رد : فصيدة العرف
كُتب : [ 09 - 11 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم / فارس الجراح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : لقد كتب الأستاذ الراوية / عبدالرحمن بن ابراهيم البطحي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته هذه النبذة إجابة لمن سأل عن شريط الأستاذ الراوية / عبدالرحمن المرشدي الخامس قصص الاّباء والأجداد قائلا :
المكرم الأستاذ الفاضل صحفي عنيزة الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أما بعد : استجابة لسؤال الأخ الكريم " مجتهد " حول ما ورد في شريط " قصص الآباء والأجداد – تسجيلات الاستقامة " وما ورد فيه على لسان الأخ الصديق ( عبد الرحمن المرشدي ) من نبذة صغيرة من تاريخ عنيزة , إليكم الملاحظات التالية :
1- ذكر أن عنيزة تأسست سنة 750 هـ , والصحيح أن القسم المسمى " عنيزة " والذي غلب على بقية الأسماء يعتبر القسم الثالث من حيث النشأة وذلك سنة 630 هـ تقريبا بإجماع المؤرخين , أما أول أقسامها نشأةً فهي قرية " عبدالله بن عامر الأموي " ثم قرية " الجوي " التي أنشأها جعفر بن سليمان العباسي , وقرية ابن عامر نشأت مابين 39/44 هـ أنشأها عندما كان أميرا على البصرة من قبل الخليفة عثمان ثم معاوية رضي الله عنهم جميعا .
2- قال : فوزان بن عيدان , واستدرك قائلا : وأناس يقولون فوزان بن حميدان .
والصحيح : فوزان بن حميدان بن حسن بن مشعاب والملقب : ابن معمر .
3- وقال : سطى دريس ... على محلّة " المليح " بعنيزة ,
والاسم الصحيح والمتداول إلى اليوم : " المليحة " أما " المليح " فهو مزرعة في منطقة الجناح .
4- قوله : حسن .. أوْ ما دري حسين بن مشعاب ,
والصحيح : حسن لا حسين , وقال " شخته " والصحيح : " الشخته " وهم قسم من المشاعيب .
5- أورد بيت نبهان السنيدي :
إلى من اقـــفــوا المشاعيب ردّه ** على الضدّ شروى الضان ون شاف ذيبه
وصحة البيت :
إلى اقفوا فنا لي والمشاعيب ردّه .... الخ
6- أورد اسم " العقيلية " ديرة البكر والغنّام , بكسر القاف بعد عين ساكنة " العْـقـِـيلية " والصحيح ( العَقـِيلية ) , بكسر القاف بعد عين مفتوحة , وذلك نسبة لمنشئها ( عقيل بن ابراهيم بن موسى بن محمد بن بكر بن عتيق بن جبر بن نبهان بن مسرور بن زهري بن جراح السبيعي )
أما " العْـقـِـيلية " إن وجدت فهي في مدينة المذنب نسبة إلى أسرة " العْقيلي " الكريمة .
7- قال عندما تطرق إلى ذبحة المطاوعة سنة 1196هـ , إن أهل القصيم ذبحوهم مدارةً لابن عريعر الذي يعتبر القصيم تحت ولايته ونفوذه .
وهذا قول غير دقيق , فأهل الجناح " قسم الخوالد " من عنيزة قتلوا داعية الدرعية لأن ولاءهم للعريعر أشد , وأهل " الشماس " قتلوا صاحبهم لأنهم ضد سيطرة أمير بريده عليهم , ولذلك خرجوا من الشماس بعد هذه الحادثة , وأنشأوا مدينة الشماسية " المعروفة شرقي القصيم , ولا أعرف الأسباب التي دعت أهل " الخبرا " لقتل داعيتهم .
وموجز القول : أن هذه البلدان أرادت نقض البيعة مع الدرعية , وخوفا من ابن سعود أرسلوا بمحض إرادتهم إلى " سعود بن عريعر " يطلبون نجدته .
8-الملاحظة الثانية تعددت الأخطاء فيها مثل :
أ- أطلق على " العرف " صفة مخالفة للواقع , فالعرف كان صاحب معاميل الأمير / عبدالله بن رشيد بن محمد بن حسن بن مشعاب , والخوي القائم بشؤون بيته , أي أنه رجل الأمير المقدّم لديه ومحلّ ثقته , وآمل من الأخ والصديق " عبدالرحمن المرشدي " تصحيح هذا الخطأ صوتيا .
ب- أورد البيت الأول من قصيدة " العرف " محرّفاً على النحو التالي :
واديرتي خذها حجيلان لسعود
= بالبوق ولا بالنقا ماقواها
والصحيح الذي لا جدل حوله أن البيت :
واديرتي خذها حجيلان وسعود .... الخ
ولربّما أنه استبدل كلمة ( وسعود ) ليجعل ( البوق ) خاصاً بحجيلان مبرّئاً سعود , وهذا تجاوز منه , أو ممن روى له , وقد قال قاصدا " حجيلان " : " وقدّمها لسعود مقشّــرة " . وأقول لأخي " أبو فهد " : عنيزة معروفة حينذاك في جميع بلاد نجد أنه لا يكسر قشرتها إلا فراخها في أوكارها العالية (( وللضّاريات غِـرّاتها )) . و ( حجيلان ) قائد يحسن الحيلة بقدر ما يحسن القيادة , فهو قائد معروف , وصاحب وفاءٍ للدرعية , وليس أدلّ على ذلك من قتله ابن عمه " سليمان " بيده , لما آنـس منه بعض الخيانة لآل سعود , ولكنّه بالنسبة لهذه الحادثة التي نحن بصددها ما هو إلا قائد بخدمة سيده " سعود " الذي لم يكن يبعد عنه وعن باب البلدة في تلك الليلة أكثر من خمسمائة متر , حيث دعى المهاجمون صاحب الباب بقولهم : افتح الباب وابشر بالأمير , فصدّق الحيلة , ولم يكن يعلم أن أميره لا زال محتجزا عند الإمام الذي أمّـنه عنده في الرياض , ريثما يحقّق ابنه سعود وحجيلان حيلتهما على البلد .
9- أ- أورد البيت الثاني من القصيدة :
لا ثار به بندق ولا ازرق بها عود
= ولا ثار مثلوث الدوى من وراها
ولم ينتبه أنه أغفل دور السيف وكرّر دور البندقية مرتين : وصحة البيت :
لا زْرِق بها عود ولا سِـلّ بالود
= ولا ثار مثلوث الدّخـن من وراها
العود : الرمح , البالود : حديد السيف , مثلوث الدّخن : البارود المصنوع من الكبريت , فحم العُـشَـر , نترات البوتاسيوم .
ب - أسقط البيت :
ليتي حضرت اوماقف الطيب مشهود
= وارخص لها نفسي وروحي فداها
وترتيبه في القصيدة الخامس .
ج - أسقط كذلك البيت :
وأمْـر القدر يمضي على كل مالود
= آمنت .. ما قدّر على النفس جاها
وترتيبه الثامن في القصيدة .
والقصيدة كاملة كالآتي :
واديرتي خذها حجيلان وسعود
= بالبوق ولا بالنقا ما قواها
جونا صباح وأكثر الناس برقود
= وأهل القهاوي مشعلين ضواها
لا زْرِق بها عود ولا سِـلّ بالود
= وْلا ثار مثلوث الدّخن من وراها
مزْنه تصيح ومقْدم الراس مشدود
= ياليتهم ما برّقوا في صْباها
ليتي حضرت اوماقف الطيب مشهود
= وارخص لها نفسي وروحي فداها
لوِ إن أخو طرفة حضر يا فتى الجود
= ما كان صرّت بالمحامل نساها
وارباعتي واللي هقينا بهم زود
= عِزلوا كما عزل الغنم عن ضناها
وأمْـر القدر يمضي على كل مالود
= آمنت .. ما قدّر على النفس جاها
القول : قول العرف ما فيه مجحود
= والنار تحرق رجل منهو وطاها
-------------------------------------------------------------------
1- مزنة : ابنة الأمير , 2- طرفة : أخت الأمير ونخوته ,
وقد وردت عندي في ملحمة " هذي عنيزة " وردت هكذا :
لو كان اخو " مزنة " ... وهو خطأ مني , لأني علمت من أحفاد الأمير أنها " طرفة " للمعلومية .
10- أفاد أن الإمام بعد إسقاط إمارة عبدالله بن رشيد عيّن بعده " إبراهيم بن عفيصان " حيث بدأ يتأمّر عليها غير أهلها . وهذا خطأ , فالإمام - وهذا حكمة منه - ولّى بعد عبدالله الرشيد على عنيزة رجلا منها , وهو الأمير : عبدالله اليحيى أبا الشحم , ولم يتولّى ابن عفيصان في عنيزة إلا سنة 1225هـ , تقريبا حيث توفّي ودفن فيها سنة 1229هـ .
رحم الله جميع من ورد ذكرهم ورحم جميع المسلمين .
عبدا لرحمن بن إبراهيم البطحي
عنيزة - 18/12/1425هـ
|