادة وتفردات يخالف فيها غيره والله أعلم .‏
وقوله ( والوصل زيادة واجب قبولها من الثقة ) .‏
‏ وهذا قول الخطيب وتبعه على ذلك كثير من الفقهاء والأصوليين وجماعة من المتأخرين .‏
وفيه نظر كثير .‏
‏ فأئمة هذا الشأن العارفون بعلل الأحاديث المتخصصون بذلك أمثال ابن مهدي والقطان وأحمد ‏والبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي لا يقولون بذلك .‏
‏ ولا يحكمون على هذه المسألة بحكم مستقل . بل يعتبرون القرائن ويحكمون على كل حديث بما يترجح ‏عندهم .‏
‏ وتأمل في صنيعهم والمنقول عنهم ترى وضوح هذا المنهج .‏
‏ قال الحافظ ابن حجر في النكت ( 2 / 687 ) والذي يجري على قواعد المحدثين أنهم لا يحكمون عليه ‏بحكم مستقل من القبول والرد بل يرجحون بالقرائن كما قدّمناه في مسألة تعارض الوصل والإرسال ..) .‏
‏ ونحو هذا قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح علل الترمذي ( 2 / 630- 643 ) .‏
‏ وقال الحافظ العلائي في نظم الفرائد ص ( 376 ) وأما أئمة الحديث فالمتقدمون منهم كيحيى بن سعيد ‏القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومن بعدهما كعلي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وهذه الطبقة ‏وكذلك من بعدهم كالبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة الرازي ومسلم والنسائي والترمذي وأمثالهم ‏ثم الدارقطني والخليلي كل هؤلاء يقتضي تصرفهم من الزيادة قبولاً ورداً الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى ‏عند الواحد منهم في كل حديث ولا يحكمون في المسألة بحكم كلي يعم جميع الأحاديث وهذا هو ‏الحق الصواب ... ) .‏
‏ وكلام الأئمة في مثل هذا كثير ، وحاصل كلامهم أن وصل الثقة وزيادته تقبل في موضع وترد في ‏موضع آخر على حسب القرائن المحتفة بذلك .‏
‏ فإذا تفرد الثقة بوصل حديث أو زيادة لفظة فيه وخالف غيره فيحكم للثقة الضابط ، وإذا اختلف ثقاة ‏حفاظ متقاربون في ذلك قدم الأكثر .‏
‏ فإذا كان لأحدهم اختصاص بمرويات شيخه قدم على غيره .‏
‏ ومن القرائن المرجحة اتفاق الحفاظ الناقدين على تصحيح وصل أو ترجيح إرسال .‏
‏ مثـال ذلك روى أحـمد في مسنده ( 2 / 8- ) وأبو داود ( 3179 ) والترمذي ( 1007 ) ‏والنسائي ( 4 / 56 ) وغيرهم من طرق عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال (( رأيت ‏النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر يمشون أمام الجنازة )) ورفعه خطأ والصواب أنه مرسل قال أبو عيسى ‏الترمذي رحمه الله ( حديث ابن عمر هكذا رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري عن ‏سالم عن أبيه نحو حديث ابن عيينة .‏
‏ وروى معمر ويونس بن يزيد ومالك وغيرهم من الحفاظ عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم ‏كان يمشي أمام الجنازة .‏
‏ وأهل الحديث كلهم يَرَوْن أن الحديث المرسل في ذلك أصح .‏
‏ وسمعت يحيى بن موسى يقول : سمعت عبد الرزاق يقول : قال ابن المبارك : حديث الزهري في هذا ‏مرسل ، أصح من يث ابن عيينة .. ) .‏
‏ وقال الإمام النسائي والصواب مرسل .‏
‏ فأنت ترى اتفاق المحدثين على تصحيح إرساله وقد خالف في ذلك بعض أهل العلم فصحح رفعه وهذا ‏غلط .‏
‏ ولا أرى لتصحيحه وجهاً معتبراً فأوثق الناس في الزهري ماعدا ابن عيينة يروونه مرسلاًَ واتفاق أكابر ‏الحفاظ على تصحيح إرساله قرينة مرجحة لذلك والله أعلم .‏

كتبه
سليمان بن ناصر العلوان
‏6 / 3 / 1421 هــ‏

من تعلم لغة قوم أمن مكرهم

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله ‏

سمعتٌ في الإذاعة حديث (( من تعلم لغة قوم أمن مكرهم ] فبحثت عنه فلم أجده !! أين مصدره ؟
الجواب :‏

بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعلم هذا حديثاً ولا أظن له أصلاً وقد كره أهل العلم تعلم رطانة الأعاجم والمخاطبة بها بدون حاجة ‏وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال ( لا تعلموا رطانة الأعاجم )) رواه عبد الرزاق في المصنف ( ‏‏1609 ) والبيهقي في السنن ( 9 / 234 .‏
وقد بُلي المسلمون في هذا العصر بالرطانة الأعجمية وأصبح تعلمُ بعض اللغات الأجنبية ضرورة ملحة في ‏كثير من المهن والأعمال وهذا جائز لأهل الحاجات والمصالح ولا سيما مصالح المسلمين العامة .‏
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم اللغة السُّرْيانية )) رواه أحمد ( 5 / 182 ) ‏من طريق الأعمش عن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت ورواه الترمذي ( 2715 ) من طريق عبد الرحمن ‏بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه زيد قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏أن أتعلَّم له كلمات من كتاب يهود قال ( إني والله ما آمن يهود على كتاب )) قال : فما مرّ بي نصف ‏شهر حتى تعلمته له قال : فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم ‏‏)) . ورواه أحمد و أبو داود والحاكم وغيرهم وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وخالفه غيره ‏فتكلم في ابن أبي الزناد فقد ضعفه يحي بن معين وأحمد وجماعة ووثقه مالك وغيره ولا بأس به إذا لم يتفرد ‏بالحديث وقد اعتبر بحديثه غير واحد والخبر محفوظ وقد علقه البخاري في صحيحه ( 95 / 7 ) جازماً ‏بصحته .‏
وهو دليل على جواز تعلم اللغة الأجنبية للمصلحة والحاجة وهذا لا ينازع فيه أهل العلم .‏
وأما تعلم هذه اللغة لغير حاجة وجعلها فرضاً في مناهج التعليم في أكثر المستويات فهذا دليل على ‏الإعجاب بالغرب والتأثر بهم وهو مذموم شرعاً وأقبح منه إقرار مزاحمة اللغات الأجنبية للغة القرآن ولغة ‏الإسلام .‏
مثل هذا لابدّ أن وراءَه أيد أثيمة ومؤامرات مدروسة لعزل المسلمين عن فهم القرآن وفقه السنة فإن فهم ‏القرآن والسنة واجب ولا يمكن ذلك إلا بفهم اللغة العربية .‏
فإذا اعتاد الناس في بيوتهم وبلادهم التخاطب باللغة الأجنبية صارت اللغة العربية مهجورة لدى الكثير ‏وعزّ عليهم فهم القرآن والإسلام وحينها ترقَّب الفساد والميل إلى علوم الغربيين واعتناق سبيل المجرمين ‏وهذا ما صنعته بلاد الاستعمار في الدول العربية فالله المستعان .‏
‏ ‏
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
‏29 / 4 / 1421‏

الحديث الوارد في سورة الدخان

فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العوان حفظه الله ‏

سمعت في الإذاعة حديثاً منسوباً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح ‏يستغفر له سبعون ألف ملك !!! فماهي درجة هذا الحديث ؟

الجواب :‏
بسم الله الرحمن الرحيم
‏ هذا الحديث منكر ولا يصح في الباب شيء وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات ( 1 / 248 ) وقال ‏تفرد به عمر بن راشد وهو وهم صوابه عمر بن عبد الله .‏
والخبر رواه الترمذي في جامعه ( 2888 ) وابن عدي في الكامل ( 5 / 1720 ) من طريق زيد بن ‏الحباب عن عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم .‏
قال الترمذي رحمه الله . هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وعمر بن أبي خثعم يضعف ، ‏قال محمد : هو منكر الحديث )) .‏
وقال أبو زرعة : واهي الحديث حدّث عن يحيى بن أبي كثير ثلاثة أحاديث لو كانت في خمس مئة حديث ‏لأفسدتها .‏
وروى الترمذي ( 2889 ) وأبو يعلى في مسنده ( 6224 ) من طريق هشام أبي المقدام عن الحسن ‏البصري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم ( من قرأ حم الدّخان في ليلة الجمعة ‏غفر له ) .‏
وهذا الإسناد معلول بعلتين : ‏
الأولى : هشام بن زياد أبو المقدام . ليس بشيء قاله النسائي وغيره .‏
وقال ابن حبان في كتابه المجروحين ( 3 / 88 ) هشام بن زياد كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات ‏والمقلوبات عن الأثبات حتى يسبق إلى قلب المستمع أنه كان المتعمد لها . لا يجوز الاحتجاج به .‏
الثانية : الانقطاع فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة وقد قال الإمام أبو زرعة رحمه الله . لم يسمع الحسن ‏من أبي هريرة ولم يره فقيل : فمنْ قال حدّثنا ؟ قال يخطىء .‏
وقال الترمذي رحمه الله عقيب هذا الحديث . لم يسمع الحسن من أبي هريرة هكذا قال أيّوب ويونس بن ‏عُبيد وعليّ بن زيد .‏
والخبر أورده ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 247) وقال هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له .‏
‏ ‏ ‏
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
‏14 / 2 / 1422 هـ‏


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب
إليك
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 12 )
راعي الهلالية
عضو فعال
رقم العضوية : 749
تاريخ التسجيل : 23 - 01 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 190 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : راعي الهلالية is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حلقات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة

كُتب : [ 12 - 05 - 2004 ]

‎المنار المنيف في الصحيح والضعيف
ابن قيم الجوزية



‏ بسم الله الرحمن الرحيم
‏ قال الشيخ الإمام العلامة شمس الدين محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية الحنبلي الدمشقي تغمده الله ‏تعالى برحمته وأسكنه فسيح جنته
‏ فصل 1
‏ 1 سئلت عن حديث صلاة بسواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك وكيف يكون هذا التضعيف 2 وكذلك ‏قوله في حديث جويرية لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن 3 وحديث صيام ثلاثة ‏أيام من كل شهر يقوم مقام صيام الشهر 4 وحديث من دخل السوق فقال لا إله إلا الله الحديث فهذا السؤال ‏اشتمل على أربع مسائل 5 المسألة الأولى تفضيل الصلاة بالسواك على سبعين صلاة بغيره فهذا الحديث قد روي ‏عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث لم يرد في الصحيحين ولا في الكتب الستة ‏ولكن رواه الإمام أحمد وابن خزيمة والحاكم في صحيحهما والبزار في مسنده وقال البيهقي إسناده غير قوي‎

‏ 6 وذلك أن مداره على محمد بن إسحاق عن الزهري ولم يصرح ابن إسحاق بسماعه منه بل قال ذكر الزهري ‏عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفضل الصلاة التي يستاك لها على ‏الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفا هكذا رواه الإمام أحمد وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال إن صح الخبر ‏قال وإنما استثنيت صحة هذا الخبر لأني خائف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمع الحديث من الزهري وإنما‎

دلسه عنه وقد قال عبد الله بن أحمد قال أبي إذا قال ابن إسحاق وذكر فلان فلم يسمعه وقد أخرجه الحاكم في ‏صحيحه وقال هو صحيح على شرط مسلم ولم يصنع الحاكم شيئا فإن مسلما لم يرو في كتابه بهذا الإسناد حديثا ‏واحدا ولا احتج بإبن اسحاق وإنما أخرج له في المتابعات والشواهد وأما أن يكون ذكر ابن إسحاق عن الزهري من ‏شرط مسلم فلا وهذا وأمثاله هو الذي شان كتابه ووضعه وجعل تصحيحه دون تحسين غيره‎

‏ قال البيهقي هذا الحديث أحد ما يخاف أن يكون من تدليسات محمد بن إسحاق وأنه لم يسمعه من الزهري ورواه ‏البيهقي من طريق معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري ومعاوية هذا ليس بقوي وقال في شعب الإيمان تفرد به معاوية ‏بن يحيى ويقال إن ابن إسحاق أخذه منه قال ويروى نحوه عن عروة‎

وعن عمرة عن عائشة وكلاهما ضعيف 7 ورواه من حديث الواقدي قال حدثنا عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي عن ‏أبي الأسود عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الركعتان بعد السواك أحب ‏إلى الله من سبعين ركعة قبل السواك ولكن الواقدي لا يحتج به ورواه من حديث حماد بن قيراط قال حدثنا خراج ‏بن فضالة عن عروة بن رويم عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة بسواك ‏خير من سبعين صلاة بغير سواك وهذا الإسناد غير قوي فهذا حال هذا الحديث وإن ثبت فله وجه حسن وهو أن ‏الصلاة بالسواك سنة والسواك مرضاة للرب 9 وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم شأنه وقال لولا أن أشق على ‏أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة 10 وأخبر أنه مطهرة للفم مرضاة للرب‏‎

‏ 11 وقال صلى الله عليه وسلم أكثرت عليكم في السواك رواه البخاري 12 وفي مسند أحمد عن التميمي قال ‏سألت ابن عباس عن السواك فقال ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا به حتى خشينا أن ينزل عليه فيه 13 ‏وفي لفظ أمرت بالسواك حتى خشيت أن ينزل علي به وحي 14 وقال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم ما لي أراكم تأتوني قلحا استاكوا لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك كما فرضت عليهم ‏الوضوء 15 وقال عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك الحديث فجعل السواك من الفطرة‏‎

‏ 16 وقال عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا وغير ‏طاهر فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة 17 وعن علي قال أمرنا بالسواك وقال إن العبد إذا قام يصلي ‏أتاه الملك فقام خلفه يستمع القرآن ويدنو فلا يزال يستمع ويدنو حتى يضع فاه على فيه فلا يقرأ آية إلا كانت في ‏جوف الملك 18 وكان النبي صلى الله عليه وسلم من رغبته في السواك يستاك إذا قام من نوم الليل وإذا دخل بيته ‏وإذا صلى‎

‏ 19 واستاك عند موته وهو في السياق 20 وقال سفيان عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله ‏رضي الله عنهما قال كان السواك من أذن النبي صلى الله عليه وسلم موضع القلم من أذن الكاتب‎

‏ 21 وفي سنن النسائي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال كان رسول الله صلىالله عليه وسلم يصلي ركعتين ‏ركعتين ثم ينصرف فيستاك وهذا في صلاة الليل 22 ولما بات ابن عباس عند خالته ميمونة قال فقام صلى الله عليه ‏وسلم فتوضأ وصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين الحديث وكان يستاك لكل ركعتين‎

‏ 23 وفي جامع الترمذي عن أبي سلمة قال كان زيد بن خالد الجهني يشهد الصلوات في المسجد وسواكه على أذنه ‏موضع القلم من أذن الكاتب لا يقوم إلى الصلاة إلا استن وهو حديث حسن صحيح 24 وفي الموطأ عن ابن ‏شهاب الزهري عن ابن السباق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالسواك 25 وقد روى أبو نعيم من ‏حديث عبد الله بن عمرو بن حلحلة ورافع بن خديج قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السواك واجب ‏وغسل الجمعة واجب على كل مسلم 26 ويشهد لهذا الحديث ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد ‏الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غسل يوم الجمعة على كل محتلم وسواك ويمس من ‏الطيب ما قدر عليه وإذا كان هذا شأن السواك وفضله وحصول رضا الرب به وإكثار‏‎

النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة فيه ومبالغته فيه حتى عند وفاته وقبض نفسه لكريمه صلى الله عليه وسلم لم ‏يمتنع أن تكون الصلاة التي يستاك لها أحب إلى الله من سبعين صلاة وإذا كان ثواب السبعين أكثر فلا يلزم من ‏كثرة الثواب أن يكون العمل الأكثر ثوابا أحب إلى الله تعالى من العمل الذي هو أقل منه بل قد يكون العمل الأقل ‏أحب إلى الله تعالى وإن كان الكثير أكثر ثوابا 27 وهذا كما في المسند عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال دم عفراء ‏أحب إلى الله من دم سوداوين يعني في الأضحية وكذلك ذبح الشاة الواحدة يوم النحر أحب إلى الله من الصدقة ‏بأضعاف أضعاف ثمنها وإن كثر ثواب الصدقة وكذلك قراءة سورة بتدبر ومعرفة وتفهم وجمع القلب عليها أحب ‏إلى الله تعالى من قراءة ختمة سردا وهذا وإن كثر ثواب هذه القراءة وكذلك صلاة ركعتين يقبل العبد فيهما على ‏الله تعالى بقلبه وجوارحه ويفرغ قلبه‎

كله لله فيهما أحب إلى الله تعالى من مئتي ركعة خالية من ذلك وإن كثر ثوابهما عددا 28 ومن هذا سبق درهم ‏مئة ألف درهم 29 ولهذا قال الصحابة رضي الله عنهم إن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل ‏وبدعة فالعمل اليسير الموافق لمرضاة الرب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أحب إلى الله تعالى من العمل الكثير ‏إذا خلا عن ذلك أو عن بعضه ولهذا قال الله تعالى ^ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ^ ‏وقال ^ إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ^ وقال ^ وهو الذي خلق السموات والأرض ‏في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ^ فهو سبحانه وتعالى إنما خلق السموات والأرض ‏والموت والحياة وزين الأرض بما‎

عليها ليبلو عبادة أيهم أحسن عملا لا أكثر عملا والعمل الأحسن هو الأخلص والأصوب وهو الموافق لمرضاته ‏ومحبته دون الأكثر الخالي من ذلك فهو سبحانه وتعالى يحب أن يتعبد له بالأرضى له وإن كان قليلا دون الأكثر ‏الذي لا يرضيه والأكثر الذي غيره أرضى له منه ولهذا يكون العملان في الصورة واحدا وبينهما في الفضل بل بين ‏قليل أحدهما وكثير الآخر في الفضل أعظم مما بين السماء والأرض وهذا الفضل يكون بحسب رضا الرب سبحانه ‏بالعمل وقبوله له ومحبته له وفرحه به سبحانه وتعالى كما يفرح بتوبة التائب أعظم فرح ولا ريب أن تلك التوبة ‏الصادقة أفضل وأحب إلى الله تعالى من أعمال كثير من التطوعات وإن زادت في الكثرة على التوبة ولهذا كان ‏القبول مختلفا ومتفاوتا بحسب رضا الرب سبحانه بالعمل‎

‏ فيا لله كم بعد ما بين الصدقتين في الفضل ومحبة الله وقبوله ورضاة وقد قبل سبحانه هذه وهذه لكن قبول الرضا ‏والمحبة والاعتداد والمباهاة شيء وقبول الثواب والجزاء شيء وأنت تجد هذا في الشاهد في ملك تهدى إليه هدية ‏صغيرة المقدار لكنه يحبها ويرضاها فيظهرها لخواصه وحواشيه ويثني على مهديها في كلمات كهدية كثيرة العدد ‏والقدر جدا لا تقع عنده موقعا ولكن يكون في جودة لا يضيع ثواب مهديها بل يعطيه عليها أضعافها وأضعاف ‏أضعافها فليس قبوله لهذه الهدية مثل قبوله للأولى 30 ولهذا قال ابن عمر أو غيره من الصحابة رضي الله عنهم لو ‏أعلم أن الله يتقبل مني سجدة واحدة لم يكن غائب أحب إلي من الموت إنما يريد به القبول الخاص وإلا فقبول ‏العطاء والجزاء حاصل لأكثر الأعمال والقبول له أنواع قبول رضا ومحبة واعتداد ومباهاة وثناء على العامل به بين ‏الملأ الأعلى وقبول جزاء وثواب وإن لم يقع موقع الأول وقبول إسقاط للعقاب فقط وإن لم يترتب عليه ثواب ‏وجزاء كقبول صلاة من لم يحضر قلبه في شيء منها فإنه ليس له من صلاته إلا ما عقل منها فإنها تسقط الفرض ولا ‏يثاب عليها وكذلك صلاة الآبق وصلاة من أتى عرافا فصدقه فإن البعض قد حقق أن صلاة هؤلاء لا تقبل‎

ومع هذا فلا يؤمرون بالإعادة يعني أن عدم قبول صلاتهم إنما هو في حصول الثواب لا في سقوطها من ‏ذمتهم والأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والمحبة والتعظيم والإجلال وقصد وجه المعبود وحده ‏دون شيء من الحظوظ سواه حتى لتكون صورة العملين واحدة وبينهما في الفضل ما لا يحصيه إلا الله تعالى ‏وتتفاضل أيضا بتجريد المتابعة فبين العملين من الفضل بحسب ما يتفاضلان به في المتابعة فتتفاضل الأعمال بحسب ‏تجريد الإخلاص والمتابعة تفاضلا لا يحصيه إلا الله تعالى وينضاف هذا إلى كون أحد العملين أحب إلى الله في نفسه ‏مثاله الجهاد وبذل النفس لله تعالى هو من أحب الأعمال إلى الله تعالى ويقترن بتجريد الإخلاص والمتابعة وكذلك ‏الصلاة والعلم وقراءة القرآن إذا فضل العلم في نفسه وفضل قصد صاحبه وإخلاصه وتجردت متابعته لم يمتنع أن ‏يكون العمل الواحد أفضل من سبعين بل وسبع مئة من نوعه فتأمل هذا فإنه يزيل عنك إشكالات كثيرة ويطلعك ‏على سر العمل والفضل وأن الله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين يضع فضله مواضعه وهو أعلم بالشاكرين ولا ‏تلتفت إلى ما يقوله من غلظ حجاب قلبه من المتكلمين والمتكلفين إنه يجوز أن يكون العملان متساويين من جميع ‏الوجوه لا تفاضل بينهما ويثيب الله على أحدهما أضعاف أضعاف ما يثيب على الآخر‎

بل يجوز أن يثيب على هذا ويعاقب على هذا مع فرض الإستواء بينهما من كل وجه وهذا قول من ليس له فقه في ‏أسماء الرب وصفاته وأفعاله ولا فقه في شرعه وأمره ولا فقه في أعمال القلوب وحقائق الإيمان بالله وبالله ‏التوفيق إذا عرفت ذلك فلا يمتنع أن تكون الصلاة التي فعلها فاعلها على وجه الكمال حتى أتى بسواكها الذي هو ‏مطهرة لمجاري القرآن وذكر الله ومرضاة للرب واتباع للسنة والحرص على حفظ هذه الحرمة الواحدة التي أكثر ‏النفوس تهملها ولا تلتفت إليها حتى كأنها غير مشروعة ولا محبوبة لكن هذا المصلي اعتدها فحافظ عليها وأتى بها ‏توددا وتحببا إلى الله تعالى واتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يبعد أن تكون صلاة هذا أحب إلى الله ‏من سبعين صلاة تجردت عن ذلك والله أعلم 2 31 وأما المسألة
‏ فصل الثانية وهي تفضيل سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته على مجرد الذكر‏‎

بسبحان الله أضعافا مضاعفة فإن ما يقوم بقلب الذاكر حين يقول سبحان
‏ الله وبحمده عدد خلقه من معرفته وتنزيهه وتعظيمه من هذا القدر المذكور من العدد أعظم مما يقوم بقلب القائل ‏سبحان الله فقط وهذا يسمى الذكر المضاعف وهو أعظم ثناء من الذكر المفرد فلهذا كان أفضل منه وهذا إنما ‏يظهر في معرفة هذا الذكر وفهمه فإن قول المسبح سبحان الله وبحمده عدد خلقه يتضمن إنشاء وإخبارا عما ‏يستحقه الرب من التسبيح عدد كل مخلوق كان أو هو كائن إلى ما لا نهاية له فتضمن الإخبار عن تنزيهه الرب ‏وتعظيمه والثناء عليه هذا العدد العظيم الذي لا يبلغه العادون ولا يحصيه المحصون وتضمن إنشاء العبد لتسبيح هذا ‏شأنه لا أن ما أتى به العبد من التسبيح هذا قدره وعدده بل أخبر أن ما يستحقة الرب سبحانه وتعالى من التسبيح ‏هو تسبيح يبلغ هذا العدد الذي لو كان في العدد ما يزيد لذكره فإن تجدد المخلوقات لا ينتهي عددا ولا يحصى ‏الحاضر وكذلك قوله ورضا نفسه فهو يتضمن أمرين عظيمين أحدهما‏‎

أن يكون المراد تسبيحا هو والعظمة والجلال سيان ولرضا نفسه كما أنه في الأول مخبر عن تسبيح مساو لعدد خلقه ‏ولا ريب أن رضا نفس الرب لا نهاية له في العظمة والوصف والتسبيح ثناء عليه سبحانه يتضمن التعظيم ‏والتنزيه فإذا كانت أوصاف كماله ونعوت جلاله لا نهاية لها ولا غاية بل هي أعظم من ذلك وأجل كان الثناء ‏عليه بها كذلك إذ هو تابع لها إخبارا وإنشاء وهذا المعنى ينتظم المعنى الأول من غير عكس وإذا كان إحسانه ‏سبحانه وثوابه وبركته وخيره لا منتهى له وهو من موجبات رضاه وثمرته فكيف بصفة الرضا 32 وفي الأثر إذا ‏باركت لم يكن لبركتي منتهى فكيف بالصفة التي صدرت عنها البركة والرضا يستلزم المحبة والإحسان والجود ‏والبر والعفو والصفح والمغفرة والخلق يستلزم العلم والقدرة والإرادة والحياة والحكمة وكل ذلك داخل في رضا ‏نفسه وصفة خلقه وقوله وزنة عرشه فيه إثبات للعرش وإضافته إلى الرب سبحانه‏‎

وتعالى وأنه أثقل المخلوقات على الإطلاق إذ لو كان شيء أثقل منه لوزن به التسبيح وهذا يرد على من يقول إن ‏العرش ليس بثقيل ولا خفيف وهذا لم يعرف العرش ولا قدره حق قدره فالتضعيف الأول للعدد والكمية والثاني ‏للصفة والكيفية والثالث للعظم والثقل وليس للمقدار وقوله ومداد كلماته هذا يعم الأقسام الثلاثة ويشملها فإن ‏مداد كلماته سبحانه وتعالى لا نهاية لقدره ولا لصفته ولا لعدده قال تعالى ^ قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي ‏لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدادا ^ وقال تعالى ^ ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ‏والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ^ ومعنى هذا أنه لو فرض البحر مدادا ‏وبعده سبعة أبحر تمده كلها مدادا وجميع أشجار الأرض أقلاما وهو ما قام منها على ساق من النبات والأشجار ‏المثمرة وغير المثمرة وتستمد بذلك المداد لفنيت البحار والأقلام وكلمات الرب لا تفنى ولا تنفد فسبحان الله ‏وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته فأين هذا من وصف من يصفه بأنه ما تكلم ولا يتكلم ‏ولا يقوم به كلام أصلا وقول من وصف كلامه بأنه معنى واحد لا ينقضي ولا يتجزأ‏‎

ولا له بعض ولا كل ولا هو سور وآيات ولا حروف وكلمات والمقصود أن في هذا التسبيح من صفات الكمال ‏ونعوت الجلال ما يوجب أن يكون أفضل من غيره وأنه لو وزن غيره به لوزنه وزاد عليه وهذا بعض ما في هذه ‏الكلمات من المعرفة بالله والثناء عليه بالتنزيه والتعظيم مع اقترانه بالحمد المتضمن لثلاثة أصول أحدها إثبات ‏صفات الكمال له سبحانه والثناء عليه الثاني محبته والرضا به الثالث فإذا انضاف هذا الحمد إلى التسبيح والتنزيه على ‏أكمل الوجوه وأعظمها قدرا وأكثرها عددا وأجزلها وصفا واستحضر العبد ذلك عند التسبيح وقام بقلبه معناه كان ‏له من المزية والفضل ما ليس لغيره وبالله التوفيق
‏ فصل 3
‏ 33 وأما المسألة الثالثة وهي كون صيام ثلاثة أيام من كل شهر تعدل صيام الشهر فقد ذكر في هذا الحديث سببه ‏وهو أن الحسنة بعشر أمثالها فهو يعدل صيام الشهر غير مضاعف لثواب الحسنة بعشر أمثالها فإذا صام ثلاثة أيام من ‏كل شهر وحافظ على ذلك فكأنه صام الدهر كله 34 ونظير هذا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ‏من صام رمضان‎

وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر فإن الحسنة بعشر أمثالها وفي كونها من شوال سر لطيف وهو أنها تجري ‏مجرى الجهران لرمضان وتقضي ما وقع فيه من التقصير في الصوم فتجري مجرى سنة الصلاة بعدها ومجرى سجدتي ‏السهو ولهذا قال وأتبعه أي ألحقها به وقد استدل بهذا من يستحب أو يجوز صيام الدهر كله ما عدا العيدين وأيام ‏التشريق ولا حجة له بل هو حجة عليه فإنه لا يلزم من تشبيه العمل بالعمل إمكان وقوع المشبه به فضلا عن كونه ‏مشروعا بل ولا ممكنا كما في الحديث الصحيح و لهذا جعل صيام ثلاثة أيام من الشهر وصيام رمضان وإتباعه ‏بست من شوال يعدل صيام ثلاث مئة وستين يوما وذلك حراما غير جائز بالاتفاق فإنه وقع التشبيه في الثواب لا ‏على تقدير كونه مشروعا بل ولا ممكنا كما في الحديث الصحيح وقد سئل عن الجهاد فقال للسائل‎

‏ 35 هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تصوم فلا تفطر وتقوم فلا تفتر قال لا قال ذلك مثل المجاهد والمقصود أنه لا ‏يلزم من تشبيه الشيء بالشيء مساواته له 36 ومثل هذا قوله صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء في جماعة ‏فكأنما قام نصف الليل ومن صلى العشاء والفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله وهذا يدل على ما تقدم من تفضيل ‏العمل الواحد على أمثاله وأضعافه من جنسه فإن من صلى العشاء والفجر في جماعة ولم يصل بالليل تعدل صلاته ‏تلك صلاة من قام الليل كله فإن كان هذا الذي قام الليل قد صلى تينك الصلاتين في جماعة أحرز الفضل المحقق ‏والمقدر وإن صلى الصلاتين وحده وقام الليل كان كمن صلاهما في جماعة ونام بمنزله إن صحت صلاة المنفرد‎

‏ وهذا كما تقدم من أن تفاضل الأعمال ليس بكثرتها وعددها وإنما هو بإكمالها وإتمامها وموافقتها لرضا الرب ‏وشرعه
‏ فصل 4
‏ 37 وأما المسألة الرابعة وهي قوله في الحديث من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله ‏الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ‏ألف ألف سيئة رفع له ألف ألف درجة فهذا الحديث معلول أعله أئمة الحديث قال الترمذي في جامعه حدثنا أحمد ‏بن منيع حدثنا يزيد ابن هارون أخبرنا أزهر بن سنان حدثنا محمد بن واسع قال قدمت مكة فلقيني سالم بن عبد الله ‏بن عمر فحدثني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دخل السوق فقال الحديث قال ‏الترمذي هذا حديث غريب وقد رواه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم ابن عبد الله فذكر الحديث 38 ‏حدثنا بذلك أحمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد بن زيد والمعتمد بن سليمان قالا حدثنا عمرو بن دينار وهو قهرمان ‏آل الزبير عن سالم ابن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من‏‎

دخل السوق وذكر الحديث وفيه وبنى له بيتا في الجنة وقد روي من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر لكنه ‏معلول أيضا قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب العلل سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه يحيى بن سليم ‏الطائفي عن عمران بن مسلم عن عبد الله ابن دينار عن ابن عمر عن الني صلى الله عليه وسلم قال من دخل في ‏السوق الحديث فقالا لي هذا حديث منكر قال ابن أبي حاتم وهذا الحديث خطأ إنما أراد عمران بن مسلم عن ‏عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم عن أبيه فغلط وجعل بدل عمرو عبد الله بن دينار وأسقط سالما من ‏الإسناد حدثنا بذلك محمد بن عمار حدثنا إسحاق بن سليمان عن بكير بن شهاب الدامغاني عن عمران بن مسلم ‏عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ورواه ابن ماجة في ‏سننه عن بشر بن معاذ الضرير عن حماد بن زيد عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير كنيته أبو يحيى الأعور‎

البصري قال يحيى بن معين ليس بشيء وقال النسائي والدارمي ضعيف وقال أبو زرعة واهي الحديث وقال علي بن ‏الجنيد هو شبه المتروك وقال ابن حبان لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب كان ينفرد بالموضوعات عن ‏الثقات وقال الدارقطني ضعيف
‏ فصل 5
‏ وسئلت هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن ينظر في سنده‏‎

‏ فهذا سؤال عظيم القدر وإنما يعلم ذلك من تضلع في معرفة السنن الصحيحة واختلطت بلحمه ودمه وصار له فيها ‏ملكة وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار ومعرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه فيما يأمر ‏به وينهى عنه ويخبر عنه ويدعو إليه ويحبه ويكرهه ويشرعه للأمة بحيث كأنه مخالط للرسول صلى الله عليه وسلم ‏كواحد من أصحابه فمثل هذا يعرف من أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه وكلامه وما يجوز أن يخبر به ‏وما لا يجوز ما لا يعرفه غيره وهذا شأن كل متبع مع متبوعه فإن للأخص به الحريص على تتبع أقواله وأفعاله من ‏العلم بها والتمييز بين ما يصح أن ينسب إليه وما لا يصح ما ليس لمن لا يكون كذلك وهذا شأن المقلدين مع ‏أئمتهم يعرفون أقوالهم ونصوصهم ومذاهبهم والله أعلم 39 فمن ذلك ما روى جعفر بن جسر عن أبيه عن ثابت ‏عن أنس يرفعه من قال سبحان الله وبحمده غرس الله له ألف ألف نخلة في الجنة أصلها من ذهب وجعفر هذا هو ‏جعفر بن جسر بن فرقد أبو سليمان القصاب البصري قال ابن عدي أحاديثه مناكير وقال الأزدي يتكلمون ‏فيه وأما أبوه فقال يحيى بن معين لا شيء ولا يكتب حديثه وقال النسائي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان ‏خرج من حد العدالة وقال ابن عدي عامة أحاديثه غير محفوظة‎

