Untitled 1
 
  تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 343 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 445 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 579 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 788 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 672 )           »          قمصان نوم تركي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 588 )           »          فستان مناسبات (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 603 )           »          جلابيات مغربية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 620 )           »          ايشارب حرير (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 535 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 946 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > منتدى تاريخ الجزيرة العربية > الكتب والوثائق والمخطوطات
 

الكتب والوثائق والمخطوطات كل الكتب والمخطوطات التي تخص الجزيرة العربية وقبائلها ومؤلفيها


كتاب الحديثي 27 صفحه منه

كل الكتب والمخطوطات التي تخص الجزيرة العربية وقبائلها ومؤلفيها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
كتاب الحديثي 27 صفحه منه

كُتب : [ 30 - 03 - 2004 ]

الإهـــداء

إلى من أحيا في نفسي الأمل في رؤية نجل حقيقي وصورة
واقعية لأولئك العرب الذين قرأنا الكثير ...الكثير عن
كرمهم وكرامتهم.. وعن نبلهم وشهامتهم.

إلى من تعلمت منه الشيء الكثير فعلاً لاقولاً.
إلى الأخ الكريم :

بندر بن سعد الحريول


رفعت له بيضا على رأس شاهــقٍ أعلل ربعي بالثــنـا من خصـــــاله
له ترفع البيضا و يُحدى بذكره فتى تنجلي اكدارهـــا مع فعــــاله
تســلل حــراً بين قـــومٍ أعــزةٍ فعـــمٌ كريمٌ مع جلالة خـــالـه
كان من سوالف العصر وأقضية الزمان ، أن أتعرف على
شهم كريم من أفراد هذه القبيلة - سـبيـع- ، حبـاني
بجوده ، وأضفى عليّ من كرمه ، ناهيك بشهامته ورجولته
وحسن أدبه وخلقه وديانته .
وقد دفعتني هذه المعرفة إلى أن أكتب هذا الكتاب عن
قبيلة هذا الشهم النبيل ، راجياً أن أرد له بذلك بعض أياديه
البيضاء ، وبعض ما طوقني به من آلائه ومننه .







بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ، واتبع نهجه واقتفاه .
وبعد
فلقبيلة سُبَيْع أثر كبير في جزيرة العرب ، وخاصة في منطقة نجد والحجاز ، فهي من أشهر القبائل النجدية ، وأشدها سطوة ، وأقواها بأساً ، و يكفي دليلاً على ذلك ما أحدثته للحملة التركية الطاغية سنة 1237 هـ من هزيمة ساحقة وخسارة جسيمة ، ذاق الأتراك وعملائهم مرارتها و وبالها ، وهذه نهاية كل مستعمرً حقود ، وعميل لئيم ، ولعل هذه الحملة لم تمن - منذ مجيئها- بهزيمة من قبيلة من القبائل مثل هذه الهزيمة .

ولقد ظهرت قبيلة سبيع على مسرح الأحداث في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، وكانت هذه الأحداث عبارة عن مناوشات بينها و بين بعض القبائل ،أو إغارات لها على القرى و المدن أو رحلة لها للاكتيال من بعض المدن التجارية كالأحساء مثلاً .

و في القرن الثاني عشر ، و مع نشأة الدعوة الإصلاحية ،وقيام الدولة السعودية الأولى، رأينا هذه القبيلة وقد انخرطت في سلك الدولة السعودية و اتبعت الدعوة الإصلاحية ، دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ،وهي من أوائل القبائل التي اتبعت هذه الدعوة .

ولقد لعبت هذه القبيلة دوراً هاماً خلال أطوار الحكم السعودي الثلاثة ، وكانت ساعداً قوياً، وحارساً أميناً ، ساهم في بناء لبنات هذا الصرح العظيم الذي شمل الجزيرة العربية .

كما إن للأُسَرِ المتحضرة من هذه القبيلة دوراً كبيراً في دفع عجلة الحضارة إلى الأمام ،فلقد أنشأوا عدة مدن وقرى ،وحكموها ،ومن أشهر هذه المدن مدينة عُنَيْزَة والتي كانت في يوم من الأيام كبرى المدن النجدية ، كما أن لعلماء هذه الأسر أثراً كبير في نشر العلم و المعرفة بين الناس .
وسأتعرض في هذه الدراسة لما إليه، و سأفصل القول فيه ، وقد قسمت هذه الكتابة إلى عدة فصول ، وقدمت لها بمقدمتين :
المقدمة الأولى: في أهمية علم النسب .
المقدمة الثانية : في فضل العرب .
- 3-
ثم بدأتُ الكتاب بالفصول التالية :
1 ـ أصل كلمة سُبَيْع ، وقد اعتمدت في هذا الفصل على كتب النسب و اللغة.
2 ـ نسب قبيلة سُبَيْع ، وفروعها البدوية ، و أسرها المتحضرة، وقد اعتمدت على مراجع كثيرة من أهمها :
أ ـ معجم قبائل المملكة العربية السعودية .
ب ـ معجم قبائل الحجاز .
ج ـ جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد .
د ـ المنتخب في ذكر أنساب قبائل العرب
هـ ـ كنز الأنساب .

3 ـ رحلة سبيع وهجرتها من رنية والخرمة إلى أوساط نجد .
4 ـ تناء العلماء والنسابين على هذه القبيلة ، وقصائد في مفاخر سبيع .
5 ـ أيام سبيع وتاريخها ، وعلاقتها بالقبائل والحكومات ، وهذا الفصل من أهم فصول الكتاب ، وقد اعتمدت فيه على كثير من المراجع المخطوطة والمطبوعة ، ولعل أهم هذه المخطوطات كتاب (تحفة المشتاق في أخبار نجد و الحجاز والعراق ) لابن بســام ت 1346 هـ ، وقد وجدت فيه معلومات تفرد بها عن غيره من المؤرخين النجديين ، ويظهر أنه اعتمد على مصدرٍ لا يزال حتى الآن مجهولاً لدينا ، أو نسخة أوفى من أحد المصادرالمتداولة في الوقت الحاضر ، وقد يكون هذا المصدر هو تاريخ ابن لعبون ، لأن ابن بســام سمى مراجعه ومصادره ، وليس فيها ما هو غريب علينا سوى تاريخ ابن لعبون الذي لم نطلع منه إلى على جزء صغير طبع سنة 1357 هـ في مطبعة أم القرى ، وقد ذكر الشيخ عبد الله البسـام في كتابه (علماء نجد ) أنه اطلع على نسخة مخطوطة من هذا التاريخ ، وقال عنه :

(بعد من أحسن التواريخ ،لا يزال مخطوطاً و أكثر ما فيه لم يذكره مؤرخو نجد، وكأنهم لم يطلعو عليه كما اطلعوا على تاريخ الناخري الذي سلخوه بلا ردِّ شكراً ) أ.هـ

وهذا ما يؤيد ما ذكرته .
- 4-


أما الصادر المطبوعة التي اعتمدت عليها في هذا الفصل فمنها: تاريخ ابن بشـر و تاريخي ابن عيسـى و تاريخ الفاخري .

6 ـ ديار سبيع ،وعمدتي في ذلك كتب معاجم البلدان ، كمعجم ياقوت ومعجم الميامة ومعجم المنطقة الشرقية .
كما اعتمدت على كتاب ( صفة جزيرة العرب ) للهمذاني، و كتاب ( بلاد العرب) للفدة الأصفهاني .

