بسم الله الرحمن الرحيم
ظهر هذا الرجل مُحلقاً في سماء المجد , رافعاً راية مدينة عنيزة لتعانق السحاب ظهر هذا الرجل , فهزّ الجموع , وزلزل الصفوف , وبهر الأنام ظهر زامل بن عبدالله بن سليم , أمير مدينة عنيزة الداهية المحنك ملء إهابه دهاء وذكاء , شموخ وكبرياء , وأنفة وصمود , ليزرع هيبة مدينته في قلوب الخصوم , وليجعل منها باريس نجد , وأجمل مدينة في نجد , وإحدى أجمل مدن جزيرة العرب , يعاونه في ذلك وجهاء مدينة عنيزة من آل بسام وغيرهم ولتكون عنيزة أهم مدينة تجارية نجدية , واكبر مركز لتجارة الخيل
زامل العبدالله
الرجل الذي جعل عنيزة باريس نجد
خرج هذا الفارس البطل فصدح الخياط بأعلى صوته:
يادارنا لا ترهبي يومك سعيد """" حنا مقابيس اللقا ورجالها
هذي عنيزة ما نبيعه بالزهيد """" لافرّعن البيض نحمي جالها
مولده ونشأته:
ولد الامير زامل في مديتة عنيزة في حدود عام 1243هـ لأسرة كريمة شهيرة , وتنتمي إلى بني ثور من سُبيع وهم من سلالة زهري بن جراح الذي بنى أساس مدينة عنيزة في القرن السابع الهجري . جده سليمان (سليم ) الذي توفي حاجاً عام 1246هـ كان مزارعاً وهو جد آل سليم كلهم , حيث انجب خمسة أولاد ,احدهم عبدالله والد زامل , وقد أصبح عبدالله بن سليم أميراً لعنيزة عام 1257هـ وظل أميراً إلى ان قُتل في معركة الغريس عام 1261هـ.
نشأ زامل في كنف والده وتلقى قدراً لابأس به من التعليم وتدرب على الفروسية منذ بواكير شبابه ولاشك انه قد استفاد من خبرة وحنكة والده وأفراد أسرته ورواد مجالسهم وزوارهم من أمراء وزعماء وأعيان وشيوخ قبائل وشعراء ووجهاء وساهم هذا كله وغيره مع الذهن الوقّاد الذي كان يتمتع به في صياغة شخصيته اللآسرة الباهرة فلا غرابة ان يحظى هذا الزعيم بشعبية ساحقة بين أبناء مدينته وأهل منطقته بل وسكان الجزيرة العربية حتى أضحى الكثير من الناس يُسمون اولادهم بأسمه تيمناً وإعجاباً.
في عام 1265هـ تأمر في عنيزة جلوي بن تركي بن عبدالله ثم خرج منها عام 1270هـ وتأمر عبدالله آل يحيى السليم وتوفي عام 1285هـ وتأمر علي السليم ولم يكن له الا اسم الإمارة فقط كما يقول الشيخ محمد بن مانع أما حقيقتها فكانت لزامل العبدالله ثم تأمر زامل حتى قُتل في معركة المليدا في جمادى الأولى عام 1308هـ وخلال هذه الفترة التي تزيد على اربعين عام كان لزمل دور كبير في الأحداث السياسية الدائرة في المنطقة.
ففي عام 1270هـ سعى في إخراج أمير عنيزة واستبداله بغيره (على ماتذكر الرواية الشفهية ) وفي عام 1278هـ كان زامل قائداً لجيش عنيزة في (وقعة رواق) واستطاع الانتصار في هذه المعركه رغم تفوق خصومه عدّة وعتاداً وعدداً ألا انه كعادته كان رحوماً شفيقاً مع إخوته في الدين فحاول قدر المستطاع منع جيشه من قتل خصومه وهذا ما بهر خصومه حتى قال شاعرهم :
بيّض الله وجه زامل وربعٍ له """" يوم ما حمّد باثرنا إلى الصاير
إيـزته منا الـبواريـد والـحله """" والدبش مع باقي الخاير
يشير الى ان زامل وقومه اكتفو بأخذ الأموال دون قتلهم.
وفي عام 1279هـ كان زامل قائد جيش عنيزة في موقعة ( المطر ) وهي معركة أشارت إليها التواريخ النجدية ، والأشعار النبطية ،وفصل أخبارها المستشرق الإنجليزي تشارلز داوتي ، وكان النصر فيها لجيش عنيزة وقد هرب خصومهم فطاردهم أهل عنيزة حتى وصلوا إلى مخيمهم ، لكن زامل منعهم من قتلهم يقول داوتي إن زامل أوقف المذبحة رحمة بإخوانه في الدين ، ثم لم تلبث أن سقطت الأمطار فأبطلت نيرات فتايل البنادق فأصبحوا عاجزين عن الدفاع بعد أن أصبحت البنادق بين أيديهم عديمة الفائدة ، فاضطر رجال عنيزة الإنسحاب ولكن رجال الخيّالة ( من الخصوم ) انقضوا عليهم بسيوفهم وكان عددهم يزيد على الألف ، فهلك في أثناء الحرب مائتان من رجال عنيزة .
وداوتي يخالف بذلك المؤرخ ابن عيسى الذي يذكر أن عدد القتلى من أهل عنيزة 400 ر جل ، وقد سميت هذه المعركة بوقعة المطر ، بسبب هطول المطر أثناء المعركة وإبطاله مفعول بنادق أهل عنيزة ( الفتيل ) . وفي هذه الموقعة يقول شاعر من عنيزة :
هذي عنيزة ماتهام ولا تضام = مثل الحنيش الجظف يرهب من سواه
لو الجدا قومك تعديت الخيام = مير إن والي العرش مدك من سماه
وفي عام 1289هـ تعرضت عنيزة إلى اعتداء على حماها من جانب احدى القبائل ، ولم تفد المفاوضات التي قام بها زامل في ابعادهم عن حماها ، مما اضطره إلى ارسال سرية لقتالهم ، فقاتلوهم وهزموهم وسلبوا ابل شيخهم الشهيرة وطلب زعميهم الامان من زامل فأمّنه وأكرمه .
وفي عام 1295هـ اعتدت احدى القبائل على حمى اهل عنيزة ، ونزلوا في الشقيق والغميس وضيّقوا على أهل عنيزة ، فأرسل لهم زامل راجياً أن يذهبوا عن حمى عنيزة ، فالفلاة واسعة والمراعي كثيرة ، لكنهم ابو ، فاستشار زامل قاضي عنيزة الشيخ / علي المحمد الراشد (ت 1304 ) ، واستفتاه في جواز قتالهم ، فاجاز له ذلك ، فقاد زامل الجيش بنفسه وقاتلهم وهزمهم هزيمة ساحقة ، وتعرف هذه المعركة بمعركة ( دخنة ) .
وفي تلك الفترة التي كانت فيها الصراعات قائمة بين الأخوة على أشدها ، حاول بعضهم اجتذاب زامل السليم إلى صفه ، ولكنه رفض المشاركة في حروب تضر بالمنطقة ولا تنفعها . وكان- رحمه الله – يستمع إلى مشورة الوجيه الثري عبدالله بن عبدالرحمن البسام ، الذي عرف بحكمته ، وحسن تصرفه ، وتصرفه للأمور .
تحالف الأمير زامل السليم مع أمير بريدة القوي حسن المهنا لمواجهة أي خطر يواجه منطقة القصيم , ثم عقد الأميران حلفاً دفاعياً مشتركاً مع الإمام عبد الرحمن الفيصل ، لكن القوة الآتية من الشمال كانت أقوى من الجميع ، ولما وقعت معركة المليدا سنة 1308هـ ، في القصيم اسفرت في النهاية عن هزيمة جيش القصيم الذي يقوده الأميران زامل وحسن المهنا ، وأسفرت أيضاً عن فاجعة عمت مدينة عنيزة ألا وهي مقتل هذا الأمير الشاعر الفارس الداهية الشجاع زامل بن عبدالله بن سليم – رحمه الله –
# الداهية :
عرف زامل بن سليم برجاحة العقل ، حتى أصبح يضرب به المثل عند الناس ، فإذا أعجبهم عقل إنسان قالوا (اعقل من زامل ) .. وكان داهية من دهاة العرب ، متوقد الذهن ، سريع البديهة ، فطناً ، لبيباً ، وتذكر الرواية الشعبية عنه العديد من القصص والحكايات في ذلك ، في بعضها مبالغة ، ولكن حتماً بعضها الآخر ثابت فعلاً .
وقد وصفه أحد الأمراء المنافسين بالكاهن ، - أي ساحر - لما رأى منه من دهاء هاله وبهره ، وقال عنه الأمير محمد بن رشيد – فيما تذكره الرواية الشعبية – ( لو فيه احد يدري ويشوف وش ورا هالجدار فهو زامل السليم ) .. أو قال ( زامل يشوف اللي ورا الجدار ) .. وذلك بعد أن لم تنطل إحدى الخطط الحربية التي قام بها .
وتذكر رواية أخرى أن شاعر عنيزة الشهير محمد العبدالله القاضي – رحمه الله – كتب قصيدة في مدح الأمير طلال بن عبدالله بن رشيد – رحمه الله – بعد انتصاره في معركة الجوف وأرسلها مع نجاب حائل إلى حائل ، فنما العلم إلى أمير عنيزة زامل فامر بإحضار النجاب ، ولما حضر بين يديه وكان خائفاً مرتبكاً ، فقابله زامل بلطف ، ومازحه حتى سكن واطمأن ، ثم طلب منه قصيدة القاضي كي يقرأها موهماً إياه إنه لشدة إعجابه بشعر القاضي يريد قراءتها ، فسلمها له النجاب بكل ارتياح وبدأ زامل بالقراءة :
طلال لو قلبك حجر أو حديد """" امداه من حامي وطيس الوغى ذاب
صميدع صنديد قرم عنيد """" شهم وفي هيلعي ووهاب
كسيت حكمك ثوب عز جديد """ وسلبت حال عداك ياعز الأقارب
بحرب وضرب شاب منه الوليد """ يا طيب من عاداك يوم ولا شاب
ياليت حكمك عندنا يالرشيد """" ما يوخذ زملنا من ورا الباب
وكان هذا البيت هو قاصمة الظهر بالنسبة لزامل ، فالقاضي يتمنى لو كان طلال بن رشيد أميراً لمدينة عنيزة ليحميها ، وهذا يعني أن زاملاً عاجز عن حمايتها ، عندها جذب زامل القصيدة بقوة حتى انشقت، وأبدى أسفه المصطنع على ما بدر منه ، وقال للرسول : من الأفضل ان ننقل القصيدة على ورقة سليمة ، فلا يليق أن تصل إلى الأمير طلال بهذا الشكل ، واقتنع الرسول ، وبدا زامل بإملاء القصيدة على كاتبه حتى وصل إلى البيت الذي أثار حفيظته ، فأشار إلى أحد رجاله أن يشاغل النجاب ويلفت انتباهه عن السماع ، ثم حذف ذلك البيت وأدخل مكانه بيتاً جديداً من نفس القافية والوزن يقول فيه :
يا أمير أنا طالبك مية مجيدي """" مع مشلح يا أمير ترى مشلحي ذاب
وكان هذا البيت كفيلاً ان يلغي قيمة القصيدة المعنوية ويجعل هدفها هو الإستجداء وطلب المعونة وليس المدح الصادق النابع من منطلق الإعجاب وهو ما عرف عن القاضي في كل قصائده ولكن ابن رشيد على ما تذكر الرواية استطاع اكتشاف الخطة بمساعدة عمه الأمير عبيد ، كما تشيرإحدى الروايات الشفهية إلى أنه استطاع عام1270هـ ، بفضل حيلة استخدمها – لا يتسع المجال لذكرها – من إخراج أمير عنيزة المعّين من قبل الإمام فيصل بن تركي .
* الرحالة الإيطالي غوار ماني يتحدث عن زامل :
في عام 1280هـ / 1864م ، زار الرحالة الإيطالي كارلو غوارماني مدينة عنيزة التي كانت أكبر مركز لتجارة الخيول في المنطقة ، ومن أهدافه شراء مجموعة من الخيول ، ووصف هذا الرحالة مدينة عنيزة بانها أكبر مدن نجد ، والتقى غوارماني بزامل الذي لم يكن بعد قد تولى الإمارة فقال عنه :
( أولاني الأمير زامل كل انتباه ظاناً أنني مسلم ، وأنني موظف تركي ، وبسبب ذكائه وسلاسة طبعه فقد كان يتمتع بنفوذ في المدينة أكبر من نفوذ ابن عمه الحاكم . وكانت له لحية وشارب وشعر كثيف جداً ، وهو قوي البنية . متوسط الطول ، ويبلغ من العمر خمسة وخمسين عاماً , وناقش خطط الإصلاح معي فترة من الوقت ، وشرح لي رغبته في رؤية شعب نجد حراً مرة أخرى ).
ثم ذكر غوارماني بعض النقاشات التي دارت بينه وبين زامل ، لينتقل بعد ذلك إلى وصف شعره وكوفيته :
( ويحلق جميع القصمان شواربهم ورؤسهم ، أما الأمير زامل فلا يحلق شيئاً ( أعطاه الله إياه ) ويطلق شعره كما هي عادة معظم البدو ويفرقه إلى أربع ضفائر . وهناك منديل تحت الكوفية يخفيها عن العيون . وبالإستفادة من لطف الأمير و عنيبر ( مرافقه ) طلبت منهم اصطحابي إلى تجار الخيول ) .
ومن الواضح خطأ تقدير غوارماني لعمر زامل ، الذي كان حينها في السابعة والثلاثين من عمره ، حسب ما أفادني به بعض أحفاده من أن ولادته كانت سنة 1243هـ ، وقد انتبه لهذا الخطأ الجغرافي الكبير دوجلاس كاروتزر ، الذي قدم لهذا الكتاب وعلق عليه في طبعته الإنجليزية منبهاً إلى ذلك :
( زامل السليم أمير عنيزة كان آنذاك حوالي خمسة وثلاثين عاماً من العمر ، وكان قدره أن يصبح مشهوراً جداً في جزيرة العرب . فهو بطل استقلال مدينته التي حافظت على استقلالها لمدة أطول من اية واحة أخرى .. وكان – أي زامل – هو الذي صادف داوتي بعد عشر سنوات والذي بدأ لهم أنه رجل طيب ، حتى لأعدائه .. وقتل أخيراً في معركة سنة 1891هـ )
* تشارلز مع داوتي مع زامل :
أما المستشرق الإنجليزي تشارلز داوتي ، والذي زار مدينة عنيزة آنذاك فقد التقى بالأمير زامل السليم ، وجالسه ، وتحدث معه ، وسمع العديد من أخباره ووصفه بالذكاء والدهاء وسعة الأفق والتسامح ، وذكر أنه حينما انتصر على خصومه في إحدى المعارك ، ولا ذوا بالفرار ، بدا جنود عنيزة وفرسانها بمطاردتهم وقتلهم ، لكن زامل السليم منعهم من ذلك وأوقف المذبحة رحمة بإخوانه في الدين .
وهذا النص يبين لنا جانباً من جوانب عظمة زامل السليم ، وأفقه الرحب ، وتسامحه اللامحدود ، فهو لا يدخل الحرب إلا مظطراً لها ، وإذا حارب مظطراً مجبراً فهو يقاتل بأخلاقية القائد النبيل المتمسك بتعاليم دينه .
همه الدفاع عن مدينته ، لا التشفي والإنتقام من خصومه .
* مدائحه :
قال الشاعر : عبدالعزيز بن محمد العبدالله القاضي في مدح الأمير زامل السليم قصيدة رائعة مطلعها :
أراق دمع سجم بالموق هطال """"" من فوق خدي وصار الويل ولوال
ومنها :
سر يا رسول بها مع السلام إلى """" زيني سنادي ذرا المظهور والجالي
ريف المقلين في غبر السنين إلى """ صار القرى بعد ما شح المطر غالي
ليث الوقايع حمى دن العياد بها """ ودارت رحى الحرب ويتلف فيه الأبطال
فصّال فعّال نقاضّ لما فتلوا """" وإلى حمى به وطيس الحرب فعّال
إلى صاح يوم المنايا الحايمات ملك """" فمهنده هو سببهم أول وتالي
امضى القضا مامضى في هزيعة """"" والقاع من دم أبطال الوغى سال
زامل كعام الأعادي كاسب الثنا """"" الحمد والمجد له به مرتب عال
زبون جل العدى والجود جلله """" وافي خصال المعالي دق وجلال
ياشيخ ياميمر الفيحا ياستره """"" يا مجدد الباس مجده عقب الأفعال
و الفيحاء من ألقاب مدينة عنيزة
وللشاعر عبدالله بن ابراهيم الجابر الخويطر قصيدة مروبعة في مدح الأمير زامل مطلعها :
ياركب يا مترحلين هجاهيج """" نحايف فج عجاف حراجيج
خضع الرقاب مبعدات المناهيج """ يدنن بعيد البيد عجلات الأدلاج
ويمضي في قصيدته واصفأ هذه النياق إلى أن يحمل راكبها سلاماً زكياً حاراً كعدد البروق اللامعة في كبد السماء ، والأمواج التي تحركها الرياح وعدد حجاج بيت الله ، وماركب على الإبل من راكب ، وما تلالا بالسماء من نجوم وكواكب ، سلاما من اعماق القلب ، وكوامن الفؤاد ، مركبا منظما كعقود اللؤلؤ ، وكالجواهر المنظومة ، سلاما اطيب رائحة من الطيب ( العود ) الفاخر ، واعذب من ماء السحاب . لمن يذهب هذا السلام ولمن يهدي ؟!
أخن وأنوج من جنا فاخر الطيب """" والذواحلا من مجماج الملاجيب
يهدى لمسد الجود ريف المراكيب """" زامل الى جنب هل الهجن هلباج
هو ماهل العاني ومندى خياره """" شيخ براسه فاح خمر النماره
كل هفا عن طولته وافتخاره """" زبن المخيف المجرم الجالي الداج
حامي حما الفيحا وعزه سوره """" فيحا الجباحي الربا من نفوره
دار لها بعيون الاضداد صوره """" اعز من نصر مقام وصنهاج
دار الرخا والجود دار الرخيين """"" دار الصخا والفضل دار المجلين
الا ولا ياطاه حكم السلاطين """" ماوقف الضباط فيها ولا داج
دار النقا دار الكرام الوهاهيب """" دار السقى دار العدام الحراريب
عيين عدمين تعايوا على الطيب """" ماطاوعوا بارخاصها كل ملاج
فتال صعب الراي حبر الذهاني """" ادهى من الكاهن بحل المعاني
كافل عن الجيران ضيف وعاني """" ولا ترفد بالبخاشيش والباج
مطفي لظى الهيجا نهار الطرادي """ مرخي على الصابور راس الجوادي
لاجن مثل مقاطرات الجوادي """" لاقوض الهودج سريعات الامعاج
* باريس نجد :
حينما زار الاديب اللبناني امين الريحاني مدينة عنيزة عام 1341 هـ ، وصفها بقوله :
( عنيزة قطب الذوق والادب ، باريس نجد ، وهي اجمل من باريس اذا اشرقت عليها الصفراء ، لان ليس في باريس نخيل ، وليس لباريس منطقة من ذهب النفود ، بل هي اجمل من باريس حين اشرقت ) .
ولقد ذاع هذا الوصف في الافاق ، واصبح ( باريس نجد ) لقبا من القاب مدينة عنيزة اضافة الى الفيحاء .
ولا شك ان وجد زامل كأمير لمدينة عنيزة ، في فترة سابقة على الفترة التي جاء فيها الريحاني ساهم في تطور وازدهار مدينة عنيزة .
* انتصر زامل وولد الملك عبدالعزيز :
يذكر الراوية الراحل محمد العلي العبيد ( 1302 - 1399 هـ ) في كتابه ( النجم اللامع ) انه سمع عبدالرحمن العبدالعزيز الزامل السليم ( ت 1402 هـ ) يقول : انه كان عند الامام عبدالرحمن الفيصل فساله :
( متى كون " معركة " جدة زامل السليم فوق دخنة ؟ فاجابه عبدالرحمن السليم بان هذه المعركة في سنة 1295هـ ، فقال الامام عبد الرحمن الفيصل : انه اتاني بشير جدك زامل على دخنة وبشير ولادة ولدي عبد العزيز بيوم واحد .
ومن المعروف ان اشهر الاقوال في سنة ميلاد الملك عبد العزيز ثلاثة :
سنة 1292 هـ ، وهي الارجح ، وهو قول الامير عبد الله بن عبد الرحمن ، رحمه الله ، اخو الملك عبد العزيز ، وسنة 1295 هـ ، اعتمادا على هذه الرواية ، وسنة 1297 هـ وهي رواية مشهورة مذكورة في عدد من الكتب الا انها لاتصح .
وربما يكون البشير جاء الى الامام عبد الرحمن مبشرا بولادة ابنه محمد ، اذ ان الامير محمد بن عبد الرحمن ، رحمه الله ، يصغر الملك بحدود العامين . ويبدو ان احد الثلاثة قد وهم فذكر انه عبد العزيز
* من اشعاره :
هذه القصيدة قالها شاعرنا وفارسنا زامل السليم عندما كان هو واهل القصيم مع جيش الامام فيصل بن تركي في عمان سنة 1269 هـ ، بقيادة ابنه عبد الله الفيصل :
نحمد المعبود يا حمود جياب المطر """" خير كل الملا ترتجي فضايله
ياودود رازق الدود في صم الصخر """" مستجيب للدعاء مايخيب سايله
عز قوم نازلين على جال الخطر """" في مفيض العتش درب الجموع الصايلة
عزهم بالدين والنصر وسهوم الظفر """" محتزين عن رماة تجينا عايلة
نضرب البر العبر مانخاف من الخطر """" بامر شيخ مقدم قد مضت فعايله
من عصا الاسلام ما زبنه عنا البحر """" ماظهر من غبته كود نفسه زايله
ذالنا بعمان حول وبه زايد شهر """" والنسا من عقبنا ياعشيري حايله
ربعي القصمان مامنهم اللي ماحضر """" كلهم ياشيخ كسابه للطايله
مع شيخ كنه الحر لامنه شهر """" ظاهر للدين يبغى يعدل مايله
مع هل العوجا كما السيل لامنه هدر """" من وقف بنحورهم ركزت مصايله
غير متصل
