( صحيفة الساحة )
بادر معلمون وموظفون في محافظة الزلفي بتكريم معلمهم بعد مضي 26 سنة على تخرجهم، فقاموا بالبحث عنه، وسألوا كل من له صلة به، وبحثوا عن أرقامه، واتصلوا به، فعرفهم من أول نبرة، ووجدوا منه كل القبول والترحاب في الزيارة والتكريم.
قام المعلمون بالبحث عن معلمهم القدير حمود عبدالله التويجري والذي كان معلم الصف في مدرسة علي بن أبي طالب التابعة لتعليم الزلفي عام 1402هـ - 1403هـ، وهو من أهالي مدينة بريدة _ الطرفية، ونظموا حفلا تكريميا له في إحدى الاستراحات بحضور عدد من رجالات التربية والتعليم، لرد جزء من جميله وصنيعه، لما رأوه من أثر على قلوبهم من حب وتقدير ومعاملة أبوية رحيمة، وتعامل أبوي، وحرصه على استمالة قلوبهم كطلاب بالتفهم والتوجيه، وشكر المحتفى به تلامذته القدامى وشكرهم على حسن الضيافة وقدم لهم هدايا رمزية.
وقال المعلم في مدرسة الملك سعود محمد عبدالرحمن البداح أن هذا اللقاء يحمل معاني تربوية رائعة. إذ كيف استطاع هذا المعلم الشاب أن يملك قلوب تلاميذه، والتي ما زالت ذكرياتهم الجميلة معه راسخة وعالقة في الأذهان، مؤكدا الحاجة إلى تلك المعاني السامية التي تحافظ على تماسك هذا الجيل المسلم الواعد.
فيما اعتبر مدير التربية والتعليم للبنين في محافظة الزلفي حمد بن منصور العمران أن حفل التكريم إشادة حقيقية بهذا الوفاء والاعتراف بالفضل الجميل ، مشيرا إلى أن لقاء الطلاب مع المعلمين بعد فترة من الزمن له انعكاسات إيجابية كثيرة، كما يعرف المعلمين القدامى بما استجد بتعليم المحافظة من تطور.
وأكد الشيخ عبدالرحمن محمد البداح أن الاجتماع ما هو إلا لقاء تربوي حميم حمل من معاني الوفاء ، وحفل بالكثير من الحكايات والمواقف التي تستعيد ذكريات الماضي. إذ زار المحتفى به مبنى مدرسة علي بن أبي طالب التي كان يعمل بها، والتي اندثرت معالمها، والتي تقع في قرية المنيزلة بمحافظة الزلفي، وكان المعلم الفاضل يحمل ذاكرة قوية أدهشت طلابه.
فيما أبدى المعلم في مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية بالزلفي راشد بن عبدالرحمن بن محمد البداح سعادته إزاء وفاء المعلم للطالب بالسؤال عنه ومتابعته في مجاله الدراسي، وتقديم المشورة له ما سنحت له الفرصة في ذلك.
وأكد الطالب في متوسطة الملك فيصل بالزلفي علي محمد المحيا أن الوفاء متبادل بين الطرفين، فعلى الطالب تقدير معلمه وتكريمه وزيارته والسلام عليه، ومساعدته ما احتاج إلى ذلك، وأن يظل التواصل بينهما مستمرا لتعميق مفهوم الوفاء.
وذكر الموظف في البنك العربي عبدالله السكران أن ذاكرة الطالب تظل عالقة بالمعلم الذي يقدرهم ويحبونه.
وقال وكيل مدرسة أبي بن كعب بالزلفي المعلم عبدالعزيز الذويخ أن الواجب على الجميع أن يتذكر الماضي، وما صنعته أيدينا من حب وتسامح لمعلمينا الأوفياء، وأن تستمر هذه العادة الاجتماعية الجميلة.
ويقول مدير المشاريع بتعليم البنات بالزلفي بداح عبدالرحمن البداح "دائماً ما يتذكر الطلاب ذلك المعلم الوفي الذي ملك قلوب التلاميذ، وكيف كان يعاملهم معاملة الأب لأبنائه، وكيف كان يحمل معه الهدايا ويلاطفهم، ويتلمس حاجاتهم، ويسعى إلى رفع مستواهم الدراسي، ويتفانى حقيقة في ذلك".
وأضاف مدير الصيانة في تعليم البنات بالزلفي داود سليمان الحماني أن المعلم الفاضل لقت الشكر والتقدير على ما قدم من تفان في عمله، وعلينا أن نكون القدوة الحسنة للجيل الصاعد.
ويرى خطيب جامع ابن عثيمين والمعلم في ثانوية الإمام محمد بن سعود راشد عبدالرحمن ردن البداح أنهم فقدوا هذا المعلم المتميز بانتقاله إلى منطقته، وقد تأثروا بذلك، وكأنهم فقدوا والدهم، وكلما دار حديث عن التربية تذكروا ذلك المعلم المتميز .
فيما يؤكد مدير التربية والتعليم (بنات) في محافظة الزلفي محمد بن عبدالله الطريقي على أهمية هذه اللقاءات، وما تتضمنه من معان سامية ودلالات جميلة، يقول " إن المعلومات والخبرات التي يقدمها المعلم لطلابه لا تقاس على المدى القصير وهانحن نعايش هذه التجربة الملموسة في لقائنا هذا".
وأضاف مدير تعليم البنات بمحافظة المجمعة سابقاً: سلمان بن ردن البداح أن من أدى عمله بكل إخلاص وأمانة سيحظى بالقبول من الله أولاً ثم من الناس ثانياً وكما قيل: الذكر للإنسان عمر ثان
غير متصل
