تعد مدينة جدة من أكثر المدن السعودية في تسجيل قضايا تزوير الأختام والوثائق الرسمية، بسبب عدد من العوامل التي أسهمت وبشكل كبير في انتشار ظاهرة التزوير، ومن أبرزها موسم العمرة وما ينتج عنه من تخلف.
وتؤكد إحصائية أن عدد المقبوض عليهم في قضايا التزوير 163 مزورا من مختلف الجنسيات السعودية والمقيمة، فيما تشكل الجنسيات الآسيوية الأكثر مزاولة لعمليات التزوير حسب إفادة الإحصائية.
والمتتبع لهؤلاء المزورين يجدهم اتجهوا إلى هذا النشاط للبحث عن الثراء السريع بطرق غير مشروعة، من خلال ممارستهم هذا النشاط المشبوه، الذي يدر الكثير من الأموال، نظرا لما يلاقيه هذا النشاط من انتشار في أوساط المقيمين، خاصة الذين قدموا إلى المملكة وقد تمرسوا على أعمال التزوير داخل بلدانهم, كما أن التخلف الكبير في جدة يخلق مثل هذه الأعمال المشبوهة ويساعد على انتشارها بشكل كبير في مجتمع بات يتعود على هذا النشاط.
من جهته قال المقدم سلمان المحيا مساعد قائد الدوريات في منطقة مكة المكرمة: "إن تزوير الأختام والوثائق الرسمية يوفر للمتخلفين خاصة أوراق رسمية مزورة تسهل لهم الحركة والتنقل في أرجاء المدينة بكل يسر وسهولة، خصوصا مع التقدم المذهل والمتطور في التزوير، حيث تشهد هذه العمليات اتقانا بالغ الدقة قد يجد البعض من العامة صعوبة في كشفه، ويرجع ذلك لاستخدام الأجهزة الحديثة وتطويعها في هذه الأعمال المشبوهة, وهذا ما حدا بالجهات المختصة وخاصة الجوازات في تدريب وتأهيل ممثليها في كشف عمليات التزوير من خلال عرض طرق التزوير وكيفية كشفها، وهذا أسهم إلى حد كبير في كشف عمليات التزوير والقبض على المزورين في وقت وجيز".
وأوضح المحيا، أن جدة سجلت في الأشهر الأربعة الماضية من هذا العام أعلى معدلات القبض على المزورين في المملكة، حيث ألقي القبض على 163 مزورا للأختام والوثائق الرسمية, موضحا في الوقت نفسه أن التزوير ليس في الإقامات والتأشيرات فقط، بل تعدد وشمل إثبات الهوية الوطنية ورخص القيادة والسير والوكالات والصكوك الشرعية وغيرها من الوثائق الرسمية الأخرى التي شملها التزوير.
ولفت المحيا إلى أن البحث عن الثراء السريع من قبل البعض جعلهم يمارسون الأنشطة المشبوهة التي يحققون من خلالها أهدافهم، وبحسب البعض منهم فإنهم يرون في المملكة فرصة لا تعوض للقيام بأنشطة تجعل منهم أثرياء في وقت قصير ما يعجل برحيلهم إلى بلدانهم.
غير متصل
