بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم روحمة الله وبركاته
فضيلة العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الغديان : هذه القاعدة ، قاعدة من الوضع الجديد ، يعني : ما هي من
القواعد العلمية من قواعد الأولين ؛ لأن هذه ممكن يستخدمها اليهود والنصارى والمسلمون ، يقولون : حنا نتفق
على وجود الله ، خلونا نتفق على وجود الله وكل واحد له دينه ، بمعنى : أن حنا نعترف بالأديان الباطلة ، وهذا
ليس بصحيح ؛ لأن الله - جل وعلا - يقول : ? وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ? . ويقول : ? إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ
اللهِ الإِسْلامُ ? . ويقول للرسول - صلى الله عليه وسلم - : ? فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ? .
فهذه القاعدة يعني : يمكن تطبيقها على ما ذكرت لكم ، يعني : جميع الأديان الموجودة على وجه الأرض يتفقون
على وجود الله ، يقول : إن نبي نتفق على وجود الله ، لكن كل على دينه يسمون هذا إباحية الأديان ؛ لأن فيه :
إباحية الأديان ، وإباحية العقول ، وإباحية الأعراض ، وإباحية النفوس ، إباحية النفوس مثل : ما يجري الآن من
هل القتل ، وإباحية الأعراض مثل : اللواط ، ومثل : الزنا ، مثل : رئيس دولة فيه دكتور أو بروفسور ، وفيه عضو
في مجلس الشورى عندهم في بلدهم ، العضو الذي في مجلس الشورى تزوج البروفسور الذي يدرس في
الجامعة ، ورئيس الدولة يقول : إن هذا دليل على أن هذه الدولة تطبق الديمقراطية ، هذه الديمقراطية اللي
يدعون بها الآن ، هي عبارة عن إباحية العقول من ناحية المسكرات ، وإباحية الأعراض ، أنا قرأت في قرار صادر
من مؤتمر عقد في الصين ، ومما جاء في مسألة الإباحية ، مسألة الديمقراطية ، ومما جاء فيه أنه يجوز للرجل
أن يتزوج الرجل ، ويجوز للمرأة أن تتزوج المرأة ؛ فهل هذه مقاييس وضعها الله - جل وعلا - ؟ أم أن هذه
المقاييس وضعها أعداء الله - جل وعلا - ؟ فنترك شرع الله في جهة ونأخذ بقوانين الخلق من جهة أخرى ، هذا
ما يجوز ؛ فهذه القاعدة : هي مدخل لهذا الكلام الذي ذكرت لكم ؛ أما بالنظر للاختلاف الفروع الفقهية التي
تتجاذبها الأدلة ، ويختلف فيها علماء على مستوى العلم ، هذا ما فيه مانع له ، لكن هل يطبقونها على ما ذكرت
لكم .