بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : يتجسد الوفاء شاخصا في مراثي العلماء بعضهم لبعض لما فيه من الحق وصدق العاطفة ومعرفة الخسارة التي حلت بفقد العالم وإليكم قصيدة فضيلة الشيخ الشاعر الأستاذ الدكتور / صالح بن ناصر بن صالح اّل خزيم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في شيخه فضيلة الشيخ / صالح بن ابراهيم البليهي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته مؤلف كتاب السلسبيل في معرفة الدليل شرح زاد المستقنع في الفقه الحنبلي وأحد أعلام منطقة القصيم وسيرة الشيخ صالح البليهي - رحمه الله -
اسمــه ومولده : هـو الشيخ / صالح بن ابراهيم بن محمد بن مانع بن محمد بن عبدالله البليهي، من قبيلة الدواسر، ولد عام 1331هـ في مدينة الشماسية .
نشـأته : في عام 1338هـ انتقلت أسرته إلى مدينة بريدة وقرأ القرآن الكريم في مدرسة أهلية، ومن ثم اشتغل مع والده في التجارة ثم الزراعة، ثم بعد ذلك تفرغ لطلب العلم .
مشايخة : أخذ الشيخ العلم من كبار علماء بريدة أمثال : علامة القصيم / عمر بن سليم ولازمه ملازمه تامه، والشيخ العلامة / عبدالله بن محمد بن حميد رئيس الحرمين الشريفين سابقا، والشيخ / عبدالعزيز العبادي والشيخ / صالح بن أحمد الخريصي، والشيخ / محمد بن صالح المطوع وغيرهم .
وظائفه : عرض عليه القضاء لكنه رفض ذلك، وعين مدرساً بالمعهد العلمي ببريدة عام : 1373هـ، وفي عام : 1384هـ عين إماماً في مسجد الوزان، وأخذ يدرس كثيراً من العلوم الشرعية كالفقه والحديث والتفسير والفرائض وغيرها، وحين تأسست كلية الشريعة بالقصيم طلب منه تدريس مادة الفقه فوافق رحمه الله، واستفاد منه طلاب العلوم الشرعية إفاده كبيرة .
وكان للشيخ رحمه الله نشاط كبير مشهود في إلقاء المحاضرات في المساجد والمدارس ومن أجل الأعمال التي قام بها وساهم في تأسيسها مساهمة كبيرة أولاً / الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ثانياُ / جمعية البر الخيرية .
مؤلفاته : 1- عقيدة المسلمين والرد على الملحدين والمبتدعين . 2- يا فتاة الإسلام إقرئي حتى لا تخدعي . 3- السلسبيل في معرفة الدليل . 4- الهدى والبيان في معرفة أسماء القرآن . 5- أربع كلمات مفيدة في الأحكام والعقيدة .
تلاميذه : الشيخ / سلمان بن فهد العودة والشيخ / إبراهيم الدباسي والشيخ / صالح الفوزان والدكتور / عبد الحليم بن عبد اللطيف وغيرهم .
أخلاقه : كان رحمه الله دمث الأخلاق، كريم النفس، متواضع للكبير والصغير، ومحبوب لدى جميع الناس وخاصة الشباب، وكانت الإبتسامة لا تفارقه، وكان يبتعد عن الغلو والتشدد ويستعمل الرفق رحمه الله .
وفاته : أصيب الشيخ بمرض القلب من كثرة الإرهاق وكان يراجع الأطباء ثم سافر إلى بريطانيا للعلاج، ولما رجع تحسنت حالته فاستمر بالدعوة والإرشاد لكن المرض زاد عليه ولازم بيته وفراشه صابراً محتسباً .
وفي يوم الجمعة الساعة الثالثة الموافق 3 من جمادى الأولى 1410 هـ انتقلت روحه إلى بارئها، وقد صلى عليه في الجامع الكبير جموع غفيرة وكان يؤموهم الشيخ / صالح بن أحمد الخريصي رئيس محاكم القصيم الأسبق رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته وحضر الجنازة جمع غفير من العلماء وعلى رأسهم فضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وكان حب الناس له عظيماً وبرز ذلك في تشييع جنازته ولقد امتلأ الجامع الكبير ببريدة وعلا صوت نحيبهم بكاءً عليه، وحملت جنازته من الجامع إلى المقبرة مشياً على الأقدام، وكانت ليله ممطرة وباردة وانتظر الناس حتى دفن وودع الوداع الأخير رحمه الله رحمه واسعة واسكنه الله فسيح جناته .
وهذه قصيدة فضيلة الشيخ الشاعر الأستاذ الدكتور / صالح بن ناصر بن خزيم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في شيخه فضيلة الشيخ / صالح بن ابراهيم البليهي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته مؤلف كتاب السلسبيل في معرفة الدليل شرح زاد المستقنع في الفقه الحنبلي ومؤلف كتاب الهدى والمشرف على جماعة تحفيظ القراّن الكريم في مدينة بريدة وأحد أعلام منطقة القصيم ويقول فيها :-
نبأ أليم فتت الأكبادا = ومصاب إسلام أذاب فؤادا
وفجيعة زفر الحشا من هولها = واشتط إيلاما يدك صلادا
ومصيبة كأداء ساورت الورى = وخزت جوانح أضرمت إيقادا
فتأوهوا حزنا وفاضوا حرقة = وتنهدوا اّها يفوق عدادا
وتناثر الدمع الغزير مرقرقا = يبكون حبرا زاكيا وقادا
يبكون نحريرا أبرا مسددا = شيخا عليما فاهما ودادا
يبكون علما زاخرا وشهامة = خلقا رضيا بسمه ودادا
يبكون أمجد في الندى هطاله = ملا المساجد دعوة وجهادا
فاسترجعوا متاوهين لربهم = حمدوا الإله وكم رجوه سدادا
ودعوا إلها لا يخيب من دعا = أن يجعل الجدث المنير بلادا
يا إخوتي مسحت دموعي ما رأت = عيناي من حشد أتى مرتادا
ملا المصلى سطحه ورحابه = والساح غص بجمعهم وفرادى
ومشت جنازته بأكبر مجمع = شاهدته في ربعنا يتهادى
حفت به الأخيار تلهج دعوة = وقلوبهم ترجوا الإله مرادا
وصلوا به نحو الموطأ جمعهم = يمشي وئيدا خطوه يتهادى
صلت عليه من الجموع كتائب = ضجت وعجت بالبكا صعادا
وأهان من روعي سحائب أطبقت = تروي بوابل ودقها أنجادا
جاد السماء بوامض من برقه = والسحب تسكب تبعث الإرعادا
في يوم ثالث من جماد أول = لقي البليهي ربه الجوادا
في جمعة غراء فاضت روحه = من عام عشر ألفه قد زادا
أربع مئين كواملا يا إخوتي = زيدوا الترحم واسألوه سدادا
يهمي شابيب الرضى هتانة = وينيله رحماته إسعادا
والصبر والسلوان يلهم جمعنا = والاّل يبدل همهم تحمادا
هذا قضاء الله فلترضوا به = فمحمد لاقى الإله ونادى
رباه في الأعلى رفيقا عاليا = وبجنة الفردوس عز معادا
رحمات ربي يا وقور نرومها = من واهب بر يعم عبادا
بالفضل منها لا يزيح ذنوبهم = ويذيب إسرافا سرى مزدادا
نالتك أمراض جسام طهرة = ورحلت أنقى ما تكون فؤادا
أأبا علي كنت نبراسا لنا = في هديك الزاكي وكنت سنادا
تحنو على المسكين تثلج صدره = والأرمل المنكوب يأخذ زادا
وجماعة القراّن فيك تسنمت = قمم الفخار وحققت أمجادا
والفضل للرحمن والي بره = فهدى الشباب لحفظه منقادا
ورياض علمك يا حبيب شهية = قطف الشباب ثمارها أزوادا
فتزودوا لمعادهم واستنبطوا = حكما تضئ دروبهم ورشادا
والسلسبيل مصنف أجمل به = حل الصعاب لمن أراد سدادا
ذقت الهنا من عينه في جنة = قد زينت للمتقين مهادا
أما الهدى وبيانه فمؤلف = يعطيك معنى ساميا وجيادا
وهي الفرائد من سما قراّننا = نور وذكر والشفاء أرادا
وله مناشط زاخرات بالمنى = تحيي القلوب وتوقظ الرقادا
عبر المنابر والإذاعة والهوا= تف مفتيا وموجها ورادا
ولقد عهدتك باسما متهلهلا = طلق المحيا شاكرا حمادا
وجبينك الوضاء ينثر بشره = فنرى جميل الخلق فيك تلادا
كنا معا في الحج عاما ماضيا = فكم استفدت وكم بلغت مرادا
من علمه الزخار بل من هديه = هدي الوقار يروقنا أفرادا
دعواتنا يا شيخنا مرفوعة = لله من سمك الطباق شدادا
يضفي على جدث يضمك حبنا = نورا وغفرانا يريح فؤادا
ويفيض شؤبوب الرضا متدفقا = يكسو القبور ومن بها أوحادا
ويمد قبرك روضة مخضرة = ترنوا بطرفك لا تراه بعادا
نرجوا ونرجوا أن تكون بجيرة = سعداء فرحى نورهم قد زادا
وصلاة رب العالمين أزفها = للمصطفى من دوخ الأضدادا
شاد الحضارة في ربانا قمة = ورعى الشريعة ركنها وعمادا
وسلامه يزجى لقائد أمة = خاض الصفوف بجيشه وجلادا
عد الأذان مجلجلا يدعو الورى = لصلاة فرض تنشر الإسعادا
وبعد ما هتفت حمائم أيكة = تبكي الأليف فتفجع الرقادا
هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
غير متصل
مرثية فضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن ناصر بن خزيم في أحد العلماء رحمهما الله
خيال الغلباء 
