السادة أعضاء منتديات قبيلة سبيع الغلباء .
ردا على أخي الدكتور عبد الله الفيفي فيما نشره بجريدة الإقتصادية الصادرة السبت, 09 محرم 1428 هـ الموافق 27/01/2007 م - العدد 4856 بخصوص إنتقادة الحاد للهجة العامية ، وانتقاص شعراءها و متذوقيها ، بإسلوب كنا نطمح بأن يكون أكثر تهذيبا وأفضل لهجة مما ساقه لنا في موضوعه المنشور كما بعاليه .
وقد تناول الفيفي بموضوعة نقاط متعددة نتفق معه في كثير منها ، إذ لا يقول أحد بأن اللهجات أفضل من لغة القرآن وسيد الأنام وصحبة والتابعين له ، فهي لغتنا الأصيلة ومنبع الأدب الجم الرصين ، ولا أحد يدعي أن لغة القرآن لا تستحق العناية والتدارس والنشر ، فهذه النقطة محل اتفاق الجميع .
ولكن الذي نلوم عليه كاتب الموضوع هو تهكمه على لغتنا التي نتحدث بها وتهميشها ، بل وسبها سباً واضح حيث يقول " حتى ارتكسوا مرّة أخرى، بفعل فعلة من أبنائهم، يدفعهم الجهل أو اللامبالاة أو المتاجرة والأغراض الضيقة، إلى اختزال التراث العربي في تراث "عصور الانحطاط" وهكذا شُجّعت العاميّة، ومُدّت بالمال والعتاد، فأقيمت لها الأمسيات، والندوات، والمهرجانات، والقنوات الفضائية، وظهر "ستار شعبي" على طريقة "ستار أكاديمي"، وأُنشئت مواقع الإنترنت ومنتدياتها العملاقة، ونُشرت المجلاّت الصاخبة، ورُوّج لها عبر الغناء، وخُصّصت لها ملاحق باذخة في الصّحف اليوميّة والمجلاّت ، بل أُدخلت بعض نصوصها في مناهج التعليم في بعض الدول العربيّة، وتبنّت بعض الجامعات التي هدفها التعليم والتنوير"
حيث بين بأن دعم لهجتنا الخليجية وشعارها يعد من الجهل وسماها بتراث عصور الإنحطاط . ولعل الدكتور لم يلاحظ الغزو اللغوي للهجات السورية والمصرية لمجتمعنا الخليجي بل وحتى لغة الشرق الأسويين حينما ينطقون العربية ، كل هذه الأشياء كانت تغزو لغتنا منذ سنين سواء بواسطة الأفلام أو السينما او حتى استجلاب المدرسين الذين نشروا هذه اللهجات في بيئتنا الخليجية، ولم نرى لكاتبنا الفاضل أي تهجم على تلك السبل التي غزتنا ونمت مع أفكارنا حتى ترى أطفالنا ينطقون دائما " انتا عاوز ايه " وتنطق الزوجة " تؤبرني و شو بدك " أليس تلك اللهجات الغازية لمنقطتنا بأحق بالمواضيع الإرشادية نحو تأصيل اللغة ومحاربة اللهجات ؟ !!!
ومما تجدر الإشارة إليه بأن جميع لغات العالم بما فيها الإنجليزية أو الفرنسية لها لهجات مختلفة ، تشبه إلى حد كبير لهجاتنا العامية فهل لدى الدكتور عبد الله الفيفي دراية بذلك ؟.
بل وحتى الدول هناك دول لشعبها أكثر من 20 لغة كما ترون في الهند . بل هناك قارات تضم دولاً مختلفة لكل دولة لغة مستقله ، ولم يضرهم هذا التفرق في اللسان من التوحد على النصرانية بل ودحر أعداءاً لغتهم واحده .
ويقول في معرض كلامه " لكنه نزوعٌ قَبَليّ، في حنين إلى الماضي الدفين، في رغبة إلى التقوقع حول المحلّي، في هروب من حداثة العصر، لا إلى منابع النور الأصيلة من الماضي، ولكن إلى منابع الانغلاق والتقليديّة والسكونيّة والاجترار في قرون الانحطاط! "
يتهجم دكتورنا الفاضل على النزوع القبلي و يتهمه بالحنين إلى الماضي والتوققع ، وهذا قول بما يخالف الواقع فإن مجتمعنا الخليجي يتكلم بالعامية كلغة دارجة على اللسان ، يتكلم بها المسئولين و غير المسئولين ويتكلم بها الجميع المنتسبون للقبائل أو غيرهم و إن كانت القبيلة هي العقبة أمام العامية فهذا خطأ لأن لغة العرب هي لغة قبائل حتى قبل التشريع وفي صدر الإسلام لم يكن في الجزيرة غير القبائل وهي لغتهم و بقصائدهم حفظت اللغة العربية و بها يستشهد علماء اللغة . وبذلك يسقط ادعاء ان دعم اللغة العامية للنزعة القبلية .
وقال " أمراض الشّعوب العربيّة ويكرّسها: قَبَليّة، طائفيّة، ووصوليّة! كما يبتعث من رميم الشاعر العربي القديم شخصية الكذّاب، الزمّار، المتكسّب، الطفيلي، الذي يعيش على فُتات الموائد، ويسخّر موهبته وراء كل ناعق، لا قضيّة له، ولا رأي، ولا موقف، ولا كرامة! يمتهن الكلمة الشعريّة، كما يمتهن الطبّال طبلته، لا همّ له سوى كم باع وكم كسب، من ملايين أو حتى ملاليم! ولا غرو، فحين تسقط الكلمة في أتون الذات والمال والجاه، يتداعى وراءها كل شيء! "
وهنا كلمات لا تخفى على كل منصف بأن بها تجاوزات ، وإذا رجعنا لشعراء الدولة الأموية والعباسية لوجدنا شعراء اللغة العربية قد كان لهم نصيب مما ذكر الفيفي في مقالة والشواهد على هذا تطول إذ لم يعرف خليفة إلا وأكرم الشعراء واجرى لهم الإعطيات على قصائدهم اذا استثنينا الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، وكان من بين تلك الحقبة من كان له قصائد فيها من كل المتناقضات ما يعجز عن بلغة شعراء العامية أو لهجة الخليج سمها ما شئت .
وفي الختام فإننا ندعم ونشجع من سيتبنى القنوات لدعم لغة القرآن العربية الفصحى ولغتنا الرسمية ، بل وحتى سنشارك في دفع اقساط لها ان كان الإشتراك بها مشفر كما تفعل بعض القنوات التي حرمت الكثير من مشاهدتها ، بينما فتحت القنوات الأخرى شاشاتها للمشاهدين .
ومع أنني من متذوقي الشعر الفصيح إلا أنني يندر أن أجد من يلقى هذه الأشعار ، والقنوات لا تنظم الشعر بل تبثه للمشاهدين ولا يمكن أن نصدق بأن هناك من أراد بث قصيدته الفصيحة ولم يجد السبيل .
ومشروع دعم اللغة الفصيحة لا يعني بالضرورة إلغاء ومحاربة لغتنا الدارجة إذ ان ذلك سيسبب نفور كبير من لغة الدين والشرع لصعوبة تعلمها على العوام ومن في حكمهم وهم يمثلون نسبة كبيرة من المجتمع .
ولكن يتوجب أن تكون هناك حملات توعوية وتدريبية للشعراء المبتدئين في الشعر الفصيح وإعطاءهم الإهتمام اللازم في وسائل الإعلام .
وقضية محاربة لهجتنا الخليجية معركة خاسرة ، لأنها متأصلة فينا وبها نطقنا " أول مره " وستبقى معنا ما حيينا ولكننا نشد على يد من سيأخذ بأيدينا نحو زيادة نسبة المتحدثين بالفصحى والمنشدين بها .
كتبه : خالد بن عبد الله السبيعي
غير متصل