7 ـ علماء سبيع ،وأفراد عليه فيهذا الفصل هو كتاب (علماء نجد خلال ستة قرون) للشيخ عبدالله البسـام ،و عليه اعتمدت كما إنني رجعت إلى كتب أخرى ككتاب (شعراء هجر ) للدكتور عبد الفتاح الحلوه و كتاب ( مشاهير علماء نجد ) لعبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ ـ رحمه الله ـ وفبل هذه الكتب زمناً كتاب ( السحب الوابلة على ضرائح الحنالية ) لابن حميد النجدي السبيعي العامري .

8 ـ فرسان القبيلة وشعراؤها ، وفد ذكرت المراجع التي رجعت إليها في مواضعها من هذا الفصل .

وما هذه إلا محاولة أولى لتأليف هذا الكتاب ، بذلت فيها ما أمكنني بذله لجمع تاريخ هذه القبيلة من بطون الكتب والمخطوطات ،ومن أفواه الرواة ، وسأقوم ـ إن ساعدتني الأقدارـ بمحاولة أخرى أجوب خلالها ديار هذه القبيلة ،وألتقي بشـيوخها ، أسـائلهم عمّا أشغل علي من أنسابهم وأخبارهم ، وأناقشهم فيما أراه يحتاج إلى نقاش ،لنخرج سوياً بمعلومات على أكبر قدر من الصحة ،ومن ثم بدراسة متكاملة الجوانب .





- 5-



وأنا بعد هذا كله لا أدعي الإبداع و الإتقان ، حا وحسبي أنني قدمت عملاً آمل أن يرضاه العلماء العارفون ،ويعجب به المنصفون ، أما غيرهم فـ (عليّ نحتُ القوافي من معادنها .. .. .. ) .

و أرجو أن أكون قد سددت ثغرة في تاريخ بلادنا بدراستي لتاريخ هذه القبيلة ،و أسهمت في بناء لبنة من لبنات العلم و المعرفة .


وأخيراً أتوجه بالسكر الجزيل إلى علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر ، الذي ساعدني في بعض جوانب هذا البحث ، وفتح لي مكتبته أطلع على كتبها و مخطوطاتها وأستعير ما أشاء منها ، كما أشكر الشيخ عبدالله بن خميس الذي ساعدني في تصحيح بعض الأشعار الواردة في الفصل الخاص بشعراء سبيع ، وأشكر أيضاً الأستاذ العلامة الدكتور عبد الرحمن العثيمين الذي قرأ جلَّ فصول هذا الكتاب ، وكتب ملاحظاته على مسوداته الأصلية ، فجزاهم الله خير الجزاء ، كما أشكر فضيلة الدكتور عبد الله الصالح العثيمين على ما أبداه من ملاحظات .

هذا وأسـأل الله العلي العظيم ألا يحرمني الأجر و المثوبة ، و أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، إنه وليُّ ذلك و القادر عليه ، و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله وصحبه وسلم .



كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه تعالى


سليمان بن محمد الحديثي

الرياض ـ الربوة
5 / 5 / 1414 هـ
ـ 6 ـ


رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : كتاب الحديثي 27 صفحه منه

كُتب : [ 30 - 03 - 2004 ]

مقدمةٌ في أَهَمْيَّةِ عِلْمِ النَّسَب

علم النسب علم أصيل شريف جليل القدر رفيع المنزلة ، وهو علم تفوقت به الأمة العربية على سـائر الأمم ، وتفردت به ، و افتخرت به عليهم رغم حرص تلك الأمم على تقييد أنسـابهم ، و لقد ألف علمائهم في أنسـابهم ، فهناك من ألف في أنسـاب الفرس ، و آخر في الترك ، وثالث في اليونان و في الأكراد و الصابئة وغيرهم (1) .

و مع ذلك لم تستطع هذه الأمم أن تتقن أنسـابها كما أتقنه العرب ، ولعل من أسباب ذلك كون الأمة العربية أمة شاعرة ، فحفظ لها الشعر أنسـابها و منذلك أيضاً : بقاء قسم كبير منها على بداوته الأصلية ، و البادية أكثر عناية بالأنسـاب من الحاضرة .

و لازالت هذه الأمة منذ جاهليتها و إلى يومها هذا حريصة أشد الحرص على العناية بأنسـابها و تسجيلها ، إلى أن نبغت نابغة من أدعياء الثقافة في العهود الأخيرة ، تحاول إسقاط هذا العلم وتقليل أهميته ، بل إلغائها بالكلية . و وجدت هذه النابغة تكأة لها في حديث يروى عن أكرم الخلق: (علم النسب علم لا ينفع وجهالة لا تضر ) .

و نقول لهؤلاء القوم : رويداً ، ار على أنفسكم ، فتكأتكم منهارة و جداركم منقض ، وحديثكم كردود معلول ، أعله الإمام الذي رواه أبو عمر بن عبد البر ـ طيب الله ثراه ـ
( تـ 463 هـ ) ، فقد قال بعد أن ساق الحديث بإسـناده :
( في إسناد هذا الحديث رجلان لا يحتج بهما ،و هما سـليمان و البقية (2) ) .


ــــــــــــــــ
(1) :انظر,, مروج الذهب,, للمسعودي جـ1 ، و انظر تعليقات الأمير شكيب أرسلان على تاريخ ابن خلدون2 / 3 ـ 30
(2) : ,, جامع بيان العلم وفضله ,,

ـ 7 ـ



وقال أيضاً من مقدمة ,, الأنباه على قبائل الرواه ,, بعد أن ذكر بعض الآثار والأحاديث في فضل علم النسـب :
,, ولعمري ما أنصف القائل : إن علم النسـب علم لا ينفع ،وجهالة لا تضر لأنه بين نفعه لما قدمنا ذكره ,,(1) .

وقد أعل هذا الحديث أيضاً الأمام أبو محمد بن حزم ( تـ 456 هـ ) .
فقد ذكر في مقدمة ,, جمهرة أنسـاب العرب ,, فضيلة علم اليسـب وفوائده وأهميته ، ثم قال :
,, فوضح بما ذكر بطلان قول من قال : إن علم النسـب لاينفع وجهالة لا تضر ، وصحَّ أنه بخلاف ما قال ، وأنه علم ينفع و جهل يضر ، و قد أقدم قوم فنسـبوا هذا القول إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال علي : و هذا باطل ببرهانين :
أحدهما : انه لا يصح من جهة النقل ، و ما كان هكذا فحرام على كل ذي دين أن ينسـبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم خوف أن يتبوأ مقعده من النار إذ نقول عليه ما لم يقل .
والثاني : أن البرهان قام بما ذكرناه آنفاً على أن علم النسـب علم ينفع وجهل يضر في الدنيا والآخرة (2) .

ونقل العلامة لبن خلدون ( تـ 808 هـ ) في تاريخه(3) تضعيف هذا الحديث عن الأئمة الجرجاني و ابن حزم و ابن عبد البر .

و فضيلة هذا العلم و أهميته بادية لكل ذي عينين ، بل إن منه ما لا يسـع الإنسـان جهله ، و منه ما كان فضيلة تعلمه ، و يكون من جهله ناقص الدرجة في الفضل ، قال ابن حزم: ,, و كل علم هذه صفته فهو علم فاضل ، لا ينكر حقه إلا جاهل أو معان (4).

ـــــــــــــــ
(1): صـ44ــ (3): 1/4
(2): صـ3ــ (4): صـ2ــ
ـ 8 ـ

فأما الفرض فيعلم النسـب فهو أن يعلم المرء أن محمداً صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله إلى الجن و الإنس بدين الإسـلام ، هو محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي الذي كان بمكة و رحل منها إلى المدينة .
قال ابن حزم :
,, فمن شك في محمد صلى الله عليه وسلم أهو قرشي أم يماني أم تميمي أم أعجمي ، فهو كافر غير عارف بدينه ، إلا أن يجوز بشدة ظلمة الجهل ،و يلزمه أن يتعلم ذلك ، و يلزم من صحبه تعليمه (1) ,,
والتفكير مبالغة من مبالغات ابن حزم لا يوافق عليه .
ومن الغرض في علم النسـب : أن يعلم المرء أن الخلافة لا تجوز إلا في قريش ، وهذه من عقيدة أهل السنة و الجماعة ،لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الأئمة من قريش ) (2) ولذلك لما اجتمع الأنصار يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج عليهم الصديق ـ رضي الله عنه ـ بهذا الحديث فرجعوا إليه و بايعوه .
و من الفرض أن يعرف الإنسان أباه وأمه وكل من يلقاه بنسـب في رحم محرمة ليجتنب ما يحرم الله علنه من النكاح فيهم ، وأن يعرف كل من يتصل به برحم توجب ميراثاً ، أو لازماً له من دينه . يقول الرسول عليه الصلاة و السلام :
( تعلموا من أنسـابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإذا صلة الرحم محبة من الأهل مثراة من المال ، منسأة في الأجل ، مرضاة للرب )(3) . تلزمه صلة أو نفقة أو معاقدة أو حكماً ما ، فمن جهل هذا فقد أضاع فرضاً واجباً عليه ،
ـــــــــــــــــ
(1): صـ2ــ
(2): هذه الرواية مشهورة بين المؤرخين ،ولكني وجدت ابن حجر العقلاني يقول عنها: ( وليس هذا اللفظ موجود فيكتب الحديث ،عن أبي بكر-رضي الله عنه- ، وإنما في الصحيحية و غيرهما من قصة السقيفة قول أبي بكر :إن العرب لاتعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ) انظر موافقة الخُبر الخَبَر : 1/480 ،وحديث: (الأئمة من قريش) رواه أحمد 3/ 129 ، 183 ، وقال الهثيمي :رجالة مجمع الروائد : 5/192 ، وحمد الألباني ، رواه القليل :
(3): رواه أحمد 2/374 والترمذي 4/ 351 رقم (1979)و الحاكم :4/161 ومحمد ،والهمذاني : 1/5 ، و الأصفهاني ، انظر السلسلة الصحبية رقم (276)

ـ 9 ـ

و أما الذي تكون معرفته فضلاً على الجميع ، وفرض كفاية فمثل معرفة أسماء أمهات المؤمنين المفترض حقهن على جميع المسلمين ، و نكاحهن عليهم حرام ، و معرفة أسماء أكابر الصحابة من المهاجرين و الأنصار _رضي الله عنهم_ وقد صح عن رسول الله أنه قال :
( آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار) (1) فهم الذين أقام الله بهم الإسلام، وأظهر الدين ، و صح عنه أيضاً (2) أنه أمر كل من ولي من أمور المسلمين شيئاً أن يستوصي بالأنصار خيراً ،وأن يحسن إلى محسنهم و يتجاوز عن مسيئهم ، فإذا لم نعرف أنسـاب الأنصار ، لم نعرف إلى من نحسن و لا عمن نتجاوز .

ومن ذلك أيضاً معرفة من يحق لهم حق في الخمس من ذوي القربى ، ومعرفة من تحرك عليهم الصدقة من آل محمد عليه السلام ، فمن لاحق له من الخمس ، ولا تحرم عليه الصدقة .

ثم إن هناك مسائل من الفقه تعتمد على معرفة النسب كالجزية والاسترقاق وأحكام الوقف ، إذا خص المواقف بعض الأقارب و الطبقات دون بعض ، وأحكام الوراثة، و أحكام الأولياء في النكاح فيقدم بعضهم على بعض ، وأحكام العائلة (3) من الدية، وبعض الفقهاء يعتبر كفاءة النسب بين الزوجين في الكاح ، وبعضهم أيضاً يفرق في أخذ الجزية ومن الاسترقاق بين العرب و العجم ، ويفرق بين حكم نصارى بني تغلب ، وبين سائر أهل الكتاب في الجزية .


ـــــــــــــــــ
(1): البخاري : 5 / 40 ، مسلم : 2 / 63
(2): البخاري : 5 / 43 ، مسلم : 16 /68
(3): العائلة : القرابة من قبل الأب الذين يعطون دية قتل الخطأ .




ـ 10 ـ

و لما أقنع المشركون من هجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تصدى لهم حسان بن ثابت رضى الله عنه ، فخشي الرسول أن يتعرض لنسبه وقال لحسان : ,, إن لي فيهم نسباً فائت أبا بكر فإنه أعلم قريش بأنسابها فيخلص لك نسبي ,, فقال حسان : والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم و نسبك سل الشعرة من الهجين ، فهجاهم فقال له رسول الله :
,, لقد شفيت و اشتفيت ,, (1)

ومن ذلك أيضاً أن تعرف الفاضل من الفضول ، والشريف من الوضيع ، فهناك قبائل كريمة رفيعة المنزلة ، وهناك قبائل منحطة و ضيعة القدر . وهناك قبائل كريمة دون أخرى من المنزلة . فهل نساوي بالعرب سائر الأمم ؟
أم هل يساوي بقريش سائر العرب ؟ و ببني هاشم سائر العرب ؟
لا والله فالعرب خير من العجم ، وقريش خير من العرب و بنو هاشم خير من قريش .

وقد ثبت عنه أنه فضل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، وثبت عنه أنه فضل بعض قبائل العرب على بعض ، وأثنى على بعضها ، نفى الصحيحين عن أبي هريرة
-رضي الله عنه - أنه قال: ,, لازلت أحب تميماً لثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال :هم أشدُّ الناس على الرجال ، و لما جاءت صدقاتهم قال: هذه صدقات قومي ،وكانت منهم سبية عند عائشة فقال : اعتقيها فإنها من ملة إسماعيل ,,(2) أ الأنصار ، فقدم بني عبد ا ثم بني عبد الأشعل ثم بني الحارث بن الخزرج ثم بني ساعدة ، ثم قال: ,, في كل دور الأنصار خير ,, (3) .
وذكر بني تميم و بني عامر بن صعصعة وغطفان ، ثم أخبر أن مزينة و جهينة و أسلم وغفاراً خير منهم يوم القيامة .


ــــــــــــــــــ
(1): رواه مسلم(2490) والطبراني ( 3582) ، و علوم النبلاء : 2 /515
(2): البخاري : 3 / 194 ، ومسلم 16 / 78
(3): جمهرة العرب : 4 .
(4):مسلم : 16 /75 , والبخاري :4 / 221
ـ 11 ـ


ولو لم يكن في علم النسب منفعة لما اشتغل به الصحابة و التابعون وأكابر العلماء ، فهذا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أعلم الناس بنسب قريش و سائر العرب ، و كذلك جبير بن مطعم و عقيل بن أبي طالب و ابن عباس ، وكانت الصديقة بنت الصديق كذلك ، رضي الله عنهم أجمعين .
ومن الأئمة : ابن شهاب الزهري و الشافعي و أبوعبيد القاسم بن سلام و الدارقطني وابن حزم وابن عبد البر وابن قدامة و السمعاني و الذهبي و ابن حجر العسقلاني و ابن ناصر الدين و جمهرة أخرى غيرهم (1).
وكما ترى فإن أكثر الناس اشتغالاً بهذا الفن هم أهل الحديث ، وهم الفرقة الناحية ، و الطائفة المنصورة ، وهم زبدة وعصارة الفكر الإسلامي الخالي من شوائب البدع و الضلالات ، ومن هذا وحده ردًّ على من يطغى في هذا العلم الشريف .

ولما فرض عمر بن الخطاب و عثمان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم الديوان ديوان العطاء ، جعلوه على القبائل ، ولو لا علمهم بالنسب لما أمكنهم ذلك .

ولو أخذنا في ذكر فوائد هذا العلم لطال بنا القام ، و لم نقصد من ذلك سوى الرد على من قلل أهميته و أسقط قيمته : وكل ذلك يحث على دراسة هذا العلم و العناية به ، مع الحذر مما يقع به البعض من الطعن من الأنساب ، و التنافر في الأحساب فهي بلية عظمى ، وطآمة كبرى ، توفر الصدور وتولد الأحقاد و تجلب الإحن و المحن وتسبب الفتن ، وقد حذرنا من لاينطقه عن الهوى عن هذه الأمور ، وبيّن أنها من مسائل الجاهلية .


ــــــــــــــ
(1): انظرهم وغيرهم مفصلين من كتاب ,, طبقات النسابين ,, للشيخ بكر أو زيد , و ,,المستدرك على طبقات النسابين ,, لكاتب هذه الأسطر ، نشر بعضه في مجلة العرب ، ولا يزال أكثره مخطوطاً .
وانظر ,, منية الراغبين في طبقات النسابين ,, لكمونة .


ـ 12 ـ

فقال عليه الصلاة و السلام : ,,أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب ، و الطعن في الأنساب ، و الاستسقاء بالنجوم ، و النياحة ,,(1) .

وهذا الحديث خرج منه كخرج الإخبار و الذم ، أيّ أن الأمة ستفعلها مع العلم بتحريمها أو مع الجهل بذلك ، مع كونها من أعمال الجاهلية المذمومة المكروهة المحرمة .

ـــــــــــــــ
(1): رواه مسلم 2/644
والفخر بالأحساب : أي التشرف بالآباء و التعاظم بعد مناقبهم ومآثرهم وفضائلهم ، على سبيل التنافر لا الإخبار، ,, وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عند زلفى ,, لأبي دأودٍ: ,,إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء ، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي ، الناس بنو آدم ، وآدم من تراب، ليدعن رجالهم فخرهم بأقوام إنما هم فحم نار جهنم ، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنها النتن ,, ، وفخر الإنسان بعمله مذموم، فكيف بعمل غيره .
رواه أبو داود (5116) والترمذي (3955) و محمد شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم 1/216
أما إذا كان ذكر المآثر و المناقب على سبيل الإخبار فلا بأس به .
و الطعن في الأنساب: أي الوقوع فيها بالعيب و النقص وقصد الذم و الحط من الرتبة ، ولما عيّر أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ بأمه بسوادها ، وقال له: يابن السوداء ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية ,, متفق عليه .
وانظر : ,, تيسير العزيز الحميد ,, 452 ، فتح الحميد لابن منصور مخطوط
,, فتح المجيد ,, 320 ، حاشية كتاب التوحيد 230
,, مسائل الجاهلية ,, وزوائدها للآلوسي وللدرويش .





ـ 13 ـ

رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : كتاب الحديثي 27 صفحه منه

كُتب : [ 30 - 03 - 2004 ]

ومن هذا التفاخر المذموم المنهي عنه ، ماوقع بين العدنانية و القحطانية من تقاخر أدى إلى صراع إذكى فتيلته الشعراء قرون عديدة ، وسأروي لك خبر قصيدة واحدة ،و ما جرته من ويلات و شرور :

ذكروا (1) أن الكميت بن زيد الأسدي قال قصيدته الزينة المذهبة في مفاخر عدنان ، لما قض بها أشعار حكيم بن عياش الكلبيالذي أولع بهجاء مضر ، و مطلع هذه القصيدة :


ألا حـُيِّيـتَ عَنَّـا يا مَـد ينـا و هـل بـأسٌ بـقول مسـلمينـا
لـنا قـمر السـماء وكل نـجم تـشـير إليـه أيـدي المهتدينـا وجـدت الله إذ سـمى نـزاراً و أسـكـنهم بـمكـة قـاطنينـا
لنـا جـعل الكـارم خـالصات و للنـاس القفـا، ولنـا الجـبينـا


وهي طويلة و رائعة ،ذكر(2) أبو الفرج الأصفهاني أنها تبلغ ثلاثمائة بيت ولم يترك فيها حياً من أحياء اليمن إلا هجاهم ، فانفجر الشر وأفرخ ، وثار اليمانيون ومن يتعصب لعرقهم و قال دعبل الخزاعي قصيدة من نفس القافية و الوزن بالغ فيها في الهجاء و أولها :


أفـيقي من مـلامك يـاظعيـا كـفاك اللـوم مـرّ الأربـعينـا
فإن يـك آل إسـرائـيل مـنكم و كـنتم بـالأعـاجم فـاخرينـا
فلا تنـس الخـنازيـر اللواتـي مسـخـن مع القرودر انجاسئينـا
بأيلة و الخليـج لـهم رسـوم و آثـار قـدُمـْنَ و مـا بـلينـا
وما طلب الكمـيت طلـوب وتر و لـكننـا لـنصرتنـا هـجينـا
لقد عـلمت نـزار أن قـومـي إلى نـصر الـنبـوة فـاخرينـا






ــــــــــ
(1): ذكر أبو الفرج في الأغاني 17/9 أن الكميت كان يقول لشعراء مضر حين يهجون حكيم بن عياش ويجيبهم : هو و الله أشعر منكم . قالوا :فأحب الرجل ، فقال : إن خالد بن عبد الله القسري محسن إلي فلا أقدر أرد عليه ، قالوا: فاسمع بأذنك ما يقول في بنات خالك من الهجاء ، وايشدوه ذلك فحمي وقال المذهبة : ,, ألا حييت عنا يامدينا ,, ويقول الرواة إنها أكثر من300 بيت .
ـ 14 ـ



هـم كتبـوا الكتـاب ببـاب مرو وبـاب الصـين كـانوأ الكـاتبينـا
قتلنا بـالفتـى القســري منـهم وليـدهـم أمـيـر المـؤمـنينـا
ومروا فـاقـتلنـا عـن يـزيـد كـذاك قـضـاؤنـا مـن المعتدينا
ويـا بن السـمط منـاقـد قتلنـا محمـداً بـن هـارون الأمـينـا
و مـن يـك قتلـه سـوقـاً فإنـا جعـلنـا مقـتل الخـلـفاء دينـا (2)

ويقال إن قصيدة دعبل تبلغ 600 بيت ، وقد حمل ذلك أبو سعيد المخزومي أن يقول :

وأعجـب مـا سمعنـا أو رأينـا هجـاء قالـه حـي لـميـت
وهذا دعبـل كـلـفٌ مـعـنى بتـسـطير الأهاجـي في الكـميت
و مـا يـهجو الـكميت وقد طواه الـروى إلا ابن فـاعلـة بـزيـت

ولأبي سعيد أيضاً نونية ما قض بها دعبل (3) .
ثم جاء الحسن بن زيد أبو الذلفاء ، فنقض قصيدة دعبل وقصيدة ابن أبي عينية(4) بقصيدة يهجو بها قبائل اليمن ويذكر مثالبهم ، ولم يكتف بل فسرها وذكر الأيام و الأحوال و سماها ,, الدافعة ,, ولعله أول من اتبع هذا الاسم ، ومطلع قصيدته :

أمـا تـنفك مـتبولاً حـزينـا بحـب البـيض تعصـى العـاذلينـا









ــــــــــــ
(1): القسري : هو خالد بن عبد الله القسري قتل سنة 126هـ بأمر الوليد بي يزيد .
ووليدهم : هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك قتل سنة 126هـ في قصة مشهورة، انظرفي ,, البداية و النهاية ,, 10/10 ، 23
(2): ديوان دعبل الخزاعي 148 ، الأغاني 20/120
(3): تطاول الشر بين أبي سعيد المخزومي ودعبل الخزاعي ، مما دفع بني مخزوم إلى أن ينكروا نسب أبي سعيد ، وينفونه عن يسبهم ، وأشهدوا بذلك على أنفسهم، خوفاً من لسان دعبل و‘ن يعمهم باللعنات .
(4):ذكر أبو الفرج الأصفهاني في ,, الأغاني ,, 20/120 أن عبد الله بن ألي عينية هجا نزاراً بقصيدة مشهورة وفضل عليها قحطان،وقد ناقض مذهبة الكميت . ,, الأغاني ,, 17/1

ـ 15 ـ



ثم جاء الحسن بن زيد الحمْداني ت 332 هـ ، وقال قصيدته المشهورة وأولها:
ألا يا دار لـولا تنـطقينـا فإنـا سـائلوك مخبرينـا (1)
وهي طويلة جداً ومشروحه (2) بكتاب كبير ، قيل إنه من تأليفه ، وقيل إنه من تأليفه ، وقيل إنه لابنه أو لأحد تلاميذه .
وقد رد عليه زيد بن محمحد العدوي من أحفاد عمر بن الخطاب فقال قصيدة سماها العدوية و مطلعها :
طربت وقد هجرت الهو حينا وحاج لي الهواء داء دفينـأ
فناقضها المؤرخ محمد بن حسن الكلاعي ت 404 هـ بقصيدة على يفس الوزن و الروي ، أولها :
أبت دمن المنازل أن تبينـا إجابة سـائـلينا و معرجينـا


ثم جاء في القرن السادس مسلم بن العليف العدناني(3) وقال قصيدة طعن فيه قبائل قحطان وافتخر بالعدنانية ومطلعها:
ما عبت مذ كنت للأحباب مظنونا ولا بثثت من الأسرار مكنونـا
وأبياتها 62 بيتاً ، و رد علنه علي بن سليمان الأسلمي القحطاني بقصيدة جميلة تبلغ 125 بيتاً وأولها :
فخارنـا بسيوف الهند يكفينـا عن فخركم آل عدنان و يغنينـا

ثم جاء صفي الدين الهدي بن إبراهيم الوزير ت854 هـ ، فناقض الأسلمي بقصيدة عدد أبياتها 170 بيتاً و أولها:
فخارنـا برسول اللـه يكفينـا عن كل فخر و أن الأنبياء فينـا
وسماها دامغة دامغة الدامغة .






ـــــــــــ
(1): هذه رواية ياقوت في ,, معجم الأدباء ,, 10/231 ، ورأيت عن ذكرها :,, فإنا سائلون و ومخبرونا ,, دامغة الدامغ 44 .
(2): دامغة الدوامغ 49 ، كنز الأنساب 308
(3): طبع الشرح بتحقيق الأكوع من مجلدين .


ـ 16 ـ



ومن السنين الأخيرة نشر وزير خارجية آخر أئمة اليمن الأستاذ أحمد بن محمد الشامي قصيدة سنة 1386 هـ ،و دعاها ,, دامغة الدوامغ ,, ومطلعها:
أغفـي فـي سـبيل الأولينـا فـنمـدح تارةً و نـذم حينـأ
ناصرفيها الإمام البدر وقومه ، وهجا مخاليفهم ، فرد عليه من الجانب الآخر الأستاذ مطهر بن علي الأرياني بقصيدة مطلعها :
أيـا وطني جعلت هواك دينـا و عشـت على شعائره أمينـا


هذا هو خبر قصيدة واحدة و ما جرته من تبعات ، فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولقد حدثت بسببهذه العصبية الممقوتة حروب طاحنة فرقت الصفوف ، وهدمت البتيان ، ومزقت الأمة ، وشغلتها عن رسالتها ، و لقد عانت منطقة اليمن من وبال هذه الحروب سنوات عديدة ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .
ولعلم هؤلاء المتفاخرون أن العبرة بالأعمال لا الأنساب ولن ينفع المرء يوم القيامة حسبه ولا نسبه ، لن ينفعه سوى عمله الصالح وعلمه النافع ، وليدعوها فإنها فتنة .





















ـ17 ـ



مقدمة في فضل العرب


من المقرر في عقيدة السلف الصالح أن جنس العرب أفضل من جنس غيرهم ، وليس العربي بعينه أفضل من غيره ، فقد يكون العربي أفضل من غيره ، وقد يكون غيره أفضل منه ، وهنا يكون التفاضل بالتقوى .
ونحن لم نقل بأن فضيلة العرب إلا لأن الله جل وعلا فضلهم فجعل خير رسله منهم ، و خير كتبه بلسانهم ، ولأن محمداً صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدق فضلهم على غيرهم من سائر الأجناس البشرية ، و لقد اتفق العلماء المقتد بهم على أفضلية العرب على من سواهم .

ولو أتى نص من كتاب أو سنة بتفضيل غيرهم من الشعوب الأخرى عليهم لسمعنا و أطعنا ، و لو عدم النص بتفضيلهم أوتفضيل غيرهم لفضنا العرب ، لأن هذا هو الذي يحكم به العقل المجرد ، و المنصفون من سائر علماء الأمم الأخرى ، و فلاسفة التاريخ يقرون للعرب بالتقدم في الكرم و الجود و الشجاعة و الشهامة و المروءة و النخوة و النبل و الوفاء و الذكاء و الفصاحة و البلاغة و البيان ، وحسن الخلق ، وجود النفس ، وهذه أهم الصفات التي تتميز بها النفس البشرية .


ولقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية ت728 هـ كلمة جامعة مانعة في هذا الموضوع شأنقل أكثرها لأهميتها:
قال رحمه اللـه:
( إن الذي عليه أهل السنة و الجماعة : اعتقاد أن جنس العربأفضل من جنس العجم ، عبرانيهم وسريانيهم ، روميهم وفاريسهم وغيرهم.
و أن قريشاً : أفضل العرب وأن بني هاشهم :أفضل قريش
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل بني هاشم ، فهو أفضل الخلق نفساً ، وأفضلهم نسبا .
وليس فض العرب ، ثم بني هاشم لمجرد كون النبي صلى الله عيه وسلم منهم ،وإن كان هذا من الفضل ، بل هم في أنفسهم أفضل ، وبذلك يثبت لرسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم :
أنه أفضل نسبا ونفساً ، و إلا لزم الدور .




ـ 18 ـ



ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني ، صاحب الإمام أحمد ، في وصفه للسنة التي قال فيها : ,, هذا مذهب أئمة العلم و أصحاب الأثر ، وأهل السنة المعروفين بها ، المقتدى بهم فيها ، وأدركت من علماء وأهل العراق ،و الحجاز، و الشام وغيرهم , عليها ، فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب، أوطعن فيها ، أو عاب قائلها ، فهو مبتدع خارج من الجماعة، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق ، وهو مذهب أحمد و إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، وعبد الله بن الزبير الحميدي ، وسعيد بن منصور ، وغيرهم مما جالسيا ، و أخذنا عنهم العلم ، وكان من قولهم : إن الإيمان قول وعمل و نية ,,

وساق كلاماً طويلاً إلى أن ققال :
,, ونعرف للعرب حقها وفضلها و سابقتها وحبهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حب العرب إيمان و بغضهم نفاق ) . ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ، ولا يقرون بفضلهم ، غإن قولهم بدعة وخلاف ,,
ويروى هذا الكلام عن أحمد نفسه في رسالة أحمد بن سعيد الاصطخري(1) عنه ـ إذ صحت ـ وهو قوله ، وقول عامة أهل العلم.

وذهبت فرقة من الناس إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم ، وهؤلاء يسمون الشعوبية ، لانتصارهم للشعوب التي هي مغايرة للقبائل ،كما قيل: القبائل للعرب ، و الشعوب للعجم .

ومن الناس من قد يفضل بعض أنواع العجم على العرب .
والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نفاق : إما في الاعتقاد ، وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس، مع شبهات اقتضت ذلك .
ولهذا جاء في الحديث: ( حب العرب إيمان وبغضهم نفاق ) ، مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى النفس ، ونصيب للشيطان من الطرفين ، وهذا محرم في جميع المسائل . فإن الله قد أمر المؤمنين بالاعتصام بحبل الله جميعاً ونهاهم عن التفرق و الاختلاف ، و أمرهم بإصلاح ذات البين ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر ) .


ــــــــــــ
(1) : انظر الرسالة من ,, طبقات الحنابلة ,, 1/24 ـ 36


ـ 19 ـ



وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا، كما أمركم الله ) وهذان حديثان صحيحان و في الباب من نصوص الكتاب و السنة ملا يحصى .


و الدليل على فضل جنس العرب ، ثم جنس قريش ، ثم جنس بني هاشم ما رواه الترمذي ، من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد ،عن عبد الله بن الحارث ، عن العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ قال : ,, قلت يا رسول الله إن قريشاً جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم ، فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض . فقال النبي صلى الله عليه وسلم :(أن اللـه خلق الخلق ، فجعلني من خير فرقهم ، ثم خير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم خير البيوت ، فجعلني في خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً )
قال الترمذي : هذا حديث حسن ، 1.هـ


ثم قال شيخ الإسلام بعد ذكره بكثير من الأحاديث و الآثار الواردة من الباب الصحيحة و الضعيفة :

,, وسبب هذا الفضل ـ و الله أعلم ـ ما اختصوا به في عقولهم و ألسنتهم و أخلاقهم وأعمالهم .و ذلك أن الفضل : إما بالعلم النافع ، وإما بالعمل الصالح . و العلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو الفهم و الحفظ ، وتمام وهو : قوة المنطق ، الذي هو البيان و العبارة . و العرب هم أفهم من عيرهم ، و أحفظ و أقدر على البيان و العبارة . ولسانهم أتم الألسنة بياناً و تمييزاً للمعاني ، جمعاً وفرقاً ، ويجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل ، إذا شاء المتكلم الجمع ، ثم يميز بين كل شيئين مشتبهين بلفظ آخر مميز مختصر ، ....


وأما العمل :فإن مبناه على الأخلاق ، وهي الغرائز المخلوقة في النفس و غرائزهم أطوع للخير من غيرهم ، فهم أقرب للسخاء ، والحلم والشجاعة و الوفاء وغير ذلك من الأخلاق المحمودة ، لكن كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعله ، ليس عندهم علم منزل من السماء ولا شريعة موروثة عن نبي ، ولا هم ـ أيضاً ـ مشتغلين ببعض العلوم العقلية المحضة ، كالطب و الحساب ، نحوها ، وإنما عملهم ماسمحت به قرائهم: من الشعر و الخطب ، أو ما حفظوه من أنسابهم وأيامهم ، أو ما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء و النجوم ، أو من الحروب .


ـ 20 ـ

رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : كتاب الحديثي 27 صفحه منه

كُتب : [ 30 - 03 - 2004 ]

فلما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى : الذي ماجعل الله في اللأرض ولا يجعل أمراً أج منه وأعظم قدراً ، وتلقوه عنه بعد مجاهدته الشديدة لهم ، ومعالجتهم على نقلهم عن تلك العادات الجاهلية ، و الظلمات الكفرية ، التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها ، فلما تلقوا عنه ذلك الهدى العظييم ، زالت تلك الديون عن قلوبهم ، واستنارت بهدى الله الذي أنزل على عبده ورسوله ، فأخذوا هذا الهدى العظيم ، بتلك الفطرة الجيدة ، فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم .
و الكمال الذي أنزل الله إليهم ، بمنزلة أرض جيدة من نفسها ، لكن هي معطلة عن الحرث ، أو قد نبت فيها شجر العضاة و العوسج ، وصارت مأوى الخنازير و السباع .
فإذا طهرت عن المؤذي من الشجر و الدواب ، ولزدرع فيها أفصل الحبوب و الثمار ،جاء فيها من الحرث ما لا يوصف مثله ، فصار السابقون الألوف ، من المهاجرين و الإنصار أفضل خلق الله بعد الأنبياء ، وصار أفصل الناس بعدهم من اتبعهم بإحسان إلى يوم القيامة: من العرب و العجم ,,(1) هـ بنصة .


ويقول مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي (ت 1033هـ) :
,, والدليل على فضل العرب من وجهين ، من المنقول و المعقول :
أما النقل : ..... (وساق كثيراً من الأحاديث و الآثرار الواردة في الباب )
وأما العقل : الدال على فضل العرب ، فقد ثبت بالتواتر المحسوس المشاهد أن العرب أكثر الناس سخاءً و كرماً وشجاعة ومروءة وشهامة وبلاغة وفصاحة .









ـــــــــــــــــ
(1): ,, إقتضاء السراط المستقيم ,, 2/370 ـ 398
وقد فصل ابن تيمية القول في فضل العرب في : ,, جامع الرسائل ,, 1/ 286
و ,, مجموع الفتاوى ,, : 15 /331 ، 19 /30 ، 27 / 472



ـ 21 ـ



ولسانهم أنم الألسنة بياناً ، وتمييزاً للمعاني جمعاً وفرقاً يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل إذا شاء المتكلم الجمع . ويميز بين كل لفظين مشتبهين بلفظ آخر مختصر ، إلى غيرذلك من خصائص السان العربي ,, .(1)

ثم ذكر كلاماً طويلاً لا يعد أن يكون اختصاراً لكلام ابن تيمية السابق .

لذلك نرى كثيراً من العجم ممن يور الله بصائرهم بنور العلم و الإيمان يقرون العرب بذلك ويعترفون بفضلهم ، وقد ألف ابن قتيبة ـ وهو أعجمي فارسي ـ كتاباً نفسياً عن العرب (2) ، ذهب فيه إلى أفضليتهم ورد على من حاول انتقاصهم من الشعوبية ، كأبي عبيدة معمر بن المثنى وغيره.

بل إن مصطعى صبري ـ رحمه الله ـ وهو شيخ الإسلام في الدولة العثمانية التركية التي كانت شديدة الوطأة على العرب في عهودها الأخيرة ،لدرجة أن بعض العلماء لا يستطيع التصريح بحبه للعرب.









ــــــــــــــ
(1): سبوك الذهب في فضل العرب : 40
(2): اختلف في اسم كتابه ، ولعله ,, كتاب العرب ,, و كذا ذكره ببن قتيتة نفسه في كتابه
,, الشعر و الشعراء ,, : 1/ 103 ، وكتابه ,, عيون الأخبار ,, وقد ذكره بهذا الاسم ابن قتيبة في كتابه ,, غريب الحديث ,, انظر في رسائل البلغاء ,, ص344
وفي نهاية المخطوطة الي وجدت منه بدار الكتب المصرية ، ما نصه ,, تم كتاب العرب و علومها ,, ذكر ذلك الراحل محب الدين الخطيب في مقدمة على كتاب ,, الميسر و القدام ,, ص21 ، ويذكر ابن النديم في,, الفهرست ,, ص 86 ، و الفقطي في ,, إبناه الرواه ,, 2/146 كتابا لابن قتيبة بعنوان " التسوية بين العرب والعجم " وأظن أن هذا الكتاب هو نفسه الكتاب السابق ولكن المعروف عن ابن قتيبة تفضيله العرب على العجم ، وهو مذهب أهل السنة والجماعة ، وأبو محمد سني سلفي ، ثم إنه من ثنايا كتابه يقدم العرب على سائر الأمم ، ويرد على من قال بالتسوية. ,, العقد الفريد ,, 3/408





ـ 22 ـ

بحبه للعرب ، أو نشر مؤلفه في فضائلهم(1) ، خوفاً من سطوة الأتراك، الشاهد أن هذا العالم التركي صرح بأفضلية العرب ، وقدسهم على سائر الأمم و الشعوب في كتابه القيم ,, موقف العقل و العلم و العالم من رب العالمين وعباده المرسلين,,

ولكن طآئفة من العجم ممن أشربت قلوبهم حب البدعة والضلال ، جعلت دينها بغض العرب و انتقاصهم ، وإنكار فضائلهم ، ونسبوا كل منقصة إليهم ، ونفو كل فضيلة عنهم ، بل بلغ بهم الأمر إلى أن طعنوا في لغتهم لغة القرآن ، وأرادوا تفضيل لغة الفرس و اليونان عليها ، وطعنوا في أنسابهم ، وركبوا لأنفسهم أنساباً باطلة .


وقد بلغ الحقد بهؤلاء ،و الذين عرفوا فيما بعد بالشعوبية ـ إلى أن يضيع أحدهم ـ وهو سهل بن هارون (2) رسالة يمدح بها البخل و يستصوبه تحدياً للعرب الذين مدحوا الكرم ، وجعلوه فضيلة من فضائلهم .
















ـــــــــــــــ
(1): من هؤلاء : حسني بك باقي زاده ( ت 1325 هـ) ، ألف كتاب ,, منهاج الأدب في تاريخ العرب ,, على إثر إعلان ملك الأسويج و النرويج أن من ألف في هذا الموضوع وحائ قصب السبق فله جائزة ، وكان الذي حاز على الدرحة الإولى الشيخ محمود شكري الآلوسي ـ رحمه الله ـ في كتابه ,, بلوغ الأدب في معرفة أحوال العرب ,, ط ، وحاز كتاب حسني بك باقي زاده ,, الدرجة الراجه ,, وهذا كتاب لم يطبع آنذاك لأن السلطان عبد الحميد ـ كما يقول راغب الطباخ ـ كان لا يسمح بطبع أمثال هذا الكتاب لما فيه من نشر آثار العرب و فضائلهم ، خصوصاً إذا كان من قبل موظف في حكومته ، فبقي هذا الكتاب مهملاً محفوظاً في خزانة كتب المترجم إلى أن حصل الحريق فذهب فيما ذهب ، 1.هـ انظر ,, إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ,, 7/510


ـ 23 ـ
وقد ظهرت الشعوبية أول ما ظهرت ، متبرقعة خلع ستار التسوية بين العرب و العجم ـ وهو على بطلانه أهون مما يليه ـ ثم لمّا اشتد ساعدها إذ نال أصحابها المناصب العالية في عهد الدولة العباسية ، ظهرت سافرة بوجهها المشؤوم ، خالعة جلباب الحياء ، معلنة تفضيل العجم على العرب .

ومن أكابر هؤلاء الشعوبية : أبو عبيدة معمر بن المثنى ، وكان باقعة من البواقع ، وبحرً من بحور العلم ، إلا أنه ـ عفا الله عنا وعنه ـ شعوبي حاقد ، وهو كما قال ابن قتيبة : ,,أغرى الناس بمشتم الناس وألهجهم بمثالب العرب ,, (1)
ومنهم علان الشعوبي (2) ، ولم يترك قبيلة من قبائل العرب إلا و ألف في مثالبها ، و الهيثم بن عدي وحماد الراوية ، ومن شعرائهم : بشار بن برد الفارسي، ذكر أبو الفرج في الأغاني أنه .. كثير التلون ولائه شديد التعصب للعجم ,, (3) ، وقد طفت الشعوبية عليه من جميع النواحي الادبية و الفكرية العقائدية ، و تجاوزت شعوبيته النزعة القومية العرقية إلى النزعة الدينية ، حتى إنه قال قصيد يُصوِّب فيها رأي إبليس في تقديم النار على الطين ، ولقد كانت عبادة النار ـ كما هو معروف ـ من عقائد الفرس المجوس .
قلا قبحه الله :
,, الأرض مظلمة و النار مشرقة و النار معبودة مذ كانت النار ,, (4)












ـــــــــــــــ
(1): ,, كتاب العرب ,, لابن قتيبة ص349 ، فمن ,,رسائل البلغاء ,,
(2): ,, الفهرست ,, ، وذكر أن : صله من الفرس ، وأنه كان منقلعاً إلى البرامكة .
(3): ,, الأغاني ,, 3/ 139 ، ,, الشعوبية ,, ص110
(4): وقد رد على بشار كثير من الشعراء ، منهم صفوان الأنصاري في قصيدته التي منها:
زعمت بأن النار أكرم عنصراً وفي الأرض تحياض الحجارة و الزند
انظر : ,, البيان و التبيين ,, 1/27 ، ,, الفرق بين الفرق,, ص55



ـ 24 ـ

وأبو نواس (1) ، و هو الذي يقول :
,, ليس الأعارب عند الله من أحد ,,
وديك الجن وغيرهم .
ومن علماء الشعوبية أيضاً : البيروني ، وسعيد بن حميد (2) وسهل بن هارون و أبو عبيدة الجيهاني ، وعليه رد أبو حيان التوحيدي في ,, الإمتاع والمؤاتعة ,, وغيرهم .


وقد اتخذت هذه الشعوبية طابعين : الأول أدبي ، والآخر عقائدي فكري ، وقد تصدى لها حينما اتخذت شكلاً أدبياً .
أدباؤنا ـ عرباً وعجماً ـ فحطموا بنيانها ونقضوا أساسها، ومن هؤلاء الأدباء :الجاحظ(3)، البلاذري (4) و أبو حيان التوحيدي وابن عبد ربه الأندلسي(5) ، وغيرهم.
ولما اتخذت طابعاً فكرياً تصدى لها علماء السلف(6) أيضاً ، لذلك نجد في كثير من الكتب العقيدة السلفية فصلاً يتحدث عن فضل العرب .














ــــــــــــــــ
(1):,, العقد الفريد ,, 3/408، وهذا الشطر من قصيدة مطلعها :
,, عاج الشقي على دارٍٍ يسائلها وعجت أسأل عن خمارة البلد ,,
انظر ,, ديوان أبي نواس ,, ص46
(2): ذكر له ابن النديم كتاب ,, فضل العجم على العرب ,, ,,الفهرست ,, 137
(3): في ,, البيان و التبيين ,,
(4): له رسالة في ,, الرد على الشعوبية ,,
(5): في ,, العقد الفريد ,, المجلد الثالث .
(6): خذ على سبيل المثال: الإمام أحمد بن حنبل ، وشيخ الإسلام أبن تيمية وقد ألف جميع من العلماء رسائل مفردة في ذلك منهم : الهالك محي الدين ابن عربي له : ,, المنتخب من مآثر العرب ,, انظر ,, عنوان النهاية ,, 166
و العراقي وله : وو القرب في محبة العرب ,, والهيتمي وله ,, مبلع الأدب في فخر العرب ,, ط وهو مختصر لمصنف العراقي .و عبد القادر الجزيري (ت977 هـ ) له : ,, خلاصة الذهب في فضل العرب ,,

ـ 25 ـ
لم تنقطع الشعوبية بعد هؤلاء ، رغم الردود الساخنة ، بل ظلت ولا زالت ، إلا أنها تخبو تارة وتظهر تارة أخرى ، وكان من أشدِّ هؤلاء الشعوبية على العرب : أبو عمر بن غرسية ، وله رسالة في ذلك ، وقد تصدى العلماء للرد عليها ، فمنهم : أبو يحى بن مسعده ، وأبو جعفر البلنسي ، وأبو الطيب القرودي ، وغيرهم .
وهذه الرسالة و الردود التي عليها نشرها الأستاذ عبد السلام هارون ـ رحمه الله ـ من المجلد الأول من ,, نوادر المخطوطات ,,
ومن الردود على الرسالة التي لم تصلنا : رد الفقيه أبي مروان عبد الملك بن محمد الأوسي و عنوانه : ,, رسالة الأستدلال بالحق على تفضيل العرب على جميع الخلق ,,(1)
ورد ذي الوزارتين أبي عبد الله محمد بنأبي الخصال الغافقي (ت54هـ ) وعنوانه : ,, خطف البارق وقذف الحارق في الرد على ابن غرسية الفاسع ، في تفصيله العجم على العرب وقرعه النبع بالغرب ,,(2)
ورد أبي محمد عبد المنعم بن محمدالخزرجي الغرناطي ، ويعرف يابن الموسى(3) (ت597هـ) ، ورد عبد الحق بن خلف بن مفرج (4) ، وغير ذلك من الردود .

ولقد أعز الله العرب بهذا الدين ، إن ابتغوا العزة بغيره ، أذلهم الله ، ولما قام بعض الزعماء العرب بالدعوة إلى قوميتة العرقية الممقوته : القائمة على غير أساس من الدين ، فقرب الزنادقة و الفسقة ممن يوافقونه على مذهبه الفكري الباطل، وأقصى العلماء و الصالحين ودعاة الخير وجعل مقرهم بعضهم أقبية السجون ، وعلق بعضهم للآخر في حبال المشانقه ، فما زاده الله إلا خذلاناً و انحطاطاً ، وكان لقمة سائغة ، و مزية سهلة لليهود .













ـــــــــــــ
(1): ,, ألف باء ,, 1/ 350 ، ,, كشف الظنون ,,
(2): ,, ألف باء ,, 1/351 ، ,, كشف الظنون ,,
(3): ,, ألف باء ,, 1/351 ، ,, كشف الظنون ,,
(4): ,, مملكة التكملة وتكملة الصلة ,, 1814 ، نوادر المخطوطات (1-4ـ / 240 )


ـ 26 ـ

ولم يروع هذا العقاب الوخيم الذي ناله الزعيم زعيماً آخر ودعياً من الأدعياء ، فسار على منوال سابقه ، وكان الجزاء من جنس العمل .


وعلى كلِ فستنقطع الأحساب والأنساب يوم القيامة ، إلا من عمل صالح ، أو علم نافع ، وسيقدم المرء على ما قدم إنخيراً فخير ، وإن شراً فشر .
وصدق ابن قتيبة إذ يقول (1) :
,, وعدل العول في الشرف أن الناس لأب وأم ، خلقوا من تراب ، وأعيدوا إلى التراب ، وجروا في مجرى البول ، و طووا على الأقذار ، فهذا نسبهم الأعلى الذي يردع أهل العقول عن التعظيم و الكبرياء ، ثم إلى الله مرجعهم فتنقطع الأنساب وتبطل الأحساب ، إلا من كان حسبه تقوى الله ، وكانت ماتته طاعة الله ,, (2) 010 هـ

















ـــــــــــ
(1): ,,كتاب العرت ,, 356 ضمن ,, رسائل البلغاء ,,
(2): لم يرفض ابن عتب ربه هذه الكلمة من ابن قتيبة ، قال تأنه وافق الشعوبيين في ذلك . قال الن عبد ربه :
,, وما رأيت أعجب من ابن قتيبة في كتاب تقضيل العرب ، إنه ذهب فيه كل مذهت من فضائل العرب ، ثم ختم كلامه بمذهب الشعوبية ، فنقض في آخره كل ما بنى من أوله ، فقال في آخر كلامه : ,, وأعدل القول عندي أن الناس كلهم لأب وأم ، خلقو م...... ,,
,, العقد الفريد ,, 3/ 411
وأقول: ليس في كلام ابن قتيبة تناقض ، فإنه بعد ما قرر عقيدة السلف في تفضيل العرب ، أراد أن يردع الشفهاء من أبناء العرب و العجم عن التفاخر الذي جر إلى التناحر .


ـ 27 ـ

رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : كتاب الحديثي 27 صفحه منه

كُتب : [ 30 - 03 - 2004 ]

ايه الاخوه الكرام
امل تكرم عدم كتابة المداخلات تحت هذا الموضوع ريثما نجد بالتنسيق مع ابو جراح بقية الكتاب فقد ارسل لي دسكين الدسك الاول به 27 صفحه والدسك الثاني لم اجد به شيء لسوء بالدسك ثم ارسل لي ملف بطريقة الهوتميل ثم حذفته بعد الادخال خطأ اخر مني
لعل اخا كريما قد حفظ هذا الكتاب ايام نشره يرسل له او يضيفه
اعدكم واعد الخثلان
بأن اوضح النقاط التي اسأ بها الحديثي في التشكيك في بعض الانساب مع انني اقول بانه جهد موفق ورضى الناس غابة لا تدرك ومشكى اهل القلوب الى الله

رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: كتاب الحديثي 27 صفحه منه

كُتب : [ 16 - 04 - 2009 ]

جزاك الله خيرا


رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبيلة سبيع وأخبارها / لسليمان بن محمد الحديثي - كتاب لم ينشر - الراعي منتدى التاريخ والأنساب 40 15 - 01 - 2010 19:19
كتاب الحديثي الجبري الكتب والوثائق والمخطوطات 17 22 - 11 - 2009 01:18
اختنا صفيه السلفيه فاضت روحها إلى ربها فترحموا عليها ((هجرة الطيري)) منتدى الأخبار 1 27 - 06 - 2004 15:13


الساعة الآن 17:02.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها