قارنوا هذا التصوير الخطير والعبقري في كل شئ :
رعوده كل ما نقض جعـوده = قنيب اذيابةً وسط الغـداري
صدى اصواتها في كل ضلعاً = تلاميذ تردد خلـف قـاري
الضلع = الجبل بلهجة أهل نجد .
صورة خطيرة جدا لتصوير الرعد
في كل شئ من أصوت الذئاب في الليل المدلهم وتشبيهها بدوي الرعد , الى صدى اصوات هذا الرعد في الجبال وكأنه معلم يقرأ ثم يردد بعده تلاميذه , وصنع خيال بالغ في تصوير هذا الصدى بين صدى صوت الرعد في الجبال وصدى تريديد التلاميذ والربط بينها لصنع هذا الخيال الخصب جدا لتوضيح ( صوت الرعد ) .
مقارنة بتصوير بندر المحيا االذي شبه صوت الرعد بصوت خلخال المرأة رغم بساطة الصورة وعدم تركيبها بل هي مكونة من جزء واحد فقط لكن في هذه الصورة يتضح ان لاشئ يناسب شئ ولارابط بين الخلخال وصوته الناعم وبين الرعد ودويه :
(( وتتكسر خلاخيل الرعد في بارق مغرور ))
هنا يتضح الفارق بين الشاعر العملاق والذي يستحق لقب ( شاعر كبير ) وبين الشعراء المبتدئين .
صورة خطيرة جدا في قصيدة الفراعنة تسجل في تاريخ الشعر النبطي ولايمكن ان يطالها النسيان :
كأن جبال سلمى دون سلمى = هنا واهناك انياب الضواري
صورة بديعة لتصوير المكان القفر الذي لم تهطل فيه الأمطار لمدة طويلة , والجبال كأنياب للضواري وهي الوحوش المفترسة وهذا التصوير بالغ الشاعرية لتوضيح حال القفر وعدم هطول المطر , يجمع بين التوحش مع مافيه من رعب ويجمع بين رعب الصحراء المقفرة , يجمع بين ناب الوحش القاتل وبين قلة هطول المطر التي تقتل الأرض وتضعف العباد والبهائم الا برحمة من الله , تجمع بين شكل أنياب الوحوش الضارية وبين اشكال الجبال , تجمع بين الوحوش الضارية وموطنها الأصلي وهو الجبال , ( وسلمى ) هي جبال معروفة في منطقة حائل تشتهر بكثرة ذئابها .
صور رائعة كثيرة وعبقرية من الفراعنة سأوضحها في موضوع منفصل وكلها لاتقل عن بعضها .
الشعر حضر بحضور الفراعنة وسيختفي بإختفائه والحسد فعلا أذاب قلوب الضعفاء وحتى ابن فطيس يتوقع إنه في مقام مقارنة مع الفراعنة ( الثريا والثرى ) الفراعنة شاعر أكبر من مقام هؤلاء المتهافتين للشهرة , انصفه متذوقي الشعر الحقيقي وانصفه جمهوره الذي يتجاوز بعشرات الأضعاف جمهور أي شاعر آخر