‏ 40 ومن ذلك ما رواه ابن منده من حديث أحمد بن عبد الله الجويباري الكذاب عن شقيق عن إبراهيم بن أدهم ‏عن يزيد بن أبي زياد عن أويس القرني عن عمر وعلي رضي الله تعالى عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ‏دعا بهذه الأسماء اللهم أنت حي لا تموت وغالب لا تغلب وبصير لا ترتاب وسميع لا تشك وصادق لا تكذب ‏وصمد لا تطعم وعالم لا تعلم إلى أن قال فوالذي بعثني بالحق لو دعي بهذه الدعوات على صفائح الحديد لذابت ‏وعلى ماء جار لسكن ومن دعا عند منامه بها بعث بكل حرف منها سبع مئة ألف ملك يسبحون له ويستغفرون ‏له وتابعه كذاب آخر وهو الحسين بن داود البلخي عن شقيق وروى جملة منه كذاب آخر هو سليمان بن عيسى ‏عن الثوري عن إبراهيم بن أدهم وهذا وأمثاله مما لا يرتاب من له أدنى معرفة بالرسول صلى الله عليه وسلم وكلامه ‏أنه موضوع مختلق وإفك مفترى عليه 41 ومن ذلك ما رواه عباس بن الضحاك البلخي كذاب أشر عن عبد الله ‏بن عمر بن الرماح مجهول لا يعرف عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم من كتب بسم الله الرحمن الرحيم ولم يعم الهاء التي في الله تعالى كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ‏ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة‎

‏ 42 ومن ذلك ما رواه أبو العلاء عن نافع عن ابن عمر يرفعه من كفن ميتا فإن له بكل شعرة تصيب كفنه عشر ‏حسنات وأبو العلاء هذا يروي عن نافع ما ليس من حديثه ولا يجوز الاحتجاج به وهذا الحديث قد رواه الحسن ‏بن سفيان حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا أحمد بن الحجاج حدثنا أبو العلاء قال الدارقطني يقال إن أبا العلاء هذا ‏الخفاف الكوفي واسمه خالد بن طهمان انتهى وقال يحيى بن معين هو ضعيف خلط قبل موته بعشر سنين وكان قبل ‏ذلك ثقة وكان في تخليطه يحمل ما جاءوا به ويقرؤه انتهى 43 ومن ذلك حديث يرويه محمد بن عبد الرحمن بن ‏البيلماني عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم من صام صبيحة يوم الفطر فكأنما صام الدهر كله وهذا ‏حديث باطل موضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن البيلمان يروي المناكير قال البخاري وأبو حاتم ‏الرازي والنسائي هو منكر الحديث وقال يحيى بن معين ليس بشيء‎

‏ وقال الدارقطني والحميدي ضعيف وقال ابن حبان حدث عن أبيه بنسخة شبيها بمئتي حديث كلها موضوعة لا ‏يجوز الاحتجاج به ولا ذكره إلا على وجه التعجب 44 ومن ذلك حديث من صام يوم عاشوراء كتب الله له ‏عبادة ستين سنة وهذا باطل يرويه حبيب بن أبي حبيب عن إبراهيم الصائغ عن ميمون بن مهران عن ابن عباس ‏وحبيب كان يضع الأحاديث 45 ومن ذلك حديث يرويه زكريا بن دويد الكندي الكذاب الأشر عن حميد ‏الطويل عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم من داوم على صلاة الضحى ولم يقطعها من علة كنت أنا وهو في ‏الجنة في زورق من نور في بحر من نور حتى نزور رب العالمين 46 ومن ذلك حديث يرويه عمر بن راشد عن يحيى ‏بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى بعد المغرب ست ‏ركعات لم يتكلم بينهن بشيء عدلن له عبادة اثنتي عشرة سنة‎

‏ وعمر هذا قال فيه الإمام أحمد ويحيى بن معين والدارقطني ضعيق وقال أحمد أيضا لا يساوي حديثه شيئا وقال ‏البخاري منكر الحديث وضعفه جدا وقال ابن حبان لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه فإنه يضع الحديث على ‏مالك وابن أبي ذئب وغيرهما من الثقات 47 ومن ذلك حديث من صلى يوم الأحد أربع ركعات بتسليمة واحدة ‏يقرأ في كل ركعة ^ الحمد ^ و ^ آمن الرسول ^ إلى آخرها كتب الله له ألف حجة وألف عمرة وألف غزوة ‏وبكل ركعة ألف صلاة وجعل بينه وبين النار ألف خندق فقبح الله واضعه ما أجرأه على الله ورسوله 48 ومن ‏ذلك حديث من صلى ليلة الأحد أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة ^ وقل هو الله أحد ^ خمس ‏عشرة مرة أعطاه الله يوم القيامة ثواب من قرأ القرآن عشر مرات وعمل بما في القرآن ويخرج يوم القيامة من قبره ‏ووجهه مثل القمر ليلة البدر ويعطيه الله بكل ركعة ألف مدينة من لؤلؤ في كل مدينة ألف قصر من زبرجد في كل ‏قصر ألف دار من الياقوت في كل دار ألف بيت من المسك في كل بيت ألف سرير ^ واستمر هذا الكذاب الأشر ‏على الألف ^‏‎

‏^ 49 ومن ذلك حديث من صلى ليلة الإثنين ست ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وعشرين مرة ^ ‏قل هو الله أحد ويستغفر الله بعد ذلك عشر مرات أعطاه الله يوم القيامة ثواب ألف صديق وألف عابد وألف زاهد ‏فقبح الله واضعه ومختلقه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من عمل الجويباري الخبيث 50 ومن ذلك ‏حديث من صلى يوم الإثنين أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي مرة وقال هو الله أحد ‏مرة وقل أعوذ برب الفلق مرة كفرت ذنوبه كلها وأعطاه الله قصرا في الجنة من درة بيضاء في جوف القصر سبعة ‏أبيات طول كل بيت ثلاثة آلاف ذراع وعرضه مثل ذلك واستمر هذا الكذاب الخبيث على حديث طويل فيه من ‏هذه المجازفات وهو من عمل الحسين بن إبراهيم كذاب يروي عن محمد بن طاهر ووضع من هذا الضرب أحاديث ‏صلاة يوم الأحد وليلة الأحد وصلاة يوم الاثنين وليلة الاثنين ويوم الثلاثاء وليلة الثلاثاء وهكذا في سائر أيام ‏الأسبوع ولياليه‎

وهذا باب واسع جدا وإنما ذكرنا منه جزءا يسيرا ليعرف به أن هذه الأحاديث وأمثالها مما فيه هذه المجازفات القبيحة ‏الباردة كلها كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اعتنى بها كثير من الجهال بالحديث من المنتسبين إلى ‏الزهد والفقر وكثير من المنتسبين إلى الفقه 51 والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي ‏على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حديث من صلى الضحى كذا وكذا ركعة ‏أعطي ثواب سبعين نبيا وكأن هذا الكذاب الخبيث لم يعلم أن غير النبي لو صلى عمر نوح عليه السلام لم يعط ‏ثواب نبي واحد 52 وكقوله من اغتسل يوم الجمعة بنية وحسبة كتب الله له بكل شعرة نورا يوم القيامة ورفع له ‏بكل قطرة درجة في الجنة من الدر والياقوت والزبرجد بين كل درجتين مسيرة مئة عام ومر في حديث طويل قبح ‏الله واضعه وهو من عمل عمر بن صبح الكذاب الخبيث
‏ فصل 6
‏ ونحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا
‏ 53 فمنها 1 اشتماله على أمثال هذه المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة جدا ‏‏
‏ كقوله في الحديث المكذوب من قال لا إله إلا الله خلق الله من تلك الكلمة طائرا له سبعون‎

ألف لسان لكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون الله له ومن فعل كذا وكذا أعطي في الجنة سبعين ألف مدينة في ‏كل مدينة سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف حوراء وأمثال هذه المجازفات الباردة التي لا يخلو حال ‏واضعها من أحد أمرين إما أن يكون في غاية الجهل والحمق وإما أن يكون زنديقا قصد التنقيص بالرسول صلى الله ‏عليه وسلم بإضافة مثل هذه الكلمات إليه
‏ فصل 7
‏ ومنها 2 تكذيب الحس له كحديث 54 الباذنجان لما أكل له 55 والباذنجان شفاء من كل داء قبح الله ‏واضعهما فإن هذا لو قاله يوحنس أمهر الأطباء لسخر الناس منه ولو أكل الباذنجان للحمى والسوداء الغالبة وكثير ‏من الأمراض لم يزدها إلا شدة ولو أكله فقير ليستغني لم يفده الغنى أو جاهل ليتعلم لم يفده العلم 56 وكذلك ‏حديث إذا عطس الرجل عند الحديث فهو دليل صدقه وهذا وإن صحح بعض الناس سنده فالحس يشهد بوضعه ‏لأنا نشاهد العطاس والكذب يعمل عمله ولو عطس مئة ألف رجل عند حديث يروى عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم لم يحكم بصحته بالعطاس ولو عطسوا عند شهادة زور لم تصدق 57 وكذلك حديث عليكم بالعدس فإنه ‏مبارك يرقق القلب‎

ويكثر الدمعة قدس فيه سبعون نبيا وقد سئل عبد الله بن المبارك عن هذا الحديث وقيل له إنه يروى عنك فقال وعني ‏أيضا أرفع شيء في العدس أنه شهوة اليهود ولو قدس فيه نبي واحد لكان شفاء من الأدواء فكيف بسبعين نبيا وقد ‏سماه الله تعالى ^ أدنى ^ ونعى على من اختاره على المن والسلوى وجعله قرين الثوم والبصل أفترى أنبياء بني ‏إسرائيل قدسوا فيه لهذه العلة والمضار التي فيه من تهييج السوداء والنفخ والرياح الغليظة وضيق النفس والدم الفاسد ‏وغير ذلك من المضار المحسوسة ويشبه أن يكون هذا الحديث من وضع الذين اختاروه على المن والسلوى أو ‏أشباههم 58 ومن ذلك حديث إن الله خلق السموات والأرض يوم عاشوراء 59 وحديث اشربوا على الطعام ‏تشبعوا فإن الشرب على الطعام يفسده ويمنع من استقراره في المعدة ومن كمال نضجه 60 ومن ذلك حديث ‏أكذب الناس الصباغون والصواغون والحس يرد هذا الحديث فإن الكذب في غيرهم أضعافه فيهم كالرافضة فإنهم ‏أكذب خلق الله والكهان والطرائقيين والمنجمين‎

‏ وقد تأوله بعضهم على أن المراد بالصباغ الذي يزيد في الحديث ألفاظا‏‎

تزينه والصواغ الذي يصوغ الحديث ليس له أصل وهذا تكلف بارد لتأويل حديث باطل
‏ فصل 8
‏ 61 ومنها 3 سماجة الحديث وكونه مما يسخر منه كحديث لو كان الأرز رجلا لكان حليما ما أكله جائع إلا ‏أشبعه فهذا من السمج البارد الذي يصان عنه كلام العقلاء فضلا عن كلام سيد الأنبياء 62 وحديث الجوز دواء ‏والجبن داء فإذا صار في الجوف صار شفاء فلعن الله واضعه على رسول الله صلى الله عليه وسلم 63 وحديث لو ‏يعلم الناس ما في الحلبة اشتروها بوزنها ذهبا 64 وحديث أحضروا موائدكم البقل فإنه مطردة للشيطان 65 ‏وحديث ما من ورقة هندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنة 66 وحديث بئست البقلة الجرجير من أكل منها ليلا ‏بات ونفسه تنازعه ويضرب عرق الجذام في أنفه كلوها نهارا وكفوا عنها ليلا 67 وحديث فضل دهن البنفسج ‏على الأدهان كفضل أهل البيت على سائر الخلق‏‎

‏ 68 وحديث فضل الكراث على سائر البقول كفضل البر على الحبوب 69 وحديث الكمأة والكرفس طعام ‏إلياس واليسع 70 وحديث إن للقلب فرحة عند أكل اللحم 71 وحديث ما من رمان إلا ويلقح بحبة من رمان ‏الجنة 72 وحديث ربيع أمتي العنب والبطيخ 73 وحديث عليكم بمداومة أكل العنب مع الخبز 74 وحديث ‏عليكم بالملح فإنه شفاء من سبعين داء 75 وحديث من أكل فولة بقشرها أخرج الله منه من الداء مثلها لعن الله ‏واضعه واضعه 76 وحديث لا تسبوا الديك فإنه صديقي ولو يعلم بنو آدم ما في صوته لا شتروا ريشه ولحمه ‏بالذهب 77 وحديث من اتخذ ديكا أبيض لم يقربه شيطان ولا سحر 78 وحديث إن لله ديكا عنقه مطوية تحت ‏العرش ورجلاه في التخوم‎

‏ 79 وبالجملة فكل أحاديث الديك كذب إلا حديثا واحدا إذا سمعتم صياح الديكة فسألوا الله من فضله فإنها رأت ‏ملكا
‏ فصل 9
‏ ومنها 4 مناقصة الحديث لما جاءت به السنة الصريحة مناقضة بينة‎

فكل حديث يشتمل على فساد أو ظلم أو عبث أو مدح باطل أو ذم حق أو نحو ذلك فرسول الله صلى الله عليه ‏وسلم منه بريء 80 ومن هذا الباب أحاديث مدح من اسمه محمد أو أحمد وأن كل من يسمى بهذه الأسماء لا ‏يدخل النار وهذا مناقض لما هو معلوم من دينه صلى الله عليه وسلم أن النار لا يجار منها بالأسماء والألقاب وإنما ‏النجاة منها بالإيمان والأعمال الصالحة 81 ومن هذا الباب أحاديث كثيرة علقت النجاة من النار بها وأنها لا تمس ‏من فعل ذلك وغايتها أن تكون من صغار الحسنات والمعلوم من دينه صلى الله عليه وسلم خلاف ذلك وأنه إنما ‏ضمن النجاة منها لمن حقق التوحيد
‏ فصل 10
‏ 82 ومنها 5 أن يدعى على النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل أمرا ظاهرا بمحضر من الصحابة كلهم وأنهم اتفقوا ‏على كتمانه ولم ينقلوه كما يزعم أكذب الطوائف أنه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد علي بن أبي طالب رضي الله ‏عنه بمحضر من الصحابة كلهم وهم راجعون من حجة الوداع فأقامه بينهم حتى عرفه الجميع ثم قال هذا وصيي ‏وأخي والخليفة من بعدي فأسمعوا له وأطيعوا ثم اتفق الكل على كتمان ذلك وتغييره ومخالفته فلعنة الله على ‏الكاذبين 83 وكذلك روايتهم أن الشمس ردت لعلي بعد العصر والناس‎

يشاهدونها ولا يشتهر هذا أعظم اشتهار ولا يعرفه إلا أسماء بنت عميس‎

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب
إليك
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 13 )
اخو شما
غير موجود
رقم العضوية : 160
تاريخ التسجيل : 06 - 05 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : Dans les coeurs
عدد المشاركات : 3,308 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : اخو شما is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حلقات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة

كُتب : [ 12 - 05 - 2004 ]

واصل بارك الله فيك وفي جهودك

وجعلك الله من المدافعين عن سنة نبيه

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 14 )
ولدالوجيرب
عضو مميز
رقم العضوية : 1173
تاريخ التسجيل : 08 - 05 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 782 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ولدالوجيرب is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حلقات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة

كُتب : [ 12 - 05 - 2004 ]

تسلم اخوي راعي الهلالية


على الموضوع الجميل


اخي واصل بارك الله فيك

والله يجزيك خير الجزاء

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 15 )
راعي الهلالية
عضو فعال
رقم العضوية : 749
تاريخ التسجيل : 23 - 01 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 190 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : راعي الهلالية is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حلقات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة

كُتب : [ 14 - 05 - 2004 ]

rame="2 90"]
[]أخوي الفاضلين
أخو شما
ولد الوجيرب
جعل الله حضوركما الدائم في جنات عدن في الفردوس الأعلى من الجنة
جزاكما الله عني وعن المسلمين خير الجزاء
إلى الجميع الحلقة التالية :
يتبع ماقبله[
/


فصل 11

ومنها 6 أن يكون الحديث باطلا في نفسه فيدل بطلانه على أنه ليس من كلام الرسول صلى الله عليه ‏وسلم 84 كحديث المجرة التي في السماء من عرق الأفعى التي تحت العرش 85 وحديث إذا غضب الله تعالى ‏أنزل الوحي بالفارسية وإذا رضي أنزله بالعربية 86 وكحديث ست خصال تورث النسيان أكل سؤر الفأر وإلقاء ‏القمل في النار وهي حية والبول في الماء الراكد وقطع القطار ومضغ العلك وأكل التفاح الحامض وحديث ‏الحجامة على القفا تورث النسيان‎
‎ ‏ 88 وحديث يا حميراء لا تغتسلي بالماء المشمس فإنه يورث البرص 89 وكل حديث فيه يا حميراء أو ذكر ‏الحميراء فهو كذب مختلق مثل يا حميراء لا تأكلي الطين فإنه يورث كذا وكذا‎
‎ ‏ 91 وحديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء 92 وحديث من لم يكن له مال يتصدق به فليلعن اليهود ‏والنصارى فإن اللعنة لا تقوم مقام الصدقة أبدا 93 وكحديث آليت على نفسي أن لا يدخل النار من اسمه أحمد ‏ولا محمد 94 وكحديث من ولد له مولود فسماه محمدا تبركا به كان هو والولد في الجنة 95 وكحديث ما من ‏مسلم دنا من زوجته وهو ينوي إن حبلت منه أن يسميه محمدا إلا رزقه الله ولدا ذكرا وفي ذلك جزء كله كذب

‏ فصل 12

‏ ومنها 7 أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء فضلا عن‏‎ كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي يوحى كما قال الله تعالى ^ وما ينطق عن الهوى إن هو إلا ‏وحي يوحى ^ أي وما نطقه إلا وحي يوحى فيكون الحديث مما لا يشبه الوحي بل لا يشبه كلام الصحابة 96 ‏كحديث ثلاثة تزيد في البصر النظر إلى الخضرة والماء الجاري والوجه الحسن وهذا الكلام مما يجل عنه أبو هريرة ‏وابن عباس بل سعيد بن المسيب والحسن بل أحمد ومالك رحمهم الله 97 وحديث النظر إلى الوجه الحسن يجلو ‏البصر وهذا ونحوه من وضع بعض الزنادقة 98 وحديث عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود فإن الله يستحي أن ‏يعذب مليحا بالنار فلعنة الله على واضعه الخبيث 99 وحديث النظر إلى الوجه الجميل عبادة 100 وحديث ‏الزرقة في العين يمن 101 وحديث إن الله طهر قوما من الذنوب بالصلعة في رؤوسهم وإن عليا لأولهم 102 ‏وحديث نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام وقد سئل عنه الإمام أحمد بن حنبل فقال ما من ذا شيء 103 ‏وحديث من آتاه الله وجها حسنا واسما حسنا وجعله في موضع غير شائن فهو من صفوة الله في خلقه‎
‎ ‏ 104 وكل حديث فيه ذكر حسان الوجوه أو الثناء عليهم أو الأمر بالنظر إليهم أو التماس الحوائج منهم أو أن ‏النار لا تمسهم فكذب مختلق وإفك مفترى 105 وفي الباب أحاديث كثيرة وأقرب شيء في الباب حديث إذا بعثتم ‏إلي بريدا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم وفيه عمر بن راشد قال ابن حبان يضع الحديث وذكر أبو الفرج بن ‏الجوزي هذا الحديث في الموضوعات

‏ فصل 13

‏ 106 ومنها 8 أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا مثل قوله إذا كان سنة كذا وكذا وقع كيت وكيت وإذا ‏كان شهر كذا وكذا وقع كيت وكيت‎
‎ ‏ 107 كقول الكذاب الأشر إذا انكسف القمر في المحرم كان الغلاء والقتال وشغل السلطان وإذا انكسف في صفر ‏كان كذا وكذا واستمر الكذاب في الشهور كلها وأحاديث هذا الباب كلها كذب مفترى

‏ فصل 14

‏ ومنها 9 أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق كحديث الهريسة تشد الظهر 109 ‏وكحديث أكل السمك يوهن الجسد 110 وحديث الذي شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلة الولد فأمره أن ‏يأكل البيض والبصل 111 وحديث أتاني جبريل بهريسة فن الجنة فأكلتها فأعطيت قوة أربعين رجلا في ‏الجماع 112 وحديث المؤمن حلو يحب الحلاوة‏‎
‎ ‏ 113 ورواه الكذاب الأشر بلفظ آخر المؤمن حلوي والكافر خمري 114 وحديث كلوا التمر على الريق فإنه ‏يقتل الدود 115 وحديث أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر 116 وحديث من لقم أخاه لقمة حلوة صرف الله ‏عنه مرارة الموقف 117 وحديث من أخذ لقمة من مجرى الغائط أو البول فغسلها ثم أكلها غفر له 118 ‏وحديث النفخ في الطعام يذهب البركة 119 وحديث إذا ظنت أذن أحدكم فليصل علي وليقل ذكر الله من ‏ذكرني بخير وكل حديث في طنين الأذن فهو كذب‎

‏ فصل 15

‏ ومنها 10 أحاديث العقل كلها كذب كقوله لما خلق الله العقل قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال ما ‏خلقت خلقا أكرم علي منك بك آخذ وبك أعطي 121 وحديث لكل شيء معدن ومعدن التقوى قلوب ‏العاقلين 122 وحديث إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والجهاد وما يجزى إلا على قدر عقله قال الخطيب حدثنا ‏الصوري قال سمعت الحافظ عبد الغني بن سعيد يقول قال الدارقطني إن كتاب العقل وضعة أربعة أولهم ميسرة بن ‏عبد ربه ثم سرقه منه داود بن المحبر فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء فركبه بأسانيد ‏أخر ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي فأتى بأسانيد أخر وقال أبو الفتح الأزدي لا يصح في العقل حديث قاله ‏أبو جعفر العقيلي وأبو حاتم بن حبان والله أعلم‎

‎ فصل 16

‏ 123 ومنها 11 الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته كلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد 124 ‏كحديث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المسجد فسمع كلاما من ورائه فذهبوا ينظرون فإذا هو ‏الخضر 125 وحديث يلتقي الخضر وإلياس كل عام 126 وحديث يجتمع بعرفة جبريل وميكائيل والخضر ‏الحديث المفترى الطويل سئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق فقال من أحال على غائب لم ينتصف منه ‏وما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان 127 وسئل البخاري عن الخضر وإلياس هل هما أحياء فقال كيف يكون هذا ‏وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يبقى على رأس مئة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد وسئل عن ذلك ‏كثير غيرهما من الأئمة فقالوا ^ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ^‏‎
‎ ‏ 128 وسئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال لو كان الخضر حيا لوجب عليه أن يأتي النبي صلى الله عليه ‏وسلم ويجاهد بين يديه ويتعلم منه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد ‏في الأرض وكانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلا معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم فأين كان الخضر ‏حينئذ قال أبو الفرج بن الجوزي والدليل على أن الخضر ليس بباق في الدنيا أربعة أشياء القرآن والسنة وإجماع ‏المحققين من العلماء والمعقول‎
‏ 129 أما القرآن فقوله تعالى ^ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ^ فلو دام الخضر كان خالدا‎
‏ 130 وأما السنة فذكر حديث أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مئة سنة منها لا يبقى على ظهر الأرض ممن هو ‏اليوم عليها أحد متفق عليه‎
‎ ‏ 131 وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته ‏بقليل ما من نفس منفوسة يأتي عليها مئة سنة وهي يومئذ حية‎
‎ ‏ 132 وأما إجماع المحققين من العلماء فقد ذكر عن البخاري وعلي بن موسى الرضا أن الخضر مات وأن البخاري ‏سئل عن حياته فقال وكيف يكون ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مئة ‏سنة منها لا يبقى ممن على ظهر الأرض أحد قال وممن قال إن الخضر مات إبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو الحسين ‏بن المنادي وهما إمامان وكان ابن المنادي يقبح قول من يقول إنه حي وحكى القاضي أبو يعلى موته عن بعض ‏أصحاب أحمد وذكر عن بعض أهل العلم أنه احتج بأنه لو كان حيا لوجب عليه أن يأتي إلى النبي صلى الله عليه ‏وسلم 133 وقال حدثنا أحمد حدثنا شريح بن النعمان حدثنا هشيم أخبرنا مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله ‏رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن ‏يتبعني فكيف يكون حيا ولا يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة والجماعة‎ ويجاهد معه ألا ترى أن عيسى عليه السلام إذا نزل إلى الأرض يصلي خلف إمام هذه الأمة ولا يتقدم لئلا يكون ‏ذلك خدشا في نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم قال أبو الفرج وما أبعد فهم من يثبت وجود الخضر وينسى ما في ‏طي إثباته من الإعراض عن هذه الشريعة أما الدليل من المعقول فمن عشرة أوجه أحدها أن الذي أثبت حياته ‏يقول إنه ولد آدم لصلبه وهذا فاسد لوجهين أحدهما أن يكون عمره الآن ستة آلاف سنة فيما ذكر في كتاب ‏يوحنا المؤرخ ومثل هذا بعيد في العادات أن يقع في حق البشر والثاني أنه لو كان ولده لصلبه أو الرابع من ولد ‏ولده كما زعموا‎ و أنه كان وزير ذي القرنين فإن تلك الخلقة ليست على خلقتنا بل مفرط في الطول والعرض 134 وفي ‏الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال خلق الله آدم طوله ‏ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعد وما ذكر أحد ممن رأى الخضر أنه رآه على خلقة عظيمة وهو من أقدم ‏الناس الوجه الثالث أنه لو كان الخضر قبل نوح لركب معه في السفينة ولم ينقل هذا أحد الوجه الرابع أنه قد ‏اتفق العلماء أن نوحا لما نزل من السفينة مات من كان معه ثم مات نسلهم ولم يبق غير نسل نوح والدليل على هذا ‏قوله تعالى ^ وجعلنا ذريته هم الباقين ^ وهذا يبطل قول من قال إنه كان قبل نوح والوجه الخامس أن هذا لو ‏كان صحيحا أن بشرا من بني آدم يعيش من حين يولد إلى آخر الدهر ومولده قبل نوح لكان هذا من أعظم الآيات ‏والعجائب وكان خبره في القرآن مذكورا في غير موضع لأنه من أعظم آيات الربوبية وقد ذكر الله سبحانه وتعالى ‏من أحياه ألف سنة إلا خمسين عاما وجعله آية فكيف بمن أحياه إلى آخر الدهر ولهذا قال بعض أهل‎ العلم ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان والوجه السادس أن القول بحياة الخضر قول على الله بلا علم وذلك حرام ‏بنص القرآن أما المقدمة الثانية فظاهره وأما الأولى فإن حياته لو كانت ثابتة لدل عليها القرآن أو السنة أو إجماع ‏الأمة فهذا كتاب الله تعالى فأين فيه حياة الخضر وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين فيها ما يدل على ‏ذلك بوجه وهؤلاء علماء الأمة هل أجمعوا على حياته الوجه السابع أن غاية ما يتمسك به من ذهب إلى حياته ‏حكايات منقولة يخبر الرجل بها أنه رأى الخضر فيا لله العجب هل للخضر علامة يعرفه بها من رآه وكثير من هؤلاء ‏يغتر بقوله أنا الخضر ومعلوم أنه لا يجوز تصديق قائل ذلك بلا برهان من الله فأين للرائي أن المخبر له صادق لا ‏يكذب الوجه الثامن أن الخضر فارق موسى بن عمران كليم الرحمن ولم يصاحبه وقال له ^ هذا فراق بيني وبينك ‏‏^ فكيف يرضى لنفسه بمفارقته لمثل موسى ثم يجتمع بجهلة العباد الخارجين عن الشريعة الذين لا يحضرون جمعة ولا ‏جماعة ولا مجلس علم ولا يعرفون من الشريعة شيئا وكل منهم يقول قال الخضر وجاءني الخضر وأوصاني ‏الخضر فيا عجبا له يفارق كليم الله تعالى ويدور على صحبة الجهال ومن لا يعرف‎ كيف يتوضأ ولا كيف يصلي الوجه التاسع أن الأمة مجمعة على أن الذي يقول أنا الخضر لو قال سمعت رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا لم يلتفت إلى قوله ولم يحتج به في الدين إلا أن يقال إنه لم يأت إلى رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم ولا بايعه أو يقول هذا الجاهل إنه لم يرسل إليه وفي هذا من الكفر ما فيه الوجه العاشر أنه ‏لو كان حيا لكان جهاده الكفار ورباطه في سبيل الله ومقامه في الصف ساعة وحضوره الجمعة والجماعة وتعليمه ‏العلم أفضل له بكثير من سياحته بين الوحوش في القفار والفلوات وهل هذا إلا من أعظم الطعن عليه والعيب له

‏ فصل 17

‏ ومنها 12 أن يكون الحديث مما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه 135 كحديث عوج بن عنق الطويل ‏الذي قصد واضعه الطعن في أخبار‎ الأنبياء فإنهم يجترون على هذه الأخبار فإن في هذا الحديث أن طوله كان ثلاثة آلاف ذراع وثلاث مئة وثلاثة ‏وثلاثين وثلثا وأن نوحا لما خوفه الغرق قال له احملني في قصعتك هذه وأن الطوفان لم يصل إلى كعبه وأنه خاض ‏البحر فوصل إلى حجزته وأنه كان يأخذ الحوت من قرار البحر فيشويه في عين الشمس وأنه قلع صخرة عظيمة على ‏قدر عسكر موسى وأراد أن يرميهم بها فقورها الله في عنقه مثل الطوق وليس العجب من جرأة مثل هذا الكذاب ‏على الله إنما العجب ممن يدخل هذا الحديث في كتب العلم من التفسير وغيره ولا يبين أمره وهذا عندهم ليس من ‏ذرية نوح وقد قال الله تعالى ^ وجعلنا ذريته هم الباقين ^ فأخبر أن كل من بقي على وجه الأرض فهو من ذرية ‏نوح فلو كان لعوج هذا وجود لم يبق بعد نوح 136 وأيضا فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله آدم ‏وطوله في السماء ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن وأيضا فإن بين السماء والأرض مسيرة خمس مئة ‏عام وسمكها كذلك وإذا كانت الشمس في السماء الرابعة فبيننا وبينها هذه المسافة العظيمة فكيف يصل إليها من ‏طوله ثلاثة آلاف ذراع حتى يشوي في عينها الحوت ولا ريب أن هذا وأمثاله من وضع زنادقة أهل الكتاب الذين ‏قصدوا السخرية والاستهزاء بالرسل وأتباعهم‎
‎ ‏ 137 ومن هذا حديث إن قاف جبل من زبرجدة خضراء تحيط بالدنيا كإحاطة الحائط بالبستان والسماء واضعة ‏أكنافها عليه فزرقتها منه وهذا وأمثاله مما يزيد الفلاسفة وأمثالهم كفرا 138 ومن هذا حديث إن الأرض على ‏صخرة والصخرة على قرن ثور فإذا حرك الثور قرنه تحركت الصخرة فتحركت الأرض وهي الزلزلة والعجب من ‏مسود كتبه بهذه الهذيانات 139 ومن هذا حديث كانت جنية تأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأت عليه‏‎ فقال ما أبطأ بك قالت مات لها ميت بالهند فذهبت في تعزيته فرأيت في طريقي إبليس يصلي على صخرة فقلت له ‏ما حملك على أن أضللت بني آدم فقال دعي هذا عنك قلت تصلي وأنت أنت قال يا فارغة إني لأرجو من ربي إذا ‏بر قسمه أن يغفر لي فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك مثل ذلك اليوم قال ابن عدي في الكامل ‏حدثنا عبد المؤمن بن أحمد حدثنا منقر ابن الحكم حدثنا ابن لهيعة عن أبيه عن أبي الزبير عن جابر فذكره والله تعالى ‏أعلم بما دس في كتب ابن لهيعة وإلا فهو أعلم بالحديث من أن يروج عليه مثل هذا الهذيان 140 ومن هذا حديث ‏هامة بن الهيم بن لا قيس بن إبليس الحديث الطويل ونحوه 141 وحديث زريب بن برثملا قال ابن الجوزي حديث ‏زريب بن برثملا باطل‎
‎ ‏
‏ فصل 18

