إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفا = أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
قوم إذا خاصموا كانوا فراعنة = يوما وإن حكموا كانوا موازينا
تدرعوا العقل جلبابا فإن حميت = نار الوغى خلتهم فيها مجانينا
إن الزرازير لما قام قائمها = توهمت أنها صارت شواهينا
بيض صنائعنا خضر مرابعنا = سود وقائعنا حمر مواضينا
لي عدت فعول القبايل والأفخار = لنا من الناموس مثنى ومربوع
فعول عسرات على كل مختار = نهوم للعليا بشيمات وطبوع
بني عمر بالله لهم حظ وأنصار = شر على اللي يلبس الجوخ ودروع
حنا هل الملحة وحنا هل الكار = من مثلنا يدي بها رجل جربوع
بني عمر يدون بكبار وصغار = ووجيههم ما تعطي البطن منفوع
الجليس الصالح كحامل المسك والجليس السوء كنافخ الكير
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : اليكم هذه القصيدة المشهورة بتوبة شاعر نجد الكبير وشاعر الحرب / محمد بن عبدالله العوني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وهي من عيون الشعر النبطي لشاعر السياسة والحماسة والحرب . ولد العوني في الربيعية من ضواحي بريدة حوالي سنة 1261هـ. كان يقول الشعر على لسان شيوخ قبيلة ( شمر ) ويؤكد ذلك قوله على لسان الأمير / سعود بن عبدالعزيز بن متعب بن رشيد الملقب بأبو خشم عندما انتخى شيوخ بوادي شمر في حرب الجوف المسماة حرب الجوبة ضد عنزة وأحلافها :
على بني عمـي سنـادي عن الميـل
= نطاحـت الكـايد كبـار الوهـايـل
أقفـوا كما مـزنٍ ثقيـل المخاييـل
= من زاعـج الغربى حدر له شعايـل
شمـر مقابيـس المنـايا هل الخيـل
= عصـم الروايـا مقحميـن الدبايـل
هم حاصلـي لا كلحـن المحاصيـل
= غوش الجبل خزنى غلاميـن حايـل
نشأ الشاعر العوني في وقت حروب وفتن فتأقلم معها وتميز بالشعر السياسي حتى أصبح الوحيد الذي يمتاز بهذا اللون وكانت له مقدرة عجيبة على صياغته بشكل حماسي ولكن يعاب عليه أنه متقلب الأهواء والاتجاهات الفكرية والإنتماءات السياسية فتارة مع هؤلاء وتارة أخرى مع أولئك ولم يكن يستقر في فكر واحد ولو لم يكن كذلك لما إنتهى به الأمر إلى السجن حيث سجنه المغفور له جلالة الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ليكفي الناس شره فلم يكن يحل في مكان إلاّ وحلت به الفتنة حتى يرحل فسجنه الملك / عبدالعزيز وتوفي بعد خروج من السجن بأيام قلائل سنة 1342هـ عن عمر يناهز الثمانين عاما وفى آخر أيامه نظم قصيدته المشهورة والتي عرفت فيما بعد بـ ( توبة العوني ) وفيها توجه صادق إلى الخالق جل شأنه تائباً راجياً عفوه ورضاه . وبعد إتمامه للقصيدة صدر أمر العفو عنه فخرج من السجن إلا أنه لم يعش إلا شهورا قلائلا فقد وهن عظمه وأنهكه السجن فتوفي بعد خروجه منه .
[size=4][align=center]يقول أبو زيد الهلالي سلامه = أدعى سو بقعاء مقدم الراس شايب
أخاطر بعمري في ذرى كل هيه = مر (ن) سلامات (ن) ومر (ن) مصايب
الإجهاد عدّى اللايمات عن الفتى = والأرزاق ما تأتي الفتى بالغصايب