سؤل الشيخ عبدالله بن جبرين عن نسب قبيلة الأشراف في الخرمة وغيرها فأجاب ،،
س / هل لطبقة السادة ( الأشراف الهاشميين ) مزيةعلى غيرهم من عامة المسلمين ؟ حيث إن البعض يعظمهم إلى درجة التقديس ، وماهو الحق الواجب لهم على غيرهم في التعامل معهم ؟
ج / كان لهم مزية في العهد النبوي ، وما قرب منه ، حيث منعهم من أخذ الزكاة ، لأنها أوساخ الناس ، ولكن هذه المزية قد ضعفت في هذا العهد ، وذلك لبعدهم عن النسب الهاشمي ، فإن أولئك كانوا يجتمعون مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجد الثالث ، أو نحوه ، وهؤلاء إنما يجتمعون به بعد ثلاثين جداً أو أربعين ، فضعفت تلك المزية ، والظاهر : أنها تحل لهم الزكاة إذا كانوا فقراء أو غارمين ، وأما تعظيمهم وتقديسهم فلا يجوز ذلك ، وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم من يعظمه ، كما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال له رجل : ياخير البرية ، فقال (ذاك إبراهيم ) وقال صلى الله عليه وسلم ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله ) وكان دائماً يتواضع ويقول : ( إنما أنا عبد ، أجلس كما يجلس العبد ، وآكل كما يأكل العبد ) ولما أن بعض الأعراب أظهر له هيبة نهاه عن ذلك وقال : ( إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد ) ، واختار أن يوصف بأنه عبد ورسول ، وكل ذلك دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب التواضع ، ولاشك أن من يدعون أنهم من الهاشميين في دعواهم نظر ، وذلك لبعد النسب ، ولاختلاط الأنساب في القرون الماضية ، ولأن كثيراً من العرب قد يريدون الشرف ، فيدعون أنهم من بني هاشم ، ويصدقهم الناس ، فعلى هذا لا يجوز تعظيمهم ولا تقديسهم ، وإنما هم كسائر الناس ، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي .
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه
فلا تترك التقوى اتكا لاً على النسب