‏ 142 ومنها 13 مخالفة الحديث صريح القرآن كحديث مقدار الدنيا وأنها سبعة آلاف سنة ونحن في الألف ‏السابعة وهذا من أبين الكذب لأنه لو كان صحيحا لكان كل أحد عالما أنه قد بقي للقيامة من وقتنا هذا مئتان ‏وأحد وخمسون سنة والله تعالى يقول ^ يسألونك عن الساعة أيان مرساها قال إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها ‏إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قال إنما علمها عند الله ^ وقال ‏الله تعالى ^ إن الله عنده علم الساعة ^ 143 وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله‏‎
‎ ‏ 144 وقد جاهر بالكذب بعض من يدعي في زماننا العلم وهو يتشبع بما لم يعط أن رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم كان يعلم متى تقوم الساعة قيل له فقد قال في حديث جبريل ما المسؤول عنها بأعلم من السائل فحرفه عن ‏موضعه وقال معناه أنا وأنت نعلمها 145 وهذا من أعظم الجهل وأقبح التحريف والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم ‏بالله من أن يقول لمن كان يظنه أعرابيا أنا وأنت نعلم الساعة إلا أن يقول هذا الجاهل إنه كان يعرف أنه ‏جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصادق في قوله والذي نفسي بيده ما جاءني في صورة إلا عرفته غير ‏هذه الصورة 146 وفي اللفظ الآخر ما شبه علي غير هذه المرة‏‎
‎ ‏ 147 وفي اللفظ الآخر ردوا على الأعرابي فذهبوا فالتمسوا فلم يجدوا شيئا 148 وإنما علم النبي صلى الله عليه ‏وسلم أنه جبريل بعد مدة كما قال عمر فلبثت مليا ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عمر أتدري من السائل ‏والمحرف يقول علم وقت السؤال أنه جبريل ولم يخبر الصحابة بذلك إلا بعد مدة 149 ثم قوله في الحديث ما ‏المسؤول عنها بأعلم من السائل يعم كل سائل ومسؤول فكل سائل ومسؤول عن هذه الساعة شأنهما ‏كذلك ولكن هؤلاء الغلاة عندهم أن علم رسول الله صلى الله عليه وسلم منطبق على علم الله سواء بسواء فكل ‏ما يعلمه الله يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تعالى يقول ^ وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل ‏المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ^ وهذا في براءة وهو في أواخر براءة وهي من أواخر ما نزل من القرآن هذا ‏والمنافقون جيرانه في المدينة 150 ومن هذا حديث عقد عائشة رضي الله عنها لما أرسل في طلبه فأثاروا الجمل ‏فوجدوه 151 ومن هذا حديث تلقيح النخل وقال ما أرى لو تركتموه يضره شيء فتركوه فجار شيصا فقال أنتم ‏أعلم بدنياكم وقد قال الله تعالى ^ قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ^ وقال ^ ولو كنت أعلم ‏الغيب لاستكثرت من الخير ^ ولما جرى لأم المؤمنين عائشة ما جرى ورماها أهل الإفك بما رموها به لم يكن ‏صلى الله عليه وسلم يعلم حقيقة الأمر حتى جاءه الوحي من الله ببراءتها وعند هؤلاء الغلاة أنه عليه الصلاة ‏والسلام كان يعلم الحال على حقيقته بلا ريبة واستشار الناس في فراقها ودعا الجارية فسألها وهو يعلم‎ الحال وقال لها إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وهو يعلم علما يقينا أنها لم تلم بذنب ولا ريب أن الحامل ‏لهؤلاء على هذا اللغو إنما هو اعتقادهم أنه يكفر عنهم سيئاتهم ويدخلهم الجنة وكلما غلوا وزادوا غلوا فيه كانوا ‏أقرب إليه وأخص به فهم أعصى الناس لأمره وأشدهم مخالفة لسنته وهؤلاء فيهم شبه ظاهر من النصارى الذين غلوا ‏في المسيح أعظم الغلو وخالفوا شرعه ودينه أعظم المخالفة والمقصود أن هؤلاء يصدقون بالأحاديث المكذوبة ‏الصريحة ويحرفون الأحاديث الصحيحة عن مواضعها لترويج معتقداتهم

‏ فصل 19

153 ‏ ويشبه هذا ما وقع فيه الغلط من حديث أبي هريرة خلق الله التربة يوم السبت الحديث وهو في صحيح مسلم ‏ولكن وقع الغلط‎ في رفعه وإنما هو من قول كعب الأحبار كذلك قال إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه الكبير ‏وقاله غيره من علماء المسلمين أيضا وهو كما قالوا لأن الله أخبر أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما‎ في ستة أيام وهذا الحديث يقتضي أن مدة التخليق سبعة أيام والله تعالى أعلم

‏ فصل 20

‏ 154 ومن ذلك الحديث الذي يروى في الصخرة أنها عرش الله الأدنى تعالى الله عن كذب المفترين 155 ولما ‏سمع عروة بن الزبير هذا قال سبحان الله يقول الله تعالى ^ وسع كرسيه السموات والأرض ^ وتكون الصخرة ‏عرشه الأدنى‎
‎ ‏ 156 وكل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى والقدم الذي فيها كذب موضوع مما عملته أيدي المزورين ‏الذين يروجون لها ليكثر سواد الزائرين‎
‎ ‏ 157 وأرفع شيء في الصخرة أنها كانت قبلة اليهود وهي في المكان كيوم السبت في الزمان أبدل الله بها هذه الأمة ‏المحمدية الكعبة البيت الحرام 158 ولما أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يبني المسجد الأقصى ‏استشار الناس هل يجعله أمام الصخرة أو خلفها فقال له كعب يا أمير المؤمنين ابنه خلف الصخرة فقال يا ابن ‏اليهودية خالطتك اليهودية بل أبنيه أمام الصخرة حتى لا يستقبلها المصلون فبناه حيث هو اليوم‎
‎ ‏ 159 وقد أكثر الكذابون من الوضع في فضائلها وفضائل بيت المقدس والذي صح في فضله قوله صلى الله عليه ‏وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا وهو في الصحيحين‎
‎ ‏ 160 وقوله من حديث أبي ذر وقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي مسجد وضع في الأرض أول فقال ‏المسجد الحرام قال ثم أي قال المسجد الأقصى الحديث وهو متفق عليه 161 وحديث عبد الله بن عمرو لما بنى ‏سليمان البيت سأل ربه ثلاث مسائل حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ‏فأعطاه إياه وسأله أن لا يؤم أحد هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه إلا رجع من خطيئته كيوم ولدته أمه وأنا أرجو ‏أن يكون قد أعطاه ذلك وهو في مسند أحمد وصحيح الحاكم 162 وفي الباب حديث رابع دون هذه الأحاديث ‏رواه ابن ماجة في سننه وهو حديث مضطرب إن الصلاة فيه بخمسين ألف صلاة وهذا محال لأن مسجد رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم أفضل منه والصلاة فيه تفضل على غيره بألف صلاة‎
‎ ‏ 163 وقد روي في بيت المقدس التفضيل بخمس مئة وهو أشبه 164 وصح أنه صلى الله عليه وسلم أسري به ‏إليه وأنه صلى فيه وأم المرسلين في تلك الصلاة وربط البراق بحلقة الباب وعرج به منه‎
‎ ‏ 165 وصح عنه أن المؤمنين يتحصنون به من يأجوج ومأجوج فهذا مجموع ماصح فيه من الأحاديث ثم افتتح ‏الكذاب الجراب وأكمل الأحاديث المكذوبة فيه وفي الخليل فقبح الله الكاذبين على الله وعلى رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم والمحرفين للصحيح من كلامه فيالله من للأمة من هاتين الطائفتين‎
[/frame][/frame]

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب
إليك
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 16 )
راعي الهلالية
عضو فعال
رقم العضوية : 749
تاريخ التسجيل : 23 - 01 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 190 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : راعي الهلالية is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حلقات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة

كُتب : [ 17 - 05 - 2004 ]

يتبع ماقبله

فصل 21

‏ 166 ومنها 14 أحاديث صلوات الأيام والليالي كصلاة يوم الأحد وليلة الأحد ويوم الإثنين وليلة الإثنين إلى ‏آخر الأسبوع كل أحاديثها كذب وقد تقدم بعض ذلك 167 وكذلك أحاديث صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من ‏رجب كلها كذب مختلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم 168 وأمثلها ما رواه عبد الرحمن بن منده وهو ‏صدوق عن ابن جهضم وهو واضع الحديث حدثنا علي بن محمد بن سعيد البصري حدثنا أبي حدثنا خلف بن عبد ‏الله الصنعاني عن حميد الطويل عن أنس يرفعه رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي الحديث 169 ‏وفيه لا تغفلوا عن أول جمعة من رجب فإنها ليلة تسميها الملائكة الرغائب وذكر الحديث المكذوب بطوله قال ابن ‏الجوزي اتهموا به ابن جهضم ونسبوه إلى الكذب وسمعت عبد الوهاب الحافظ يقول رجاله مجهولون فتشت عليهم ‏جميع الكتب فما وجدتهم قال بعض الحفاظ بل لعلهم لم يخلقوا‎
‎ ‏ 170 وكل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى كحديث من صلى بعد المغرب ‏أول ليلة من رجب عشرين ركعة جاز على الصراط بلا حساب‎
‎ ‏ 171 وحديث من صام يوما من رجب وصلى أربع ركعات يقرأ في أول ركعة مئة مرة آية الكرسي وفي الثانية ‏مئة مرة ^ قل هو الله أحد ^ لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة 172 وحديث من صام من رجب كذا وكذا ‏الجميع كذب مختلق 173 وأقرب ما جاء فيه ما رواه ابن ماجه في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ‏عن صيام رجب‎
‎ ‏
‏ فصل 22

‏ 174 ومنها 15 أحاديث صلاة ليلة النصف من شعبان 175 كحديث يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان ‏مئة ركعة بألف ^ قل هو الله أحد ^ قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة وساق جزافات كثيرة وأعطي سبعين ‏ألف حوراء لكل حوراء سبعون ألف غلام وسبعون ألف ولدان إلى أن قال ويشفع والداه كل واحد منهما في ‏سبعين‎ ألفا والعجب ممن شم رائحة العلم بالسنن أن يغتر بمثل هذا الهذيان ويصليها وهذه الصلاة وضعت في الإسلام ‏بعد الأربع مئة ونشأت من بيت المقدس فوضع لها عدة أحاديث 176 منها من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف ‏مرة ^ قل هو الله أحد ^ في مئة ركعة الحديث بطوله وفيه بعث الله إليه مئة ملك يبشرونه 177 وحديث من ‏صلى ليلة النصف من شعبان ثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة ثلاثين مرة ^ قل هو الله أحد ^ شفع في عشرة ‏من أهل بيته قد استوجبوا النار وغير ذلك من الأحاديث التي لا يصح منها شيء

‏ فصل 23

‏ ومنها 16 ركاكة ألفاظ الحديث وسماجتها بحيث يمجها السمع ويدفعها الطبع ويسمج معناها للفطن 178 ‏كحديث أربع لا تشبع من أربع أنثى من ذكر وأرض من مطر وعين من نظر وأذن من خبر‎
‏ 179 وحديث ارحموا عزيز قوم ذل وغني قوم افتقر وعالما يتلاعب به الصبيان 180 وحديث ذم الحاكة ‏والأساكفة والصواغين أو صنعة من الصنائع المباحة كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لا يذم الله ‏ورسوله الصنائع المباحة 181 ومن ذلك حديث من فارق الدنيا وهو سكران دخل القبر سكران وبعث من قبره ‏سكران وأمر به إلى النار سكران إلى جبل يقال له سكران 182 وحديث إن لله ملكا اسمه عمارة على فرس من ‏حجارة الياقوت طوله مد بصره يدور في البلدان ويقف في الأسواق فينادي ألا ليغل كذا وكذا ألا ليرخص كذا ‏وكذا‎
‎ ‏ 183 وحديث إن لله ملكا من حجارة يقال له عمارة ينزل على حمار من حجارة كل يوم فيسعر الأسعار ثم يعرج ‏‏

‏ فصل 24

‏ 184 ومنها 17 أحاديث ذم الحبشة والسودان كلها كذب 185 كحديث الزنجي إذا شبع زنى وإذا جاع ‏سرق 186 وحديث إياكم والزنجي فإنه خلق مشوه 187 وحديث دعوني من السودان إنما الأسود لبطنه ‏وفرجه 188 وحديث رأى طعاما فقال لمن هذا قال العباس للحبشة أطعمهم قال لا تفعل إنهم إن جاعوا سرقوا ‏وإن شبعوا زنوا
‏ فصل 25
‏ 189 ومنها 18 أحاديث ذم الترك وأحاديث ذم الخصيان وأحاديث ذم المماليك 190 كحديث لو علم الله في ‏الخصيان خيرا لأخرج من أصلابهم ذرية يعبدون الله 191 وحديث شر المال في آخر الزمان المماليك‏‎
‎ ‏
‏ فصل 26

‏ 192 ومنها 19 ما يقترن بالحديث من القرائن التي يعلم بها أنه باطل 193 مثل حديث وضع الجزية عن أهل ‏خيبر وهذا كذب من عدة وجوه أحدها أنه فيه شهادة سعد بن معاذ وسعد قد توفي قبل ذلك في غزوة ‏الخندق ثانيها أن فيه وكتب معاوية بن أبي سفيان هكذا ومعاوية إنما أسلم زمن الفتح وكان من الطلقاء ثالثها أن ‏الجزية لم تكن نزلت حينئذ ولا يعرفها الصحابة ولا العرب وإنما انزلت بعد عام تبوك وحينئذ وضعها النبي صلى ‏الله عليه وسلم على نصارى نجران ويهود اليمن ولم تؤخذ من يهود المدينة لأنهم وادعوه قبل نزولها ثم‎ قتل من قتل منهم وأجلى بقيتهم إلى خيبر و إلى الشام وصالحه أهل خيبر قبل فرض الجزية فلما نزلت آية الجزية ‏استقر الأمر على ما كان عليه وابتدأ ضربها على من لم يتقدم له معه صلح فمن هاهنا وقعت الشبهة في أهل ‏خيبر رابعها أن فيه وضع عنهم الكلف والسخر ولم يكن في زمانه كلف ولا سخر ولا مكوس خامسها أنه لم ‏يجعل لهم عهدا لازما بل قال نقركم ما شئنا فكيف يضع عنهم الجزية التي يصير لأهل الذمة بها عهد لازم مؤبد ثم لا ‏يثبت لهم أمانا لازما مؤبدا سادسها أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله فكيف يكون قد وقع ولا ‏يكون علمه عند حملة السنة من الصحابة والتابعين وأئمة الحديث وينفرد بعلمه ونقله اليهود سابعها أن أهل خيبر ‏لم يتقدم لهم من الإحسان ما يوجب وضع الجزية‎ عنهم فإنهم حاربوا الله ورسوله وقاتلوه وقاتلوا أصحابه وسلوا السيوف في وجوههم وسموا النبي صلى الله عليه ‏وسلم وآووا أعداءه المحاربين له المحرضين على قتاله فمن أين يقع هذا الاعتناء بهم وإسقاط هذا الفرض الذي جعله ‏الله عقوبة لمن لم يدن منهم بدين الإسلام ثامنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسقطها عن الأبعدين مع عدم ‏معاداتهم له كأهل اليمن وأهل نجران فكيف يضعها عن جيرانه الأدنين مع شدة معاداتهم له وكفرهم وعنادهم ومن ‏المعلوم أنه كلما اشتد كفر الطائفة وتغلظت عداوتهم كانوا أحق بالعقوبة لا بإسقاط الجزية تاسعها أن النبي صلى ‏الله عليه وسلم لو أسقط عنهم الجزية كما ذكروا لكانوا من أحسن الكفار حالا ولم يحسن بعد ذلك أن يشترط لهم ‏إخراجهم من أرضهم وبلادهم متى شاء فإن أهل الذمة الذين يقرون بالجزية لا يجوز إخراجهم من أرضهم وديارهم ‏ما داموا ملتزمين لأحكام الذمة فكيف إذا روعي جانبهم بإسقاط الجزية وأعفوا من الصغار الذي يلحقهم بأدائها ‏فأي صغار بعد ذلك أعظم من نفيهم من بلادهم وتشتيتهم في أرض الغربة فكيف يجتمع هذا وهذا عاشرها أن ‏هذا لو كان حقا لما اجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون والفقهاء كلهم على خلافه وليس في ‏الصحابة رجل واحد قال لا تجب الجزية على الخيبرية لا في التابعين ولا في الفقهاء بل قالوا أهل خيبر وغيرهم في ‏الجزية سواء وعرضوا بهذا الكتاب المكذوب وقد‎ صرحوا بأنه كذب كما ذكر ذلك الشيخ أبو حامد والقاضي أبو الطيب والقاضي أبو يعلى وغيرهم وذكر ‏الخطيب البغدادي هذا الكتاب وبين أنه كذب من عدة وجوه وأحضر هذا الكتاب بين يدي شيخ الإسلام وحوله ‏اليهود يزفونه ويجلونه وقد غشي بالحرير والديباج فلما فتحه وتأمله بزق عليه وقال هذا كذب من عدة أوجه ‏وذكرها فقاموا من عنده بالذل والصغار‎

‏ ‏ فصل 27 في ذكر جوامع وضوابط كلية في هذا الباب

‏ 194 فمنها أحاديث الحمام بالتخفيف لا يصح منها شيء 195 ومنها حديث كان يعجبه النظر إلى ‏الحمام 196 وحديث كان يحب النظر إلى الخضرة والأترج والحمام الأحمر 197 وحديث شكا رجل إلى رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم الوحدة فقال له لو اتخذت زوجا من حمام فآنسك وأصبت من فراخه 198 وحديث ‏اتخذوا الحمام المقاصيص فإنها تلهي الجن عن صبيانكم 199 وحديث لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر أو ‏جناح من وضع الكذاب وهب بن وهب البختري‎
‏ 200 وقال زكريا بن يحيى الساجي بلغني أن أبا البختري دخل على الرشيد وهو يطير الحمام فقال هل تحفظ في ‏هذا شيئا فقال حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطير الحمام فقال ‏الرشيد اخرج عني ثم قال لولا أنه رجل من قريش لعزلته يعني من القضاء 201 وهو الذي دخل على المهدي ‏فوجده يلعب بالحمام فروى له لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر أو جناح فلما خرج قال أشهد أن قفاك قفا ‏كذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم يدع الحمام لتسببهن في كذب هذا على رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم 202 وأرفع شيء جاء فيها إنه رأى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانة‏‎
‎ ‏
‏ فصل 28 ]

‏ 203 ومنها أحاديث اتخاذ الدجاج وليس فيها حديث صحيح 204 كحديث الدجاج غنم فقراء أمتي 205 ‏وحديث أمر الأغنياء باتخاذ الغنم وأمر الفقراء باتخاذ الدجاج‎
‎ ‏ 206 ومنها أحاديث ذم الأولاد كلها كذب من أولها إلى آخرها 207 كحديث لو يربي أحدكم بعد الستين ‏ومئة جرو كلب خير له من أن يربي ولدا 208 وحديث إذا كان الولد غيظا والمطر قيظا 209 وحديث لا يولد ‏بعد المئة مولود ولله فيه حاجة‎
‎ ‏
‏ فصل 30

