بسم الله الرحمن الرحيم
الفكر الإسلامي
نداء عاجل إلى شرفء هذه الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
أخوة الأيمان: أود أن اسرد لكم هذه القصة لتكون سببا ومدخلاً لنداء عاجل أوجهه إلى أمة الإسلام .
اقتضت إرادة الله تعالى { وله يقضي ما يريد } بأن تُتاح ليَ الفرصة لتكملة درجة الماجستير في إحدى الجامعات البريطانية، ولقد تعرفت على أحد الطلبة الأفارقة النصارى وبالتحديد من ليبيريا، وبفضل الله تعالى بدأت معه الحديث عن الإسلام طمعاً في هدايته فيرزقني الله ما وعد به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله {لأن هدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من ما طلعت عليه الشمس ، أو خير لك من الدنيا وما فيها} وأعطيته بعض المنشورات التعريفية بالإسلام باللغة الإنجليزية وتقبلها مني ووعدني بقرأتها وأن يستمر الحوار فيما بيننا عن الموضوع ، وبعد اسبوعين أو ثلاثة من إستلامه للمنشورات التعريفية سألته عن إنطباعه عما قرأه متعشماً من أن يكون أكثر إنفتاحاً وتقبلاً إلا أنه فأجأني بأسئلة غريبة ما كنت أتوقعها ؟ أظنكم أنكم تتوقعون أن أسئلته كانت متعلقة بمزيد من الأستفسارات عن الإسلام والأيمان والعبادات مثل:
عن وحدانية الله سبحانه وتعالى أو عن الرسول صلى الله عليه وسلم
عن كيفية أداء العبادات كالصلاة والصيام
عن عذاب القبر ونعيمه
عن البعث والدار الأخرة
عن يوم القيامة والجنة والنار
أيها الأخوة أن أسئلته لم تكن من نوع تلك الأسئلة ولكن أسئلة تقصم الظهر وتدمي القلب وتدمع العين ، أتدرون ما هي؟ إنها كانت تتلخص في التالي:
هل الإسلام دين متعدد؟ وإذا كان غير ذلك فلماذا توجد المذاهب المتعددة كالسنة والشيعة والإباضية في الدين الواحد كما تزعمون؟
لماذا التناحر بين اتباع هذه المذاهب بل وتكفير بعضهم بعضا إذا كنتم تدعون أنها مختلفة في بعض المسائل الاجتهادية فقط حسب دعواكم ؟
لماذا تنتقدون الاختلاف بين فرق النصارى؟ والفرق الإسلامية أشد فُرقة؟
إن سرد تلك الأسئلة هنا ليس للإجابة عليها ولكن للتفكر والتمعن فيها، وعليه أريد التوقف معكم عند تلك الأسئلة في وقفتين ( حسب وجهة نظري):
1- ألا توافقوني أيها الأخوة على أن تلك الأسئلة:
أسئلة محيرة لغير المسلم ومن حقه إذا كان يعرف عنها أن يسألها ليتعرف على الإسلام
أسئلة محرجة تطرح أمام الداعية المسلم
أسئلة رددها أعداء الإسلام لاستغلالها في صد الناس عن دين الله الحق
أسئلة يبكي على طرحها كل مسلم غيور على هذا الدين
2- كيف تبادرت في ذهن هذا النصراني ( كان يبحث عن الحقيقة) وغيره مثل هذه الأسئلة ؟
إن الناظر إلى الحال الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية من ضعف وفرقة، لا يستعجب من أن يسأل أي إنسان غير مسلم تلك الأسئلة للأسباب التالية:
1- المهاترات والمراء والنقاش العقيم الذي يحدث بين أبناء هذه الأمة الواحدة بسبب التعصب والتقليد الأعمى لما لديهم من أقوال
2- تحديد وتقرير المناقش هدف نقاشه قبل بدء مناقشته ( إلا من رحم الله) ، والذي يتمثل في الدفاع المستميت عما يأخذ به من أقوال وعدم التنازل عنها حتى وإن كانت مخالفة للحق.
3- تزعم بعض من ينسبون إلى أنفسهم العلم ( علماء السوء) وإلى غيرهم الجهل لهذه المواقف البغيضة
4- ثقة عامة المسلمين بهؤلاء الذين يدعون العلم، وذلك للجهل المتفشي بينهم الذي أدى إلى عدم فهمهم الإسلام الفهم الصحيح، وعدم درايتهم بما يواجهه الإسلام من تحديات من قبل سائر الكفرة.
