Untitled 1
 
  تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 350 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 453 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 589 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 797 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 683 )           »          قمصان نوم تركي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 599 )           »          فستان مناسبات (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 612 )           »          جلابيات مغربية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 630 )           »          ايشارب حرير (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 543 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 958 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > مـنـتـديـات الـقـبـيـلة > منتديات الـمـشـاهـيـر والقصص البطولية
 

منتديات الـمـشـاهـيـر والقصص البطولية شامل القصص والروايات البطولية لمشاهير وفرسان قبيلة سبيع الغلباء وبعض المشاهير من القبائل العربية معلومات و توثيق لتاريخ مجد اشهر رجال قبيلة سبيع


أحد أشهر فرسان سبيع والجزيرة العربية :سيف ابن حريمل

شامل القصص والروايات البطولية لمشاهير وفرسان قبيلة سبيع الغلباء وبعض المشاهير من القبائل العربية معلومات و توثيق لتاريخ مجد اشهر رجال قبيلة سبيع


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
مسلم عربي سبيعي
عضو
رقم العضوية : 41851
تاريخ التسجيل : 09 - 04 - 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مسلم عربي سبيعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
أحد أشهر فرسان سبيع والجزيرة العربية :سيف ابن حريمل

كُتب : [ 11 - 06 - 2010 ]

أحد أشهر فرسان سبيع والجزيرة العربية : سيف بن حريمل

(من قبيلة المشاعبة من سبيع(

اولا :لمحة عن والده محسن بن حريمل ومعركة
أبن رشيد وقصيدته الشهيرة :
ياعين من يغضي ليا شاف زلة
وان شاف راعي خملة(ن)مادريبها
1- مواقف عظيمة لسيف عندما كان صغير
2- الوداع الأخير بين سيف ووالده
3- سيف في مواجهة شريف مكة حاكم الحجاز
4- سيف ونهايته المحزنة
5- تسلسل أحفاد ابن حريمل الفرسان

مقدمه لا بد منها
في شبه الجزيرة العربية وقبل عدة قرون كانت هناك بطولات وفرسان صالوا وجالوا في ربوع هذه الجزيرة وكانت حياتهم مليئة بمواقف الشجاعة والشهامة العربية. والأمر المؤسف أنه لم يصل إلينا من قصصهم وأشعارهم إلا الشيء اليسير الذي حفظه الرواة جيل بعد جيل حيث كان المؤرخون والكتاب قليلين جداً بحيث ضاع الكثير من تراث هذه الجزيرة .
وكانت منطقة الوديان (رنية والخرمة وما حولها) وتسكنها قبيلة سبيع من أشد المناطق تضرراً من عدم حفظ التراث القديم وكتابته بعكس منطقة نجد والتي توفر فيها بعض المؤرخين الذين حفظوا ودونوا بعض تراث منطقة نجد في قرون سابقة مثل ابن بشر وابن غنام وغيرهم .
وفي هذا البحث سوف نتحدث عن أحد أبرز فرسان هذه المنطقة واحد أبرز فرسان قبيلة سبيع بل يعتبر واحد من ابرز فرسان الجزيرة العربية
وهو الفارس المشهور (سيف بن محسن بن حريمل) من قبيلة المشاعبة من سبيع والذي سطر أعظم مواقف الشجاعة والبطولة مجتمعة مع الشهامة والكرم وبر الوالدين ليكون قدوة حسنة لشباب اليوم الذين قلدوا الغرب تقليد الأعمى , كما أن كثير من شيوخ القبائل في رنيه ونجد قد طلبوا مني كتابة هذه السيرة لأنها فعلاً تستحق النشر والخلود في عقول الناس وضمائرهم والأهم من ذلك معرفة كيف كانت حياة الناس قديماً مليئة بالحروب الطاحنة لكي نحمد الله على ما نحن فيه من أمن وأمان .
وسيف بن حريمل واحد من فرسان سبيع الكثيرين الذي ذهب تاريخهم ولم يسجل ولم يدوّن لعدم وجود مؤرخين في فترتهم التي عاشوا فيها أ, وفي العقود التي بعدهم وخصوصاً في المناطق التي عاشوا فيها (رنية والخرمة وما حولها)
وقد روي لنا جزء من هذه السيرة أحد أحفاد هذا الفارس وهو الشيخ / هادي بن عبيد بن حريمل المشعبي السبيعي والذي يبلغ من العمر 83سنة وقد وجدنا الكثير من القصص التي رواها لنا مشهورة ومعترف بها عند رواة سبيع في الوديان وفي نجد ومشهورة عند القبائل الاخرى وبعضها الآخر موجود في كتب تاريخية وشعبية منتشرة في مكتبات المملكة والخليج .
* ومن الكتب التاريخية :
1_ اتحاف الورى بأخبار ام القرى لعمر بن فهد
2- إفادة الأنام بذكر أخبار البلد الحرام لعبدالله الغازي الحنفي
2- كتاب (ملوك العرب) عام 1924م-1343هـ للباحث الكبير (أمين الريحاني)
3- كتاب (قلب الجزيرة Arabican Highiands) نيويورك عام 1951م للكاتب والباحث والسياسي البريطاني (فيليبي) By H.J.B.Philby
5- كتاب (السعوديون والحل الإسلامي)الطبعة الثالثة عام 1402هـ للمؤلف الكبير/ محمدجلال كشك (عميد مدرسة التفسير الإسلامي للتاريخ

محسن ابن حريمل
محسن ابن حريمل هو الفارس المشهور وصاحب القصيدة التي طارت شهرتها في الآفاق وهو عقيد وفارس من قبيلة (المشاعبة من سبيع)
في البداية تزوج محسن بابنة عمه فأنجبت له ولدين أكبرهم الربيع (تصغير كلمة ربع ) وكان بواردي مشهور (قناص لا يخطئ عندما يرمي بالبندقية) وكان الأطفال إذا لعبوا مع بعضهم يقولون : الكاذب منا تصيبه رصاصة الربيع أما الثاني فهو هادي الذي أصبح فارساً يضرب له المثل وكان فارس القبيلة .
وبعد أن كبر محسن في السن تزوج بإمرأة أخرى فأنجبت له ولد سماه (سيف) وبذلك ولد أحد أبرز فرسان سبيع والجزيرة العربية في تلك الفترة .
فقد كان سيف متميزاً منذ صغره في أقواله وأفعاله .
ولما بلغ سيف السادسة عشر من عمره شاع ذكره في كان مكان حتى غلبت سمعته سمعة أخيه هادي , لدرجة أن أكثر الرواة والمؤرخين لم يذكر هادي إلا قليلاً رغم شجاعته وذلك بسبب ظهور نجم أخوه سيف الذي أدهش الجميع فنسوا فارس القبيلة القديم ( هادي )


علامات الشجاعة المبكرة
لكل بطل أو عظيم علامات تدل عليه وهو في صغره وطفولته من حيث الذكاء والشجاعة وبذلك يكون متميز بين إخوانه وأبناء قبيلته ومجتمعه .
وهذا ماحدث مع سيف بن حريمل عندما كان صغيراً لكنها مع سيف لم تكون مجرد علامات بل كانت مواقف عظيمة يعجز عن فعلها الكبار ولكن سيف فعلها وهو في العاشرة من عمره كحادثة الحية المشهورة أو حادثة الغزوا الذين ردهم لوحدهم في الرابعة عشر من عمره لقد كان عظيماً منذ صغره بل كان معجزة يصعب تكرارها عبر التاريخ فتعالوا نتحدث عن بعض المواقف العظيمة التي حصلت له في طفولته .
أ- قصة الحية (عندما كان عمره عشر سنوات)
هي أشهر القصص التي رواها المؤرخين عن سيف ووالده وهي كما يلي
في احد الأيام ذهب محسن يسوق إبله فرأى ثعبان (حية) فأمسك بها ثم خيط فمها ووضعها في جيب الثوب ولم يخبر أد بذلك حيث بدأت له فكرة لاختبار أولاده (الربيع وهادي ) لم يكن يريد ان يختبر شجاعتهم فهم من فرسان القبيلة ولكن يريد يعرف من يفديه بنفسه (فمعروف ان بعض الناس قد يكون شجاع ولكن لو حصل موقف فداء لوالده اما ابوه او هو ، فأنه يختار نفسه ولا يضحي من اجل والده ) أما ولده سيف فلم يريد اختباره لأنه مازال صغيراً.
وعندما جاء آخر الليل وهو بجانب النار وقد نام أبناءه وأفراد القبيلة أخذ الثعبان ووضعه على بطنه وهو مستلقي على ظهره وأخذ ينادي ويقول (ياهادي .. يالربيع) بأعلى صوته وكانت بيوت هادي والربيع بعيدة قليلاً وكان