‏ 210 ومنها أحاديث التواريخ المستقبلة وقد تقدمت الإشارة إليها 211 وهي كل حديث فيه إذا كانت سنة ‏كذا وكذا حل كذا وكذا 212 كحديث يكون في رمضان هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من ‏خدورها وفي شوال همهمة وفي ذي القعدة تمييز القبائل بعضها إلى بعض وفي ذي الحجة تراق الدماء 213 ‏وحديث يكون صوت في رمضان إذا كانت ليلة النصف منه ليلة الجمعة يصعق له سبعون ألفا ويصم سبعون ‏ألفا 214 وحديث عند رأس مئة يبعث الله ريحا باردة يقبض الله فيها روح كل مؤمن 215 وحديث إذا كانت ‏سنة ثلاثين ومئة كان الغرباء قرآن في جوف ظالم ومصحف في بيت قوم لا يقرأ فيه ورجل صالح بين قوم ‏سوء 216 وحديث إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومئة خرجت شياطين حبسهم سليمان بن داود في جزائر البحر ‏فذهب منهم تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم بالقرآن وعشر بالشام‎

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب
إليك
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 17 )
راعي الهلالية
عضو فعال
رقم العضوية : 749
تاريخ التسجيل : 23 - 01 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 190 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : راعي الهلالية is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حلقات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة

كُتب : [ 20 - 05 - 2004 ]

يتبع ماقبله

فصل 31

‏ 222 ومنها أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائل لا يصح منها ‏شيء ولا حديث واحد و لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء غير أحاديث صيامه وما عداها ‏فباطل 223 وأمثل ما فيها من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته قال الإمام أحمد لا يصح ‏هذا الحديث‎
‎ ‏ 224 وأما حديث الاكتحال والادهان والتطيب فمن وضع الكذابين وقابلهم آخرون فاتخذوه يوم تألم وحزن ‏والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة وأهل السنة يفعلون فيه ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم ‏ويجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع‎
‎ ‏
‏ فصل 32

‏ 225 ومنها ذكر فضائل السور وثواب من قرأ سورة كذا فله أجر كذا من أول القرآن إلى آخره كما ذكر ذلك ‏الثعلبي والواحدي في أول كل سورة والزمخشري في آخرها قال عبد الله بن المبارك أظن الزنادقة وضعوها 226 و ‏الذي صح في أحاديث السور حديث فاتحة الكتاب وأنه لم ينزل في التوراة و لا في الإنجيل ولا في الزبور مثلها‎
‎ ‏ 227 وحديث البقرة وآل عمران أنهما الزهراوان 228 وحديث آية الكرسي وأنها سيدة آي القرآن 229 ‏وحديث الآيتين من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه 230 وحديث سورة البقرة لا تقرأ في بيت فيقربه ‏شيطان 231 وحديث العشر آيات من أول سورة الكهف من قرأها عصم من فتنة الدجال 232 وحديث قل ‏هو الله أحد وأنها تعدل ثلث القرآن ولم يصح في فضائل سورة ما صح فيها 233 وحديث المعوذتين وأنه ما تعوذ ‏المتعوذون بمثلهما 234 وقوله صلى الله عليه وسلم أنزل علي آيات لم ير مثلهن ثم قرأهما 235 ويلي هذه ‏الأحاديث وهو دونها في الصحة حديث إذا زلزلت تعدل نصف القرآن 236 وحديث قل يا أيها الكافرون تعدل ‏ربع القرآن 237 وحديث تبارك الذي بيده الملك هي المنجية من عذاب القبر 238 ثم سائر الأحاديث بعد ‏كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعه على رسوله صلى الله عليه وسلم وقد اعترف بوضعها ‏واضعها وقال قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيره وقال بعض جهلاء الوضاعين في هذا النوع نحن نكذب ‏لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نكذب عليه ولم يعلم هذا الجاهل أنه من قال عليه ما لم يقل فقد كذب عليه ‏واستحق الوعيد الشديد‎
‎ ‏
‏ فصل 33

‏ ومما وضعه جهلة المنتسبين إلى السنة في فضائل الصديق رضي الله عنه 239 حديث إن الله يتجلى للناس عامة ‏يوم القيامة ولأبي بكر خاصة 240 وحديث ما صب الله في صدري شيئا إلا صببته في صدر أبي بكر 241 ‏وحديث كان إذا اشتاق إلى الجنة قبل شيبة أبي بكر 242 وحديث أنا وأبو بكر كفرسي رهان 243 وحديث ‏إن الله لما اختار الأرواح اختار روح أبي بكر 244 وحديث عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ‏يتحدثان وكنت كالزنجي بينهما 245 وحديث لو حدثتكم بفضائل عمر عمر نوح في قيومه ما فنيت وإن عمر ‏حسنة من حسنات أبي بكر 246 وحديث ما سبقكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة إنما سبقكم بشيء وقر في ‏صدره وهذا من كلام أبي بكر بن عياش‎
‎ ‏
‏ فصل 34

‏ 247 وأما ما وضعه الرافضة في فضائل علي فأكثر من أن يعد قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في كتاب الإرشاد ‏وضعت الرافضة في فضائل علي رضي الله عنه وأهل البيت نحو ثلاث مئة ألف حديث ولا تستبعد هذا فإنك لو ‏تتبعت ما عندهم من ذلك لوجدت الأمر كما قال

‏ فصل 35

‏ 248 ومن ذلك ما وضعه بعض جهلة أهل السنة في فضائل معاوية ابن أبي سفيان قال إسحاق بن راهوية لا ‏يصح في فضائل معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء قلت ومراده ومراد من قال ذلك من ‏أهل الحديث أنه لم يصح حديث في مناقبه بخصوصه وإلا فما صح عندهم في مناقب الصحابة على العموم ومناقب ‏قريش فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه

‏ فصل 36

‏ 249 ومن ذلك ما وضعه الكذابون في مناقب أبي حنيفة والشافعي على التنصيص على اسميهما 250 و ما ‏وضعه الكذابون أيضا في ذمهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يروى من ذلك كله كذب مختلق‎
‎ ‏
‏ فصل 37

‏ 251 ومن ذلك الأحاديث في ذم معاوية 252 وكل حديث في ذمه فهو كذب 253 وكل حديث في ذم ‏عمرو بن العاص فهو كذب 254 وكل حديث في ذم بني أمية فهو كذب 255 وكل حديث في مدح المنصور ‏والسفاح والرشيد فهو كذب 256 وكل حديث في مدح بغداد أو ذمها والبصرة والكوفة ومرو وعسقلان ‏والإسكندرية ونصيبين وأنطاكية فهو كذب 257 وكل حديث في تحريم ولد العباس على النار فهو كذب 258 ‏وكذا كل حديث في ذكر الخلافة في ولد العباس فهو كذب 259 وكل حديث في مدح أهل خراسان الخارجين ‏مع عبد الله بن علي ولد العباس فهو كذب 260 وكل حديث فيه أن مدينة كذا وكذا من مدن الجنة أو من مدن ‏النار فهو كذب 261 وحديث عدد الخلفاء من ولد العباس كذب 262 وكذلك أحاديث ذم الوليد وذم مروان ‏بن الحكم 263 وحديث ذم أبي موسى من أقبح الكذب‏‎
‎ ‏ 264 وحديث نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاوية وعمرو بن العاص فقال اللهم اركسهما في الفتنة ‏ركسا ودعهما إلى النار دعا كذب مختلق‎
‎ ‏
‏ فصل 38

‏ 266 وكل حديث فيه أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص فكذب مختلق 267 وقابل من وضعها طائفة أخرى ‏فوضعوا أحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الإيمان يزيد وينقص وهذا كلام صحيح وهو إجماع ‏السلف حكاه الشافعي وغيره ولكن هذا اللفظ كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا مثل إجماع ‏الصحابة والتابعين وجميع أهل السنة وأئمة الفقه على أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وليست هذه الألفاظ ‏حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن روى ذلك عنه فقد غلط

‏ فصل 39

‏ 268 وكل حديث في التنشيف بعد الوضوء فإنه لا يصح‎
‎ ‏ 269 وكذا حديث مسح الرقبة في الوضوء باطل 270 وأحاديث الذكر على أعضاء الوضوء كلها باطل ليس ‏فيها شيء يصح 271 وأقرب ما روي منها أحاديث التسمية على الوضوء وقد قال الإمام أحمد لا يثبت في ‏التسمية على الوضوء حديث انتهى ولكنها أحاديث حسان‎
‎ ‏ 272 وكذلك حديث التشهد بعد الفراغ من الوضوء وقول المتوضيء أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ‏وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين‎
‎ ‏ 273 وفي حديث آخر رواه بقي بن مخلد في مسنده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ‏أستغفرك وأتوب إليك فهذا الذكر بعده والتسمية قبله هو الذي رواه أهل السنن والمسانيد 274 وأما الحديث ‏الموضوع في الذكر على كل عضو فباطل

‏ فصل 40

‏ 275 وكذلك تقدير أقل الحيض بثلاثة أيام وأكثره بعشرة ليس فيها شيء صحيح بل كله باطل 276 وكذلك ‏حديث لا صلاة لمن عليه صلاة قال إبراهيم الحربي سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال لا أعرفه قال الحربي ‏ولا سمعت أنا بهذا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم‎

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب
إليك
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 18 )
راعي الهلالية
عضو فعال
رقم العضوية : 749
تاريخ التسجيل : 23 - 01 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 190 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : راعي الهلالية is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حلقات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة

كُتب : [ 21 - 05 - 2004 ]

يتبع ماقبله

فصل 41

‏ 277 ومن الأحاديث الباطلة حديث من بشرني بخروج نيسان ضمنت له على الله الجنة 278 وحديث من آذى ‏ذميا فقد آذاني‎
‎ ‏ 279 وحديث يوم صومكم يوم فطركم يوم رأس سنتكم 280 وحديث وللسائل حق وإن جاء على ‏فرس قال الإمام أحمد أربعة أحاديث تدور في الأسواق لا أصل لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر هذه ‏الأحاديث الأربعة‎
‎ ‏ 281 ومن ذلك حديث لولا كذب السائل ما أفلح من رده قال العقيلي ليس في هذا الباب شيء يثبت عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم 282 ومن ذلك حديث طلب الخير من الرحماء ومن حسان الوجوه قال العقيلي ليس في هذا ‏الباب شيء يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم‎
‎ ‏ 283 ومن ذلك أحاديث التحذير من التبرم بحوائج الناس ليس فيها شيء صحيح قال العقيلي وقد روي في هذا ‏الباب أحاديث ليس فيها شيء يثبت 284 وكذلك حديث السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة ‏والبخيل عكسه قال الدارقطني لهذا الحديث طرق لا يثبت منها شيء بوجه‏‎

‏ فصل 42

‏ 285 ومن ذلك أحاديث اتخاذ السراري كحديث اتخذوا السراري فإنهن مباركات الأرحام قال العقيلي لا يصح ‏في السراري عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء 286 ومن هذا أحاديث مدح العزوبة كلها باطل 287 ومن ‏ذلك أحاديث النهي عن قطع السدر قال العقيلي لا يصح في قطع السدر شيء وقال أحمد ليس فيه حديث صحيح‎
‎ ‏ 288 ومن ذلك ما تقدمت الإشارة إلى بعضه أحاديث مدح العدس والأرز والباقلاء والباذنجان والرمان والزبيب ‏والهندباء والكراث والبطيخ والجزر والجبن والهريسة وفيها جزء كله كذب من أوله إلى آخره 289 وأقرب ما جاء ‏فيها حديث أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم وقال العقيلي لا يصح في هذا المتن عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏شيء‎
‎ ‏ 290 ومن هذا حديث النهي عن قطع اللحم بالسكين وأنه من صنع الأعاجم قال الإمام أحمد ليس بصحيح وقد ‏كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من لحم الشاة ويأكل‎
‎ ‏ 291 ومن ذلك أحاديث النهي عن الأكل في السوق كلها باطلة قال العقيلي لا يثبت في هذا الباب شيء عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم 292 ومن ذلك أحاديث البطيخ وفضله وفيه جزء قال الإمام أحمد لا يصح في فضل البطيخ ‏شيء إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكله

‏ فصل 43

‏ 293 ومن ذلك أحاديث فضائل الأزهار كحديث فضل النرجس والورد والمرزنجوش والبنفسج والبان وكلها ‏كذب 294 ومن ذلك أحاديث فضائل الديك كلها كذب إلا حديثا واحدا إذا سمعتم صياح الديكة فأسألو الله ‏من فضله وقد تقدم ذلك‎
‎ ‏
‏ فصل 44

‏ 295 ومن ذلك أحاديث الحناء وفضله والثناء عليه وفيه جزء لا يصح منه شيء وأجود ما فيه حديث الترمذي ‏أربع من سنن المرسلين السواك والطيب والحناء والنكاح وسمعت شيخنا أبا الحجاج المزي يقول هذا غلط من ‏بعض الرواة وإنما هو الختان بالنون كذلك رواه المحاملي عن شيخه الترمذي قال والظاهر أن اللفظة وقعت في آخر ‏السطر فسقطت منها النون فرواها بعضهم الحناء وبعضهم الحياء وإنما هو الختان‎
‎ ‏ 296 وصح حديث الخضاب بالحناء والكتم 297 ومن ذلك أحاديث التختم بالعقيق قال العقيلي لا يثبت في ‏هذا شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم 298 ومن ذلك حديث النهي أن تقص الرؤيا على النساء قال العقيلي لا ‏يحفظ من وجه يثبت‎
‎ ‏
‏ فصل 45

‏ 299 ومن ذلك أحاديث لا يدخل الجنة ولد زنا قال أبو الفرج ابن الجوزي وقد ورد في ذلك أحاديث ليس فيها ‏شيء يصح وهي معارضة بقوله تعالى ^ ولا تزر وازرة وزر أخرى ^ قلت ليست معارضة بها إن صحت فإنه لم ‏يحرم الجنة بفعل والديه بل لأن النطفة الخبيثة لا يتخلق منها طيب في الغالب ولا يدخل الجنة إلا نفس طيبة فإن ‏كانت في هذا الجنس طيبة دخلت الجنة وكان الحديث من العام المخصوص 300 وقد ورد في ذمه أنه شر الثلاثة ‏وهو حديث حسن ومعناه صحيح بهذا الاعتبار فإن شر الأبوين عارض وهذا نطفة خبيثة فشره في أصله وشر ‏الأبوين من فعلهما‎
‎ ‏
‏ فصل 46

‏ 301 ومن ذلك حديث ليس لفاسق غيبة قال الدارقطني والخطيب قد روي من طرق وهو باطل 302 ومن ‏ذلك أحاديث النهي عن سب البراغيث قال العقيلي لا يصح في البراغيث عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏شيء 303 ومن ذلك أحاديث اللعب بالشطرنج إباحة وتحريما كلها كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏وإنما يثبت فيه المنع عن الصحابة‎
‎ ‏ 304 ومن ذلك حديث لا تقتل المرأة إذا ارتدت قال الدارقطني لا يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم 305 ومن ذلك حديث من أهديت إليه هدية وعنده جماعة فهم شركاؤه قال العقيلي لا يصح في هذا الباب ‏شيء وقال البخاري في صحيحه باب من أهدي له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق قال ويذكر عن ابن عباس أن ‏جلساءه شركاؤه ولم يصح 306 ومن ذلك حديث أن عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا قال شيخنا لا ‏يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم‎
‎ ‏ 307 ومن ذلك أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم 308 وأقرب ما فيها لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم البدلاء كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه ‏رجلا آخر ذكره أحمد ولا يصح أيضا فإنه منقطع‎
‎ ‏
‏ فصل 47

‏ 309 ومن ذلك أحاديث المنع من رفع اليدين في الصلاة عند الركوع والرفع منه كلها باطلة على رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم لا يصح منها شيء 310 كحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إنما أصلي بكم صلاة ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصلى فلم يرفع يديه إلا في أول مرة قال ابن المبارك قد ثبت حديث سالم عن ‏أبيه يعني في الرفع ولم يثبت حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‎
‎ ‏ 311 وكحديثه الآخر صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلم يرفعوا إلا عند افتتاح ‏الصلاة وهو منقطع لا يصح 312 وحديث يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي ليلى عن البراء أن رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أذنيه ثم لا يعود قال الشافعي ذهب بعض الناس إلى ‏تغليط يزيد وقال الإمام أحمد هذا حديث واه وقال يحيى ابن أبي زياد ضعيف الحديث وقال ابن عدي ليس بذاك ‏وضعف هذا الحديث جمهور أهل الحديث وقالوا لا يصح 313 وحديث وكيع عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن ‏مقسم عن ابن عباس وعن نافع عن ابن عمر قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترفع الأيدي في سبعة مواطن ‏عند افتتاح الصلاة واستقبال البيت والصفا والمروة والموقفين والجمرتين لا يصح رفعه والصحيح وقفه على ابن عمر ‏وابن عباس رضي الله عنهم 314 وحديث أورده البيهقي في الخلافيات من رواية عبد الله بن عون الخراز حدثنا ‏مالك عن الزهري عن سالم عن ابن عمز أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود ‏ومن شم روائح الحديث على بعد شهد بالله أنه موضوع‎
‎ ‏ 315 وحديث عباد بن الزبير كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في أول الصلاة ثم لم يرفعهما وهو ‏موضوع 316 وحديث وضعه محمد بن عكاشة الكرماني عن أنس رضي الله عنه موقوفا من رفع يديه في الركوع ‏فلا صلاة له قبح الله واضعه