5- عدم رغبة المسلم المثقف (يتحمل العبء الأكبر في مسئوليته عما يدور الآن) في تكبيد نفسه مشقة البحث عن الحق وعدم الأخذ بما يقال بدون التحقق من مدى مطابقته للإسلام وذلك عن طريق الرجوع إلى المصادر الصافية للتشريع وفي مقدمتها القرآن الكريم ثم السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الإجماع.
6- نشر وتداول تلك الكتب التي تثير مثل هذه الخلافات بين عامة المسلمين
7- إدراك أعداء الإسلام في استغلال مثل هذه الكتب والخلافات في التشكيك في الإسلام { الإسلام بريء من مثل هذه المهاترات}.
إذا كانت هذه هي المشكلة، فما هو السبيل إلى حلها ؟
إن هذه المشكلة يجب دراستها وإيجاد الحلول الناجعة الشافية لها من السادة العلماء العاملين ( أؤكد على كلمة العاملين وليس أولئك الذين لا هم لهم إلا بذر الفرقة والشقاق بين أبناء الأمة الواحدة فيتشدقون بأقوال أشخاص ، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث فما هم في حقيقتهم إلا كبيت العنكبوت ) ، إلا أنه من وجهة نظري القاصرة أتشرف بأن أطرح بعض المقترحات القابلة بلا شك للتحقيق والتمحيص من قبل خلصاء هذه الأمة، أطرحها في الأتي :-
1- قيام السادة العلماء بمراجعة ما علق بتاريخ الأمة من مغالطات للتخلص من الغث وتعزيز وترسيخ الثابت الصحيح
2- إطلاق الدعوات المخلصة من علماء الأمة البررة إلى عامة المسلمين بعدم جواز التعصب وأهمية الرجوع والخضوع للحق مهما كان مصدره
3- قيام العلماء المخلصين بتحذير المسلمين من الاستماع إلى أولئك ممن يدعون العلم الشرعي في هذه الأمة وأهم أشد الناس جهلاً بالعلوم الشرعية مع فضح حقيقتهم.
4- منع تداول كل أنواع الكتب والوسائل التي تدعو إلى الفرقة بين المسلمين
5- عدم التهاون مع كل من تسول له نفسه زرع بذور الفتنة بين المسلمين مهما كان مصدره
6- ترفع الشباب المسلم الغيور عن المراء والجدال والنقاش العقيم، وإيجاد الأعذار لإخوانهم وحسن الظن بهم
7- وجوب حسن الظن بالعلماء المسلمين العاملين وعدم التمييز بينهم إلا بميزان التقوى .
8- فتح باب النقاش الهادف وعدم التصامم عن الحق
9- عدم تضليل الناس بمنعهم من الإطلاع عما يدور من مناقشات هادفة على أي موقع وبأي وسيلة من وسائل المعرفة .
10- ترسيخ مفاهيم الوحدة الإسلامية الكبرى في أذهان النشء المسلم، وربطه بدينه وبتاريخه المجيد.
لقد أطرح هذا الموضوع أمامكم أخوة الإيمان لثقتي ويقيني بأن ما وقع من أولئك الطالب النصراني من مواقف يجب أن لا يتكرر، فنعمل سويا من أجل الإسلام ومن جل محاربة كل ما يدعو إلى التضليل والصد عن دين الله ليتحقق النصر لهذه الأمة المباركة فيدخل الناس في دين الله أفواجا ، عندها يفرح المؤمنون بنصر الله، وأختم هذا الموضوع بأبيات قالها أحد علماء الإسلام العاملين رحمة الله عليه يبين فيها المنهجية الحقة التي يجب أن يكون عليها المسلم :
ونحن في الأصل وفي الفــروع ****على طريق السلف الرفيــع
فنأخذ الحق متى نـــــراه ****لو كان مبغض لنا أتــــاه
والباطل المردود عندنا ولــو ****أتى به الخل الذي له اصطفوا
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الكـاتـب : المسلم الغيور
هذه قصة حدثت على احد
علماء الامة
وحبيت انقلها للفائدة
نفغنا الله واياكم بها وجزا كاتبها خير عن الاسلام والمسلمين
اخوكم سلمـان
غير متصل
رد : نداء عاجل إلى شرفء هذه الأمة
