أحوالنا مع الخطب وقضايا الأمة
أحوالنا مع الخطب وقضايا الأمة
عجبت لأحوالنا مع خطب الجمعة إن المتأمل في أحوال الناس حين سماع
خطبة الجمعة من كل أسبوع وبعدها بفترة وجيزة ليجد الشيء العجاب :
تفاعل حسي مع كلمات الخطيب خاصة إذا كان الخطيب ممن أُودعَ عناصر
التفوق والتأثير وأيضاً حرك شعور داخلي حول القضية التي تحدث عنها ،
فسرعان ما نؤيده ونتفاعل مع الموضوع المطروح بجدية حتى أنه لو طُلب
منا في وقتها عمل ما حول ذلك لأقدمنا عليه دون تردد ودون تفكير في العواقب
ولكن سرعان ما ننسى تلك القضية بل إن حدة تفكيرنا بها تتضاءل تدريجياً حين
أن نبدأ خطواتنا الأولى خارجين من المسجد ، ويزداد بُعدنا عنها بقدر عدد خطواتنا
ونعود إلى سُباتنا العميق بعيداً عن تلك القضية المثارة ، وبهذا تلحق هذه القضية
بسابقاتها من القضايا الكثر ، وتبقى في عالم النسيان إلى أن تُحرك مشاعرنــــا
مرة أخرى فنعود كما كُـنَّا .
فإلى متى ...؟؟
نعم إلى متى ؟ تبقى العاطفة تتحكم بمشاعرنا تجاه قضايانا إلى هذه الدرجة ولا
يبقى هذا الحس مصاحباً لنا دائماً في كوامنا الداخلية وتكون درجة اهتمامنا
بقضية ما هي درجة متزنة على مر الزمــن .
سؤال يحتاج إلى وقفة صادقة مع النفس ، فطالما تركنا لعواطفنا زمام الأمر
تتحكم به كيفما تشاء فلن نقدم لهذا الدين ما يستحق أن يسجله التاريخ
ويدون في صفحات أعمالنا الخيرة . والسلامة .
غير متصل