‏ فصل 48

‏ 317 ومن ذلك حديث إن الناس يوم القيامة يدعون بأمهاتهم لابآئهم هو باطل والأحاديث الصحيحة بخلافه قال ‏البخاري في صحيحه باب ما يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم ثم ذكر حديث ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ‏بقدر غدرته فيقال هذه غدرة فلان بن فلان وفي الباب أحاديث أخرى غير ذلك

‏ فصل 49

‏ 318 ومن ذلك حديث حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا للفقراء ورقص حتى شق قميصه فلعن الله ‏واضعه ما أجرأه على الكذب السمج 319 وحديث لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه وهو من وضع المشركين ‏عباد الأوثان‎
‎ ‏ 320 وحديث اتخذوا مع الفقراء أيادي فإن لهم دولة يوم القيامة وأي دولة 321 وحديث من عشق فعف فكتم ‏فمات فهو شهيد موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم 322 وحديث من أكل مع مغفور له غفر له ‏موضوع أيضا وغاية ما روي فيه أنه منام رآه بعض الناس 323 وحديث من قص أظفاره مخالفا لم ير في عينيه ‏رمدا من أقبح الموضوعات 324 وحديث إذا دعت أحدكم أمه وهو في الصلاة فليجب وإذا دعاه أبوه فلا يجب ‏يرويه عبد العزيز بن أبان القرشي الأموي قال البخاري تركوه وقال ابن معين وغيره كذاب روى أحاديث ‏موضوعة 325 وحديث جابر في التشهد وفي أوله بسم الله التحيات لله يرويه حميد بن الربيع عن أبي عاصم عن ‏ابن جريج عن أبي الزبير عنه قال ابن معين حميد هذا كذاب وقال النسائي ليس بشيء‎
‎ ‏
‏ فصل 50

‏ 326 وسئلت عن حديث لا مهدي إلا عيسى ابن مريم فكيف يأتلف هذا مع أحاديث المهدي وخروجه وما ‏وجه الجمع بينهما وهل في المهدي حديث أم لا 327 فأما حديث لا مهدي إلا عيسى ابن مريم فرواه ابن ماجة ‏في سننه عن يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس ‏بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مما تفرد به محمد بن خالد‎
‎ ‏ قال أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري في كتاب مناقب الشافعي محمد بن خالد هذا غير معروف عند أهل ‏الصناعة من أهل العلم والنقل وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر المهدي ‏وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين وأنه يؤم الأرض عدلا وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤم ‏هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه وقال البيهقي تفرد به محمد بن خالد هذا وقد قال الحاكم أبو عبد الله هو مجهول ‏وقد اختلف عليه في إسناده فروي عنه عن أبان ابن أبي عياش عن الحسن مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏فرجع الحديث‎ إلى رواية محمد بن خالد وهو مجهول عن أبان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏وهو منقطع والأحاديث على خروج المهدي أصح إسنادا 328 قلت كحديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى ‏الله عليه وسلم لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطىء اسمه ‏اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا رواه أبو داود والترمذي وقال حديث ‏حسن صحيح قال وفي الباب عن علي وأبي سعيد وأم سلمة و أبي هريرة ثم روى حديث أبي هريرة وقال حسن ‏صحيح انتهى وفي الباب عن حذيفة بن اليمان وأبي أمامة الباهلي وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو بن ‏العاص وثوبان وأنس بن مالك وجابر وابن عباس وغيرهم‎
‎ ‏ 329 وفي سنن أبي داود عن علي رضي الله عنه انه نظر إلى ابنه الحسن فقال إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى ‏الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ويشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق يملأ الأرض ‏عدلا 330 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدي مني أجلى ‏الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين رواه أبو داود بإسناد جيد من ‏حديث عمران بن داور العمي القطان عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد وروى الترمذي نحوه من وجه آخر عن ‏أبي الصديق الناجي عنه 331 وروى أبو داود من حديث صالح بن أبي مريم أبي الخليل الضبعي عن صاحب له عن ‏أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى ‏مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف ‏بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى‎ الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا ‏فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم ويلقي ‏الإسلام بجرانه في الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون وفي رواية فيلبث تسع سنين ورواه ‏الإمام أحمد باللفظين ورواه أبو داود من وجه آخر عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة ‏نحوه ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من حديث قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له وربما قال صالح عن ‏مجاهد عن أم سلمة والحديث حسن ومثله مما يجوز أن يقال فيه صحيح 332 وقال ابن ماجة في سننه حدثنا حرملة ‏بن يحيى المصري وإبراهيم بن سعيد الجوهري قالا حدثنا أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني حدثنا ابن لهيعة عن ‏أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال قال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم يخرج ناس من أهل المشرق فيوطؤون للمهدي يعني سلطانه‎
‎ ‏ 333 وذكر أبو نعيم في كتاب المهدي من حديث حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يبق من ‏الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله ولكن في إسناده العباس بن بكار ‏لا يحتج بحديثه وقد تقدم هذا المتن من حديث ابن مسعود وأبي هريرة وهما صحيحان 334 وقد قالت أم سلمة ‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدي من عترتي من ولد فاطمة رواه أبو داود وابن ماجة وفي إسناده زياد ‏بن بيان وثقة ابن حبان وقال ابن معين ليس به بأس وقال البخاري في إسناد حديثه نظر 335 وقال أبو نعيم حدثنا ‏خلف بن أحمد بن العباس الرامهرمزي في كتابه حدثنا همام بن أحمد بن أيوب حدثنا طالوت بن عباد حدثنا سويد ‏بن إبراهيم عن محمود بن عمر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم ليبعثن الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا أجلى الجبهة يملأ الأرض عدلا يفيض المال في زمنه فيضا ولكن طالوت ‏وشيخه ضعيفان والحديث ذكرناه للشواهد‎
‎ ‏ 336 وقال يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده حدثنا قيس ابن الربيع عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي ‏هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يفتح القسطنطينية ‏وجبل الديلم ولو لم يبق إلا يوم طول الله ذلك اليوم حتى يفتحها يحيى بن عبد الحميد وثقه ابن معين وغيره وتكلم ‏فيه أحمد 337 وقال أبو نعيم حدثنا أبو الفرج الأصبهاني حدثنا أحمد بن الحسين حدثنا أبو جعفر بن طارق عن ‏الجيد بن نظيف عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منا الذي يصلي عيسى ابن ‏مريم خلفه وهذا إسناد لا تقوم به حجة ولكن في صحيح ابن حبان من حديث عطية بن عامر نحوه 338 وقال ‏الحارث بن أبي أسامة في مسنده حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنا إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه ‏عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صل بنا فيقول لا ‏إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة وهذا إسناد جيد‎
‎ ‏ 339 وقال الطبراني حدثنا محمد بن زكريا الهلالي حدثنا العباس ابن بكار حدثنا عبد الله بن زياد عن الأعمش عن ‏زر بن حبيش عن حذيفة قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ما هو كائن ثم قال لو لم يبق من الدنيا إلا يوم ‏واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي ولكن هذا إسناد ضعيف وهذه الأحاديث أربعة ‏أقسام صحاح وحسان وغرائب وموضوعة وقد اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال أحدها أنه المسيح ابن ‏مريم وهو المهدي على الحقيقة واحتج أصحاب هذا بحديث محمد بن خالد الجندي المتقدم وقد بينا حاله وأنه لا ‏يصح ولو صح لم يكن فيه حجة لأن عيسى أعظم مهدي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ‏الساعة وقد دلت السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على نزوله على المنارة البيضاء شرقي دمشق ‏وحكمه بكتاب الله وقتله اليهود والنصارى ووضعه الجزية وإهلاك أهل الملل في زمانه فيصح أن يقال لا مهدي في ‏الحقيقة سواه وإن كان غيره مهديا كما يقال لا علم إلا ما نفع ولا مال إلا ما وقي وجه صاحبه وكما يصح أن ‏يقال إنما المهدي عيسى ابن مريم يعني المهدي الكامل المعصوم‎
‎ ‏ القول الثاني أنه المهدي الذي ولي من بني العباس وقد انتهى زمانه 340 واحتج أصحاب هذا القول بما رواه أحمد ‏في مسنده حدثنا وكيع عن شريك عن علي بن زيد عن أبي قلابة عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فائتوها ولو حبوا على الثلج فإنه فيها خليفة الله المهدي وعلي بن ‏زيد قد روى له مسلم متابعة ولكن هوضعيف وله مناكير تفرد بها فلا يحتج بما ينفرد به 341 وروى ابن ماجة من ‏حديث الثوري عن خالد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وتابعه عبد العزيز ‏بن المختار عن خالد وفي سنن ابن ماجة عن عبد الله بن مسعود قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه فقلت ما نزال نرى في ‏وجهك شيئا نكرهه قال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بلاء وتشريدا وتطريدا ‏حتى يأتي قوم من أهل المشرق ومعهم رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا‎ يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملئت جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا ‏على الثلج وفي إسناده يزيد بن أبي زياد وهو سيء الحفظ اختلط في آخر عمره وكان يقلد الفلوس وهذا والذي ‏قبله لو صح لم يكن فيه دليل على أن المهدي الذي تولى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج في آخر الزمان بل ‏هو مهدي من جملة المهديين وعمر بن عبد العزيز كان مهديا بل هو أولى باسم المهدي منه 342 وقد قال رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وقد ذهب الإمام أحمد في إحدى ‏الروايتين عنه وغيره إلى أن عمر بن عبد العزيز منهم ولا ريب أنه كان راشدا مهديا ولكن ليس بالمهدي الذي يخرج ‏في آخر الزمان فالمهدي في جانب الخير والرشد كالدجال في جانب الشر والضلال وكما أن بين يدي الدجال ‏الأكبر صاحب الخوارق دجالين كذابين فكذلك بين يدي المهدي الأكبر مهديون راشدون‎ ‎
‏ القول الثالث أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من ولد الحسن بن علي يخرج في آخر الزمان وقد ‏امتلأت الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا وأكثر الأحاديث على هذا تدل وفي كونه من ولد الحسن سر ‏لطيف وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق المتضمن للعدل ‏الذي يملأ الأرض وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه وهذا بخلاف ‏الحسين رضي الله عنه فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها والله أعلم 343 وقد روى أبو نعيم من حديث ‏أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج رجل من أهل بيتي يعمل بسنتي ‏وينزل الله له البركة من السماء وتخرج له الأرض بركتها ويملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما ويعمل على هذه الأمة ‏سبع سنين وينزل بيت المقدس 344 وروى أيضا من حديث أبي أمامة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏وذكر الدجال وقال فتنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص فقالت أم ‏شريك فأين العرب يا رسول الله يومئذ فقال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم المهدي رجل صالح‎
‎ ‏ 345 وروى أيضا من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تهلك ‏أمة أنا في أولها وعيسى ابن مريم في آخرها والمهدي في وسطها وهذه الأحاديث وإن كان في إسنادها بعض ‏الضعف والغرابة فهي مما يقوي بعضها بعضا ويشد بعضها ببعض فهذه أقوال أهل السنة وأما الرافضة الإمامية ‏فلهم قول رابع وهو أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي لا من ولد الحسن ‏الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار الذي يورث العصا ويختم الفضا دخل سرداب سامراء طفلا صغيرا من أكثر ‏من خمس مئة سنة فلم تره بعد ذلك عين ولم يحس فيه بخبر ولا أثر وهم ينتظرونه كل يوم يقفون بالخيل على باب ‏السرداب ويصيحون به أن يخرج إليهم أخرج يا مولانا لآحتج يا مولانا ثم يرجعون بالخيبة والحرمان فهذا دأبهم ‏ودأبه ولقد أحسن من قال % ما آن للسرداب أن يلد الذي % كلمتموه بجهلكم ما آنا % % فعلى عقولكم ‏العفاء فإنكم % ثلثتم العنقاء والغيلانا
‎ ‏ ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم وضحكة يسخر منها كل عاقل أما مهدي المغاربة محمد بن تومرت فإنه ‏رجل كذاب ظالم متغلب بالباطل ملك بالظلم والتغلب والتحيل فقتل النفوس وأباح حريم المسلمين وسبى ذراريهم ‏وأخذ أموالهم وكان شرا على الملة من الحجاج بن يوسف بكثير وكان يودع بطن الأرض في القبور جماعة من ‏أصحابه أحياء يأمرهم أن يقولوا للناس إنه المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم ثم يردم عليهم ليلا لئلا ‏يكذبوه بعد ذلك وسمى أصحابه الجهمية الموحدين نفاة صفات الرب وكلامه وعلوه على خلقه واستوائه على عرشه ‏ورؤية المؤمنين له بالأبصار يوم القيامة واستباح قتل من خالفهم من أهل العلم والإيمان وتسمى بالمهدي المعصوم ثم ‏خرج المهدي الملحد عبيد الله بن ميمون القداح وكان جده يهوديا من بيت مجوسي فانتسب بالكذب والزور إلى ‏أهل البيت وادعى أنه المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم وملك وتغلب إستحقل أمره إلى أن استولت ‏ذريته الملاحدة المنافقون الذين كانوا أعظم الناس عداوة لله ولرسوله على بلاد المغرب ومصر والحجاز والشام ‏واشتدت غربة الإسلام ومحنته ومصيبته بهم وكانوا يدعون الإلهية ويدعون‎ أن للشريعة باطنا يخالف ظاهرها وهم ملوك القرامطة الباطنية أعداء الدين فتستروا بالرفض والانتساب كذبا إلى ‏أهل البيت ودانوا بدين أهل الإلحاد وروجوه ولم يزل أمرهم ظاهرا إلى أن أنقذ الله الأمة منهم ونصر الإسلام ‏بصلاح الدين يوسف ابن أيوب فاستنقذ الملة الإسلامية منهم وأبادهم وعادت مصر دار إسلام بعد أن كانت دار ‏نفاق وإلحاد في زمنهم والمقصود أن هؤلاء لهم مهدي وأتباع ابن تومرت لهم مهدي والرافضة الإثني عشرية لهم ‏مهدي فكل هذه الفرق تدعي في مهديها الظلوم الغشوم والمستحيل المعدوم أنه الإمام المعصوم والمهدي المعلوم ‏الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر بخروجه وهي تنتظره كما تنتظر اليهود القائم الذي يخرج في آخر ‏الزمان فتعلو به كلمتهم ويقوم به دينهم وينصرون به على جميع الأمم والنصارى تنتظر المسيح يأتي قبل يوم القيامة ‏فيقيم دين النصرانية ويبطل سائر الأديان وفي عقيدتهم نزع المسيح الذي هو إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي ‏نزل طامينا إلى أن قالوا وهو مستعد للمجيء قبل يوم القيامة فالملل الثلاث تنتظر إماما قائما يقوم في آخر الزمان‎
‎ ‏ 346 ومنتظر اليهود الدجال الذي يتبعه من يهود أصبهان سبعون ألفا وفي المسند مرفوعا عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم أكثر أتباع الدجال اليهود والنساء والنصارى تنتظر المسيح عيسى ابن مريم ولا ريب في نزوله ولكن إذا نزل ‏كسر الصليب وقتل الخنزير وأباد الملل كلها سوى ملة الإسلام 347 وهذا معنى الحديث لا مهدي إلا عيسى ابن ‏مريم والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم مدة ‏ذكر الذاكرين وسهو الغافلين والحمد لله رب العالمين‎

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب
إليك
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 19 )
راعي الهلالية
عضو فعال
رقم العضوية : 749
تاريخ التسجيل : 23 - 01 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 190 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : راعي الهلالية is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حلقات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة

كُتب : [ 22 - 05 - 2004 ]