سيف نائم في ربعه (قسم) النساء بجانب امه وكلما نادى أبوه بصوته (ياهادي يالربيع) قال سيف (لبيه يابوي) فيرد عليه محسن ويقول (امرح ياورع) (نام ياولد) أنا لا أناديك أنا أنادي الربيع وهادي (لم يكن يرد اختبار سيف لأنه لا يزال صغير) وكلما نادى محسن (يالربيع ياهادي) رد سيف لبيه يا بوي فيرد عليه أبوه (امرح ياورع) وهكذا حوالي أربع مرات .
وبعدها سمع الربيع وهادي نداء أبوهم وبعض أفراد القبيلة فجاءوا مسرعين فلما رأوا الحية على بطن محسن احتاروا ماذا يفعلون بها ؟؟ فمنهم من يقول قربوا لها (مشهاب) (عود من النار) حتى يضايقها الدخان وتنزل وكل شخص جاء برأي ولكنهم لم ينفذوا ذلك خوفاً من أن تأكل الحية محسن عندما يقتربون منها وبعد ذلك سمع سيف صوت الرجال عند أبوه فعلم أن هناك أمر مهم فقام وخرج من قسم النساء فرأى الرجال كالدائرة حول أبوه فدخل من بينهم (وكان عمره عشر سنوات ) فلما رأى الحية على بطن أبوه نزل عليها بسرعة وأمسك بها ورماها على الأرض فإذا هي ثلاث قطع من قوة الضربة فتعجب الحاضرون من هذا الطفل وشجاعته وكيف أنهى الموضوع في ثانية بعد أن عجز الكبار عن حلّه طوال ليلهم .
(لو كان مثل بعض أبناء اليوم لهرب وترك الحية تأكل أبوه وأمه أيضاً)
لكنه سيف الذي أدهش الناس صغيراً وكبيراً
ويتضح في هذه القصة قمة البر بالأب فهو عندما شاهد الثعبان على بطن والده كان همه إنقاذ والده بأي وسيلة ومهما كان الثمن وصدق الشاعر
عل قدر أهل العزم تأتي العزائم ** وتأتي على قدر الكريم المكارم

ب) بره بأمه / عندما كان عمره 12 سنة
أمر محسن ابن حريمل جماعته (المشاعبة) بالرحيل إلى مكان آخر لأن فيه الحياء (العشب والماء) وكان محسن كبيرهم وفارسهم فوافقوا على ذلك فذهب سيف وبعض أبناء القبيلة بالإبل إلى المكان المحدد وبعد ذلك لحقت بهم القبيلة وبنوا بيوتهم فتفقد سيف بيت أمه. فلم يراه مع بيوت القبيلة فسأل أحد الناس فقال لقد بقيت على المراح (منزلهم القديم) فلم تأتي معنا لأن معها حاشي أجرب ونخاف أن ينقل العدوى إلى إبلنا وقلنا لها أربط الحاشي بحبل في منزلنا القديم ونرجع له غداً ونأخذه لوحده فرفضت (وكانت الإبل أغلى ما يملكون والجرب أكثر ما يكرهون لأنه يمرض الإبل ويعدي بعضها البعض لذلك يعزلون الجرباء عن إبلهم) غضب سيف وذهب واخذ أفضل إبل والده وذهب بها إلى أمه وذلك دون علم والده (وأخذ أطيب الإبل حتى يصل إلى أمه قبل المغرب ولا يتأخر عليها ) وعلم بعد ذلك أبوه فغضب لأنه أخذ أطيب الإبل ولم يأخذ غيرها أما سيف فقد ذهب إلى أمه وحمل بيتها وحملها معه . وساق حاشيها الأجرب معهم , ثم جاء بعد ذلك وبناء بيت أمه وكان الناس ينظرون فيه متعجبين حيث كانوا مجتمعين في بيت محسن يشربون القهوة , فقال لهم محسن (إذا جاء سيف سوف أتظاهر بأنني غضبان وسوف أقوم كأني أريد ضربه عند ذلك قوموا وامنعوني لأني لا أريد ضربه )
وعندما جاء سيف إلى المجلس (وكان عمره 12 سنة) قام أبوه وكأنه يريد ضربه فأمسكه الحاضرون ومنعوه فلما رأى ذلك سيف قال لا تمسكونه هذا أبوي والذي يفعله بي أرضى به ، ثم ذهب سيف إلى أبوه وقال اضربني فذرفت دمعه أبوه وحبه وقال له اللي مثلك يا ولدي ما يستحق الضرب .
وفي هذه القصة يتضح قمة البر بالأم والأب وإحترامهما فسيف كان أحد العظماء الذين دائماً يتميزن بالصفات الحميدة التي نادراً ما تجتمع في غيرهم .

الإصـــــابة المزمنـــة

كان محسن ابن حريمل أحد فرسان سبيع المشهورين وفي إحدى السنوات غزا ابن رشيد من حائل على سبيع
وكان مع ابن رشيد فارس معروف وهو (الشلاقي) من شمر وفي وسط المعركة تقبل محسن ابن حريمل مع الشلاقي فرمى كلاً منهما الآخر بحربته فأصابة حربة الشلاقي رجل محسن أما رمح محسن فقتلت الشلاقي وبعد هذه المعركة أصاب محسن مرض الشقرا (وهو مرض معروف في نجد حيث يخرج من رجله كل سنة صديد ودم) وأصبح بعد ذلك محسن مثل المعاق حيث يصعب عليه التنقل من مكان لآخر وقد رثاء محسن رجله بقصيدة عظيمة سوف نوردها في آخر هذه الصفحات .
في أحد الأيام جرت محاوره بين محسن وولده سيف حيث أخذ يمزح مع ولده سيف ويقول هل إذ تزوجت هنوف (بنت) تحبها وصارت في البيت هل تصبح هذه المرأة أغلى مني وتسمع كلامها فيّ ، وأجابه سيف بأنه لا يسمع كلام أي شخص في أبوه , ولقد صدق سيف حيث أصبح بره بوالده مضرب المثل .
قال محسن :
ياسيف أن جاء للثــنتين ثالثه ** ولكني إلا في قليب مــوايق
الله درى يا سيف أنت تضـمني ** ولا تودع بي سـروق وبايق
فقال سيف :
أضمك ما دام القماش يضمـني ** وأنا لك زرع ما يبي اليوم سايق
وأنا لك اليوم غرسه فايديــة ** دلــت علـيكم حدرها بالعذايق
فقال محسن :
الخوف لا جاء هنوف تحـبها ** تكثر عليـنا من اللغـو والنقايق
فقال سيف :
هذي نتركها ونلقى بدالــها ** ويصبح ضعـنا من ضعنها فرايق
دينتـني في أول العمر ديــنه ** وترى الذي ما يوفى الدين بايق
بعض الروايات ومعروف أن السلام الوطني لا يعزف إلا لحكام ورؤساء الدول .

بداية الملحمة / عندما كان عمره 14 سنة

أصيب محسن وأصبح يعتمد على ولده (هادي) في حماية إبله من الأعداء (لأن الربيع قد مات وسيف مازال صغيراً ) وكان هادي من أبرز فرسان القبيلة أما سيف فعندما جاء عمره ثلاثة عشر سنة قطع له فند من سلمه (عود من شجر السلم ) وبرى رأسه بالسكين حتى أصبح حاداً كالرمح وأخذ يغسله ببول الإبل حتى أصبح صلباً كالحديد وكان الناس الكبار يسألونه ويقولون ما هذا يا سيف فيقول (رمحي) فيضحكون من الرمح ومن صاحبه الصغير (وما عرفوا أنه بعد سنة فقط سوف يكون لهذا الرمح وصاحبه شأن عظيم ) وعندما أصبح عمره أربعة عشر سنة كان رمحه (عود السلمه) لا يفارقه وكان محسن يمنع ولده سيف من ركوب الخيل وتعلمه في هذا السن فهو يعرف أن سيف لا يهاب ولا يخاف وإذا تعلم ركوب الخيل فسوف يقتحم المعارك وكل ما رأى قوماً غازين عليهم فسوف يتجه لهم حتى ولو كان لوحده فكان أبوه يخاف عليه من القتل خصوصاً وهو ما زال صغيراً على المعارك وكان أبوه ينهاه بشدة عن ركوب الخيل ويقول له إذا أصبح عمرك ستة عشر سنة فسوف يعلمك أخوك هادي ركوب الخيل واستخدام السيف والرمح .
وفي الحقيقة كان سيف متحمس لركوب الخيل ولكن بره بوالده جعله يراعي خاطره ولا يركب الخيل أمامه ولكنه إذا أرسلوه يسقي الفرس من الماء استغل الفرصة بعد أن يختفي عنهم ثم يركبها ويتدرب عليها وهكذا حتى أتقن ذلك دون علم أبوه وكذلك أكثر أفراد القبيلة لا يدرون بذلك .
وكان سيف وأخته الكبيرة يرعون الإبل كل يوم وحصان أبوه مع أخته تقوده بالرسن لكي يرعى من العشب (ويحذر محسن دائماً ابنته ويقول لا تسمحين لسيف بركوب الحصان أبداً ) وإذا جاءكم قوم غازين وأنتم في المرعى فأخذي سيف وارجعي واتركي الإبل وصيحي للجماعة يلحقون الإبل إن ردوها أو ما ردوها أهم شيء سيف لا ينطحهم يذبحونه
وكانت أخت سيف حريصة على تنفيذ وصية والدها ، وفي أحد الأيام وبينما سيف مع أخته يرعون الإبل وسيف معه رمحه كعادته صعد على رأس جبل قريب فرأى من بعيد غبار خيل قادمة فعرف أنهم غزو جاءوا لأخذ الإبل، فنزل بسرعة وأخذ يستدرج أخته لكي تسمح له بركوب الحصان حيث قال أنا استغرب كيف يركب الفارس الخيل ولا يسقط من ظهرها ؟ !!! أنا أخاف أركب على ظهرها ثم أسقط فقالت له أخته أنت ولد محسن بن حريمل الفارس المشهور وتقول هذا الكلام فقال لها أنا سوف أجرب ركوب الحصان وأنت أمسكيني لا أسقط فأخذت تضحك وقالت تعال . فركب سيف واخذ يتظاهر بالخوف وهي تشجعه ثم طلب أن يمسك عنان الحصان فأعطته إياه فلما تقدم قليلاً عن أخته وكز الحصان برجله وأرخى لها فجرت به وصاح لأخته (ردي الإبل إلى قبيلتنا ، القوم جاءوا وأنا بدافع عن الإبل) فصاحت أخته وهي تركض خلفه (أرجع ياسيف) ولكن عندما رأت تصميمه أخذت تركض باتجاه بيت أبوها والقبيلة وكانوا بعيدين عنها .
أما القوم الغازين (عشر من الخيل) فساقوا الإبل ومر سيف بجانبهم كأنه لا يريدهم (فلما رأوه قالوا هذا ورع (صغير) ما عليكم منه)
فلما أصبح سيف موازي لأولهم رماه سيف بالرمح (عود السلمه) فاخترقت فخذ الفارس وبطن الفرس ورجع اللحاء من فوق العود فاعتقد سيف أن العود ارتد ولم يؤثر في الفارس فقال سيف قولته الشهيرة (خيال المعطا سيف. يا حيل الندم ) ( يتحسر على قوة ساعده )
فلما اعترض الفرس فإذا بالرمح قد ظهر من جنبها الآخر من قوة الضربة ففرح سيف وأرخى لحصانه وخطف رمح المصاب من يده قبل أن يسقط ثم خرج منهم بسرعة إلى الجهة الأخرى ثم انقض مرة أخرى فضرب الثاني وقبل أن يسقط خطف سيف رمح المصاب ثم اتجه إلى الجهة الأخرى حتى لا يحيطوا به وهكذا حتى قتل منهم ثلاثة وعجز القوم عن إصابته وانبهروا بقوة ضربات هذا الولد وسرعته عندما يمر من بينهم فقالوا (هذا فعل ولدهم فكيف لو لحقوا بنا كبارهم) فانهزموا فارين فرجع سيف بإبل أبوه وثلاث من الخيل وفي نصف الطريق صادف جماعته جاءوا لمساعدته وحماية الإبل فلما رأوه فرحوا بسلامته وسلامة إبله وذهب أحدهم يـبشر محسن حيث قال له (أبشر بسلامة إبلك) فقال محسن إترك الإبل وأخبرني عن سيف هو حي ولا أذبحوه ؟ فقال أبشرك حي وسالم وهو الذي رد الإبل وكسب ثلاث من خيلهم
فقال محسن : ما كسب فهو لك جزاء بشارتك . فلما وصل سيف سلم على والده فقال له أبوه أعط الخيل التي كسبتها لفلان فنفذ سيف أمر والده دون أن يسأل عن السبب وتمر السنين ويعلو نجم سيف وانتصاراته (لكن الزمن كان يخبئ لسيف الكثير من الحروب الطاحنة والمصائب المحزنة والتي لم يتوقعها أحد )


الــــوداع الأخــير

كان سبيع كل سنة يحولون (يرحلون) إلى نجد أيام الربيع ويعودون بعد إنتهاءه إلى موطنهم الأصلي (رنية والخرمة وما حولها
ولكن محسن بن حريمل ثقل عليه المرض (الشقرا) وأصبح السفر له متعباً جداً ورفض سيف وهادي الرحيل بإبلهم إلى نجد مثل كل سنة وذلك بعد أن ثقل المرض على أبوهم وكان محسن يطلب منهم الذهاب إلى ربيع نجد وتركه عند بعض حضر رنيه المقيمين دائما في مزارعهم حتى يعودوا له مرة أخرى ولكن أولاده رفضوا وقالوا بل نجلس ونخدمك .
وجلس سيف وهادي مع أبوهم ثلاث سنوات متتالية في رنيه وفي السنة الرابعة حلف (أقسم) محسن بالله أن يذهب أولاده (سيف وهادي) هذه السنة مع سبيع للربيع (لأن إبلهم أصبحت هزيلة من سنين القحط التي مرت على رنيه في ذلك الوقت ) وبعد ذلك إضطر سيف وهادي إلى تنفيذ قسم أبوهم مجبرين على ذلك ووضعوه حيث يريد عند أحد عوانيه في وسط رنيه وهم من قبيلة المجامعة (ال شنيف ) ولكنهم قبل ذلك حاولوا أن يقنعوه بأن يستغفر الله عن قسمه ويكفر عن ذلك ويسمح لهم بالبقاء بجانبه وخدمته ولكنه رفض نهائياً (لأنه لا يستطيع رؤية إبله بهذا الحال الهزيل) وكان لا بد من ذهاب الإثنين معاً لأن إبلهم كثيرة وتحتاج إلى حماية وعناية ولكن سيف قال لوالده بعد أن نصل نجد سأترك أخي هادي عند الإبل مع قبيلة سبيع، وسآتي لأطمئن عليك فقال أبوه لا بأس ولكن أهم شيء أن تذهب الإبل إلى الربيع ويبقى عندها أحدكم .
وفي يوم الرحيل قبّل سيف وهادي أبوهم وضموه إلى صدروهم ولم يعلموا أن هذه هي آخر مرة يرى بعضهم بعض فقد كتب القدر عليهم الفراق الحزين ثم رحل سيف وهادي بإبلهم مع سبيع وكانت المسافة طويلة والناس والإبل كثيرون فلم يصلوا إلى نجد إلا بعد أكثر من شهر وعندما وصلوا مع الغروب
ترك سيف أخوه عند الإبل ورجع من ساعته لكي يطمئن على والده حيث لم يستطيع أن يصبر في نجد ولو يوم واحد. رغم أنه كان متعب بشدة من هذا السفر الطويل وعلى ناقته قطع سيف المسافات الطويلة متعرض للأخطار حيث كان لوحده وكانت القبائل الجنوبية متجه إلى نجد وأعدادها بالمئات وتأخذ كل ما تجده .أمامها من الإبل (حيث لم يكن أحد يستطيع أن يسافر لوحده في ذلك الوقت خاصة إذا كان معه إبل ولو حتى ناقة واحدة حيث يصبح صيد سهل للقبائل التي تسافر بالمئات حتى تستطيع حماية أنفسها وإبلها من القبائل الأخرى ) فالإبل كانت هي الطعام والشراب والركوب في هذه الصحراء القاحلة كان سيف يسري في الليل ويدخل المغارات والجبال في النهار فرغم شجاعته الهائلة فهو لا يستطيع مواجهة ومقاتلة القبائل التي تقابله وعددها بالمئات واستغرقت رحلة سيف حوالي عشرين يوماً حتى يصل رنيه .
أما محسن فقد اشتد على المرض بعد رحيل أولاده بشهر ومن حرصه الشديد على رؤية سيف قبل موته اعتقد أن سيف سوف يتأخر عليه في نجد ولن يأتي إلا بعد نهاية الربيع .
فنظم قصيدته الشهيرة التي طارت شهرتها في الآفاق والتي يعتب فيها على سيف كيف يتأخر عليه ؟ ويذكر محسن في القصيدة أن سيف لابد أنه (عافه) نساه (ولكن ذلك غير صحيح ولكنها حساسية الشايب الكبير حيث يحس بالجفوة لأدنى كلمة أو بعد.خاصة إذا حصل ذلك من شخص يحبه كثيراً ) وبعد أسبوع من القصيدة مات محسن ابن حريمل حزيناً ووحيداً وبعيداً عن أولاده الذين أحبهم وأحبوه .
وبعد موت محسن بثلاثة أيام وصل سيف إلى رنيه على أحر من الحمر لكي يرى أبوه فلما وصل وجد العبيد يسقون المزارع ويرددون قصيدة أبوه وسمع البيت الشهير .
ياسيف من ودعت بي يوم عفتني ** على الدار كني شنه قد رمي بها
فقطرت دمعة سيف وسأل أين أبوه ؟ فقالوا له لقد مات قبل ثلاثة أيام. فسقط سيف مغمى عليه فرشوا عليه العبيد الماء حتى افاق فحزن سيف حتى كاد يموت من الغم فقد فعل كل شيء يستطيعه ولم يجلس في نجد ولو ليلة واحدة ورغم ذلك لم يستطع رؤية أبوه قبل موته . أما قصيدة محسن التي قالها قبل موته فسوف نذكر جزء منها وتعتبر بحق من أعظم وأروع قصائد الشعر الشعبي عبر تاريخ الجزيرة .

ومن المضحك قول بعض السفهاء والجهال اليوم أن سيف ترك أبوه , هجره والدليل قول أبوه : ياسيف من ودعت بي يوم عفتـني
وذلك جهلاً منهم بمعنى القصيدة وقصتها وسوء فهم . وسوء ظن منهم
رحم الله سيف فقد كان باراً بوالده أعظم البر فسيف التقط الثعبان من على بطن أبوه وهو صغير وحمل أبوه على ظهره وهو كبير

أما القصيدة فهي كما يلي :
قصيدة الشاعر / محسن ابن حريمل المشعبي السبيعي رحمه الله الحنانات : معناها الاقرباء

يالله يامطلوب يا قايد الرجا
يا عارف(ن) نفسي رداها وطيبها
ياسيف من ودعت بي يوم عفتـني
على الداركني شنة(ن) قد رمي بها
لو إنك الوجعان لأشري لك الدواء
وأفرش لك الديباج حيثه رقيقها
يا سيف أنا كل الحنانات عفتها
إلا أنت يا مضنون عيني صحيبها
أخرت لك يابوك من الخيل سابق
سابق وباقي الخيل مايندري بها
وأخرت لك يابوك من الابل هجمة
بليهية يوم اللقا تعتزي بها
وأخرت لك يابوك من البندق فرنجي
غب الملاقا ما ينادى صويبها
ياعين من يغضي أذا شاف زله
وإن شاف راعي خملة مادري بها

ويا رجل ياللي ما سرت تكسب الردا
ولا خبر يشكي من عياها قريبها
يا ما حلا مشي بها في قراره
حزت عصير الشمس داني مغيبها
ويا محلا حسي بها بطن سابقي
أناطح الفرسان لاقفى رعيبها
ويا محلا حسي بها متن فاطري
قدام ربعي راكب(ن) في نجيبها
حطيت صملاني وسقيت لسابقي
وياما طردت الخيل من دون شيبها
وجدي عليها وجد راعي طلابه
حدته العوادي عن قوادي مصيبها
ووجدي عليها وجد رقاي علطا
تطلقت إيديه من عالي جذيبها

ووجدي عليها وجد راعي زراعه
جاها الدبا الحنان وأصفى قليبها
ووجدي عليها وجد من مسه الجفا
جفا الجوع ماله عصبة يلتويبها
ووجدي عليها وجد من مسه العمى
عمى اللمس ماله عصى يقديبها
كله لعنى حمام الحرم قبلي مفرق
وحمامه اللي في الضحى يغتليبها
والله لو دريت الشلاقي بيصيبني
لا صيب رجله قبل رجلي يصيبها



سيف في مواجهة شريف مكة حاكمها

ومرت الأيام ونجم سيف يصعد ولكنه كان يخرج من حرب ويدخل في أخرى فقد كانت إبل أبوه (محسن) من أطيب الإبل في الجزيرة فطمعت فيها القبائل القريبة والبعيدة (وسوف نرى فيما بعد قبيلتين اجتمعت وجاءت من أقصى الشمال تريد هذه الإبل ) ويريد الله بعد هذه الحروب مع القبائل أن يخرج سيف إلى حرب أكبر وأعظم إنها الحرب مع الحكام .
كان الأشراف يصل نفوذهم إلى أجزاء كثيرة في الجزيرة وفي أحد السنوات ذهب رجل من البادية إلى الشريف حاكم مكة ( يقال انه حسن ابن أبي نمي) يريد التقرب منه وتحصيل الهدايا وكان الرجل يكره سيف ويحسده على ما وصل إليه من السمعة والشهرة .
فقال للشريف حاكم مكة (إن هناك رجل من سبيع يقول والله لو كنت أريد الحكم لقاتلت شريف مكة وأخذت حكمة) فغضب الشريف وقال من هذا فقال إنه سيف بن حريمل فأمر الشريف بتجهيز قوات كبيرة وقادها ولده ، وكان يريد ايضا جمع الاموال والزكاة كما يفعل حكام مكة ومن ذلك :
قال العصامي في تاريخ مكة : في سنة 986 هــ سار الشريف حسن ابن ابي نمي صاحب مكة الى نجد وحاصر معكال (الرياض) ومعه جنود كثيفة ..وقتل رجالا واخذ امولا واسر كثير ، واسر بعض رؤساءهم وحبسهم سنة ثم اطلقهم على ان يعطونه كل سنة ما يرضيه )
وكذلك بعد ذلك ( سار الى نجد وفتح حصونا اسمها بالبديع والخرج واليمامةثم عين من رؤسائه من ضبطها)
سار ابن الشريف بجنوده التي لا تحصى ودخل معه من القبائل عدد كبير يريدون الغنائم من سبيع فقد كانوا واثقين في انتصار الشريف ودخل رنيه فدخل مزارعها (وأكثر سبيع في البر ولا يوجد في المزارع إلا عدد قليل من الناس
فأمر جنوده بتقطيع النخيل فسألوه أهل المزارع فقال هذا نخل لا يأتي منه إلا خير ونحن ندفع لك الزكاة كل سنة فما هو الخطأ الذي فعلناه حتى تقطعها؟ فقال الشريف أريد أن أقطع نخل بن حريمل فليدافع عن مزرعته مادام يقدر على أخذ ملك ابي ،فقالوا له ابن حريمل ليس له مزرعة فهو بدوي في البر فتوجه بجنوده الكثيفة إلى سيف ومن معه ومع طلوع الفجر بدأت معركة عظيمة ليست متكافئة ممن كان مع سيف من سبيع قليلين بالنسبة لجموع الشريف والتي وصلت إلى أكثر من ألفين رجل ولكن سيف وأخوه هادي ومن معهم من سبيع أظهروا شجاعة فائقة وأرهب سيف الشريف وجنوده وأخذت الصفوف تتراجع من أمام سيف وكلما قتل منهم واحد قال (خيال المعطا سيف) وهي عزوته المشهورة وعزوة أبوه من قبله .
فهرب الشريف مع قليل من حرسه الخاص فبعد أن كان يطمع في رأس سيف أصبح الطمع في رأسه هو .
وأصاب ابن عنيبرة من قبيلة السودة من سبيع (وهو ابن خالة سيف) فرس ولد الشريف فسقط في الأرض وكادوا يقتلونه سبيع ولكنه دخل في وجه سيف فمنعه سيف وأدخله في وجه فقال ابن الشريف أنا وجنودي فقال سيف أنت وجنودك .
وأدخلهم سيف بيته وأكرمهم تلك الليلة ويقول أحد الشعراء في هذه القصة (شريدة الألفين عشاهم صاع) أي أن صاع واحد كفى الباقيين من جيش الشريف الذي كان عددهم أكثر من ألفين رجل .
وأقام ابن الشريف وجنوده عند سيف يومين ثم أعطاهم سيف إبل ومايكفيهم من الزاد للوصول إلى مكة وأرسل معهم من يحرسهم حتى خرجوا من ديار سبيع (ورجل واحد يكفي من سبيع لحراستهم فعندما يقول أنهم في جوه ابن حريمل فلن يعترضهم أحد من سبيع )
ووصل ابن الشريف إلى أبوه ففرح به فرحاً عظيماً لأنه يعتقد أنه قتل في المعركة على يد سبيع وأخبر أبوه بما حصل وكيف حماهم سيف من القتل وأكرمهم غاية الإكرام .
فأرسل الشريف رسالة إلى سيف مع أحد الرجال يدعوه لزيارته في مكة ليرد له الجميل الذي فعله مع ولده وأقسم له أنه لن يؤذيه إذا جاء ولكن سبيع نصحوا سيف بعدم الذهاب إلى الشريف وقالوا له إنه يريد قتلك فهو بعد أن عجز عن قتلك هنا يريد استدراجك إلى مكة لوحدك إلى مكة ثم يقتلك وتكررت رسائل الشريف إلى سيف يطلبه لزيارته أكثر من مرة , وتحدث المعجزة ويوافق سيف على الذهاب للشريف في مكة وليس معه إلا أخوه هادي ورجل آخر من المشاعبة .
وعملت سبيع بالخبر فأسرعوا يريدون أن يلحقوا به ويمنعوه من الذهاب ولكنهم عندما وصلوا وجدوا سيف قد خرج من حدود سبيع وأصبح بعيد عنهم فرجعوا والحزن على وجوههم لأنهم تأكدوا أن الشريف سيقتل سيف وهادي وبذلك سينقطع نسل الحرامله لأنه ليس لهم أولاد (وكان سبيع يقدرون الحرامله ويحبونهم لشجاعتهم وكرمهم وطيب صفاتهم وتواضعهم ) (وهنا يشبه طرفه ابن العبد الذي صدق الملك عمر ابن هند الذي استدرجه حتى قتله وهنا تتشابه البداية مع سيف وتختلف النهاية )

وقرب سيف وهادي من مكة ولسان حالهم يقول :
مشيناها خطا كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطا مشاها
ومن كانت منيته بأرض
فليس يموت في أرض سواها
وقبيل حدود مكة أرسل سيف وأخوه الرجل الذي معهم ليسبقهم للشريف حتى يخبره بقدومهم إليه ولما وصل سيف وهادي وسط مكة فإذا الناس والجنود مصطفين في استقبالهم والعرضة مقامة عند بوابة قصر الشريف ودخل سيف وأخوه القصر ونزل الشريف واولاده لاستقبالهم على درج القصر ورحب به
ترحيباً بالغاً ثم صعد بهم إلى قصره وهناك وفي أثناء شرب القهوة سأل الشريف سيف الأسئلة الشهيرة التي حفظها الصغار والكبار لما فيها من دهاء الرجلين (سيف والشريف)
حيث قال الشريف (وشلون المعطا وبنيتها ياسيف) فقال سيف (بخير وتسلم عليك يا شريف) فسكت الشريف قليلاً ثم قال (وشلون إطراد الخيل ياسيف) فقال سيف (شيء وذقته ياشريف) فغضب الشريف لأن سيف ذكره بهزيمته فقال الشريف قولته المشهورة (والله لولا بأسك لأقطع رأسك فوق إفراشك لكن بأسك حط لك عند معروف يوم أنقذت ولدي ) فقال سيف (مالك فضل كأنك ذبحتنا ، ما جيناك إلا بعد أدخلتنا في وجهك وحنا في بيتك) فكظم الشريف غيظه واستمر التكريم ثلاثة أيام
وفي اليوم الرابع استأذن سيف وهادي بالرجوع إلى ديارهم (رنيه) وحاول الشريف إقناعهم بالإقامة لعدة أيام ولكنهم اعتذروا لأن إبلهم وأهلهم ليس عندهم من يرعاهم فأذن لهم الشريف وساق معهم الجمال محملة بالبر والسمن والهدايا وقال لسيف وهادي إذا جاء أحد منكم ولد ، فأرسلوا لي اسمه حتى تأتي له إعانة من بيت مال المسلمين مع إعانتكم التي سأبعث بها كل سنة إليكم في دياركم وودع الشريف وولده سيف وهادي (وما علموا أنها آخر مرة يرى فيها بعضهم البعض) ورحل سيف وأخوه ودخلوا ديار سبيع الذين لم يصدقوا حين رأوهم اعتقوا أن الشريف قتلهم وأقامت سبيع الإحتفالات برجوع أبناء حريمل وسلامتهم .

(ولكن هذا الفرح لن يدوم فبعد عدة سنوات فقط ستحدث الكارثة)

غــــــزو جــديــــد
عرفنا من قبل أن إبل محسن ابن حريمل كانت من أطيب الإبل وأحسنها سمة وكانت مشهورة وعندما ورث سيف وهادي إبل أبوهم بعد موته سببت لهم الكثير من الحروب مع القبائل القريبة والبعيدة حيث صارت مطمع من ناحيتين
الأولى : لأنها من أطيب الإبل والثانية : لأنها إبل ابن حريمل والذي سوف يكسبها سوف تكون له سمعة كبيرة خصوصاً وأن هذه الإبل لم يستطيع أحد أخذها منذ زمن جد محسن ابن حريمل , وبعد رجوع سيف وأخوه عند الشريف بثمان سنوات جاءالربيع ورحلت سبيع إلى أطراف نجد ولكن سيف وهادي لم يرحلوا هذه السنة وبقي معهم حوالي عشرين بيت من المشاعبة ولسوء الحظ جاءت قبيلتين من الشمال مجتمعة مع بعضها وتريد الكسب ومرت قريب من سيف وجماعته وكلاً منهم لا يدري عن الآخر وتسمع القبيلتين بأن إبل ابن حريمل المشهورة قريباً منهم وليس عندها إلا حوالي عشرين بيت فقالوا (هذه فرصة ثمينة لا تعوض) ويفاجأ مع الضحى سيف وجماعته بالغزو وتدور معركة عظيمة دافع فيها سيف وهادي وجماعتهم بكل شجاعة وأخذ سيف يمزق الصفوف وانهزم الغازين وهربوا لا يريدون إلا السلامة بعد أن قتل منهم الكثير .
النهاية المحزنة
أن معظم عظماء التاريخ كانت نهايتهم محزنة بداية من امرئ القيس ومن قبله ومروراً بطرفة ابن العبد ووصولاً إلى ذيب وبعدهم وقبلهم الكثير ولأن سيف كان يتميز على بعض العظماء في بعض الصفات لذلك كانت نهايته أكثر حزناً وأكثر قسوة .
رجع باقي القبيلتين المهزومتين إلى الشمال فصادفوا قبيلة ثالثة حليفة لهم فسألوهم عن حالهم وعن شيخهم فقالوا قتله سيف في حربنا معه فلما سمعت القبيلة الثالثة بأن إبل ابن حريمل قريبة وليس عندها إلا حوالي عشرين رجل فقالوا لا بد من أن نأخذها فهذه فرصة لا تعوض فنصحوهم المهزومين وقالوا عندها عشرين رجل عن مائة رجل وعندها سيف من نجا منه فهو مولود فقال لهم شيخ القبيلة الثالثة نحن عددنا كبير وسوف نهزم سيف إما بالقوة أو بالحيلة وإذا كنتم تريدوا الكسب فارجعوا معنا . فرجعوا معهم وأصبح عددهم كبير جداً وهناك وفي آخر الليل وضعت القبائل الثلاث الخطة المحكمة حيث اتفقوا على أن يهجموا بكل قوتهم على سيف وجماعته ويبقى عشرين بواردي (من لا يخطئ إذا رمى بالبندقية) خلفنا مختبئين بين الصخور عشرة يمين وعشرة يساراً فإذا عجزنا عن أخذ الإبل انسحبنا واستدرجنا سيف وهادي وجماعتهم حتى إذا جاءوا بين البواردية أطلقوا عليهم الرصاص من كل جهة وبعد صلاة العصر هجموا على سيف وجماعته وكثر القتلى من الطرفين ولكن المهاجمين عجزوا عن أخذ الإبل وأخذ يزيد عدد القتلى فيهم ومع غروب الشمس أمرهم شيخهم بالإنسحاب لتنفيذ الخطة وسيف وهادي ومن معهم يطاردونهم فدخلوا خلفهم في طريق بين الصخور وأصبح سيف وهادي وجماعتهم في المنتصف أطلقوا عليهم البواردية الرصاص من كل إتجاه فسقط هادي فنزل سيف بسرعة لحمله على ظهر الفرس وعندما رفعه من الأرض أطلقوا الرصاص عليه بشكل كثيف فسقط سيف ميتاً على أخوه هادي ومات الإثنين وقتل أكثر جماعتهم وطويت آخر صفحة من حياة سيف وهادي بهذه النهاية المحزنة جداً وكان لهادي ولدين ولسيف ولد أعمارهم حوالي السنتين .
وأخذ المهاجمون الإبل جميعاً ورحلوا وتركوا الأولاد والنساء والشيبان في هذه الصحراء القاحلة بلا راحة ولا طعام ولا ماء ولم يكن قريب منهم أحد وكان مصيرهم الموت بالجوع لولا الله ثم أخت سيف وهادي معهم التي كانت تسوى عشرة رجال واسمها (ترفة) وليس غريب عليها ذلك فهي بنت محسن ابن حريمل وأخت هادي وسيف وكان عندها جارية (عبّده) فأمرتها بجمع خمس حزم من الحطب وكانت ترفه تريد توصيلها إلى رأس جبل تين القريب منهم (وهو في الطرف قريب من محافظة الخرمة حالياً) ولكن ليس هناك من يستطيع الصعود بها حيث الشيبان كبار في السن والأولاد صغار والباقي نساء ضعاف فقالت لجاريتها (العبّدة) لك على كل حزمة حطب توصليها إلى رأس الجبل ريال فرانسي (وكان في ذلك الوقت يساوي الشيء الكثير حوالي ألف ريال حالياً) ففرحت العبدة واستطاعت أن توصل ثلاث من حزم الحطب إلى رأس الجبل وعندما وصلت بحزمة الحطب الرابعة منتصف الجبل انقطع نفسها من التعب وماتت (وهو ما يعرف اليوم بالسكتة القلبية) عند ذلك اضطرت ترفة إلى صعود الجبل وتوصيل الحزمة الرابعة ثم استراحت قليلاً وبعدها صعدت بالحزمة الخامسة بكل صعوبة حتى أوصلتها إلى رأس الجبل وبعد المغرب بقليل أشعلت ترفه في الحزم الخمس النار فأشعلت نار عظيمة في رأس جبل تين فرأتها القبائل التي كانت في نجد ومن ضمنها قبيلة سبيع (وذلك لأن جبل تين كبير وعالي ولأن الضوء يسري في الليل مسافات طويلة فلما رأتها قبيلة سبيع قالوا : أما جاء ربيع كلاً يذكره (مطر كثير نبت بعده عشب) أو أن أولاد ابن حريمل قتلوا ونجحت خطة ترفة ورجعت قبيلة سبيع بسرعة على الوديان وكانوا يتمنون أن بلادهم جاءتها الأمطار ويقولون عسى أن يكون أولاد ابن حريمل بخير ولما وصلوا لجبل تين وجدوا النساء والأطفال والشيبان في حالة محزنة يتظللون الشجر وهو على وشك الموت بسبب شدة الجوع فقاموا بإعطائهم الطعام والشراب وتم إنقاذهم من موت محقق وذلك بفضل الله ثم بفضل ترفة وبعد يومين قالت ترفة لنساء هادي وسيف قولتها المشهورة (من كان له مخلاب يفترس ومن كان له جناح يطير) أما أنا وأولادي (تقصد أولاد هادي وسيف التي هي عمتهم) بروح بهم للشريف بعد أن ضاع حلالنا ومالنا ولا بقاء أحد يعولنا وأنتن كل واحد ة تروح لأهلها فكل واحد يالله يتحمل نفسه .
وفعلاً ذهبت العمة بأولادها للشريف الذي كان لسيف وهادي معروف عنده عندما أنقذوا ولده وعندا وصلت إلى الشريف رحب بهم وعرض عليها الزواج منه فرفضت وقالت (حنا جينا لك نعتبرك أبونا بعد موت أهلنا(
فأسكنهم بيت قريب منه وأعطاهم جميع ما يحتاجون من طعام وملبس وخدم وكل صباح تقوم ترفة بإعداد الفطور لأولادها الصغار وبعد أن يفطروا تقول اذهبوا لعمكم الشريف فيجلسون عنده من الصباح إلى الظهر في مجلسه الذي يأتيه فيه الضيوف وكبار الشخصيات وكان كثيراً ما يجعلهم بجانبه وهكذا كل يوم خلال الفترة التي قضوها عنده (عشر سنوات)
وكان يعطي كل واحد منهم ريال فرنسي كل صباح عندما يأتونه وكانوا يذهبون به ويعطونه عمتهم وكانت تجمع هذه الريالات لأنها تعرف أنها ستحتاجها في المستقبل ولا تشتري بها إلا الشيء ضروري وكانت تشتر ما يحتاجه البدو من أسواق مكة (كبيت الشعر والمزواد وغيرها) وتجعلها عندها كما كانت تشتري الابل الطيبة والتي كان يأتي بها البدو أحياناً لأسواق مكة وتجعل عليها وسم الحراملة لقد كان تخطيطها سليم ونظرتها صائبة وعندما بلغ الأولاد حوالي عشر سنوات اشترت لهم خيل وجعلتهم يتدربون عليها وعندما بلغ أكبر الأولاد الثانيةعشر وأصبح عندهم عدد كببير من الإبل والمال قالت لهم اذهبوا لعمكم الشريف ولا تجلسوا بجانبه بل تعالوا مقابلين له في المجلس وإذا قال لكم لماذا لا تجلسون بجانبي قولوا له نريد أن تسمح لنا بالذهاب لديرتنا (رنيه) ولقبائلنا فلما جاءوا في المجلس مقابلين للشريف قال لهم (الله يقطعها هي موصيتكم) حيث عرف الشريف أنها خطة من عمتهم وأنهم يريدون الرجوع لديارهم وذلك قبل أن يتكلموا , فكلموه الأولاد فرفض ذلك فأصبحوا كل أسبوع يطلبون منه السماح لهم بالرحيل وفي الأخير وافق الشريف وأعطاهم المال وحمّل إبلهم بالخيرات المختلفة وارسل معهم حرس يحمونهم من القبائل حتى يدخلوا ديار سبيع وبعد ذلك يعودون الحرس .


وبعد أن وصلوا ديار سبيع أخذ قائد الحرس يسأل ترفة هل وصلنا ديار سبيع (فهو لا يعرفها) فتقول لا، وهكذا حتى وصلت ضواحي رنيه وذلك قبيل المغرب فلما رأت إبل عليها وسم المشاعبة وبيوت الشعر مقابلة لها من بعيد قالت لهم وصلنا ديار سبيع وبإمكانكم الرجوع فرجعوا .
وفي الليل بنت هي وأولادها بيت الشعر الذي اشترته قبل من مكة وكملته بكل شيء (لقد جاءت بكل ماتحتاجه عندما جمعته من أسواق مكة شيئاً فشيئاً ) فلما طلعت الشمس في الصباح استغربوا المشاعبة هذا البيت الكبير الذي مقابل لهم من بعيد وبالأمس لم يكن موجود فقالوا لا بد أنه بيت شيخ وخصوصاً أن حوله إبل كثيرة ولكن من هو .
فاحتاروا طوال النهار وقبيل المغرب أرسلت ترفة أحد العبيد الذين يرعون إبلهم إلى بيوت المشاعبة وقالت اعزمهم الليلة للعشاء (وذبح العبد الآخر الذبائح) وقالت له إذا سألوك عن عمك فقل شيخ من الشمال .
وبعد المغرب جاءوا جميعاً فقد كان الجوع منتشر في البادية وكانت تمر سنة ولا يذوقون طعم اللحم وامتلاً المجلس ولكن المشاعبة لم يعرفوا أولاد سيف وهادي (فقد ذهبوا للشريف وهم صغار وبقوا عنده حوالي عشر سنوات) وقبل العشاء أظهرت ترفة رأسها من فوق قسم الحريم وقالت (قوموا يا مشاعبة سلموا على أولاد ابن حريمل ) فاندهشوا وقاموا فرحين وسلموا على الأولاد وقالوا الحمد لله أن الحراملة ما انقطعوا وأنه باقي لهم نسل(وما علموا أنهم خلال سنة سبيكون عليهم ) وبعد سنة كان هناك ثأر بين قبيلة المشاعبة وقبيلة أخرى فانتهزت هذه القبيلة غياب رجال المشاعبة فهجموا على أولاد ابن حريمل الصغار فقتلوهم في عمل قبيح وشنيع ( ترفضه كل سلوم القبائل وعاداتهم )، ولكن هرب منهم اكبر اولاد ابن حريمل (13سنة) على فرسه ولكن المشاعبة أخذوا الثأر من هذه القبيلة بعد ذلك وقتلوا منهم عدد كبير .

وتمر عشر سنوات
وظهر فارس جديد من أحفاد محسن ابن حريمل إنه :
عبيد بن هادي .
هو عبيد بن هادي بن محسن بن حريمل وليس غريباً أ، تظهر شجاعة عبيد ومواقفه العظيمة فيكفي أن أبوه الفارس المشهور (هادي) وجده هو (محسن بن حريمل) وعمه هو (سيف(
وظهرت في منطقة الوديان سيرة جديدة لبطل جديد يسير على نهج هادي وسيف ومحسن وتكرر الملحمة / ظهر عبيد يحمل كل صفات الفارس العربي من شجاعة وكرم ومرؤة وحكمة , ولكننا هنا لن نتحدث عن سيرة حياته وبطولاته لأن ذلك سيطول وقد تجدونه في بعض الكتب ولكن سوف أنتقل بكم مباشرة إلى آخر صفحة من صفات حياته وهي كيف قتل ؟ أو نهايته المحزنة !
في إحدى السنوات كانت سبيع في نجد في وقت الربيع كعادتها ثم رجعت بعد ذلك إلى موطنها الأصلي (الوديان) ولكن عبيد بن هادي وجماعته تأخروا في نجد ، ولم يعلموا ان سبيع قد رجعت إلى الوديان .
(وكانت كل قبيلة إذا أرادت الرحيل من مكان إلى آخر تذهب جميعاً بكل أفرادها حتى تستطيع حماية نفسها وحماية إبلها من القبائل الأخرى والتي تسافر أيضاً بأعداد كبيرة تقدر أحياناً بالمئات والآلاف لذلك فإن الأربعين أو الخمسين أو السبعين رجلاً الذين يسافرون بإبلهم مسافات طويلة تكون نسبة سلامتهم ورجوعهم شبه مستحيلة حيث يقتلون من القبائل الكبيرة وتؤخذ إبلهم في خلال ساعة أو ساعتين فقط) فالحمد لله على نعمة الأمن والأمان اليوم , وبعد شهر أراد عبيد بن هادي الرجوع بقبيلته إلى رنيه وبعد عدة أيام من رحيلهم وصوا إلى منطقة (وتده) .
وكان ذلك قبيل غروب الشمس فرأوا شيئاً غريباً لقد رأوا السلق الشعل (كلاب الصيد التي لونها بين الأحمر والأصفر) رأوها من بعيد عن يمينهم وعن يسارهم فدار الجدال بين أفراد القبيلة وكانوا خمسين رجلاً بأهلهم وإبلهم فقال أحدهم : هذا سلق سبيع ومن حسن الحظ إننا واجهناهم في الطريق حتى نكون معهم يداً واحدة ضد القبائل التي تريد محاربتنا , فرد عليه عبيد وقال (والله ما هذا سلق سبيع هذا هذا ظني سلق قحطان وهم راجعين للجنوب وسبيع سمعت البارحة أنهم وصلوا رنيه ، ولكن من سوء الحظ جعلنا الله نقع في مواجهة قبيلة قحطان بكامل عددها وجموعها ) وفي الحقيقة لقد صدق كلام عبيد فقد وقعوا في مواجهة قبيلة قحطان المشهورة بشجاعتها وعددها الكبير جداً , وغابت الشمس والحزن والتفكير والحيرة تعم عبيد وجماعته لقد كانت أعظم ليلة مرت عليهم في حياتهم واجتمعوا عند كبيرهم وفارسهم (عبيد) ولقد كان اجتماعاً تاريخياً بمعنى الكلمة , إنه اجتماعا الخمسين رجلاً الذين سيقابلون غداً مئات من الفرسان الذين يريدون قتلهم وأخذ إبلهم .
لقد كان كثيراً منهم متأكدون بأن هذه الليلة هي آخر ليلة في أعمارهم كانوا يفكرون ليس في أنفسهم بل في أولادهم ونساءهم ماذا سيحصل لهم من بعدهم وبعد صمت طويل وتبادل في الآراء قال أحد كبار السن : الرأي عندي تجمع النساء حزم الحطب ثم نشعل فيه النار وكأننا سوف نبيت هنا ثم ننسحب جميعاً بهدوء وعندما يأتي الصبح نكون وصلنا لأرض بعيدة عنهم فوافقوا جميعاً على هذا الرأي إلا عبيد اعترض عليه وقال هذا الرأي يضرنا ولا ينفعنا فأنا متأكد أن جواسيسهم يحيطون بنا من كل الجهات وعندما ننسحب ونسير يرانا الجواسيس ويخبرون قبيلتهم والتي ربما يكون جزء منهم أمامنا ونحن لا ندري فيصبح نصف منهم امامنا يأخذ الإبل ونصف منهم يحيط بنا وأقل شيء سيفعلونه بنا هو أخذ الإبل وإذا أخذوها فسوف نهلك في هذه الصحراء القاحلة نحن وأبناءنا . فقالوا له : إذاً ماذا نفعل .
فقال عبيد : الرأي عندي ولكنه صعب ويحتاج لصبر وشجاعة ويجب أن نفعله فإن نجح فمن حظنا وإن فشل فلا حل غيره .
فقالوا وما هو الحل :
فقال لا بد من محاربتهم ولكن بالطريقة التالية , ونجعل في كل ناقة عقالين (نربط أرجل ويدين كل ناقة ) ونجعلها كالدائرة حولنا وهي بروك على الأرض (جالسة على الارض )ونحن وأبنائنا ونسائنا داخل الدائرة حتى تحمينا الإبل من رمي الأعداء ونحن نرميهم لقتل أكبر عدد منهم حتى يكتب لنا الله النصر , فإما نعيش مع إبلنا وإما نموت وياها لقد كان عبيد يفعل كما قال الشعر :
فأما حياة تسر الصديق ** وأما ممات يغيض العداء
(لقد كانت خطة عبقرية حيث جعل الإبل كحصن منيع لهم من رمي الأعداء وجعل في عقالين لكل ناقة حتى لا تقوم الإبل أثناء المعركة وتتركهم في العراء ) وفي آخر الليل طبقوا خطة عبيد وقبل طلوع الشمس فإذا هناك غبار كبير جهة الشرق وآخر من جهة الغرب وغبار من جهة الجنوب وكلهم يتجهون نحوهم (لقد كان غبار الأعداء صاعد في السماء وهم قادمون) (لقد كانوا محيطين بهم وقد صدق ظن عبيد ولو نفذوا خطة ورأي كبير السن لهلكوا جميعاً) ودارت رحى حرب عظيمة ومن طلوع الشمس إلى منتصف الظهر والمعركة قائمة وتعبت خيل وجيش قحطان من الكر والفر وامتلأت الأرض من الموتى وعندما صارت الشمس في وسط السماء صاح شيخ قحطان : (خلوهم ما فيهم بركة لقد أفنوا الرجال والخيل والجيش لا بارك الله فيهم ورمينا لا يصيبهم ) وانسحبت قحطان بعد أن يأست من أخذ الإبل وعندما أبعدوا قليلاً قام عبيد وجماعته من بين الإبل يتفقدون الحي والميت من الناس والإبل .
(فنظر أحد قحطان وهم ذاهبين ورمى برصاصة وقال لا بارك الله فيكم )
وذهبت قحطان وما علموا أن هذه الرصاصة جاءت حتى قتلت فارس القبيلة (عبيد بن هادي )
عندما كان واقفاً يتفقد المصابين (فسبحان الله كيف يسبق القدر ) وعندما حسبوا القتلى من قحطان وجدوهم ثلاثين رجلاً وكثير من الإبل والخيل لقد انتصروا المشاعبة بفضل الله ثم ذكاء وشجاعة عبيد حيث أنقذ جماعته ومات هو , وعم الحزن في لحظة الانتصار مع صياح وبكاء زوجة عبيد ووقف شاعر القبيلة (ابن منيس) يرثى عبيد في قصيدة سارت بها اركبان وتناقلتها الأجيال ومنا ما يلي :
يالله يا لــلي له بـهذا مرادي
يا عالم الدنيا على كل الأحوال
جانا جموع مثـــل نشر الجرادي
مع طلعة الشمس تبي طارف المال
نردع طرفهم والطـرف ذا يذادي
لين الطرف هذا على ذاك ينجال
ليتك تحلى يا عبـيـد بن هادي
يوم السبايا بين الإقفى والإقبال
كله لعين اللي رثع في الحدادي
خذنا ثمن شوقه ثلاثين رجال

وكله لعين مسلمات الجــيادي
اللي وسمهن الفحل بعد الأحيال
يا ذيب دمخ ناد ذيب الثنـــادي
وناد الجعيرة من بني غير تشتال
كن إرغوتهم تحت شلف حدادي
ترك نووا ترويحة بعد مقيال
يا نعم ياللي يركبون الجيادي
اللي ركب منا على كل مشوال
ويا نعم ياللي ينقلون الهنادي
مشاعبة تلطم شبا كل عيال
مات عبيد وله ولد صغير اسمه (هادي) ليظهر فيما بعد فارساً
مشهوراً كانت له حروب شهيرة مع قبائل الجنوب وهو القائل في إحدى معاركه :
أشكي عليكم حربتي ضمـيانـه ** شرابها الدم الحمر
لعيون من يزهى الذهب ذرعانه ** يطمح ليا رد الخبر
وقد توفى تقريبا في سنة 1330هـ (قبل توحيد المملكة بـ 21 سنة)



التعديل الأخير تم بواسطة مسلم عربي سبيعي ; 11 - 06 - 2010 الساعة 20:05
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
الزين مايكمل
عضو نشط
رقم العضوية : 42019
تاريخ التسجيل : 20 - 04 - 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 93 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : الزين مايكمل is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: أحد أشهر فرسان سبيع والجزيرة العربية :سيف ابن حريمل

كُتب : [ 11 - 06 - 2010 ]

صح لسنك ويستهلون سبيعي لبغلبا وممنقصور بشمر اخوكم الزين مايكمل

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
ابومحمد11
عضو مميز
رقم العضوية : 14479
تاريخ التسجيل : 30 - 06 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 523 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابومحمد11 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: أحد أشهر فرسان سبيع والجزيرة العربية :سيف ابن حريمل

كُتب : [ 11 - 06 - 2010 ]

ونعم في ال حريميل وفي المشاعبه عموماااا
لاهنت

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
مشعاب
المراقب العام للشبكة
رقم العضوية : 207
تاريخ التسجيل : 25 - 05 - 2003
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 4,026 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 45
قوة الترشيح : مشعاب is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: أحد أشهر فرسان سبيع والجزيرة العربية :سيف ابن حريمل

كُتب : [ 12 - 06 - 2010 ]

والنعم بسيف بن حريمل

وفي المشاعبة كلهم

ما قصرت على هالموضوع

اكيد عندك غيره كثير من هالنوعية لا تبخل بها علينا


مشعاب أخو عجراء
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
مسلم عربي سبيعي
عضو
رقم العضوية : 41851
تاريخ التسجيل : 09 - 04 - 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مسلم عربي سبيعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: أحد أشهر فرسان سبيع والجزيرة العربية :سيف ابن حريمل

كُتب : [ 12 - 06 - 2010 ]

مشعاب ما عليك زود ....والله يعطيك العافية


التعديل الأخير تم بواسطة مسلم عربي سبيعي ; 13 - 06 - 2010 الساعة 15:28
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
مسلم عربي سبيعي
عضو
رقم العضوية : 41851
تاريخ التسجيل : 09 - 04 - 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مسلم عربي سبيعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: أحد أشهر فرسان سبيع والجزيرة العربية :سيف ابن حريمل

كُتب : [ 13 - 06 - 2010 ]

الزين ما يكمل ....مرحبا فيك يا سفير الطنايا

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
مسلم عربي سبيعي
عضو
رقم العضوية : 41851
تاريخ التسجيل : 09 - 04 - 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مسلم عربي سبيعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: أحد أشهر فرسان سبيع والجزيرة العربية :سيف ابن حريمل

كُتب : [ 13 - 06 - 2010 ]

ابو محمد 11 .ونعم فيك . ونعم بسبيع كلها

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
شاعر الاحساس
عضو
رقم العضوية : 43744
تاريخ التسجيل : 04 - 08 - 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 11 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : شاعر الاحساس is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: أحد أشهر فرسان سبيع والجزيرة العربية :سيف ابن حريمل

كُتب : [ 17 - 09 - 2010 ]

والنعم فيه وفي خوالي المشاعبة في الحقيقة لا احد ينسى فارس المشاعبة وشيخ المسيرة قشعان بن مثيب حتى انه لما مات كان سيفه على صدره

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
مسلم عربي سبيعي
عضو
رقم العضوية : 41851
تاريخ التسجيل : 09 - 04 - 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مسلم عربي سبيعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: أحد أشهر فرسان سبيع والجزيرة العربية :سيف ابن حريمل

كُتب : [ 23 - 09 - 2010 ]

شاعر الاحساس شكرا لك ... ونعم فيك وفي خالك

رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
عبيد المشعبي
عضو فعال
رقم العضوية : 36597
تاريخ التسجيل : 14 - 05 - 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 168 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : عبيد المشعبي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: أحد أشهر فرسان سبيع والجزيرة العربية :سيف ابن حريمل

كُتب : [ 10 - 02 - 2011 ]

ملسم عربي سبيعي شكرا لك علي علي نقل قصة ابن حريمل المشعبي



الخيل عـــز لــرجال وهـــيــبـه
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فارس من فرسان سبيع وشاعر من شعرائهم..... المنتبه منتديات الـمـشـاهـيـر والقصص البطولية 14 02 - 10 - 2013 12:09
( ذرفان ) أحد أشهر فرسان العزه رحمه الله وادي الغاف منتديات الـمـشـاهـيـر والقصص البطولية 15 26 - 10 - 2009 00:37
فارس من فرسان سبيع ذيب الوديان منتدى الشعر الشعبي والنبطي ( شعراء الشبكة ) 5 20 - 01 - 2009 00:20
فرسان مالطا + فرسان المعبد + الماسونية ( الحروب الصليبية) صقر العوامر المنتدى الإسلامي 1 28 - 08 - 2008 12:55
فارس من فرسان سبيع وبواردي وشاعر.......... المنتبه منتديات الـمـشـاهـيـر والقصص البطولية 6 01 - 10 - 2007 07:34


الساعة الآن 02:42.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها