الفراعنة في الرياض أهل الدار .. و"الفوطة" المكان الأكثر زيارة
عبد الإله الشديد من الرياض - - 26/10/1429هـ
"لم أحس يوما بالغربة في السعودية، في الرياض تحديدا أعيش وكأني سعودي ولم أحس بفرق كبير بين القاهرة والرياض"، بهذه الجملة الحميمية يستنكر عبد الودود عبد الرحمن (مقيم مصري في الرياض) سؤالنا له عن إحساس الغربة الذي يعيشه أبناء الجالية المصرية في الرياض.
يقول عبد الودود إن المصريين المتواجدين في الرياض خصوصا وفي المملكة عموما، مرتاحون أكثر من نظرائهم المغتربين في بلدان أخرى، إذ إن البلدين والشعبين تربطهما وشائج كثيرة لا حصر لها، ومستوى بقاء المصريين في الأعمال التي يقومون بها في السعودية تعد الأعلى على مستوى الجاليات الأخرى في الرياض حسب تأكيدات عبد الودود، حيث يؤكد أنه يعرف زملاء له أمضوا ما يقارب 20 عاما في الرياض، فيما سيتخطى هو عامه التاسع في العمل نفسه الذي بدأ فيه مشواره المهني في السعودية (معلم حدادة).
في الرياض تختلف وجهات المصريين في عطلة نهاية الأسبوع، فمنهم من يتوجه إلى الحدائق والمتنزهات العامة ومنهم من يذهب إلى ساحات قصر الحكم، ومجموعه منهم تتوجه إلى الرحلات والنزهات البرية، إلا أن أغلبيتهم يتوجهون إلى حديقة الفوطة "وسط العاصمة"المكان الذي يعده أبناء الجالية المصرية من أنسب الأماكن التي يقضون فيها عطله نهاية الأسبوع، إذ إنها تتميز عن غيرها بوجود أعداد كبيرة من المصريين، إضافة إلى قربها من مقار سكنهم، حيث إن معظمهم يقطنون في الأماكن القريبة من الحديقة.
وفي جولة لـ"الاقتصادية" في الحديقة في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، التقينا طارق عبد الحميد (مقاول مصري)، يقول إنه ومنذ قدومه للعمل في السعودية وهو لا يقضي إجازته الأسبوعية إلا فيها، حيث إن الأجواء المصرية إلى حد كبير كالأجواء الموجودة في مصر، فوجود أعداد كبيرة من المصريين في مكان واحد، إضافة إلى انبعاث الروائح الزكية للأكلات المصرية في المكان، كفيل بأن تزيل هم الغربة وتشعر الشخص ولو لدقائق بسيطة بأنه في بلده الأم "مصر"، حيث أكد عبد الحميد بأن أكثر ما يسره هو تجمع المصريين بأعداد كبيرة في مكان واحد، مما يشعر المرء بأنه ليس الوحيد الذي يعيش في الغربة بعيداً عن وطنه.
وفي زاوية أخرى من الحديقة التقينا محمد فاروق (مهندس ديكور) الذي أكد دور الحديقة في لم شمل المصريين في السعودية، حيث أكد أن الحديقة تعد المكان الأول لتجمع المصريين نظرا لقربها من أماكن سكنهم، إضافتا إلى عدم فرض رسوم على دخولها، كما أكد محمد أن المصريين عموما يفضلون الحدائق لقضاء عطلهم فيها، كما أن الكلام ينطبق على المصريين الموجودين في مصر، مشيرا بأنه ومنذ أن علم بوجود الحديقة وان معظم زوارها من المصريين وهو يتجه إليها، الأمر الذي كان له شديد الأثر في كسر حاجز العزلة التي كان يعيشها بعيدا عن أهله ووطنه.
وفي المكان نفسه تحدث مصطفى بهجت مدرس كيمياء أن الحديقة كان لها بصمه واضحة في التعارف والتواصل مابين المصريين، حيث أكد بأنه تعرف على العشرات نتيجة كثرة جلوسه في الحديقة، مقدما شكره لأمانة مدينة الرياض التي كانت الجسر لتواصل أبناء الجالية في هذه الحديقة التي وصفها بالأرض المصرية الموجودة في العاصمة السعودية.
وفي الشأن نفسه تمنى سعيد الصاوي فني كهرباء، من أمانه مدينه الرياض توسيع الحديقة، لكي تتسع لأعداد كبيرة من المصريين، لافتا أن حجمها الحالي لا يستوعب ولا ربع زوارها، حيث إنه يستحيل أن تجد لك موطئ قدم في الحديقة بعد الساعة الثانية ظهرا، نظرا للكثافة العالية التي تشهدها الحديقة، في حين أن معظم العمالة المصرية تزور الحديقة بعد هذا الموعد نظرا لوجودهم في أعمالهم قبل هذا التوقيت، مما يضطرهم في بعض الأحيان لعدم التنزه في الحديقة نظرا لعدم وجود مكان فيها، لافتا أنه موجود في الحديقة منذ الساعة 12 ظهرا، وذلك لحجز مكان له ولأصحابه الذين لا تسمح لهم وظائفهم بالخروج قبل الساعة الثانية ظهرا وهو الوقت الذي لن تجد لك مكاناً في الحديقة.
من جهته أكد عبد السلام صالح مدير تنفيذي لإحدى الشركات أن ما يميز الحديقة أنها تجمع جميع الطبقات الاجتماعية المصرية دون تمييز، إذ إنك ستشاهد مديرين ومسئولين كباراً، يجاورهم في الجلوس عمال بسطاء، إذ إن كل ما يشغلنا في الحديقة هو تمضية ساعات جميلة فيها، ووضع متاعب ومشاغل الحياة جانبا، وحول أكثر الموضوعات التي تدور حولها الأحاديث عن المجالس المصرية، أكد عبد السلام أن أكثر ما يشغل مجالسهم هو الحديث عن السياسة والشؤون العربية، كما أن للمشاكل والتحديات التي تواجهنا في المملكة نصيب كبيرا في أحاديثهم، مؤكدا بأن معظم أبناء الجالية المصرية مرتاحون جدا في البقاء في السعودية، بدليل أن بعضهم متواجد في السعودية منذ عقود طويلة، كما أكد بأن هناك أفراد من الجالية المصرية يتمنون الموت والدفن في الأراضي السعودية
http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=147969
غير متصل