[الترغيب والترهيب للمنذري

‏*1*المجلد الأول

‏1 كتاب الإخلاص‏

‏1 الترغيب في الإخلاص والصدق والنية الصالحة‏

‏1 (ضعيف) وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه ‏راض رواه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين
‏2 (ضعيف) وعن معاذ بن جبل أنه قال حين بعث إلى اليمن يا رسول الله أوصني قال أخلص دينك يكفك العمل القليل
رواه الحاكم من طريق عبيد الله بن زحر عن ابن أبي عمران وقال صحيح الإسناد كذا قال
‏3 (ضعيف) وروي عن ثوبان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماءرواه البيهقي
‏4 (ضعيف موقوف) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا ما كان منها لله عز وجل فيماز ويرمى سائره في النار رواه البيهقي عن شهر بن حوشب عنه موقوفا
‏5 (ضعيف موقوف) ورواه أيضا عن شهر عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال إذا كان يوم القيامة جيء بالدنيا فيميز منها ما كان لله وما كان لغير الله رمي به في نار ‏جهنم موقوف أيضا
قال الحافظ وقد يقال إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد فسبيله سبيل المرفوع
‏6 (ضعيف) وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أخلص لله أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه
ذكره رزين العبدري في كتابه ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها ولم أقف له على إسناد صحيح ولا حسن إنما ذكر في كتب الضعفاء كالكامل وغيره لكن رواه ‏الحسين بن الحسين المروزي في زوائده في كتاب الزهد لعبد الله بن المبارك فقال حدثنا أبو معاوية أنبأنا حجاج عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره مرسلا ‏وكذا رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره عن مكحول مرسلا والله أعلم
‏7 (ضعيف) وروي عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة ‏وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة فأما الأذن فقمع والعين مقرة بما يوعي القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا رواه أحمد والبيهقي وفي إسناد أحمد احتمال للتحسين
قال الحافظ عبد العظيم رحمه الله وستأتي أحاديث من هذا النوع متفرقة في أبواب متعددة من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى

‏2 ـ الترهيب من الرياء وما يقوله من خاف شيئا منه

‏8 (ضعيف) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني عن الجهاد والغزو فقال يا عبد الله بن عمرو إن قاتلت صابرا محتسبا ‏بعثك الله صابرا محتسبا وإن قاتلت مرائيا مكاثرا بعثك الله مرائيا مكاثرا يا عبد الله بن عمرو على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال‏ رواه أبو داود
قال الحافظ وستأتي أحاديث من هذا النوع في باب مفرد في الجهاد إن شاء الله تعالى
‏9 (ضعيف) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رجل يا رسول الله إني أقف الموقف أريد وجه الله وأريد أن يرى موطني
فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا الكهف
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطيهما والبيهقي من طريقه ثم قال رواه عبدان عن ابن المبارك فأرسله لم يذكر فيه ابن عباس
‏10 (ضعيف جدا) والطبراني ولفظه {يعني عن أبي هند الداري} أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رايا بالله لغير الله فقد برىء من الله
‏11 (موضوع) وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السموات ‏والأرض رواه الطبراني في الأوسط
‏12 (ضعيف جدا) وروي عن الجارود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب الدنيا بعمل الآخرة طمس وجهه ومحق ذكره وأثبت اسمه في النار رواه الطبراني في الكبير
‏13 (صحيح موقوف) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود ‏الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله عز وجل أبي يغترون أم علي يجترئون فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم حيران رواه الترمذي من رواية يحيى بن عبيد سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة فذكره
‏14 (ضعيف) ورواه مختصرا من حديث ابن عمر وقال حديث حسن
‏15 (موضوع) وروي عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تحبب إلى الناس بما يحبون وبارز الله بما يكرهون لقي الله وهو عليه غضبان رواه الطبراني في الأوسط
‏16 (ضعيف) وروي عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من جب الحزن قالوا يا رسول الله وما جب الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم مائة مرة ومائة قيل يا رسول الله ومن يدخله قال القراء المراؤون بأعمالهم رواه الترمذي وقال حديث غريب وابن ماجه ولفظه تعوذوا بالله من جب الحزن قالوا يا رسول الله وما جب الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة قيل يا رسول الله ومن يدخله قال أعد للقراء المرائين بأعمالهم وإن من أبغض ‏القراء إلى الله عز وجل الذين يزورون الأمراء
وفي بعض النسخ الأمراء الجورة
‏(ضعيف جدا) ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال يلقى فيه الغرارون
قيل يا رسول الله وما الغرارون قال المراؤون بأعمالهم في الدنيا
‏17 (ضعيف) ورواه أيضا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في جهنم لواديا تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة أعد ذلك الوادي ‏للمرائين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لحامل كتاب الله والمتصدق في غير ذات الله والحاج إلى بيت الله وللخارج في سبيل الله
قال الحافظ رفع حديث ابن عباس غريب ولعله موقوف والله أعلم
‏18 (ضعيف) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ‏ربه تبارك وتعالى
رواه عبد الرزاق في كتابه وأبو يعلى كلاهما من رواية إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عنه
ورواه من هذه الطرق ابن جرير الطبري مرفوعا أيضا وموقوفا على ابن مسعود وهو أشبه
‏19 (ضعيف) وعن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من صام يرائي فقد أشرك ومن صلى يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد ‏أشرك رواه البيهقي من طريق عبد المجيد بن بهرام عن شهر بن حوشب وسيأتي أتم من هذا إن شاء الله تعالى
‏20 (ضعيف جدا) وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر رضي الله عنه خرج إلى المسجد فوجد معاذا عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فقال ما يبكيك قال حديث ‏سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اليسير من الرياء شرك ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم ‏يفتقدوا وإن حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي في كتاب الزهد له وغيره قال الحاكم صحيح ولا علة له
‏21 (ضعيف) وعن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال لما دخلت مسجد الجابية ألفينا عبادة بن الصامت فأخذ يميني بشماله وشمال أبي الدرداء بيمينه فخرج ‏يمشي بيننا ونحن ننتجي والله أعلم بما نتناجى فقال عبادة بن الصامت لئن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما لتوشكان أن تريا الرجل من ثبج المسلمين يعني من وسط قراء ‏القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قد أعاده وأبداه فأحل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله لا يحور منه إلا كما يحور رأس الحمار الميت
قال فبينما نحن كذلك إذ طلع علينا شداد بن أوس وعوف بن مالك رضي الله عنهما فجلسا إليه فقال شداد إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت من رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم يقول من الشهوة الخفية والشرك فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء اللهم غفرا أولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا أن الشيطان قد ‏يئس أن يعبد في جزيرة العرب فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد فقال شداد أرأيتم لو رأيتم ‏رجلا يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق له لقد أشرك قال عوف بن مالك عند ذلك أفلا يعمد الله إلى ما ابتغي به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما ‏أشرك به قال شداد عند ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل قال أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئا فإن جسده وعمله وقليله ‏وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني رواه أحمد وشهر يأتي ذكره
‏(موضوع) ورواه البيهقي ولفظه عن عبد الرحمن بن غنم أنه كان في مسجد دمشق مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم معاذ بن جبل فقال عبد الرحمن يا أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي فقال معاذ بن ‏جبل اللهم غفرا أوما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حيث ودعنا إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرتكم هذه ولكن يطاع فيما تحتقرون من أعمالكم فقد ‏رضي بذلك فقال عبد الرحمن أنشدك الله يا معاذ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام رياء فقد أشرك ومن تصدق رياء فقد أشرك فذكر الحديث وإسناده ليس بالقائم
‏(ضعيف جدا) رواه أحمد أيضا والحاكم من رواية عبد الواحد بن زيد عن عبادة بن نسي قال دخلت على شداد بن أوس في مصلاه وهو يبكي فقلت يا أبا عبد الرحمن ما ‏الذي أبكاك قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت وما هو قال بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رأيت بوجهه أمرا ساءني فقلت بأبي وأمي يا رسول الله ما الذي أرى بوجهك قال أمرا أتخوفه على أمتي الشرك وشهوة خفية قلت وتشرك أمتك من بعدك قال يا شداد إنهم لا يعبدون شمسا ولا وثنا ولا حجرا ولكن يراؤون الناس بأعمالهم قلت يا رسول الله الرياء شرك هو قال نعم قلت فما الشهوة الخفية قال يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهوات الدنيا فيفطر‏ قال الحاكم واللفظ له صحيح الإسناد
قلت كيف وعبد الواحد بن زيد الزاهد متروك
‏(ضعيف) ورواه ابن ماجه مختصرا من رواية رواد بن الجراح عن عامر بن عبد الله عن الحسن بن ذكوان عن عبادة بن نسي عن شداد قال قال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم إن أخوف ما أخاف على أمتي الإشراك بالله أما إني لست أقول يعبدون شمسا ولا قمرا ولا وثنا ولكن أعمالا لغير الله وشهوة خفية‏
‏22 (ضعيف مرسل) وعن القاسم بن مخيمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقبل الله عملا فيه مثقال حبة من خردل من رياء رواه ابن جرير الطبري مرسلا‏
‏23 (موضوع) وروي عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمر يوم القيامة بناس من الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا ريحها ونظروا ‏إلى قصورها وما أعد الله
لاهلها فيها نودوا أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها فيقولون ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت ‏فيها لاوليائك كان أهون علينا قال ذاك أردت بكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين تراؤون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم هبتم ‏الناس ولم تهابوني وأجللتم الناس ولم تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوني اليوم أذيقكم أليم العذاب مع ما حرمتم من الثواب
رواه الطبراني في الكبير والبيهقي
‏24 (ضعيف) وروي عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:‏ إن الاتقاء على العمل؛ أشد من العمل، وإن الرجل ليعمل العمل فيكتب له عمل صالح ، معمول به في السر، يُضعف أجره سبعين ضعفاً، فلا يزال به الشيطان حتى يذكره ‏للناس ويعلنه فيكتب علانية، ويُمحى تضعيف أجره كله، ثم لا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس الثانية، ويُحبّ أن يذكر به ويحمد عليه، فيُمحى من العلانية، ويُكتب ‏رياءً؛ فاتّقى الله امرؤٌ صان دينه، وإن الرياء شرك.‏
رواه البيهقي وقال: هذا من أفراد بقية عن شيوخه المجهولين.‏ قال الحافظ عبد العظيم: أظنه موقوفاً. والله أعلم.‏
‏25 (ضعيف) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق فرقة يعبدون الله خالصا وفرقة ‏يعبدون الله رياء وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس فإذا جمعهم الله يوم القيامة قال للذي يستأكل الناس بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول وعزتك وجلالك أستأكل ‏به الناس قال لم ينفعك ما جمعت انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبده رياء بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالك رياء الناس قال لم يصعد إلي منه ‏شيء انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبده خالصا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالك أنت أعلم بذلك من أردت به أردت به ذكرك ووجهك قال ‏صدق عبدي انطلقوا به إلى الجنة
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبيد بن إسحاق العطار وبقية رواته ثقات والبيهقي عن مولى أنس ولم يسمه قال قال أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ‏باختصار
‏26 (ضعيف) وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى يوم القيامة بصحف مختمة فتنصب بين‏ يدي الله تعالى فيقول تبارك وتعالى ألقوا هذه واقبلوا هذه فتقول الملائكة وعزتك وجلالك ما رأينا إلا خيرا فيقول الله عز وجل إن هذا كان لغير وجهي وإني لا أقبل إلا ما ‏ابتغي به وجهي رواه البزار والطبراني بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح والبيهقي
‏27 (موضوع) وروي عن معاذ رضي الله عنه أن رجلا قال حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبكى معاذ حتى ظننت أنه لا يسكت ثم سكت ثم ‏قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي يا معاذ قلت له لبيك بأبي أنت وأمي قال إني محدثك حديثا إن أنت حفظته نفعك وإن أنت ضيعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله يوم القيامة يا معاذ إن الله خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السموات ‏والأرض ثم خلق السموات فجعل لكل سماء من السبعة ملكا بوابا عليها قد جللها عظما فتصعد الحفظة بعمل العبد من حين أصبح إلى أن أمسى له نور كنور الشمس حتى ‏إذا صعدت به إلى السماء الدنيا ذكرته فكثرته فيقول الملك للحفظة اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا صاحب الغيبة أمرني ربي أن لا أدع عمل من اغتاب الناس ‏يجاوزني إلى غيري قال ثم تأتي الحفظة بعمل صالح من أعمال العبد فتمر فتزكيه وتكثره حتى تبلغ به إلى السماء الثانية فيقول لهم الملك الموكل بالسماء الثانية قفوا ‏واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إنه أراد بعمله هذا عرض الدنيا أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان يفتخر على الناس في مجالسهم قال وتصعد ‏الحفظة بعمل العبد يبتهج نورا من صدقة وصيام وصلاة قد أعجب الحفظة فتجاوزوا به إلى السماء الثالثة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه ‏صاحبه أنا ملك الكبر أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان يتكبر على الناس في مجالسهم قال وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كما يزهر الكوكب الدري له دوي من تسبيح وصلاة وحج وعمرة حتى يجاوزوا به إلى السماء الرابعة فيقول لهم الملك الموكل بها ‏قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه اضربوا ظهره وبطنه أنا صاحب العجب أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان إذا عمل عملا أدخل العجب في ‏عمله قال وتصعد الحفظة بعمل العبد حتى يجاوزوا به إلى السماء الخامسة كأنه العروس المزفوفة إلى بعلها فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه ‏واحملوه على عاتقه أنا ملك الحسد إنه كان يحسد الناس ممن يتعلم ويعمل بمثل عمله وكل من كان يأخذ فضلا من العبادة يحسدهم ويقع فيهم أمرني ربي أن لا أدع عمله ‏يجاوزني إلى غيري قال وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وحج وعمرة وصيام فيجاوزون به إلى السماء السادسة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا ‏بهذا العمل وجه صاحبه إنه كان لا يرحم إنسانا قط من عباد الله أصابه بلاء أو ضر بل كان يشمت به أنا ملك الرحمة أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري قال وتصعد الحفظة بعمل العبد إلى السماء السابعة من صوم وصلاة ونفقة واجتهاد وورع له دوي كدوي الرعد وضوء كضوء الشمس معه ‏ثلاثة آلاف ملك فيجاوزون به إلى السماء السابعة فيقول لهم الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واضربوا جوارحه اقفلوا على قلبه إني أحجب عن ربي كل ‏عمل لم يرد به وجه ربي إنه أراد بعمله غير الله إنه أراد به رفعة عند الفقهاء وذكرا عند العلماء وصوتا في المدائن أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري وكل ‏عمل لم يكن لله خالصا فهو رياء ولا يقبل الله عمل المرائي قال وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وصيام وحج وعمرة وخلق حسن وصمت وذكر لله تعالى ‏وتشيعه ملائكة السموات حتى يقطعوا به الحجب كلها إلى الله عز وجل فيقفون بين يديه ويشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله قال فيقول الله لهم أنتم الحفظة على عمل ‏عبدي وأنا الرقيب على نفسه إنه لم يردني بهذا العمل وأراد به غيري فعليه لعنتي فتقول الملائكة كلها عليه لعنتك ولعنتنا وتقول السموات كلها عليه لعنة الله ولعنتنا وتلعنه ‏السموات السبع ومن فيهن قال معاذ قلت يا رسول الله أنت رسول الله وأنا معاذ قال اقتد بي وإن كان في عملك تقصير يا معاذ حافظ على لسانك من الوقيعة في إخوانك من حملة القرآن واحمل ‏ذنوبك عليك ولا تحملها عليهم ولا تزك نفسك بذمهم ولا ترفع نفسك عليهم ولا تدخل عمل الدنيا في عمل الآخرة ولا تتكبر في مجلسك لكي يحذر الناس من سوء خلقك ‏ولا تناج رجلا وعندك آخر ولا تتعظم على الناس فينقطع عنك خير الدنيا والآخرة ولا تمزق الناس فتمزقك كلاب النار يوم القيامة في النار قال الله تعالى والناشطات نشطا النازعات ‏ أتدري ما هن يا معاذ‏ قلت ما هن بأبي أنت وأمي قال كلاب في النار تنشط اللحم والعظم قلت بأبي أنت وأمي فمن يطيق هذه الخصال ومن ينجو منها قال يا معاذ إنه ليسير على من يسره الله عليه قال فما رأيت أكثر تلاوة للقرآن من معاذ للحذر مما في هذا الحديث رواه ابن المبارك في كتاب الزهد عن رجل لم يسمه عن معاذ ورواه ابن حبان في غير الصحيح والحاكم وغيرهما
‏28 (موضوع) وروي عن علي وغيره وبالجملة فآثار الوضع ظاهرة عليه في جميع طرقه وبجميع ألفاظه

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب
إليك
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 20 )
خالد الشماسي
إدارة المنتديات
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 11 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : منتديات سبيع
عدد المشاركات : 11,812 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 51
قوة الترشيح : خالد الشماسي will become famous soon enough
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : حلقات في الأحاديث الضعيفة والموضوعة

كُتب : [ 23 - 05 - 2004 ]

جزاك الله خير مرة اخرى


كمل طال عمرك ننتظر البقيه


لك تحياتي

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التحذير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء alkhalidi67 المنتدى الإسلامي 1 25 - 02 - 2008 10:48
حلقات عن محافظة رنيه في جريدة الجزيره ( 6 حلقات ) الراعي أخبار مدن قبيلة سبيع الغلباء 5 31 - 05 - 2006 17:03
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - للشيخ الألباني - كاملة لأول مرة ( ارجو التثبيت ) alkhalidi67 المنتدى الإسلامي 2 29 - 05 - 2006 19:34
تحذير الداعية من الأحاديث والقصص الواهية alkhalidi67 المنتدى الإسلامي 4 02 - 05 - 2006 11:54
خذها مني مسمومة يا أبا نور . . . (على حلقات ) ثائر الوشم المنتدى المـفـتـوح 18 10 - 07 - 2004 10:55


الساعة الآن 20:24.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها