Untitled 1
 
  ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 119 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 317 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 291 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 570 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 343 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2196 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2199 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2419 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2612 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2585 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > المنتديات الـعـامـة > المنتدى الإسلامي
 

المنتدى الإسلامي فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


من وصايا لقمان الحكيم رحمه الله لابنه وهو يعظه

فتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
مخايل الغربي
وسام التميز
رقم العضوية : 7672
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذيه
عدد المشاركات : 1,824 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مخايل الغربي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post من وصايا لقمان الحكيم رحمه الله لابنه وهو يعظه

كُتب : [ 25 - 12 - 2006 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

من وصايا لقمان الحكيم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته لولده

مررت على كثير من الأنبياء فأستفدت منهم ثمانية حكم :

1ـ إن كنت في الصـلاة فإحـفظ قلبك

2ـ وإن كنت في مـجـالس الناس فإحـفظ لسانك

3ـ وإن كنت في بيوت الناس فإحـفظ بـصـرك

4ـ وإن كنت على الطعام فإحـفظ مـعـدتـك

إثنان لاتذكرهما أبدا :

5ـ إساءة الناس إليك

6ـ وإحسانك إلى الناس

وإثنان لاتنساهما أبدا :

7ـ الله

8ـ والدار الآخره

وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 20 - 02 - 2008 الساعة 00:25
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
منصور الحري
وسام التميز
رقم العضوية : 9801
تاريخ التسجيل : 03 - 10 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,646 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 13
قوة الترشيح : منصور الحري is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : من وصايا لقمان لولده

كُتب : [ 25 - 12 - 2006 ]

**(وإذا قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تُشرك باللّه إن الشرك لظل عظيم ء ووصّينا الإنسانَ بوالديهِ حملتهُ أُمُهُ وَهْناً على وَهْنٍ وفِصَالُهُ في عَامينِ أنِ اشكرُ لي ولِوَالديكَ إليّ المصِيرُ ء وإِنْ جَاهدَاك على أَنْ تُشرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِل فَلا تُطِعهُمَا وصَاحِبهُمَا في الدُّنيَا مَعرُوفاً واتّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إليّ ثم إليّ مرجِعُكمْ فأُنَبِّئُكم بما كُنتم تعمَلونَ ء يا بُنيّ إنّها إنْ تَكُ مِثقَال حبّةٍ مِنْ خَردلٍ فَتكنُ فِي صَخْرةٍ أو في السَّماواتِ أو في الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللّهُ إنّ اللّهَ لَطِي خَبي ء يا بُنيّ أَقِم الصَّلاة وَأْمُر بالمعْرُوفِ وأنْهَى عنِ المنكَرِ واصبِرْ على مَا أَصابَكَ إنّ‏َ ذَلِكَ مِنْ عَزِم الأُمُورِ ء ولا تصَعِر خدَّكَ للنَّاسِ ولا تَمشِ في الأَرضِ مَرَحاً إنّ اللّهَ لا يُحِبُ كُلّ‏َ مُختَالٍ فَخُورٍ ء واقصِدْ فِي مشْيِكَ واغْضُض مِن صَوتِكَ إنّ أنكَرَ الأَصواتِ لصَوتُ الحمِيرِ)**

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
مخايل الغربي
وسام التميز
رقم العضوية : 7672
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذيه
عدد المشاركات : 1,824 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مخايل الغربي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : من وصايا لقمان لولده

كُتب : [ 25 - 12 - 2006 ]

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفتى منصور مشاهدة المشاركة
**(وإذا قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تُشرك باللّه إن الشرك لظلم عظيم ووصّينا الإنسانَ بوالديهِ حملتهُ أُمُهُ وَهْناً على وَهْنٍ وفِصَالُهُ في عَامينِ أنِ اشكرُ لي ولِوَالديكَ إليّ المصِيرُ وإِنْ جَاهدَاك على أَنْ تُشرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلم فَلا تُطِعهُمَا وصَاحِبهُمَا في الدُّنيَا مَعرُوفاً واتّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إليّ ثم إليّ مرجِعُكمْ فأُنَبِّئُكم بما كُنتم تعمَلونَ يا بُنيّ إنّها إنْ تَكُ مِثقَال حبّةٍ مِنْ خَردلٍ فَتكنُ فِي صَخْرةٍ أو في السَّماواتِ أو في الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللّهُ إنّ اللّهَ لَطِيف خَبير يا بُنيّ أَقِم الصَّلاة وَأْمُر بالمعْرُوفِ وأنْهَى عنِ المنكَرِ واصبِرْ على مَا أَصابَكَ إنّ‏َ ذَلِكَ مِنْ عَزِم الأُمُورِ ولا تصَعِر خدَّكَ للنَّاسِ ولا تَمشِ في الأَرضِ مَرَحاً إنّ اللّهَ لا يُحِبُ كُلّ‏َ مُختَالٍ فَخُورٍ واقصِدْ فِي مشْيِكَ واغْضُض مِن صَوتِكَ إنّ أنكَرَ الأَصواتِ لصَوتُ الحمِيرِ)**
بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم الاخ الفتى منصور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد جزاك الله خيرا على هذه اللفتة القرانيه من وصايا لقمان لابنه وجعلها الله في موازين حسناتك حيث اثريت الموضوع بما هو خير منه القران الكريم واسلم وسلم والسلام

أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
مخايل الغربي
وسام التميز
رقم العضوية : 7672
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذيه
عدد المشاركات : 1,824 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مخايل الغربي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : من وصايا لقمان لولده

كُتب : [ 28 - 12 - 2006 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

( من وصايا لقمان الحكيم لابنه )

لفضيلة الشيخ / ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

قال الله تعالى : ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ . وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ . ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ . يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ . يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ . وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ . وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ . وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد : فقد أحببت أن نتأمل في هذه الآيات العظيمة التي جمعت بين العقيدة والعبادة والأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ من أعظم الآيات التي ينبغي أن نتدبرها ونستفيد منها عقيدةً وعبادةً وأخلاقا؛ لأننا نتعلم العلم لنعمل ولنتخلق بما نعرفه من كتاب الله ومن سنة رسول الله وسيرته صلى الله عليه وسلم . فالله تبارك وتعالى يذكر نعمته على لقمان- لقمان الحكيم - مشهور بهذا الوصف لا يُذكر إلا ويقال: لقمان الحكيم؛ لأن الله شهد له بأنه قد آتاه الحكمة، وحيث آتاه الله الحكمة فعليه أن يشكر الله تبارك وتعالى ووضع قاعدة، فقال سبحانه وتعالى : ﴿ ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ﴾ لأن الفائدة تعود عليه، فالله غني حميد، إن شكره الناس فلأنفسهم، وإن كفروا فعليهم، لا يفيده شكرهم ، ولا يضره جحودهم وكفرهم كما مر بنا غير مرة ومنها ما ذكرناه في حديث أبي ذر رضي الله عنه: ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرِّي فتضروني ولن تبغوا نفعي فتنفعوني ) . فهذه القاعدة موجودة في الكتاب والسنة ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴾ (فصلت 46). أثنى الله على لقمان بأن الله قد وهبه الحكمة وذكر هذه القاعدة العظيمة ثم بين بعض الحكمة التي آتاها الله لقمان : ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ الحكمة هي وضع الشيء في موضعه، وهذه من حكم لقمان ومن كل داعية حكيم يضع الأمور في مواضعها، والأنبياء كلهم علماء، حكماء ويضعون الأمور في مواضعها ويسيرون في دعوتهم على أساس هذه الحكمة ويربون الناس على أساس هذه الحكمة . فمن الحكمة أن تبدأ بأهم الأمور فأهمها، كما في حديث معاذ الذي هو بيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لمنهج الدعوة إلى الله تبارك وتعالى : ( إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ...ثم ذكر الصلاة والزكاة )، لقمان كذلك يعني دعا ابنه إلى التوحيد ونهاه عن الشرك، ثم بعد ذلك جاء أمره بالصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا من الأدلة على حكمته . ومن الحكمة أن تسير على منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في دعوة الناس وتريبتهم على دين الله؛ تبدأ بالأهم فالأهم .فلا شك أن العقيدة والتوحيد وتطهير العقول والمجتمعات من الشرك هذا هو الأساس الأصيل الذي لا يجوز أن يُبدأ بشيء قبله، والذي يتجاوز هذا المنهج ويخترع مناهج تخالف هذا المنهج فقد ضل سواء السبيل . ( لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) : لا أعظم من الشرك بالله تبارك وتعالى؛ لأنه ذنب لا يغفر قال تبارك وتعالى ﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ ﴿ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ﴾ ،قال إن الشرك لظلم عظيم ). عن عبد اللَّهِ رضي الله عنه قال: لَمَّا نَزَلَتْ هذه الْآيَةُ ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا ولم يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ شَقَّ ذلك على أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم وَقَالُوا: أَيُّنَا لم يَظْلِمْ نَفْسَهُ ؟! فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (ليس كما تَظُنُّونَ إنما هو كما قال لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )(1) . فبين لهم أن المراد بالشرك إذا أطلق إنما هو الشرك الأكبر، والكفر العظيم الذي يستحق صاحبه غضب الله الشديد وتعذيبه الخالد المؤبد؛ ذنب لا يغفر ولهذا قال لقمان لابنه : (إن الشرك لظلم عظيم). ثم قال الله تبارك وتعالى كلاما معترضا أثناء وصايا لقمان الحكيم لابنه، والله تبارك وتعالى في عدد من الآيات يقرن حقّ الوالدين بحقّه؛ فتأتي الوصية بحق الله تبارك وتعالى ثم يعقبها الوصية بحق الوالدين في عددٍ من الآيات ﴿ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾ ﴿ وقضى ربك ألا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا ﴾ . وهنا ذكر وصية لقمان لابنه وعقبها بقوله : ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾. وصاه بحق والديه أن يحسن إليهما، وبين الأسباب التي تحتم عليه أن يشكر لهما ويعرف حقهما، أشار إلى ماذا تعاني الأم التي أوصاك الله بالإحسان إليها (حملته أمه وهنا على وهن ) يعني؛ ضعفاً على ضعف؛ هي ضعيفة البنية وتزيدها آلام الحمل ومشاكله ومشاقّه من الغثيان ومن الدوران ومن الوحم كما يسمونه إلى آخره، آلام ومشقات، وبعد هذا آلام الوضع : (حملته كرها ووضعته كرها ) مشقة وتعب وأخطار وقد تموت، ثم بعد ذلك تربيك وتسهر عليك، ويحول الله دمها إلى حليب لترضعه منها، وخير شيء لتربية الولد ونمو جسمه أن يرضع من لبن أمه؛ حمل وولادة؛ حمل على كره وعلى ضعف وعلى مشقّات، والولادة كذلك، وبعد ذلك التربية والحضانة والرعاية وسهر وتعب وبكاء وآلام فعليك أن تكافئها، ولهذا قرن الله شكرهما بشكره (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ). إن لم تقم بحق الله وشكره وشكر والديك فسوف يعاقبك على عدم القيام بحق الله وبحق الوالدين أو التقصير في أيهما . (إِلَيَّ الْمَصِيرُ) : هذا فيه وعيد، وسيحاسبك على ما قدمت في هذه الحياة؛ هل قمت بشكر الله ؟ هل قمت بالواجبات التي شرع الله ومن أهمها بعد حق الله وحق رسوله: حق الوالدين ؟ حق الوالدين؛ والله من وراءك حساب إن لم تعامل أبويك وتقم بحق الله وحق والديك من الشكر فإن الله ما خلقك سدًى ولا هملا، وإنما خلقك لتعبده وتقوم بأوامره وتبتعد عن معاصيه، ومن أوامره: أمره إيّاك بالقيام ببر والديك بعد القيام بحقه سبحانه وتعالى، والله لا يضيع مثقال ذرة ولا يظلم مثقال ذرة . قال الله تبارك وتعالى بعد ذلك : ﴿ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾. إذا أمراك بمعصية الله؛ كبيرة كانت أم صغيرة، وعلى رأس المعاصي الشرك بالله، فلا تطعهما، فليس لهما أي حق أن يأمراك بمعصية الله شركا كان أو غيره ( لا طاعة لمخلوق في معصية الله )( 2) فإن أعاناك على طاعة الله ووجهاك وربياك التربية الصحيحة فهذا لهما وإن انحرفا وجاهداك واجتهدا على أن تدخل في الشرك بالله عز وجل وتقع فيه فلا طاعة لهما، ولكن لا يسقط برهما ولو جاهداك وآذياك لتكفر بالله عز وجل فعليك أن لا تنسى حقهما، ( وصاحبهما في الدنيا معروفا ) يعني؛ تحسن إليهما وتبرهما وتنفق عليهما ولو كانا كافرين، وتبرهما في غير معصية الله؛ تخدمهما والمطالب التي يطلبانها منك عليك أن تقوم بها، وهذا من المعروف؛ كل ما يطلبانه مما ليس بمعصية فعليك أن تقوم به . فحق الوالدين لا يسقط، ولو وقعا في بدعة، ولو وقعا في الشرك، فإنه لا بد أن تصحابهما في الدنيا معروفا .ثم عليك أن تتبع سبيل من أناب (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ) ترجع إلى الله تبارك وتعالى وتطيعه وتعبده متبعا سبيل المنيبين إلى الله من الأنبياء وأتباعهم من العلماء الناصحين وعباد الله الصالحين؛ تقوم بحق الله تبارك وتعالى وحقوق العباد فإن هذا سبيلهم؛ سبيل من أناب أن يقوموا بحقوق الله وحقوق خلقه؛ من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، وأمور أخرى يراها هذا المنيب إلى الله تبارك وتعالى . يعني في التوحيد وفي العبادة وفي الأخلاق وفي كل ما جاءت به الشرائع من الخير وما نهت عنه من الشر ومن ذلك الشرك بالله تبارك وتعالى ومحادّة الرسل ومخالفتهم؛ هذا هو المنيب الرجّاع إلى الله؛ إن أذنب يتوب إلى الله توبة نصوحا، ويتبع أحسن الحديث وهو ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام المشتمل على التوحيد ومحاربة الشرك والاستسلام لله رب العالمين في كل ما يأمر به وينهى عنه .﴿ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ مرجع الناس جميعا إلى الله تبارك وتعالى وسيحصي عليهم كل شيء وينبئهم به، ومن ذلك هل قام الولد ببر أبويه ؟ وهل استقام الأبوان على دين الله الحق ؟ وسيحاسبهما الله على ما كان يأمرانك به من الشرك . فالمرجع إلى الله سبحانه وتعالى وسينبئ العباد؛ الخلق كلهم مرجعهم إلى الله، وسوف يسأل الله كل المخلوقين؛ كل بني آدم، بل الجن والإنس سوف يسألهم ﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ . فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ ﴾ (الأعراف 7). هناك ينصب الله تعالى الموازين، فتوزن أعمال العباد إن خيرا وإن شرا فشرّ، ويأتي بمثاقيل الذر في هذا الحساب الدقيق الذي أحاط الله منه بكل ذرة من ذراته؛ من الأعمال الصالحة والسيئة (ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) بالعمل والعقائد؛ العقائد الصحيحة في ميزان الحسنات والعقائد الفاسدة في ميزان السيئات، الأعمال الصالحة في كفة الحسنات والأعمال الطالحة في كفة السيئات . ويُعطي الله كل واحد كتابه بيمينه سبحانه وتعالى كما ذكر في سورة الحاقة : {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ. إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ. فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ. قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ. كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ. وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ. وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ. يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ. مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ. خُذُوهُ فَغُلُّوهُ. ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ. ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } ( الحاقة : 19- 32 ) . بعد هذا استكمل الله تعالى وصية لقمان ووعظه لابنه فقال : ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ .دعاه إلى التوحيد وبين له علم الله وعظمته وقدرته؛ علمه الذي أحاط بكل شيء في السماوات وفي الأرضين، وأن الله لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين، فهذا العلم علمه الأنبياء؛ كل الأنبياء يعرفون هذا ويلقنون الناس هذه العقائد، وهذا مما تلقاه لقمان من النبوات، ويذكر أنه كان معاصرا لداود عليه الصلاة والسلام، بعد رسالة نوح وهود وصالح وإبراهيم وموسى والأنبياء بعد موسى عليه الصلاة والسلام إلى داود، فهذه الأمور موجودة عندهم؛ الأمر بتوحيد الله ووصف الله بصفات الكمال، ومنها قدرته على كل شيء؛ لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء صغيرا كان أو كبيرا ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ .وإن الله أحاط بكل شيء علما وأن العباد لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء سبحانه وتعالى، فكل ذرة في الكون وكل قطرة وكل ورقة وكل شيء يعلمه الله تبارك وتعالى لا يخفى عليه من خافية ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ (الأنعام 59)، علمها الله سبحانه وتعالى وسجلها في لوحه المحفوظ، وسجل الأعمال في الصحف التي تكتبها الملائكة على العباد من خير أو شر .والله ما سجل في الكتاب هذا لأنه ينسى -تعالى الله عن ذلك-، وإنما هو يعلمها قبل أن تكتب وبعد أن تكتب، وفي كل لحظة من اللحظات لا يغيب عنه شيء سبحانه وتعالى في السماء ولا في الأرض؛ هذه الجبال، هذه الرمال، هذه القطرات، هذه البحار بأمواجها وقطراتها وما فيها من حيوانات وما فيها من مخلوقات، فالله يعلمها بكلياتها وجزئياتها صغيرها وكبيرها، أحاط بكل شيء علما سبحانه وتعالى . هذه العقيدة يلقنها لقمان لابنه (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ) صخرة صماء يعني قوية متينة لا ينفذ أحد إلى ما فيها الله يعلمها ويخرج هذا المثقال حبة من هذه الصخرة؛ يخرجها ويحاسب عليها فاعلها إن كانت سيئة أو خطيئة وإن كانت حسنة لا تضيع عند الله تبارك وتعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) (النساء 40) . (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ) أدق الأشياء لا وزن لها والله سبحانه وتعالى يعلم وزنها ومقدارها وأين كانت في السماوات أو في أعماق البحار أو في صخرة من الصخرات، بعضهم يقول الصخرة التي تحت الأرضين، لكن الظاهر أعم؛ في أي صخرة من الصخرات، يعني هذه مبالغة في بيان نفوذ علم الله وقدرته سبحانه وتعالى وأنه لا يعجزه شيء ولا يخفى عليه مثقال ذرة سبحانه وتعالى . هذه عقيدة عظيمة يجب أن يستحضرها المسلم في كل لحظة من لحظات حياته؛ يستحضر أن الله مطلع عليه ورقيبٌ عليه وعالمٌ به سبحانه وتعالى وقادرٌ عليه وقادرٌ على كل شيء هذه عقيدة عظيمة يجب أن يلاحظها المسلم وأن يستحضرها دائما . ولهذا؛ لقمان -أولا- دعا ابنه إلى ترك الشرك ونهاه عنه ومعنى هذا أنه يأمره بالتوحيد وبين له خطورة الشرك بالله (إن الشرك لظلم عظيم) ثم بين له عظمة الله تبارك وتعالى عظمة الله لألا يتخذ السفهاء معه أندادا وهذا بعد صفات كماله سبحانه وتعالى وإلا فلله الأسماء الحسنى ولا يحيط بها إلا هو ( لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)( 3) وأخبر الرسول عليه الصلاة والسلام في مناجاته لربه أن لله أسماء أخرى قد يعطيها ويعلمها من يشاء من عباده وقد يستأثر بها . (أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هو لك سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أو عَلَّمْتَهُ أَحَداً من خَلْقِكَ أو أَنْزَلْتَهُ في كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ)( 4) عليه الصلاة والسلام؛ فهاتان الصفتان من صفات الله؛ القدرة على كل شيء، والعلم المحيط بكل شيء، فيجب على المسلم أن لا يغفل عن هذين الوصفين؛ العلم المحيط والقدرة الشاملة ويستحضر بقية أسماء الله وصفات كماله؛ فإنه كلما استحضر كمالات الله بصفاته وأسمائه كلما ازداد له هيبة وحياء وتعظيما وإجلالا وخوفا ورغبة ورهبة؛ كلما استحضر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا كلما وجدت هذه المعاني والآثار الطيبة في نفسه، وهذا توفيق من الله؛ من أراد الله توفيقه منحه هذه الذاكرة الطيبة والمشاعر الطيبة النبيلة (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (الكهف 28) فنعوذ بالله من الغفلة والنسيان؛ الغفلة عن ذكر الله وذكر الله ليس باللسان فقط وإنما الغفلة عن استحضار عظمته وجلاله سبحانه وتعالى وقدرته وعلمه واطلاعه وعدله سبحانه وتعالى وإحسانه وكرمه . بعد هذا التنبيه العظيم لابنه والوعظ الأكيد بأن الله قد أحاط بكل شيء علما ومعناه احذر أن تعصي الله تبارك وتعالى، احذر أن تعصي الله؛ فإن الله سبحانه وتعالى شهيد مطلع وقدير على كل شيء، يحصي عليك كل شيء فإن لم يشأ أن يغفر لك فقد هلكت وإن كان شركا فالهلاك محقق لا شك . ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾ ما قال: صلي، وإنما قال: (أقم الصلاة) وتنبّهوا لمعنى الإقامة : يعني؛ أن تأتي بها على الوجه الأكمل الذي شرعه الله سبحانه وتعالى من الطهارة التي لا تقبل الصلاة إلا بها، فلابد من الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر (لَا يقبل الله صَلَاة بِغَيْرِ طُهُورٍ)( 5) فلابد من الطهور والطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، ولابد من ستر العورة ولابد من استقبال القبلة، وهناك أركان لا بد منها؛ من التكبير إلى التسليم لابد من الإتيان بها، تفتتح صلاتك بتكبير الله وتعظيمه سبحانه وتعالى فتقول : (الله أكبر) ثم تقرأ الفاتحة -ولابد منها- (لا صَلاةَ لِمَنْ لم يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ)( 6) ثم تركع حتى تطمئن راكعا وإذا لم تأت بالطمأنينة فصلاتك غير صحيحة، فلابد من الطمأنينة، ثم ترفع حتى تطمئن قائما وحتى يعود كل فقار إلى مكانه، لا تستعجل، فلابد من الطمأنينة، ثم تهوي إلى السجود بعد هذه الطمأنينة وتأتي بالسجدة الأولى حتى تطمئن فيها ساجدا، ثم ترفع رأسك وتجلس تذكر الله في هذا الجلوس بين السجدتين ثم تسجد حتى تطمئن ساجدا ثم افعل مثل ذلك في صلاتك كلها كما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسيء صلاته؛ فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دخل الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، فَسَلَّمَ على النبي صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ وقال: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لم تُصَلِّ فَرَجَعَ يُصَلِّي كما صلى ثُمَّ جاء فَسَلَّمَ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لم تُصَلِّ ثَلَاثًا، فقال: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ما أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي فقال: (إذا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ مَعَكَ من الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حتى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حتى تعتدل قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حتى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حتى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا وَافْعَلْ ذلك في صَلَاتِكَ كُلِّهَا)( 7) وقوله : (اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ مَعَكَ من الْقُرْآنِ) هذا مبين بقوله عليه الصلاة والسلام (لا صَلَاةَ لِمَنْ لم يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) ، بعض المذاهب كالمذهب الحنفي يتعلق بقوله (اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ مَعَكَ من الْقُرْآنِ) قالوا : يقرأ المصلي أي آية ولو (مدهامتان) تكفي ! هذا غلط؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بين المراد من قوله (ثم اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ مَعَكَ من الْقُرْآنِ) بقوله عليه الصلاة والسلام : (لا صَلَاةَ لِمَنْ لم يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) (من صلى صَلَاةً لم يَقْرَأْ فيها بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ ثَلَاثًا غَيْرُ تَمَامٍ) (8) خداج يعني؛ ميتة مثل جنين الناقة يخرج سقطا ميتا لا فائدة فيه . وتصلي خاشعا لله مستحضرا عظمته سبحانه وتعالى ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ .. ﴾ إلى آخر الآية الكريمة، الشاهد منها: الخشوع في الصلاة؛ الخشوع هو روح الصلاة، وصلاة لا خشوع فيها ولا استحضار فيها لعظمة الله سبحانه وتعالى ولا تدبر لما يقرأه المصلي فيها خلل شديد؛ يكفي أنه لا يصدق عليه هذا الوصف (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) يُحرم من هذا الثناء ومن هذا المدح العظيم . فاحرص على أن تخشع في صلاتك؛ أن تنسى الدنيا؛ تنسى المال والعيال وتنسى كل شيء ولا يبقى في ذاكرتك إلا استحضار عظمة الله سبحانه وتعالى وتدبر ما تتلوه من الآيات التي تزيدك إيمانا . ثم بعد ذلك تقرأ التشهد وتسلم (تحريمها التكبير وتحليلها التسليم) فلا تخرج من هذه الصلاة بشيء إلا بالتسليم (السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) تسلم على نفسك وعلى الملائكة وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض؛ هذا السلام يبلغ كل عباد الله (السلام عليكم ورحمة الله) يتناول الملائكة ومؤمني الجن ومؤمني البشر كل صالح في السماء والأرض يتناوله هذا الدعاء فكما يدعو الواحد لنفسه يدعو لإخوانه ويدعو للملائكة أيضا، هذا الدعاء لهم، والملائكة يدعون لنا فنكافؤهم . فتستحضر أن هذا السلام على كل عبد صالح تكسب أجرا عظيما وإنما الأعمال بالنيات وقد يسلم الإنسان وهو ناس ما يدري على من يسلم ويظن أن السلام مجرد حكاية ! لا بد أن تقصد هذا الأمر العظيم الذي نبهنا عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام .فهذا هو معنى إقامة الصلاة، وتصلي كما كان رسول الله يصلي ما تصلي بكيفك ولا على أي مذهب كما تريد، وإنما كما كان رسول الله يصلي اسأل وادرس واعرف كيف كان رسول الله يصلي وحاول أن تصلي كصلاته كأنما هو أمامك الآن قائم ويقرأ ويركع ويسجد إلى أخره كما رأيته يصلي، وقد حفظها لنا الصحابة بكل دقة، ونقلوا كل حركة في صلاته عليه الصلاة والسلام، فنحاول أن نعرفها فنصلي كما كان رسول الله يصلي فإنه خير المقيمين لهذه الصلاة وخير القائمين بها عليه الصلاة والسلام فنتأسّى به ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ (الأحزاب 21) .ثم قال بعد ذلك ﴿ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ . يعني أن هذه من الأمور الواجبة المتحتمة؛ هذا منهج أصيل في دعوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ إقام الصلاة وإيتاء الزكاة -وهي ما ذكرت هنا- والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى، وهذه أمور محتّمة يعني من واجبات الأمور ومعزوماتها التي حتمها الله على عباده، فلابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لابد من إقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولابد من الصبر؛ الصبر واجب على ما ينالك يصبر المؤمن ويحتسب، يأمر بالمعروف، يأمر بالتوحيد، ينهى عن الشرك، يأمر بالصلاة، يأمر بالزكاة، يأمر ببر الوالدين، يأمر بذكر الله، يأمر بالطاعات، حتى يأمر بالمستحبات فإنها من المعروف؛ الأمور المستحبة تعلم الناس إياها وترغبهم فيها وتدعوهم إليها وتبين لهم الآثار السيئة على التهاون فيها . النهي عن المنكر؛ تنهى عن الشرك، تنهى عن المعاصي، عن الكبائر، عن الصغائر، عن أنواع الفسوق والمعاصي كبيرها وصغيرها، هذا هو المنكر . المنكرات أول ما يدخل فيها الشرك، ويدخل فيها البدع، ويدخل فيها المعاصي كبائرها وصغائرها؛ فإن المنكر ضد المعروف . المعروف ما يعرفه الشرع ويدعو إليه، والمنكر ما ينكره الشرع ويستحقره ويحذر منه وينهى عنه؛ فتأمر بكل معروف بدءاً من التوحيد إلى آخر حسنة من الحسنات إلى الأمر بإماطة الأذى عن الطريق؛ فإن (الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة أعلاها شهادة ألا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)(9) فأنت تأمر بهذا المعروف بدءا من لا إله إلا الله مرورا بالصلاة، بالزكاة، بالصوم، بالحج، ببر الوالدين، بالأخلاق الطيبة إلى أخره إلى آخر شيء وأدنى مراتب الإيمان: إماطة الأذى من الطريق؛ هذه كلها من الإيمان ومن المعروف الذي يجب أن يقوم به المسلمون . والمنكر : الشرك والبدع والكبائر والصغائر والمعاصي والأخلاق المنحرفة وإلى أخره؛ كل ما ينكره الشرع والعقل؛ العقل السليم الذي يوافق الشرع كل ذلك منكر والتقاليد السيئة واتباع الأعداء والانقياد لهم والتشبه بهم وإلى آخره . أنظر ! عندنا كثير من الشباب يكشفون رؤوسهم ! من أين جاءتهم هذه العادة؟ من الغرب، فيجب أن نخالفهم ولا نتشبه بهم (من تشبه بقوم فهو منهم)(10). كان كشف الرؤوس من خرم المروءة عند المسلمين؛ يعني الذي يمشي في السوق كاشفا رأسه عندهم مخروم المروءة ولا يقبلون شهادته، فتخلصوا من تقليد الغرب ومن تقاليده السيئة -بارك الله فيكم- لا تقلدوا أعداء الله، عندنا معروف وعندنا أخلاق وعندنا عادات عالية رفيعة، وهم عندهم عادات ساقطة؛ يأكلون لحم الخنزير ويستبيحون المحرمات وهبوط أخلاقي لا نظير له ودياثة و... و... إلى آخره، فكيف نتشبه بهم وهم أسقط خلق الله وأحطّهم ؟! لا نتشبه بهم أبدا -بارك الله فيكم- هذا من الأخلاق التي سنتكلم عنها . ثم قال : ﴿ وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ﴾ الصعر هو الميل؛ لا تتكبر على الناس؛ عندما يكلمك أحد تدير خدّك هكذا؛ هذا من الكبر يكلمك أحد فتعرض عنه وتلتفت هكذا وأنت شامخ؛ لا هشاشة ولا انبساط؛ يعني مستكبر ومتعالٍ ! فهذا نهي عن الكبر، ومن آثاره أن يلوي عنقه هكذا؛ يصعر خده للناس يعني يلويه هكذا . من الصعر وهو مرض يصيب الإبل فتلتوي أعناقها . فهذا زجر عن الكبر، فعليك بالتواضع؛ التواضع لله رب العالمين، والتواضع لعباد الله المؤمنين، تعامل مع الناس بالأخلاق الطيبة، والكبر مذموم جدا ويدفع كثيرا من الناس إلى الكفر بالله! يستكبر فلا يستمع للرسل ولا يسمع لآيات الله (َإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (لقمان 7).فالكبر من أكبر الدوافع إلى الكفر بالله ورفض ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام و (الكبر بطر الحق وغمط الناس )(11) وردّ الحق؛ يعني سواء رد الحق بما في ذلك التوحيد أو أي حق من الحقوق يأتيك فلا تخضع له وترفضه وتحتقر من يأتيك به؛ تغمط الذي يأتيك به وترد الحق الذي عنده .ولا يجوز الكبر بأي حال من الأحوال؛ خلق ذميم ويبغضه الله (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار)(12) وفي رواية (الكبرياء ردائي فمن نازعني في ردائي قصمته) يعني يهلكه ويقطع دابره، فلا تستكبر و (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)(13).حارب نفسك من الكبر؛ خلق خبيث يدفع إلى الكفر وإلى احتقار الناس وإلى رد الحق. لهذا؛ هذا الحكيم وصى ابنه أن لا يصعِّر خده للناس؛ أن لا يتكبر على الناس؛ يكلمك أحد وأنت شامخ معرض عنه، تواضع؛ أنت إنسان مسكين، ضعيف، خُلِقت من تراب، خُلِقت من منِّيٍ قذر وتتغوط وتزور الحمام مرات كل يوم، كيف تتكبر ؟! كيف تتكبر على الناس وأنت هذا حالك، من أنت ؟! ثم لو تصيبك شوكة تبكي منها كيف تتكبر على الناس ؟! فيجب على الإنسان أن يهين نفسه إذا تكبرت وشمخت ويذكِّرها بحقارتها ودناءتها، وأن من أحقر الناس المستكبرون -والله أنا في نفسي- ما أحتقر إلا المستكبرين والكذابين، والله أرى أضعف الناس فأقول هذا أحسن مني، وأرى المتكبر مهما كان من أي طبقة والله من أتفه الناس وأحقر الناس عندي؛ لا أحقر من المتكبر ولا يتكبر إلا من دناءة وانحطاط خلقي ونفسي .(وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) لا تختل ولا تفخر هذا من آثار الكبر؛ المشي المَرِح والبطر والأشر والاختيال، ( إن الله لا يحب كل مختال فخور) يفتخر على الناس بنسبه، بجاهه، بماله، بسلطانه، بعلمه، بأي شيء يختال على الناس ويفتخر عليهم ؟! الله يبغض هذا الخلق؛ خلق بغيض، خلق دنيء، يبغض الله أهله ويحتقرهم ويزدريهم ويعاقبهم أشد العقوبة على هذا الخلق؛ إذا ما أحبك الله فما معناه ؟! معناه أنك عدوٌّ لله إذا ما أحبك الله، وأنت على كبر واختيال وافتخار وتطاول على الناس بأي شيء من الأشياء التي تفتخر بها (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ) ( الإسراء 37 ) من أنت ؟! حتى لو بلغت الجبال طولا لا يجوز لك أن تتكبر، وحتى إذا خرقت الأرض إلى الأرض السابعة لا يجوز لك أن تتكبر؛ لأنك مخلوق مسكين، ومن حق الله عليك أن تتواضع، والله فرض عليك التواضع وحرم عليك الكبر؛ لأن الإسلام يحارب الأخلاق الرذيلة أشد الحرب؛ كل الأخلاق الرذيلة يحاربها الإسلام؛ الفحش والكذب والخيانة والغش والكبر ؛كل الأخلاق هذه يحاربها الإسلام حربا شديدة، فيجب أن ننبذها وأن نربّي الناس على ضدها من الأخلاق الطيبة التي يحبها الله تبارك وتعالى ويرضاها ويحب أن نتخلق بها، وحسن الخلق من أثقل الأعمال في الميزان يوم القيامة، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، والرسول بعث متمما بمكارم الأخلاق؛ الأخلاق موجودة عند الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، منها الحياء ومما أثر عنهم ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت )(14). الحياء خلق كبير - يا إخوة - الحياء خلق عظيم وشعبة من شعب الإيمان، وصاحب الحياء يحجزه الحياء من أن يرتكب معصية الله؛ يحجزه الحياء من أن يقع في الأخلاق الدنيئة؛ الحياء خلق نبيل وخلق عظيم لابد أن يتخلق به الإنسان؛ فإنه من أعظم الروادع للإنسان أن يرتكب معصية أو يقع في خلق دنيء، لهذا قال الأنبياء كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت)، الذي يقع في الشرك لا يستحي من الله، المبتدع لا يستحي من الله ولا يحترم هذه الشريعة التي شرعها الرسول عليه الصلاة والسلام، والفاسق عنده خلق دنيء وفيه عدم الحياء من الله.فالحياء لا بد منه -يا إخوان- ولابد من نبذ الأخلاق الرديئة، تعلموا هذه الأشياء وطبقوها في حياتكم -بارك الله فيكم- وأذكر حديث وفد عبد القيس :جاء وفد عبد القيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونزلوا قريبا من البقيع ووضعوا رواحلهم هناك ومشوا فورا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وبقي الأشج؛ تأخر ولبس أحسن ثيابه وجاء يمشي في سكينة وسلم على النبي عليه الصلاة والسلام، قال له : (إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله: الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ) يقابل الحلم والأناة: الطيش والسفاهة فحذار حذار مما ينافي هذين الخلقيين، فقال: يا رسول الله : أخلقين تخلقت بهما ؟ أم خلقين جبلت عليهما ؟ فقال : ( بل خلقان جبلت عليهما ) فقال : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله تعالى(15) .الله يحب الحلم والأناة ويبغض العجلة والطيش وما ينافي هذين الخلقيين فاحرصوا على التخلق بهذين الخلقيين الذين يحبهما الله .احفظوا هذا الحديث (إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله: الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ) والإنسان إذا كان يفقد مثل هذه الأمور العظيمة يربي نفسه عليها، (من يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ الله وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ من الصَّبْرِ)(16 )) ربِّ نفسك على الصبر وعلى الحلم وعلى الحكمة وعلى الأخلاق العالية .بجهادك لنفسك تتحول هذه إلى ملكات إن شاء الله والحديث يشير إلى هذا (أخلقين تخلقت بهما) يعني قد ينشأ الحلم والأناة عن التخلق وتربية النفس على الأخلاق الكريمة، فالنفس قابلة للتربية على الخير وعلى الشر ،إن ربيتها على الشر نمت عليه وألفته وصار من طباعها -والعياذ بالله- وإن ربيتها على الأخلاق الكريمة تطبعت بها وصارت جزءً من حياتها وصارت ملكة لصاحبها . فاحفظوا هذه الوصايا: التوحيد ومحاربة الشرك وإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخلاق الفاضلة العالية؛ محاربة الكبر والفخر والخيلاء وما شاكل ذلك، وتعلموا الحلم والأناة وكل هذه الأخلاق، ادرسوها من كتاب الله ومن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام فإن هذه الأخلاق جانب مهم من جوانب الإسلام ومن صميم الدعوة السلفية، بها تنتشر دعوتكم ويرفع الله مكانتكم عند الناس، وبخلافها توضع هذه الدعوة وتشوه أمام الناس، فأحسنوا الدعوة إلى الله تبارك وتعالى (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل 125) لا تجادل حتى الكافرين إلا بالأخلاق الطيبة وبالتي هي أحسن؛ لا سب، ولا شتم، لا احتقار، ولا ازدراء، ولا طعن، ولا صياح، ولا صخب، ولا شيء .﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾.( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ) أي لا تسرع، (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ) يعني لا ترفع صوتك إلا بقدر الحاجة .وقال له: (إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) إذا رفعت صوتك بغير حاجة؛ تدعو إلى رفع الصوت وبمقدار ومقياس دقيق في رفع الصوت فأنت تشبه الحمار، وأخذ العلماء من هذا أنه لا يجوز رفع الصوت؛ لأن الله شبهك بأخس الحيوانات، و(ليس لنا مثل السوء)(17) فلا ترفع صوتك إلا بقدر الحاجة؛ إذا كان عندك واحد أو اثنين وأنت تصيح وترفع صوتك ماذا تريد ؟! هذا يشبه صوت الحمير؛ فالصوت يكون على قدر الحاجة . والمشي كذلك؛ تمشي معتدلا متوسطا، يعني القصد الوسط؛ لا تمشي مشية المتماوتين ولا تسرع سرعة الطائشين توسط في المشي واعتدل وهي مشية عباد الله المؤمنين ﴿ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ﴾ إذا خاطبهم الناس بالسفاهات يقولون كلاما محترما الذي فيه السلام وفيه المسالمة وفيه دفع السيئة بالتي هي أحسن . نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والأخلاق الطيبة الجميلة التي يحبها الله تبارك وتعالى ، وأرجو - يا إخوة - أن نعي هذه الدروس الطيبة . فأسأل الله أن يجعلنا وإيّاكم من أهل العلم والعمل والأخلاق النبيلة إن ربنا سميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 20 - 02 - 2008 الساعة 00:33
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
خالد بن عياش
عضو فعال
رقم العضوية : 54
تاريخ التسجيل : 16 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 112 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : خالد بن عياش is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : من وصايا لقمان لولده

كُتب : [ 28 - 12 - 2006 ]

الاخ / مخايل الغربي


الله يجزاك خير على الافاده وألاختيار الموفق


تقبل تحيااااااااااااتي

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
مخايل الغربي
وسام التميز
رقم العضوية : 7672
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذيه
عدد المشاركات : 1,824 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مخايل الغربي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : من وصايا لقمان لولده

كُتب : [ 29 - 12 - 2006 ]

بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم الاخ خالد بن عياش السلام عليكم ورجمة الله وبركاته وبعد اشكرك على المرور على الذكر في قصة لقمان الحكيم لان القلوب تطمئن مع الذكر وذكر فان الذكرى تنفع المومنين واسلم وسلم والسلام

أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : من وصايا لقمان لولده

كُتب : [ 20 - 02 - 2008 ]

من وصايا لقمان لابنه

يا بنى : إتخذ تقوى الله تعالى تجارتك يأتيك الربح من غير بضاعة
يا بنى : احضر الجنائز ولا تحضر العرس فإن الجنائز تذكرك الآخرة والعرس يشهيك الدنيا
يا بنى : لا تكن أعجز من هذا الديك الذى يصوت بالأسحار وأنت نائم على فراشك
يا بنى : لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتى بغتة
يا بنى : لا ترغب فى ود الجاهل فيرى أنك ترضى عمله
يا بنى : اتق الله ولا ترى الناس أنك تخشاه ليكرموك بذلك وقلبك فاجر
يا بنى : ما ندمت على الصمت قط فإن الكلام إذا كان من فضة كان السكوت من ذهب
يا بنى : اعتزل الشر يعتزلك فإن الشر خلق
يا بنى : عليك بمجالس العلماء واستمع كلام الحكماء فإن الله يحيى القلب الميت بنور الحكمة كما يحيى الأرض بوابل المطر وإياك والكذب وسوء الخلق فإن من كذب ذهب ماء وجهه ومن ساء خلقه كثر غمه ونقل الصخور من موضعها أيسر من إفهام من لا يفهم
يا بنى : لا ترسل رسولك جاهلا فإن لم تكن حكيما فكن رسول نفسك
يا بنى : يأتى على الناس زمان لا تقر فيه على حليم
يا بنى : اختبر المجالس على عينك فإن رأيت المجلس يذكر فيه الله عز وجل فاجلس معهم فإن تكن عالما يزداد علمك وإن تكن غبيا يعلموك وان يطلع الله عز وجل عليهم برحمه تصبك منهم
يا بنى : لا تجلس فى المجلس الذى لا يذكر فيه الله عز وجل فإنك إن تكن عالما لا ينفعك علمك وإن تكن غبيا يزيدك غباء وإن يطلع الله عليهم بعد ذلك بسخط يصبك معهم
يا بنى : لا يأكل طعامك إلا الأتقياء وشاور فى أمرك العلماء
يا بنى : إن الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه الناس كثيرا فإجعل سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الإيمان به وشراعها التوكل على الله لعلك تنجو
يا بنى : إن حملت الجندل والحديد فلم تجد شيئا أثقل من جار السوء وذقت المرارة كلها فلم أذق اشد من الفقر
يا بنى : إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك
يا بنى : لا تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم
يا بنى : إذا أردت تؤاخى رجلا فأغضبه قبل ذلك فإن أنصفك عند غضبه وإلا فأحذره
يا بنى : إنك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة فدار أنت إليها تسير أقرب من دار أنت عنها ترتحل
يا بنى : عود لسانك إن يقول : اللهم اغفر لى فإن لله ساعات لا ترد
يا بنى : إيالك والدين فإنه ذل بالنهار وهم بالليل


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
مرقاب
عضو فعال
رقم العضوية : 20674
تاريخ التسجيل : 14 - 02 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 102 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مرقاب is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : من وصايا لقمان لولده

كُتب : [ 20 - 02 - 2008 ]

من وصايا لقمان : يابني من يرحم يرحم ، ومن يصمت يسلم ، ومن يقل الخير يغنم ، ومن لايحفظ لسانه يندم.
يابني بئرا شربت منه لاترمي فيه حجرا ، يابني عصفور في قدرك خير من ثور في قدر غيرك .
يابني شيئان اذا عملت بهما لا تبالي بماصنعت بعدهما :
دينك لمعادك ودرهمك لمعاشك.
وتقبلو مروري وشكرا

الا كل شئ ماخلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : من وصايا لقمان لولده

كُتب : [ 20 - 02 - 2008 ]

أخي العزيز / مرقاب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم والإضافة القيّمة رحم الله صالح قوم عاد لقمان الحكيم وأسكنه فسيح جناته مع أطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
محـمــد
عضو نشط
رقم العضوية : 20753
تاريخ التسجيل : 17 - 02 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 67 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : محـمــد is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : من وصايا لقمان لولده

كُتب : [ 20 - 02 - 2008 ]

جزاك الله خير مخايل الغربي

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشاعر الحكيم / عبدالله بن حمد السناني رحمه الله جعد الوبر منتديات الـمـشـاهـيـر والقصص البطولية 43 04 - 09 - 2010 20:14
نصائح الاسد الحكيم لابنه سعود الفراج منتدى الخواطر والحكم والالغـــاز 3 06 - 04 - 2009 09:37
بعض من نصائح لقمان لابنه .. قرناس المنتدى المـفـتـوح 2 09 - 01 - 2009 00:23
من وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم مساعد الرويشد المنتدى الإسلامي 12 27 - 11 - 2008 21:04
هذا قوله لابنه على فراش الموث"وصية رجل لابنه" وليد دويدار المنتدى الإسلامي 2 30 - 12 - 2005 07:37


الساعة الآن 20:01.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها